رواية نشأت وأنا متزوجة الحلقة الأولى

-مش عاوزة أسافر يا بابا
-‏يعني مش هتروحي الكلية؟
-‏دورلي علي أي كلية جمب البيت طيب
-‏هي بقالة بدور عليها؟ وبعدين هتضيعي حلمك لمجرد أنك مش عاوزة تقعدي عند عمك في البلد
-‏طب هسافر بس بالله عليك أقعد في بيت الطلبة أو هأجر شقة وحياة عيالك يا حج وافق وهكلمك أطمنك عليا كل نص ساعة بس أنت اللي تشحنلي عشان الحالة صعبة معايا
-‏أهو ده اللي علي جثتي يا مي، يبقي بيت عمك موجود وتقعديلي في بيت طلبة ولا أعرف أكلتي إيه ولا عايشة أزاي، والناس بيحبوكي أوي وكفاية أن ملك بنت عمك معاكي في نفس الكلية وقدك أهو يعني مش هتبقي لوحدك وهبقي متطمن عليكي وصدقيني ده عمك كل شوية يتصل يشوفك هتوصلي أمتي، والله لو أتعاملتي معاهم هتحبيهم
-‏أنا مش مسمحاك ثق فيا عشان أنت السبب أنت اللي كتبت بلدكم تاني واحدة في الرغبات عشان عارف أن اسكندرية مش هتجيلي فقولت تضرب عصفورين بحجر
-‏وأنا مالي يختي مش أنتي اللي مصدعانا من اول السنة وعاوزة صيدلة عاوزة صيدلة، أهي جتلك ومازلتي مكملة في ماجستير الصداع بتاعك بس المرة دي أنك أنتي اللي مش عاوزة تسافري
لقيت أدهم قرب مني وحط إيده علي كتفي وأنا واقفة وبصالهم مكشرة
-والله يا مي يا حبيبتي هما طيبين خالص أنتي بس اللي مكنتيش بترضي تيجي معانا البلد لما نروحلهم ومتأكد أنك هتحبيهم
وهمس في ودني
-وظبطيني مع ملك وحياة عيالك يا شيخة
فضربته بكوعي في بطنه بغيظ عشان بيهزر وأنا متعصبة دلوقتي ووقفت بهز في رجلي بعصبية وتوتر فقامت ماما قعدتني جمبها هي وبابا وأتكلمت بالطريقة اللي بتعرف تخرج بيها كل الكلام اللي جوايا
-قوليلي بصراحة مش عاوزة تروحي ليه؟
-‏عشان ع.. عارفه أني م..مش هست..
-‏عشان سليم؟
فوطيت راسي وأتكلمت بحزن
-أيوا عشان الأستاذ، أنا مش فاهمة حتي الآن أزاي تعملوا حاجة زي كده؟ أو ازاي البنات في بلدكم يكبروا يلاقوا نفسهم متجوزين ومش من حقهم يختاروا شريك حياتهم ده يدوب بيعملوا إشهار بالجوازة اللي أهلها جوزوهالها وهي صغيرة مفتحتش عينيها حتي
-‏بس دي عادات في البلد أحنا مش بإيدينا نغيرها وكمان عشان أنتي أتولدتي هناك وسليم أكبر منك بتسع سنين يعني كان واعي لما أتولدتي والسنتين اللي قضيناهم بيكي في البلد كان الكل ملاحظ تعلق سليم بيكي أيوا طفل بس دي عادات يبنتي وكلام جدك مكناش نقدر نكسره وكفاية أنه وافق على طلبي أنه نيجي هنا