روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني 2 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الثاني 2 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الثاني

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الثاني

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الثانية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لم أكن أعلم إنى فى الحب سأكون عاشقة مجنونة ، أحبك بعدد أنفاسى ، ولكن إحذر منى فإنى شديدة الغيرة ، فغيرتى قد تجعلك تنسى من أنت .
******
قاوم كل من يقف فى طريقك ولا تنحنى وسترى بعينيك سيصفقون لك عندما تصل من أجل مصلحتهم .
…….
تفاجئت زهيرة بمن تُجيبها : زاااااد بت جلبى ، أحمدك وأشكرك يارب .
_انك بخير يا قلبى ، قلقتينا عليكِ .
أجابتها زاد : الحمد لله يا حبيبتى.
فسئلتها زهيرة : وفين براء عايزه أبشره بحاچة .
زاد : خير يا مرت خال ؟
ابتسمت زهيرة وأجابتها : عملتها بدرى عن معادها بانة وولدت وچابت بسم الله ماشاءالله (غيث )
زاد بفرحة: … ماشاء الله تبارك الله .
_ألف ألف مبروك يتربى فى عزكم يا مرت خال ، ده براء هيفرح جوى أنه بجا خال أخيرا .
بس طمنينى عليها هى زينة بخير والمولود زين عشان عتجولى ولدت بدرى .
فضحكت زهيرة …عقبال ما تجوملنا بالسلامة يا بتى أنتِ كمان .
_وهى اه زينة والمولود الله أكبر عليه ، كإنه مولود فى وقته ، أيوه ما أنتِ خابرة بانة ما كنتش هتبطل حش وكل طول ما هى جاعدة .
زاد بضحك….ربى يخلى ،ماشاءالله .
زهيرة : بس جوليلى أنتِ كنتى فين ؟ جلجتينا عليكِ .
_وفين براء ؟
تنهدت زاد بلوعة مردفة …لما نتچمع عحكيلك يا مرت خال على كل حاچة .
ثم تابعت بحزن :
_وبراء كويس بس مشغول شوى وان شاء الله ، هيكلمك بنفسه قريب .
_وهنيچى أكيد كمان عشان نبارك ونهنى بانة ، الله يحفظه ليها يارب وعقبال ما تشيلى عوض باسم .
أمنت زهيرة على دعائها :يارب يا بتى وربنا يجومك بالسلامة .
لتمر بعد ذلك لحظات عصيبة على زاد انتظرت بها براء أن يخرج من غرفة العمليات بفارغ الصبر.
ليخرج بالفعل الطبيب فى بادىء الأمر ، فأسرعت إليه لتطمئن ، فطمئنها بقوله :متقلقيش ، كانت عملية بسيطة جدا وفى غضون يومين هيكون كويس جدا .
فحمدت الله بقولها : الحمد لله ، طيب امتى هقدر أشوفه ؟
الطبيب :.حالا ، هينقلوه بس الأول الغرفة .
فوقفت زاد تنتظره حتى خرج من غرفة العمليات فبكت ، وأمسكت بيده وهو مازال لم يستفيق بشكل كامل .
ثم أودعوه غرفته ، فجلست بجانبه تبكى ، فوجدته يردد بهمس …زااااد ، زاااااااد .
فشددت على إحتضان يده وبكت مرددة بنحيب …انا جانبك اهو يا جلبى ، فوق بس أنت وطمنى عليك وان شاء الله عتكون بخير ، الدكتور طمنى .
فهمس براء : زاد أنت جمبى صوح ، انا كنت خايف أغمض عينى ومش أشوفك تانى .
_كنت خايف تروحى منى ،وساعتها كنت هندم ندم العمر وممكن أموت فيها .
_طول عمرى جلبى متعلق بيكى بس مكنتش واعى
_تعرفى لما صلاح خطفك منى زمان ، كنت هموت وعايز أكتله وكنت خايف إنك تكونى ميالة ليه رغم إنى كنت بعيد عنك .
_بس ديما كانت حاچة تجولى أننا لبعض مهما كان .
_انا بحبك جوى يا زاد وصدجينى من بعد اللى حوصل أول مرة ، عينى ما شفتش غيرك وحبى ليكى هيزيد يوم عن يوم .
زاد بفرحة رغم حزنها على ما حدث له: … أنا چمبك يا جلبى ومفيش حاچة عتفرقنا عن بعض تانى مهما حصل .
_وسامحنى عشان ظنيت فيك أكده ، رغم إن عيونك كانت هتأكدلى إنك عتحبنى ، بس الغيرة عذاب ، مجدرتش أستحمل .
_بس خلاص من إهنه ورايح ، عكون وحدة تانية تصرف بعقلها قبل جلبها .
براء : .وانا بحبك فى كل أوقاتك ومهما حصل مش هجدر ، أزعل منيكِ.
قطع خلوتهم وحبهم ذلك صوت طرق على الباب ، فأذنت له زاد .
فإذ به محمود .
استقبله براء بإبتسامة ، فأقترب منه محمود وطبع قبلة على جبهته مردفا .. ألف حمد لله على سلامتك يا بطل .
براء : .الله يسلمك يا محمود ، ها طمنى عرفتوا توصلوا لـ مرام ولا لسه ؟
تغيرت ملامح محمود ولكنه حاول طمئنته بقوله …هو لسه بس يعنى منشغلش بالك ، اكيد هيجبوها فى أقرب وقت هتروح فين يعنى ، بعد ما انتشرت صورها فى كل مكان وحطينا كمان جائزة للى هيبلغ عن مكانها وكمان جارى فحص كاميرات المراقبة فى الطريق عشان نعرف إتجهت فى اى طريق .
تألم براء وقال بخفوت : يا محمود البنت دى داهية وانا مش هستريح ولا أطمن غير لما يتقبض عليها وخصوصا إنها أكيد بتستعد للإنتقام بعد ما موت ابوها .
أكد له محمود : قولنا متشغلش بالك وأهتم بصحتك الأول ، وهى أضعف من أنها تعمل حاجة عشان مطلوبة للعدالة واكيد فى أقرب وقت هنقدر نوصل ليها .
_وبس سبنا من سيرة مرام وخلينا فى الليدى نهلة .
ففتح براء فمه ببلاهة مردفا …ليدى مين يا أخويا ؟
فضحك محمود وأكد : الليدى نهلة خطيبتى ، وانت ليك حق تسبهل كده .
_عشان مشوفتهاش دلوقتى شكلها إيه وبتكلم إزاى واحلفلك بإيه لو شوفتها مش هتعرفها .
_ده انا ذات نفسى مش مصدق أنها نهلة اللى حبتها وبحس لما بشوفها كإنها بنوتة حلوة وعينى مش قادرة تبعد عنها وبحبها من أول وجديد .
فضحك براء …كل ده فى نهلة اللى أنا أعرفها !!
محمود :..واكتر .
إسكت بس تفقعك كلمة الست فيفى عبده اكسيزومى ، بس تقولها بلاطفة ، بتطلع سكر والله .
ولا كلمة أومبوسيبل ، ياختاااااى ببقى عايز أكلها وربنا .
فقهقه براء مرددا …لا أنا كده عايز أشوفها بنفسى .
ليصرخ براء بعد كلمته تلك ،بسبب زاد التى وضعت يدها على جرحه بغيظ مرددة …تشوف مين يا سيادة ؟
_هى رجعت ريمة لعادتها القديمة ولا إيه ؟
فضحك براء متألما :حرام عليكِ , وهو ده برده العقل اللى كنتِ بتكلمى عنه .
اما محمود فأردف بضحك : مراتى مش فرجة حضرتك وانا قايم وهسيب زاد تربيك .
_و هستأذن دلوقتى عشان مستعجل حبتين .
فسخر منه براء : وراك إيه حضرتك ؟
محمود : ورايا النادى ، عشان النهاردة هخلى ماما تشوف نهلة وهخليها تفقعها الكلمتين دول فتسلم أمى على طول عشان بتحب السهتنة وتخطبهالى من نفسها.
فضحك براء مرددا :..الله يسعدكم وابقى طمنى .
…….
تأخر محمود عن موعده مع والدته متعمدا لكى يتيح لها الفرصة رؤية نهلة فى بادىء الأمر .
اما نهلة فكانت متوترة بشكل مبالغ فيه وأخذت تسئل سيلينا كل دقيقة : ..متأكدة يا سيلينا إن اللوك الجديد ده حلو عليه ؟
فأكدت لها سيلينا :.ايوه والله زى القمر يا نهلة .
نهلة بشك :..طيب الطرحة مظبوطة والدريس تمام ؟
سيلينا بإبتسامة : …والله كله تمام ، احنا كنا فين وبقينا فين.
_ده أنتِ اللى هتعلمينى الشياكة بعد كده .
فضحكت نهلة مرددة …سيلينا بطلى تنفخينا .
ونصحتها سيلينا : عايزكِ بس تهدى خالص يا نهلة ، وكلامك يكون نبرته هاديه ومتوزعيش نظراتك فى المكان .
شهقت نهلة بتوتر :هو انا قادرة أبص حتى قدامى .
سيلينا : .لا اتصرفى بطبيعتك ،المهم بلاش يظهر عليكى التوتر ..
أومئت نهلة: .هحاول والله .
ثم وصلوا بالفعل أمام النادى ، وذهبوا للجلوس مع بعضهم البعض على طاولة كانت أمام والدة نهلة كما حدد لها محمود ، لكى تراها عن قرب .
اخذت والدة محمود تنظر لهاتفها لترى الساعة مرددة بحنق …كل ده تأخير يا سيادة المقدم وسايبنى قاعدة لوحدى ،انا زهقت .
_لما اتصل بيه وأشوف حضرته فين .
ثم أخرجت رقمه وبدئت فى الأتصال به ليستجيب بقوله …الوووو يا ست الكل .
والدة محمود : يا سلام أنت اصلا شكلك نسيت أن عندك أم .
محمود بمكر : هو انا أقدر برده بس الاتوبيس عطلنى .
فصاحت والدة محمود :…نعم يا اخويا ، أتوبيس ايه !!
_هو انت جى فى اتوبيس برده ،ده أنت عندك عربية أحسن موديل !
محمود بضحك : لا ما أنا قولت النهاردة أوفر بنزين واركب أتوبيس ، كان نفسى أوى أركبه من زمان .
والدة محمود بسخرية : يا ميلة بختى فى ابنى الحيلة يا ناس .
_ مهو ده أكيد من قلة الجواز عقلك طار ، لا ده انا لازم أجوزك عشان ألحق البرج اللى فاضل من عقلك ، قبل ما يطير كله .
محمود بأدب مصطنع ..اللى تشوفيه يا ست الكل .
والدة محمود بفرحة : بجد ولا هتكسفنى زى كل مرة ؟
محمود بمكر ..لا خلاص ، انا عايز اتجوز .
_جوزينى يا ماما ، دوريلى على عروسة وانتى قاعدة اهو تسلى عقبال ما الأتوبيس يوصل .
والدة محمود بغيظ :برده بيقولى أتوبيس ،طيب ماشى يا محمود ، أول ما عينى تقع على بنت الحلال هجوزهالك .
_ومش هتخرج من النادى الا وانت مكلبش فيها .
ثم أغلق معها الخط وتنفس بإرتياح ، ثم فجأة أمسك برأسه مرددا بفزع …يا خوفى يا أمى لتعجبى بسيلينا وتسيبى نهلة .
دى كانت نهلة تموت بحسرتها .
_لا انا هتصل بيها أوزعها بسرعة .
رن هاتف سيلينا فوجدته محمود فاستجابت …الوو كابتن محمود .
فخطفت نهلة منها الهاتف مرددة بغيرة : هاتى يا سيلينا يا حبيبتى .
لتحدثه بغيظ : مش بتكلمنى على موبيلى ليه على طول ، لزمته ايه تكلم سيلينا؟
ابتسم محمود لغيرتها ولكنه خاف من تعبيرات وجهها من والدته .
فتحدث : معلش بس عايزها تسيبك عشان ماما تشوفك أنتِ وبس يا قلبى ، عشان لسه حالفة لتجوزنى اول وحدة تشوفها عينيها وخوفت ترشق فى سيلينا .
فضربت نهلة على صدرها : ..يا لهوتى !
لتنغز سيلينا بيديها قائلة …قومى يا حبيبتى ، يلا هوينا .
سيلينا بغيظ ..ما كنتِ تمام يا نهلة ، رجع أسلوبك كده ، هتبوظى التعب اللى تعبته .
ضيقت نهلة عينيها مردفة : قومى بس وملكيش دعوة ، هرجع تانى كيوت بس قومى يلا هوينا .
وبالفعل غادرت سيلينا ولكن والدة محمود رأتها بالفعل .
فحدثت نفسها ..البت اللى قامت دى شكلها هادية بس اللى بنت اللى قاعدة جمبها أحلى .
_بس انا كان نفسى فى الهادية عشان تهدى المجنون ابنى بتاع الأتوبيس ، بس أعمل ايه مشيت ، خلينا فى الحلوة اللى قاعدة .
بس ربنا يسهل ويجى قبل ما تمشى هى كمان .
لتمر لحظات جلست بها نهلة بمفردها فى إنتظار ما يحدث حتى وصل محمود وجلس بجانب والدته .
طالعته والدته بحنق مردفة :..اخيرا شرفت ، يلا قبل ما تطير العروسة دى زى اللى قبلها .
حملق محمود فى والدته بإندهاش :..مين اللى طارت وعروسة ايه ، ده كلام يا ماما ، ده انا كنت بهزر معاكِ .
والدة محمود بصرامة واضحة …بقولك ايه ، بتهزر مش بتهزر ، مش هتطلع من هنا الا وانت خاطب ، وصراحة البت اللى قاعدة دى أمورة أوى وانا متأكدة هتعجبك وهتفتح نفسك على الجواز .
محمود متعجبا : يا ماما ، إزاى يعنى ، وحدة معرفهاش أقولها تجوزينى كده على طول !!
_دى أكيد هتقول عليه يا مخى تعبان يا أما قليل الادب .
والدة محمود بضحك مؤكدة :صراحة الاتنين .
_بس ملكش دعوة قوم بس يا حبيبى معايا وانا هتصرف .
فاعتدل محمود ووقف قائلا : وادى قومة ، بس خايف والله البنت تكسفنا ، عشان شكلها بنت ناس أوى ، بصى لابسة إزاى وقاعدة إزاى ، لا بلاش لتشوف نفسها علينا .
حركت والدة محمود فمها بإستياء مردفة :ليه يعنى ، هو أنت قليل ، انت مقدم قد الدنيا !!
فهندم محمود ملابسه مردفا بفخر مبتسما …أيوه طبعا ، طبعا .
لتعتدل والدة محمود وتقف قائلة …طيب يلا بينا ، عشان نكلمها .
محمود بحرج مصطنع…طيب بقولك ايه يا ست الكل ، عشان أنا محرج بس حبتين ، ممكن حضرتك تكلميها ، ولو وفقت يعنى تشاوريلى هتلاقينى فوق دماغك على طول
فأومئت والدة محمود رأسها :ماشى يا ابنى ، ربنا يقدم اللى فيه الخير .
فسارت والدة أم محمود تخطو خطواتها نحو نهلة التى كادت تموت خجلا كلما تقدمت منها والدته ، حتى تلك الكلمات التى أعدتها مسبقا للتفوه بها أمامها اختفت من ذاكرتها .
فتوترت وأخذت تفرك بأصابعها .
حتى وجدتها تقف أمامها مبتسمة بقولها …معلش يا بنتى ، ممكن يعنى أكلم معاكى كلمتين لو مفهاش مضايقة .
حاولت نهلة اخراج صوتها المكتوم بالكاد مردفة …ofcourse ( بالطبع )
Set done اتفضلى أقعدى طنط
فحدثت نفسها والدته ( لا البت شكلها تعليمها عالى اوى وعترطم أنجليزى ، حلو اوى عشان اتفشخر بيها قدام صحابى ).
فحدثتها …بصى انا هدخل فى الموضوع على طول .
شايفة الشاب الحلو اللى قاعد هناك ده ، ده يبقى ابنى سيادة المقدم محمود .
فطالعته نهلة بنظرة عشق ولكن سرعان ما أخفضت رأسها خجلا .
تابعت والدته بقولها …ونفسى أجوزه واحدة بنت ناس زى حضرتك كده يا بنتى ، فلو مش مرتبطة ، ايه رئيك أشاورله يجى يكلم معاكِ يمكن يحصل نصيب .
فتلون وجه نهلة بالحرج ، فابتسمت والدة محمود محدثة نفسها :…لا كمان طلعت خجولة ، يا بختك والله يا محمود يا ابنى ( مال وجمال وحسب ونسب ) .
فأشارات إليه ليحضر ، ليأتى فى لمحة بصر .
بل والأدهى من ذلك استأذنت و تركتهم بمفردها ليحدثها دون خجل .
طالعها محمود بعشق وهمس بلهفة …وحشتينى اوى اوى ، وانا مش مصدق فعلا أن امى بنفسها هى اللى بتخطبنى ليكِ يا نهلة .
توترت نهلة وفركت فى أصابعها ونظرت أمامها بتيه ثم قالت : …بس انا خايفة يا محمود .
تعجب محمود من خوفها فسئلها : ..ليه يا قلبى ، ايه مخوفك بعد اللى حصل .
_أنتِ بقيتى حاجة تانية خالص ومفيش حاجة تمنع من إرتباطى بيكى .
فأجابته نهلة بحيرة :…طيب لما والدتك تيجى معاك عشان تتقدملى ، وتسئل انا بنت مين وأهلى مين وتكلم مع والدى هتقول ايه؟
_ولا تقول خريجة ايه ؟ نقولها خريجة منازلهم ؟
صمت محمود يفكر حقا ، فقد كان مقتنع أنها طالما تغيرت واتعلمت هذا سيكون كفيل لإرضاء والدته ولكن ماذا إن حدث ما تقول ، كيف سيكون الرد على اسئلة والدته!!.
إنه حقا لا يريد أن يبدء حياته بالكذب .
فما سيفعل ؟
لاحظت نهلة تجهمه فصدق إذا حدثها وخوفها فقالت بإنكسار : سكت يعنى يا سيادة المقدم ، وعارف إننا بنعمل تمثلية ومسيرها تكشف .
محمود بعد تفكير …بصى يا نهلة ، أول حاجة لازم تعرفيها إنى بحبك ويستحيل أستغنى عنك مهما حصل .
وبرده اللى بتفكرى فيه انا عارفه ويستحيل ابنى حياتى على الكذب .
وعشان كده ، شوفى انا هعمل إيه .
ثم وقف محمود واتجه الى والدته يحدثها ، فوضعت نهلة يدها على قلبها الذى تعالت ضرباته وشعرت إنها النهاية .

اقترب محمود من والدته وجلس بجانبها وتنهد بحرارة ثم لاذ بالصمت ، فتعجبت والدته من صمته فسئلته : …ها يا ابنى بشرنى إيه الاخبار ، عجبتك ؟
بس صراحة قبل ما تقول ، البنت مفهاش أى عيب ، جمال ودلال وتعليم ونسب وحسب .
أومأ محمود برأسه مؤكدا : …عندك حق يا أمى إلا أخر كلمتين نسب وحسب دول .
_ لإنى زى ما عرفت منها ، إنها بنت راجل على قد الحال بنى نفسه وبنفسه وهى أجتهدت أوى لغاية ما وصلت للى هى فيه .
فصمتت والدة محمود للحظات تفكر ثم أردفت …هو يعنى النسب مهم.
_ بس البنت داخلة دماغى صراحة ، وحاسه إنها هتشرفك قدام زمايلك ولما حد يسئلك أبوها مين ، ابقا قول اى حاجة والسلام ، كدبة بيضة يعنى عشان تمشى حالك .
فوضع محمود يده على وجهه واستغفر مرددا …استغفر الله العظيم ، مفيش حاجة إسمها كدبة بيضة ولا سودة يا ماما ، كله إسمه كدب وهنتحاسب عليه قدام ربنا .
ثم استكمل بمكر : بس خلاص لو شايفة انها مش هتكون مناسبة عشان والدها يعنى راجل على قد حاله ، بلاش منها الجوازة دى .
_انا كنت بس موافق عشان خاطرك بس يا ست الكل ، لكن أنتِ عرفانى مش عايز أتجوز وأجيب لنفسى تعب القلب .
فعقدت والدته حاجبيها وأردفت بغيظ : لاااا هتجوز يعنى هتجوز وماشى مش مشكلة أبوها المهم البنت .
يلا على بركة الله ، يلا معايا نكلمها ونحدد معاد تتقدملها فيه .
فلمعت عين محمود بالفرحة وغمز بعينيه لنهلة ، فوضعت نهلة يدها على قلبها لتهدىء قليلا .
بعد أن كادت تموت فرحا عند رؤيتهم مقبلين عليها والإبتسامة على وجوههم .
وحدثت نهلة نفسها : مش مصدجة نفسى عاد ، معجول بعد كل الحزن ده أخيرا ربنا هيفرحنى ويعوضنى بمحمود .
_ ياااه ياما نفسى أقوم وأسجد لله شكر دلوك .
_بس هاچلها لما أروح عاد عشان أمه متجولش عليه هبلة .
………..
قادت مرام سيارتها بسرعة جنونية وهى شبه منهارة على وفاة والدها أمام عينيها ، فأخذت تسب وتعلن براء بقولها : وحياة كل دقة فى قلبى دقت ليك بحب يا براء هتكون قصدها دم ومش هكتفى إنى أموتك كده فى لحظة وخلاص ، لا أنا هعذبك لغاية ما تتمنى الموت ومش هتلاقيه .
ثم بكت بقهر : هتوحشنى اوى يا بابى ، أعمل أنا إيه من غيرك دلوقتى يا حبيبى .
ولكنها فى لحظة جفت دموعها وتحولت لون عينيها للأحمر القاتم وكأنها شيطان ثم أهدرت بقسوة : بابا ومات خلاص ، ملهاش لازمة الدموع يا مرام ، لازم تثبتى وتجمدى وتشوفى حالك عشان تقدرى تواصل الطريق .
ثم تذكرت فى تلك اللحظة ( شاهين العاصى ) .
فرددت ( مفيش غيرك يا شاهين قصادى دلوقتى ، رغم انى كنت أطيق العمى ولا أطيقك ، بس غصبا عنى لازم أتحمل واتقبلك عشان انت اكتر واحد كنت مخلص فى حبى وكنت عايز تحط الدنيا كلها تحت رجلى بس أرضى عنك بس انا مكنتش قادرة صراحة بسبب وشك العكر وجنانه ، مهو مجنون زى اللى بيعالجهم بالظبط ، بس دلوقتى مضطرة ..
وطبعا مفيش قدامى غير المكان بتاعه ده اللى العفريت الأزرق ميقدرش يوصله حتى ولا يقدروا يفكروا فيه .
لتتصل عليه مرام ، فتبدلت تعابير شاهين سريعا للفرح بعد العبوس عندما رأى أسمها يزين شاشته فاستجاب سريعا بقوله : مش مصدق نفسى ، القمر بيتصل عليه انا ولسه فكرانى .
فضحكت مرام ضحكة صفراء مرددة : دكتور شاهين ، إزيك ؟
شاهين بهيام : انا بقيت كويس لما سمعت صوتك يا مرام .
مرام : ياه للدرجاتى أنت لسه متعلق بيه !
شاهين : وأكتر يا حلوتى.
مرام : ما عشان كده ، ملقتش غيرك يوقف جمبى فى أزمتى يا شاهين .
_انا محتجالك اوى .
شاهين بقلق : مالك يا حبيبتى ، انا كلى تحت أمرك ونفسى فداكِ.
مرام : قدها وقدود يا شاهين ، أنا بس محتاجة جناح كامل فى المستشفى عندك ، من غير ما حد يحس ولا يشم خبر إنى جاية أرجوك .
لأن رقبتى على كف عفريت لو الحكومة عرفت حاجة عنى هروح فيها ، ترضهالى .
شاهين بفزع : لااااا ، ده أنا أموت قبلك .
_ده انا أخبيكى جوه عيونى يا مرام .
تعالى أنتِ بس وانت هجهز ليكِ أفخم وأحلى جناح يناسب السندريلا “مرام ”
ده أنتِ بس تأمرينى وانا أنفذ على طول ؟
****
فكيف ستكون حياة مرام فى تلك المستشفى وما ستدبر لبراء كى تنتقم منه .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى