روايات

رواية ليتك كنت سندي الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الجزء الثالث عشر

رواية ليتك كنت سندي البارت الثالث عشر

ليتك كنت سندي
ليتك كنت سندي

رواية ليتك كنت سندي الحلقة الثالثة عشر

انقضت ثلاثة اشهر منصرمة على رهف تغيرت فيها هيئتها كثيرا وبدت أكثر نحافة وأكبر سنا، وأكثر إرهاقا وتعبا فعامر يضيق الخناق عليها كثيرا ولولا أم عامر كانت معها تخفف عنها ولو قليلا لكانت أصيبت بالاكتئاب والجنون … استوحشت رهف أهلها كثيرا وافتقدتهم فعامر لم يسمح لها بزيارة أهلها ولو لمرة واحدة
وهم يشعرون بالحرج من طلب ذلك بسبب ما فعلته رهف، ومنتظرون أن يسمح عامر بذلك لكنه لم يفعل
أحست رهف بالاختناق وأن الدنيا تضيق بقوائمها عليها، تريد أن تخرج للعالم الخارجي يكفي إلى هذا الحد… لما لا يسمح لها عامر بالخروج ولو أرادت الهرب لفعلت منذ مدة طويلة لكن ما كان يقيدها هو أهلها لا تريد أن يدخل الحزن إلى قلوبهم بسببها كان عزاءها أنها تراهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بدونها .
ذات يوم استجمعت رهف شجاعتها وقررت أن تطلب من عامر أن يسمح لها بزيارة أهلها
لذا ذهبت إليه حيث يعمل على حاسوبه ..وقفت أمامه وفركت أصابع يدها المتعرقة بتوتر
_ااا… أنا كنت عايزة أطلب من حضرتك طلب
قال لاويا ثغره دون أن ينظر إليها حتى
_خير
ازدردت ريقها وهتفت بارتباك
_كنت بستأذنك أروح لأهلي أشوفهم أصلهم وحشوني أوي.
هتف بصوت رخيم بارد
_لا
تآكلت هي غضبا وهتفت بحنق
_ ليه بقا .. هو انت هتحرمني من أهلي كمان زي ما حرمتني من كل حاجة.. خلتني عايشة مجرد نفس بيطلع وبيخرج بس ..كفاية بقا حرام عليك
أمسكها عامر من ذراعها لاويا يدها إلى ظهرها وأردف بشر كأنه وحش يتحدث لا مشاعر له لا إنسان
_وممكن أحرمك كمان من النفس ده … فاتعدلي كده وصوتك ميعلاش تاني .. وتصرفك الوقح ده أنا عارف إزاي هعاقبك عليه كويس .
لتهتف هي ببكاء وتحاول تخليص نفسها من قبضته
_سيبني بقا حرام عليك انت إيه مفيش أي أحساس خالص
ليهتف لها عامر محدقا إياها بعينين مخيفتين
_لا الاحساس اتمسح من عندي من يوم ما اتصدمت بحقيقتك القذرة
قالها وهو يقبض على وجهها بقوة
لتبعد يده بحدة
_ابعد بقا .. أما مش فاهمة انت بتفكر إزاي.. مش عاجباك مكنتش تتجوزني .. انت بتعاقبني على حاجة مش من حقك على فكرة.. أهلي بس المسئولين أنهم يحاسبوني مش إنت، فياريت متسوقش فيها وتنسى نفسك.. أنا لو كنت سمحتلك بده فلإني مكانش عندي حل تاني غير اني أستحمل.. فأنا بقولك أهو يا إما تعاملني بما يرضي الله لإما تخليني أمشي بهدوء
عقد عامر ساعديه أمام صدره
_وإيه تاني يا بنت فهمي العيسوي .. ها.. أخيرا طلعلك لسان وبقيتي تتكلمي.
لترمقه بغضب شديد فهي فقدت القدرة على الاحتمال أكثر
_ ايوة من النهاردة مش هسكتلك يا عامر … ومش هسمحلك تنقص مني أو تهيني أكتر من كدا.
ترك حاسوبه وقام ليتعدل لينظر لها بأعين مخيفه جعلتها ترتد للخلف بعض خطوات تحسبا لأي لحظة غدر منه
ليهتف بغضب وهو يشمر ساعديه ولا يحيد ببصره عنها
_مش هتسمحيلي مرة واحدة!!.. ها وهتعملي ايه بقا ان شاء الله.
ازدردت ريقها وهتفت بصوت ملتاع
_عامر لو سمحت كفاية بقا
ليستمر هو في التقدم نحوها دون أن يلفظ بكلمة واحدة لكن نظراته تشي بالكثير، وهي ترتد للخلف حتى اصطدمت بالباب المفتوح فقررت أن تفر من أمه فما أمامها سوى شخص لا يحمل في قلبه أيه عواطف ولا أدنى إحساس ولا شفقة.
لكنه فهم ما كانت تنوي فعله فبسرعة خاطفة أغلق الباب بيده فأصبحت محاصرة بين ذراعيه الممتدتان إلى الباب
ليهتف بفحيح في أذنها
_أنا سمحت لك تخرجي ؟؟
حاولت التملص من حصاره لكنه أحكم من اعتقالها بين ذراعيه ..
أختلج قلبها بخوف وحرّكت جسدها بعشوائية حتى تتخلص من حصاره بأي وسيلة لكن أنَّى لها القوة أمام جسده الصلب وهي الهزيلة التي أصبحت مجرد فتتات هشة تحركها الريح كيفما تشاء وحسبما تريد.
ضحك ضحكته التي تثير استفزازها وتجعل الرعب يتمكن منها قائلا
_متحاوليش مش هتفلتي من إيدي غير بمزاجي .. حظك النحس اللي وقعك تحت إيدي ولازم تكوني عارفة إني مش هرحمك ولا هغفر لك اللي عملتيه ده أبدا
هم عامر ينقض عليها ليضربها فأخفت وجهها بيدها وهي تصرخ لطلب النجدة من بطشه
ولكن قبل أن تطالها يده
طرقت أمه الباب
_عامر… عامر.. تلفونك انت نسيته على السفرة ومبطلش رن من الصبح … عامر .. أنت بتعمل إيه في رهف .. أنا سامعة صوت صراخها حرام عليك يا بني … عامر افتح الباب .
زفر عامر بضيق فهو كان يود تأديب تلك التي أصبح لها صوت وبدأت بالتذمر مؤخرا .. لكن طرقات أمه على الباب ليفتحه جعلته يرضخ لأمرها فدفش رهف عن طريقه لتسقط على الأرض فتنجرح قدمها فتكتم أهاتها في قلبها وتضع يدها على قدمها المصابة تبكي دون صوت فما فائدة الصراخ والعويل إن كان لا أحد سيخرجها مما هي به
فتح عامر الباب لأمه فأعطته هاتفه بغضب وهمت لتدخل لترى رهف وما حل بها على يده .. لكن عامر منعها قائلا بصرامة
_من فضلك يا ماما سيبيها .. مش عارف ليه قلبك رق بالشكل ده .. اللي زي دي مش بتحس وتستاهل الرجم مش الضرب .
لتهتف أمه بتزمر على الوضع
_فوق يا عامر انت زودتها مع البنت أوي .. وان كان أهلها ساكتين فهما ساكتين علشان مطمنين على بنتهم معاك ومستأمنينك عليها ولو عرفوا اللي بتعمله فيها مش هيترددوا ثانية واحدة أنهم يطلقوها منك .. فارحمها شوية يرحمك ربنا يابني.
ضحك عامر بتهكم
_ يطلقوها كمان؟؟. لاا الطلاق ده أخر حاجة ممكن يفكروا فيها علشان الفضيحة …آخرهم لو عرفوا بكلمتين أراضيهم ويرجعوهالي تاني زي الكلبة وساعتها هذل فيها زي ما أنا عايز بردو ومحدش له عندي حاجة، واحد وبيربي مراته اللي متربتش من الأساس
أستمعت رهف لما يقوله عامر، فانفطر قلبها أكثر وعلمت أنها أوقعت نفسها بين براثن من لا يرحم …أيقنت أنها أخطأت خطئًا فادحا بموافقتها بالزواج ثانية في هذه الظروف التي تمر بها … علمت أنها ألقت بنفسها للهلاك بأيديها ولا سبيل لها للخلاص .. فعامر قد حكم عليها بالسجن المؤبد الذي لا مفر منه … فرت دمعة حارة على وجنتها تري الحالة التي وصلت إليها من بؤس وأنهارت تماما كما لو أصيبت بمس من جنون … بدأت تنتفض بقوة ويتشنج جسدها وتصدر أصواتا غير مفهومة وهمهمات مصحوبة بصرير متألم ،يعلن عن بداية دخولها في نوبة نفسية إن لم يتم التدخل وانقاذها .
ارتعش قلب أم عامر وأختلج من مكانه خوفا من أن يصيبها مكروه فاقتربت منها تعانقها بحنو وتربت على ظهرها بعطف شديد
استغرقت رهف مدة لكي تعود لحالتها الطبيعية لكنها انخرطت في بكاء مرير حتى أخرجت كل ما بجوفها من مرارة وكمد حتى بح صوتها ونفد رصيدها من الدموع ، وشعرت بالتعب واستسلمت لأن تغفو بين يدي أم عامر
بعد بفترة لا تعلم رهف كم الوقت قضته وهي نائمة .. فتحت جفونها التي تورمت من كثرة البكاء، بتثاقل شديد لتجد نفسها في نفس الغرفة .. غرفة أكثر شخص باتت تكرهه في حياتها حتى أكثر من حسن زوجها السابق حتى …. همت لتتحرك لكنها وجدت نفسها أعلى فراش مريح وليس الأرض الصلبة الجامدة التي اعتادت أن تنام عليها دائما، ففطنك أنها نائمة على سريره فانتفضت لتبعد عن الفراش بسرعة لتجد يد تمسكها تمنعها من أن تهبط للأسفل،فارتاعت أكثر لكنها سرعان ما هدأت عاصفة خوفها عندما سمعت
_خليكي نايمة على السرير يارهف إنتي لسه تعبانة.
نظرت لها رهف بخوف ترتعش عيناها وهي تُبصر باب الغرفة، ففهمت أم عامر ما تعنيه رهف بنظراتها الخائفة فقالت لتهدأتها
_متخافيش عامر نزل من بدري .. خليكي مرتاحة .
تنفست رهف الصعداء وأغمضت أعينها بألم ..لتحتضن أم عامر يدها بين كفيها باشفاق
_مصير كل ده يزول يا بنتي…ارجعي لربنا وتوبي من اللي عملتيه زمان وربنا هيرضى عليكي ولو رضا صدقيني هتتفاجئي بجميل كرمه ورحمته
ده ربنا قال { وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا }
رددت رهف بصوت هامس
_أستغفر الله وأتوب إليه…عارفة إن ربنا هيخرجني قريب من اللي أنا فيه لأنه نجاني مرتين من حاجات لو كانت حصلت كنت انتهيت فعلا…..فلله الحمد.
لم تفهم أم عامر ماقالته رهف..لكنها نهضت عن كرسيها تقول
_هسيبك ترتاحي براحتك يارهف..وهنزل السوق أشتري شوية حاجات مش هتأخر عليكي
لكن رهف أمسكت يدها وشددت عليها فقالت ام عامر
_متخافيش عامر قايلي إنه هيرجع متأخر.
هزت رهف رأسها يمنة ويسرة تعني ان هذا ليس قصدها
فحركت أم عامر كتفيها بعدم فهم
_مش فاهمة عايزة إيه يا رهف
فتحت رهف فمها لتتحدث برجاء
_علشان خاطري خديني معاكي ياطنط….أنا مخرجتش من زمان وحاسة إني هنفجر لو مخرجتش.
هتفت أم عامر بزهول من طلبها وقالت خائفة من رد فعل عامر عندما يعلم بالأمر
_طب وعامر؟؟؟
هتفت رهف بتوسل
_هنرجع قبل ما يجي..علشان خاطري خديني معاكي… مش هعمل أي حاجة إلا بإذنك والله
لم تجد أم عامر مفر من أن ترضخ لطلب رهف وهي ترى تضرعها ولهفتها تلك التي تلمع في عينيها كي تخرج
لذا قررت أن تاخذها معها لتريح أعصابها قليلا وتمنت ان يمر الأمر على خير فلا يعلم عامر بالأمر.
_ماشي …بس المرة دي وبس وربنا يستر.
نهضت رهف سريعا من الفراش وشكرت أم عامر على موافقتها وتوجهت إلى حقيبتها لتخرج شيئا مناسبا ترتديه _ التي جلبتها أم عامر عنوة من ابنها كي تستطيع رهف ارتداء ملابسها بدلا من تلك التي لا تناسبها وتخص أم عامر_.
خرجت رهف من المنزل بسعادة غامرة وودت لو خطت تلك الشوارع القليلة لتكون في بيت أهلها فلا تغادره أبدا…لكنها خشيت أن تتسبب في المشاكل لتلك السيدة الطيبة التي ترأف بها.
سارتا معا إلى السوق فطالعت رهف الناس والشوارع والأبنية باشتياق فهي لم تخرج منذ مدة طويلة وأحست أنها كانت سجينة بالفعل …سارت رهف جوار أم عامر بصمت تشاهدتها تمسك تلك وتنتقي ذاك وهي تراقب بسكون تام
أرادت أم عامر أن تبتاع بعض الدواجن لذا هتفت في رهف
_رهف خليكي هنا هدخل جوة أختار الفراخ اللي هخلي الفرراجي يدبحها وهرجع علطول.. متتحركيش من مكانك..
هتفت رهف وهي تجلس جوار بائعة الفجل باستكانة
_حاضر
ابتسمت البائعة لرهف فبادلتها رهف بابتسامة ضائعة لا تجد قلبا يؤويها ويزيح عنها همها التي اختارت أن تحمله وحدها.
لتجد البائعة تقول وهي تدقق النظر في عيني رهف
_شايفة جواكِ هم كبير يا بنتي رغم صغر سنك..ارمي حمولك على ربنا وهتفرج.
وكأن البائعة ضغطت على زيناد قلبها فانبثقت دموع رهف بشدة وكأنها عين ماء تتدفق في وسط صحراء جرداء
لتربت البائعة على كتفها وهي تقول
_في عينيكي يابنتي براءة مخلوطة بحزن جسيم…زي ما تكوني مظلومة ومحدش مصدقك…بس خليكي واثقة ان ربنا هيبعتلك اللي يشوف البراءة اللي في عنيكي دي ويقف جنبك..وساعتها اتمسكي بيه يا بنتي واوعي تسيبه لانه هيكون خلاصك من كل مشاكلك،،
_
“‏لأنّه جَبَّار أودعناهُ قلوبَنا.”
🥀🤍
ألقت البائعة تلك الكلمات على مسامع رهف ثم لملمت أشياءها بسرعة وابتعدت.. تعجبت رهف من معرفة تلك السيدة لتلك الحقائق من مجرد النظر في وجهها فقط ،ولم تكتفي بهذا بل بشرتها باقتراب الفرج فطالعتها رهف بأعينها لتجدها اختفت وسط الزحام بسرعة ،
نهضت رهف من مكانها تبحث عن تلك السيدة التي اختفت سريعا وبدون مقدمات فهي تود أن تخبرها المزيد مما يريح قلبها وتسألها كيف عرفت كل هذه الأمور..دارت رهف حول نفسها تبحث بعينيها عنها في كل مكان لكن لا أثر اختفت وكأنها لم تكن فوقفت رهف في حيرة من أمرها ومن ثم ابتسمت عندما تذكرت ما قالته لكن ابتسامتها اختفت عندما شاهدت ذلك القادم نحوها …..
تحولت ابتسامتها لزعر حقيقي عندما شاهدت ذلك القادم نحوها وعلى ما يبدو أنه غير منتبه لها فأغمضت أعينها بسرعة وتجبست قدماها بالارض ولم تستطع الحراك من هول الصدمة
…لكن سائق الدراجة النارية انتبه لها في الحظة الأخيرة وخفف من سرعته لكنه لم يستطع التحكم في الدراجة فاصطدم برهف وسقطوا ثلاثتهم على الأرض(رهف وسائق الدراجة الذي لم يكن سوى طفل في الرابعة عشر من عمره والدراجة )
خرجت أم عامر بعد أن ابتاعت ما تريده لتشاهد ما حدث فتسقطت الأشياء من يدها من صدمة ما رأت وجرت نحو رهف الفاقدة للوعي.
تجمهر الناس للاطمئنان على المصابين،و لينظروا ما حدث..
ساعدوا الفتى على النهوض ليجدوه لم يصب بأذى .. لكن الفتاة(رهف) كانت فاقدة للوعي وترقد بلا حراك.
تطوع أحد الرجال وحمل رهف بمساعدة أم عامر إلى سيارته لينقلوها للمشفى للاطمئنان على صحتها
بينما لم يسلم الفتى من توبيخ الناس وتأنيبهم لأنه لم ينتبه أثناء القيادة وكاد أن يزهق روح بطيشه.
___
لسوء حظ رهف أو ربما لحسن حظها لم نعلم بعد، نقلها الرجل بسيارته الى المشفى الذي يعمل بها وليس المشفى الموجودة بالمنطقة التي لو كانت نقلت لها لكانت تعرفت عليها إحدى جاراتها الاتي تعملن ممرضات بالمستشفى ولأخبرن أهل رهف بالحادث.
لكن تم نقلها لمستشفى آخر ليس بها أحد يعرفها .
في المشفى
تم نقل رهف إلى غرفة الكشف ليفحصها الطبيب المسئول بمساعدة الممرضات
وانتظرت أم عامر والرجل بالخارج حالما ينتهي الطبيب من الفحص ويطمئنهم .
جلست أم عامر على إحدى المقاعد الموجودة بالرواق تندب بندم أنها لو لم تحضرها معها لما حدث ما حدث …ماذا ستقول لابنها الآن … وما مصير تلك النائمة بالداخل
بعد برهة خرج الطبيب وأخبرهم أنها لن تفيق سوى في اليوم التالي وأنه سيتم عمل الفحوصات والاشعة اللازمة لتحديد سبب الإغماء ولابد من دفع تكاليف المشفى قبل عمل الاشعة.
لم تجد أم عامر بُد من أن تخبر ابنها وتبرر له بأنها من طلبت اصطحاب رهف معها كي تساعدها في حمل الحاجيات وأثناء التبضع اصطدم فتى يسوق دراجة نارية برهف وتم نقلها الى المشفى…وذلك حتى تتجنب عقاب عامر لرهف يكفي ما تعانيه اللآن.
جاء عامر إلى المشفى التي أخبرته أمه عليها ليطمئن عليها لا على رهف الذي لم يبالي بأمرها
أمسك يدها ونظر لها بلهفة
_ماما انتي كويسة!!
_أنا كويسة يابني .. ربنا يسترها على الغلبان اللي جوا.
قبّل عامر يد أمه وهتف بصرامة
_تستاهل اللي يجرالها يا ماما.. أهم حاجة إنك كويسة.. ألف سلامة عليكي يا حبيبتي
رمقته أمه باستغراب لكن لا وقت للعتاب واللون الآن
_طيب يلا روح ادفع تكاليف للمستشفى علشان يعملوا لها الاشعة بسرعة
بدا عامر متكاسل لا يريد أن يذهب الآن إلا أن أمه أصرت عليه
_قوم يا عامر خليهم يطمنوا على البت اللي راقدة جوا دي .
زفر عامر بحنق ومن ثم توجه على مضض لدفع تكاليف المشفى وعاد إلى أمه ..قائلا بصوت رخيم
_عملت اللي طلبتيه مش يلا بينا إحنا بقا
طالعته أمه باستغراب
_يلا فين يا عامر.. مش لما نطمن على رهف الأول؟؟
ليزفر عامر بضجر
_انتي مش بتقولي أن الدكتور بيقول انها مش هتفوق الا بكرة ..يبقى نستنى هنا نعمل إيه خلينا نمشي ونجيلها بكرة نطمن عليها.
استغربت أمه الشخص الذي أمامها فابنها لم يكن من قبل كائن بارد خال من المشاعر إلى هذا الحد .. لتهتف به بغضب
_في إيه يا عامر .. انت اتغيرت كده ليه … أنا عمري ما شوفتك كدا
زفر عامر بضجر
_مالي بس يا أمي ما أنا قدامك أهو زي ما أنا… كل ده علشان بقولك نمشي ونيجي لها بكرة فيها إيه دي
لتهتف هادرة به
_فيها كتير إنت عايزانا نمشي ونسيب مراتك راقدة في المستشفى لوحدها، مش حاسة بالدنيا .
_أهو إنتي قلتيها يا ماما مش حاسة بالدنيا يبقى هنفضل هنا لازمتنا إيه قوليلي.. بعدين هيه هنا معاها الدكاترة والممرضات هيعملوا لها الازم.
لم تقتنع أمه بما يقوله وظهر على وجهها الاستياء من كلام ابنها
_لا أنا مش همشي غير لما أطمن على رهف .. البنت أمانة عندنا .. ولو مكنتش انت هتهتم بالأمانة دي ..يبقى هتصل بأهلها يأخدوا أمانتهم ويا دار ما دخلت شر.
أمسك عامر بيد أمه يمنعها من الاتصال بأهل رهف فهو لم ينتهي منها بعد حتى يعيدها لأهلها.
_استني بس يا ماما ..انتي بتقولي ايه… ماشي يا ستي أدينا هنستنى لحد ما نشوف اخرتها.
هبت أم عامر من مكانها
_هروح أشوف حد أسأله أدخل أطمن على رهف
سارت في الرواق تبحث عن إحدى الممرضات فاستوقفت إحداهن
_لو سمحتي يا حبيبتي.. أوضة ١٣ .. عايزة أدخل أطمن عليها.
الممرضة _هروح أستأذن الدكتور وأرد عليكي… استريحي حضرتك.
جلست أم عامر جوار ابنها تنتظر عودة الممرضة ،التي عادت بعد عدة دقائق
_للأسف ممنوع عن المريضة أي زيارة دلوقتي وكمان هيه هتدخل الاشعة وهتعمل فحوصات …ممكن حضراتكم تتفضلوا تروحوا وتيجوا بكرة تكون فاقت والدكتور يكون سمح بالزيارة
هتف عامر بفرحة ناظرا لأمه
_أهي قالتلك أهي جبتش حاجة من عندي..يلا بينا نرجع البيت.
لتهتف أم عامر لتتطمئن على الوضع متجاهلة حديث ابنها
_طب طمنيني البنت كويسة … يعني هتبقى كويسة!!
هزت الممرضة رأسها لطمئنتها
_ان شاء الله… هترجع كويسة.. دعواتك ليها بس .
هتفت أمه عامر بالدعاء لها فهي بالفعل يهمها أمرها بعكس عديم الاحساس ذاك الذي لم يحرك ما حدث لرهف في قلبه ساكنا
_ربنا يقومك بالسلامه يارهف يارب… عيني عليكي غلطتي وبعدها الدنيا جت عليكي ..يمكن ده تكفير ذنوب .. لعله خير.
زفر عامر بنفاذ صبر
_يلا بقى يا ماما .. هنروح نص الليل ولا إيه ..عندي شغل مش فاضي
تنهدت أمه بغيظ
_ماشي يلا وأمري لله.
___
عاد ماهر من عمله في نفس اليوم الذي عاد فيه أخيه ماجد
فأخبرته أمه بشأن ذهابهم في الغد لطلب يد ملك رسميا وتعجيل أمر الخطبة لأنه سيعاود السفر خلال أيام ولا يعود إلا بعد فترة قد تصل إلى شهرين.
هتف ماهر بلا مبالاة فالأمر برمته لا يهمه فهو غير مهتم بتلك الشكليات وإنما وافق فقط رخوضا لإلحاح أمه طوال الوقت
_ماشي يا ماما .. أنا معاكي .. بس ياريت ننجز مبحبش الكلام الكتير… يعني نطلبها ولو وافقت اخدها وأنزل نجيب الشبكة أنا وهيا بلا خطوبة بلا كلام فارغ مش عايز وجع دماغ كفاية اللي حصل.
حملقت به أمه بدهشة مما تسمع
_أوام كدا يابني
ليهتف بضجر
_ونضيع وقت ليه.. ملك أنا عارفها وهيه عارفاني… يبقى ننزل ننقي دبلتين ع السكت كدا والموضوع انتهى
_طب افرض بنت خالتك عايزة خطوبة وهليلة.
ليرمقها ماهر بصرامة
_انا اللي أحدد إيه اللي يتعمل وإيه اللي ميتعملش .. أنا الراجل وكلامي هو اللي يمشي.
توجست سوسن خيفة من ذلك الأمر لكنها على كل حال اتصلت باختها واخبرتها بأمر مجيئهم في اليوم التالي لخطبة ملك.
وما أن سمع ماجد بالأمر حتى دخل في نوبة ضحك مطولة فَرِحٌ في ملك
_والله ووقعتي يا ملك… أهو أخويا ماهر هيمشيكي على عجين متلخبطيهوش.
ثم تنهد براحة
_ااووف.. أخيرا هخلص منها دي بنت لازقة ولا تطاق.
دخل أخوه غرفته فسمعه يتحدث فقال بدهشة
_انت بتكلم نفسك يا ماجد!!
ليهتف ماجد بفرحة
_أهلا يا عريس
_انت عرفت؟
_أمك يا بني ..مبطلتش حكي في الموضوع ده.
_أيوة بس أنا كنت ملاحظ أنك عينك من ملك!
رفع ماجد كفيه بمحاذاة كتفه ليهتف للدفاع عن نفسه ويقول بصوت مازح كعادته
_لا وربنا ما حصل ولا عمري فكرت فيها
هتف ماهر باستغراب
_طب وهيه ؟ مكانش عينها منك!!
ليهتف ماجد بجدية
_أعتقد لو كانت زي ما بتقول مكانتش هتوافق على خطوبتها منك.
فكر ماهر قليلا ومن ثم اقتنع بكلام أخيه
_ممم عندك ..على خيرة الله.
هتف ماجد بشوق
_طيب مش هنكلم رهف نقولها… وحشتني أوي الصراحة.
لتتغير ملامح ماهر للعبوس
_بقولك إيه أنا ما صدقت أرتحت هاتلنا سيرة عدلة الله يكرمك.
شعر ماجد بالاختناق من حديث أخيه عن أخته فدخل الشرفة ينظر للسماء ومن ثم أدار رأسه تجاه الحي التي تقطن به ويشرأب بعنقه يعرف أنه لم يرها لكنه يمني نفسه بذلك…
ثم أغمض عينيه وهو يهمس
_نفسي يارهف أغمض عيني وأفتحها ألاقي أن اللي حصل ده كله كابوس وهفوق منه
ولا حول ولا قوة الا بالله
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى