روايات

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الرابع عشر 14 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الرابع عشر 14 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء الرابع عشر

رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت الرابع عشر

رواية ملاك بأخلاق سيئة
رواية ملاك بأخلاق سيئة

رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة الرابعة عشر

أن تكون أجنحتك التي خُلقت ك جُزء من جسدك مُقيدة بلعنة ما تُعيقك عن التحليق بين غيوم السعادة وتحتجزك بين شوك الحُزن.. ذلك هو الوصف الدقيق للعيش مسلوب الروح، ف الحُرية في الأفعال والقرارات هي روح المرء.. ناهيك عن أنه عندما يتحكم بأفعالك شخصاً ما ويجعلك تتوخى الحذر قبل أن ينبُض قلبك تجاه أحدهم، تماماً ك من إقتلع قلبك من مُنتصف صدرك
#بقلمي
صباح اليوم التالي إستيقظت جولييت بِراحة تامة وهي تتثائب وتُحرك ذراعيها لتفيق، تحسست مكان جبريل لتجده فارغاً ف مالت برأسها للجانب الأخر لتُصادفها نسمة هواء عذبة وصوت الطيور ورائحة البحر
لمست بقدميها العاريتين الأرضية الخشبية وقامت لترتدي ملابسها، ما أن إنتهت حتى خرجت للدرج وهي تنظُر حولها بإنبهار تام.. الجزيرة صباحاً هادئة والمناظر الطبيعية بها ساحرة لأبعد الحدود
أشجار النخيل تمايلت من تلك النسمات العذبة لتُظهر السماء بصورة أوضح
إنتهت جولييت أخيراً من نزول الدرج لتنظُر حولها وتجد أن فتاتين من فتيات الجزيرة خرجوا من طائرة جبريل للتو وهُن يحملن بيدهن صُندوق خشبي مُربع

 

 

إقتربت مِنهُن جولييت وهي تقول بنبرة هادئة: صباح الخير، مشوفتوش جبريل؟
إحدى الفتيات وهي تضع الصندوق أرضاً قالت برقة: صباح النور.. مع رضوان من الجهة التانية للبحر
نظرت جولييت بفضول للصندوق وقالت: هو إيه دا؟
تنهدت الفتاة بتعب من حمل الصندوق لتقول: دا ترياق جبريل ضد اللعنة
إتسعت حدقتا عين جولييت وهي تجلس على رُكبتيها وتتلمس سطح الصندوق.. فتحته بهدوء لتجد مجموعة كاملة من القنينات التي تحتوي على الترياق
إبتسمت بسعادة وهي تقول بلهفة: دي قنينات جبريل بالفعل! جبتوها منين؟؟
أحنت الفتاة رأسها وقالت بحُزن: من سارة.. هي محبتش تكون سيئة وتعذب جبريل لما روحنا ليها إكتشفنا إنها جمعت القنينات في صندوق خشبي وسلمته لينا.. لكن ملامحها كانت مكسورة! وعلى ما أظُن هتفضل كدا للأبد
جولييت!
كان صوت جبريل العميق الذي يُزلزل كيانها.. رفعت رأسها ونظرت له بإبتسامة دافئة وهي تنطق أحرُف إسمه ك الحلوى بين شفتيه قائلة: جبريل ♡
مد يده تجاهها وهو يرفعها من ذراعيها بحِرص ويقول: إزاي تقعُدي على رُكبك كدا إنتي ناسية الحمل!
وضعت رأيها على كتفه وهي تنظُر للصندوق.. ندر جبريل له وخُصلات شعره الكستنائية تتطاير حول وجهه ليقول بتساؤل لصديقتيه الواقفتان أمامه هو وزوجته: قدرتوا تجيبوا كمية كبيرة من الترياق! إزاي؟
جولييت بتنهيدة: دا كان المفروض يحصل من البداية بدل حِرصك اللي مكانش ليه داعي وتعامُلك مع المتجر
نظر جبريل لتلك النائمة على كتفه تُحدثه برقة ثُم قال: مش يمكن دا قدر عشان أقابلك؟ مش يمكن كُل شيء كان بيترتب عشان نجتمع أنا وإنتي سوا؟
نظرت له بعشق ليُقبل مُقدمة رأسها بعُمق وهو يقول: فتاة المتجر خاصتي ♡
من فصلك!
كان ذلك صوت ليلى التي تُحاول لفت إنتباه رضوان لها وهي تقول: هو أنا المفروض أقعُد فين ومع مين لحد ما أختي وجوزها يصحوا! أنا معرفش حد هنا ومحدش بيتكلم معايا كُله بيرُد على قد السؤال.. كمان أنا جعانة أوي يعني المفروض اللي صحي بدري مالوش نصيب؟
ثرثراة بشكل أصاب رأي رضوان بالألم.. لكنه جمل وجهه بإبتسامة رائعة قائلاً بنبرة هادئة: صباح النور

 

 

دفئت ذراعها بيدها وهي تقول بإحراج: مقصُدش أغلط يعني بس من ساعة ما صحيت وأنا قاعدة كدا لا أكل ولا شُرب وكمان محدش بيحاول يلطف معايا الجو ويكلمني ونتصاحب مثلاً
جمع الأصداف ووضعها جانباً على صخرة يرتطم بها ماء البحر مُصدراً صوتاً جعلها تعود للوراء خطوة بخوف
ضحك هو وقال: بعيداً عن جزيرة جبريل.. إنتي أول مرة تيجي جزيرة عامة؟
كتفت يدها وهي تقول: مش كُل الناس عندها رفاهية الخروج والسفر للأجازات. إحنا في المدينة كُنا مبناكلش فواكه وحلويات إلا نادراً عشان دايماً أختي جولييت تقول في أولويات أهم من الرفاهية
شعر براحة لتلك الغتاة التي تقُص عليه بأريحية أمور عائلية خاصة ك تلك ف نظر لها بجسده ذو البُنيان القوي وبشرته المائلة للإسمرار من أشعة الشمس في الأنحاء الأخرى وقال: كملي
رفعت كتفيها وهي تقول: أكمل إيه؟ بس هي دي قصتي البائسة
رضوان بعرض مُغري: تحبي تتمشي شوية في الجزيرة أعرفك عليها؟
تهلهل وجهها بإبتسامة حماسية ثُم قالت: لو مشغول بلاس ونستنى جبريل يصحى
ضحك رضوان ثُم قال: جبريل كان معايا من شوية يعني صاحي.. لكن متعتمديش عليه في إنه يعرفك على حاجة لإن معظم أوقاته هيقضيها مع أختك اللي هي مراته
نظرت له ليلى ف قال هو: هاا فكري أنا مبعرضش كدا كتير على حد ومُعظم اللي هنا يحلموا إنهم يمشوا معايا في الجزيرة
نظرت له بإستهجان وقالت: وأنا المفروض أتنطط من السعادة عشان نولت الشرف يعني؟
رضوان برفعة حاجب وهو مُبتسم: بحمسك مش أكتر إهدي.. واضح إن أجواء الجزيرة مش مأثرة مع شخصيتك دي
ولاها ظهره ليذهب ف سارت وراؤه وهي تقول: قصدك إيه؟ اوقف كلمني
رضوان: معنديش وقت أضيعه معاكي.. رأيي تستني جبريل بالفعل يوريكي الجزيرة كويس بنفسه
ليلى بغضب: إيه الإسلوب بتاعك دا؟ أوقف بقولك
توقف رضوان عن السير ووقف ينظُر لها ف اكملت حديثها وقالت: بتبُصلي كدا ليه!!
رضوان بتنهيدة: هو أي خناق وخلاص! إسلوبي ناتج عن إسلوبك أنا أول ما شوفتك عاملتك بطبيعتي نقلتي ليا طاقة سلبية في أقل من دقيقة
ليلى بتجاهُل لحديثه: ف تقوم سايبني كدا وماشي هي دي الجدعنة يعني؟
رضوان بملل: إنتي عاوزة إيه حالياً؟
ليلى بإبتسامة: فرجني على الجزيرة.. يعني زي ما قولت إن جبريل هيكون مشغول بأختي وكمان أنا زهقانة
ظل ينظُر لها دون ان ينطُق ثُم أشار لها بيده لتسير أمامه
تقدمت ليلى خطوتين ف نظر رضوان لقدميها وقال: إستني!
وقفت وهي تنظُر لقدميها مثلما ينظُر هو وقالت بذُعر: في إيه في حاجة ولا إييه
رضوان: أكيد هتكوني زهقانة وإنتي لابسة جزمة في الجزيرة! لازم تمشي حافية عشان تحسي بحلاوة الرمل
ونفسيتك تتغير خالص
ظلت تنظُر له ثُم فجأة إنفجرت ضاحكة.. لم يتعجب ف شخصيتها بالنسبة له مُضطربة تماماً
ليلى بضحك: إنت بتقول أي كلام والله
رضوان وهو يقول بإقناع لها: طب جربي هتخسري حاجة؟ الناس بتروح البحر تستمتع بالرمل والهوا والمياة وإنتي ماشية بجزمة.. أقولك إيه!

 

 

ليلى بهدوء: أنا مبحبش رجليا تتوسخ
رضوان بإقناع مرة أخرى: طب جربي!
إنحنت ليلى بتردد وهي تخلع حذاؤها ثُم قالت: لو رجليا إتوسخت هغسلها في البحر بتاعكم
رضوان بمُجاراة لها: ماشي إعملي اللي يريحك
وقفت حافية القدمين على الرمال وفجأة بدأت بالضحك وهي تقول: رجلي بتنغرز في الرمل وبتزغزغني.
رضوان بإبتسامة: عرفتي ليه بيغير مودك وبيخليكي أحسن؟ أي حاجة بتكبت حُرية الشخص زي الجزم والهدوم بتاثر على نفسيته
وجد يدها ترتفع في حاجة للإستقرار على وجهه ف أمسك يدها وعلقها في الهواء قائلاً: إنتي إتجننتي؟
ليلى بغضب: إنت بتجبهالي واحدة واحدة عشان اقلع هدومي إنت إتجننت!
زفر بملل ثُم قال: أقصُد إن الإنسان لما بيكون مخنوق بيدخل مثلاً ياخُد شاور أو ينزل البحر وطبعاً مش هينزل بهدومه.. الحجات دي ليها تأثير كبير إيجابي في نفسية الشخص
سار هو لتسير وراؤه وهي تنظُر حولها ف قال: قولتي مبتجيبوش فواكه ولا حلويات صح؟
ليلى: أه
ضرب بقدمه نخلة عملاقة لتُسقط جوزة من الهند وقال: دوقتي جوز الهند قبل كدا؟
حركت ليلى رأسها يميناً ويساراً بمعنى لا
ف أخرج من جيبه مطرقة صغيرة وثبت الجوزة على صخرة ثُم كسرها
نظرت له ليلى بتعجُب ثُم قالت: يا سلام وإنت على طول ماشي بالبتاعة دي في جيبك!
رضوان: أيوة ومعايا كبريت دايماً كمان.. الحجات دي مهمة عشان لو حصل حاجة
مد يده لها بقطعة من قشرة جوز الهند وهو يقول: كُلي الجُزء الأبيض منها
إلتقطتها منه وهي تنظُر لها ثم وضعت شفتيها عليها وقضمت قضمة منها وهي تتذوقها
رضوان بإنتظار لردها: ها طعمها عامل إزاي؟
رفعت كتفيها وهي تقول: ملهاش طعم.. بس كويسة بتلهي الواحد عن الجوع

 

 

أكملت السير معه ف قالت: وإنت بقى لما بتزهق بتنزل البحر؟
رضوان وهو يفرد ذراعيه بإستمتاع: طبعاً! أنا معنديش قيود حتى لو قيود نفسية زيك
ليلى بصدمة: نفسية!!
* بالقُرب من جبريل وجولييت
جبريل بحُزن: أنا المُتسبب ليها في الالم دا
ملست جولييت على ظهره بحنية وهي تقول: انا قولتلك قبل كدا إننا ملناش سُلطة على قلوبنا ومشاعرنا.. أنا حبيتك رغم إظهارك لعلاقة الصداقة اللي بيننا بشكل مُستمر.. دي حاجة عملها جمالك وحنيتك مش عن قصد
أمسك جبريل بكف يده مؤخرة رأسها وأسند رأسه على مُقدمة رأسها قائلاً: لكنك مش هتحسي بالألم دا.. عشان أنا كمان حبيتك! ♡

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك بأخلاق سيئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!