روايات

رواية لك الفؤاد الفصل السادس 6 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الفصل السادس 6 بقلم أميرة مدحت

رواية لك الفؤاد الجزء السادس

رواية لك الفؤاد البارت السادس

رواية لك الفؤاد
رواية لك الفؤاد

رواية لك الفؤاد الحلقة السادسة

المشهد السادس | لكِ الفؤاد.
إذا وجدت الحب لا تحرم فؤادك ما يريد، فالعمر يا ولدي سنين والهوى.. يوم وحيد.
سقطت “كايلاا” أرضًا دون أي مقدمات، سقطت كالزهرة ذبلت عندما إزدادت قسوة المناخ عليها، بين ذراعي “إياس” الذي وقف متصنمًا في مكانه، وهو ينحني بجسده معها، يحدث فيها بعينين مصدومتين، غير مستوعب ما حدث، رفع رأسه مسرعًا نحو القائد ليجده يحدق بهما بذهولٍ صاعق، قبل أن يتحرك بخطى سريعة إلى مكانٍ بعيد هاربًا هو ورجالته.
ظل محاوط خصرها بذراعه وبيده الأخرى أخذ يربت على وجهها بقوةٍ وهو ينطق بصوتٍ قلق، مرتجف:
-كايلاا، كايلاا قومي، فوقي معايا، كايلاااا.
أنحنى “غياث” بجذعه نحوه وهو يقول بهدوء:
-ماتقلقش يا كينج، كايلاا لابسة واقي من الرصاص.
رفع “إياس” رأسه نحوه فجأة وقد عاد الإدراك العقلي لديه، مد يده يتأكد من عدم وجود نزيف غائر، ولكن لم يجد دماء.
تنفس بعمق قبل أن يمسح قسمات وجهها، وهو ينطق بلهجة عميقة مربتًا على وجنتها:
-كايلاا، كايلاا ردي عليا، كايلاا.
بدأت تئن بصوتٍ مسموع، قبل أن تفتح عيناها ببطءٍ وهي تهمس بوهن:
-كان هيقتلك!
نظر لعمق عيناها، لبحر عيناها الراسي بتوهان، ليهتف بحدة قلقة:
-أنتي كويسة؟ أتصابتي؟ حاسة بحاجة؟
هزت رأسها بنفي هاتفة بخفوت:
-أنا كويسة.

 

 

أطلق تنهيدة حارة نابعة من أعمق أعماق صدره، قبل أن يقول بصيغة آمرة لـ”غياث”:
-غياث، إتصل بالدكتور محمد يجيلنا على البيت، وأنت اللي هتسوق يالا بسرعة.
أومئ “غياث” برأسه يتحرك بخطى راكضة نحو الخارج مخرجًا هاتفه الجوال، في حين نهض “إياس” وهو يحمل “كايلاا” بين ذراعيه، سقطت رأسها على كتفه، ليخفض رأسه نحوخا، فوجدها قد غابت عن الوعي مرة أخرى، رمقها بنظراتٍ مطولة، غامضة، قبل أن يسير نحو الخارج بخطى ثابتة، مستشعرًا بهزة غريبة بـ قلبه لأول مرة!
*****
جلست “ميرا” على الفراش تسحب “تيا” إلى أحضانها، مسحت على خصلاتها بحنوٍ، وهي تشعر بالقلق ينهش قلبها، حاولت الوصول إلى “إياس” رب عملها أو صديقه، ولكن باءت محاولاتها بالفشل، تشعر أنها على حافة الجنون، من فكرة خطفها أو إيذاءها، أو حتى قتلها! ولكن كيف ألم يعد هناك قانون؟! أم أنه أصبح مجرد شكل لا وجود له!
زفرت بإختناق لتتململ “تيا” في نومتها وهي تسألها بحزن:
-هي أختي فين؟
أخفضت” ميرا” رأسها تنظر لها بألم قبل أن تقول مبتسمة:
-أختك بس مسافرة في شغل يا حبيبتي، عشان تعرف تجبلك كل اللي أنتي عوزاه.
هتفت “تيا” بلهجة حزينة وهي تختبئ بأحضانها:
-بس هي عمرها ما سابتني كدا.
ترقرت الدموع في عينيها وهي تجيبها:
-مش بإيديها يا حبيبتي، غصب عنها صدقيني.
أغمضت عينيها محاولة أن لا تهبط دموعها وهي تتسائل بخوفٍ عن رفيقتها، ذلك العجز يقتلها، وهي ممن لا يستسلمون بسهولة أبدًا، فـ حتمًا يجب أن تصل إليها وتجعلها تخرج من بئر الظلام الذي وقعت به، حتى لو من أجل “تيا”.
******
-يعنــــي إيــــه؟!!! يعني إيه الرصاصة تيجي فيها هي، مش في إياس.
صرخ القائد بجنون وهو يكسر أي شيء يقابله أمامه بعصبية مفرطة، وقف أمامه أحد رجالته وهو يقول:
-إحنا لما رقبناهم لقينا أنه واخدها على شقته القديمة إللي في (…).
نظر لهم القائد بعينين مظلمتين، وهو يقول بغضب:
-إسمع، أنت والرجالة بما إنكم عارفين المكان، عاوز خطة هجوم على البيت ده خلال 48 ساعة، 48 ساعة قدامكم تكون كايلاا هنا قدامي، وإلا تتشاهدوا على روحكم.
ثم نظر أمامه ليقول بجنون التملك:
-كايلاا مش هتبقى لحد غيري، هي كانت ليا من البداية وهتفضل ليا، ولو طلع الأمر برضاها هقتله وهقتلها! هقتلها ولا تكون لحد غيري.
******
في اليوم التالي | داخل غرفة “كايلاا”.
تململت في نومتها المراهقة، ما أن شعرت بضوء الشمس مسلط على وجهها، فتحت عينيها ببطءٍ شديد وهي تتأهوه بتعب، أعتدلت في جلستها وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها قبل أن تنتفض من مكانها بفزع حينما وجدت “إياس” يجلس أمامها واضعًا ساقه فوق الأخرى، بلعت ريقها بصعوبة قبل أن تسأله بحدة:
-أنت بتعمل إيه في اوضتي؟
رمقها بعيون قوية قبل أن يقول بصرامة:
-أنا هنا اللي أسأل وانتي تجاوبي يا كايلاا.
قطبت جبينها بقوة، قبل أن يسألها بخشونة:
-ليه؟ ليه فكرتي تحميني إمبارح من رصاصة القائد.
أجابته وهي تحدجه بحنق:
-عشان مشيلش ذنب واحد زيك.
ضيق حاجبيه معًا وملامحه تنبض بقسوة، لتتابع بلهجة قوية.. ثابتة:
-غياث لما جابلي الفستان، جاب معاه واقي من الرصاص وقالي هناك هيبقى في خطر فلازم ألبسه، لبسته، ولما القائد جه يضرب عليك نار، المرة دي كان هيضرب عليك بسببي أنا، مش بسبب العداوة اللي بينكم، أظن تفرق كتير، يعني أنا كنت هبقى السبب في قتلك، فـ غريزتي الإنسانية مقدرتش تتحمل حاجة زي دي.

 

 

تقوس فمه في إبتسامة ساخرة قبل أن يتمتم:
-وكانت فين غريزتك الإنسانية وأنتي بتنصبي؟
بادلته ذات الإبتسامة قبل أن تهمس:
-قبل ما بنصب، ببص في عين اللي قدامي، بشوف فيهم الطمع ولا الرضا؟ لقيت طمع يبقى هو اللي جابه لنفسه، ميجيش يقول بعدين أنا ضحية.
إتسعت ابتسامتها وهي تقول ببساطة:
-النصاب مش بينصب غير على الطماعين يا إبن الإبياري، وأنت كنت طماع.
هب “إياس” واقفًا وهو يتحرك نحوها هادرًا:
-لمي لسانك يا قطة.
نهضت “كايلاا” من على الفراش وهي تنظر له بعينين كارهتين، قبل أن تهدر فيه بتهكم:
-إيه جرحتك الكلمة، أومال لو قولتلك إنك وافقت على بيعة الأرض بسبب جمالي؟ هتعمل إيه؟ أنا قبل ما أجيلك قالولي إنك بتاع نسوان وإن جمالي هو اللي هيخليك تبص على بيعة الأرض، وده اللي حصل.
لذا ومن دون تردد كان يصفعها بكل عنف، حتى إصطدمت رأسها بالأرض، ولكنها لم تنطق سوى بآآآه تلقائية، قبل أن تضحك بصوتٍ مرتفع وهي تقول:
-كنت عارفة إن ده هيكون رد فعلك، أصل إنتوا مش شاطرين غير في آآ…
قاطعها حينما جذبها من يدها بعنف يجعلها تقف من جديد، ثم غرز أصابعه في كتفها وهو يصرخ فيها بصوت خشن عالي، ربما مخيف بعض الشيء:
-أنتي الظاهر نسيتي إنك بتتعملي مع مين، نسيتي إني ماخدتش لقب الكينج من شوية، نسيتي أن مش إياس الإبياري اللي هتقف واحدة زيك على آخر الزمن تقل أدبها.
قبض على ذقنها بقوة يجذب وجهها نحوه وهو يهدر بشراسة:
-لو لسانك طول هقطعهولك، أنتي هنا مجرد أداة للأنتقام، ولسه عذابك هيبتدي معايا.

 

 

ظلت تنظر له بعينين دامعتين باردتين، قبل أن تقول له بهمسٍ ساخر:
-فكرك إني هخاف؟ أنت والقائد مش شاطرين غير فالـ(…) دي.
ابتسم بقسوة قبل أن يقول:
-أنتي لسه مشوفتيش مني حاجة عشان تقولي كدا، تحبي أوريكي أنا ممكن أعمل إيه بما إني (…) وبتاع ستات.
بدأ يخلع ملابسه رويدًا رويدًا، وصوته الصلب ينطق بتلك الكلمات السامة، يحدجها بمكر شديد وهو يقول بلهجة قاسية جدًا:
-وبعد ما أعمل فيكي كدا، ببساطة هرميكي للقائد، وهو براحته بقى، يا يسجنك في جنونه وتملكه، أو يقتلك لما يعرف أن حد غيره لمسك!

 

 

إتسعت عيناها بفزع وهي تدرك جدية حديثه حينما أقترب منها فجأة، يكبل يداها معًا بيد واحدة ويقترب منها أكثر و…..
******
الدنيا بتولع مش كدا؟
شخصية إياس غريبة! قسوة غير طبيعية، بس مش ملاحظين القسوة بتزداد؟ يا ترى ليه؟ هنعرف ما الوقت استنوني في المشهد الجاي وانا هستنى تفاعلكم ورأيكم. ♥️

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية لك الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى