روايات

رواية هل فزت بأيوب الفصل الأول 1 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الفصل الأول 1 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الجزء الأول

رواية هل فزت بأيوب البارت الأول

رواية هل فزت بأيوب الحلقة الأولى

“ده حتى مش مديني علامة واحدة تخليني استمر في حبي ليه، حسه إني بعمل كل ده على الفاضي.”
قولتها بنفاذ صبر بعد ما حطيت كوباية القهوة جنبي وقفلت الكتاب اللي كُنت بقرأه واللي بالمناسبة انتهى بـ إن الشخص اللي بيحبك بس مش معترف بـ ده هيديك علامات..
لكن الحلوف اللي أنا حبيته مش مديني حتى ورقة نعناع!
“يعني هو يا أيوب يا بلاش؟”
قالتها عمتو واحنا في المطبخ وهي شيفاني واقفة بصاله وهو بيخلص ورق شغله اللي مش لاقي حاجة يعملها غيره تقريبًا سبب إنه مش متجوز لحد دلوقتي إنه مرتبط بالشغل اكتر ما هيرتبط بالبنت اللي هتبقى في حياته!
“أعمل إيه في إبنك هو اللي مخليني متمسكة بيه رغم إنه معمليش أي حاجة تخليني اتمسك بيه، هو انا غلط يا عمتو؟”
سألتها بحيرة ممزوجة بحزن خَيم على ملامحي، ابتسمت ومسكت طبق الخضار وبدأت اقطعه وهي قعدت جنبي:.
“بتفكريني بـ امك الله يرحمها كانت خايبة زيك لما حبت أيوب اخويا الله يرحمه كانت واقعة من الدور العاشر ولما بتشوفه كُنا بنسمع ضربات قلبها من كتر لهفتها عليه وهو كان تقيل عليها عايز يجيب آخرها لحد ما جدك عقلها وقالها سر يوقع أيوب ويعترفلها.”
ابتسمت بحزن وحب لاح على ثغري من سيرتهم حثِيتها تكمل حديثها وهي استجابت على طول لعلمها إني برتوي حنان على أثر سيرتهم بس..
“وقتها قالها ما يجيب الراجل من جدوره إلا انك تتغيري معاه وتعامليه زيه زي الكرسي اللي هو قاعد عليه وقتها هيحس إن في حاجة متغيرة وانه مبقاش من اول اهتمامتها وهيلف عليكي لحد ما يعرف مكانته اتغيرت ليه وقتها هتعامليه كأنك مش مهتمية ليه من الأساس فترة وبعدها هيقع يعترفلك على طول تكوني وقتها كسبتي نفسك وكسبتي حبك الله يرحمهم بقى كلنا كنا بنندهش من حبهم لبعض حتى وقت مرض عائشة كان بيموت مكانها ألف مرة واديكي شوفتي من حبُه فيها راح وراها.”
هدوء تام جوايا وانا سانده على الطبق بعد ما عمتو حكيتلي قصتهم اللي كل مرة بسمعها بندهش من حبهم لبعض وانا عندي ثقة تامة إني اكيد هلاقي حبي ده، بس لأن الرحلة فردية لأنهم سابوني بدري معتقدش إن الحياة ممكن تكمل بسعادة زيهم!
حاولت عمتو تخرجني من جو الكآبة اللي دخلت فيها على أثر ذِكر حبايب القلب وهي بتسخر من تقطيعي للبصل ابتسمت لمحاولتها:.
“حتى لو كان أيوب نفس اسم بابا بس هو مختلف عنه لا هو بيحبني ولا مهتم لأمري اكتر من إني بنت خاله ياعمتو.”
كأن كلامي اثار حفيظتها ضحكت:.
“ابن بطني ده يا نور.”
ضحكت وسخرت من محاولتها إنها تديني أمل جديد:.
“والبطن قلابه يا سوسو.”
حدفتني بالمعلقة الخشب ماهي مجنونة زي اخوها بردو ولكن كنت أنا الاسرع وخرجت برا الصالة بسرعة وانا بضحك اتصادمت في أيوب اللي وقف قدامي رافع النضارة على خصلاته وعلامات الأرق بادية على ملامحه سألته بتسرع..
“أنت كويس؟”
بصلي لثواني واومئ بهدوء دخل لمامته وانا وقفت ببص لمكانه ببلاهه معقولة القلب يحب القاسي عليه؟
اشمعنا القلب يعشق كل اللي يشربوه الاسىٰ ويكره الحنين!
قعدت في الاوضة اللي سوسو عاملهالي كل ما اجي عندها هنا وهي كلها امل إني اسيب شقتنا واسكن معاهم لكني برفض، مستحيل اسيب دفاهم اللي مغطي الشقة في غيابهم حتى لو كنت وحيدة!
فتحت موبايلي على بيدج كتاباتي ومحستش بنفسي غير وانا بكتب اقتباس كان ملازمني من يوم ما ادركت حبي لـ أيوب
“ياللي عشقت الملاك..حتى الملاك صَدك!”
ابتسمت بسخرية بعد ما نشرتها، كتير يتمنوا مني نظرة زي نظرتي لـ ايوب ولكني مش قادرة اديهم حب زي ما عيني بتلمع أول ما بتيجي سيرته، أقدر اضحك واهزر واكون صداقات بس حب مع حد غير أيوب؟ مستحيل.
“نور يلا الاكل جاهز.”
سمعت صوت عمتو لفيت حجابي من جديد وخرجت اقعد معاهم كان عمو ايهاب باباه وصل من الشغل، سلم عليا بحفاوة وحب نابع من قلبه، وللحقيقة أنا عمري ما حسيت بحنية وحنان صادقة من ناحية حد إلا عمو إيهاب من ساعة وفاة حبايبي وهو مبيسيبنيش يوم إلا لما يكلمني ويطمن عليا واحيانًا بيجيلي يقعد معايا كمان!
محدش هيعوض مكان الأب بس عمو إيهاب ليه مَعزة خاصة عندي، وانا محظوظة إني الوحيدة اللي بيعاملها بلطف عكس ما متوقع منه.
“ياه لو تسمعي الكلام وتيجي تقعدي معانا هنا.”
مسكت المعلقة وقلبت الشوربة وانا بضحك على حديثه اللي بينم على مدىٰ كُرهه لوجودي لوحدي:.
“ياعمو أنت عارف إني مبستريحش إلا هناك وكمان ده بينا شارعين بس وبعدين ماهو جدو طالبنا كلنا أهو وعلى آخر الأسبوع هنروح نقعد عنده كلنا ونبقى سوا ولا انتو مش ناويين تيجو؟”
عمتو حطيتلي الفراخ في طبقي وهي بتنفي الفكرة:.
“لأ طبعًا جايين كلنا انتِ عايزة الحج عبدالسلام يعاقبنا بأنه مشافش نوره ولا إيه؟”
ضحكت من قلبي على سخريتها
وعمتو بصت لجوزها بهدوء وكأن قلبها بيطمن في كل مرة بتشوف بنت اخوها وسطهم رغم إن الحزن يبان عليها ولكنها بتحاول..
خصوصًا أنها أمانة في رقبتها ليوم الدين من ساعة وفاة اهلها وتوصية أخوها عليها قبل وفاته، لسه فاكرة تعلق نور في ايديها وحضنها وهي بتقولها إن ضهرها انحنى!
غمضت عيونها بحزن لثواني فتحت عيونها لقت ابنها بيبصلها بـهدوء وكأنه فاهم الصراع اللي بيدور داخل عقل والدته، زفر ببطئ وقام يكمل شغله، كشرت نور عن ملامحها وبصت لعمتها بـ قلة حيلة حتى وجوده لدقائق تشبع عينيها منه هو رافضها.
“تسلم ايدك يا سوسو الأكل حلو زيك.”
“وهو انتِ كده كلتي؟”
لاوعتها بخبث وانا بقوم من مكاني:.
“عاملة دايت علشان الفورمة بقى يا سوسو ما انتِ عارفة.”
دخلت المطبخ وانا سمعاها بتقول جملتها الشهيرة في كل مرة بتعزمني عندها:.
“يخربيت الدايت وسنينه اللي هيودي البت في داهيه.”
قهقهت وولعت على براد الشاي وانا بدندن لـ ميادة الحناوي:.
كان يا مكان كان يا مكان
الحب مالي بيتنا ومدفينا الحنان
زارنا الزمان سرق منا فرحتنا والراحة والامان
حبيبي كان هنا مالي الدنيا عليا بالحب والهنا
حبيبي يا أنا يا اغلى من عينيا نسيت مين أنا؟
حطيت النعناع في الكوبايات بعد ما سكت عن الكوبليه اللي بعده اللي بيخوفني فيه إني أقوله واكون ادركت معناه، سمعت أيوب من ورايا بيكمل:.
“أنا الحب اللي كان ليه نسيته اوام من قبل الأوان
نسيت اسمي كمان
نسيت يا سلام على غدر الانسان!”
اتوترت من وجوده وتكملته لأغنيتي المفضلة لقيته حط الاطباق في الحوض وسألني بهدوء:.
“ميادة الحناوي؟”
لفيت للشاي كمحاولة للهروب من وجوده اللي القلب راغب فيه والعقل بينفيه لعلمه مدىٰ تهور القلب في اللحظة دي:.
“غاوية وجع قلب ولا وجع القلب هو اللي غاويني؟”
رفع كتفه بلامبالاة وسرحت عيونه لـ أبعد نقطة في المطبخ:.
“كل حاجة غاوياكي.”
رمشت بعدم فهم ولفيت اسأله عن سبب كلامه ولكن كالعادة أيوب بيكون موجود وقت ما يحب ويختفي وقت ما يحب، ملوش مالكة وانا متعلقة في حبال دايبة عارفة إنها لو اتقطعت المرة دي أنا هبقى في الهاوية.
قدمتلهم الشاي وقعدت معاهم وسط اجواء عائلية بسيطة وحنان مدفي الجلسة مكان الشتاء اللي بيوجع اطرافنا واحيانًا قلوبنا..
وبعد فترة استأذنت علشان ارجع بيتنا ورغم اعتراض عمتو زي كل مرة إلا اني وعدتها هجيلها تاني بعد ما اخلص شغلي في شركة بابا وكالعادة اتعلقت في كلامي..صمم عمو إيهاب أيوب يوصلني وهو انصاع لكلام والده لبس الجاكت وسبقني على تحت…مش قادر يستناني؟
وقح!
نزلت ولفيت الشال اللي عمتو اديتهولي حواليا يمكن يحميني من برد الزمان وقسوته، كان ماشي جنبي بصمت زي عادته، اتنهدت بهدوء:.
“خلاص تقدر ترجع بيتك انا هكمل لوحدي.”
رفع حاجبه بأستخفاف وكمل طريقه كأني متكلمتش وهو مش قاصد يضايقني بأفعاله اللي مبتعملش حاجة غير إنها تضايقني..
“أنا بتكلم على فكرة!”
“وانا مش سامع إلا زن.”
عضيت على شفايفي بغيظ من اسلوبه وكملت معاه الطريق من غير ما اتكلم، وصلت بيتي ولقيت آخر ما كنت اتمناه قصاد العمارة..
“إيه يانور كنتِ فين كل ده ومبترديش على موبايلك ليه؟”
“وانتَ مالك؟”
كان صوت أيوب الغاضب من اللي واقف قصاده!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى