روايات

رواية منك وإليك اهتديت الفصل الأول 1 بقلم زيزي محمد

رواية منك وإليك اهتديت الفصل الأول 1 بقلم زيزي محمد

رواية منك وإليك اهتديت الجزء الأول

رواية منك وإليك اهتديت البارت الأول

رواية منك وإليك اهتديت
رواية منك وإليك اهتديت

رواية منك وإليك اهتديت الحلقة الأولى

 

خرجت تنهيدة مُثقلة من فم “زيدان” حين كان يتابع المارة من خلف زجاج سيارته، شكلت الحيرة خطوطها في عينيه الضائعة وامتزجت بلمحة حزينة في ظل التفاف حِبال غليظة حول عنقه رويدًا من فرط مشاعره المُبعثرة، سقطت يديه بجانبه وخارت قواه بعد أن استسلم لنداء ضميره في إنقاذها!

ولكن من سيقوم بإنقاذه من وحل أفكاره وجلد ذاته؟!

انتبه على صوت طرقات خفيفة فوق الزجاج الأخر ونبرة أنثوية ضعيفة تهتف بأسمه في رقة، حول بصره بعد أن استقرت يداه حول المقود وأخرج سعال خفيف ينظف به حنجرته المبحوحة، ضاغطًا على نفسه بالتركيز مع “نهى” ابنة عمته والتي كانت تنحني بجذعها العلوى ترمقه بابتسامة واسعة، زلزلت من ثباته الواهن.

دخلت ” نهى ” بعد أن فتح لها الباب وجلست بخجل ولكن مع صمته المستمر قررت كسره بقولها الرقيق:

-مالك يا زيدان؟ أنت كويس.

حرك رأسه بإيماءة بسيطة وبدأ في القيادة مخرجًا حروفه بصعوبة بالغة من جوفه المحترق بنيران الكذب:

-اه كويس يا نهى.

لم تنتظر هذا الرد بتاتًا ولا تلك النبرة السخيفة التي ألقاها بوجهها وكأنه عاد التو لشخصه البشع والتي اصطدمت فيه من قبل، تحاملت على نفسها وحاولت ترك أفكارها السلبية جانبًا، مقررةً الاستمتاع بكل لحظة معه بعد أن تمت خطبتهما منذ يومين.

-عايزة تروحي فين؟

سألها ببرود وهو يتابع الطريق، فردت ببساطة وهي تحرك كتفيها:

-أي مكان المهم أكون معاك.

مجددًا تضربه بسوط لعين ليسقط فوق ضميره الملتهب، ود لو يصرخ عاليًا أو يهرب بعيدًا عن العالم بأجمعه وألا يظل في تلك الدائرة والتي باتت تزهق روحه.

                                  ***

تحركت “ميرڤت ” في منزلها وهي تضع الهاتف فوق أذنها تتحدث للطرف الأخر بامتعاض:

-خلاص يا ابراهيم قولتلك سيب الموضوع ده عليا.

استمعت بنفاذ صبر لكلماته المحتدة:

-يا أخويا خليك في اللي أنتي فيه، وارحمني شوية، مش كفاية المصايب اللي نازلة ترف فوق دماغي.

توقفت عن حركتها وشهقت شهقة كبيرة تعبر عن مدى غضبها منه ومن بعدها اندفعت الكلمات اللاذعة من فمها:

-اه طول عمري شايلة القرف والهم، وقعت المحلات أنت وابنك وسافرتوا وسيبتوني لسليم يدبح فيا.

قطعت كلماتها حينما استمعت لاعتراضه ولكنها عقبت بحدة:

-يعني كنت عايزني اسيبكوا تتحبسوا ولا أتصرف واسفركوا، تصدق أنا غلطانة كان زماني بجهز عيش وحلاوة.

استمعت لكلمات زوجها الغاضبة ومن بعدها انقطع الاتصال، ألقت الهاتف فورًا بعصبية وبصقت عليه باشمئزاز:

-رجالة تجيب الغم، الراجل مش عاجبه بعد كل اللي عملته.

تحركت صوب مقعدها المفضل وحاولت جذب نفس عميق والتذمر يملئ حروفها الغليظة:

-ولا جوز نافع ولا ابن طالع ناصح حتى البت كانت هتودي نفسها في داهية.

جذبت هاتفها مرة أخرى تجري اتصالاً بـ “نهى”، في ظل محاولات عديدة للضغط على أعصابها كي تتحمل أخطاء ابنتها الفادحة في الفترة الأخيرة، والتي جعلتها ذليلة لـزيدان.

                                 ***

تركت ” نهى” الملعقة جانبًا والتفتت تجذب هاتفها، وعندما قرأت أسم المتصل ردت على الفور بهدوء بينما كانت عيناها تجول فوق ملامح زيدان الحاضر الغائب، عبثه في طعامه، تنهيداته المتتالية، ملامح وجهه الباهتة جميعها سرق انتباهها من حديث والدتها، ولكن مع صوت تذمر اخترق مسامعها انتبهت فخرج صوتها مهتزًا ضعيفًا:

– اه حلوة يا ماما.

حركت رأسها بإيجاب تستمع لتنبيهات والدتها التي لم تنقطع ومن أهمها ألا تصبح خرقاء وتترك الفرصة من يدها، فقالت بحيرة من أمر زيدان المضطرب أحيانًا ووحدة والدتها وكأنها تُقدم على اختبار وليس مقابلة بسيطة مع خطيبها:

-حاضر يا ماما فهمت.

انتظرت ثوان ومن بعدها حولت الهاتف لـ” زيدان” تعطيه إياه:

-زيدان، ماما عايزة تكلمك.

لم ينتبه، كان في عالم آخر يجرب به مرارة الضياع ما بين أفكاره ومشاعره، عالم من الصعب إيجاد به حلاً لإرضاء ذاته، تبًا للإنسانية..تبًا لحبيب قرر الهجر وترك القلب يتلوى بنيران الاشتياق.

استفاق أخيرًا وحمحم مردفًا بصوت شاحب:

-معلش، قولتي إيه؟

ضمت شفتيها بضيق ولكن اندفعت حروفها في هدوء:

-ماما عايزة تكلمك.

حركت الهاتف أمامه، فالتقطه بوجوم مانعًا نفسه من التفوه بلفظ بذيء لعمته الحرباء والتي بدأت في التلون، كي تجذب تعاطفه بأي شكل:

-عامل إيه يا روح قلب عمتك.

“زفت طول ما أنا بكلمك” تمنى إخراجها علنًا ولكن عاندته كلماته كالعادة وهتف ببرود:

-الحمد لله زي الفل.

-خلي بالك من نهى يا حبيبي وفرحها كده، ده أنتم لسه في أول الخطوبة.

-تمام.

عقبت على حديثه بسعادة:

-تمام وأنت متقلقش اتفاقنا ماشي زي ما هو، سلام.

أنهى الاتصال واضعًا الهاتف بإهمال فوق الطاولة، حرك بصره بفتور نحو طفلين كانا يلهوان في المكان من حولهما.

-هي ماما ضايقتك يا زيدان، لو عملت حاجة أنا أسفة بالنيابة…

قاطعها بعصبية خافتة بعد أن فقد قدرته في السيطرة على نفسه:

-مش طبيعي يا نهى كل دقيقة اعتذارات في إيه.

تلألأت الدموع بعينيها حينما هاجمها كالوحش فجأة مقتلعًا سكينتها، ملقيًا إياها في غابة موحشة تقابل وجهه الحقيقي.

أما هو زفر بحنق ونهض متمتمًا في غيظ:

-هروح الحمام.

تركها وحدها تصارع دموع لعينة ظنت منذ بداية خطبتهما أنها لن تعود ولكنها عادت وفرضت هيمنة على عينيها الذابلة، بينما كان العقل يجاهد الغرق في ذكرى سوداء حطمت قلبها وحولت حياتها الوردية لأخرى سوداء تفتقد الشغف بها.

مسكت منديلاً ورقيًا وجففت عينيها، محاولة تهدئة نفسها بكلمات بسيطة:

-متعيطيش أكيد مضغوط من شغله بس.

ان لم تتجرع من كأس الشفقة على ذاتك المنكسرة، فأنت في أمان.

عاد “زيدان ” بعد فترة بسيطة وجلس أمامها وكأن شيئًا لم يكن، قررت الانشغال بطعامها عن مراقبته، فـ بسبب أسلوبه الجاف أصبحت كورقة خريف هشة ان قام بالضغط عليها ستتحول لفتات.

                                  ***

أبعدت “مليكة” المنشفة عنها بعد أن جففت خصلات شعرها وارتدت ثيابها المكونة من تنورة سوداء اللون وبلوزة وردية تتناثر فوقها فراشات بيضاء صغيرة، ابتسمت لنفسها في المرآة بدلال وعبرت عن إعجابها بجمالها فبدأت تُلقي قبلات لنفسها وصوت ضحكة صغيرة تخرج من جوفها تعبر عن صفائها في هذا اليوم.

-يا صباح الخير ياللي معانا…

بدأت تدندن بعذوبة ولكنها قطعت وصلة غنائها متهكمة:

-صباح إيه، إحنا بعد العصر يا كوكي.

رمقت ساعة يدها في تركيز ومن بعدها أحكمت حجابها فوق رأسها منتظرة دخول حبيب القلب وسند الحياة، وبالفعل بعد دقيقة استمعت لطرق الباب وصوته يستأذنها قبل الدخول، فركضت تفتح له الباب:

-يا صباح الفل يا أحلى كوكي في الدنيا.

ألقت قبلة صغيرة له في الهواء وابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول:

-صباح إيه بقى، إحنا العصر.

دلف خلفها وهو يقول بصدق:

-والله اليوم مبيدأش معايا إلا لما بشوف ضحكتك.

خصته بنظرة حب والتفتت للمرآة تمرر بصرها على ثيابها:

-حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا يا رب.

اقترب منها وقبل جبينها وهو يرفع يده بأموال مطوية بشكل مرتب:

-خدي يا حبيبتي، خلي دول معاكي.

توسعت عينيها البُنية وهتفت بنفي وحرج طفيف:

-يا بابا أنا معايا والله، أساسًا مبصرفش كتير.

أمسك يدها بين كفيه وقال بصوت حنون:

-أنا اه ربيتك على عزة النفس بس مش عليا يا ست مليكة.

انحنت بنصف جسدها وقبلت يده كحركة ملازمة لها منذ الصغر، ولو كان ذلك الفعل البسيط كافي لإخباره بمدى امتنانها له لفعلت ذلك كل ثانية.

اكتفت فقط في هز رأسها كدليل على موافقتها، فتركها تستكمل ما تفعله وخرج في هدوء، وكعادته حينما يتركها تشعر بفراغ كبير، لطالما كان السند والحماية…الأب الحنون، الصديق الوفي، حتى حنان والدتها رحمة الله عليها لم يبخل أبدًا في تعويضها به، والغريب في الأمر أنه ليس والدها.

 فمنذ أن كانت طفلة في الثانية من عمرها فقدت والدها وعاشت ثلاث سنوات مع والدتها ولم تذق معنى الأبوة فيهم، حتى قررت والدتها كسر حاجز الحزن بعد أن عرض عليها السيد “مصطفى” الزواج بها، فهو لم يكن شخصًا غريبًا أبدًا عليهما، بل كان أبن عم والدها، لذا كان يغدقها بالحب والاهتمام كلما يلقاها، فصارت تتعلق به رويدًا رويدًا، خطف قلب والدتها بتعلقه بها، ومع أول عرض منه وافقت على الفور وذلك من أجل صغيرتها فقط.

تنقلت “مليكة” بين سنوات عمرها دون أن تشعر بغياب الأب، حيث لعب “مصطفى” دورًا هامًا في حياتها، لم يحرمها من شيء، حاوطها وكأنها ملكة صغيرة يخشى فقدانها، لم يطالب والدتها بالإنجاب، واكتفى بها وحدها وكأنها ابنته بالفعل، شجعها على مراحل تعليمها، وحثها على التفوق منذ صغرها، دفعها بالعديد من الكلمات الحماسية فصارت تجتهد لأجله فقط، لأجل نظرة الفخر الذي كان يقابلها بها كلما عادت بشهادتها، مرت بذكرى تفوقها في الثانوية وفرحته العارمة بها، حتى أنه قرر ذبح “خروف” معبرًا عن سعادته بالمنطقة، فتجسدت كلماته بنبرته السعيدة أمامها، شعرت ببهجة تخالط ملامحه وهو يمسك بالشهادة بين يديه وكأنه حصل على جائزة ثمينة، فنزل للأسف وبدأ في استعراض شهادتها في المنطقة بين الرجال وهتف بفخر وعزة:

-بنتي هتبقى الدكتورة مليكة.

التحقت بكلية الطب واجتهدت مع اهتمامه بها في السنة الأولى، ومع بداية العام الثاني فقدت والدتها فجأة وتوفت، مرت بمحنة قوية وتخبطت بين جدران الوحدة والألم وبين استكمال مستقبلها، حتى هو ذبل وشابت خصلات شعره من شدة حزنه، ولكنه نهض مجددًا كالأسد الذي يتفقد عرينه بعد نكبة قوية أثرت فيه، استطاع بكل صلابة الأخذ بيدها وتخطا معًا تلك المحنة، ولكن لا زال أثر فقدان والدتها محفور في قلبها، أحيانًا يشتعل لهيب الاشتياق ببعض الذكريات حنينًا لوالدتها فيأتي هو بدفيء قلبه يطفئ لهيبه باحتوائه الدائم لها.

خرجت من عمق ذكرياتها بصعوبة وجذبت حقيبتها تضعها على كتفيها استعدادًا ليوم طويل بالمشفى التي تستكمل به سنة الامتياز خاصتها.

                                                     ***

وقفت سيارة “زيدان” أمام معرض السيارات الخاص بأخيه “يزن” ذلك الوقح الذي لم يهدأ قط من الفتيات مستمتع بكل لحظة بين أيديهن، يلقى كل الدلال والاهتمام، حتى أن الهدايا تتراشق فوق رأسه والوقح أصبح ناقمًا من كثرتها وهذا أكثر ما يغيظ “زيدان” فبينما أخيه غارق مع الفتيات مستمتع بالحب على حد قوله، هو يتجرع خيبات الحب مرارًا وتكرارًا، بل أنه أوقع نفسه في خديعة بعد أن لعبت العاطفة دورًا في مشاعره الصلدة.

تحرك للداخل وهو يرسم ابتسامة ساخرة فوق شفتيه يتابع أخيه المنهمك في الحديث مع إحدى الفتيات من خلال زجاج مكتبه، فتمتم بحقد:

-طيب يقفل الازاز ده، ويداري فضايحه.

لمح إشارة يزن له وترحيبه به، ففتح الباب المغلق و الذي لم يرى له فائدة فالزجاج كان كالنافذة لجميع العاملين.

خرجت الفتاة بعد أن دخل وتوردت وجنتيها خجلاً، فرمقه زيدان باندهاش وعبر عما جال بخاطره:

-دي طلعت مكسوفة، أنت بتحبها بجد ولا إيه؟!

-لا متاخدش في بالك كلهم بيتكسفوا مني.

قالها في غرور وهو يتكئ بظهره على مقعده، فجلس زيدان فوق المقعد المقابل له وتمتم بحيرة:

-يا ابني أنا توهت منك ومن عدد البنات اللي بتكلمهم.

حرك “يزن” يده بأصابعه الخمسة في وجهه أخيه كناية عن خوفه من الحسد، فأغمض الأخر جفنيه بنفاذ صبر وهتف من بين أسنانه:

-هي دي حاجة حلوة هحسدك عليها يا بارد.

طرق” يزن” فوق المكتب بأصابعه وهتف في تكبر:

-محدش فيكوا مقدر نعمة اللي في ايديا.

امتعض وجه “زيدان” وسأله في استنكار:

-ويا ترى إيه هي؟

-بخطف قلوب البنات خطف.

قالها ببسمة واسعة فأمسك “زيدان” عدة أوراق وألقاها بوجه “يزن” الذي يصر على استفزازه مستعرضًا عضلاته في سرقة قلوب الفتيات حتى أنه لم يخطأ مرة في أسم واحدة، وكأنه يملك ميزة قوية في تذكر اسم كل فتاة وما تحب وما تكره.

-سليم لسه مكلمني واطمن على الشغل.

رفع زيدان بصره إليه وهز رأسه بتفهم وهو يقول:

-وكلمني أنا كمان، اطمن عليا.

-الواد أنس واحشني اوي، البيت من غيرهم ولا حاجة.

رد “زيدان” خلفه ببسمة صغيرة:

-ربنا يجيبهم بالسلامة.

طرق “يزن” فوق الطاولة بقوة كي يجذب انتباه أخيه حيث بدا مؤخرًا فاقد للتركيز:

-جاي ليه، ما أنا لسه شايفك الصبح.

حتى هو لا يعلم سبب مجيئه، سوى أن هناك رغبة مُلحة في الاستنجاد بمزاح يزن كي يخرج من حالته المزاجية السيئة ولكن حتى يزن فشل في ذلك، أو ربما سبب الفشل هو الألم النفسي الغارق به بعد أن أُلقى فوقه ثوب الخيانة.

اختلق كذبة صغيرة ونهض يخرج من المكتب وهو يشير نحو إحدى السيارات في العرض:

-عاجبني العربية اللي هناك دي وعايزاها.

-المعرض كله تحت أمرك يا حبيبي، بس دي بالذات محجوزة لمدام فري.

التفت “زيدان” له يحدج به في قوة، فردد يزن بتأكيد:

-مــدام والله

.

-مش عايزين عك.

قالها زيدان في تحذير قاسٍ، فضغط يزن فوق شفتيه السفلية وقال بعتاب خالطه المزاح:

-عيب عليك هو أخوك كده بردو.

                                                 ***

خرجت “مليكة” من غرف أحد المرضى وتحركت صوب الغرفة الصغيرة المخصصة للراحة، دخلت وأغلقت الباب خلفها وداخلها يرتاح لقرارها في الهروب من أحد الأطباء، بعد أن شكل خطرًا عليها، وأصبح يصيبها بالارتباك بسبب نظراته وكلماته البذيئة، كان ميعاد مروره عليهم ونجحت في الاختباء من نظراته الجريئة المخترقة لجسدها كالسهام.

نظرت في ساعتها تعد الدقائق حتى تعود وتستكمل عملها بكل سلاسة، فقد قررت اللجوء لتلك الفكرة دومًا أفضل من اللقاء به.

فُتح الباب بقوة، فظهرت ملامح الذعر على وجه “مليكة” وأردفت بتوبيخ:

-كدة يا فرح تخضيني بالشكل ده.

أغلقت” فرح” الباب خلفها وقالت بأسف:

-معلش يا مليكة، أصل كنت بدور عليكي.

ارتبكت “مليكة” ونهضت تسألها:

-بتدوري ليه؟

-دكتور ماجد كان بيدور عليكي.

كورت قبضتيها الصغيرة بغضب وجاهدت إخراج نبرة صوتها طبيعية:

-خير عايزاني في إيه؟

ضحكت “فرح” ضحكات متقطعة لعبت بأعصاب “مليكة” المذابة خوفًا من أن يلاحظ أحد ما تمر به على يد “ماجد”، وبعد ثواني عادت الطمأنينة لقلبها بعد أن تفوهت فرح بجدية:

-متقلقيش اوي كده، أنا قولتله انك كنتي في الحمام وهو سكت.

تنفست أخيرًا وحمدت الله أن الأمر لم يصل لاستدعاء في مكتبه وينفرد بها وحدها، فتابعت “فرح” كلماتها وهي تتجه صوب حقيبتها:

-كلنا عارفين انك مبتحبهوش.

ضحكت “مليكة” بخفوت وقالت بهودء بعد أن عادت الحياة لوجهها:

-هو أنا باين عليا أوي كده.

ضربت “فرح” قدمها أرضًا وعبرت بسخط ينافي مجرى حديثهما:

-هو ده وقته تليفوني يفصل، لازم أكلم حمادة.

اقتربت “مليكة” منها وحاولت تهدءتها:

-طيب خدي كلميه من معايا، واهدي محصلش حاجة.

عادت البسمة لوجه” فرح” وأخذت منها الهاتف بعد أن قامت “مليكة” بكتابة الرمز الخاص بها وفُتح الهاتف.

كتبت “فرح” الرقم وأجرت اتصالاً بخطيبها والذي أجاب على الفور:

-أيوا يا حبيبي.

ابتعدت “مليكة” عنها وقررت الخروج لإعطائها مساحتها الكاملة في التحدث مع خطيبها لذا قالت:

-فرح أنا هخرج هتلاقيني في أول اوضة على إيدك اليمين.

أومات “فرح” لها بصمت وانتظرت خروجها حتى قالت لخطيبها بنبرة سريعة:

-خليك معايا بس يا حمادة ثواني.

أجرت كتم للاتصال وبدأت العبث في هاتف” مليكة” بسرعة وخاصةً مخزن الصور الخاص بها وفي يدها الثانية قامت بتشغيل هاتفها والذي أغلقته عمدًا من قبل.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية منك وإليك اهتديت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!