روايات

رواية من قلب الواقع الفصل الثالث 3 بقلم نورا سعد

رواية من قلب الواقع الفصل الثالث 3 بقلم نورا سعد

رواية من قلب الواقع الجزء الثالث

رواية من قلب الواقع البارت الثالث

رواية من قلب الواقع الحلقة الثالثة

ـ أنا عايزة أعمل محضر في جوزي بالأعتداء الجسدي.
ـ جوزك؟؟
ـ آه، أنت مش شايف شكلي عامل أزاي؟!
قولتها أنا وبشيل الطرحة بشكل كُلي من على وشّي، كانت عيوني ورمّه وزرقا، ووشّي كمان كان وارم، الظابط بصلي بهدوء وسألني:
ـ في جروح في جسمك تاني ولا دول بس؟
كنت فاهمة سؤاله ده كويس، الطرحة كانت لسه على شعري، نزلتها من على شعري ومِلت براسي ناحيته أنا وبقوله:
ـ خدت 4 غُرز بسببه.
بصّ عليها كويس وبعدين سألني:
ـ معاكِ تقرير المستشفى؟
ـ آه، الخبطة كانت بسبب إنه زقني جامد وأتخبطت في سن الكومدينو.
ـ عايزة تضيفي حاجة تاني؟
ـ آه…أنا عايزة أضيف حاجة مش هيكون ليها لازمة في المحضر بتاعك، بس هي حصلت.
ـ قولي اللي عندك.
ـ عايزاك تُذكر في المحضر إنه أعتدى عليا جنسيًا بالعنف.

 

بصلي بآسف، وقال:
ـ أنا هذّكر اللي أنتِ عايزاه في المحضر، بس للأسف ميتهيأليش إنه هيفيد بحاجة.
كان يوم صعب ومتعب، متعب لأقصى حد! بعد ما عملت المحضر اتحولت للطب الشرعي عشان يثبت كلامي اللي قولته في المحضر، المحضر اللي لو كِمل هوصّل بيه يوسف للسجن!
*******************
ـ مالك يا نور؟
ـ خايفه يا دنيا.
قولتها أنا وبحُط أيدي على خدّي، جت قعدت جمبي وسألتني بستغراب:
ـ وخايفه ليه بقى؟
أتعدلت في قعدتي وخدت نفس وبعدين قولتلها:
ـ خايفة لَكون ظلمت يوسف يا دنيا، خايفه أكون كل اللي بعمله ده غلط وأنتقامي كبير عليه!
مرتدش عليا، ولكنها سكتت وبعدين ابتسمت وشاورت على الباب وقالت:
ـ طب روحي افتحي الباب.
استغربت من كلامها اللي ملوش علاقة باللي بقوله أصلًا! وقبل ما اسألها أفتح لمين سمعت صوت الباب بيخبط فعلًا!
وقفت بسرعة وقولتلها:

 

ـ أفتحي يا بنتي مالك باردة كده ليه!
ـ أفتحي أنتِ دول أهلك، لسه مكلمني وزعقوا معايا، حاولي تمالكي أعصابك عشان اللي هتسمعيه منهم.
مكنتش مُدركه اللي هي بتقوله، ولكني فوقت على صوت رزع على الباب! جريت بسرعة وفتحت الباب، وقبل ما أنطق بأي حرف كانت أيد بابا ماسكة شعري بكل قوتها وبتقول بكل غضب:
ـ عايزة تفضحينا يا نور؟! رايحه تعملي محضر لجوزك عشان تفضحينا!
ـ طبعًا وأحنا أخر من يعلم.
كان ده كلام ماما، وبكل عصبية كانت بتكمل كلامها وبتقول:
ـ بقى نعرف من جوزك وهو جاي يتخانق ويهددنا إنه هيعمل ويسوي لو متنزلتيش عن المحضر! ما أنتِ خلاص مبقاش ليكِ كبير.
مكنتش عارفه أرد منهم، كل اللي عرفت أعمله إني أستنجد براضي اخويا، وفعلًا أتدخل وخلى بابا يسبني من أيده، وفي نفس اللحظة اللي سابني فيها بعدت عنهم وجريت ناحية دنيا أنا وبصرخ فيهم وبقول:
ـ أفضحكم ليه؟؟ أنا عملت إيه عشان أفضحكم؟ ده… ده هو اللي ضرِبني! ضرِبني وأعتدى عليا كمان يا بابا! عشان عايزة أخد حقي بقيت بفضحكم؟
ـ تقومي تعمليله محضر والمحضر يتحول للنيابة وشوية وشوية ويبقى قضية وتسجني جوزك؟!

 

كانت دي كلمات ماما المنفعله، الحقيقة أني مكنش عندي رد، لساني عجز عن الرد لكن كل جزء في جسمي هو اللي كان عايز يرد، من أول قلبي اللي أتفتت ميت حته بسببه؛ لحد جسمي اللي نال جزء من قساوته! شِلت الأسكارف اللي كنت حطاها على دماغي وورتهم الغرز أنا وبقولهم:
ـ جوزي فتحلي دماغي وخدت فيها غُرز يا ماما.
رفعت هدومي من على دراعي وظهرتلهم الكدمات اللي ظهرت في أيدي ومش راضيه تختفي من أثر أيده العنيفة:
ـ شايفين أيدي عملت أزاي بسبب أسلوبه الهمجي معايا؟
ـ ما خناقة زي أي خناقة، هو كل من ضرب مراته هتروح تحبسه!
كانت دي جملة ماما السخيفة! مرتدش عليها، كل اللي عملته أني
رميت الأسكارف اللي كان في أيدي في الأرض ولقيت نفسي بقولهم أكتر شيء صادق في كل اللي حصل ده:
ـ كل الحاجات دي أنتوا شايفنها بعيونكم وعلى الرغم من كده معترضين أني عملتله محضر.
اتحركت ناحية ماما بخطوات بطيئة، وقولتلها:

 

ـ الحقيقة يا ماما أن مش ده بس اللي حصل، اللي حصل كان أعمق من ده بكتير.
ـ يعني إيه؟
بصيت لمصدر الصوت وكان بابا، بصيت ناحيته وبدأت اتحرك في أتجاهه أنا وبقول:
ـ يعني يوسف اتجوزني عشان ينسى حببته القديمة، يوسف أول يوم لينا في شقتنا مكنش قادر يقرب مِني! كنت عروسة بفستاني الأبيض وسامعة جوزي بيعيط في الأوضة التانية وبيكلم نفسه وبيقول مش قادر ألمس حد غيرك!
المرة دي راضي هو اللي أتكلم، مكنش مستوعب اللي بيتقول، عشان كده سألني وقال:
ـ يعني إيه الكلام ده؟ أومال أتجوزك ليه؟ ما كان راح أتجوزها!
ضحكت بسخرية، بصّيت على عيونهم اللي كانت منتظرة أجابة وفعلًا جاوبتهم:
ـ معرفش عشان هي كانت أتجوزت، يوسف كان بينام جمبي على السرير وباله مشغول مع وحده متجوزة، يوسف كان… كان بيخوني وهو معايا على نفس السرير، كان… كان بيكون في حضني وبيتخيلني هي!
هدوءي أتبخر، وبكل انهيار كنت بصرخ فيهم كلهم وبقول:
ـ هو مش ده بيسموه زنا برضه؟؟ هو مش ده نوع من انواع الزنا يا ابويا؟؟ المفروض أني أقبل على نفسي كده؟؟ لا وكمان لما يضربني ويهِني أسكت؟؟ ليه؟؟ ليه هو أنا جارية عشان أقبل بالذُل ده؟؟

 

خلصت كلامي ووقعت على الأرض، كنت انهارت كليًا، وهنا بس دنيا اتدخلت، جت حاوطتني بايديها بين نظراتهم المُشتته! كان واضح جدًا أنهم مش عارفين إيه اللي المفروض يعملوه دلوقت!
ولكن قطع تفكرهم ونظراتهم المشفقه عليا صوت دنيا وهي بتزعق فيهم وبتقول:
ـ هو أنتوا عايزين منها إيه؟ جاين تحسبوها على رد الفعل اللي عملته! بدل ما تروحوا تحاسبوا الحيـ ـوان التاني!
هنا اتدخل بابا وقال:
ـ بس ممكن الحاجات دي كلها تتحل، أحنا ممكن نجيبه و… و..
ـ وإيه يا بابا؟
سألته أنا دموعي بتسابق كلامي، وهو اتلخبط وقال:
ـ و يتآسف يا بنتي وترجعوا بدل البهدلة دي.
ضحكت…ضحكت بصوتي كله من بين دموعي، دنيا ساعدتني أني أقف على رجلي من تاني، مسحت دموعي وقولتلهم بكل سخرية العالم:
ـ هي كرامة وعزة نفس بنتك دلوقت بتساوي آسف؟ شكرًا يا بابا
على اقتراحك العظيم ده، بس أنا ملجأتلكوش من الأول عشان حد منكم يجي يتدخل في اللي بيحصل في أخر الحكاية.
ـ يعني إيه الكلام ده؟؟

 

ـ يعني بنتك كبرت وبقت مُدركه هي بتعمل إيه يا ماما، لما أحتاج نصيحة هبقى أجي وأخبط على بابكم.
كلامي عصبها أكتر، وبكل غضب كانت بتقول:
ـ ولما تطلقي يختي هتكوني مرتاحة؟ هتكوني وقفتي حياتك ونهتيها بأيدك يا بنت بطني.
ـ أكون مطلقة أحسن ما أكون بتخان كل يوم بطريقة مختلفة يا أمي!
اليوم خلص! وأنا خلِصت معاه، اليوم انتهى ودنيا وخداني في حضنها؛ وكأنها بتقولي كل حاجة هتكون كويسة رغم إنها بتتهد فوق دماغي! نمت ومفكرتش في حاجة تانية، نمت وسلمت دماغي للأحلام، للأحلام السعيدة وبس!
*******************
ـ عايز أقابل نور.
ـ ثواني.
كنت قاعدة على الكنبة ودنيا جاتلي وقالتلي أن يوسف على الباب وعايز يتكلم معايا، كان عدى 3 أيام من المحضر وفاضل يومين ويتحول للنيابة، رغم توتري من الموقف لكني عرفت أظهر عكس كده، دنيا استقبلته وسابتنا نقعد لوحدنا شوية، وفاجأة هو أتكلم بكل عصبية وقال:
ـ هو ليه بتعملي فيا كده؟ ليه عايزة تنتقمي مني بالشكل ده؟

 

ـ بس أنا معملتش حاجة! أنت السبب في كل شيء يا يوسف!
وقف بعصبية وقال بغضب:
ـ أنتِ كدابة، أنا متسببتش في نزيف راسك، أنا لما زقيتك مكنتش قوية أوي كده عشان تنزفي وتتخيطي يا نور.
وقفت قصاده بس بهدوء وقولت:
ـ يعني أنت معترض على الغرز بس؟ لكن باقي الكدمات اللي حصلت في جسمي كله معترف بيها عادي؟
ـ ما أنتِ السبب، أنتِ اللي استفزتيني وفوّرتي دمي.
ـ تقوم معتدي عليا جنسيًا وجسديًا يا محترم؟
أتلكّم وسكت لما أفتكر اللي عمله، قعد تاني وخد نفس بهدوء وقال:
ـ طب أنتِ عايزة إيه يا نور؟
كان هو قعد وأنا فضلت واقفه، بصّتله بسخرية وقولتله:
ـ أتطلّق.
ـ موافق.

 

قالها بسرعة… لدرجة أني حسيت ضلوع قلبي بتتكسر مع كل حرف نطقه! ابتسمت بسخرية أنا وبقول في نفسي أنا قد في نظره رخيصة! شِلت كل حاجة من دماغي وأفتكرت اللي كنت عايزة أقوله وبس:
ـ جميل، شوف أمتى هتيجي تطلق ويكون معاك المحامي.
ـ محامي! ليه؟
قعدت قصاده من تاني، ابتسمت بهدوء وقولت:
ـ عشان تتنزلي عن الشقة.
وقف بسرعة، وبكل عصبية كان بيقول:
ـ شقة! شقة إيه! دي… دي شقتي أنا.
وبنفس الهدوء قولتله:
ـ وتكون جايب معاك المؤخر بتاعي كله.
ـ كمان المؤخر! أنتِ شكلك أتجننتي!
قالها بكل عصبية، كان شبه التور الهايج! مهتمتش لعصبيته دي أبًدا، وقفت قصاده وبتحدي كنت بقوله:
ـ اللي هيتجنن فعلًا هو اللي هيشرف في السجن، تعرف هتقعد قد إيه يا يوسف؟

 

حطيت أيدي على راسي علامة على تقكيري الوهمي أنا وبتحرك قصاده بخطوات بطيئة للغاية، وبعدين قولتله:
ـ سنة؟ أو… أو 3 سنين! حسب المحكمة هتقول إيه يا بقى.
كان وصل لقمة غضبه، زقني بعنف على الكنبة وأتحرك ناحية الباب هو وبيقول:
ـ أنتِ بتحلمي يا نور، عايزة تقضيها محاكم؟ قضيها، ونشوف مين اللي هيكسب.
خلص كلامه هو وبيرزع الباب وراه بعنف، أول لما مِشي خدت نفسي بسرعة، دنيا جت جري وسألتني عن اللي حصل، وبكل خوف قولتلها:
ـ توقع طبعًا أن الغُرز مش منه.
وبكل بساطة كانت بتقول:
ـ هه، يثبت! أحنا معانا تقرير المسشتفى يا نور، مالك؟
ًـ بس ممكن يرفض وأنا هفضل متعلقه.
ـ تؤتؤ، هيوافق، هيوافق عشان القانون في صفك.
القانون في صفي؟ هي فعلًا أكتر وحدة تعرف إذا كان القانون في صفي ولا لاء، دنيا محاميه، وهي اللي خططت ليا لكل ده من الأول للأخر، كانت الخطة أن لازم يجي في وقت وهيفقد أعصابه لأنه عايزني، وهنا لازم استفزه عشان يغلط و…

 

ويضربني! وفعلًا ده اللي حصل، يوم الخناقة ضربني بشكل عنيف وأعتدى عليا جنسيًا! مكنتش اتوقع ابدًا أن يوسف يعمل كده فيا ولا حتى دنيا حطتلي أحتمال حدوث ده!
كل اللي كان في بالي أنه هيضربني ويسبني ويمشي، لكن… لكن إنه يكمل في اللي بيعمله! ده اللي مكنش متوقع أبدًا.. وزي ما يكون ربنا عايز ينصرني في اللي بدأته!
كنت بقاومه بكل قوتي عشان أتخلص منه، وغصب عنه زقني بعنف ناحية الكومدينو عشان أثبت وأبطّل مقاومه، وفعلًا وقتها بس سكنّت تمامًا ومقومتوش تاني، ولما فاق من الحالة اللي هو فيها دي كنت بحاول أقاومه بس بشكل ضعيف؛ وده كان من أجل أنه يتعصب ويسبني وينزل منغير ما يشوف إيه اللي حصلي بشكل ملحوظ، وفعلًا سابني ونزل، ووقتها بس اتصلت بدنيا وجاتلي فورًا، شافت اللي حصل ليا وقالتلي أن كل اللي عمله ده في مصلحتنا، بس الجرح اللي في راسي مش قوي، ولازم نستغل اللي حصل، ووقتها… ووقتها خبطتني في السرير أنا وبتكلم معاها عشان تخليني أنزف! فضلت طول الطريق تتأسفلي على اللي عملته لحد ما وصلنا المستشفى، كنت بنزف وعشان كده أحتاجت لخياطة فعلًا، خدت التقرير من المسشتفى وروحت على القسم، كانت طول الطريق بتحفظني هقول إيه للظابط، وعملت المحضر، المحضر اللي بتهِم فيه يوسف إنه أعتدى عليا جسديًا، وعشان القانون بيعاقب الزوج على الأعتداء الجسدي فقط؛ ففي خلال خمس تيام كمان المحضر هيتحول لقضية! قضية ممكن يوسف يتحبس بسببها لمدة سنة أو 3 سنين مثلًا!
*******************

 

ـ أتفضلي يا بنتي عقد الشقة، هتيحي تتنزلي عن المحضر، وبعدين نيجي نتمم الطلاق.
كل حاجة حصلت زي ما كنا مخططتين، الطلاق تم وخدت الشقة، الشقة اللي هعيش فيها عشان مكنش عاله على أهلى، أهلى اللي لسه لحد دلوقت معتقدين أن أنا الوحشة واللي غلطانه وأني مكنش ينفع أعمل محضر في جوزي عشان ضـ ـربني! أصل فيها إيه لما يضـ ـربني؟ ما هو جوزي! وبالنسبالهم أنا جبتلهم العار عشان أتطلقت! أزاي أكون وحدة متطلقة؟ طبعًا أني أكون زوجة متهانه وضعيفة أرحم من أني أتطلق في مجتمعنا ده! ولكن أنا خبطت في الثوابت الكونية، وخلافت كل شيء منطقي بالنسبة ليهم مش ليا، أنا بقيت حُرة، مبقتش على زمة رجل مش بيحبني، ولا رجل ممكن يهِني بأي شكل، أنا بقيت حُرة ووخده منه كل حقوقي اللي أستحقها، خدت حق السنين اللي عشتها معاه بدون طعم، خدت حق كسرة نفسي، خدت تمن كل شيء وحش عيشته معاه، وكأن الدنيا بتديني فرصة تانية وبتقولي أستغليها صح المرة دي!
ـ ها بقى هنشتغل إيه؟
ـ خايفة يا دنيا، أفرض فشلت والفلوس ضاعت؟
اتعدلت في قعدتها وبدات تتكلم بعصبية:
ـ بومة، والله بومة، ليه تضيع يا فقر ليه؟؟
كانت بتتكلم هي وبتزعق، خوفت منها ورجعت لورا أنا وبقولها:
ـ يعني أشتغل في إيه؟ منا معرفش حاجة!
ـ يبقى نفكر هنشتغل في إيه.

 

قالتها هي وبتاخد المك بتاعها، شربت منه شوية وبعدين لقتها سابته بسرعة وقالت:
ـ التفصيل يا نور، أزاي نسيت أنك بتعرفي تفصّلي حلو أوي؟
ـ تفصيل! تفصيل إيه؟
وقفت بسرعة وجريت على الأوضة بتاعتها، غابت لدقيقة ورجعت تاني وفي أيديها… في أيديها فستان قديم… قديم جدًا! فستان كنت فصلتهولها وأنا وفي تانية كلية!
ـ نسيتي الفستان ده؟!
اتحركت ناحيتها ومسكت من أيديها الفستان أنا وبسترجع ذكرياته وقولتلها:
ـ هو لسه عندك!
ـ ده أجمل هدية منك يا نور، أزاي هفرض فيها!
خدته منها وقعدت تاني على أقرب كرسي، سرحت شوية وقولتلها!
ـ بس.. بس هنبدأ أزاي؟
ـ الموضوع محتاج شوية بحث، شوية بحث وكل حاجة هتبقى زي الفل.
قالتها وهي سرحانة في نقطة فاضية في الهوا، وأنا كمان سرحت معاها ولقيت نفسي بقولها:
ـ لو جبنا موديلات من على النت، والقماش والمكن أمره سهل، وبدأنا صناعة، هيكون فاضل لينا أصعب حاجة وهو التسويق.
اتحمست للي أنا قولته، لفّت ناحيتي بسرعة وقالت بحماس:

 

ـ صح، كل اللي قولتيه بالنسبالك أسهل منه مفيش، وأنتِ أستاذه في المقاسات، هيكون فاضلنا التسويق، لو عملنا بيدچ نسوق عليها، ومعاها كام أعلان ممول، على دعاية بين الأقارب والصحاب، هننجح يا نور.
ـ تفتكري هننجح؟
ـ هننجح..
وفعلًا بدأنا، بدأنا في شيء كنت بحلم بوجوده من خمس سنين! من أيام أعدادي وأنا شغفي كله في الأزياء والتفصيل، ولما دخلت الكلية بدأت أبحث أكتر وأخد كورسات في التفصيل، لدرجة أن بعد ما خلصت الدورة التدريبية بتاعتي والكورس التعليمي نزلت شغل في مشغّل ملابس، فكرة أني في أول شهر شغل ليا في المكان استأذنت المديرة أني هستعمل المكن بتاعها عشان هعمل حاجة، وهي وافقت بس كان شرطها أني أعمل اللي أنا عايزاه أخر اليوم، وفعلًا أخر اليوم جبت القماش بتاعي اللي كنت قصاه في البيت، وبدأت أفصله بنفسي، أفصل أول فستان بأيدي! وكان وقتها أحسن فستان في عيني وفي عيون كل اللي شافوه! وبعد فترة سبت الشغل عشان كان في نظر أهلي تضيع وقت، و…. وتعدي الأيام والحلم يتجدد تاني! يتجدد وأكون على بُعد خطوة وحدة بس من تحقيقه!
*******************
ـ نور ألحقي يا نور ألحقي.
كنت في المشغل بتاعي ودنيا جاية تجري، وقفت الشغل كله وسألته بفزع:
ـ في إيه مالك؟

 

ـ في ميل جالنا النهاردة من معرض ملابس في وسط البلد، طالب مننا كمية كبيرة من الشغل بتاعنا يا نور، أحنا… أحنا نجحنا يا نور!
معرض ملابس! معرض طالب مني كمية من الملابس اللي أنا بصنعها! حلمي أتحقق! بعد ما كنت بوزع شغلي بالقطع ما بين صحابي ومعارفي دلوقت مطلوب مِني كمية! وللحظة حسيت أن ده تعويض ربنا! ربنا بيعوضني عن كل شيء حصلي في حياتي، بيعوضني عن كل لحظة وحشة عيشتها، ربنا بيمحني فرصة جديدة، فرصة جواها حلم جديد، حلم مصنوع من أجل نور!
” لا تخضع للقدر، إذا كان قدرك تلوّن بالأسود رغبًا عنك، عافر أنت لكي تمحي ذلك اللون البغيض وتجعله لون مُحبب لقلبك”
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية من قلب الواقع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى