روايات

قصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الأول 1 بقلم شيماء هاني شحاتة

مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة
مجموعة قصص الأنبياء كاملة (جميع القصص) بقلم شيماء هاني شحاتة

قصة سيدنا موسى عليه السلام الجزء الأول

«قصة سيدنا موسى عليه السلام»

استقر سيدنا يعقوب فى مصر بعد أن حضر إلى ابنه يوسف عليه السلام، وسيدنا يعقوب كان يسمى أيضا إسرائيل الله، ولهذا يطلق على ابناؤه ومن من نسلهم “بنو إسرائيل!!

وحين حضر يعقوب الموت، جمع حوله أبناؤه ليملى عليهم وصيته..

فسألهم سيدنا يعقوب: “ماتعبدون من بعدى؟”

قال أبناؤه: “نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون”

فاطمئن يعقوب وصعدت روحه الى الجنة، وكان قد أوصى بدفنه فى فلسطين، فدفنه أبناؤه فيها، ولكنهم فضلوا أن يعودوا للعيش والاستقرار فى مصر، فى ظل أخيهم يوسف..

 

 

 

فعاش أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام “بنو إسرائيل” فى مصر، وتزوجوا وأنجبوا، ومرت سنين طويلة، حتى أتى عليهم زمن كانوا قد نسوا وصية يعقوب ورسل الله من قبله لهم!!

وتتابع ملوك مصر وحكامها حتى جاء الفرعون على العرش، وكأن الله قد سلط على بنو اسرائيل من لايخاف الله فيهم ولايرحمهم، جزاء لشركهم ونسيانهم وصايا أنبياء الله..

كان فرعون مصر ذلك حاكما جبارا ظالما، وكان المصريون يعبدونه ويخافونه..

وفى يوم وصلت إلى الملك نبوؤة مفادها أن زوال حكم هذا الفرعون سوف يكون على يد واحد سيولد من بنى اسرائيل!!

فصدرت الأوامر من الفرعون المتجبر بقتل كل أولاد بنى اسرائيل من الذكور، وأى امرأة ستضع مولودا ولدا سيتم قتله فورا..

وفى ظل هذا الجو، ولد سيدنا موسى عليه السلام، أخفته أمه عن العيون خوفا عليه من بطش جنود فرعون وظلت ترضعه سرا..

حتى جاء يوم وأتاها وحى من الله: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين”

 

 

ومالبثت الرؤيا تتضح لأم سيدنا موسى حتى أطاعتها فورا طاعة لربها الرحيم المطلع..

أرضعت ام موسى ابنها ووضعته فى صندوق خشبى، ثم ألقت به إلى النهر كما أمرها ربها، كانت حزينة لفراق رضيعها وقلبها يمتلى بالألم لفراقه، ولكنها اطمأنت لأمر الله بأنه سيرده إليها..

وحملت مياه النيل الصندوق الذى بداخله نبى الله موسى حتى استقر على العشب بجوار قصر فرعون..

فى الصباح وبينما كانت زوجة فرعون تتمشى فى حديقة القصر، إذا بها ترى الصندوق، وإذا بها تفاجئ بموسى الرضيع نائما بداخله!!

فسارعت تطلب من خدمها أن يحملوا الصندوق إلى داخل القصر بسرعة..

كانت امرأة فرعون على عكس زوجها رحيمة القلب مؤمنة، ولكنها لم تكن تنجب الأطفال، فأحست بعاطفة الأمومة ناحية الرضيع، وانهمرت دموعها متمنية أن تكفله..

وحينما دخل عليها فرعون، وتسائل عن هذا الطفل وحكت له، خاف أن يكون أحد اسرائيل، وكاد يأمر بقتلهن لكنها بكت شديدا وتمسكت بالطفل وترجت زوجها: “قة عين لى ولا عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا”

وبعد إلحاح وإصرار منها وافق فرعون على طلبها وسمح لها بأن تربى الصغير كإبنها فى القصر..

استيقظ موسى الرضيع من نومه واشتد به الجوع فبدأ بالبكاء..

وانتبهت لذلك زوجة فرعون، فقال لها زوجها بأن يحضروا له المراضع..

حضرت إحدى المرضعات وحاولت أن تطعم الصغيرن فرفض أن يأكل شيئا من لبنها..

 

 

وظل الوضع هكذا مع كل المراضع اللاتى أحضروهن له، فلم تستطع أيا منهم أن ترضعه، واستمر الطفل فى البكاء جوعا..

كانت أخته تتبع أثره كما أمرتها والدتها، وعرفت حيرة آل بيت فرعون فى إيجاد مرضعة للطفل موسى، فقالت لهم أخته: “هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه ويرضعونه ويهتمون به؟”

فما كان من زوجة فرعون إلا أن عرضت عليها هدية إذا استطاعت أن تجد مرضعة تستطيع اطعام الصغير الباكى ورعايته..

عادت أخت سيدنا موسى عليه السلام إلى أمها، وأخذتها إلى القصر حيث الصغير، وبمجرد أن حملته سكن لها ابنها فأرضعته وأشبعته..

ففرحت زوجة فرعون بذلك فرحا شديدا، وقررت أن تتركه مع مرضعته، حتى يتم فترة الرضاعة، ثم يعيش معهم بعد ذلك..

وبهذا تحقق وعد الله الحق لأم موسى

وعاد ابنها الى حضنها بلاخوف أو قلق من بطش جنود فرعون هذ المرة..

“فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”

بعد أن أتم سيدنا موسى عليه السلام فترة رضاعته فى كنف أمه، سمته إلى فرعون مثلما اتفق..

وفى بيت فرعون تربى سيدنا موسى على يد أعظم وأرقى المربيين والمدرسين فى كل المجالات والعلوم..

تعلم موسى الكيمياء والفلك والحساب والهندسة واللغات والطبيعة، ولكنه كان كلما أتى الكاهن ليعلمه حصة الدين، نام موسى من الملل وقلة الاهتمام بهذا الهراء الذى يتحدث عنه معلمه عن ألوهية فرعون، ولم ير موسى أيا من هذا الكلام منطقيا أبدا..

كان موسى يدرك حقيقة أنه ليس ابنا حقيقيا لفرعون وإنما هو أحد أبناء اسرائيل، وقد كان يعي جيدا مايفعله فرعون من ظلم واضطهاد لبنى اسرائيل..

كان موسى قوى البنية شديدها..

وخرج يوما ليتمشى فى المدينة، ووجد رجلين يقتتلان أحدهما من أتباع فرعون والآخر ضعيف من بنو اسرائيل، وكان الرجل الضعيف يستغيث..

 

 

تدخل موسى بقصد أن يفض الخلاف والاقتتال بين الرجلين، وبينما هو يفرقهم وكز موسى عليه السلام الرجل من اتباع فرعون فقتله من شدة قوة الضربة!!

وصدم موسى لما حدث، فهو لم يكن يقصد هذا ابدا، فقال موسى لنفسه: هذا من عمل الشيطان، انه عدو مضل مبين”

ثم دعا موسى ربه معترفا بذنبه طالبا العفو والصفح من ربه.. وقال: “رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى”

غفر الله لسيدنا موسى وتاب عليه وهو الغفور الرحيم..

وكان موسى يمشى فى المدينة خائفا يترقب، فلم يكن قد رآه أحد وهو يقتل الرجل بالأمس,,

وبينما هو يمشى، قابل نفس الرجل الذى أنقذه بالأمس، ورآه اليوم أيضا فى عراك مع أحد المصريين!!

نادى الرجل على موسى مرة أخرى واستنجد به لينقذه ويحول بينه وبين الرجل الأخر، فتقد منه موسى غاضبا منه، ومن اصراره على توريطه له، فخشى الرجل الاسرائيلى من غضبة موسى فصرخ قائلا:”أتريد أن تقتلنى مثلما قتلت نفسا بالأمس!!”

فتمالك موسى نفسه وسارمبتعدا..

ولكن الناس الآن قد عرفوا من هو مرتكب جريمة الأمس بعد أن فضحه الاسرائيلى على الملأ..

وأمر فرعون بقتل موسى، جزاء على فعلته..
جاء رجل مصرى من المؤمنين إلى موسى مسرعا يحذره من أن فرعون قد أمر بقتله، ونصحه بالهروب من مصر حتى لايمسه سوء..

وبالفعل خرج سيدنا موسى عليه السلام من مصر خائفا يترقب داعيا ربه أن ينجه من القوم الظالمين!!

سار موسى فى الصحراء متجها إلى “مدين” وهى تقع فى شبه الجزيرة العربية(فى دولة السعودية حاليا)،

وصل سيدنا موسى أخيرا الى مدين وجلس بجوار بئر ليشرب ويرتاح..

 

 

كان موسى عليه السلام حين خرج من مصر لم يأخذ أى متاع أو طعام أو شراب معه، وقد خرج مسرعا خوفا من بطش فرعون به، وطوال الرحلة الطويلة، كان سيدنا موسى يقتات على أوراق الأشجار، ولم يلك سوى الملابس التى عليه، ولم يملك أى نقود معه..

وحين جلس إلى جوار تلك البئر ليرتاح، وجد فتاتان ترعيان الأغنام، وقد جاءا الى البئر لسقايتها، وكانت البئر مزدحمة بالناس والرعاة الذين جاؤا للسقيا..

أحس أن تلك الفتاتين بحاجة الى المساعدة، فتقدم الى الفتاة الكبرى وسألها عما إذا كانوا بحاجة الى ساعدة فى شئ..

فقالت له أنهم بانتظار أن ينتهى باقى الناس من سقاية اغنامهم ودوابهم حتى يستطعن الوصول إلى البئر و الحصول على الماء!!

وقالت الفتاة الصغرى انهم لا يستطعن أن تزاحمن الرجال

كان موسى مستغربا حين رآهما وأغنامهما، فرعاية الغنم مهنة شاقة ومتعبة، كان لايمارسها سوى الرجال..

وهنا أكملت الفتاة الصغيرة حديثها قائلة: “إن أبانا شيخ كبير، لايستطيع الخروج كل يوم، ولا يتحمل مشقة الرعى”

فعرض عليهما سيدنا موسى أن يسقى هو لهما..

وعندما توجه عليه السلام إلى البئر، وجد الرعاة الآخرون قد وضعوا صخرة شديدة الضخامة والثقل فوق البئر، لم يكن حتى عشرة رجال يستطيعون زحزحة تلك الصخرة، ولكن سيدنا موسى أزالها بسهولة لقوة جسده وشدته!!

سقى لهما موسى وأعاد الصخرة إلى مكانها مرة أخرى، ثم جلس فى الظلال تحت الشجرة مرة أخرى ليرتاح..

كان الجوع بدأ يشتد بسيدنا موسى عليه السلام، ولم يكن يمتلك أى شئ حتى ليبيعه أو يقايضه للحصول على بعض الطعام، ثم تذكر رحمة الله وعظمته فدعا الله وقال: “رب إنى لما أنزلت إلى من خير فقير”

 

 

عادت الفتاتان إلى أبوهما الشيخ، فاستغرب الرجل لعودتهما السريعة على غير العادة، فهم دائما يغيبون كثيرا بسبب ازدحام البئر بالناس وبالرجال من الرعاة..

فحكت له ابنتاه عن سيدنا موسى ومساعدته لهما فى السقاية، وعن قوته..

فحمد الأب الله على ارساله من يساعد ابنتاه هكذا، وقال الأب لابنته: “ارجعى إلى ذلك الرجل الكريم، وقولى له إن أبينا يريد أن يعطيك أجر ماسقيت لنا!!”

عادت الفتاة وأبلغت سيدنا موسى عليه السلام رسالة أبيها..

كان موسى قد ساعد الفتاة لوجه الله ولم يكن يبتغى أجرا على مافعل، ولكن الجوع والتعب الذى كان فيهما، جعلته يفرح لمثل تلك الفرصة للحصول على بعض المال ليشترى به بعض الطعام..

قام موسى مع الفتاة متوجا إلى بيت أبيها، وبينما هم سائرين هبت بعض الرياح فأزاحت ثوب الفتاة قليلا، فأدار النبى الكريم وجهه حياء وأدبا، وطلب من الفتاة أن يمشى هو أمامها، وتوجهه هى الى طريق البيت!!

وصلا الى البيت فرحب به والد الفتاتان وقدم له الطعام والشراب، وحدثه موسى عن قصة خروجه من مصر..

طمأنه الشيخ بأن مدين بلادهم تلك بعيدة جدا عن مصر، ولايصلها حكم ولابطش فرعون، وقال له: “لاتخف.. لقد نجوت من القوم الظالمين”.

قالت الابنة الصغيرة لأبيها همسا: “ياأبت استأجره، إن خير من استأجرت القوى الأمين”

وفسرت الفتاة لأبيها قوة موسى فى حمل الصخرة وأمانته عين غض بصره عنها وسار أمامها فى الطريق..

 

 

فعاد الشيخ الى نبى الله وقال له: “إنى أريد أن أزوجك إحدى ابنتى، على أن تعمل فى رعاية الغنم عندى لمدة ثمانية أعوام، وإن أتممت عشر سنوات فهذا كرم منك، لاأريد أن أتعبك أكثر..

وافق موسى وقال: “هذا اتفاق بينى وبينك، والله شاهد علي، فسواء أتمت الثمانى أو العشر سنوات فأنا حر بعدها فى الذهاب”

يتبع الجزء الثاني منقصة سيدنا موسى عليه السلام …

لقراءة الجزء التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع قصص الأنبياء اضغط على : (مجموعة قصص الأنبياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!