روايات

رواية واحترق العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء الثالث والعشرون

رواية واحترق العشق البارت الثالث والعشرون

رواية واحترق العشق الحلقة الثالثة والعشرون

الشرارةالثالثة والعشرون«مجرد زائر»
#وإحترق_العشق
❈-❈-❈
بالمشفى
نظرت سميرة نحو عماد
قائله:
بشكرك يا عماد، تقدر تمشي بلاش تعطل نفسك، أنا هفضل مع ماما، كتر خيرك.
نظر لها بذهول للحظة ود صفعها ماذا تظن أنه بلا إحساس ولا إهتمام بها وما يُحزنها، لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:
أنا كمان هفضل معاكِ هنا لحد ما طنط تفوق وصحتها تتحسن.
كادت سميرة أن تعترض لكن صمتت حين سمعت صوت رنين هاتف عماد
غص قلبها وظنت أن هذا الإتصال بالتأكيد من تلك المُتسلقة تستعجل ذهابها لحفلها الخاص، لكن نظر عماد لهاتفه ثم وجهه نحوها قائلًا:
دي ماما، أكيد عاوزه تطمن على طنط، هطلع أكلمها من الجنينه وكمان هشرب سيجارة خمس دقايق وراجع تاني.
إعترضت سميرة قائله:
مالوش لازمه ترجع تاني…
قاطعها عماد وأمسك مِعصم يدها يضغط عليه بغضب قائلًا:
كلمه كمان يا سميرة هخليكِ إنتِ اللى تمشي من هنا وأنا اللى هفضل هنا لوحدي.
نظرت له بصمت للحظات ثم كادت تعترض لكن مازال رنين الهاتڤ كما أنها تآوهت بآلم من ضعطة يده على مِعصمها، شعر بذلك وترك يدها قائلًا:
عشر دقايق وراجع.
خرج عماد تنهدت سميرة وذهبت نحو والدتها نظرت لها تشعر بغصه قويه جلست جوارها على الفراش نظرت الى تلك الآنابيب الطبيه المغروسه بظهر كف يدها،شعرت كآنها مغروسه بقلبها.
بينما عماد خرج الى حديقة المشفى قام بإشعال سيجاره نفث دخانها بغضب سميرة أصبحت تُظهر أنها تستطيع الإستغناء عنه،لكن هو عكس ذلك،لو كان قادرًا لفعل ذلك منذ وقت طويل وربما ما كان عاد إليها مره أخري، عشق سميرة هى سقمه الذى لا شفاء منه،نفث دخان السيجارة مره اخرى كآنه يخرج من صميم قلبه، بنفس الوقت عاود رنين هاتفه مره أخرى، أخرجه من جيبه نظر إليه زفر نفسه حين علم هوية التي تتصل عليه لم يقوم بالرد حتى على تلك الرسالة التى تلت الاتصال، لم يفتح الرسالة، جلس على أحد مقاعد الحديقه الرُخاميه يزفر نفس خلف آخر كاد يضع الهاتف بجيبه لكن تصادمت يده مع تلك العلبة المخمليه، أخرجها وقام بفتحها نظر الى ما بداخلها، كان خاتمي زواج
أحدهما من الفضه والآخر ذهبي، هذان خاتمي خطوبتة هو وسميرة، كان سيُعطي لها خاتمها ويرتدي هو الخاتم الآخر، لكن سميرة ظنت أنها هديه لغيرها، توقف عن النظر لتلك العلبه للحظات وتحير عقله كيف علمت سميرة بشآن ذلك الحفل المدعو له، كذالك كيف رأت تلك العلبه، تذكر أنه قد خلع ذاك معطف وضعه فوق الآريكه ربما رأته صدفه، كذالك قد تكون سمعت حديثه على الهاتف مع چالا التى كانت تؤكد عليه الحضور… تنهد يشعر بضياع أصبح يشعر به، مع سميرة التى أصبحت تُهاجمه بأسلوب يجعله ضعيفً، كلما حاول وضع بداية يجد متاهه، أشعل سيجارة أخرى ينفثها، عاود رنين هاتفه للحظه تردد، لكن نظر الى الشاشه تنهد براحه حين علم أن من تتصل عليه هى والدته، إزدرد ريقه وشفق على تسرعها بالسؤال:
قولي الدكتور قال إيه على حالة عايدة.
أجابها:
بخير يا ماما،الدكتور قال غيبوبة سكر والصبح هتبقى بخير.
تنهدت براحه ثم عتاب قائله:
ربنا يشفيها عايدة طول عمرها صحتها ضعيفه، أنا بأعجوبه نيمت يمنى كل اللى على لسانها أروح لـ ناناه عايدة،إنت ليه مكنتش بترد عليا.
أجابها ببساطه:
گنت واقف مع الدكتور.
تنهدت حسنيه بإرتياح وقالت بتلميح مباشر:
الحمد لله إنك كنت هناك فى الشقه معاهم، قولى لو ده كان حصل وإنت مش هناك كانت سميرة هتتصرف إزاي ومعاها يمنى،كانت هتسيبها لمين.
فهم عماد تلميح حسنية، تنهد صامتًا للحظات،
يفرك جبينه بأنامله،شفقت حسنيه عليه تعلم مكنون قلب عماد الذي يعشق سميرة كذالك هي رغم أن لديها يقين أن حياتهما معًا مضطربه، تنهدت بصبر قائله:
تصبح علي خير يا عماد لما عايدة تفوق إبقى إتصل عليا، أطمن عليها مش هعرف أجي المستشفى عشان يمنى.
رد عماد ببساطه:
تمام ياماما أول ما تفوق هتصل بحضرتك،وإنتِ من أهل الخير.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو شُباك تلك الغرفه لاحظ حركة الستائر،لكن لم يرا سوا الستائر ألقى عُقب السيجاره أرضًا ودهسه بقدمه ثم توجه نحو تلك الغرفة…
بينما سميرة نهضت من جوار والدتها خوفًا أن يتلاعب بعقلها الظنون السيئه توجهت نحو ذاك الشباك بالغرفه أزاحت تلك الستارة نظرت نحو الحديقه،رأت جلوس عماد وكذالك كان يضع الهاتف على أذنه،بالتأكيد يتحدث مع والدته،شعرت بشوق لطفلتها لاول مره تبتعد بمكان بعيد عنها، كذالك آسى فى قلبها من رقدة والدتها بهذا الشكل، تركت الستارة وعادت نحو عايدة الراقدة نظرت لها تدمعت عينيها وهي تذهب للجلوس على آريكه بالغرفه… دقيقة ونظرت نحو باب الغرفة حين سمعت صوت فتح مقبض الباب، تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى رأى بعينيها ذاك الحزن غص قلبه، قائلًا:
يمنى غلبت ماما وفى الآخر نامت.
اومأت سميرة له وإضجعت بظهرها على الآريكه تتنهد بسقم نفسي، جلس عماد جوارها لوقت الى أن نهضت توجهت نحو فراش والدتها نظرت إليها، تنهد عماد قائلًا:
الدكتور قال مش هتفوق غير الصبح تعالي يا سميرة إقعدي بلاش تفضلي تبصي لها الفكر السيئ هيمسك راسك طول ما أنتِ رايحه جايه فى الأوضه.
إستمعت لحديثه وجلست على تلك الآريكه جواره، لكن إنحنت بنصف جسدها للأمام تضع رأسها بين يديها، غص قلب عماد، وجذبها من عضد إحد يديها، رفعت نظرها نحوه، تبسم لها قائلًا:
هتبقي كويسه يا سميرة.
أومأت رأسها تتطلع له بأمل، تبسم وهو يجذبها يضمها لحضنه، شعرت براحه قليلًا، ربما هذا ما كانت تحتاج إليه الآن حضن يضمها يُطمئن قلبها.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هانى بالبلدة
صحوت فداء شعرت كآن جسدها مُقيد نظرت الى هاني ثم الى يديه اللتان يضمها بهما لصدره تبسمت وهى تتذكر ليلة أمس حين دخل الى الغرفه نظرة عيناه كانت كفيله بخفق قلبها، هاني مثل السقيم يحتاج الى دواء العشق، لكن عادت تتذكر تلك الشمطاء التى تحاول دائمًا إثارة غيرتها بحركات بلا حياء مع هاني، لولا أنها تضبط نفسها لسفكت دمها، لكن هي لديها شعور أن هاني يشمئز من تلك الحركات الفجه، ليلة أمس شعرت كآنه طفل يحتاج إلى عطف، كان سهلًا أن ترفض إقترابه منها لكن لن تفعل ذلك، هو كان صاحب أول خفقة قلب، تنهدت وهى تُغمض عينيها لم تُلاحظ أن هاني قد فتح عينيه هو الآخر، وضمها يشعر بإحتياج لذاك الحضن الدافئ، شعرت بضمة يديه إزدادت، فتحت عينيها تنظر له، تبسمت بتلقائيه حين وجدته يفتح عينيه قائله:
صباح الخير.
قبل مقدمة أنفها قائلًا:
صباح النور عالبنور.
تبسمت له قائله:
واضح إنك صاحي رايق، وده يشجعني أطلب منك إنك تفُك إيديك عني عشان أقوم أحضر الفطور.
ضمها أكثر ظنًا أن هذا عكس رغبتها لكنها كانت تود ذلك العِناق، لكن إدعت التذمر، لم يهتم هاني كآنه نسي وجود هيلدا معهم بالمنزل، إستدار بهما بالفراش حاصرها بجسده بالكامل، نظرت له تلاقت عيونهم بحوار صامت فقط نظرات يستشف كلُ منهما منها مشاعر جديدة على هاني الذي لم يسبق أن شعر بجاذبيه لآي إمرأة،كان فقط يُفكر فى جني المال من أجل مستوي أفضل،لولا ضغط هيلدا عليه لكان الى الآن بلا إمرأة فى حياته،وليته كان ذلك حقًا،بالتأكيد هذا كان من حظه العثر، بينما فداء قلبها يخفق لأول رجل وقعت بغرامه وتمنته زوجًا رغم أنها عرفت لاحقًا أنه متزوج بأجنبيه، صُدف جمعت بينهم من البدايه دون ترتيب من القدر، حتى لقاؤه معها بمحل البقالة كان صدفه بدلت حياتها حين رأتهم بسنت وأخبرت جدتها عن فداء الوحيدة التى عصبت هاني المعروف ببرود مهمت كانت الأفعال، فداء حركت عصبيته… كان هنالك إتفاقًا بين أنصاف وفداء أن تحاول الضغط على نفسها وتتقبل برود ورفض هاني ليس لها بل لفكرة الزواج عمومًا، هى تحملت ذلك وأثبتت له أن هنالك برودًا أكثر منه، بلا وعي أو بشوق إخفض وجهه يُلثم وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمة تزداد توقًا ولمسات تزداد شوقًا ولهفه… وهي تتقبل ذلك برضا منها،
بعد وقت أزاح خُصلات شعرها المُجعد والمُشعث،نظر لوجهها يشعر بإحساس غريب لا يود أن ينهض من عليها،يود أن يلتصق بها،ليست أجمل النساء لكن بها سحرًا خاص بها فقط، سحرها طبيعيًا دون تزييف…
فاق من ذاك التوهان على صوت نقر علي شُرفة الغرفه، نظرا الإثنين نحوها، تبسمت وهو تقول:
ده صوت هديل الحمام وتلاقيه بينقر في خشب البلكونة.
تبسم ثم شعر بثُقل جسده، ربما لا تتذمر لكن هو شعر بذلك نهض عنها وتمدد على الفراش يشعر بهدوء يسمع صوت هديل ذاك الحمام الذى يُشبه حديث مُنمق بين شخصين متفاهمين، تنهد يشعر بصفاء ذهن،إشرآب برأسه ينظر نحو فداء التى جذبت مئزرها وضعته حول جسدها ونهضت من فوق الفراش قائله:
هروح أخد دوش وأنزل أحضر الفطور.
أومأ لها مُبتسمًا، من الأفضل لها الغياب عنه الآن والا جذبها مره أخري يعاود تجربة العشق معها يعود الى ذلك السحر….
بينما دخلت فداء الى المرحاض وقفت خلف الباب تشعر كآن دقات قلبها بسباق، وضعت يدها على شفاها تستشعر قبلات هاني لها قبل قليل تبسمت وهى تتذكر أول لقاء لها مع هاني
ربما أو بالتأكيد لا يتذكر هو ذلك اللقاء العابر
أجفلت عينيها وذكري أول لقاء بينهم [ بالعودة قبل خمس سنوات]
كانت بسنت بالصف الأول الإعدادي، كان هنالك تكريمًا لأوائل نهاية المرحلة الإبتدائيه، كانت بسنت من ضمنهم
كذالك كانت فداء تعمل مدرسه بعقد بنفس المدرسه،
كانت بسنت تقف بين زملائها تشعر بنقص، جميع الاوائل كان ذويهم يحضرون الحفل إفتخارًا بتفوق أبنائهم، لكن هى والدها متزوج بأخري قليلًا ما يتذكرها، إبتئس قلبها من ذلك، لكن تحول ذلك الإبتئاس الى فرحه غامرة حين رأت هانى يُصفق لها، تبسمت له وتوجهت نحوه سريعًا حضنته بمحبه، شجعها وزال شعور النقص عنها، عادت بسنت بين زملائها، بينما هاني ذهب نحو مكان جلوس الأباء، لكن لضيق المكان كاد يتصادم مع فداء التى كانت تمُر فى نفس الوقت بالفعل إحتكا معًا، لكن هاني لم ينظر لها أو ربما نظرة خطف وأكمل سير الى مكان جلوسه، لكن عين فداء نظرت نحوه دون أن ينتبه لذلك، رأت حنيته على بسنت التى كانت تعلم أن لا أحد معها، لكن من يكون هذا الوسيم بنظرها كذالك يبدوا حنونًا من تعامله مع بسنت كآنه والدها حقًا،مر وقت وتعارفت على بسنت وبدأت تتقرب منها كانت كثيرًا تتحدث عن خالها الذى يعاملها أفضل من والدها،كان يتسرب الى قلبها شعورًا خاص حين تسمع إسمه يخفق قلبها،الى أن رأته ذاك اليوم حين تسلمت بسنت شهادة تفوقها بالمرحله الإعداديه كان ذلك صدفه هى تركت التدريس لكن ذهبت الى تلك المدرسه من أجل إبن عمها الذى كان مشاغبًا وطلب منه إستدعاء ولى أمره ولخوفه منهما أخبر فداء بالأمر ذهبت معه حاولت إرضاء مدير الذى صفح عنه،صدفه خلف أخرى وصلت بينهم وها هي الآن زوجته،لكن غص قلبها وتذكرت أنها زوجه ثانيه جازفت،تخشي أن تنتهي سعادتها لو عاد هاني الى فرنسا وإستحوزت هيلدا عليه،وظلت هى هنا زوجه منسيه،
هيلدا تلك الحيه الرقطاء التى جائت الى هنا خلفه من أجل ان تظل امامه طوال الوقت وتشغل عقله عنها،كذالك حركاتها البذيئه التى تتعمدها أمامها،رغم شعورها بنفور هاني لتلك الحركات،كما أنه نهرها وحذرها من فعل ذلك هو لا يهوي تلك الاعيب النسائيه…هى تشعر بخوف أن تكون مجرد شرارة بحياة هاني وتنطفئ سريعًا… تعيش هى بجمر لهيب تلك الشرارة.
إضجع هاني على الفراش يتنهد بشعور كمال خاص، لكن سُرعان ما نهض حين تذكر أن بسنت أخبرته بالأمس عن أن والدها هاتفها يريدها أن تذهب للعيش معه بضع أيام، هى رفضت ذلك،يعلم سبب ذلك بالتأكيد يود بعض المال كعادته،بسبب وسوسة زوجته له كالمعتاد،تستخدم ضعف هاني وإنصاف ومحبتهم لـ بسنت من أجل نيل المال،يشعر بالمقت من زوج أخته الراحله لكن من أجل بسنت يُعطي له المال دون إهتمام،فقط يود راحة بسنت النفسيه وهو عاش من زوج والده حقًا لم يكن سندًا ولا ندًا،بلا أي قيمة…نهض وعاود إرتداء ثيابه،بنفس الوقت كانت خرجت فداء من الحمام،نظرت له قائله:
أنا حضرتلك الحمام هسرح شعري بسرعه وعلى ما تاخد دوش هكون حضرت الفطور.
تبسم لها موافقًا وتوجه نحو الحمام.
بعد قليل خرج هانى من غرفة النوم، لم ينتبه الى هيلدا التى رأته شعرت بحقد وغِل وكراهيه من ملامح وجهه الظاهر عليها الإنبساط تنفست بغضب ساحق لم ترا ذلك على ملامح هاني رغم سنوات زواجهم الطويله،فكر عقلها لابد أن تلك تسحرهُ بشبابها بالتأكيد تستطيع مجابهة جموحه كرجل،هكذا ظنت،إبتئس عقلها لابد لذلك من نهايه لابد أن تُسرع بالرحيل من هنا ومعها هاني قبل أن يستلذ تلد الفتاة المُشعثه والمشعوزة.
❈-❈-❈
بالمسفى
قبل قليل
بدأت عايدة تعود للوعي، فتحت عينيها بغشاوة نظرت نحو تلك الآريكه رأت إحتضان عماد لـ سميرة ورأسها الموضوع فوق صدره تبسمت تتمنى الا يكون ذلك غشاوة منها، أغمضت عينيها مره أخري وفتحتها، زالت الغشاوة ظهر بوضوح أمام عينيها، سعد قلبها، ماذا تريد أكثر من ذلك، تود عماد سند حقيقي
لـ سميرة، يُشعرها بالإطمئنان والأمان المفقودان بحياتها.
بنفس الوقت كانت سميرة تنظر الى عايدة، رأتها تفتح عينيها نهضت سريعًا نحوها وجلست جوارها على الفراش تمسك يدها قائله:
ماما أخيرًا فوقتي.
تبسمت عايدة بوهن، كذالك شعر عماد بخواء حين نهضت سميرة من حضنه، وشعر بغصه قويه حين رأي تقبيل سميرة ليد والدتها وقولها لها:
ماما، أنا ماليش غيرك فى الدنيا.
لثالث مره تقولها خلال ساعات، تبسمت عايدة وهى تضع يدها الأخرى فوق كتف سميرة قائله:
عماد جنبك أهو، وكمان يمنى ربنا يباركلك فيهم.
غص قلب سميرة وقبلت يد عايدة قائله:
ربنا يخليكِ لينا يارب.
تغاضى عماد عن ذلك وتبسم لـ عايدة مُتمنيًا لها الشفاء.
بعد وقت
عاين الطبيب عايدة تلهفت سميرة بالسؤال:
خير يا دكتور.
تبسم الطبيب قائلًا:
خير الحمد لله صحة الحجه بقت شبة كويسه ظبطنا الضغط والسكر، والمفروض تمشى على العلاج مضبوط، كمان تنتبه لأكلها.
مساءً
بعد إصرار عايدة على مغادرة المشفى بعد أن أصبحت بحاله أفضل، إمتثل الطبيب لذلك وأعطى لهم بعض النصائح والإرشادات الطبيه وعدت عايده أنها لن تتغاضى عنها، عادت الى الشقه بعد قليل، دخلت حسنيه بـ يمنى التى هرولت نحو غرفة عايدة دخلت لها مباشرةً توجهت الى الفراش وصعدت عليه تضم عايده التى إستقبلتها بمحبه، بينما عماد كان وافقًا ورأى ذلك، حذر يمنى قائلًا:
بلاش تتشاقي وتتعبى ناناه يا يمنى.
قبلت يمنى وجنة عايده وجلست جوارها هادئه تقول :
لاء مش إتشاقى انا بحب ناناه.
ضمتها عايدة قائله:
يمنى روح قلب ناناه.
تبسمت لهن حسنيه قائله:
خدونى جنبكم عالسرير أخد من الحب ده حبه.
تبسمت لها عايدة قائله:
بعيد الشر عنك، إنتِ فى القلب والله وليكِ معزه كبيرة من زمان.
تبسم لهن عماد وعقله يُقارن بين رد فعل يمنى الآن وحين كان هو مريض قبل أيام، يمنى وقتها خافت تقترب منه وإمتثلت لتحذير سميرة لها، والآن رغم مرض عايدة ذهبت جوارها حتى أنها غفت فى حضنها…
تركهن عماد وخرج من الغرفه، تقابل مع سميرة بالردهه نظرت له سميرة قائله:
إنت ماشي.
زفر نفسه بغضب قائلًا بضيق:
لاء يا سميرة مش ماشي، وبطلى كل ما تشوفي وشي تسأليني، أنا طالع البلكونه أشرب سيجارة.
إستغربت من رده بتلك العصبيه قائله:
تمام،ده مجرد سؤال ليه بتتعصب كده.
رمقها ثم تركها صامتًا وذهب نحو الشُرفه، نظرت له وتبسمت ثم ذهبت نحو غرفة والدتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
عبر الهاتف سمعت حسنيه الى أخيها الذى قال لها:
شعبان إمبارح وقع قدام القهوة وحاولوا يفوقوه مفاقش خدوه للمستشفى سمعت إن الدكتور قال جلطة فى القلب ولازمه عمليه بسرعه،وأهو فى واحد من أهل الخير ندب نفسه يجمع له من الاهالي حق العمليه،سبحان الله كان من يومين بالظبط مقابلني ونفخ نفسه قدامي،مفكر إنى هعبره ربنا كرمك يا أختى ورزق إبنك يعوص تعبك معاه.
أغمض حسنيه عينيها ومر امامها جبروت شعبان معها لكن للغرابه لم تشعر بأي إحساس لا مقت ولا شفقه كآنها يحدثها عن شخص لم يمُر بحياتها وإن هذا الحديث عن شخص لم تراه كان شفق قلبها، لكن كآنها بلا مشاعر، تنهدت قائله:
ربنا يشفيه، بص أنا هحول لك مبلغ واعطيه للشخص اللى قولت عليه، وقوله ده من عماد إبنه وهو أولى بعلاج أبوه، وأي مصاريف يحتاجها قولى وانا هحولها لك، عيب فى حق عماد يبقى ربنا رزقه وفى مرض أبوه يسيبه للاغراب تصرف عليه.
تبسم أخيها قائلًا:
صدق اللى قالوا”مفيش حاجه بتروح للتُربه”(القبر)
كله بيخلص على حياة عينه، زمان إتخلى عن عماد والنهارده أهو فلوس عماد يمكن هى اللى تنقذ حياته، حاضر يا أختى أنا هتواصل مع الراجل ده وهقوله اللى قولتلى عليه وربنا يزيدك إنتِ وإبنك من نعيم الله، ويباركله فى بنته ويرزقك الخلف الصالح.
تبسمت تؤمن على دُعائه.
أغلقت الهاتف وجلست على احد المقاعد تنهدت تومئ برأسها لم تستغرب افعال القدر، بالامس تجبر شعبان عليها هى وطفلها وهم بأشد الحاجه والآن حتى نفقة الدواء لم يجدها، تذكرت مكائد هانم لها، حتى آخر لقاء بينهم ودفعها لـ يمنى بغِل وحقد تعلم كانت تود أن تنهرها وتنتهزها وتفتعل الاقاويل التافهه أنها مازالت تحلم بعودتها لـ شعبان مثلما كانت تحتك بها بالماضى وتقوم بالتلقيح عليها وإظهار أنها الأقرب لقلبه، لكن هى تعلم قلب شعبان جيدًا ليس به مكان سوا لآنانيته وحب ذاته.
❈-❈-❈
بمكتب چالا
نهضت تبتسم بترحيب قائله:
رغم إنى مازالت زعلانه إنك محضرتش عيد ميلادي،حتى الورد والهديه الرقيقه كمان مشفعوش لك، بس مجيك هنا النهارده هعتبره تصالح.
تبسم بدبلوماسيه قائلًا:
تصالح!
كان حصل أيه كل ده عشان محضرتش خفلة عيد ميلادك،حصل لى ظرف طارئ.
تبسمت بدلال قائله:
كان سهل تتصل وتعتذر ليلتها بس إنت حتى بعت الورد والهديه بدون أى إعتذار.
رواغ بالرد:
اعتقد قبولى الشغل بينا أقوى من أى إعتذار.
شعرت بتضايق من ذكره للعمل هى تود حديث آخر لكن رسمت بسمه قائله:
تمام عارفه إن مواعيدك مهمه خلينا نبدأ فى تفاصيل الشغل بينا.
تبسم وهو يتوجه ناحية تلك الطاوله التى أشارت نحوها إنتظر الى أن جلست ثم جلس خلفها،بدئا بالحديث حول ذاك العمل لكن اثناء إندماجهم بالتفاصيل صدح رنين هاتفه،أعتذر وأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما خفق قلبه وسأمت ملامحه حين رأي هوية من تتصل عليها،قام بالرد فورًا،
إتنفض واقفًا بفزع حين سمع قولها:
يمنى إتصلوا عليا من الحضانه وبيقولوا وقعت،وبتصل على سميرة تليفونها باين فاصل.
تحدث سريعًا:
أنا رايح فورًا.
ردت عليه قائله:
أنا كمان نزلت أهو إن شاء الله خير.
أغلق عماد الهاتف ونظر لـ چالا قائلًا:
أنا لازم أمشي دلوقتي نتكلم فى ألتفاصيل بعدين.
لم ينتظر جوابها وغادر مُسرعًا تركها تشعر بغضب كلما خلقت فرصه كى تتقرب منه بالنهايه يحدث شئ يجعله يهرب من براثنها الناعمه.
❈-❈-❈
بمنزل هاني
الاعيب هيلدا لا تنتهي
تختلق الاعيب مع فداء، تُنغض على هاني تُشعره ان فداء هى من تتجني عليها وهو يعلم الحقيقه جيدًا لكن أصبح مثل فرع الشجره الذى بمهب رياح، يقتلع عقله من الاعيبها الماهرة وفداء التى لا تُعطي لها فرصه بل تُفسد الاعيبها.
دخلت هيلدا الى غرفتها وجذبت هاني معه تبكي بدموع التماسيح قائله:
أشعر ان فداء ستقتلني هاني هى تضع لى فى الطعام سم طويل المفعول، أنا ساعود الى موطني أنتظرك هناك حبيبي.
بداخله تهكم من التى تُسمم من، فداء سرشه حقًا لكن ليست مثلها قاتله وسبق أن سممته، تنهد بتوافق قائلًا:
تمام سافري فرنسا وانا لما فترة الاجازة تنهتي هحصلك هناك.
إقتربت منه بإغواء سافر، وضعت يديها على كتفيه قائله:
حبيبي لما لا تسافر معي أخاف عليك من تلك المُشعثه، إنها مثل الوباء.
اخفض يديها من حول عنقه ونظر لها قائلًا:
لاء انا لسه ميعاد أحازتي منتهاش كمان جواز سفري محتاج يتجدد.
-حبيبي أخشى عليك من تلك الفتاة السيئه القميئه.
تهكم بداخله، لكن قال ببرود:
خلاص زي ما قولت أنا مش هقطع اجازتى وإنتى عاوزه تسافري، تمام هتصل عالمطار أحجزلك فى طيارة بكره، ودلوقتي عندي ميعاد مهم ولازم ألحقه مع والد بسنت، نبقى نكمل كلامنا لما ارجع.
غادر هانى، بينما دبت هيلدا الأرض بقدميها غيظًا من ذلك ودت لو إقتلعت قلب فداء وقالت:
ساحره مشعوزه.
لسوء حظ هيلدا ان بالصدفه كانت فداء تمُر من جوار الغرفه وتسمعت دون قصد منها، زفرت نفسها قائله:
انا مشعثه با خِلة السنان، ياللى شفايفك شبه منقار أبو قردان، ماشى لازم قبل ما تغوري من هنا أسيبلك التاتش بتاعي يا حيزيون.
بعد وقت
راقبت فداء هيلدا وهى تضب ملابسها بالحقيبه الخاصه بها الى أن إنتهت وأغلقت الحقيله، ثم خرجت الى حديقة المنزل، تعلم أنها ستحتسي مشروب الشعير الغير كحولى، تعويضًا عن المُسكرات التى كانت تتناولها بـ فرنسا…
راقبتها الى أن جلست بالحديقه وتسحبت دلفت الى غرفتها وقامت بفتح حقيبة الملابس، ثم نظرت الى ذاك الصندوق الصغير الذى كان معها فتحته ونظرت الى ما بداخله ببسمة طفر فهو مملوء بـ “مفرقعات صواريخ العيد” قامت بوضعه أسفل الحقيبه وعاودت ترتيب الملابس مره أخري، نظرت الى تلك الملابس الخليعه قائله:
حيزبون متصابيه، انا ياللى من خلفك وعروسه جديده اتكسف ألبس الهدوم اللى مش هدوم أصلًا، يلا رغم إنه خساره علبة الصواريخ بابا كان أولى بتمنها بس لازم أأدبك واحرمك تنزلى مصر تاني.
❈-❈-❈
بالروضه الخاصه بـ يمنى، كان هنالك تفخيمًا بما حدث، فلقد سقطت يمنى من على إحد الالعاب وخُدشت إحد ساقيها وهى كطفله ارادت الدلال وظلت تبكي مما جعل المسؤولين أن يتصلوا بذويها كى لا يزيد الامر وتظل تبكي… حضنها عماد بلهفه، صمتت عن البكاء وسردت له:
بابي أنا كنت بلعب وجه الولد زقني وأتزحلقت رجلي بتوجعنى يا بابي.
أخفي عماد بسمته كذالك عايده التى وصلت للتو وسمعت شكوى يمنى، إعتذرت مديرة الروضه منهم وتعرفت على عماد كوالد يمنى،
بعد قليل بشقة سميرة
دلفت متلهفه تقول:
يمنى جرالها إيه يا ماما.
نظر عماد لها بغضب قائلًا:
يمنى بخير، بس المدام طبعًا مشغوله فى شغلها وناسيه بنتها وكمان قافله موبايلها.
نظرت سميرة نحو والدتها قائله:
أنا مكنتش قافله موبايلي، و…
قاطعها عماد بغضب:
و إيه يا مدام طبعًا حتى لو مش مقفول صامت طبعًا شغلك أهم و….
قاطعته عايدة:
وإنت فين يا عماد ليه بتلوم على سميرة إنت كمان تعرف إيه عن بنتك لو مكنتش إتصلت عليك مكنتش هتعرف غير بالصدفه… إنت هنا مجرد زائر.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى