روايات

رواية لماذا أنا الفصل الثامن 8 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا الفصل الثامن 8 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا البارت الثامن

رواية لماذا أنا الجزء الثامن

رواية لماذا أنا
رواية لماذا أنا

رواية لماذا أنا الحلقة الثامنة

-هاا يا امجد، أي رأيك؟
نظر لها أمجد بتعجب، صاح وهو ينهض من مكانه: أنتِ عايزاني انتقم من أخويا يا مايا؟! أنتِ أتجننتي!
تابعته مايا بنظراتها، ثم انفجرت ضاحكة، دقائق مرات عليها وهي تضحك وأمجد يتابعها بنظراته، توقفت عن الضحك ونظرت له بثبات ثم هتفت بسخرية: تصدق بجد ضحكتني! دلوقت غيث بقى أخوك! هو مش دَ برضه اللي نفسك من زمان تدمره؟ هو أنت بتضحك على مين يا امجد؟ بتضحك عليا؟ ولا يكنش بتضحك على نفس؟؟
اقتربت من أذنه وهمست بفحيح: فوق يا امجد، انت بتكره غيث ومحدش بيكره قدك على فكرة.
ثواني وتحولت عيناه للون الأحمر، نظر لها بملامح غاضبه وبنبرة كارهه والغضب يكتسي ملامحه هتف: ايوا يا مايا بكرهه، عارفه بكرهه ليه؟
صرخ بجنون بأخر كلماته، نفرت عروق يده بشكل غير طبيعي، فواصل وهو يصيح بغضب: بكره عشان وهو وصغير ابويا بيفضله عليا! كان…كان بيفضله عليا في كل حاجة، أي حاجة
غيث يعملها حتى لو تافة تبقى إنجاز وأي الشطارة دي؟! لكن أنا أي نجاح بحققه ميسواش حاجة، ميسواش حتى كلمة برافو عليك! عيل صغير مكملش ال15 سنة بيعمل وبيعافر في كل حاجة عشان بس يسمع كلمة شاطر! أنتِ.. أنتِ متخيله! دَ أنا وصل بيا الحال أني بقيت بقلده، يمكن.. يمكن اسمع الكلام اللي بيتقاله، بس اللي كنت بسمعه كان عكس اللي محتاجه! كنت انجح وأتعب عشان في الأخر يتقالي “أيوا وفيها أيه يعيني؟ ما غيث عمل اللي أنت عملته دَ قبل كده!” طب منا بعمل زيه عشان أسمع منك كلمه تفرح زيه! دَ… دَ مفيش مرة بكون جاي فيها وأنا طاير من الفرحة ويجي هو بكل سهوله يكصر فرحتي لميت حته وحته، دَ حتى… دَ حتى الشغل، كان حلمي وأنا في الكلية أني أنزل اشتغل معاه في الشريكات، ولما لقيت أن غيث أول لما اتخرج مسكه الشريكات، قولت اكيد لو أنا كمان نجحت على الأقل هيمسكني شركة أدرها، وعافرت، وجتهدت، اربع سنين كنت بنحت في الصخر عشان ميكنش ليّ حجة لما أطلب منه اللي انا عايزه، أربع سنين باكل فيهم الكتب عشان أجيب امتياز، وفعلًا، اتخرجت بتقدير امتياز، وجيت لأبويا عشان أفرحه وأقوله أني عايز مكافاة نجاحي زي غيث، بس… بس كان رده عليا روح لخوك وخلي يمسكك أي شغل معاه! هو أنا عملت كل دَ عشان أشتغل معاه! هو أنا عملت كل دَ عشان في الأخر أخد التعليمات من غيث في الشغل! يعني حتى فرحة نجاحي قدر بكل سهولة يفتتهالي! وكل دَ ليه؟ كل دَ عشان أستاذ غيث!
كان ينظر لها وعيناه تطلق شرار، صدره كان يعلو ويهبط بطريقة مُخيفه، نظرت له مايا بصدمة، فَهي رغم علمها بعدم حُب امجد لغيث لكنها لم تعلم السبب في ذلك، لم تتخيل أن يكون امجد يكره أخيه حقًا لهذا الدرجة! فمن الواضح أن قلب امجد يمتلئ بكُرهه لوالده وأخيه، نظرت له في شقه على حاله وهمست بشفتاين مرعوشتين: بس دَ غلط بباك يا أمجد مش غيث!
كلماتها جعلته يثور من جديد، صاح فيها غاضبًا: لا غلطه يا مايا، غلطه عشان لو مكنش في غيث، مكنش هيكون في مشكلة من أصله! أبويا أصلًا مش بيحبني يا مايا، عارفه ليه؟
نظرت له في صدمة من ذلك الحديث، تسألت: ليه؟
جلس بجانبها من جديد، كوب رأسه بين يداه وقال: عشان أمي ماتت وهي بتولدني، وهو كان بيحبها! كان بيحبها اوي يا مايا، ولما ماتت بسبب ولدتي كرهني، بقى بيقولها في وشي، كان بيقولي أنت بسببك حببتي ماتت، كان بيقولي يارتك انت اللي موت وهي اللي عاشت.
رفع رأسه لها والدموع تغرق وجهه، تحولت نظراته من نظرات منكسرة لنظرات أنتقام! واصل: عشان كده أنا انتقمت منه، ناري متطفتش غير لما خليته يفلس يا مايا.
نظرت له مايا بصدمة، شلت الصدمة أطرافها، صاحت بذهول: أنت… أنت كان قصدك تخسره! أنت اتجننت يا أمجد!
ابتسم بسخرية، وقال: متجننتش، أنا عملت اللي يطفي نار السنين اللي فاتت.
صاحت بعصبية: تقوم تخسره كل فلوسه اللي هي أصلًا فلوسك يا غبي!
نهت كلماتها وهي تضربه في صدره بعنف عدة ضربات، مسك يدها بعصبية ورمقها بنظرة جعلتها ترتجف في مكانها، فواصل حديثه وهو يقبض على يدها بغضب: خسرته كل فلوسه عشان عارف أنه هيكتب كل املامكه بأسم غيث، خسرته أملاكه عشان أخلي يشوف شقى عمره وهو بيروح قدام عينه، عشان أشوفه وهو بيتحسر على كل مليم بيروح منه، أنا عارف كده كده أني مش هاخد منه حاجة، فكان لازم اخلي يموت بحسرته، تعرفي؟
ترك يدها، وهي نظرت له بتساؤل، ابتسم بشيطانية وواصل: أنا كان نفسي أسافر له واشوفه وهو بيموت قدام عيني، كان نفسي أعرفه أني عملت كل اللي عملته دَ عشان أشوفه على سرير الموت كده، كان نفسي أقوله أن الكُره اللي بقيت شايله لغيث بسببك وبسبب معاملتك معايا!
أنتهى من حديثه والصمت طغى على المكان، لكن قطع ذلك الصمت مايا وهي تقول: يعني معنى كده اتصل بمليكة وابلغها أنك موافق؟
نهض وقال وهو يتجه لباب المنزل: آه، وبلغيها أني هقابلها بكرا في الكافتريا اللي جمب البيت.
*******************
في مكان أخر.
-شوف يبني فين ريم وملك خليهم يجوا عشان نوصلهم.
هتف بها غيث وهو يُلملم أغراضه، هتف مازن وهو يغادر المكتب: حاضر.
– أحنا مستنينكم تحت عشان نوصلكم.
رفعت ريم حاجبها، ثم نهضت وقالت بتهكم: ودَ من أيه دَ؟ لا بقولكم أيه أظبط كده أنت فكرنا بنات ساهله ولا أيه؟ ولا يكنش عشان سبناكم توصلونا امبارح هتسوقوا فيها؟ ولا عش..
صرخ فيها بعصبية: باااس، في أيه راديو؟!
فزعت من صوته فصمتت، ثم قالت بحنق: أنت بتزعقلي ليه؟
زفر بضيق من لسانها السليط هذا وقال: هو يا بنتي مش أنتوا ساكنين في منطقة مقطوعة؟ عجبك اللي حصل امبارح يعني؟ هنوصلكم في طريقنا بدل ما حد يثبتكم تاني، اخلصي مستنينكم تحت، هى خمس دقايق وتكونوا قدامنا.
نهى حديثه وتركهم، عاد مرة أخرى لغيث واتجهوا سويًا للسيارة، كان مازن يحكي لغيث ما حدث، انفجر غيث ضاحكًا على ذلك الفتاة، أما ريم، فملك نظرت لها وقالت لها: بقولك أيه، مستر مازن عنده حق، يلا خلينا ننزلهم.
نظرت لها ريم بتردد وقالت: يعني مش هنكون بنعمل حاجة غلط؟
-الغلط اللي بجد لو حد وقف وسبتنا تاني زي امبارح.
مسكت حقيبتها وقالت: عندك حق، ومستر مازن وغيث شكلهك ولاد ناس، يلا بينا.
-كل د‌َ؟
هتف بها مازن بحنق فور رؤيتهم، لم تهتم ريم بكلماته فصعدت للسيارة هي وملك وهتفت: مش عقبال ما لمينا حاجتنا.
ضحك غيث وقال: أنتِ جايبه طولة اللسان دِ منين يا بنتي؟
ابتسم له بسماجة وقالت: من أخر الشارع، أجبلك معايا؟
-خفه يا بت.
سأل غيث بجدية: صحيح هو أنتوا قرايب؟
ردت ملك: لا، صحاب.
نظر لها مازن بطرف عينه وقال: دَ أنتوا صحاب من زمان بقى.
-من زمان ازي يا خفه.
نظر لها مازن بحنق وهتف: يبنتي احترميني شوية أنا مديرك برضه!
كتفت ذراعيها وقالت: لا بقولك ايه، مُديرنا دِ في الشركة، برا أنت مش مدير.
صمتت ثم أشارت لغيث بطفولية وهتفت: ولا أنت كمان مدير.
ضحك الجميع على ملامحها التي تحولت لملامح الأطفال في ثواني، هتف غيث وهو يضحك: خلاص يا ستي يبقى أحنا في الشركة مُديرينكم، وبرا الشركة أحنا صحاب أتفقنا؟
انتهى من كلماته مع أيقاف مازن بالسيارة أمام منزلهم، تبادلوا الفتيات النظرات ثم هتفوا معًا: اتفقنا.
ابتسموا لهم وودعوا بعضهم، ثم صعدوا الفتيات لمنزلهم، وانطلق مازن لمنزله.
*******************
أنتهى اليوم، وجاء اليوم التالي، كان موعد لقاء امجد ومليكة في الكافية المُتفقين عليه، كان يجلس على أحدى الطاولات منتظرها، وها هي أخيرًا وصلت بعد تأخرها عن موعدها بنصف ساعة، نظر في ساعدية وقال بحنق: كل دَ تأخير؟
جلست وقالت دون الأهتمام لحديثه: كنت متأكده أنك هتوافق.
-قولي اللي عندك يا ملكية.
-اللي عندي لسه مجهز، اسبوعين وهبلغك بكل التفاصيل، وهبلغك أيه اللي هيحصل بالظبط.
ابتسم بسخرية وقال: يسلام ومدام حضرتك اللي هتجهزي كل حاجة كده، أيه لزمتي في الموضوع؟
زضعت ساق فوق الأخر وقالت بثبات: عشان انت راس المال يا أمجد، أنا معنديش سيوله، وأنت اللي هقوم بكده، واللي بفكر في وبجهزله هيعجبك متقلقش.
نهت حدثها ببتسامة واثقة، نظرت له لثواني ثم نهضت وقالت: هتصل بيك أول لما أجهز كل حاجة، بااي.
ودعته وغادرت المكان، اما هو فنظر في أثرها وظل عقله يطرح عليه مئات من الأسئلة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لماذا أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!