روايات

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل التاسع 9 بقلم سارة أسامة نيل

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل التاسع 9 بقلم سارة أسامة نيل

رواية تربصت بي أعين قاتلة الجزء التاسع

رواية تربصت بي أعين قاتلة البارت التاسع

رواية تربصت بي أعين قاتلة
رواية تربصت بي أعين قاتلة

رواية تربصت بي أعين قاتلة الحلقة التاسعة

[تربصت بي أعين قاتلة]
<الفصل التاسع> -٩-
رفع رأسه بثبات ليجد ما كان يتوقعه..
والد غفران يفو’ر غضبًا..
نعم يعلم السبب!
لعجزه عن قـ’تله حتى الآن.
– خير يا معلم، في حاجة.؟!
قال محروس بأعين تقـد’ح شرًا محاولًا كظم غضبه:-
– حضرتك أيوا قاعد في الفندق، بس مينفعش تبقى داخل طالع كدا، وتتأخر لنص الليل كدا والفندق في حريم يا أستاذ..
تنهد تميم بسخط من قذا’رة هذا الرجل وشره، وهتف:-
– كان عندي حاجة مهمة جدًا يا معلم، ومضطر على التأخير لأن أنا جاي في مهمة وبدور على حاجة مهمة..
قال محروس بمضض:-
– ياريت ميبقاش في تأخير تاني..
– إن شاء الله، تصيح على خير..
وصعد تميم لأعلى دون أن ينتظر رده..
******************
بدأ مفعول هذا السـ..م يسري بعروقها، حاولت بشتى الطرق أن تظلّ ثابته لا تتأثر لكن لا مفرّ..
لا تريد أن يصدر عنها ذنب جديد يُضاف لقائمة آثامها..
بعد قليل ستتحول غفران، سيبث هذا السُـ..م مشاعر غاضبة داخل عروقها لكن هل سيكون أقوى من حبها لتميم.!!
تميم لم يتخلل لقلبها فقط، بل تخلل لثنايا روحها..
وحب الروح لا يضاهيه شيء..
أخذت تلك الجرعة ورضخت لهم كي تحميه وتحافظ على حياته، هو يستطيع السيطرة عليها، لكن هي لا تأمن مكرهم..
أغمضت أعينها وألم فظيع يلف رأسها دون يأس حتى توهجت أعينها بالشرارة المطلوبة..
خرجت من الغرفة تحاول استنشاق الهواء لكن وجدت أقدامها تقودها دون إرادتها حيث غرفة تميم..
كلمات تتردد داخل أذنها دون توقف..
كلمات والدها المسـ..مومة لأجل قـ..تل تميم..
– إنتِ لازم تخلصي عليه الليلة مفهوم..
لو ما اتخلصتيش منه أنا هتصرف بطريقتي..
بس احذري يا غفران هتكون العواقب وخيمة صدقيني..
لازم نكمل الطريق إللي بدأناه يا غفران مفيش مجال للتراجع..
أنا عارف إنك تقدري تعمليها، إنتِ بنتي وتربيتي..
جسدها بدأ في الإرتعاش وزاغت أعينها لا تعلم كيف تتصرف، فقد أصبح هناك حاجز يجأر بداخلها..
لا تريد أن تكون سيئة، لا تريد أن تفعل أشياء تغضب الرحمن كما يقول تميم..
وقفت أمام الغرفة قليلًا ثم ولجت للداخل بحسم..
سارت برأس منخفضة حتى جلست على الفراش وسط الضوء الخافت، كانت أعينها تتأمل ركوعه وسجوده بلا ملل حتى انتهى..
استقام تميم بإبتسامة محبة ثم جلس بجانبها بينما هي مخفضة الرأس..
سحب يدها بين يديه، وقبل باطن كفها بحنان ثم همس بحب:-
– مخبيه عيونك عني ليه يا غفران…
التزمت الصمت.. فوضع اصبعه تحت ذقنها يرفع عينيها داخل عينيه فيتأملها بحرية وحنان..
– العيون دي بقت حلالي، ملكيش الحق تخبيها عني تاني يا حبّة القلب.
– بس العيون دي دلوقتي قـ..اتلة وجايه علشان تخلص عليك، العيون دي شريرة دلوقتي يا تميم..
– عندك حق فعلًا..
رفعت رأسها بحزن ليُكمل بحنو:-
– تلك العيون نفذت لأعمق وادٍ بقلبي، وامتلكته فـقـ..تلت كل نساء الأرض بقلبي وكُتبت الحياة الأبدية لِغفران بداخله.
– كلامك جميل أوي يا تميم، بتقولي كلام أول مرة أعرفه، أنا معرفش الحياة فيها أيه؛ علشان كدا الحياة في نظري هي تميم..
كوب وجهها بين يديه وهمس لها بحنان:-
– هنقذك من كل ده يا غفران، وهنبدأ سوا من أول وجديد، هنعيش سوا كل حاجة وكل إللي مش عشتيه..
مش هسيبك أبدًا… علشان أنا إللي محتاجلك..
ابتسمت من بين دموعها، لا تعلم أتبكي أم تضحك بعد أن تلاعبوا بمشاعرها، وبدلًا من أن تلقي بجسدها داخل أحضانه سحبت سـ..كين حا’دة..
ورفعت يدها لأعلى بقوة قاصدة موضع قلبه وهي تنظر له بــــــحُـــــب..!
******************
سحبت صندوق نحاسي عتيق ثم جلست على فراشها وهي تُبعد غطاءه بقلب مُحملّ بالأحزان..
أخرجت محتوياته وهي تتحسس صورة قديمة بألم وكمد..
سلسال يتوسطه ورقة شجر .. وورقة صفراء قديمة كُتبت بها أخر كلماتها، ودفتر مذكرات..
– غُلبت تدوير يا عفيفة ومش لقياها، مش عارفة أعمل أيه، ومش في إيدي ألا أدعيلها وبس..
سامحيني يا عفيفية.. حقك عليا يا حبيبتي..
وعادت إلى ربوع تلك الذكرى التي لا تبرح عنها..
– خلاص اتجوزتي يا سوسن ونسيتي عفيفية صاحبة عمرك، لا بجد أنا زعلانه..
– يا بت راعي إن في فرق سنتين بيني وبينك، وبعدين أيه الهبل ده، أنسى مين؟
هو إنتِ بالنسبة ليا صحبتي بس يا عفيفية..!
إنتِ أختي وصاحبتي وبنتي..
بس اليومين دول الحمل تاعبني شوية وأكتر الوقت نايمة..
– إنتِ لولاك في الدنيا دي أصلًا يا سوسو..
اسكتي الواحد متحمس أووي للبيبي ده، قوليلي بقاا قوليلي نويتي تسميه أيه إنتِ وحسين..
قالت سوسن بفرحة:-
– زي ما كان نفسي واتفقنا أنا وإنتِ لو ولد هسميه تميم.
– طب يلا شدي حيلك كدا علشان مستعجلة وعايزه أشوف جوز بنتي المستقبلي إن شاء الله..
ضحكت سوسن وهي تتحسس معدتها:-
– سامع كلام حماتك يا تيمو، إحنا اتفقنا خلاص ومش هتتجوز غير السنيوريتا غفران إللي هتستناها لغاية ما تيجي في المستقبل..
علا صوت الضحك لتتغير ملامح عفيفية بحزن، تسائلت سوسن بترقب:-
– مالك يا عفيفية، حساكِ مخبيه حاجة عليا..
فركت كفيها بقلق وأعين ممتلئة بالدمع:-
– عمي يا سوسن، أنا خايفة منه أوي..
فوق إن مليش حد في الدنيا دي ومحرومة من كل النزه، والعذ’اب إللي بشوفه على إيده وإيد مراته وعياله وذنبي إنه مستحملني علشان أهلي ماتوا..
عايز كمان يحرمني من إن أتجوز حد أختاره..
تصدقي عايز يجوزني لتاجر يا سوسن أكبر مني اتنين وعشرين سنة يعني أكبر من عمري..
ويقولي لتتجوزيه ل الشارع..
تربد وجه سوسن بالغضب وهد’رت بقوة:-
– مش هيحصل يا عفيفية، ويبقى الشارع أكرملك..
إياكِ يا عفيفية..
أنا قولتلك سيبي البيت وملكيش دعوة.
– والناس هيقولوا عليا أيه يا سوسن..
عمي ومراته مش هيسكتوا، ومش هيقولوا إحنا طردناها علشان ميغلطوش نفسهم..
هيرموني بالباطل وهيألفوا عليا كلام وحش..
واسيب البيت وأروح فين..؟
مينفعش طبعاً أجي عندك يا سوسن، الكلام ده ميصحش من قبل ما تقولي..
– يعني أيه يا عفيفية، تستسلمي يعني!!
يعني علشان خاطر كلام الناس إللي كدا كدا مش بيخلص ترمي نفسك في النا’ر.
ابتسمت عفيفة تطمئنها وقالت:-
– متقلقيش يا سوسن ربنا كبير ومش هيسبني..
أنا هكلم الشيخ رفعت بتاع المسجد وأهو بيأثر على عمي شوية.. وهو إللي كل مرة بيحوش عني المواضيع دي، وربنا يستر إن شاء الله..
حركت سوسن أقدامها بعصبية وغير رضى لتقترب منها عفيفية بحب وتحتضنها..
– متخافيش عليا يا سوني، صدقيني ربنا مش هيضيعني..
بادلتها سوسن العناق بقوة ولم تكن تدرك أنه أخر عِناق بل إنها المرة الأخيرة التي سترى بها صديقتها عفيفة..
********************
القيود تشتد حول قدمها تؤلمها لكن لا مفرّ..
ارتمت على الأرض القا’سية الباردة لكنها تظلّ لينة عن قلوب بعض البشر.!
هل ستشرق شمس حريتها يومًا ما!.
لم يعد لديها الحق في الحُلم والتمني..
يتوجب عليها فقط الرضوخ والرضا…
لكنها تعلمت ذات مرة قيمة مازالت تتشبث بها رغم انقضاء العمر..
أن
لا تيأسوا من روح الله..
هذا وعد الله..
لن يُخلفه أبدًا..
فقط..
قليلٌ من الصبر على المزيد الفائت…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تربصت بي أعين قاتلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى