روايات

قصة سيدنا داوود عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا داوود عليه السلام بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا داوود عليه السلام

«قصة سيدنا داوود عليه السلام»

قصة سيدنا داوود عليه السلام – وبعد مرور العديد من السنوات على وفاة نبى الله سيدنا موسى عليه السلام..

ضيع بنو اسرائيل وصية نبيهم لهم، وضيعوا كتابهم المقدس، وتكاثر عليهم أعداء الله حتى شدوهم فى الأرض..

حتى أنهم حين أحسوا باليأس ذهبوا إلى أحد أنبياء الله طالبين منه أن يرسل لهم ملكا يجمعهم ويوحد صفوفهم تحت رايته..

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ

فكان نبيهم هذا أدرى بطباعهم المتاخذلة، فسألهم هل لو طلب منهم ملكهم القتال الى جانبه سينصرونه!؟

قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ

فقالوا: انه بعد ان قد تشردوا وظلموا، وفقدوا كل مايملكون، لم لن يقاتلوا!!

قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ

فقال لهم نبيهم: “إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ”

فبدأ بنو اسرائيل كعادتهم فى الجدال معترضين: “قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ “

اعترضوا على اختيار طالوت لأنه كان فقيرا وفيهم من هو أغنى منه مالا!!
فرد عليهم نبيهم: “قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”

واستكمالا لجدال بنى اسرائيل طالبوا نبيهم بأن يرسل آيه لهم ليصدقوا اختيار الله لطالوت كملك عليهو!!

فقال نبيهم أن طالوت سوف يعيد إليهم التوراة التى ضيعوها فى سنين تشريدهم، وأن الملائكة هى من ستحملها إليهم..

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

تحققت المعجزة، عادت توراتهم، وبدأ طالوت ملكه عليهم بأن يجهز جيشا للزحف لمحاربة “جالوت”..

وقد كان “جالوت” ملكا ظالما متجبرا، لايستطيع أحد أن يهزمه حتى أقوى الجيوش..

جهز طالوت جيشه من بنى اسرائيل، وبدأ الزحف والمسير فى الصحراء..

فقال لهم طالوت وقد بلغ بهم التعب مبلغه، أنهم سوف يقابلون نهرا فى طريقهم هذا، وأنه مسموح لهم فقط بشربة ماء واحدة، أمامن سيشرب أكثر من ذلك القدر فليغادرنا بلارجعة..

كان هذا اختبار لقوة تحمل بنى اسرائيل، حتى لايكمل المعركة مع جالوت وجنوده إلا من يقدر، ويستحق شرفها..

قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ

ولما وصلوا إلى النهر، شرب معظم جنود الجيش إلا عددا قليلا منهم!!

فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ

ولما وصل طالوت ومن بقى معه إلى جالوت وجنده، كان عدد جنود طالوت قد قل كثيرا لعد ابتلاء النهر، وخاف من بقى معه وقالوا: “لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ “

وكان منهم شديى الايمان فقدرة الله على نصرهم: ” قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

وبمجرد ماتقابل الجيشان دعا المؤمنون ربهم “وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

كان من بين جيش جالوت راعى غنم صغير، ولكن قلبه كان عامرا بالإيمان، كان هذا الفتى هو نبى الله سيدنا داوود عليه السلام..

تقدم داوود بكل شجاعة إلى جالوت، وقاتله بأدوات شديدة البساطة هى مجرد “نبلة”..

سخر جالوت المدجج بالعتاد والسلاح من نبلة داوود الصغيرة، وتقدم اليه لسحقه..

كانت الرياح مسخرة لنصرة داوود، حتى أنها دفعت بالحجر الذى أطلفه داوود من مقلاعه بقوة، فاندفع الحجر إلى جبهة جالوت فقتلته..

وقتل داوود جالوتا..

كان داوود رغم بساطته وحداثة سنهـ، إلا أن الله قد أتاه من العلم والحكمة حتى يستطيع قيادة بنى اسرائيل..

وبعد أن قتل داوود جالوت، كافأه طالوت بأن زوجه ابنته وجعله قائدا للجيش..

كما أنزل الله الزبور على سيدنا داوود عليه السلام، وهو كتاب مقدس به تعاليم الله يشبه التوراة التى أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام..

كان داوود يملك صوتا عذبا جميل يقرأ به مزامير الزبور ويرتله..

حتى كان فى ذات يوم جالسا يقرأ كتاب الله، وفوجئ بصوت ليس صدى صوته، ولكنه اكتشف أن الجبال تردد تسبيحه!!

“وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ “

وقد وهب الله نبيه داوود موهبة فهم لغة الحيوانات والطيور كسليمان من بعده..

وكان سيدنا داوود هو أول من منحه الله وعلمه صناعة الدروع، عن طريق إسالة الحديد وتشكيله

” وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ .. أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ”

وكانت تلك الموهبة ميزة عظيمة فى ذلك الزمن كثير الحروب، جعلت من جيش سيدنا داوود عليه السلام لايقهر..

أحب الله سبحانه وتعالى عبده داوود، وأحبه الناس والطير والزرع والجبال والكائنات جميعا، حتى صار سيدنا داوود أكثر خلق الله على الأرض قبولا..

وحين رأى الملك هذا، غار من حب الناس لسيدنا داوود وأراد قتله..

فذهب سيدنا داوود إلى الملك وهو نائم وقطع جزئا من ثيابه بالسيف، ثم أوقظ الملك، وقال له: “انت تسعى لقتلى أيها الملك وأنا أستطيع قتلك بسهولة، ولكنى لاأريد ذلك، فإن رسالتى هى الحب والدعوة لله وليست القتل والكراهية!!”

ندم الملك، وطلب العفو من سيدنا داوود عليه السلام..

ومرت الأيام، وخاض الملك أحد الحروب لم يشرك بها سيدنا داوود ، فغيرته منه غلبته مرة أخرى..

قتل الملك فى تلك الحرب، بعد وفاته اختار الناس سيدنا داوود ليكون ملكا عليهم من بعده..

من الله على سيدنا داوود عليه السلام فاتسع ملكه، ووهبه الله الحكمة وفصل الخطاب، والقدرة على تمييز الحق من الباطل..

كان لداوود ابنا شديد الذكاء اسمه سليمان!!

وفى يوم وكان سيدنا سليمان قد بلغ من العمر أحد عشر عاما، وبينما جلس سيدنا داوود مع قومه يشاورهم ويحل مشاكلهم وخلافاتهم..

جاء رجل إلى سيدنا داوود يحكى مشكلته طلبا لحكم سيدنا داوود وفصله فيها وبصحبته خصمه، وقال الرجل يحكى المشكلة: “ياسيدى أن غنم هذا الرجل قد نزلت بحقلى أثناء الليل، وأكلت كل مافيه من عناقيد العنب، وقد جئتك لتحكم لى بالتعويض!!”

فسأل سيدنا داوود الرجل الأخر: “أصحيح مافعلت غنمك؟”

وأقر الرجل بما حدث فعلا..

فحكم عليه سيدنا داوود عليه السلام بأن يعطى صاحب الحقل غنمه تعويضا عن افساده لحقله ومصدر رزقه!!

وهنا تكلم سيدنا سليمان عليه السلام قائلا بأدب أنه يملك رأيا آخر!

وسمح له سيدنا داوود أن يدلى بدلوه..

فقال سيدنا سليمان أنه يرى أن يأخذ صاحب الغنم حقل الرجل الذى أفسده ويزرعه ويصلحه له، وأن صاحب الحقل يأخذ غنم الرجل كضمانة لحقه حتى يستعيد حقله كما كان قبل أن تدمره الأغنام..

وشكر داوود عليه السلام ربه عما أعطاه هو ولده من العلم والحكمة..

كان سيدنا داوود عليه السلام جالسا فى محرابه يتعبد إلى الله، وقد نهى الحراس أن يقاطعوا خلوته، وبينما هو يصلى، فإذا بجلين يهرعان إليه، فزع داوود من دخولهما المفاجئ عليه بهذا الشكل، ولكنهما قالا أنهما خصمان يريدان حكمه العادل على قضيتهما..

وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ *

وبدأ الرجل الأول يحكى مشكلته قائلا: “أن هذا الذى يرافقه هو أخيه، وأن أخوه يملك تسع وتسعين نعجة، بينما أنا أملك نعجة واحدة فقط، وقد أخذ نعجتى منى ليضمها إلى غنمه!!”

وهنا ودون أن يستمع سيدنا داوود عليه السلام لشهادة الرجل الأخر ورده على تلك التهمة، حكم بأن أخيه قد ظلمه

قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ

وفجأة تبخر الرجلان من أمام سيدنا داوود، فعرف أنهما كانا ملكين أرسلهما الله لاختباره وتعليمه درسا بألا يحكم بين المتخاصمين أبدا ويصدر حكمه إلا بعد أن يستمع لكل الأطراف..

وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ

استغفر داوود فتاب عليه..

مات سيدنا داوود وأورث الحكم والنبوة لابنه سيدنا سليمان عليه السلام..

يتبع قصة سيدنا سليمان عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!