روايات

رواية وما معنى الحب الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء السابع

رواية وما معنى الحب البارت السابع

رواية وما معنى الحب الحلقة السابعة

لازم تقولولي رأيكم لأني محبطه من التفاعل
وبعد أن انهت المكالمه دخلت الصيدليه تريد أن تأخذ أي مسكن لذالك الصداع الذي يضرب رأسها بعنف، إشترت الدواء ودلفت لسوبر ماركت بجوارها تشتري زجاجة من المياه، فتحت الدواء وابتلعته بالماء، على جانب أخر اشتبك مجموعة من الشباب يتشاجرون بجوارها، واجتمع الناس يحاولون فك النزاع، لم تدرك حالها إلا وهي بمنتصف المعركه، أخرج الشاب خنجرًا ليطعن الأخر أخذت تحاول الخروج من تلك الدائره لكن أوقفتها طعنة بالخنجر حيث سلكت طريقها لتتوغل بداخل جسدها فصرخت بألم، وضعت يدها تتحسس السائل الذي اندفع خارج جسدها، رفعت يدها أمام عينيها كأنها تتأكد أن ما يخرج منها هي جزيئات من الدماء، كان مصطفى ينتظرها بسيارته لتخرج من السوبرماركت انتفض حين سمع صرختها وارتجل من سيارته يركض إليها، ركض الشاب الذي طعنها فارًا وتبعه مجموعة من الناس ليمسكون به، أما هي فحين رأت الدماء تسيل منها خارت قواها وجثت على ركبتها أرضًا تصرخ من شدة الألم، تجمع الناس حولها واندس مصطفى وسط الزحام وهو يصرخ بهم ليبتعدوا عن طريقه حتى يصل إليها، وأخيرًا وصل إليها وحين رأي منظرها والدماء تخرج منها انحنى لمستواها يتكئ على ركبتيه ويتفحصها قائلًا وهو يلهث:
-منى!

 

نظرت له باكيه وهي تقول: إلحقني يا مصطفى أنا مش عايزه أموت دلوقتي
صرخ مصطفى بهؤلاء الذين اجتمعوا فقط ليشاهدون ما يجري ولا يُحرك أحد منهم ساكنًا، حاول أن يسندها كي يصلا معًا للسياره لكنها كانت تصرخ بألم، لم يفكر كثيرًا وحملها بين يديه نظر للناس قائلًا بغضب:
– إنتوا بتتفرحوا على إيه؟
نظر لشاب أخر يصورهم فصرخ به: إنت بتصور إيه يا حيوان؟
نظر لها وهي تنزف بين يديه يريد أن يخرج من بين تلك الجموع، سخر الله له شابان يُفسحان له الطريق ويساعدانه حتى وصل لسيارته ركضت إليه سيده بيدها قطع من الشاش والقطن ووقفت أمام سيارته، إنها نفس السيده التي ساعدت منى طفلتها عشية الأمس، حاولت سد الجرح لتحبس الدماء حتى يصلا إلى المشفى، ركبت السياره جوارها بالخلف وقاد مصطفى سيارته لأقرب مشفى.
______________________________
كان حمدي يرقد على سريره يحمل هاتفه ويتحدث مع زياد قائلًا: يا زياد متحاوليش تقنعني عشان هنفذ الي أنا عايزه
زياد: يبني أنا خايف عليك إنت عارف إني بعتبرك أخويا… الجماعه لو عرفوا…
قاطعه
حمدى: أنا نفذت كل الي طلبوه مني وسجلتلهم كل الي عملته، لكن مكنتش هسيبهم يقتلوها…
زياد: إنت حبيتها ولا إيه! شغلانتنا مفيهاش حب والطريق الي اختارناه مفهوش رجوع وإنت عارف

 

حمدي: أنا لما يشوفها بفتكر نور
أردف باشمئزاز
حمدي: أنا قرفت من نفسي أصلًا…
زياد بخوف: الجماعه لو عرفوا إن القبض عليا كان خطه بينا هنروح في داهيه
-أنا مش هسكت إلا لما أخلص منهم واحد واحد وأنضف نفسي…. يمكن ربنا يسامحني ويتوب عليا… ولو إنت خايف على نفسك ابعد
-أنا مش خايف على نفسي…. لكن خايف على أهلي
-خلاص ابعد عن طريقي يا زياد
-أنا موجود يا حمدي لو احتاجت أي حاجه
تنهد حمدي قائلًا: ماشي يا زياد
______________________________
وأثناء الطريق
كانت السيده يدها ملطخة بدماء منى التي لا تتوقف صرخت:
-بسرعه يا أستاذ مصطفى الدم مش بيقف

 

هتفت منى بألم وبكاء: أنا مش عايزه أموت
رد مصطفى وهو يزيد من سرعة سيارته: متخافيش مش هيحصلك حاجه… إحنا وصلنا أهوه
وصلوا المشفى وارتجل من سيارته يطلب المساعده، حملوها على الترولي للإستقبال، كان زمائلها يركضون حينما وجدوها مصابه، فهم يعرفونها جيدًا فهي بنفس المشفى التي تعمل بها، كانت ستدخل العمليات قالت لإحدى الممرضات بوهن
-مصطفى… عايزه أقابل مصطفى قبل ما أدخل العمليات
نادته الممرضه وابتعدت عنهم مسافه لتسمح لهما بالكلام، سند على السرير بجوارها وانحى قليلًا ناحيتها قائلًا: متخافيش هتبقي كويسه…
أردفت بلسان ثقيل
-ل.. لازم أقولك حاجه…
ابتلعت ريقها وأردفت: مش عارفه هخرج عايشه ولا لأ
-بعد الشر عليكِ… إن شاء الله هتخرجي بالسلامه
اقترب أكثر ليسمع صوتها الذي يخرج بهمس من بين شفتيها فبالكاد يسمعه، شهقت ببكاء فكانت تجد مشقة في الكلام بل في فتح عينيها، لكن يجب أن يعرف ما تخفيه بداخل قلبها فمن المحتمل أن تدخل العمليات ولا تخرج كما صادفت أثناء عملها كثير من الحالات المشابهه، حاولت سحب الهواء لداخل رئتيها لتستطيع الكلام وقالت:
-زمان لما قولتلك ابعد… وبعدت عنك كان عشان مشاعري اتحركت من ناحيتك…

 

كانت تلهث من نقص ذرات الأكسجين داخل رئتيها، سحبت الهواء وأردفت: خوفت أتعلق بيك وربنا يعاقبنيى بحبك لأنك مش ح.. مش حلالي…
شهقت ببكاء قائله: بعدت عنك لكن مكنتش أعرف إن البعد هي.. هيخليني أتعلق بيك أكتر و… و…
قاطعها قائلًا بصوت حزين:
-متتكلميش… هنتكلم في كل حاجه لما تخرجي بالسلامه
تأوهت بألم وأردفت ببكاء: مروى قابلتني… و..وحكتلي عن علاقتكم كنت هموت من الغيره…
مسح دمعة خرجت من عينيه وقال
-والله أنا عارف إني غلطت، بس أوعدك هصلح كل حاجه…
أكملت ببكاء: إمبارح لما حاولت تقولي مشاعرك أنا هربت…. بحافظ على كرامتي… گ..كنت بعاقب نفسي وفاكره إني بعاقبك….
أردفت بصوت باكٍ: لو اتكتبلي أعيش هاا…
قاطعها صوت الممرضه قائله: كفايه كلام بقا يلا….
نظرت إليه بخوف، تخاف أن تغلق عينيها فتُقبض روحها، تخشى من الموت، ومن منا لا يخشى الموت ويخاف من ظلمة القبر؟! غضت بصرها عنه وسحبتها الممرضه لداخل غرفة العمليات، جلس والدموع تسيل من عينيه يخاف أن يكون عقابه هو فقدانها…
دخلت العمليات وبدؤا بتخديرها وقبل أن تغلق عينيها نطقت بالشهادة وغابت عن الوعي
الدكتور: ها هنشتغل ولا إيه؟
رد دكتور أخر:

 

-لا خيط الجرح أي حاجه لحد بالليل لما نشوف الدنيا أمان ولا إيه
وبعد فتره قال للممرضه: شويه كدا واطلعي اعملي دور واطلبي متبرعين بالدم خلينا نستفيد…
جلسوا يتبادلون أطراف الأحاديث ويمزحون بلامبالاه بحالة تلك المسكينه التي تفترش السرير
____________________
سرعان ما انتشرت الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي بإشاعات عن منى بأن عاشقها من طعنها.
جلست أم مصطفى تتصفح اخر الأخبار بالفيسبوك فوقع أمامها فديو بعنوان شاهد ماذا فعل العاشق بالفتاه حين رفضت حبه، فتحت الفديو وهي تقول: مش عارفه شباب اليومين دول حصلهم ايه لا حول ولا قوة إلا بالله
اتسعت حدقتاها حين رأت مصطفى يحمل منى ويركض، دققت النظر فهي سيارة إبنها لم تدرك ما تفعل سوى أنها صرخت وارتدت ثيابها على الفور ثم طلبت رقم ابنها الذي رد عليها بصوت شجيّ: ماما… منى بتموت يا ماما
صرخت قائله: يالهوي…. فيه ايه يا مصطفى حصل ايه؟
أدمعت عيناه قائلًا بغم:
-منى في العمليات…
-إنت في مستشفى إيه؟
-مستشفى*****
أنهت المكالمه ووضعت يدها على قلبها وهي تردد: يارب استر يارب احميها يارب
______________________________

 

كانت ناهد تتصفح هاتفها فلفت نظرها ذالك الفديو شاهدته وأخذته وذهبت لوالدتها وأختها تحكي لهم
-شوفتي يا ماما… شوفتي يا مروى ضربوا البنت إزاي
نظرت الأم للفديو قائله: دا في اسكندريه عندنا دا؟!
كانت مروى تأكل الموزه بيديها أقتربت لترى الفديو دققت جيدًا ثم صرخت: يا نهار أبيض… دا منى! والله هي… ودا مصطفى!
هتفت الأم:
– مين دول يا مروى تعرفيهم؟
-أيوه منى عارفاها… الممرضه الي أخدتني من الإستقبال وأخدت بالها مني وأنا مغمى عليا…
بدأت تتحرك بتوتر وتقول: يارب استر يارب…. أنا لازم أروحلها
هرولت لغرفتها لترتدي أي ملابس تقابلها فدخلت ناهد قائله: يلا أنا جايه معاكِ
قالت مروى بأسى: بنت طيبه أوي بجد…. ساعات بحس إن الطيبين هما إكتر ناس مبتلين
ناهد: أكيد “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” وأكيد هي تقدر تستحمل يا مروى…. إن شاء الله هتقوم بالسلامه…. إنتِ عارفه هنروح مستشفى إيه؟
-مكتوب على الفيس إنها في مستشفى*****
خرجتا وقبل أن يغادرا أوقفهم والدهم الذي فتح الباب ليدلف للبيت وقال: لابسين ورايحين على فين؟
مروى بكمد: واحده صاحبتي يا بابا حد ضربها بالسكين هروحلها المستشفى أتطمن عليها
-هي في مستشفى إيه؟

 

-مستشفى****
وبمجرد أن سمع إسم المستشفى ارتاب وخاف على الفتاه فأردف قائلًا:
-طيب يلا هاجي معاكم
ردت ناهد:
-بس حضرتك لسه جاي من الشغل! أكيد محتاج ترتاح شويه
-طلما صاحبة مروى هنقلها المستشفى بتاعتي وهاتبعها بنفسي
رأتهم الأم فأقبلت قائله: طيب إتغدى الأول
-هبقا أكل أي حاجه بره…. يلا يا بنات
خرج مهرولًا يريد إنقاذ منى من بين أيديهم، فهو يعلم مدى حقارتهم لكن لهذا الوقت لم يتمكن من إثبات أي شيء عليهم…
_________________________
كان مصطفى يقف على باب العمليات ووالدته تجلس على أحد المقاعد تقرأ القرآن اقتربت منهم طفلة صغيره بالتاسع من عمرها وجهت كلامها لمصطفى قائله ببكاء: عمو… هي أبله منى هتروح عند ربنا زي بابا؟
-إنتِ تعرفي أبله منى منين يحببتي؟
بكت الطفله وهي تمسح وجهها بيدها ببراءه:
-كانت بتجيبلي فلوس أنا وماما عشان أروح المدرسه

 

انحنى مصطفى لمستواها قائلًا: هتبقى كويسه… ادعيلها…. هتقوم بالسلامه بدعائنا
-أنا هروح أصلي وأدعي ربنا كتير هي قالتلي إن ربنا بيحب الأطفال وأكيد هيسمعلي وهتقوم
أقبلت سيده تسحب ابنتها وتعتذر منهم ثم قالت: إن شاء الله ربنا هيقومها بالسلامه يا أستاذ
إستأذنت وجلست على مقعد مقابلهم
جلس مصطفى على المقعد جوار والدته وهمس قائلًا بحزن: كانت بتحبني وأنا مش حاسس…
ضرب يده بالمقعد بغضب ووبخ نفسه قائلًا: غبي…. مبفهمش…
ربتت أمه على كتفه قائله: إجمد يا مصطفى متعملش في نفسك كدا…. دلوقتي تخرج من العمليات ونطمن… إن شاء الله هتقوم بالسلامه
مصطفى: أنا قلقان أوي بقالها ساعه في العمليات
قاطعته الممرضه التي خرجت من العمليات تركض، فركض خلفها قائلًا: فيه إيه؟
-محتاجين دم… أنا هشوف كيس دم وشوفولنا متبرعين كتير لأنها هتحتاج أكتر من خمس أكياس
أردف في سرعه: أنا…. أنا فصيلة دمي نفس فصيلتها
-طيب تعالى ورايا
نظر لوالدته قائلًا: كلمي عيال خالتي يا ماما عشان يتبرعوا
هرول خلفها وترك والدته تدعي أن يمر الأمر بسلام، وحملت هاتفها تطلب رقم أختها وبعد ساعه خرجت من العمليات غائبه عن الوعي اقتربت منها أم مصطفى تقبل رأسها بحب، عدل مصطفى حجابها على رأسها وسار جوارها حتى دخلت العنايه المركزه…
________________________

 

وفي المساء
وقفت هدى بالمطبخ نظرت لطبق العصير الذي أعدته والدتها لتقديمه وقالت: أنا مش هعرف أشيل ده هيوقع مني
قالت والدتها:
-مينفعش تدخلي فاضيه
-خلاص مش داخله
مدت يدها باتجاه والدتها وقالت: شايفه أيده بتترعش ازاي من التوتر
ابتسمت والدتها قائله: طيب هشيلهولك لحد الباب وإنتِ تدخلي بيه
وبعد أن دخلت هدى بالعصير رمقت أحمد بطرف عينيها فوجدته ينظر إليه مبتسمًا توترت وكادت الصينيه تقع من بين يديها لولا أن أدركها وحملها من بين يديها مبتسمًا، كان والدها ينظر لنظراتهم بإبتسامه، أشار على المقعد بجواره وقال:
-تعالي يا هدي اقعدي
رد والد أحمد”سعيد”: ما شاء الله تبارك الله، إزيك يا بنتي
ردت بحياء: الحمد لله بخير يا عمو
رد والدها قائلًا:
-حضرتك نورتنا والله يا أستاذ سعيد…
-البنت منور بأصحابه يا أستاذ مجدي
-طيب إيه رأيك نطلع البلكونه شويه ونسيب الولاد يتكلموا… وبالمره نتعرف على بعض
قاما الإثنان ليجلسا بالشرفه، وتركا هدى تفرك يدها بتوتر
-يابنتي بطلي فرك في إيدك احمرت

 

نظرت له قائله: متوتره أوي
أخرج علكة من جيبه وقال: خدي دي تهديكِ شويه
نظرت له وابتسمت فما زال يتذكر أنها حين تتوتر تمضغ العلكه، ابتسم لها ونظرا لبعضهما مطولًا ثم أردف: أنا تقريبًا عارف كل حاجه عنك….. تحبي تعرفي إيه عني؟
– عايزه أسألك ليه الأستاذ مصطفى بيناديك عمر؟
-دا لأن أنا إسمي في البطاقه عمر… بس مشهور بأحمد
– إيه الغبطه دي يعني أنا أقولك عمر ولا أحمد؟
-لأ إنتِ تناديني حبيبي… حياتي… عمري
ابتسمت بحياء فأردف: إحنا هنعمل خطوبه وكتب كتاب مش هستنا أنا ضوابط الخطوبه والكلام دا
-كتب كتاب مره واحده مش لما أوافق عليك الأول
كان سيرد لولا أن قاطعه رنين هاتفه برقم مصطفى فأردف: أنا هرد على مصطفى أصل رن عليا كتير وأنا كنت محرج من باباكِ
أومأت برأسها ورد قائلًا: ايه يا درش
أتاه صوت مصطفى : إنت فصيلة دمك إيه؟
– Oسالب، ليه خير ؟

 

حكى له مصطفى ما حدث باختصار فرد أحمد: طيب أنا جايلك حالًا
نظر لهدى يجمع كلماته فمن الواضح أنها لا تدري بما حدث أردف: هدى… إنتِ شوفتِ منى النهارده؟
-لأ برن عليها من بدري مش بترد… ليه بتسأل؟
-منى تعبت شويه ونقلوها المستشفى
-تعبت!
هزت رأسها مستنكره: أكيد بسبب قلة الأكل… مبتاكلش
-طيب أنا هستأذن عشان أروح لمصطفى في المستشفى
-هو أستاذ مصطفى معاها؟
أومأ برأسه لا يريد أن يصدمها بما حدث فأردفت: هي في مستشفى إيه عشان أروحلها؟
-مستشفى****
-دي المستشفى إلي بشتغل فيها!
قامت هدى ودخل أحمد الشرفه يحكي لمجدي وسعيد ما حدث
فأردف مجدي: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم طيب يلا أنا كمان هاجي أتبرع بالدم…
_____________________

 

دخلت هدى غرفتها تبحث عن هاتفها لتتصل على منى مجددًا علها تجيب فتطمئن عليها، تظن أن هذا هبوط عابر كما اعتادت أن يصيبها، طلبت رقمها لكن لا رد لفت نظرها رساله عبر الواتساب من زميلتها مكتوب بها “هي دي منى؟” ومرفق معها لينك لفديو
فتحت الفديو وصرخت بصدمه مما رأت جاءت أختها ووالدتها على صوتها وهي تبكي لم تشرح لهم بل تركتهم وهرولت متناسية ألم قدميها قطعت الدرج مسرعه ووقفت أمام سيارة أحمد قائله: خدوني معاكم
_____________________
أخرجوها من العنايه المركزه متصله على الأجهزه، كانت بين يقظة ونوم، هرول مصطفى يغطي خصلات شعرها المكشوفة وسار بجوارها حتى وصلت لغرفة عاديه، أغلقت الممرضه الباب بوجهه قائله: ممنوع الدخول دلوقتِ
فوقف أمام الباب يضع يده على رأسه بتوتر من مظهرها الذي لا يُطمئن، بحث عن طبيب يسأله عن حالتها ولماذا أخرجوها من غرفة العناية المركزة لغرفة عاديه وهي بتلك الحاله؟!
أوقف طبيب يرتدي بالطو أبيض:
-لو سمحت يا دكتور هي ليه خرجت من العنايه؟
رد قائلًا: مش أنا الدكتور المسؤل والله

 

غادر وتركه فاقترب منه عوض قائلًا: أنا الدكتور عوض صاحب مستشفى****
سأله مصطفى: طيب هي حالتها إيه يا دكتور؟
رد عوض: المستشفى دي مش تبعي أنا جايلها عشان هي صاحبة بنتي وبحاول أنقلها من هنا
تركه عوض وغادر ليحاول نقلها للمستشفى الخاصه به
صاح مصطفى صارخًا بغضب يخبط يده على مكتب التمريض قائلًا: أنا عايز صاحب المستشفي دي حالًا وإلا هطربق المستشفى فوق دماغكم
عاد عوض لمصطفى وربت على كتفه قائلًا: متقلقش…. مش هسكت إلا لما أنقلها من هنا…
_____________________________
كان مدير المستشفى يقف مع منار: هي دي إلي كنتِ بتقولي ملهاش أهل!!! كنا هنروح في داهيه… مش هينفع نعمل أي حاجه
منار بحقد: يعني إيه… هنسيبها!
هتف بغضب: أومال عايزه تقلبي علينا الدنيا.. مش شايفه الي عمال يزعق بره!
أقبل بإتجاههم دكتور وقاطعهما قائلًا:
-الدكتور عوض الجارحي عايز ياخد الحاله للمستشفى بتاعته

 

ابتسم بسخرية: عوض الجارحي بنفسه!
نظر لمنار وأردف: شوفتي مش قولتلك كنا هنروح في داهيه!
تركها وولج لمكتبه ووقفت تنظر للفراغ بغضب وتزفر الهواء من فمها بضيق
______________________________
وبعد دقائق وصلت هدى ومن معها دخلت لصديقتها مسرعة كانت المستشفى تعج بالناس منهم رجل بالخامس والستين من عمره يبكي ويقول: مكنتش قادر على مصاريف علاجي وكانت كل شهر تجيلي بالعلاج يارب عافيها بحق ما كانت بتعمل معايا
وسيدة أخرى: مكنتش قادره على جهاز بنتي ووقفت جنبي وكانت بتلملي من الناس عشان تساعدني
وأخرى: كانوا هيطردوني من المستشفى عشان مدفعتش مصاريف علاج ابني وهي وقفت واتكفلت بكل المصاريف
وغيرهم كثير يدعون أن تقوم بالسلامه
كانتا مروى وناهد يستمعان لحديثهم قالت ناهد:
-أنا حبيتها من قبل ما أشوفها…. معقوله لسه فيه حد بالجمال والطيبه دي
-ربنا يقومها بالسلامه يارب
أشارت مروى لمصطفى قائله: شايفه الي واقف هناك دا؟
-ماله!
-دا مصطفى إلي كنت بكلمه…. شوفتِ خايف عليها ازاي شكله بيحبها؟
-وإنتِ بتحبيه؟

 

-والله لأ محبتهوش…. ربنا يسعدهم مع بعض
تركت أختها وأقبلت مروى تقف جوار مصطفى تواسيه: متقلقش هتبقا كويسه، بابا قالي إنه هيتصرف وهينقلها
نظر إليها قائلًا: الدكتور عوض باباكِ؟
أومأت برأسها فسألها: بتعملي كدا ليه؟
-منى عملت معايا معروف وجايه أرده
أردف معتذرًا
-مروى أنا آسف لو جرحتك أو ظلمتك معايا…. أتمنى تسامحيني
ابتسمت مروى قائله: مسمحاك…
سكتت لوهله وأردفت: باين عليك بتحب منى أوي!
اومأ برأسه فلم يكن في حاله تسمح له بالكلام غادر وتركها واقفه تفكر في ماضيها تسخر مما كانت تفعله، أصبحت لا تُكن له أي مشاعر، تحمد الله أنه تاب عليها وعادت لوعيها قبل فوات الآوان.
__________________________
كان مدير المستشفى “جابر” يجلس على مكتبه بغروره المعتاد
جابر: عشان تاخد الحاله يبقا تدفع… إحنا كدا هنخسر فلوس كانت هتدخلنا… إيه الي يخليني أحولها عندك وأنا عندي كل الإمكانيات
أردف عوض بحده

 

-لو مأخدتش الحاله بهدوء هعملك دوشه إنت في غِنى عنها… شايف الناس الي بره دي هخليهم يكسرولك المستشفى القذره دي
وقف جابر قائلًا: ماشي يا عوض… بس صدقني في يوم من الأيام هتقع تحت إيدي… وساعتها مش هرحمك
ابتسم عوض بسخريه وقال: مش عارف المفروض مين فينا إلي يقلق ويخاف…. أنا الحمد لله ماشي في السليم… الدور والباقي عليك
خرج عوض من مكتب جابر وأغلق الباب خلفه بعنف وهو يتأفف، أقبلت مروى تسأله: خير يا بابا!
-هنقلها المستشفى حالًا… اسبقيني على هناك مع ناهد
مروى بخوف: طمني يا بابا هي تعبانه أوي ولا إيه؟
عوض: متقلقيش يا حببتي إن شاء الله هتبقا كويسه
_________________________
في اليوم التالي فتحت عينها ليصل صوت المونتور إلى أذنها أول ما قالته: الحمد لله الذي أحياني….
وبعد أن فحصها الطبيب وخرج، ملست هدى على شعرها بحنان وقالت: حمد الله على السلامه خضتينا عليكِ…. لو تعرفي كم واحد قلقان عليكِ!
تذكرت منى ما قالته لمصطفى فهمست بوهن: بت يا هدى أنا باينلي عكيت الدنيا وأنا داخله العمليات!
-ليه عملتِ إيه؟
-اتهبلت واعترفت لمصطفى بكل حاجه….

 

ابتسمت قائله: كان باقي إني أطلبه للجواز…. بصراحه كنت فاكره إن أنا هموت
-بعد الشر عليكِ يا عسل…. الدكتور طمنا عليكِ مفيش أي خطوره على حياتك
مدت منى بصرها ترى الأجهزه المتصله بها والمحاليل والدرنقه التي تخرج من جرح بطنها وقالت: شوفتِ إزاي الدنيا دواره، بقيت مكان الناس الي بيصعبوا عليا!!… الحمد لله على كل حال
هدى: ربنا يعافيكِ يحببتي… غمة وهتزول بإذن الله
أردفت هدى بابتسامه: تعرفي إن البت مروى دي طلعت جدعه أوي
-مروى! ليه؟
-جابت باباها وهو الي نقلك هنا… بصراحه مستشفى دوك جابر في قمة الإهمال والتلوث
– أكيد هشكرهم
نظرت منى المحاليل والقسطره والدرنقه قائله:
-هيشيلوا الحاجات الي في جسمي دي امته
-معلش استحملي شويه يا منون
قاطعها طرق على الباب ودخول الدكتور عوض مع بناته مروى وناهد
عوض: حمد الله على السلامه
منى: الله يسلمك يا دكتور…..

 

مروى: حمد الله على سلامتك يا منى… الحمد لله اتطمنا عليكِ
ابتسمت ناهد قائله: كان نفسي أتعرف عليكِ في ظروف أحسن من كدا… حمد الله على سلامتك
أشارت مروى لناهد قائله: دي ناهد أختي
ابتسمت منى قائله: أنا الي اتشرفت بمعرفتكم…. شكرًا ليك يا دكتور عوض
أردف عوض:
-دا واجبي يا منى ..
نظر لبناته وهدى قائلًا: مترهقوش منى في الكلام
أومؤا برأسهم طرقت أم مصطفى الباب ودخلت الغرفه نظرت لها قائله: خضتينا عليك يا منى…. حمد الله على السلامه..
-الله يسلمك يا طنط
تبعتها أختها نبيله: عامله إيه يا منى؟
-الحمد لله يا طنط
نبيله: مصطفى عايز يدخل يطمن عليكِ
ردت منى بتوتر:
-لا… مش… مش… مش هينفع وأنا في المنظر دا
ابتسمت أم مصطفى قائله: يبت الواد هيتجنن عليكِ خليه يجي يطمن

 

قاطعتها مروى التي قبلت رأس منى وقالت:
-الحمد لله إني اتطمنت عليكِ يا منى… هجيلك وقت تاني
نظرت ناهد لمنى قائله بمرح: خلي بالك إنتِ أخدتي شوية دم من البت دي… أنا كنت شاكه إنها عندها دم
لكونها مروى في كتفها وابتسمت منى وقائلة:
-شكرًا يا مروى
-عيب مفيش شكر بين الأخوات…
خرجتا مروى وناهد
نظر الطبيب عوض لهدى قائلًا: أنا فاتحلكم الزياره وسايبكم براحتكم بس بلاش ترهقوها في الكلام
أومأت هدى برأسها قائله: حاضر يا دكتور شكرًا لحضرتك
نظرت نبيله لمنى قائله: نقول لمصطفى يدخل؟
-لا يا طنط بلاش
نظرت هدى لمنى فهي تعلم جيدًا أنها تتهرب من مصطفى بسبب ما قالته بالأمس، أصرت أم مصطفى قائلة:
– عايز يطمن عليك عشان يروح يريح شويه دا منامش طول الليل
أومأت منى رأسها بقلة حيله ووقفت هدى تغطي شعرها وتقول: إمبارح الأستاذ مصطفى إلي كان واخد المهمه دي
-كان بيغطي شعري!
-مغفلش عنك ولا لحظه والله يا منى…
ازدردت ريقها بتوتر منتظرة قدومه
_________________________________

 

كان مصطفى يقف مع سيف وسعد
سيف: أنا عايز أخد أقوالها… لكن قبل أقوالها هروح أشوف حالتها من الدكتور وأخد التقرير
سعد: وأنا هروح الحمام على ما تخلص
مصطفى: معلش يا جماعه تعبتكم معايا
سيف: تعب إيه دا شغلي يا مصطفى
سعد: دا مش شغلي بس قولت أجي أشوفكم عشان لو محتاجين متبرعين بالدم
ربت مصطفى على كتفه قائلًا: شكرًا يا سعد
تركهم سعد ليدخل الحمام ووقف سيف مع مصطفى حتى نادت عليه والدته ليطمئن على منى
__________________________________
خرجت مروى من الغرفه تتحدث مع أختها
-أنا هموت وأنام.. بجد منمتش طول الليل قلقانه عليها
-تعرفي يا مروى أنا حاسه إني لسه بتعرف عليكِ!
ابتسمت مروى قائله: ليه يعني؟
-خوفك على منى… ومساعدتك ليها… وتبرعك بالدم من غير تفكير… فاجئتيني
قاطعها والدهما حين خرج من الغرفه قائلًا: يلا أوصلكم الجامعه
ردت ناهد: طيب ثواني هروح أغسل وشي وأعدل الطرحه وأجي
غادرت ناهد

 

مروى: كدا معدش فيه خطوره على حياتها يا بابا
-لا متقلقيش هتبقا كويسه
قاطعها صوت سيف الذي وجه كلامه لعوض قائلًا برسميه: السلام عليكم ملازم أول سيف عبد الحميد ممكن أخد من وقت حضرتك دقيقه
_______________________
على جانب أخر دخلت ناهد الحمام وأوصدته من الداخل خلعت حجابها وغسلت وجهها ثم بدأت بتعديل الحجاب لترتديه حين خرج سعد من الحمام الذي خلفها يعدل من ملابسه، نظرت أمامها في صدمه ووضعت الحجاب على رأسها لتغطي شعرها وهي تهتف: إنت إزاي تدخل حمام السيدات!!!
نظر لأرجاء الحمام ثم أشار على المبوله الخاصه بالرجال قائلًا: وبالنسبه ل دي خاصه بالسيدات!!… حضرتك إلي داخله غلط!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى