روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثاني والأربعون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثاني والأربعون

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثانية والأربعون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
• مش بس الشتا هو موسم البرد .. 🌧🥀
الجفا برد ، والخيبة برد ، الخذلان برد ، فراق الأحباب برد تغير الأصحاب برد ، فقد الشعور برد ..
” برد الروح أبشع من برد الجسد ..
الطمأنينة دفا ، الأمان دفا ” ..
بس تكون دفيان من الروح ، برد الشتا ما بِخوف .. !🖤🥺
………
صُـ.عقت عزة عندما طلب باسم منها أن تأخذ ملك ريحانة عند قمر لعدة أيام ، فصرخت بهيسترية :
أنت بتجول ايه !
عايزها تاخد بتى منى !
_لا اااا أنا خلاص چبت أخرى من الموضوع ده .
ومعدتش جادرة أستحمل اكتر من أكده .
وعشان كده بجولك يا باسم ، أنا عايزة أسيب الجصر وأعيش لحالى برا أنا وأنت وبنتنا وبزيادة أكده عليه اللى عتعملوه فيه .
فتجمد باسم مردفا بصدمة : يعنى ايه ؟
عزة بجمود : اللى سمعته يا دكتور
باسم بحنق : تبجى إتچننتى عاد يا عزة.
_كيف عايزانى أسيب أهلى ومرتى والمكان اللى أتربيت فيه وعشان خاطر مين يعنى !
فطالعته عزة بنظرة انكسار وقالت : ايوه ما أنا خابرة إنى مليش عنديك خاطر يا ابن الچبالى .
_ وانا مجولتش عتهملهم خالص عشان خوطرى طبعا ، مع أن لو ملك هى اللى طلبت منيك أكده كنت عتوافق عن طيب خاطر على طول .
_ بس الجصد يا باسم وانت حر بجا فى حياتك أنت .
لكن حياتى أنا وبتى ملكش صالح بيها ، طول ما انت أخترت نفسك ومرتك عنى أنا وبتى .
ودلوك يا ابن الناس أنت ملزوم
تچبلى مطرح بره أعيش فيه أنا وبتى عشان خلاص معدتش ليه مكان إهنه بعد اللى شوفته منيكم .
_ وأنت خليك مع أهلك وناس ومرتك حبيبتك ويوم ما نهف عليك تعال زورنا وجضى معانا اليوم يا ابن الأصول يلى خابر شرع ربنا .
وهنا لعبت عزة على وتره الحساس لتشعره بالدونية وأنه مقصر معها .
_ ولكن مهلا أتريد أن تبعد مع ريحانة ،كيف هذا ؟
وملك !!
هذا كفيل بقتـ لها حية ، فهى لا تقدر على فراقها لبعض دقائق معدودة ، فكيف بفراقها كلية .
لا لن تتحمل وهو لم يتحمل أن يرى إنكسارها .
لذا حاول أن يعاملها بالدهاء لكى تهدىء وتنسى تلك الفكرة المدمرة .
فأقترب منها وأحاطها بذراعيه وقال بحب مصطنع : وكيف يعنى يچيلى نوم وأنتِ وريحانة بعيد عنى يا عزة .
_ وانا خابر إنى مقصر معاكِ ، حقك عليه ، ومن النهاردة هحاول أوزن امورى عشان أراضيكِ ومتبعديش عنى .
ضيقت عزة عينيها ولاحت إبتسامة تهكم على شفتيها وأدركت أنه يقول ذلك ليس حبا لها وإنما خوفا على حبيبته ملك من أن تأخذ ابنتها التى تعلقت بها .
ولكن لا لن ترضخ تلك المرة ، فهو وعدها كثيرا وأخلف ولن يتغير لأنها لن تستطع أن تدخل قلبه وتظن أنها لم تفعل وستبقى معلقة هكذا للأبد .
لذا يجب عليها إستئصال تلك العلاقة السا.مة حتى لا ينتشر سـ.مها فى باقى جسدها فتمو.ت .
_ ثم لمحت طيف أيمن فى الأفق فأغمضت عينيها وحدثت نفسها : إظاهر جه الوقت اللى أعمل بنصيحتك يا أيمن .
لذا تشنجت تعبيرات وجهها ليرى باسم وجه جديد عليها يهدر فى وجهه : لا معدش يضحك عليه يا باسم تانى .
أنت بتقول أكده عشان حبيبة الجلب ملك مش عشانى .
عشان أنت ياما وعدتنى وخليت بيه .
_وأنا مش هتراجع عن قرارى ، إنك تچيب شقة ليه برا أعيش فيها مع بتى ، وأنت وقت ما تحب تيچى تتفضل .
إتسعت عين باسم وهو ينظر لها بإندهاش غير مصدق أن تلك التى تتحدث أمامه بتلك القوة هى عزة الضعيفة التى كانت تتمنى منه لو كلمة واحدة طيبة أو حتى إبتسامة فترضى ، وأن اهم شىء كان لديها هو أن تبقى بجواره مهما أبتعد عنها أو فضل عليها ملك لإنه يضمن وجودها بجانبه .
فما حدث لها الأن ومن أين استمدت تلك القوة ؟
وكانت الإجابة:
_ نعم ٱنها التراكمات التى لا تترك عزيز ، فالتراكمات مع الوقت تصبح كقنبـ.لة موقوتة ممكن أن تنفـ.جر فى اى وقت ، فلا تجعل شىء مضمون .
وهناك مثل دارج ( اتقى شر الحليم إذا غضب ) .
فزفر باسم بقوة وزمجر بغضب : يعنى ده أخر كلام عنديكِ يا عزة ؟
_ بس لعلمك أكده انتِ بتفتحى النار على نفسك ، عشان بتعصى كلامى يا بنت الناس .
أومئت عزة بتصميم : ايوه يا باسم وده قرار مش هرجع فيه ابدا .
فلم يجد باسم سوى أسلوب التهديد لعله يجدى معها وتخاف أن تفقده فهدر بقوة : أكده يا عزة ، يبجا أنتِ اللى حكمتى بالنهاية اللى كان لازم أعملها من زمان بس أنتِ اللى كنتِ رافضة .
فانقبض قلب عزة وارتعشت شفتاها وهى تقول : عتطلجنى يا باسم عشان عايزة أحس زى بجيت خلق الله إنى متجوزة وليه مطرح خاص بيه أعيش فيه مرتاحة البال مع جوزى وبتى اللى طلعت بيها من الدنيا .
_بدل ما أنت بتچيلى كل كام شهر دقايق وتجوم تچرى من جارى كإنك عامل عملة وأبص على مكانك ألاجيه فاضى واتعذب من الوحدة وأضم بيدى جتتى عشان أدفيها ، وافضل أتعذب ليالى طويلة وانا شايفة چوزى جدامى مع مرته هينهيها ويراضيها وانا هيهملنى أعانى لحالى وأتحرم من أبسط حقوقى عليه.
_أنت كيف ظالم أكده يا ابن الجبالى !!
ولكن باسم لم يهتم بمشاعرها وعذ.ابها النفسى لهجره لها وأصر على تكملة تهديده لعلها ترچع عما نوت .
باسم : بزيادة كلام عاد وأنا جولت كلمتى ، عايزة تكملى معايا يبجا مفيش خروج من الجصر .
_ عايزة مكان لحالك يلجأ كل واحد يروح لحاله وساعتها مش هيكون بينا غير ريحانة وبس .
فظهرت إبتسامة تهكم على شفا عزة وسخرت بقولها : انا مشيفاش فرق بين التنين ، أكده لحالى واكده لحالى .
_ بس لحالى مع نفسى ومع بتى أحسن من إنى أكون مقهورة كل شوية يا ابن الجبالى .
ليقبض باسم على يديه بغضب وتـ.شتعل النيران فى جوفه ، فتخرج الكلمة كالبركان الذى يحر.ق الاخضر واليابس : أكده تبجى ، طاااالق يا عزة .
وهنا وقعت الكلمة على عزة كالسـ.هم الذى أصابها فى مقتـ.ل فترنحت وحاولت الإستناد على المكتب بعد أن خارت قواها ،ثم بكت بهيسترية حتى علّى صوتها .
وكانت فى تلك اللحظة ملك تفتح الباب بعد أن سئلت عليه وعلمت بوجوده معها .
لتصـ.عق عندما سمعت تلك الكلمة التى تنهار بيها البيوت وهى اكره الحلال عند الله .
فولجت إليهم وعلى وجهها الصدمة ثم نظرت إلى باسم تعاتبه قائلة : ايه اللى عملته ده يا باسم ؟
ليجيبها باسم دون أدنى تردد : ده اللى كان لازم أعمله من زمان يا ملك ، بس أنتِ الله يسامحك اللى خلتينى أتمادى وچبت منها بت عتفضل تعانى طول عمرها من التشتت شوية معايا وشوية معاها .
فاتسعت عين ملك بصدمة غير مستوعبة ما يقول مردفة وهى تضم بقوة ريحانة إلى صدرها : يعنى إيه بتى عتبعد عنى .
_ لا ده لا يمكن أبدا .
لتنفجر عزة من ألالم والغيظ بعد أن تعدت ملك حدودها ونسبت لنفسها ابنتها .
فاقتربت منها وصاحت فى وجهها : بنتك ايه يا ملك ، انتِ نسيتى نفسك ولا ايه ومش عايزة أجول كلمة عفشة عشان العيش والملح اللى كلناهم سوا وعشان كمان انا مش جليلة الأصل .
_ دى بتى أنا يا ملك ، ويلا هاتيها وكفاية عليكِ جوى باسم .
ثم طالعت باسم بعيون مازالت تكن له بالحب رغم ما حدث وهمست بإنكسار : وصراحة اللى عندها راچل كيف باسم وعيحبها أكده زييك متفكرش فى عيل ولا تيه.
فأحرجت كلماتها باسم وشعر بالندم فعلا على تقصيره معها .
ثم مدت عزة يديها ورددت مرة أخرى ، هاتى البنت .
ولكن ملك بكت وشددت من إحتضانها ريحانة وتوسلت بنظراتها إلى باسم لكى يفعل شيئا ولكن الاخير وقف عاجزا ، فلم يعد بيديه شىء وهى إبنة عزة فى النهاية وهى من لديها الحق .
_ ولا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن ينزع طفل من أحضان والدته .
ثم تذكر باسم أمر قمر ، فأراد أن يليها هذا عن ما يحدث ، لعلها تجد فى إبنة قمر العوض الحقيقى لإنها خالتها واقرب الناس إليها بعد والدتها وام ثانية لها .
فحدثها باسم : شوفتى كنت هنسى أنا شيعت ليكِ ليه !
إديها بس الأول يا ملك بنتها وأنتِ ربنا عوضك ببنت تانية عتفرحى بيها جوى جوى لأنها منك ويستحيل أمها عتزعلك .
فنظرت له ملك بدهشة متسائلة : جصدك ايه ، انا مش فاهمة حاجة .
فحاوط باسم كتفها بحنو بين أنظار تلك التى يتأكل داخلها ولكنها أخذت تردد ( اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها ) .
باسم : قمر أختك يا ملك مماتش صوح كيف ما كان حاسس مسالم .
والنهاردة بس عرفت لما چت تولد عندينا ومكنتش فاكرة حاچة وولدت بنت زى الجمر .
يلا أدى البنت لعزة وتعالى أطمنى على أختك .
فبكت ملك بفرحة مرددة بشهقات : قمر عايشة ، يا ما أنت كريم يارب .
ثم نظرت إلى ريحانة التى تنظر إليها ببراءة فبكت وتابعت : بس ريحانة دى بتى كمان ، ده أنا مرضاعها يعنى أمها مهما جولت يا باسم .
فكيف تحرمونى منيها !!
زفر باسم بضيق ومد ذراعه ليأخذ ريحانة قائلا : معلش يا حبيبتى وأكيد هچبها تشوفيها كل فترة .
ملك بقهر : فترة ده أنا مجدرش تبعد عن عينى لحظة .
لينفعل باسم رغما عنه من حديثها ويأحذ منها البنت قائلا : بزيادة يا ملك .
ثم التفت إلى عزة واعطاها البنت وقال بحزن : خلى بالك منيها ، ودلوك تجدرى تروحى الجصر تجعدى بس ولو يومين عجبال ما أعرف أوفر ليكى مكان مناسب .
واكيد مكانك اهنه فى الشغل موچود لو حابة تستمرى معانا ولو مش عايزة براحتك .
بكت ريحانة كثيرا عندما حملتها عزة لإنها ارتبطت بملك ولا تسكن الا بين يديها .
وأخذت ترفع ذراعها الصغير مشيرة إلى ملك لتحملها ، فانفطر قلب ملك وحاولت الأقتراب لتاخذها مردفة : هاتيها يا عزة ، هى أكده مهتسكتش غير معايا .
فغضبت عزة ونهرتها : عشان أنتِ السبب ، مكنش ليه لزوم ترضعيها بس معلش هى خلاص جربت على سنة ، فتتفطم أحسن وبكرة تاخد عليه أنا .
وعتعيط شوية وتسكت ، ثم شددت من عناق الصغيرة وربتت على ظهرها لتهدىء وحملت حقيبتها وهمت للمغادرة قائلة : انا همشى دلوك للجصر وهو يومين زى ماجولت وهمشى.
سلام .
لتغادر بين أنظار ملك المحطمة التى ما أن خرجت حتى صرخت باسم ريحانة ، فحاول باسم تهدئتها بحب قائلا : بس يا ملك ، مش جادر أتحمل دموعك دى أرجوكِ بزيادة أكده .
وأنتِ خابرة كويس أن ده حق عزة ودلوك عشان الطلاق نفسيتها صعبة ، فشوية تتعود وهى بنفسها عترجع تتديكِ البنت .
عاتبته ملك : ليه بس طلجتها يا باسم ، ده أنا كنت موصياك تعاملها كويس عشان خاطرى .
ابتعد باسم عنها ولمس يديها بحنو قائلا : ده حاجة كان لازم تحصل من زمان يا ملك ، انا مش عايز غيرك وبس .
وياريت صفحة عزة دى تتجفل نهائى .
ثم أشار إليها بقوله : ودلوك تعالى نشوف قمر وبعدين هاخدك لشجتها ، تراعيها يومين أكده تسند طولها وبعدين ترچعى .
……
اكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله بالله فإنها كنز من كنوز الجنة .
………
وبالفعل تقابلت ملك مع قمر فى مشهد مؤثر ملىء بالمشاعر والأحاسيس ولم يفتر الإثنان عن البكاء طويلا وهى تعانقها بلهفة وشوق .
ملك وهى تبعدها عنها برفق : انا مش مصدقة حالى إنك واجفة جصادى يا قمر وإنك بخير يا بت ابوى !
قمر : الحمد لله ، لسه مكتوبلى اعيش فى الدنيا دى يا ملك .
وربنا يكمل الباقى من عمرى بالستر.
ثم طالعت ملك الصغيرة شمس بحب وضمتها إلى صدرها بحنو لعلها تعوضها عن ريحانة ولكن هيهات فوجع فراق ريحانة بنت قلبها لا يعوض بأحد وان كانت ابنة قمر .
وطلبت قمر من باسم أن يأخذها إلى مسالم وألحت عليه ولكنه رفض حتى تستعيد فى بادىء الأمر صحتها لتستطيع الوقوف بجانبه ، فهو يحتاج أيضا لعناية حتى يعود إلى حالته الطبيعية مرة أخرى ..
فعادت إلى بيتها على مضض بصحبة قمر التى سهرت على راحتها رغم انكسار قلبها .
………
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
………..
أما عزة فحاولت مرارا وتكرارا أن تهدى من روع ريحانة التى لم تكف عن البكاء بسبب احتياجها للرضاعة واحساسها ببعد ملك عنها .
ولكنها لم تستطع السيطرة عليها وأشفقت عليها من كثرة البكاء الذى بسببه تلون وجهها بالحمرة فخشيت عليها أن يصيبها مكروه وهنا اتصلت على باسم ، لتعلم منه عنوان قمر لتأخذ إليها ريحانة ترضعها حتى تهدىء .
ليغلب هنا إحساس الأمومة عن إحساس الغل والحقد على ملك التى استطاعت الفوز بلقب باسم وايضا ابنتها .
ولكن قلبها كأم لم يدرك سوى الخوف على إبنتها كى لا يصيبها أذى .
وهنا تنهد باسم بإرتياح بعد أن أدرك أن ريحانة ستظل برعاية ملك ولن تبعد عنها .
وبعد يومين إستطاع باسم أن يوفر شقة لـ عزة مجهزة بكل ما تحتاجه ،كما كتبها بإسمها لعلها تغفر له تقصيره معها.
وقبل أن يرحل باسم ويتركها بمفردها وقف أمامها وحمحم بحرج قائلا : عزة انا مش خابر أجولك ايه ,بس صدجينى غصب عنى والحب والكره ده مش بإيدينا .
وصدجينى حولت كتير عشان أحبك عشان أنتِ فعلا تستاهلى لإنى فيكِ صفات حلوة كتير بس مجدرتش .
وكل ما كان الوقت يمر كان إحساسى بالذنب يكبر وانا شايفك عتحبينى كل الحب ده ، لكن مش جادر أبادلك .
والإحساس ده كان بيخلينى أفكر كل شوية فى الأنفصال عشان يكون جدامك فرصة ترتبطى بواحد أحسن منى ، يديكِ اللى أنا مجدرتش أدهولك .
فسامحينى يا عزة وبتمنى ليكِ حياة سعيدة ، وبتمنى ما تسيبى المستوصف عشان احنا اللى بينا مش مجرد عقد وانتهى ، احنا بينا عشرة على الحلوة والمرة وكمان بينا ريحانة كانت اجمل حاچة فى علاقتنا ..
تجمعت الدموع فى عين عزة لإحساسها بالإنكسار والقهر وهو يعترف لها إنه لم يستطيع أن يحبها وحاولت هى التماسك حتى لا يشفق عليها فهى لا تحبذ ابدا الشفقة بعد أن اتخذت من إسمها أخيرا عزة بكبريائها .
لتومأ له فى صمت ثم قالت : خابرة يا ابن الجبالى وانا كمان بتمنى ليك حياة سعيدة مع ملك ، الأم التانية لبتى اللى شاركتنى فيها .
فابتسم باسم بإمتنان لها ثم ودعها وغادر .
لتترك العنان لنفسها بعد غلق الباب حيث استندت عليه بظهرها واجهشت بالبكاء الكامن فى صدرها حتى بلغ بها التعب مبلغه فجلست مكانها شاردة تفكر فى حياتها وحظها السيىء فهى منذ طفولتها حزينة من أب قاسى الطبع بخيل ، ليس له وسيلة للتفاهم سوى الضر.ب ،ثم كبرت ودخل الحب حياتها وظنت أنه معه سيكون العوض ولكن للأسف كان ذئب افتر.سها دون رحمة ثم تخلى عنها .
ومن ثم كان باسم الذى أحبته من خلقه وطيبته ورأت به رجولة حقيقية افتقدتها مع غيره ولكن قلبه لم يكن لها .
فأردفت بحزن : حياتك عاملة زى مجطع الحزن الذى أبكى الملايين يا عزة .
_ وعمالة توجعى يا من نجطة لدوحديرة ، وايه عتعيشى حياتك أكده من غير فرح وتموتى مقهورة لحالك .
ثم بكت بمرارة ووجدت نفسها تدعو الله وترفع يديها بدعائها الذى اخترق سبع سنوات
( يااارب حزنى مش إعتراض على قدرك ، بس أنا عايزة رحمتك بقلبى المكسور ، يارب نفسى أفرح ولو مرة فى حياتى ، عشان تعبت اوى اوى يارب ، يارب أجبر بخاطرى ومتعملنيش بعدلك عاملنى برحمتك ، يارب ).
ثم أخذت تكرر. الدعاء حتى استمعت إلى رنة تعلن وصول رسالة إليها، فقامت لترى ممن تلك الرسالة ؟
فكانت محتواها ( كفى دموعا فقد أهلكتنى عينيك الحزينة ، ووددت لو أكون بجانبك لتدفنى حزنك هذا على صدرى .
وأقسم لكِ إنى سأكون سببا لأرى إبتسامتك التى لا أعلم عندما أراها ما سيحدث لـ قلبى الذى أحبك من أول لقاء فاتنتى.
ستقتلـ.ينى إذا بإبتسامتك العذبة التى ستذيب جميع حصونى أمامك )
كما أرى إنك مع كلمة تقرئينها تعجبين وتندهشين ولا تعلمى من أنا .
سأقول لك سيدتى من أنا ؟
انا المحب الذى عشق عينيكِ ودعى الله فى كل سجدة أن تكونى حلاله بعد أن أبتعد حتى لا يقع فيما حرمه الله.
انا أيمن سمينى عاشق مجنون ، سمينى واحد مغرم .
لم تصدق عزة ما قرئت وأخذت تقرء رسالته عدة مرات .
ليشرد نظرها فى بقعة خالية وحدثت نفسها : معقول يا عزة بعد كل ده فى حد يحبك ، معقول تلاجى النور بعد سنين الظلمات دى كلاتها ، معقول تلاقى حد يرويكِ بعد ما جربتى تموتى من العطش ، لا انا مش مصدجة حالى .
لتأتيها رسالة أخرى .
أتقبلين حبيبة القلب والروح ان تنورى مملكتى بعد أشهر العدة التى سأنتظرها تمضى بفارغ الصبر .
لتندهش وتسئل حالها : هو عرف إزاى ده ؟
ليأتيها جوابه : انا عارف دلوقتى أنتِ بتسئلى ازاى عرفت إنك اطلقتى أخيرا من انسان مش عارف قيمتك ، من الممرضة سهام اللى وصتها تاخد بالها منك من ساعة ممشيت وهى سمعت بنفسها باسم عشان كان صوته عالى جدا ومش هى بس ده كتير وبلغتنى وعلى قدر حزنى على زعلك ، على قد فرحتى إنى خلاص قربت اوصل لحلمى اللى هو أنتِ يا عزة .
ليسدل الستار هنا عن عوض الله وما أدراك ما عوض الله.
فاعبده بحب لتدهش بعطائه .
*****
ظل مسالم طوال الليل يلهث بكلمات غير مفهومة بعد أن اصابته الحمى كنتيجة للصـ.عقات الكهرباء فى رأسه .
ولكن ما بين كلماته الغير مفهومة كان اسم قمر فزفر الممرض بضيق الذى ولج إليه ليعطيه حقنة خافضة للحرارة : صراحة أنا عمرى ما شوفت حد عيحب مرته الحب ده كله .
ده انا مبصدج أخرج من البيت يا جدع عشان أخلص من خلجتها اللى تسد النفس دى ولا طلبات وزن العيال اللى مينتهيش .
بس أكيد مرتك كانت حاجة تفتح النفس عشان تحبها أكده ، ده انا حبتها من كلامك عليها بس ، يلا الله يرحمها بجا ويشفيك يا مسالم .
ليمضى الليل الحزين ويأتى يوما أخر أشرقت به الشمس بأمل جديد ، ليقف الجميع مذهول عندما صدق شعور مسالم أن حبيبته لم تمت بل على قيد الحياة .
لينطق الطبيب بإندهاش قائلا : انتِ قمر فعلا مرات مسالم .
لتؤكد قمر : ايوه يا دكتور ، أنا قمر اللى ربنا كتبها عمر جديد عشان ترجع لچوزها وحبيبها وتاخده من إهنه ويرجعوا لعشهم .
ضرب الطبيب يدا بيدا قائلا : سبحان الله ، تصورى مسالم كان قلبه حاسس أنه فعلا مموتيش مهما حولنا نقنعه ونحاول نخليه يتقبل الأمر الواقع لكن مع كل يوم كان يأكدلنا إحساسه لدرجة إنه امبارح لبس هدوم الخروج وقعد مستنى تيجى تاخديه .
ده إيه الترابط الروحى اللى بينكم ده وأنا اللى للأسف اعتقدت حالته انتكست واضطريت ** ولكنه لم يستكمل عندما اعترضته قمر بقولها : اللى بينى وبين مسالم حاچة مفيش كلام يقدر يعبر عنيها ودلوك لو سمحت عايزة أشوفه ويخرج معايا بإذن الله على ضمانتى وأنا هرعيه بنفسى .
الطبيب : أكيد واظن أنه لما يشوفك خلاص انتهت مشكلته .
ليصطحبها بالفعل إليه ، ليجده الطبيب عندما فتح الباب واقفا وكأنه مستعد لمجيئها .
لتتعانق القلوب قبل العيون وصاحت قمر بشوق ولهفة : مسااااالم حبيبى ، أتوحشتك جوى يا ضى عيونى .
أما هو فارتجف جسده ولمعت عيناه لرؤيتها ثم بكى وهو يمد يديه لها قائلا : أستنيتك كتير جوى يا قمر .
ليه اتأخرتى عليه كل ده ؟
،ثم نظر لبطنها الخاوية ، فلمحت قمر سحابة حزن فى عينيه فأدركت سببها فطمئنته بقوله وهى تضع يدها على بطنها : شمس منتظراك فى البيت مع ملك يا أبو شمس .
ثم أسرعت إليه بشوق ،ليعود إليها إحساس الامان من جديد وهى بجانبه .
وهذا كان كفيل أن يغسل كل أحزانهم ، ليبدئوا حياة جديدة أساسها الحب وأركانها المودة والرحمة .
……….
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
……….
أما زاد بعد مرور شهرين من عودة براء وتآلف أرواحهم من جديد بعد التنافر شعرت ببعض الألم فى معدتها ورغبتها فى التقيىء .
فسئلت نفسها :
_ ايه يا زاد شكلك عملتيها تانى ولا ايه عاد ؟
للتأكد بالفعل من حملها عندما أجرت اختبار الحمل المنزلى ، فابتسمت بسعادة قائلة : يارب تيچى المرة دى بنت .
واستطردت : لما ألبس وأروح أطب على براء فى القسم وتكون مفاجأتين ليه ،وحدة بوجودى والتانية بالحمل ، ده أكيد هيفرح جوى .
عشان كمان هو وحشنى ومش هقدر أصبر لما يچى .
فأسرعت لإرتداء ملابسها ثم توجهت للقسم الذى يعمل به ، للتفاجىء به يقف مع امرأة ترتدى الزى الرسمى للضباط ، ويتبادلون الضحكات .
لتتجمد زاد فى مكانها ثم حاولت إبتلاع غصة مريرة فى حلقها مردفة: نهار أبوك أبيض ، تانى يا بصبصاص يا بتاع النسوان محرمتش عاد .
والله لأخليك عبرة لمن لا يعتبر .

لا كده كتير 🤭🤭
هنشوف هتعمل ايه زاد المرة الجاية إن شاء الله وبراءة صراحة ابن حلال ويستاااهل 😂
وتكون الحلقة الأخيرة بإذن الله 🥰
بس تفتكروا هتنتهى حكاية أولاد الجبالى وننساها ام ستظل موجودة فى قلوبنا قبل عقولنا .
نختم بدعاء جميل ❤️
قيل أن هذا الدعاء يجرّ إليك الخير جراً:
“حسبُنا ﺍﻟﻠّﻪ، ﺳﻴﺆﺗﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠّﻪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ، إنّا ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﺭﺍﻏﺒﻮﻥ”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى