روايات

رواية حكاية قديمة الفصل السادس 6 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة الفصل السادس 6 بقلم مارينا عطية

رواية حكاية قديمة البارت السادس

رواية حكاية قديمة الجزء السادس

رواية حكاية قديمة
رواية حكاية قديمة

رواية حكاية قديمة الحلقة السادسة

“- خلاص أنا لقيت الحل”
قالتها بعد ما سبتنا شوية واقفين لما جالها مُكالمة تليفون.
_ حل أيه ؟
“- بصوا أنتوا زي بناتي وأنا مرداش ليكم البهدلة وواضح يعني أنكم ولاد ناس ومش من هنا كمان”
فضلنا ساكتين لغاية ما تكمل باقية كلامها.
“- آدم بعد ما نزل كلمني، وأقترح عليا أنكم تفضلوا في الشقة لغاية ما آنسة آمل تخف وبعد كدة تقدروا تتحركوا براحتكم”
_ أيوة بس يا طنط مينفعش صدقيني
“- أعتبريني زي ماما يا حبيبتي، أنا ميرضنيش بهدلة ولاد الناس”
لما قالت الكلمة دي قلبي أنفطر.
_ صدقيني مش هينفع.
وبعد شد كبير وإلحاح كبير منها وصلنا لحل وسط.

 

“- خلاص اعتبروا نفسكم مأجرين الشقة أيه رأيك ؟”
بصيت لأمل وهي بتهز في راسها بالموافقة.
“- لغاية ما تخف بس ”
إبتسمت وحسيت أن الحل ده جاي من عند ربنا علشان يريحنا شوية من تعب الطريق والتفكير.
طلعنا الشقة تاني
قعدنا أستريحنا من التعب.
° والشقة التانية ؟
_ سبت لهم الإيجار تحت الباب.
° مش هيتكلموا أزاي سابوا الشقة والكلام ده ؟
_ اللي يتكلم يتكلم يا أمل، خلينا في هَمنا وراحتنا أحنا ملناش دعوة بحد.
° عندك حق.
_ هروح أقفل الباب وجاية لك.
روحت عند الباب كُنت بحط المفتاح في الباب علشان أتربسه لقيت الجرس بتاع الشقة بيرن، قلبي أتقبض.

 

فتح الباب ليها كانت مامته.
“- دول شوية أكل للعشى”
_ يا طنط والله ده كتير أوي.
“- مش كتير ولا حاجة، الف هنا”
سابت الصُنية ليا ولسه بتخطي خطوتين علشان تنزل.
_ هو فيه سوق بكرة ؟
“- اه يا حبيبتي فيه حابة تروحي ؟”
_ ياريت.
“- أنا هروح هخبط عليكِ الصُبح علشان نروح مع بعض”
إبتسمتلها.
_ أتفقنا.
حنية قلبها بتفكرني بيها بالظبط، لكنها مش زيها أبدًا مفيش حد هيعوض حنانها في قلبي ولا هياخد مكانها في يوم.
نزلت معاها كانت بتتسند عليا أكمنها ست كبيرة ومش بتقدر تمشي بسُرعة، أستغربتها من حركتها رغم كبر سنها قادرة أنها تقاوم وتتحرك حتى لو حركة بسيطة كل يوم بس مش سايبة نفسها للمرض.
“- مناديل، مناديل يا أستاذة”

 

ناديت على البنت اللي بتبيع المناديل.
_ تعالي.
خدت منها باكو مناديل وأديتها فلوس ومردتش أخد منها الباقي
_ علشانك.
ضحكت وعينها خرجت قلوب.
“- الله يبارك لك يا ست هانم، ربنا يجازي قلبك خير وبركة ويراضيكِ.
ربنا يكرمك في طريقك بكل خطوات السلامة يا هانم”
كأن قلبي مستني الدعوات الحلوة دي، كأنه طفل صغير عاوز يتشعبط في لعبة صغيرة ياخد منها حبة أمل.
فرحت زي الطفل الصغير اللي لما حل المسألة صح أخد نجمة وعشرة من عشرة فرحت فرحته.
“- شكلك طيبة أوي يا جميلة”
لفتت انتباهي.
_ أنا ؟
“- أنا بعرف الناس من عينهم خلي بالك”
ضحكت ليها.
_ وعنيا قالت أيه ؟
ضحكت ومردتش ترُد عليا.
“- قولي لي بقى بتعرفي تشتري خضار ؟ ”
_ أوي أوي.
روحنا قبل معاد الغدا بشوية، طرت على الشقة علشان أطمن على أمل ومروان ولقيتهم لسه نايمين.

 

دخلت المطبخ عملت الغدا وصحيتهم
سحبت صنية وحطيت فيها الأكل اللي عملته.
وقفت عند باب الشقة أفتح الباب.
° أنتِ رايحة فين ؟
رديت عليها بإبستامة.
_ الست طالعة نازلة بالأكل، عيب أوي يعني هنزلها.
° فيكِ خير.
مش معقولة القي حد طيب بالشكل ده ومدهوش جزء من حنيتة وطيبته خصوصًا لو كانت بدون مقابل.
خبطت عليها الشقة وأداتها الأكل اللي عملته.
_ والله يا طنط عاملها بإيدي.
شكرتني ومشيت من عندها، ملامحها طيبة أوي وحنينه.
“- أنا عاوز العب”
_ العب هنا.
“- لا عاوز العب بالكورة”
_ لا مينفعش يا مروان، أحنا مش مطولين هنا.
“- مليش دعوة مليش دعوة ”
_ يوووه بقى يا مروان متعبنيش.
قعد على الكنبة وفضل يعيط.
قربت منه وبوسته

 

_ خلاص، خلاص بقى يا مروان.
أمل صحيت على صوت البُكا وجت جمبنا.
° في إيه؟
_ عاوز يلعب.
° ماتخليه يلعب.
_ يلعب تحت يا أمل!
° طب خلاص أنا هقف في البلكونة أبُص عليه.
فرح وحضنها ونزل.
_ خلاص يعني أنا بقيت الشريرة دلوقتي!
نزل مروان في الشارع بيلعب كنت بغيب وأبُص عليه من البلكونة وكنت قاعدة بنضف في الشقة، بلف رُكن رُكن وبشيل التُراب من كل حتة فيها، برتب كل حاجة من أول جديد على شكل قلبي وشكل مريح ليهم علشان يستريحوا، بشيل الملايات بتاعت السرير من أول وجديد وبحط اللي يُخصنا واللي شبهنا، برتب كل حاجة في المطبخ الأطباق والكوبيات والحلل، والطاسات.
برتب دُرف الهدوم وبدخل أوضة البلكونة أعمل رُكن خاص بالكتب والروايات اللي بحبها، مكتبة خاصة بيا بس صغيرة !
بحط فيهم اللمسة الأخيرة، بلمح أمل وهي قاعدة حزينة، بائسة، بتبص للشارع كأنه أملها الوحيد في النزول للنجاة.
كانت أمل قاعدة في البلكونة ماسكة تليفونها وبتبص فيه تتأمل
قربت عليها.

 

_ بتعملي إية ؟
أتنفضت وأتخضت.
° مش بعمل !
لامحت أنها بتشيل الموبيل من إيدها وبتخبيه وراها.
_ أمل بتعملي أيه ؟
أرتبكت وبان عليها الإرتباك.
قربت عليها وأنا بطبطب عليها، سحبت الكُرسي أقعد جمبها.
_ أوعي تكوني قولتِ لكرم حاجة يا أمل ؟
° ها لا طبعًا.
_ أمل، أوعي تكوني قولتِ لكرم مكانا يا أمل.
° لا لا..
_ يا أمل!
° أنتِ بتكريه ليه كدة؟
_ ناسية يا أمل ناسية عمل أيه وفرج عليكِ الناس في الحارة أزاي لما كان خطيبك !
فاكرة ولا أفكرك؟
فاكرة كان بيسيبك بالأيام أزاي من غير ما يسأل عنك ولو يوم واحد.
فاكرة كلمة بحبك اللي عمره ما قالها غير بعد كل أهانة ليكِ علشان بس يهديكِ.

 

ده مش حُب يا أمل ده قلة حيلة،
عُمر ما الحُب كان خوف طول الوقت.
بالعكس أحنا بنطمن لما بنحب مش العكس يا أمل، أحنا مش بنحب علشان يطمنا.
لا أحنا لما بنلاقي نفسنا وقعنا في الحُب بنطمن لوحدنا فهماني يا أمل؟
الدموع نزلت من عينها روحت علشان أحضنها.
_ أنا جمبك ومعاكِ، جواكِ أوعي تخافي.
بوستها في راسها، عيني كانت عليها وعين تانية على مروان.
سبتها بسرعة وجريت على السور أبُص كويس.
ناديت بعلو صوتي بخضة.
_ مروان، مروان.
مردش..
_ مروان!
قامت مفزوعة تتعكز عليا.
° هو راح فين ؟
_ معرفش معرفش.
سحبت المفاتيح علشان أنزل أبُص عليه في الشارع.
_ خليكِ هنا متتحركيش.
كنت بكلمها وبقرب من الشقة علشان أفتحها.
وصلت لعند الباب ولقيت الجرس بيرن.
فتحت لقيته في وشي.

 

شديته في حضني بخضة وأنا بسأله بقلق.
_ كنت فين يا مروان!
كان ماسك كيس حلويات في إيده.
دخل وقعد
“- كنت عند طنط للي تحت”
قفلت الباب وجيت جمبه.
_ بتعمل أيه ؟
“- نادت عليا وقالت ليا خدهم”
_ طب مش …
قاطعني
“- طنط تحت عوزاكِ”
_ طنط مين ؟
أمل قربت منه وكانت بتطمن عليه وهي بتبص عليا.
° أنا سامعة حد بينادي.
قمت فتحت الشقة لقيتها فعلًا بتنادي.
“- يا جميلة يا جميلة”
رديت عليها من بير السلم.
_ أيوة يا طنط.
“- هاتي أمل وتعالي يا حبيبتي”
_ في حاجة ؟
“- تعالوا أتعشوا”

 

_ يا طنط شكرًا تعبينك.
“- يلا يا جميلة أنزلي”
جهزنا أنا وأمل ومروان ونزلنا عندها، دخلنا من باب الشقة كنت شامة ريحة المحشي بتتغلغل جوه قلبي من حلاوتها ! فكرتني بريحة محشي أمي اللي كان يجيب أخر العمارة.
دخلنا جوه لقينا آدم وأبوه قاعدين على السُفرة.
دخلت خبطت سمعتها جوه من المطبخ.
“- تعالي يا جميلة”
دخلت ساعدت معاها،
كل لحظة كنت بخطيها جوه شقتهم كنت بحس أن سنين الزمن رجعت بيا خطوات كبيرة لورا وخدتني في حُضنها وبدأت تضحك ليا من تاني!
أمل كانت بتبص ليا وكأنها نفسها كلهم يقوموا علشان تاكل المحشي براحتها.
بتحبه جدًا بكل أنواعه وخاصةٍ ورق العنب.
“- خد الشاي يا أبو آدم”
“- مش جميلة هي اللي عملت الغدا وجابته أنهاردة”
رد عليها بود زيها.
“- تسلم إيدها والله الأكل كان حلو أوي”
آدم بص ليا ورفع حواجبه وبعين مغمضة وهو بيشرب الشاي.
= وأنا أقول حسيت بطعم غريب في الأكل.
مستفز! أكبر مستفز في العالم يخربيت تناحته.
_ غريب أزاي يعني ؟
مردش عليا وبص وضحك أستنيته علشان يرُد.
فرجعت أسأله من تاني.

 

_ أكلي غريب أزاي !
مردش برضه، سحب المفاتيح من التربيزة وباس راس أمه وإيد أبوه كان بيستأذنهم علشان ينزل.
قرب عليا بشوية وهو بيسحب المفاتيح بتاعت العربية.
= المروخية ناقصة ملح، أبقي أظبطي إيدك بعد كده.
والرُز معجن أنا بحب أكله مفلفل روزايه روزايه.
أتعصبت! كان نفسي أضريه على وشه، بصيت ليهم لقيتهم كلهم ملهين وهما بيتفرجوا.
معرفتش أرد عليه علشان كان نزل.
بقى أنا رزي معجن ومروخيتي ناقصة ملح !
طب بس لما ترجع.
كنت قاعدة متعصبة وسرحانة مكنتش منتبه معاهم بصراحة.
“- مالك يا جميلة سرحانة في أيه ؟”
_ مليش يا طنط سلامتك، أحنا هنطلع علشان ننام.
مسكت إيدي.
“- أستني يا حبيبتي”
دخلت جوه المطبخ وحضرت شوية أكل ولفتهم وأدتهملنا.

 

طلعنا فوق..
منمتش، معرفتش أنام.
كنت قاعدة متغاظة وعاوزة أمسكه أعرفه غلطه!
يرجع بس.
فضلت واقفة في البلكونة من غيظي وأنا قاعدة فيها باكل ضوافري من عصبيتي.
معرفتش أنام غير لما أزعله زي ما زعلني بالظبط.
ربنا يعصبه زي ما عصبني يوه!
لامحت عربيته بتركن تحت، طرت أخدت المفاتيح وفتحت باب الشقة براحة علشان محدش يسمع الصوت.
فضلت واقفة على السلم لغاية ما يدخل من باب العمارة.
لامحته بيدخل وبيطلع السلالم.
نزلت معاه السلالم علشان نتقابل عند شقتهم بالظبط وأدهمله.
كان بيدندن بصوت واطي.
” أهل الحب صحيح مساكين…صحيح مساكين”
وقفت عند شقتهم وهو لسه بيفتح الباب ومديني ضهره.
_ أنت!
بص وراه ولاقاني ف أتخض.
_ بخض أنا !
= أيوة بصراحة.
_ طب شيل السماعات دي من ودنك.
= شيل ؟
قالها وهو بيرفع حواجبه.
_ أنا ملوخيتي ناقصة ملح ؟
سند إيده على السلم وهو بيقرب بشوية.
= هي ملوخية ولا مروخية ؟

 

_ مروخية.
= ولا ملوخية ؟
_ ملوخية.
رفع حواجبه وضحك.
= ولا مروخية.
_ البتاعة الخضرا مش موضوعنا.
كان باصص وساكت، اول مرة أشوف ملامحه عن قُرب كانت ملامحة وريحته وضحكته وهما قريبين حلوين أوي.
= والله لو عوزاني أجرب، ف أنا بحب البامية أكتر
بتعرفي تعملي بامية ؟
_ أيوة بعرف.
= وياترى هتعمليها حلو ولا مالحة ؟
_ على فكرة أنا نفسي حلو طول عُمري.
= والله أنا ممكن أجرب لو مش هيضايقك.
بس شكلك مبتعرفيش تعملي.
_ على فكرة بعرف أعمل.
= مش واضح عليكِ، لا أنتِ مبتعرفيش.
_ لا بعرف والله وهتشوف.
قرب بشوية.
= هشوف أيه ؟
أتعصبت من طريقته.
_ على فكرة أنت مستفز.
قولتها بعصبية من شده نرفزتي.
قرب ليا شوية بغضب.
= عارفة لو حد غيرك قال كدة مكنتش خليته يخطي خطوة وهو سليم.
قرب بشوبة تاني وهو بيبتسم.
= بس أنا مسامحك.

 

كنت لسة هفتح بوقي وأرُد وأتكلم.
لقيت أبوه خرج من باب الشقة وهو مخضوض.
أول ما لاقاه في وشه جري عليه بخضة.
“- الحقني يا أبني الحقني”
رد عليه بسُرعة وهو بيحط إيده على كفته.
= في أيه يا ابويا في أيه!
“- أمك…أمك جوه قاطعة النفس وكنت خارج أشوفلها دكتور”
بخضة وقلق رد عليه.
= أيه !!
جري لجوه دخل الشقة
_ متقلقش يا عمو متقلقش أنا طالعة البس حاجة بسرعة وجاية.
قولت الجملة وأنا بطلع السلالم بسُرعة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية قديمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى