روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الثالث عشر

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الثالث عشر

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر

بصتله نظرة اشمئزاز مغلفة بالاستغراب: أنت تعرفني؟
“أه طبعًا ومين في المدرسة مكنش يعرفك.” ابتسم ابتسم واسعة ومدلي ايده وهو بيقول: أنا حسام أنت أكيد متعرفنيش بس أنا أعرفك.
بصيت أنا وخالد لبعض في استغراب, فتطرق خالد للسؤال بيقول: وأنت تعرفه منين؟
“كنا سوا في نفس المدرسة, كنت أكبر منه بسنة بس المدرسة كلها كانت عارف مين هادي حد غريب الفتى الاكثر شهرة في المدرسة ومع ذلك كان أكتر شخص منفرد ووحيد في المدرسة.. بصلي وهو بيكمل كلامه: بصراحة كنت غامض بالنسبة لي وكنت مستغرب ازاي قادر تقضي وقتك كدا منعزل عن الجميع خصوصا إني مكنتش بشوف معاك غير العصفورة الي طايرة جنبك دي.”
كنت مضايق من كلامه بس دي كانت الحقيقة, حتى دي بي نفسها كانت مضايقة وقاطعت كلامه بتقول: لمَ ألكترونات الحسية تخبرني أن في كلامك إهانة لسيدي ولي, ومن باب العلم أدعى دي بي وأنا أليف آلي وليست عصفورة يا سيد بلا اسم.
ضحك حسام بيقول: لا أبدًا بجد أنا بس بقول الي اعرفه.. عمومًا أنا آسف لالكتروناتك الحسية يا سمو معالي الأستاذة دي بي. قال كلمته الأخيرة وبعدين سبقنا بخطوات وهو بيقول: اتفضلوا واعتبروا البيت بيتكم.
دخلنا وراه وجه خالد جمبي بيسألني بصوت خافض مستغرب: أنت اسمك هادي حد غريب فعلًا؟
قطبت حاجبي وأنا ببصله وبعدين بصيت قدامي متجاهل سؤاله, اعتذر وسكت لحد ما حسام أرشدنا للغرف بتاعتنا علشان نستريح من تعب السفر, خالد ومهاب كان ليهم أوضة وأنا كان لي أوضة لوحدي بس مجاورة للأوضة بتاعتهم, دخلت اوضتي وبمجرد ما دخلت ارتميت عالسرير وطلبت من دي بي إنها ترتبلي حاجاتي لأني مكنتش قادر اتحرك بس فجأة سمعت صوت خبط على الباب, أذنت للطارق بالدخول فكان حسام, ابتسم ودخل الاوضة وهو بيقول: أتمنى مكونش ضايقتك بكلامي.
اعتدلت في جلوسي وأنا بقول: لا عادي ولا يهمك.
اقترب مني وقعد علي طرف السرير وهو بيقول: بس بصراحة أنا عندي فضول أعرف ليه بيقولوك حد غريب أنا كنت مفكر إنه علشان تصرفاتك وسلوكك فالناس قالتلك كدا بس حد من أصحابي قالي إن ده اسمك فعلًا, هو أنت فعلا اسم باباك حد غريب؟
“بصراحة يا حسام أنا الي عندي فضول أعرف هو أنت جايلي الاوضة مخصوص علشان تسألني السؤال ده؟!!!”
“يعني مش أوي, بصراحة أنا كنت جاي علشان أفهمك نظام الأوضة.”
بصتله باستغراب: نظام الأوضة؟ ليه؟”
ابتسم وقام من مكانه وهو بيدوس علي جهاز تحكم في ايده, فجأة حسيت بالسرير الي قاعد عليه بيتحرك والمرتبة بتاعته بتتبدل, نطيت ولازقت في أعلي السرير وأنا بقول ايه ده؟
ابتسم حسام وهو بيقول: ده علشان ترتاح أكتر.
بصيت للمرتبة الي اتبدلت فجأة ليقتها بقيت اسفنجية وشفافة, شفافة للي موجود في قلب السرير والي كان عبار عن ماية ومرجان , هو المنظر كان مريح بس أنا كنت خايف الحقيقة انزل رجلي من علي قمة السرير علي المرتبة فأغرق, بس حسام طمني إن الماية منعزلة عن المرتبة وإن فيه حاجز أنا الي بفتحه وبقفله وحتى ولو اتفتحت كدا كدا المرتبة هتكون طافية علي وش الماية,
نزلت رجلي بالتدريج لحد ما قعدت وبصراحة الوضع كان مريح أكتر من أي مرتبة نمت عليها قبل كدا لحد ما استرخيت تمامًا بس من حيث لا احتسب لقيت فيه ايدين آلية طالعة من السرير بصيت لحسام باستغراب ممزوج بخوف, ضحك وهو بيقولي: متقلقيش دي للتدليك مش أكتر علشان جسمك يسترخي, هو في الواقع علي رغم استغرابي وقلقي في البداية بس هي كانت مريحة فعلًا, سبني حسام واتقدم ناحية شنطي, فتحها وداس تاني علي جهاز التحكم فالدولاب اتفتح وبدأ يخرج هدومي وحاجاتي وهو بيعمل مسح عليها علشان يشوف هي بتتطابق مع أي نوع ويحطها في الرف المناسب, بصراحة كنت مبسوط بس الوحيدة الي كانت منزعجة هي دي بي الي خرجت عن صمتها وقالت: لمَ تتدخل فيما لا يعينك, سيدي هو من أمرني بترتيب أغراضه.”
بصراحة كنت متفاجيء ومستغرب تقريبا أي حاجة مؤنثة عندها هرومانات, ضحك حسام وهو بيبصلي بيسألني: أنت متأكد إنها ألة؟
“أنا مستغرب زي زيك بس أنت عارف إنهم بيحاولوا يحاكوا الواقع ويزودوا الربورتس بمشاعر بشرية وأي ربوت بيتم اختراعه ويبتعمل فيه تجديد, التجديد ده بيتبرمج تلقائي في باقي الربورتات الي موجودة في العالم.”
“أشك إن الي ضاف التجديد الجديد ده واحدة ست.”
دي بي اتضايقت وسابت الاوضة وطارت لبر, بصلي حسام وهو بيضحك: دي واحدة ست ست مفيش فصال يعني.
ابتسمت , فطلب مني استرخي بعد ما طفي كل انوار الاوضة بجهاز التحكم وفجأة لقيت السقف بدأ يتحول لشاشة كبيرة بتعرض معزوفة موسقية, بصلي حسام وهو بيقول: انت ممكن تغير لاي حاجة انت حاببها علي حسب ايه الشيء الي بيريح اعصابك. قال كلمته الاخيرة بعد ما ساب جهاز التحكم جمبي ومشي وقفل الباب وراه, الوضع كان مريح جدًا للدرجة إني نمت لتاني يوم ومصحتيش إلا الساعة 10 على صوت حد من الخدم بيقولي إن الكل مستنيني تحت علي الفطور. نزلت بعد ما جهزت وغيرت لبسي, كان الكل مجتمع عالسفرة خالد ومهاب وحسام الي كان بيوجه كلامه لخالد بيقول: أنت ازاي فكرت تعمل كدا؟ أنت عارف باباك هيعمل ايه لو عرف إنك سافرت بدون علمه,لا وكمان واخد مهاب معاك.. أنت مفكرتش حتى في مامتك شعورها هيبقي ايه لما تلاقي ولادها الاتنين اختفوا فجأة ومش عارفين هم فين؟
رد خالد ببرود وهو بياكل: ولا هيحصل أي حاجة.. كدا كدا هم مش موجودين أساسًا علشان يهتموا بنا او يلاحظوا غيابنا زي ما هم لسه ملاحظوهوش لحد اللحظة دي, ثم أنت مكبر الموضوع بصراحة أنا سبتلهم رسالة مع الخدم إني مسافر.”
“يا سلام بمنتهي البرود كدا سبتلهم رسالة مع الخدم, انا مدرك إنهم طول الوقت مشغولين بس ده ميدكيش الحق تسافر بدون علمهم وكمان تاخد مهاب معاك يعني ياريتك لوحدك.”
“مهاب نفسه هو الي اختار يجي معي.” بص لمهاب وبعدين كمل: أنت كنت حابب تقعد معهم هناك؟
هز مهاب راسه بالنفي وبعدين كمل: أنا عايز ابقي معاك عالطول.
بص خالد لحسام وهو بيقول: شوفت… قاطع كلامه مهاب بيقول: بس كمان كنت بتمني بابا وماما يكونوا معنا.
بص حسام لخالد وهو بيقول: شوفت إنك حطيت الولد في وضع حرج مش عارف يختار فيه بينكم بس طبيعي يختارك لأنك الي طول الوقت معه وبتهتم به فلو قعد هناك مش هيلاقي حد, أنت بس يدوب استغليت نقطة ضعف الولد علشان تاخده معاك.
بدأت أحلاظ على خالد ملامح الانزعاج وقبل ما يتكلم قاطع كلامه مهاب وهو بيقول بابتسامة واسعة: هادي!
ابتسمت واتقدمت ناحيتهم برمي السلام وأنا بجر الكرسي الي جمب مهاب بقعد جمبه, الكل سكت وأنا كمان سكت وقعدت في مكاني باكل في صمت لحد ما قاطع الصمت ده حسام وهو بيقول: بس أنت تعرف خالد منين يا هادي؟ اقصد إن مدرستنا كانت غير مدرسته.
ابتسمت وأنا ببصله: كنا على نفس الطيارة واتعرفنا هناك.
“في الطيارة؟!!غريبة, مع إن خالد مش بيحب يتعامل مع حد.”
ابتسمت ومعقبتش فكمل حسام كلامه: أنا وخالد أصحاب طفولة.. عمرنا ما كنا في نفس المدرسة بس طول الوقت كنا سويا نظرًا لارتباط شغل اهلنا ببعضه علشان كدا كنا بنتقابل كتير في المناسبات لحد ما اتطورت صداقتنا وبقت زيارتنا مستمرة لبعض بس جيت أنا بعد ثانوية وسافرت فرنسا علشان أكمل تعليمي هنا, يمكن مبقناش نتقابل او نتكلم زي الأول بس علاقتنا فضلت زي ماهي حتى ولو كان بيتطرق حديثنا لمرة كل شهر.. وطول المدة الي عشت فيها مع خالد عمري ما شوفت له صاحب غيري لأنه مش بيحب يختلط بالناس وصعب يوثق في حد علشان كدا استغربت لما قولتلي إنكوا اتعرفتوا في الطيارة بس.”
بصلي خالد وهو بيبتسم بيقول: بس سهل أثق في الرسامين بسرعة.
بصلي حسام باستغراب: أنت بترسم؟ غريبة مسمعتش إنك شاركت في أي مسابقة عندنا في المدرسة رغم إن كان فيه مسابقات دولية.
قبل ما اتكلم قاطعه خالد بيقول: علشان هو بيرسم للرسم وبس يا جاهل ومش محتاج حد يشاركه تفاصيل لوحته وخصوصًا لو كانت مسابقة وعليها فلوس وكأنه بيبع مشاعره للناس في مقابل ثمن زهيد.
بصله حسام نظرة من فوق لتحت كدا وهو بيقول: بصراحة الجاهل الوحيد هنا هو أنت لأن كل الي بتقوله ده عبط , اغلب الفنانين اليومين دول بيرسموا علشان الفلوس ومفيش أي نوع من المشاعر زي ما بتقول لأنهم بيرسموا رسم ديجتال يعني لا فيه مشاعر ولا غيره كل الحكاية مجرد واحد بيعرف يستخدم البرامج دي كويس وعنده ملكة ابداعية يعني مش شرط حتى يكون بيعرف يرسم بالورقة والقلم الي لسه ماسكلي فيهم لحد دلوقتي.
“حسام متعصبنيش علشان انت عارف أنا لما بتعصب بعمل ايه؟”
“شوفت الحيطة الي هناك دي, روح اخبط دماغك فيها وأعلي ما في حميرك اركبه.”
“اسمها خيلك يا جاهل.”
“لا الي زيك بيركب حمير علشان تتماشي مع عقليته.” ويدوب حسام مخلصيش كلام ومنتبهيش لنفسه إلا وخالد كابب طبق السلطة فوق راسه. حسام حط ايده في قالب الجبنة وأخد منها بملو ايده ولازقها في وش خالد وطلع فوق السفرة بيجري قبل ما خالد يعمل اي ردة فعل و الي متردديش فإنه يطلع وراه علشان يكب عليه نافورة الشكولاة الصغيرة الي كانت محطوطة في نص السفرة, بصراحة مكنتش فاهم هم أصحاب زي ما بيقول فعلا ولا أعداء بس الي استغربته هو مهاب الي كان بيصوريهم وبيضحك, بصتله باستغراب وأنا بسأل: هو ده الطبيعي؟
ابتسم وهو بيصور مطاردتهم لبعض بيقول: لا.
“أنا برود قلت كدا علشان مستحيل ده يكون…” ولسه مخلصتيش كلام ولقيت مهاب بيقول: ده أقل من الطبيعي, عمو فتحي البواب قالي إن لما حسام جه عندنا علشان يقول لخالد علي سفره, خالد طلع وولعله في العربية.. قال كلمته الاخيرة وطلع يجري وراهم علشان يكمل تصوير باقي الخناقة.
كنت واقف مصدوم وبتمتم بكلمات متقطعة: و..ول..ولعله في العربية؟!!
كنت مفكر مهاب بيبالغ لحد ما طلعت وراهم ولقيت خالد وحسام ماسكين شعر بعض وكل واحد فيهم مش راضي يسيب التاني قبل ما التاني يسيبه, أنا مكنتش فاهم هي الناس دي بجد ولا ايه علاقتها ببعض لحد ما بالغلط رجل خالد اتزحلقت ووقع في حمام السباحة لأنه كان واقف علي حرفه, بمجرد ما خالد وقع في الماء نط حسام وطلعه عالطول لأنه كان واضح إنه بيغرق, حسام بدا عليه القلق وهو بيسأله: أنت كويس؟
كان خالد بيحاول ياخد نفسه ولسه هينطق حسام مسكه من لياقة التشيرت بيزعق بقلق: ما ترد علي أنت كويس؟
خالد زاح ايده عنه وهو بيقول: ياخي بقي قرفتني في عشتي أنت بتخنقني مش بتطمن علي.
“طب أنت كويس طيب؟ فيه ماية وصلت للرئتين ولا حاجة؟”
“أنت بتفكر ازاي يعني؟ ده علي اساس إن لو فيه ماية وصلت للرئتين كان زماني بتكلم قدامك دلوقتي, ملحقتش لأنك نطت وريا عالطول.”
اتنهد حسام بالحمد فكمل خالد كلامه: عمومًا يعني شكرًا.. ابتسم حسام ولسه هيتكلم قاطعه خالد وهو بيقول: بس برضو أنت الي غلطان أنت عارف إني مش بعرف أعوم تقوم حاطط حمام سباحة هنا.
“وأنا ايش عرفني إنك هتجي وتقع فيه بس عارف أنت معاك حق لأن أنا الي غلطان فعلا كان المفروض أجيب سمك قرش أحطه في المسبح علشان لما تقع تموت غرقان وسمك القرش يلتهمك ومتبقاش منك عضمة.”
“علي الفكرة سمك القرش مش بياكل العضم ولا الهدوم.”
“أنت كنت سمكة قرش قبل كدا علشان تفتي زي مانت قاعد تفتي دلوقتي.”
“لا يا خفيف الدم بس معروفة يعني الهدوم والعضم طعمهم وحش أنت عمرك كلت فرخة بريشها قبل كدا؟”
“لا.”
“طيب وهو برضو مش هياكل بني آدم بهدومه هو هاكل اللحم بس.”
“تجي نجرب طيب.”
“ماشي بس هنجيب سمك منين؟ أنت عارف إن الحيوانات بدأت تقل اليومين دول.”
“نجيبها آلي طيب؟”
“لا مش هتبقي زي الحقيقية يا عم.”
كنت بوجه راسي يمين وشمال تجاه كل واحد فيهم وأنا رافع حاجب ببصلهم باستغراب لحد ما قطعتهم وأنا بقول: أنتوا بتقولوا ايه؟ أنتوا مجانين؟
بصلي خالد وابتسملي: نسيت أقولك إن حسام كان هربان من مستشفي العباسية في مصر وجه هنا في فرنسا علشان محدش يعرف وتبقي فضيحة لعيلته.
شده حسام من ودنه وهو بيقول: ونسيت تقوله إنك كنت زميلي في نفس الاوضة.
“حسام متعصبنيش علشان أنت عارف لما بتعصب ممكن أعمل فيك ايه؟”
ضربت جبهتي وانا بتمتم: أنتوا مش معقولين بجد. قولت كلمتي الأخيرة وسبتهم ومشيت لأن شكل خناقتهم دي مش هتخلص النهاردة, طلعت علي أوضتي علشان أكلم دينا ,اطمنها إني وصلت فرنسا أخيرًا بس فجأة لقيت مهاب بيمسك ايدي وهو بيقول: هجي معاك, ينفع؟
ابتسمتله ومسكت ايده وطلعت علي اوضتي, طلبت من دي بي تتصل بدينا وقعدت عالسرير وربعت رجلي ومهاب قعد عليها, ضمته لي وأنا مستني دينا ترد, بمجرد ما دينا ردت لقيتها متحمسة وهي بتقول: وأخيرا رنيت متتصوريش كنت هموت عليك من القل… وفجأة كلامها انقطع وهي بتبصلي باستغراب بتسأل: هو أنت في سنة كام في فرنسا؟ لحقت تتجوز وتخلف في يومين؟
ضحكت وأنا بضم مهاب لي بقول: ايه رأيك شبهي مش كدا؟
ضحكت وهي بتبصلي باستغراب: هو أحلى كتير الصراحة.. بس مش عارفة ليه حاسة إني شوفته قبل كدا.
ابتسم مهاب وهو بيقول: اه مانا كنت بتصور مع بابا أوقات وبطلع على الأخبار في اللوحات الرقمية.
“ليه هو باباك من؟”
ابتسم ابتسامة واسعة بيقول: أحمد رامي عز الدين
صقفت دينا بايدها بتقول: اااه أحمد افتكرت.
بصتلها باستغراب بسأل: أنت تعرفه؟
“اه طبعًا أعرفه ده من أهم رجال الأعمال الي موجودين في مصر حاليًا وزوجته مصممة أزياء عالمية, أنا فاكرة إننا اتعاملنا قبل كدا مع شركته وكانت الصفقة ناجحة, بصراحة مقدريش أنكر إن الفضل كان بيعود له لأنه كان شخص مجتهد جدا في شغله وعنده قدرة علي حل المشاكل الي كانت بتواجهنا.. بس أنتوا اتقابلتوا ازاي؟”
“صدفة في الطيارة.”
ابتسمت ابتسامة مصحوبة بضحكة بتقول: دنت حماتك داعيلك بقي.
“مش زي مانت متخيلة, أنا قاعد في وسط اتنين مجانين مش فاهم هم أصحاب ولا أعداء.
ضحك مهاب وهو بيكلم دينا بيقول: أيوة الاتنين المجانين دول يبقي أخوي وصاحبه.
ضحكت دينا ولسه هتتكلم قاطعها صوت بيقول: تفتكري أنه أحلي الفستان ده ولا ده.
أتاففت وأنا بقول: ياربي.. أوع تقولي إن الصوت ده هو نفسه الي في بالي.
ضحكت دينا بتهز راسها, دخلت مريم وهي بتبص تجاه الكاميرا بتقول: عفوًا بس مين حضرتك؟
“بت أنت غوري من وشي علشان بتعصبيني.”
ابتسمت ابتسامة باردة وهي بترمش بعيونها بتيه في كلامها: معلش بتقول ايه علشان مش سامعك.
كنت عايز أجي أكسر دي بي علي دماغها بس لحسن حظها إنها كانت في بلد وانا في بلد ولسه هتكلم ولقيتها بتضم دينا بتقولها: هتحكيلي حكاية ايه النهاردة؟
“حكاية ايه ان شاء الله.”
بنفس نبرة البرود والتيه قالت: حكاية قبل النوم ياااا… أنت قولتي اسمك ايه؟
كنت ماسك اعصابي بالعافية بصيت لدينا وسألتها: هي بتبات عندك؟
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي بتضم دينا أكتر بتقول: ايه ده هي مقالتكيش إني جيت أعيش معها هنا؟
“ازاي يعني مش فاهم؟”
“بصصصراحة أقنعت بابا وماما إني هعيش مع جدو وجدتي لحد ما المدارس تخلص وابقي اجيلهم في الاجازة وبعد ما اقنعتهم وودني عند جدو أقنعت جدو إني أعيش مع دينا فترة المدراس بس لحد ما تكون حضرتك شرفت البلد ويارب لا يعني والمهم جدو وافق وعايشين أنا وهي سوا دلوقتي ومفيش حد هنا سائل في وجودك عادي.”
قاطعتها دينا بتقول: مين قال كدا؟ أنا حاسة إن فيه روح متغيبة عن الفيلا حقيقي وأنت مش موجود.
“وأنت تحسي ليه ماهي السينورة جمبك اهي.. سلام.”
“هادي استني أنت زعلت؟”
“لا.” قلت كلمتي الاخيرة وأنا مكشر وشاروت لدي بي تقفل المكالمة, كنت مضايق ومش فاهم ليه بس يمكن لأني حسيت إن مريم بدأت تاخد مكاني عند دينا, هي مش مكفيه العيلة كلها كمان عايزة تشاركني في دينا, دنا اوقات مكنتش عايز ابنها يرجع علشان محدش يشاركني في اهتمامها وحبها وتجي مريم بكل بساطة تلغي وجودي, كنت عايز أكلم مرسال بس كنت مقفول الصراحة, مهاب بصلي وهو بيسأل: هو أنت مضايق من البنت الصغيرة الي كانت مع طنط الكبيرة.
ابتسمت وأنا مستغرب كلامه فبصلي وكمل: أنا كمان زيك بضايق أوقات من حسام علشان لما خالد بيكلمه علي الكلوفون بينسي وجودي خالص وبيقعد طول اليوم معه, انا مش بكره حسام بس بضايق منه علشان بياخد مني كل وقت خالد.
بصتله باستغراب وأنا بسأل: هم أصحاب أساسًا؟
“لا ميغركيش الي بيعملوا هم عالطول كدا ولو قعدوا ساكتين شوية يبقي اعرف إنهم متخاصمين.”
ابتسمت ومعقبتش بس غيرت الموضوع للرسم وخرجت أقلامي وفرشي وأوراقي علشان أرسم أنا ومهاب, افتكرت وقتها مرسال لما كنت صغير وكنا بنرسم أنا وهي سويا كل أما بتضايق, حسيت نهم مهاب بالرسم زي نهمي وشغفي به بالظبط علي الرغم إنه مكنش بيعرف يرسم أوي بس مش مشكلة مين قال إن كل الي عايز يرسم لازم يكون بيعرف يرسم, الرسم متاح للجميع علشان يفرغوا فيه طاقتهم العصيبة ومشاعرهم قبل ابداعهم وده الي كنت بلاحظه في كل رسومات مهاب, رسومات لطيفة بيحفها كمية مشاعر وبراءة غريبة الشكل, عدي الوقت من غير ما نحس لحد ما لقينا خالد بيخبط علينا وهو بيقول: الساعة بقيت 2 الضهر ولسه مخلصتوش؟
ابتسمت ومعقبتش فكمل خالد كلامه وهو بيدخل بيبص علي رسمتي: طريقة رسمك مشابهة للرسمة الي كانت علي شنطتك بس فيها اختلافات مش هي هي نفس طريقة الرسم ولا نفس خط ايدك في الخطوط, الايد الي رسمت الرسمة عالشنطة غير الأيد الي رسمت الرسمة دي, تقريبا الي رسم الرسمة الي على الشنطة بنت على خلاف رسمتك والي واضح من خطوطها إنها لولد.
“وأنت عرفت ازاي؟”
“ممكن تقول وراثة في العيلة.”
“أنت حد في عيلتك كان رسام؟”
“لا بس جدي كان مدير أعمال لرسام عالمي لسنين طويلة أوي من حياته ونقل لي خبرته في التفريق بين اللوحات والخطوط والالوان وحتى التفريق بين خامات الفرش المستخدمة في اللوحة وتقدير عمرها.”
بصتله باستغراب وأنا بتمتم في سري: مدير أعمال ورسام عالمي؟ وقتها افتكرت مهاب وهو بيقول لدينا اسم باباه أحمدرامي عز الدين..
بصيت لرامي وأنا بسأل باستغراب: هو أنت جدك يبقي رامي عز الدين نفسه مدير أعمال رماح سعد؟!!
“أه بس أنت عرفت منين؟”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى