روايات

رواية وجع الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل العاشر 10 بقلم ايمي نور

شعر بها تتملل فى نومها متنهدة ببطء لتلامس انفاسها بشرة عنقه وهى تمر وجهها عليه وكفها الصغير يمر بنعومة فوق صدره لتشتد عضلاته على اثر حركتها تلك وهو يجذب نفسا عميقا مرتجفا محاولا السيطرة تلك النيران التى اشتعلت بجسده لكن انتهت تلك المحاولة بالفشل الزريع حين ارتفعت اناملها ببطء قاتل بالنسبة له    تزحف فوق صدره حتى التفت خلف عنقه تتلاعب بخصلات شعره برقة وهى تزيد من ضم جسدها اليها كقطة صغيرة تبحث عن الدفء لكنه فرض السيطرة على جسده بصعوبة لايرغب باستغلال حالتها هذه يعلم بأنها بين الحلم واليقظة لا تدرى شيئ عما يحدث له ولا عن تلك الرجفة التى تسرى بجسده من اثر ما يفعله قربها واحساسه بحرارة جسدها بين ذراعيه
:لكن ما الضرر بقبلة صغيرة خاطفة لن تدرى عنها شيئ
هذا ما حدث به نفسه بنبرة يائسة يحاول اقناع ذلك الجانب المتعقل منه يائسا ولكنه لم يلين بل نهر نفسه بعنف ينهى هذا الجدال الغير متكافئ هامسا بأسمها حتى تستيقظ فحينها يستطيع النهوض والابتعاد عن كل تلك الحرارة المنبعثة منها كشمس متوهجة تشعل به النيران
همهمت بضعف تتمرمغ وجهها اكثر بين حنايا عنقه تخطف معها انفاسه اللاهثة قبل ان تجيبه بصوت اجش من اثر النوم لكنه فعل به الاعاجيب ليحدثها بصوت متحشرج ضعيف
:يلا قومى علشان تاكلى حاجة وتاخدى الدوا بتاعك
رفعت وجهها ببطء مبتعدة عن دفء عنقه لكنها مازالت تستند برأسها فوق كتفه عينيها يغشاها النوم ووجنتيها حمراء جعلته يرغب بألتهامها بشهية  تجيبه بضعف مازال يحمل اثر حزنها
: بس انا مش عاوزة ا…..
اختفت باقى حروف كلمتها خلف سبابته والتى ارتفعت لتغطى شفتيها برقة فتتسع عينيها يختفى اى اثر للنوم منهم حين انحنى عليها مقتربا منها هامسا
: مش عاوز اسمع كلمة مش عاوزة دى ..انا هبعت اجيب ليكى الاكل هنا تاكلى وبعدها لو تحبى تنامى بعدها براحتك..ها اتفقنا
هزت راسها له تومأ بضعف فأبتسم له بحنان اصبعه ينسحب ببطء متردد بعد ان لامس شفتيها السفلية بنعومة  لكن عادت تلك النيران تشتعل بجسده حين وجدها تلامس شفتيها بطرف لسانها لتفعل به تلك الحركة الاعاجيب متجاهلا كل حديثه السابق لنفسه ملقيا خلفه باى   حذر او تردد قد شعر به من قبل يندفع نحوها فجأة منقضا على تلك الشفاه مهيمنا عليها يقبلها بثا اياها كل ما يشعر به من شوق ونهم لها متذوقا لرحيقها كتريق للحياة بين يديه لا يترك لها مجالا لاى ردة فعل سوى لاستجابة ضعيفة خجول منها وهو مغمضة العين تائهة فى تلك المشاعر التى اجتاحتها وهى بين يديه
يديها تزحف فوق صدره حتى موضع قلبه تشعر بقصف دقاته اسفلها يرقص قلبها فرحا بأنها المسئولة عن حالته تلك
تأوهت بأحتجاج ضعيف حين شعرت به يبتعد عنها بتردد فسره هو على انه رفض واحتجاجا منها لما جرى ليدفن وجهه فى تجويف عنقها يغمغم بضعف وانفاسه اكثر ثقلا يزيد من ضمها اليه
: انا اسف ..عارف ان ده مش وقته ولا زمانه بس صدقينى غصب عنى لو مكنتش عملت كده كان ممكن يحصلى حاجة
لم تجد القدرة لتجيبه يمنعها حيائها عن اخباره انها لم تكن تمانع اجتياحه لها بتلك العاصفة من المشاعر
التى انستها حزنها وما كانت تعانيه
لمرة اخرى فسر جلال صمتها بصورة خاطئة يبعدها عنه ببطء ييتطلع الى عينيها يخطأ النظرة بهم قائلا بصوت متمهل مؤكدا على كل كلمة يقولها
:متخفيش منى ابدا.. زاى ما قولتلك قبل كده انا استحالة هغصب على حاجة ابدا ..صدقينى ياليله
انحنى فجأة مقبلا وجنتها وثم مرر طرف اصبعه فوق جسر انفها قائلا بحنان
:انا هقوم اخد دش سريع انزل بعدها ورايا شوية حاجات هعملها و هرجعلك على طول تكونى انتى اتغديتى ورتحتى شوية
اتبع كلماته ينهض عن الفراش متجها للحمام تاركا اياها خلفه تتابعه بعيون متسعة دهشة وذهولا تتسأل عن ما يعنيه من كلماته الاخيرة لها
*****************
جلست فوزية داخل غرفة الاستقبال داخل بيت الصاوى تجيل عينيها فى الوجوه المحدقة بها قبل ان تقول بأرتباك
:هى ليلة هتتأخر .انا عاوزة بس اطمن عليها وهقوم على طول
لتقول قدرية بلهجة ممطوطة لا تظهر فيها لمحة من الود
: متقلقيش يا حبيبتى هى جاية على طول احنا برضه مش عاوزين نعطلك
اشتعلت وجنة فوزية احراجا لتسرع حبيبة تنهض من مقعدها قائلة بلهجة معتذرة اسفة تحاول اصلاح كلمات والدتها السابقة
: انا هطلع حالا اندها واجيبها معايا هى بس كانت بتجهز نفسها اصلها كانت نايمة
هزت فوزية رأسها لها بالايجاب لتغادر حبيبة الغرفة تاركة خلفها التوتر يشع فى الانحاء حتى قالت زاهية وبفضول
: اكيد وصلكم حكاية انها مش فاكرة حاجة من يوم جوازها بجلال علشان كده جاية تطمنى علي…..
ات صوت قدرية مدويا كالرعد يهز ارجاء المكان هاتفة بزاهية موبخة اياها بعنف جعل زاهية تنكمش فى مقعدها رعبا لتتسأل فورية وهى تدير نظراتها الحائرة بينهم قائلة
: مش فاكرة حاجة ازاى وليه ماتفهمونى بالظبط ليله مالها وحصلها ايه؟
رمت قدرية نظرة حانقة اتجاه زاهية ليزداد انكماشها فى مقعدها قبل ان تنهض مسرعة قائلة بارتباك
وخوف
: هقوم اشوف القهوة مجتش ليه وجاية على طول
غادرت الغرفة بخطوات مسرعة متعثرة فلا تدرك دخول ليله هى الاخرى للغرفة لتصطدم بعنف بها جعل ليله تتأوه الاما فتلقى زاهية اعتذار لاهث مرتبك وهى تكمل طريقها للخارج مسرعة
دخلت ليله للغرفة تتحرك فور رؤيتها لزوجة عمها تلقى بنفسها بين احضانها قائلة بلهفة واشتياق
:مرات عمى ..ازيك وحشتينى
ضمتها فوزية الى صدرها تحتضنها بحنان قائلة
:وانتى ياحبيبة مرات عمك وحشتينى انتى كمان
وجيت اطمن عليكى بنفسى بعد اللى حصل فى مكالمتنا
تدخلت قدرية تقاطع حديثهم قائلة ببرود
:متقلقيش عليها اهى زاى الحصان ادامك اهى ومفهاش حاجة تستاهل القلق
تجاهلتها فوزية ممسكة بيد ليله لتجلسها بجوارها بتمهل تلقى ناحية قدرية نظرة ذات مغزى ثم تلتفت الى ليله تحدثها بتمهل وحنان
: انا عارفة بلى حصلك وعارفة كمان انك مش فاكرة حاجة … علشان كده سألينى على جدك وقت ما كلمتك؟
هزت ليله تومأ لها هنا نهضت قدرية عن مقعدها ينضح كل جسدها بالغضب المكبوت قائلة بصوت متمهل لكنه يحمل من الصرامة والمعانى ما يكفى لتفهم فوزية ما المطلوب
:اظن يام راغب كفاية على ليله كده وتطلع هى اوضتها ترتاح ..وانا وانتى نكمل القاعدة سوا
رفعت ليله عينيها تشع غضبا تفتح فمها لرد عليها بما يوقفها لكن تأتى تربتت زوجة عمها لتوقفها وهى تبعث اليها بعينيها رسالة تنهيها عما تنتويه قبل ان تنهض من مكانها بهدوء تمسك بحقيبة يدها تخرج منها علبة من القطيفة تفتحها وتحت انظار قدرية الفضولية تميل على ليلة تلبسها ذلك السلسال الذهبى الضخم هامسة فى اذن ليله بحذر
:دى هدية راغب ليكى وبيقولك حمدلله على السلامة
ارتعبت ليله تمد يدها فى محاولة لنزع السلسال لكن اتت يد فوزية توقف حركتهة تلك فى عينيها نظرة تحذير ونهى و دون ان تدع مجالا لاى حديث التفت ناحية قدرية قائلة بأبتسامة صفراء متيبسة
: ملهوش لزوم يام جلال انا ماشية اللى كنت جاية علشانها اطمنت عليها وخلاص غير كده ميلزمنيش.
تحركت فورا مغادرة بعد قبلت ليله مودعة لتغادر ليله معها هى الاخرى الغرفة بينما وقفت قدرية تضيق عينيها بتفكير قلق هامسة
: كده بقى ملهاش غير حل واحد ولازم يحصل النهاردة قبل بكرة مانا مش هقف اتفرج لحد ما تحصل مصيبة واقول ياريت اللى جرى ما كان
*******************
بعد عدة ساعة من تلك الاحداث دخل راغب جناح والديه دون طرق يسأل بلهفة
:ها ياما عملتى ايه ؟
شهقت فوزية بفزع تهتف به
:فى ايه يابنى حد يدخل على حد كده
راغب بنفاذ صبر وعصبية
:مااشى ياما حقك عليا بس قوليلى عملتى ايه؟ وعرفتى ايه ؟
ادارت فوزية عينيها بعيدا عنه قائلة بارتباك وحذر
:ولا حاجة وهو انا لحقت حتى اقعد معاها بس على العموم هى كويسة وبخير
راغب بصوت جهورى يخفى وراه غضب اعمى لو اطلق له العنان لدمر كل ماحوله قد اردك محاولة والدته اخفاء امر ما عنه
:اماه بلاش لف ودوران عليا انتى عارفة كويسة انا بعتك ليه وعلشان ايه فقوليلى بالظبط اللى عاوز اعرف
اقترب منها يكمل وعينيه تنطق بوعيد جعل فوزية تنتفض رعبا حين قال
: والا وحياة غلوتك عندى اخلى ابويا يعرف منك اللى عاوزه بس بطريقته هو فانتى اختارى بقى
ظهر الانكسار فى عينيها هامسة بألم
:بقى كده يا راغب بتهدد امك
راغب بأسف مصطنع
:مانتى اللى بتلوعى معايا فى الكلام وبتبقى ابن الصاوى عليا
قوزية بحزن وصوت منكسر
:لا يابن بطنى مش ببقى حد عليك بس عوزاك تبعد بقى عن بنت عمك وتسيبها فى حالها وكفاية اووى عليها اللى هى فيه
اقترب راغب منه راغب يسألها بلهفة
: ايوه انا بقى عاوز اعرف اللى هى فيه ده ايه بالظبط
فوزية باستعطاف ورجاء
:راغب علشان خاطر…..
قطعت كلماتها حين رأت تلك النظرة التى تنطق بالوعيد زافرة بأستسلام تهمس بندم
:سامحينى يابنتى حكم القوى وهعمل فيه ايه
*********************
جلست فى غرفتها تلوك شفتيها بغضب وهى تجوب ارجائها بخطوات حانقة تسب بكلمات سريعة غير مفهومة غافلة تمام عن صوت فتح الباب ودخول جلال الواقف مستندا فوق اطار الباب يراقبها باستمتاع وفوق شفتيه ابتسامة حنون قبل ان يقول
:ياترى مين بقى اللى كان من نصيبه كل الكلام الحلو ده
شهقت فزعة تلتفت ناحيته تفرك كفيها ارتباكا وهى تراه يتخلى عن وقفته المسترخية فوق اطار الباب متقدما منها ببطء مازالت تلك البسمة مرتسمة   فوق شفتيه فاخذت تهمهم وهى تتلفت حولها حتى وقف امامها يمد يده نحو كفيها المعقودين معا بتوتر يرفعهم نحو شفتيه يقبلهم طابعا على كف منهم قبلة بطيئة ناعمة وعينه تأسر عينيها بنظرتها الشغوف والتى جعلتها تتناسى كل غضبها من تلك المدعوة حماتها تشعر البلاهة حين همس لها بمرح
:هاا مين بقى صاحب الحظ السعيد
اتسعت عينيها بتسأول لا تدرك مايعنيه لتتسع ابتسامته لتصبح مرحة رقيقة وهو يرفع سبابته يمررها ببطء فوق شفتيها قائلا
: مين اللى زعلك علشان يخلى الشفايف الحلوة دى تزعل وتقوله كل الكلام الحلو ده كله
خفضت عيونها عنه تتلون وجنتيها بالحمرة مشتعلة خجلا لا تجد صوتها كى تجيبه ليهمس بأسمها برقة جعلتها ترفع عينيها اليه كالمغيبة لتسرى الرجفة   فى جسدها حين رأت لمعة عينيه مدركة بان كل ما تراه بهم من مشاعر يخصها وحدها به تتسارع خفقات قلبها حتى كادت تصم اذانها حين انحنى عليها هامسا فوق اذنها بشغف وصوت مرتجف
:وحشتينى …ووحشنى جنانك
تنفست بارتجاف تغمض عينيها استمتاعا بتراقص تلك الفراشات الصغيرة بسعادة داخل جنبات قلبها تكاد تهمس له هى الاخرى بمدى اشتياقها له رغم انه لم يغب سوى بالوقت القصير عنها لكنها شعرت كما لو كان الدهر
لكن تهب العاصفة لتقاطع تلك اللحظة بينهم حين اتى صوت هادر بغضب
:جرى ايه يا جلال هى البت نجية  مش قالتلك انى عوزاك طلعت ليه من غير ما تعدى عليا
وقفت قدرية امام باب غرفتهم عينيها تتابع ماتراه من تقارب بين جلال وليله بعين تنطق بالغل القسوة تراقب ابتعاد جلال البطئ عن ليله فيلامس وجنتها بنعومة مبتسما لها برقة قبل ان يلتفت لوالدته قائلا بهدوء
: انا كنت هنزلك حالا يا امى بس كنت بطمن على ليله الاول واشوفها اخدت دواها ولا لسه
لاكت قدرية شفتيها غلا قائلة بصوت حانق مغيظ
: واطمنت ولا لسه  .ولا تحب استنى شوية كمان لما تطمن اكتر
تنهد جلال يومأ لها بصبر مبتسما بهدوء قائلا
:لاا ياامى مش محتاجة تستنينى ولا حاجة .انزلى انت وانا هحصلك على طول
ادارت قدرية عينيها بينهم قبل ان تستقر فوق ليله ترميها بنظرة حارقة متوعدة ثم تغادر الغرفة كما اتت  سابقا كالعاصفة تترك خلفها جو مشحون متوترا لتسرع ليله قائلة بصوت متوتر
: انزل يا جلال وراها متخلهاش تستناك ومتقلقش عليا انا هاخد الدوا وهنام على طول
التفت جلال لها مبتسما بحنان يهز رأسه لها بالايجاب قائلا لها بهدوء وانامله تعبث بخصلات شعرها
: مش هتأخر عليكى ..هشوف بس ايه الموضوع وهرجعلك حالا
اومأت له سريعا تعده عينيها بانتظاره دون ان تستطيع النطق بها لكنه رأى ما تخبره بها نظراتها لتتسع بسمته يقبل وجنتها ببطء وحنان ثم يلتفت مغادرا بخطوات سريعة واثقة اما هى فوقفت تراقبه بعيون مشرقة ملتمعة
      ************************
عرفت يابا هتعمل ايه ؟من بكرة تشوف انفار تبعنا وتنزل الارض تلم المحصول لحسابنا
علوان بتردد بعد كلمات والده راغب له
: انت متأكد من اللى هتعمله ده …انت كده بتقلب علينا ابن الصاوى واحنا مش قده
ابتسم راغب بخبث وعيون ملتمعة جذلا
:متخفش ابن الصاوى مش هيقدر يفتح بوقه بعد كده ..علشان عارف انه هيخسر كتير لو وقف قصادى
علوان بعدم اهتمام
:علشان يعنى حكاية ان بنت عمك مش فاكرة حاجة وطب وده ماله ومال الارض
زفر زاغب بنفاذ صبر هاتفا بغيظ
:يابا هتشلنى . متخليك معايا كده على نفس الخط وبلاش تخنقنى
علوان مستنكرا بامتعاض
:واد انت اتلم وكلمنى باحترام ومتنساش انى ابوك مهما كان
شوح راغب بيده بعدم اكتراث قائلا بغضب
: خلاص خلصنا ..وهفهمك الليلة واللى فيها بس ابوس ايدك ركز معايا علشان مش هكرر كلامى تانى
اومأ علوان  له بوجه مازال غضبا ليتابع راغب حديثه قائلا ببطء
:دلوقت لما ليله تكون مش فاكرة موت جدى يبقى كمان مش فاكرة ايه
ظهر عدم الفهم فوق ملامح علوان ليزفر راغب بقوة يكمل بحنق
:يبقى مش فاكرة الارض  ولا فاكرة ان جدى كتبها ليها والاحلى كمان انها اساسا مش فاكرة جوازتها من ابن الصاوى من الاساس يبقى ايه الحال دلوقت
التمعت عينى علوان جذلا يهتف بجشع
:يبقى الحال على ماهو عليه والارض ومحصولها لينا ويبقى ينطق ابن الصاوى ساعتها
حك راغب ذقنه بانتصار قائلا
:ويبقى يروح يقولها بقى لو راجل حكاية الارض وحوار جوازتهم من الاساس ويبقى يشوف بقى هتعمل ايه معاه ساعتها
ضيق عينيه هامسا بغل بعيدا عن مسامع والده
: ماهى هتعرف هتعرف والاحسن ليه تعرف منه قبل منى علشان ساعتها بعد اللى هتعرفه منى مش هتفضل على ذمته يوم واحد
        ********************
دلف الغرفة بهدوء يسير بخطوات مرهقة تعبة حتى خزانته يفتحها يخرج من داخلها ملابس للنوم له يلتفت باتجاه الحمام دون ان يوجه كلمة واحدة لليله المراقبة له بقلق توقف خطواته صوتها الهامس المنادى له قائلة .
:جلال كنت عوزة اكلمك فى حاجة
التفت لها ببطء يسألها بصوت مرهق جعلها تترد ان كان من الافضل الانتظار صباحا ام تفاتحه الان فيما تريد
: قولى يا ليله انا سمعك
ترددت للحظة قبل ان تحزم امرها قائلة
:كنت عاوزة اروح اقعد مع ماما وشروق يومين خصوصا بعد ما عرفت خلاص بموضوع جدى
ساد الصمت ارجاء الغرفة شعرت به ليله به ثقيل قاتل يبعث التوتر بحسدها حتى اضطرت ان تناديه
بحثا عن اى اجابة منه حتى اتت بصوت خشن قاسى منه
:لا ياليله….. ومفيش خروج من بيتك وبيات فى حتة تانية
ليله بصدمة وصوت صدر رغما عنها مستنكرا
: طيب ليه مش فاهمة مانا خلاص عرفت موضوع جد…..
رأت عينيه تستقر فوق صدرها تنهار تلك الواجهة من الهدوء من فوق ملامحه فورا وبعيون مشتعلة غضبا مد يده قابضا فوق السلسال الملتف   حول عنقها والذى قامت زوجة عمها  باعطائه لها وقد نسيت امره تماما ما نوت القيام به بخصوصه بألقائه فى احدى الادراج بعيدا عن انظارها  تماما لكنها غفلت عن فعل ذلك فى خضم الاحداث
شهقت بفزع وصدمة حين جذب اليه منه لترتطم بصدره بقوة ينحنى فوق اذنها يفح داخلها قائلا بشراسة
: يمكن علشان دى ……وصاحبها
وقفت مكانها بجمود متسعة العينين ذهولا بعد ان تركها فجأة متجها الى الحمام دون اضافة كلمة اخرى مغلقا الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاءالغرفة
          *********************
: تعال يا فواز ادخل عوزاك
دفع الباب بحذر داخلا الى جناح زوجة عمه والتى جلست فوق مقعدها بجسد منتصب ووجه حازم يسألها بتلعثم
:خير…يامرات عمى …هو انا حصل منى حاجة
هزت قدرية رأسها له بالنفى تشير له بالاقتراب ليقترب بخطوات بطيئة مترددة يقف امامها تماما يشعر بالتوتر وعين قدرية تضيق فوقه بتفكير يسود الصمت للحظات قبل ان تقول قدرية
:اقعد يافواز واسمع كويس اللى عاوزه اقوله
جلس فواز فورا وكله اذان صاغية يظهر الاهتمام فوق ملامحه لتقول قدرية بحزم
:شوف بقى احنا لامتى هنبقى لعبة فى ايد بنت المغاربة .. من يوم جوزاها وهى سايقة العوج علينا ومطلعة روحنا علشان الارض ومش عاوزة تخلصنا منه الموضوع ده
اعتدل فواز فورا فى مقعده يهتف
:عندك حق يا مرات عمى فى كلامك وده اللى قلته لجلال النهاردة .بس معجبوش كلامى وطبق فى رقبتى كان هيموتنى فى ايده لولا ابويا
قال جملته الاخير بغيظ جعل قدرية تبتسم فرحة بردة فعل ولدها لكنها اخفت ابتسامتها سريعا قائلة بأعتذار مصطنع
: حقك عليا ياحبيبى مانت عارف جلال وخلقه الضيق
ربتت فوق كفه تكمل بجدية
:المهم ركز معايا يافواز دلوقت البت دى دخلتنا فى موال انها مش فاكرة حاجة وحلنى بقى عما تفتكر تكون الارض ضاعت منا تانى وخصوصا بعد ما امك الهبلة قالت لمرات عمها على الموضوع ده وبقينا لعبة فى ايدى المغاربة من تانى
عقد فواز حاحبيه بحدة قائلا
:عندك حق يا مرات عمى انا حاولت برضه اقوله جلال وخليه ياخد باله منه يمكن يستغل فرصة انها مش فاكرة حاجة ويمضيها ونخلص بس هقول ايه لابنك اللى عملى فيه شهم وراج..
نكزته قدريه فوق ذراعه بعنف جعله يتأوه الما تهتف به بحنق
: وله لم نفسك واتكلم بأدب على كبيرك والا وربنا هتلاقى ايدى على وشك بتفوقك بقلم معتبر
وضع فواز يده فوق صدغه برعب كما لو كان تلقى تلقى الصفعة بالفعل يهمس بضعف
: حاضر يا مرات عمى ..قوليلى بس ايه المطلوب منى وانا هنفذه
التمعت عينى قدرية بقسوة قائلة ببطء
:عوزاك تروح للمحامى وتقوله ينفذ اللى هقولك عليه ده
عقد فواز حاجبيه بحيرة سرعان وما اختفت يحل مكانها الذهول والاعجاب وقدرية تستمر فى الحديث   تزداد عينى فواز انبهارا بها كلما قالت المزيد منه
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!