روايات

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء الخامس

رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت الخامس

رواية ملاك بأخلاق سيئة
رواية ملاك بأخلاق سيئة

رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة الخامسة

كانت جولييت في غاية الإستمتاع بنسيم الشتاء من أعلى تلك القِمة ، وعلى غير العادة كان جبريل لا يُراقب تقاسيم وجهها ولا تعابيره ، بل كان غارق تماماً في حُزنه
قطع الصمت وقال بهدوء : تعالي عشان أفرجك على باقي الجزيرة ، عشان نرجع قبل الشروق
إلتفتت جولييت له لتقول بسعادة : خلينا هنا شوية كمان ، في حاجة مضيقاك ؟
عقد جبريل حاجبيه ليقول : زي ما قولتلك ، هنا بفكر في ذكرياتي السيئة كُلها
كتفت يديها وهي تقول بإبتسامة هادئة : وإيه بقى اللي حصل في حياتك مخليك حزين دايماً وغامض ؟ أنا عاوزة أقولك ما مفيش بني أدم مرتاح في الحياة دي ، وكُلنا لينا ذكريات ووحشة أوي كمان ومش بننساها ..لإنه صعب
تفحص وجهها بعينيه لتُكمل هي وتقول ببساطة : بس بنتجاهلها ، بنتناساها يعني ، تفتكر اللي مات له حد عزيز عليه بيعيش إزاي ؟ بيحط في دماغه إن اللي مات دا مسافر ، وهيرجع في يوم .. وبيدعيله ، ف بيكمل حياته عادي وبياكل ويشرب ويشتغل ، أنا أول ما شوفتك كُنت حزين ومُرتبك ، وحسبتك بتعاني من حالة نفسية ، طلعت مُجرد ذكريات وحشة مسببالك الحُزن دا كُله ، هون عليك يا صديقي
عند كلمة هون عليك يا صديقي لم يستطع جبريل أن يتمالك ذاته ف إبتسم ، وشعر بالإرتياح الشديد لإن جولييت تُبادله مشاعر الصداقة .. ولا تُحبه
قال لها : باقي الجزيرة هتعجبك صدقيني ، أنا بس حبيت أوريكي أكتر مكان بقضي فيه معظم يومي
مدت يدها له لتقول : يعني هتشيلني عشان تنزل بيا تاني ؟
إنحنى جبريل ليحملها بين ذراعيه ف ضحكت وهو يقول : بكُل سرور
هبط بها جبريل على الدرج الحجري مرة أخرى ثُم أنزلها وهو يسير بجانبها ويقول : إقلعي الجزمة هوريكي شيء هيعجبك
قامت جولييت بخلع حذارها ف سحبها جبريل بالقُرب من الماء ليقول : نزلي رجلك في المياه
جولييت بخوف : لا الجو برد
جبريل بطمأنينة : متخافيش ، ثقي فيا .. أنا همسكك

 

 

 

مدت يدها ليده وهي تغرز قدميها في امياه البحر النظيفه وتحركهما ، أصابتها لسعة البرودة لتقول بمُتعة : برررد
إبتسم جبريل وقال بهدوء : إستني
نظرت له قليلاً قبل أن تبدأ أشياء صغيرة في ملامسة قدميها داخل المياه ، لتنظر وإذا بهم سمكات صغيرة يُداعبن قدميها
صرخت هي بخوف وقالت : دا سمك !! أاااااع
جبريل بهدوء : متخافيش دا مُسالم جداً مش هيأذيكِ ، آستمتعي .. وسيبي نفسك
هكذا قضت جولييت يومها في جزيرة جبريل المعزولة ، ما بين تلك المياه الصافية التي تمتليء بالأسماك الملونة الصغيرة ، والقمة الحزينة التي يُحبُها جبريل ويجلس بها دائماً ليسترجع ذكرياته الحزينة قبل السعيدة ، وما بين لمساته المُتكررة ليدها التي تجعلها تنتفض ولكنها يسرعان ما تتمالك نفسها وتُذكر ذاتها أنهم أصدقاء ، أثار فضولها تمسُكهُ بالقنينة لتقول له وهي تُمسك بين يديها كأس من العصير البارد : هو .. ليه القنينة مُهمة أوي كدا بالنسبالك؟
إرتبك هو ، وإصفر وجهه ، باغتها سؤاله ، لكنه قال ذوقياً حتى لا يتجاهلها عن عمد : مُهمة لشيء معين ليا ، بتساعدني أعيش بطريقتي
بالطبع لم تفهم جولييت كلمة مما قالها جبريل ، لكنها لم ترغب في أن تُفسد تلك الليلة الرائعة ، لذا أغمضت عينيها وهي تستمتع بالهواء الذي يصفع وجهها
* اليوم التالي – السادسة صباحاً
إستيقظت ليلى من نومها الطويل وهي تحُك فروة رأسها وترمُش بعينيها حتى تستطيع الرؤية بوضوح ، مرت على غُرفة جولييت لتجدها فارغة مما أثار تعجُبها ! جرت قدميها إلى المطبخ لتجده فارغاً ولا يوجد طعام ف إزداد غضبها ، وقفت تنظر لأرجاء المنزل بضيق قبل أن تستمع لصوت المُفتاح في مقبض الباب وهو ينفتح وتدخُل منهُ جولييت مُدندنة بسعادة كالطائر المُغرد : دا أجمل يوم في حياتي ، عشان قابلتك يا حياتي
وضعت ليلى كلتا يديها في خصرها وهي تقول بضيق : واضح إنك مبسوطة ورايقة ، إنتي نمتي في الشُغل ولا إيه !

 

 

 

لتقترب جولييت من شقيقتها وهي تحتضن عُنقها وتُقبلها في وجنتها وتقول بسعادة : صباح الخير والسعادة يا لولي
كان وجه جولييت ينُم عن سعادة حقيقية ، تلك التي تورد الوجه ، لتقول ليلى بتعجُب : صباح النور ، غريبة دي كل يوم بتيجي متضايقة بسبب الشُغل وضغط الشُغل وبنتخانق ، إيه مروقك أوي كدا ؟
إستدارت جولييت حول نفسها عدة مرات قبل أن تهبط بجسدها على الأريكة وهي تقول : كانت ليلة زي الحلم ، والله لو سافرت بلاد العالم ما هنبسط كدا ♡ ولا رقتهه ! يخرااابي على رقته ، حاجة تحسسك إنك طايرة بين الغيوم .. حاجة شيك حالص
عقدت ليلى حاجبيها وهي تقول : أنا مش فاهمة حاجة ! بتتكلمي عن إيه؟
نظرت جولييت لسقف المنزل بإبتسامة وهي تلف خُصلة من خُصلات شعرها على إصبعها لتقول : بعدين هقولك ، إطبخيلنا إنهاردة عشان أجبلك معايا جاتوه وأنا جاية
ليلى بإنبهار : جاتوه مره واحدة ! يبقى أكيد هطبُخ ، بس أنتي هتروحي الشُغل تاني ولا إيه؟
جولييت بإبتسامة : أنا كلمت صاحب الشُغل وخدت أجازة إنهاردة ووافق ، أنا هروح أقعد مع سارة شويه
ليلى بتملٌق : خُديني معاكي يا جولي أرجوكي
وضعت جولييت إصبعها على طرف أنف شقيقتها لتقول : أءءء ومين هيطبخ ؟ وبعدين هتكلم مع سارة أحاديث خاصة ، يلا لما أرجع هجيب جاتوه
قبل أن تتحرك جولييت من أمام شقيقتها .. إستوقفتها ليلى وهي تُقرب أنها من ملابسها لتقول : ريحتك حلوة أوي كدا ليه ؟ كإنك واقعة جوا جنينة ورد !
نظرت لها جولييت بلمعة عين وهي تُمسك بطرف ملابسها وتستنشق الرائحة ، تلك الرائحة الحُلوة هي رائحة جبريل ! ♡
إبتسمت جولييت وهي تسحب حقيبتها لتضعها على كتفها وتخرُج من المنزل
كانت السماء صافية لدرجة أن جولييت كانت تسير على قدميها وهي تنظُر للأعلى بدون ملل ، توقفت على جانب الطريق وأوقفت إحدى شيارات الأُجرة ، ولسوء حظها لم يكُن جبريل السائق ، أخبرته بالعنوان المقصود ليتحرك بالسيارة مُخترقاً الشوارع الجانبية والحواري
حتى وصلت للبناية التي تقطُن بها سارة وزوجها ، صعدت على الدرج حتى وصلت للشقة وطرقت الباب
إنتظرت قليلاً حتى فتحت لها سارة وهي تُمسك بيدها كوب القهوة الصباحية ، لتحتضنها جانيت بسعادة وهي تقول : سارة أنا بجد فرحانة أوي أوي أوي
ضحكت سارة على حماسها المُبالغ به وهي تقول : يارب دايماً ، خير ؟
جولييت بإبتسامة واسعة : مش هتدخليني الأول ولا بقيتي بخيلة ؟
سارة بأسف : أسفة حقيقي لسه صاحية حتى بشرب قهوة عشان أفوق ، إتفضلي
دخلت جولييت وهي تخلع حذائها وجلست على الأريكة بخفة وهي تقول : إمبارح كان أحلى يوم في حياتي يا سارة ، يوم كان زي الحلم
جلست سارة أمامها ثُم وضعت الكوب على الطاولة وهي تقول : ثواني بس ، أنا شامة ريحة جبريل فيكي ، هو كان عندك في المحل ؟

 

 

 

جولييت بسعادة : محل إيه بس ! كُنت معاه إمبارح طول اليوم ، أخدني بطيارته على الجزيرة ، وقعدت معاه فوق القِمة اللي بيقضي فيها مُعظم يومة ، وحطيت رجلي في المياه وإتكلمنا .. كانت ليلة رائعة عُمري ما هنساها
إرتجفت عينا سارة وهي تستمع لحديث جولييت ، كأن أحدهم أطلق ضوء عالي على عينيها الرقيقتين
لتقول بنبرة باهتة : جبريل خدك الجزيرة بتاعته ؟
ملامح وجه سارة لم تكُن مُشجعة إطلاقاً لإن تُكمل جولييت حديثها بذات الحماس ، ولكنها أجابت بهدوء : أيوة ، كان حابب يوريهالي و ..
قاطعتها تنهيدة عميقة خرجت من فم سارة وهي تُحاول إلتقاط أنفاسها ، مع إرتجاف عينيها المُستمر والتي بدأت تتجمع الدموع بها
جولييت بقلق : إنتي بخير يا سارة ! مالك ؟
وضعت سارة يدها على جبينها وهي تقول : دايخة بس شوية ، محتاجة أغسل وشي ، معلش يا جولييت مش هقدر أقعد معاكي أكتر عشان جوزي هيُخرج من الشُغل بدري إنهاردة
شعرت جولييت بالإحراج الشديد لإن سارة قامت بطردها ذوقياً
لتُمسك جولييت حقيبتها بكبرياء وتقول : أنا أصلاً كُنت نازلة حالاً عشان ليلى مستنياني ، بس حسيتك تعبانة ف قلقت عليكي ، أشوفك بخير
قامت جولييت من الأريكة وهي تتجه لباب الشقة مُباشرة من دون أن تُعانق سارة ، خرجت وصفعت الباب خلفها لتجلس سارة وهي تنتحب وتبكي وترتجف !
نزلت جولييت من البناية وهي تسير في الشوارع والهوار البارد يلفح وجهها ، ضمت جسدها بيديها وهي تقول : إتهزقت وبس ومعرفش ليه ، هوووف الجو تلج ياريتني تقلت
سارت خطوتين حتى وجدت أحدهم يضع على جسدها معطف ويقول : شوية وهتدفي
نظرت بطرف عينها لتجد جبريل يسير بجانبها وهو مُبتسم وخُصلات شعره الكستنائية تطاير
إتسعت إبتسامتها وهي تقول : دا شكلي محظوظة عشان أشوفك إنهاردة ، توقعت مش هشوفك غير في بداية الشهر
جبريل بهدوئه المُعتاد : عودي نفسك إنك هتشوفيني كتير ، مش بس أول الشهر
نظرت له بسعادة وهي تضُم المعطف وتقول : نفسي أعرف بتجيب الروايح الحلوة دي منين ، كُل هدومك وحاجتك ريحتها حلوة
جبريل بسؤال مُفاجيء : أنا اللي نفسي أترف كُنتي بتعملي إيه عند سارة يا جولييت
جولييت ! يا لجمال أحرُف إسمها عندما ينطلق من بين شفتيه ، نطق إسمها بلكنه جميلة جعلتها تبتسم أكثر وأكثر ، يكاد قلبها أن يتوقف من شدة سعادتها بظهوره المُفاجيء والغير متوقع في حياتها
لتتغير ملامحها للحُزن فجأة وهي تقول : كُنت مبسوطة ف روحتلها عشان صاحبتي ، لكن .. لكن هي طردتني بالذوق !
لم يستطع جبريل أن يتخفى ك عادته ليقتحم منزل سارة ويعلم بما حدث ، ولكنه علم جيداً لما تصرفت سارة هكذا
لم يتحمل رؤية ملامح الحُزن على وجه جولييت عندما توقف عن السير وتوقفت هي أيضاً في أحد الأزقة الفارغة ، ليُسندها على الحائط وينحني قليلاً حتى يصل لطولها ويقول بنبرة حنونة : أرجوكي متزعليش ، إوعي ! سارة إتصرفت كدا بدافع الغيرة مش أكتر

 

 

 

 

عقدت جولييت حاجبيها لتقول بإستغراب : غيرة ؟ من إيه مش فاهمة ؟
جبريل بهدوء : إنتي أكيد عرفتيها إنك كُنتي معايا ، صح ؟
هزت جولييت رأسها ليقول جبريل : سارة بتحبني يا جولييت ، ولما رفضت الحُب دا راحت إتجوزت عشان تنساني .. هي مُشكلتها مش معاكي ف متزعليش
إتسعت عينا جولييت وهي تنظُر له وبدون سابق إنذار ت ..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك بأخلاق سيئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!