روايات

رواية عصيان الورثة الفصل السابع عشر 17 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الفصل السابع عشر 17 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الجزء السابع عشر

رواية عصيان الورثة البارت السابع عشر

رواية عصيان الورثة الحلقة السابعة عشر

الحلقة السابعة عشر«حقائق» 🥀
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🥀
كل من ليها نبي تصلي عليه🥀
______🥀
«راچلي حبيب جلب ورد»
عبرت بشفتاها عن عشقها المخزون له”بعين كادت تترك وجهها وهي تحدق النظر بهيام”وهي تراه ينظر لها بعين مبتسمه بعطف “كان لقائهم علي صوت القرأن فتلك الحظة التي ينظران إلي بعضهما كان يردد القارئ قول الله تعالي «وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾
كان القرأن أول شئ يعبر علي أذانهم عندما تقابلت عيناهم” اما حسان فعندما وجدها تنظر له بنظرة الأعجاب الباكي معا البسمة لم يدرك مايحدث لكنه علم أنه سيوقع ذاته في ازمه أذا رئه أحدا “ثم”أخفض نظره للأسفل محاولا تجاهل مايحدث فقد ظن أنها تحاول مغازلته”بينما ورد فكان قلبها يخفق بمشاعر ممزوجه بين الحزن والسعادة بعين تبكي فرحا وحزنا”فيوم لقاء معشوقها ذات يوم وفاة والدتها”كانت في حالة من التشتت لم تكن تدرك ماذا عليها أن تفعل “لكنها قررت عدم أضاعة تلك الفرصة وتحركت سريعا للداخل تحبث بلهفه عن رسمته له داخل الأدراج فقد رسمتهم سويا فذات الصورة التي خبئتها منذ عام داخل خزانة ملابسها” وفور أن وجدتها أمسكتها بأحكام وأمسكت بقلم وكتبت بعض العبارات وفور الأنتهاء طبقتها برفق ثم تقدمت مجددا إلي الشرفة ونظرة له وجدته يتفحص هاتفه”… كانت تنظر بقلق في الأرجاء خوفا من أن يراها زيدان”وعندما وجدت الوقت المناسب تنهدت بعزم قائلة بلكنه مسموعه”
«حســــــــــــــــــــــان»
صدا صوتها عبرا أذنيه مما جعله يرفع عيناه وينظر إليها بغرابة لأنها تعرفه “ووجدها ترمي إليه الورقه ثم دخلت وأغلقت الشرفة” شعرا بالأستغراب مما حدث ونظرا إلي الورقة التي علي خطه بسيطة من قدماه”.. مما جعله يذهب ويميل بجزعه العلوي وأمسك بالورقه وكان علي وشك فتحها لكنه وجدا والدته تأتي معا نادية مما جعله يطبق الورقة ويضعها داخل جيب بنطاله”وركب السيارة وغادر برفقة عائلته”..
اما هي فعادت إلي فراشها بعدما نظرت من خلف الشرفة ورئته يأخذ الورقه”كانت تبكي وهي تبتسم بعدم تصديق أنها قد رئته في الحقيقة”
فرغم حزنها علي فراق والدتها إلا أنها شعرت أن الله قد جعلها تراه لكي يخفف عنها ألم قلبها المرهف”
______
وبعد مرور بعض الساعات وداخل مكتب رأفت المحامي كانت تجلس نجاة وتضع قدم فوق الأخره بجلبابها الأسود وحجابها الأسود بوجه منغلق بشراسه وفم يبوح بلهجه بارده___
زي مابقولك كده هرفع قضية حجر علي أبويا”
أنا جيالك عشان عارفه أن كل أسراره معاك.. “.. ومش بيعمل حاجة غير لما بيسالك فيها”.عشان كده جيالك عشان تعقله وتفهمه أننا مش هنسمحلة يضيع فلوسنا ويديها لواحده من الشارع بتدعي أنها بنت أخويا معا أن كلنا عارفين أن سالم ملوش في الخلفه”.!!
أنزل رأفت ذات الستون عاما النظارة عن عيناه ووضعها فوق مكتبه وسندا بيديه علي المكتب وأبتسمه بغرابة__
إيه اللي بتقولية ده يابنتي”.. بقي يا نجاة عايزة ترفعي قضية علي أبوكي”!. ده رضوان بيه عقله يوزن بلد”
لفت رقبتها له بجمود قائلة__
ده كان زمان قبل مالسن يأثر علية”وبعدين أنت عمال تقولي يانجاة ويابنتي “ونسيت أني بنت اللي مشغلك والمقامات لزم تتحفظ والا ايه”
أحرجته بكلماتها السامه”اما هو فحرك رأسه ببسمة أحراج قائلا بذات لكنتها__
مقامات ايه بس يانجاة”اذا كنتي أنتي نسيتي أن اللي عايزة تحجري عليه يبقي أبوكي اللي رباكي وكبرك”ونسيته أفضاله عليكي..” بقي عايزاني أنا أفتكر أنك تبقي بنته طب تيجي أزي يا نجاة”
لم تهتم بما يقول ونهضت واقفه بكل شموخ متعجرف قائلة__
بقولك أنا مش، جايه عشان أسمع كلام ملهوش تلاتين لزمة”.. ياريت تبلغ رضوان بئه أني هرفع القضية “لو مغيرش الوصية وقدامه من هنا ليوم الجمعة الجاية”.اللي زي النهارده يعني قدامكم أسبوع لو مرجعش فيه نفسه ميلومنيش”
رمت كلماتها القاسية وغادر المكتب تاركة رأفت يحرك رأسه بعبس بقول__
ياخسارة تربيتك في بنتك يارضوان”
____
وبالجانب الأخر داخل البيت كان قد عاد رضوان واصبح ممدد جسده علي التخت وبجانبه تجلس وصيفة وأمامهما تجلس حياة علي المقعد وهي تراهما يتعمقان بالنظر إليها بعطف مما جعلها تفصح عما بداخلها قائلة بجدية __
نظراتكم ليا غريبة”.. نفسي أفهم ايه اللي في نفوسكم “_مبقتش فاهمة انتو بتكرهني والا بتحبوني”
تنهد الجد ببمسة أمل قائلا__
وهو في حد برضه يكره اللي من لحمة “ده علي رأي المثل أعز من الوالد والد الوالد يابنت سالم”
خرج الأعتراف عبر شفتيه ليصب فوق قلبها المتألم لليالي بسبب ذلك النكران الذي لاطالما عاشت داخله”جملتها اعادة لها نسبها وبقوه لأنهم لم تطلب منهم حتي الأعتراف بهي فالأعتراف جاء من صميم قلوبهم ويقين عقولهم”..شعرت بمياة ساخنه تشعل بياض عيناها كأنها تحرق وجدنها الملتهب بذكريات الفقر والحزن قائلة بصوت مجروح ووجه صالب قوي__
بنت سالم”.. دلوقتي أمنته اني بنت أبنكم”كنتوا فين وأمي بتشتغل وبتشقي عشان تربيني. كانت فين حنيتكم وخوفكم عليا وأنتو بتقوله لأمي ترميني في ملجئ وتروح تعيش حياتها”.. كنتوا عايزنها ترميني زي مارمتوني “.. بس سعاد طلعت اجدع منكم وأجدع من أبويا ومفردتش فيا لاء ديه حربت وأتحملت وقاست عشاني”. ودلوقتي بعد كل السنين ديه وبكل هدؤ اخيرا أعترفته اني بنتكم” يااااه”الظلم وحش أوي والأمل اوحش ومؤالم أكتر”.. عارفين أنا ساعات كتير بتمني أني مبقاش منكم والا اكون بنت أبنكم لاني اللي أتحكالي عنكم خلاني أشوف ظلمكم وجحدان قلوبكم من قبل ماشوفكم”.. ولما شوفتكم وعشت بنكم تهت ومبقتش فاهمة مين الطيب من الخبيث من الصافي من الئيم مين اللي بيحب ومين بيكره مين الذاهد ومين بيطمع”. عائلة العزيزي عمري ماشوفت زيها والا زي ناسها أبدأ يارتني مكنتش منكم”
أستقامت بعد أفرغت ما بداخلها من قهرا وظلم “اما وصيفة فصارت ووقفت امامها تشعر بالحزن عليها قائلة بعين باكية__
ليكي حق تكرهينا وتكرهي حتي ذكر اسمنا قدامك”.. بس احنا كنا معمين مكناش كشفنين الناس اللي حولينا” كانت كل حاجة حولينا بتقول أنك مش مننا عشان كده مكنش قدامنا كلام نقوله غير اللي قولنا”صدقيني يابنتي لو كنا نعرف إنك بنت ابننا ومن صلبنا عمرنا مكنا فردنا فيكي ابدا ”
تنهدت ببسمة عابسه بقول__
ياااه”للدرجادي كنتوا هتبقوا حنينين”ماشي بس ايه اللي غيركم فجأة كدة”ليه صدقته إني بنت أبنكم من غير ماقولكم علي هويتي والا حتي اديكم دليل واحد يأكد أني منكم”
زاغت عين الجدة إلي رضوان الذي تنهد باستسلام وقرر أخراج بعض الأسرار قائلا بصوت مرهق بلوم__-
أبوكي هو اللي قالنا انك بنته ياحياة”.
مرت قشعريره برأسها جعلتها تشعر أن خصلات شعرها قد أستقامت “ونظرت للجدة بعين تسأل بلهفه دون صوت محاولة معرفة الحقيقة الذي بدأ الجد بقولها__
أيوه سالم هو اللي بلغنا بكدة قبل مايموت بساعة” يوم ماعمل الحادثة ورحنا كلنا علي المستشفى “كانت حالته مش أحسن حاجة بس كان عايش” وطلب أننا ندخله وصمم علي كدة”. وفعلا دخلت أنا ووصيفة عندة
«فلاش باك»
دلفت وصيفة ورضوان إلي حجرة ابنهم المريض بالمشفي وفور دخولهم وجدوه نائما وقدمه مكسورة وايضا ساقه”وكان يوجد بعض الخدوش بوجهه”وكسر بضلعه الايمن”وأختناق بالتنفس”مما جعلا الطبيب يعلق له الأكسجين”الأهم انهم عندما تقدمه ووقفه امامه وازال كمامة الأكسجين من فوق فمه”وحاول الحديث قائلا بصوت بالكاد مسموع من شدة المه__
بنتي يابي امانه في رقبتك”لزم تلقيها”
قوص الاب حاجبها بذهوال قائلا__
بنتك “.!!. بنتك مين أنت بتخطرف ياسالم”
حاول مقاومة الألم والتحدث __
لاء يابي مش بخرف”حياة بنت سعاد تبقي بنتي”. البت اللي جاتلكم بيها معا سعاد تبقي فعلاً بنتي ومن دمي وصلبي”صدقني يابي أنا مش بخرف”.
جففت وصيفة دموعها وهي تحاول أستيعاب مايقول”قائلة بغرابة__
مين اللي قالك اتاكدت أزي أنها بنتك “.. أنت ناسي يابني أنك مش بتخلف ياحبيبي”
حرك رأسه بحزن فوق وسادته وعيناه تفرز قطرات الوم بروح تتمزق من الفراق__
بخلف يامي”ابنك بيخلف.. “حياة تبقي من صلبي قالت هالي مسعدة زمان ويارتني كنت صدقتها” كنت غبي واتخدعت بكدبها تاني وقدرت تلجمني”بس من شهر القدر خلاني أدور وراها وعرفت لعبتها وأتأكدت أن حياة تبقي بنتي”.. بس ياخسارة يوم ماعرفت مكانها عملت الحادثة دية ورجولي أتكسرت كأن ربنا بيعاقبني وبيقولي بعد ماأتاكدت أنها بنتك مش هخليك توصلها”زي ماحرمت حياة من نسبها وحقها ربنا حرمني من شوفتها”حياة كبرت وبقت دكتورة جراحة “سعاد ربت بنتنا وكبرتها وخلتها زينة البنات كلهم” بقت الدكتورة حياة سالم رضوان العزيزي”ياخسارة مقدرتش أقوم بواجبي نحيتها”كأن الزمن بيعاقبني علي حاجة كانت غصبن عني”.. بنتي مخدتش مني غير لون عنيا بس أكيد خدت من سعاد الصبر والطيبة والجدعنه”بنتي لزم ترجع لبيت أبوها مهما كأن التمن “..
علم رضوان أن هناك سر بهذا الأمر مما جعله يميل بجزعة العلوي إلي سالم قائلا بعين متجحظة بشراراة الغضب بصوت هادئ كسكون الليل__
مين السبب في حرقة قلبك ديه يابني”.. قولي مين اللي توهك ووهمك وحرمك من بنتك وعيشك طول عمرك محرم من كلمة أب” مين اللي عيشك مكسور النفس “_قولي هو مين وأنا هندمة علي الحظة اللي شافك فيها”
نظرا سالم إلي أبيه بعين دامعه بالظلم وفتح فمه ليبوح بأسم الجاني “لكنهم وجدو باب الحجرة يفتح ودخلا الطبيب الذي فور أن رئهم تقدم بلهفه ووضع كمامة التنفس علي فم سالم قائلا بصرامة__
بقي ده تصرف ياحج رضوان مخليانه شايل جهاز الأكسجين” هو أنتو مش عرفين أنه دلوقتي عنده مشكلة في التنفس “وكان ممكن يتخنق ويموت لو الجهاز فضل متشال عنه بالطريقة دية”.
خبطة وصيفة علي صدرها بيدها بفزع قائلة__
والله محد قالي والا كنا نعرف”
الطبيب بجدية __
طب اديكم عرفته ممكن بقي تتفضلة تروحه وبلاش الازدحام اللي قدام الباب ده”. ياجماعة سالم بخير وباذن الله بمجرد ماحالته ماتتحسن هيقدر يرجع معاكم البيت فاملوش لزمة الهيصة والناس اللي برة دية كلها”مش عشان المستشفى بس لاء ده عشان نفسية وراحة المريض ”
تنهد رضوان برسمية__
ماشي يادكتور ماشي”.
«فلاش»
عاد الجد من ذكرياته وتلونة عيناه بالدموع قائلا__
وخرجنا ومشينا كلنا وتاني يوم الصبح صحينا علي صوت التلفون ولما ردينا بلغونا أن سالم مات”..
سماعها لأعتراف والدها بحضانتها جعلا قلبها يلين قليلا لكنه علمت أنهم لايعرفون سبب عدم عودته للبحث عنهم بعدما علم الحقيقة من مسعدة”أدركت أن هناك حلقة مازالت مفقوده في قصتها”ثم صنطت لوصيفة التي اكملت بحزن__
الخبر نزل علينا زي العمل المؤاذي “مكناش مصدقين أن أبننا مات لأن الدكتور كان مبشرنا أنه كويس وهيخرج اول مايتحسن حكاية الموت صدمتنا بس هنرجع ونقول الأعمار بيدي الله”. المهم بعد ماخلصنا الدفن وعدا الاربعين علي موته” مكناش نسينا وصية أبوكي في اننا نلقيكي ونجيبك لييتك”وفعلا أمر جدك رأفت المحامي أنه يدور عليكي”وقبل وصولك للبلد بساعات أتصل رأفت وبلغنا أنه عرف طريقك وبعت لجدك عنوانك بس قبل ماجدك مايتحرك لقناكي قدامنا وبتعترفي بحقيقتك اللي قولتيها ورجعتي غيرتها”وقتها فهمت أنك خايفه من حد خايفة من أذية حد خصوصا لما قولتي أن ليلة ما امك مشيت من عندنا في حد زركم وأنك مش ناسية زيارة وهترديها”يوميها عرفت أنك خايفة تقولي حقيقتك عشان محدش يأذيكي*
قوص الجد حاجبيه بصلابه بوجة منعقد بدموع القهر قائلا__
قوليلي هو مين”أنا متاكد أن اللي جالكم هو نفس الشخص اللي توه سالم وعمي عنية عن الحقيقة”
قوليلي يبقي مين خليني أطف ناري اللي مولعة في قلبي يابنت سالم”
فرغت أنفاسها في الهواء مخرجه معها زبزبات اللين فلم تكن تود أن تشعر بالعطف وتسامحهم بتلك السرعة ونهضت قائلة بثبات__
اللي حصل هيفضل معايا واللي عمل كدة أنا اللي هاخد طاري منه”هاخظ طار حطة للسكينة علي رقبتي وأنا يدوبك بنت سنتين”هاخد طار خوف أمي اللي فردت في شرفها ونسبها عشان بس تحميني من تهديه لقتلي”هاخد طار حرماني من عائلتي اللي عايشني طول عمري مطروده منها”وغلاوة أمي لهدفعه تمن عمايلة غالي أوي”وزي ماأمي قالت هالكم زمان بنتي هترجع وهتاخد حقها وحقي من كل ظالم ومؤاذي”أنا عن نفسي رجعت نسبي وخدت ورثي وجه الدور أن أرجع حق امي وشرفها”وأرجع حق الطفلة اللي مازالت عايشة جواية بخوف وهي حسة بالسكينة مازالت علي رقبتها”.”
دلفت إلي الخارج تاركهما يشعرا بسكين بارد يتغلغل بين ضلوع قلبهم”بعدما سمعا نبذه عما حدث معها”علم أن الأمر كان شاق وأن هناك شخص غامض قاسي القلب هو من تسبب بكل هذا الفراق”
___
وبعد ساعة تقريبا كان قد عاد صفوان من العمل ووجدا حياة تجلس علي الاريكة داخل حجرة الأستراحة الخاصه بهي”وتمسك في يدها مسدسه الخاص الذي نسيا ان يأخدة عندما غادر”. وعندما رئيها دالف إليها وأخذ المسدس من يدها وجلس امامها بالمقعد المجاور ووضعا السلاح
بجانبه قائلا بحزم__
المسدسات مش للعب”أفردي كان متعمر وساعتك مسكتية تجربيه مش بعيد كانت خرجة منه طلقة موتتك”
تنهدت ببسمة قهر قائلا بعين مغمضه للنصف __
وفيها ايه علي الأقل كنتوا هترتاحوا مني”.. ومكنش هيبقي في مشاكل في حياتكم”
فرغ انفاسة الساخنه برفق في الخلا قائلة بعين
نزوغ عنها__
وأنتي مين قالك انك لما تموتي دية هتريحنا”. بلاش تعيشي نفسك في وهم محدش فينا بيكرهك احنا بس مستغربين كل اللي حصل ”
تنهدت بحزن قائلة__
عارف ياصفوان أنا محتاجة ايه دلوقتي بجد”
ضيق عيناه بنظرة العطف الممزوجة بثبات رجوليتة وشخصيتة الرزينه __
محتاجة ايه”قوليلي وأنا هجبلك اللي عايزاه لو ديه حاجة هتريحك يابنت عمي”.
أنزلقت دمعتاها من عيناها التي احمرتا في ثواني”وهي تشعر بالوحدة وبقلب يؤالمها من كثرة الأحزان__
محتاجة حضن”!!
محتاجة حد يأخدني في حضنة ويرعاني “محتاجة حد يطبطب عليا ويقولي متخفيش أنا جنبك” محتاجة حد يقويني”ياترة هتقدر تجبلي الحاجة دية هتقدر تشتريلي الحضن والأمان”لاء الفلوس عمرها ماشترت الحضن ياصفوان *
كبست رأسها علي حافة الاريكة تبقي بجسد يرتجف من شدة الحزن كانت تشعر بأنها غريبة ووحيدة رغم كل شئ”اما صفوان فشعر بقبضة حديديه تقبض قلبه لتولمة”شعرا بالحزن حيالها شعرا برجفتها وخوفها ووحدتها”روئيته لها بتلك الحالة كانت تعيق تفكير عقلة الذي لم يساعدة في شئ”اما القلب فلم يستطيع تركها بتلك الحالة”مما دفع صفوان للنهوض والجلوس بجانبها”ورفع رأسها بين يديه وقربها من صدره يضمها برفق إليه يأخذها بين ذراعية ليعطيها ذلك الحضن الذي أرادته”اما حياة فكانت بحاجة ملحة لذلك الشعور الذي جعلها تحتضنه من خصره وراسها مدفونه داخل صدرة تخرج حزنها برفقته”تاركه يده تداعب شعرها ويده الأخر ترتب فوق ظهرها”وهو مغمض العينان قائلا بلكنة هادئة__
متخفيش أنا موجود جنبك”وهفضل سندك “يمكن في الأول مكنتش حابب وجودك وسطينا بس دلوقتي مش عايز غير أنك تبقي معانا” لأني متعودتش أن واحدة من بنات عمي تبقي بعيدة ووحيدة وأنا موجود “كل اللي جاي هيبقي أحسن الغيمة هتعدي وهيطلع نهار حياة جديدة ياحياة”
كلماته كانت كالمسكن لبعض جراحها”اما هو فوجد الأمان في عنقها”. ظلا يحتضنها ويرتب فوق ظهرها برفق وهي دافنه وجهها فوق قلبه تبكي بحزن”. ظلا علي هذا الحال حتي شعرت بالهدوء وادركت أنها داخل حضنه”مما جعلها تبتعد عنه برفق وهي تجفف دموعها قائلة بلكنه خجولة__
شكراً ياصفوان “أنا بس كنت عايزة أطلب منك طلب تاني لو يعني معندكش مانع”
هندم ملابسه التي تبعثرت قليلا بسبب ضمته لها وقال برسمية__
قولي ياحياة”
حدثته بعين دامعه من جديد __
كنت عايزاك تاخدني القاهرة عشان ازور أمي في المستشفى “أنا مش عارفه أنا ليه بطلب منك الطلب ده بس حسه أني مش هقدر أأمن غيرك
علي مكانها”
راقله ثقتها بهي الذي قرر عدم كسرها مهما حدث ونهض قائلا بجدية مقرر أستغلال الفرصة__
معنديش مشكلة بس ليا شرط واحد أعرف أن كنتي متجوزة حسان بجد والا لاء”
نهضت ضامه ذراعيها امام صدرها بغرابة__
ممكن افهم ايه سبب تصميمك علي الموضوع ده”.. هيفرق معاك ايه أن كنا متجوزين والا لاء”
نظرا لها بعين لامعه ببريق خافة قائلا بحزم__
هتفرق كتير عندي”!. خليكي صريحة معايا وقوليلي متجوزين والا لاء”
أغمضت عيناها تاخذ قرارها ثم هتفت بجدية وهي تفتح جفونها__
مش متجوزين خلاص ارتاحت كدة ”
عقد ذراعية أمام عضلات جزعة العلوي مقوص حاجبية بسؤلا أخر__
لسه شوية”ليه قولتيلي أنا علي المشوار ده”ليه مخدتيش حسان معاكي “واضح أنكم صحاب أوي”.
تنهدت برسمية قائلة__
مقولتلوش لأن حسان شخصية نقية وطيب جدا” ولو حد ضغط عليه أو وجرجه في الكلام هيقول علي مكان ماما”.. انما أنت ماشاء الله لو جرجروك من هنا للسنه الجاية مش هتنطق”
رفع حاجبة برسمية ورغم أن أجابتها كانت باردة علي قلبه __
يعني أنتي قولتيلي عشان عارفه أن محدش هيوقعني بالكلام”هو ده السبب الوحيد”تمام ياحياة
أول مارجلك ماتخف هنسافر”
أجابته بتزمت__
لاء لما أخف إيه أنا عايزة أسافر النهاردة “وبعدين ملكش دعوة برجلي أنا تمام وبقدر، أتحرك”
نظرا إلي قدمها ووجدها ترفعها قليلا من فوق الأرض لأنها لاتستطيع التحامل عليها كثيرا”ثم عاد بنظره إلي وجهها قائلا بأمر__
مفيش سفر غير لما رجلك تخف وتقدري تدوسي عليها كويس”ومعنديش كلام تاني أقوله”
تخطاها بالسير وكان علي وشك الخروج لكنه سمعها تقوله بأصرار__
وأنا قولت همشي أشوف أمي يعني همشي ومفيش حاجة هتمنعني”ولو مش عايز تمشي معايا براحتك أنا مش قاصر والا مراتك عشان أخد منك الأذن”
التف لها وهو يشعر بحنق يسيطر علي وجدانه قائلا بلكنه رسمية باحتة__
فعلاً أنتي مش قاصر “أنما بالنسبة لأنك مش مراتي فدية حاجة هنسبها للوقت” اما بقي كلمتي فهتنفذيها من غير مناهدة”لأني مش هسمحلك تمشي بحالتك ديه”
ذهب وتركها تجلس من جديد وهي تشعر بالأختناق بسبب اوامره قائلة لذاتها بانفعال__
والله عال يا حياة بقي عماله تقوليله علي أسرارك وكمان عايز يتحكم فيكي”لاء ياصفوان مش أنا اللي حد يمشيني علي هواه ”
__
اما داخل حجرة نوم ليلي كانت تتحدث معا والدتها عبر الهاتف قائلة بقلق__
معرفتش أخرج صفوان منعني وبعدين جدي رجع من المستشفى ”
صاحت عليها نجاة وهي تجلس علي الاريكة__
يعني ايه مش عايز يخرجك هو هيعمل عليكي راجل بقولك ايه اعملي اي حاجة وتعالي”عالله تباتي النهاردة عندكم فاهمه يابت”
في تلك الحظة تجحظت عين نجاة بقلق وهي تسمع صفوان يجيب عليها فقد دلف إلي حجرة نومه وسمعا حديث ليلي مما جعله يشعر بالحنق يتغلغل داخله وتقدم إليها وأخذ منها الهاتف وسمعا ماتقوله نجاة تلك الحديث الذي جعلا الدماء، تتغلغل داخل عروقه قائلا بلكنة باردة__
عيب عليكي ياعمتي”ده بقي ماتعقلي بنتك رايحه تقوميها وتحرضيها عشان تكسر كلمتي”بس للأسف مش هتقدر تكسر كلمتي عشان أنا مش عثمان أنا صفوان العزيزي ومفيش وحدة تمشي كلمتها عليا واللي تعصاني وعزة وجلال الله لهخلي أمها تعيط عليها من هنا للسنه الجاية”فوقي يابنت رضوان وارجعي لعقلك كفياكي عصيان ”
أغلق الهاتف في وجهها تاركها تأكل في ذاتها”اما هو فحذف الهاتف ونظرا إلي ليلي بعين قاسية قائلا__
ياترة بقي ياليلي قولتي لأمك ايه بالظبط عشان مطربقش الأوضة فوق دماغك”
عادت برجفه للوراء قائلة بقلق__
والله العظيم مقولتلها حاجة ”
هي اللي أتصلت وقالتلي أروح عندها بس أنا قولتلها أنك مانعني وأن جدي رجع بس والله مقولت غير كدة”
نفخ في الخلاء محاول التريث ثم نظرا لها برسمية قائلا__
ماشي هصدقك بس خلي بالك أنا عيني مبتغفلش عنك”ولحظة مالمح تصرف غلط منك وعزة وجلال الله لهوريكي غضبي شكلة أزي”ياله روحي اطمني علي جدك متبقيش جاحدة زي اللي ربتك”
غادرت علي الفور لتفر منه”اما هو فلم يكن مطمئن منها”لكنه قرر عدم الأسراع في أمرها واتجه إلي المرحاض ليستحم من شقاء عملة”
__
ومرت الساعات وداخل المزرعة كان يجلس حسان بمفرده ليرتب بعض الأموار”ووسط ازدحام عقله خاطرته هيئة ورد الباكية ببسمة الأمل وتذكر الورقة الذي لم يخرجها من جيبه منذ الصباح”مما دفعه لمد يده وأخراجها من جيب بنطاله وقام بفتحها أمام عيناها التي تجحظت بدهشة فقد كانت الورقة مرسوم داخلها صوره تجمعه معا ورد “فقد رسمتها ورد عندما عاشت في خيالها لاول مره وحينها قررت تتويج خيالها في تلك الورقة ورسمة صورة تجمعهما سويا” كان لايصدق مايراه فهي ذات الفتاة التي رئها في الصباح”كانت الصورة مرسومه بالقلم الرصاص الذي اظهر ملامح الوجه بشكل واضح ودل علي موهبتها في الرسم”.. كان عقله في حالة من الدهشة خصيصا عندما وقعت عيناه علي تلك العبارات التي قرئها داخل عقله__
أنا ورد رسمتك في خيالي من سنين وسميتك راچلي وحبيب جلب ورد» عمري ماكنت اصدج أنك فعلاً موچود علي وش الدنيا”الحد لما أخوي زيدان شاف صورتك وضرابني وجالي أنك موچود ومصدجش إني رسماك من خيالي”عشان أكدة حرص ياحسان أخوي شراني وأنا متواكدة أنه هيأذيك بسبب أني عشجتك جبل ماشوفك”
كان يحاول أستيعاب مايحدث ومايقرأ فكلماتها تقول شئ من الخيال الذي من الصعب الأعتراف بهي”لكنه تذكر لهفة عيناها إليه تلك النظرة التي تؤاكد بعضا من كلماتها بالنسبة له”كان يدقق النظى داخل الورقة يتفحص الحديث والرسمة”لكنه شعرا بصوت يتحرك حولة”مما جعله يطبق الورقة ويضعها داخل جيب بنطالة ثم التف وبحث بعيناه عن مصدر ذلك الصوت”حتي حدق عيناه بذهول وبلع ريقه بخوف وهو يلمح مقدمة سلاح مصوبة إليه من خلف أحد الأشجار وقبل أن يتحرك للفرار أطلق المتخفي طلقته التي جعلت العصافير تفر من فوق أغصان الشجر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى