روايات

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الفصل السادس عشر 16 بقلم موني عادل

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الفصل السادس عشر 16 بقلم موني عادل

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الجزء السادس عشر

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب البارت السادس عشر

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب

رواية قلوب بريئة تنبض بالحب الحلقة السادسة عشر

وصل المشفي في وقت قياسي بعدما سمع من أحد أصدقاء نهي ما حدث لها ، لم ينتظر ليسمع أكثر من ذلك فذهب مباشرة ليراها ، وقف أمام الإستقبال ليسأل عن غرفتها عرف رقم غرفتها فذهب بإتجاهها بخطوات مسرعة ووقف أمام الباب ففتحه دون أن يطرق عليه وجدها نائمه على الفراش اخفض بصره ينظر لمعصمها فوجده يحيطه ضمادة طبيه ، لا يعلم لكم من الوقت ظل ينظر إليها فهي تشبه الملاك وهي نائمه ملاك معذب يعذبه شيطان مثله ، تقدم منها ووقف أمامها ومال عليها ليقبلها بقبلة عنيفه حملت كل ما أعتمل في نفسه من رعب اللحظات السابقة ، شعر بها قد استيقظت تنظر إليه بجوهرتين عسليتين تنظر له بإستسلام وإرهاق ابتعد عنها قليلا وظل ينظر إليها وهي تبادله في صمت وبدون أن يشعر مال عليها مجدداً وأنقض على شفتيها ليقبلها بقبلة شغوفة محبه حتي كادت أن تنقطع أنفاسها ..
ظل ينظر إليها بنظرات لم تفهم معناها أهي رغبة أم حب ، جفاء أم ماذا لم تستطيع تمييز نظراته فأنتشلها من حيرتها وأردف قائلا
((هل أنتي بخير ))
أجابته وهي في حيرة من أمرها تفكر لما أت ولما هو هادئ
((نعم بخير ، لما أتيت ))
أجابها وهو يستفزها ((أتيت لاري زوجتي المستقبليه ))
أتسعت عيناها رعبا وأخذت شفتاها ترتجف ودموعها تتساقط بحرقه على وجنتيها وهي تنظر له غير مصدقه ما قاله هل مازال مصرا بعد كل ما حدث ألم يري بأنها فضلت الموت على أن تتزوج منه عرفي ..
فهم نظراتها له وقد فهم ما ترمي إليه فتحدث قائلا وهو يضغط على أسنانه
((لا تكرري ما فعلتيه مجددا لأن الموت لم ولن ينقذكي مني ))
نظرت إليه ولا تعرف ماذا تقول أو تفعل ليبتعد عنها ويتركها لقد كادت أن تموت لأجل أن تبتعد عنه فقط وهو واقف أمامها يهددها بألا تكررها فتحدثت بإرهاق قائله
((ماذا تريد أن أفعل أكثر حتي تستوعب بأنني لا أريدك ، لقد فضلت الموت علي أن أتزوجك عرفي ))
صمت ولم يجيبها بينما هي تنظر له وتنتظر إجابته فتحدث بكل هدوء
((حسنا هل مشكلتك هي الزواج العرفي ، سنغير شيئا صغيرا في الإتفاق سيكون زواجا رسميا ))
أخذت تسعل بشده وقد أحمر وجهها من كثره السعال حتي أوشكت على الإختناق ، وعندما هدأت قليلا تحدثت قائله
((لما تفعل ذلك ، أرجوك يكفي ))
تحدث بنفس الهدوء والبرود
(( أين عائلتك لما أنتي بمفردك ))
لم تجيبه لبعض الوقت ولكن عندما وجدته ما زال ينتظر إجابتها تحدثت تقول بتعب
((هلا ذهبت ؟ فوالداي سيحضران ف أي لحظة .))
تنهد شريف ثم قال
(( أين هما ؟))
قالت مضطره لجعله يذهب قبل مجئ احدى والديها
(( والدي ذهب ليحضر ملابس لي من البيت ووالدتي ذهبت لتري الطبيب لتعرف إذا كنت أستطيع الخروج اليوم ام لا ..))
عندما أنتهت من الحديث وجدته واقفا أمامها يضع يديه في جيب بنطاله ينظر إليها وترتسم على وجهه ابتسامة مستفزه فتحدثت بغضب قائله
((وما شأنك أنت بوالداي ، هيا أذهب ))
إذدادت إبتسامته اتساعا وقد أقترب منها ثم قال
((حسنا سأذهب الأن ولكن وقتما أتصل بكي تجيبين وإلا أنتي تعرفين ما يمكنني فعله ))
تركها وأستدار بإتجاه باب الغرفة ليفتحه فوجده يفتح وتدخل والدتها لتسأله من يكون ..
تحدثت والده نهي بتهذيب ((مرحبا ، من تكون))
اجابها بذات التهذيب ((مرحبا ، ادعي شريف عمار وأنا زميل نهي في الجامعة وصديقها ، تشرفت بمقابلتك ))
انهي حديثه يمد كفه يسلم على والدتها لتبادله ، أوماءت له والدة نهي وهي تنظر له فنسحب شريف وذهب من أمامهم فما أن خرج حتي ذهبت والدتها لتجلس بجوارها وتحدثت قائله(( من ذلك الشاب ))
أردفت نهي قائله وهي ترفع ذراعها لتضعها على عينيها
((كما قال لكي زميلا ))
تحدثت والدتها وهي تنظر لها بنظرة غير مصدقه ما قالته
(( زميلا فقط ، لا تخفي عني شيئا حبيبتي فانا والدتك فإذا كان هناك شيئا أخر فلتخبريني هو يبدو مهذبا ، وأيضا لم تخفي عليا نظرات الإعجاب التي يرسلها إليكي ))
ظلت على حالها وأكتفت والدتها بالصمت بعد ذلك فهي قد أتيحت إليها فرصة لتخبرها ولكنها لم تتحدث ولا تعرف لما فضلت السكوت وأخذت تفكر وتهمس لنفسها ألم تستطيعي التفريق يا أمي بين نظرات الإعجاب والرغبه فنظرات شريف نظرات راغبه لا محبه ..
❈-❈-❈
بعد أن انتهت من محاضراتها جلست تنتظره لتتحدث معه فهي الأن من تريد التحدث معه والتقرب منه انتظرت كثيرا ولكنه لم يأتي بينما وقف هو يراقبها من مكان بعيد عنها حتي لا تراه فوجدها تنظر حولها وتبحث عنه فقد شعر بنظراتها له اليوم فتلك النظرات نظرات فتاة قد وقعت في العشق ولكنه يري نظرة الخوف أيضا في عينيها لا يعرف مما هي خائفه هل تشعر بما سيحدث معها وما هو مصيرها أم نظرات الخوف تلك من شيء أخر ، وجدها قد وقفت لتجمع أشياءها وتذهب يبدو قد ملت من انتظاره فذهب يتوجه إليها لن يضيع تلك الفرصة من بين يديه.
بينما وقفت أروي وجمعت أشيائها فقد قررت الذهاب وجدته يقف أمامها ينظر إليها ويسألها بمنتهي البراءة قائلا
((إلي أين أنتي ذاهبه ))
نظرت إليه بنظرة ساحرة تتأمل هيئته الرجوليه ثم أبعدت بصرها عنها وتحدثت بلامبالاه
((سأذهب للبيت فلقد تأخرت ))
تحدث أدهم قائلا ((أليس بيننا موعدا ، فلما ستذهبين ))
تحدثت قائله وهي تحاول ألا تظهر غضبها منه (( أدهم ماذا تريد مني ، وما هي تلك اللعبة التي تلعبها))
شحب وجهه ولكنه حاول أن يظهر طبيعيا أكثر وتحدث قائلا
(( سأقول لك ماذا أريد منك ؟ ولكن عن أية لعبة تتحدثين ))
تحدثت قائله ((أقصد تلك اللعبة التي تشبه القط والفأر ))
ضحك ضحكة عاليه بملء صوته فسلبتها أنفاسها وهي تنظر له وتتأمل تفاصيل وجهه فتحدث قائلا
((هيا اجلسي لنتحدث فلدي أشياء كثيرة أريد البوح بها لكِ ))
جلست على مقعدها من جديد وجلس هو مقابلا لها يتبادلون النظرات إلي أن تحدث هو قائلا
((أروي أريد التحدث معاكي في شيء هام والإعتراف لكِ بسر ولكنك ستعترفين أيضا بسر من أسرارك لي ))
أوماءت له فها قد حانت اللحظه التي ظلت تتمناها كثيرا ان تبوح بما في داخلها وتجد من يسمعها بل هو من يريد أن يشاركها سرا …
بينما تحدث هو وقد ظهر التأثر عليه قائلا
((لقد أنهزمت يا أروي ، هناك من هزمني وجرحني وجعل قلبي يتألم ))
توقف عن الحديث ينظر لها بينما تحدثت هي قائله
((ومن قد يستطيع أن يهزمك وأنت على تلك الهيئة ألم تنظر لنفسك بالمرأة ))
إبتسم إبتسامه لم تتعدي شفتيه وهو يقول
(( أنتي ، نعم أنتي يا أروي من أستطعتي أن تهزميني و تؤلمي قلبي ))
أرتبكت أروي ولا تعرف بما تجيبه فماذا فعلت هي لتهزمه أو لتؤلمه فتحدثت قائله
(( أنا ! لم أفعل شيء صدقني منذ ذلك اليوم الذي أوصلتني فيه وأنا عهدت نفسي بأن أتعامل معك بلطف وألا اتشاجر معك مجددا ، فماذا فعلت الان ؟ ))
تحدث وهو مثبت بصره على عينيها
((بلا فعلتي ، لقد سرقتي شيئا عزيزا علي فلا أستطيع العيش بدونه فأعيديه إلي وأعدك بأنني سأحتويكي لقد أعتدت أن أفتخر بإختياراتي وقراراتي فكيف وأنتي أهم أختيار وأجمل قرار))
ثم صمت ينظر إليها بنظرات متفحصه يري وقع حديثه عليها ثم أكمل قائلا
((فلا يمكن ان أنسى ذلك اليوم الجميل الذي رأيتك فيه أول مرة، عندما داعبت نسمات الهواء العليل وجهك وأنتي تقفين امام سيارتي فقد دخلتي إلى قلبي ووضعت عيونك داخله، ومن يومها وأنتي تتربعين داخل هذا القلب الذي غرق في بحرك … فسري هو أنك قد جعلتني أقع في حبكِ ))
❈-❈-❈
منذ تلك الليله التي راها بها وهي لم تخرج من تفكيره فهو من يومها يراقبها ويتتبعها يريد التعرف عليها أكثر ، رن هاتفه وكان المتصل سيف أمسك بالهاتف وأجاب على المكالمة ليصله صوت سيف قائلا
((لا تنسي اليوم علينا الذهاب لنتفق على موعد الخطبه فلا تتأخر في العودة ))
أجابه مؤمن وهو يشاكسه
((لما انت مستعجل هكذا ؟ فمازال اليوم باوله فلا تقلق لن أتأخر سأحضر على الموعد ))
قطع عليه حديثه مع سيف طرقات خفيفة على زجاج السياره أستدار ببصره ليري من ، وجدها هي تلك الفتاة التي يتتبعها ، تشير له ليفتح زجاج السيارة حتي تستطيع أن تتحدث معه فأنزل الهاتف عن اذنه وانهي المكالمة سريعاً ..
لكنه لم يفعل ويفتح الزجاج بل فتح باب السيارة وخرج منها ليقف أمامها وتحدث قائلا (( نعم ))
هبت في وجهه كالشعلة قائله (( ماذا تفعل هنا يا حضرة الضابط ، ولما تنتظرني هنا كل يوم لأخرج من الجامعة تظل تراقبني طوال الوقت ، فما الذي تريده مني ؟ سأخبر والدي عما تفعله ))
تحدث وهو يرمقها بنظره أخافتها ((لم أكن أراقبك كنت أنتظر صديقا لا تعطي نفسك قدرا أكبر من قدرك ، فهيا اذهبي من أمامي ))
قالها وأستدار يعطيها ظهره ..
وقفت مبهوته تنظر له وقد أحمر وجهها من أسلوبه الفظ معها فكم أحرجها بطريقه كلامه فأستدارات لتذهب ولكنها وجدته يعتذر منها يدعوها لتتناول القهوه معه وليتعرف عليها أكثر للحظة ترددت ولكن في النهاية وافقت على طلبه فمن داخلها تريد ذلك …
❈-❈-❈
كانت ملك جالسه في وسط عائلتها تخبرهم بأن سيف سيأتي اليوم لزيارتهم هو وعائلته لتحديد موعدا للخطبه ، سعد والدها وفرح كثيرا وهو يري السعادة تملأ عينيها فتمني لها عمرا مديدا مليء بالسعادة والفرح وأحتضنها لتتشبث بصدره وهي تتحدث قائله
((هل سيأتي ذلك اليوم الذي أعيش فيه دون الشعور بألم ؟ دون تناول المسكنات ، هل سيأتي يوما أشفى فيه كليا ؟))
تساقطت دموع والدها وهو يسمعها تتحدث لأول مره عن ما تريده وعن ذلك المرض اللعين فكم يؤلمه قلبه على رؤيتها ضعيفه هزيله شاحبة الوجه بعد أن كانت قمرا منيرا بينما والدتها لم تستطيع رؤيتها بذلك الضعف فوقفت لتهرب وتذهب إلي غرفتها لتطلق العنان لدموع حبيسة قيدتها في مقلتيها من أجل ألا تراها إبنتها فهي من عليها أن تدعمها وتقويها لتستطيع أن تهزم مرضها وتكون بصحة جيده لا أن تبكي وتضعف أمامها ، فرفع والدها رأسها من صدره وأمسك وجهها بين كفيه وهو ينظر إليها فتحدث قائلا
(( إن شاء الله يابنتي سيأتي ذلك اليوم كوني متفائله وكوني على يقين بالله ))
أوماءت له فمحي دموع عيناها بإبهامه وهو يخبرها بأنه لا يريد رؤيتها تبكي مجددا فكم يحزنه رؤية دموعها ..
فشردت تحاول أن تتخيل حياتها القادمة وهل ستجده بجانبها ويدعمها أم سيتخلي عنها كانت قد أبتعدت عنه حتي لا تؤذيه ويتألم قلبه من أجلها فلما عاد مرة أخري إذا تخلي هو عنها حتما ستموت لن تستطيع العيش ولن تستطيع أن تحارب المرض بمفردها تحتاجه بجانبها كما تفعل عائلتها الأن فهي ما زالت تتنفس بسبب ذلك الدعم المعنوي فهو كل ما تريده منه ومن عائلتها فهو ما يعطيها الطاقه لتكمل طريقها للشفاء من ذلك المرض الخبيث ، فمنذ أن أكتشفت مرضها وعائلتها تقف بجوارها وتدعمها في كل شيء مما يساهم في تقليل شعورها بالألم تتذكر حين مرضت بشده وأصر والدها على أن تذهب للطبيب وحينها أكتشفت بأنها مريضة كانسر وأن حياتها ستكون شاقة ومتعبة فقررت الإبتعاد عنه حتي لا تري شفقته عليها فهي كل ما تريد رؤيته هو حبه فقط والأن بالطبع سيكتشف ما أخفته عنه فما سيكون رد فعله حينما يكتشف سبب إبتعادها عنه وهل سيكون مقدرا لها العيش معه بسلام أم سيكون للقدر رأي أخر ؟
بعد مرور فتره في بيت كبير يجتمع مجموعة من الاصدقاء
أدهم وشريف و مراد ولبني يجلسون مقابل بعضهم البعض يلعبون ألعاب الفيديو ويتسامرون أثباء لعبهما فسألت لبني شريف قائله
((ماذا ستفعل مع نهي؟ هل حقا ستتزوجها ؟))
نظر إليه جميع اصدقائه بصدمة جليه على ملامحهم فشريف لم يكن صادقا في مشاعره مع اي فتاة من قبل هل حقا يفكر بالزواج من نهي ؟
تحدث ادهم بتوجس قائلا
(( ما الذي تغير وجعلك تفكر في نهي من تلك الناحية ظننتك تستمتع بالوقت معها فقط .))
اشتعلت عينيه بغضب عارم ما ان استمع لحديث ادهم فأغمض عينيه بعنف وعض شفتيه بقوه وهمس بداخله
((اهدى يا شريف اهدى ولا تتهور فهذا هو ما يريده . ))
فتح عينيه ينظر إليه ببرود وكأن شيئا لم يحدث يخبره ببساطه
(( لقد مللت من اللعب وأردت ان أستقر فلن أجد فتاه تعشقني وتتمنئ أن أتزوجها مثلما تريد نهي .))
وافقته لبني وباركت له بينما مراد منشغل في التحدث مع فتاة على الهاتف ولم يعير ما يحدث من حوله أي اهتمام استدارات لبني تنظر لادهم بحب وعشق جارف وتحدثت قائله
(( العقبي لك انا وانت))
صمت ولم يجيبها فهي لم تكف عن الحديث في الامر ومهما اخبرها بأنها مجرد صديقة لا تقتنع ولا تحل عنه لقد وقع في عشق أروي اعترف لنفسه بذلك في الآونة الأخيرة لذلك لم يستطيع أن يوذيها ويكمل رهانه عليها مع شريف بل تغاضي عن ذلك الامر كليا فلم يعد يفكر فيه وشريف أيضا الظاهر بأنه قد انسحب قبل ان يحاول فما حدث انهي منعه من عيش حياته بصورة طبيعية في الفترة الأخيرة ، أراد أدهم الارتباط بها قرر إعلام والده ليذهب معه ويطلبها للزواج ..
❈-❈-❈
بعد مرور شهر كان قد انتهي العام الدراسي وانتقل خالد للعيش في منزل عائلته بعد تجديده وبعض التعديلات التي احتاجها المنزل ليعود كسابق عهده كانت الحياة شبه مستقرة بين خالد وفاطمة ولكن لا تنكر فاطمة بأن زواج خالد من ليلي كسر داخلها أشياء كثيرة من الصعب ترميمها أو العدول عنها تشعر كلما تري ليلي أمامها بغصة مريرة في حلقها تكاد تخنقها تكاد تجزم بأنها كسكين حاد مزروع بعرض حلقها ولكن ما الذي بيدها لتفعله فتلك رغبة زوجها ، كم تبغضه كلما رأته سعيد وإبتسامته تنير وجهه تشعر بالغضب والاستياء لدرجة انها تريد قتله لعلها ترتاح من الآلام القابعة بداخل صدرها فبعد عدة أيام ذهب أدهم ووالده لمنزل خالد ليطلب منه يدي اروي للزواج فقد عرف بأن خالد من اثرياء المجتمع ولديه ثروة مهوله ذلك ما جعله يذهب معه ، اتفق الجميع على كل شئ وتم تحديد موعد الزفاف في خلال اسبوعين ستكون اروي زوجته وعلى اسمه كان أدهم ينتظر مرور الأيام على أحر من الجمر ليجتمع بمن ارادها زوجة وحبيبة له ..
❈-❈-❈
منذ ما حدث مع نهي وهي تلتزم المنزل لم تخرج منه ابدا حتي عامها الدراسي لم تكمله ولم تدخل امتحاناتها وقد تخلصت من هاتفها حتي لا تستمع إلي صوته من جديد لتجد والدتها تخبرها بأنه طلبها للزواج كم ضحكت وقتها فليس هناك مفر منه ، فماذا تفعل بعد ليتركها تمضي في حال سبيلها فقدت الامل في جعله يتركها ويبتعد عنها فوافقت لتنهي ذلك الامر ، ستتزوج منه وإما أن يقتلها أو تقتله وفي الحالتين هي الخاسرة نزلت دموعها على حبيبها الذي لا يشعر بها ويستلذ بتعذيبها ورؤية دموعها..
❈-❈-❈
في منزل ملك كانت تتربع إبتسامة بلهاء على ثغرها لا تستطيع السيطرة عليها لا تعرف لما هي سعيدة فزواجها منه مبني على اتفاق بينهما لا يهم لما المهم أنه سعيدة جدا بالارتباط به .
رفعت بصرها تنظر إليه وجدته مثبتا نظراته المتفرسة فيها وعلى جسدها احمرت وجنتيها واخفضت راسها بخجل فتحدث سيف بصوت اجش قائلا
((اسبوع واحد فقط وستكونين زوجتي.))
تحدثت بتوتر وخجل حقيقي قائله
(( هناك شيء اردت ان اضيفه للاتفاق ))
هز رأسه بأن لا فائدة منها فملك ستظل تذكره بإتفاقهما ولن تكف عن تلك التصرفات فهي لن تتغير فتحدث قائلا
((قولي ما لديك فأنا اسمعك .))
تمتمت وهي تتهته في الحديث قائلا
(( اريد ان يكون زواجا على الورق فقط اي لا تقترب مني لفتره حتي اكون مستعدة واخبرك بذلك .))
رفع حاجبيه ينظر إليها بإستهزاء وتحدث نبرة جليديه ارسلت الرجفة في اوصالها قائلا
(( في احلامك ان اوافق على شىء مثل هذا فلقد تزوجتك فعليا من اجله .))
صدمت من جراته ولكنها لابد وان تتعود عليه وعلى اسلوب حديثه معها فنظرت اليه مقطبة الجبين وكأنها لا تراه فهزت راسها لتهمس بصعوبه
(( ماذا ؟ ظننتك ستوافق على كافة شروطي ))
قال سيف مبتسما
(( ولما سأوافق على كافة شروطك ؟ الان انتي من تحتاجين الي وتريدين مساعدتي من اجل اخراج بن عمك من ازمته ام نسيتي الامر .))
الا انه كان يحدث نفسه فجأة وهو يراها تخرج مندفعه من الغرفة وعلى ما يبدو انها غاضبة وبشده لينسحب هو مغادرا لبيته ..
❈-❈-❈
كانت نهي تمر بمرحلة صعبه جدا فبعد انقاذها من محاولة انتحارها وهي تجد صعوبة في العيش بسلام كما تتمني لو كانت ماتت لكانت ارتاحت من ملاحقته فمنذ ان اخبرتها والدتها بان شريف عرض على والدها الزواج منها وان والدها مرحب بالامر وهي تري كل شيء مسود في وجهها فكيف ستستطيع العيش مع معذبها من قسي عليها ودعس عليها وعلى كرمتها بقدمه لقد ارهبها مرارا وتكرارا فكيف ستطمئن على نفسها معه وتعيش في امان بوجوده لا تنكر بانها مازالت تحبه وتضعف امامه احياناً ولكنها لم تنسي ما فعله معها مادامت على قيد الحياه وجدت رنين هاتفها يتصاعد من جوارها فلقد غيرت رقمها الخاص ولم تعطيه الا لصديقتها المقربه منها فامسكت بالهاتف واجابت عليها لتصر عليها صديقتها ان تخرج معها الليلة لقليل من الوقت فقط رفضت نهي بالبداية ولكن مع اصرار صديقتها عليها وافقت على مضض واتفقت معها بانها ستقابلها في المساء ثم انهت المكالمة معها ووضعت الهاتف في محله وهي تزفر انفاسها بضيق فكم صعب عليها الخروج من المنزل ..
في المساء كانت نهي جالسة مع صديقتها تحاول ان تستمتع بوقتها فهي منذ مدة طويلة لم تخرج من المنزل كان كل شيء يمر على خير الي ان رأت من يقترب منها ليتوقف قلبها فلم تعد تشعر بضرباته في صدرها بينما كان شريف يجلس مع اصدقائه ليتفاجأ بوجودها بنفس المطعم فوقف واتجه اليها يرفع راسه مندهشا من هيئتها كان وجهها شاحباً كشحوب الموتي وبصرها مثبت عليه ولكنها اندفعت اليه ما ان اقترب منها ووجهها محمر وعيناها مشتعلتين كانت تبدو شهية بدرجة معذبه الا انه لم يبدي رأيه وهو يراها في حالة غريبه وضعيفه ليست قوية كما عرفها دائما عندما وجدها صامته ولم تبادر بالتحدث فقال هو مبتسما
(( لقد اشتقت اليكي واتيت لبيتك اكثر من مرة لاراكِ ولكن والدك اخبرني بانك مازلتي مريضة ولا تريدين رؤية احد .))
فركت اصابعها بتوتر وقالت بعصبية
(( لما لا تبتعد عني وتتركني في حالي ؟))
ارتفع احدي حاجبي شريف بخبث وهو يقول بخفوت
(( ببساطة لانني لا اريد فكم اتمني التهامك فأنتي تبدين لذيذة .))
اذدادت سرعة تنفسها بغضب وهي تنظر إليه بصمت ثم قالت بصوت مجوف
(( كم اكرهك .))
اقترب منها ببطء ليقول بخفوت
(( وانا ايضا .))
كانت تنظر اليه كساحرة صغيره بوجه ابيض شديد الشحوب تنظر اليه بقسوة شعرت بنفسها تختنق بينما هو يهمس بصوت يكاد يسمع ولكنه ارسل الرجفة في اوصالها
(( قريبا سنجتمع معا ووقتها لن تستطيعي الهروب مني .))
ارادت ان تتجاوزه وتهرب من امامه ولكنها شهقت عاليا حين شعرت بقبضته تضغط على ذراعها ككماشة حديدية تديرها اليه بقسوة نفضت ذراعيها من قبضته مما اشعرها بالم حاد في ذراعها ولكنه لم تعيره انتباه وتحدثت بامر قائلا
(( إياك ان تلمسني مجددا .))
ابتسم ابتسامة مستفزة وهو ينظر اليها بجراة مما جعلها تتقزز من نظراته حاولت التحكم في دموعها حتي لا تتساقط امامه ولكنها لم تستطع ذلك لتنهمر دموعها على وجنتيها هز راسه برضا تام فها هي تظهر امامه ضعيفة وهو المتحكم فيها تنهد براحه وقد انتشي عند رؤيته لدموعها فرفع كفه يريد ان يمحي دموعها ولكنها لم تسمح له فقد رجعت خطوتين للخلف رفع حاجبه مستغربا من فعلتها فهو لم يكن ليؤذيها اراد فقط محو دموعها واسكاتها فجميع من في المطعم ينظر اليهما ويتابع ما يحدث حالة من الصمت الرهيب جعلته يتذكر انتحارها للحظة شعر بالقلق عليها من ان تحاول الانتحار مجددا ولكنه باعد تلك الافكار عن مخيلته واشار اليها لتذهب فهمست من بين شفتيها المتيبستين
(( اتمني من قلبي ان تندم في وقت لم يعد للندم مكان فيه .))
ما ان انتهت من حديثها تجاوزته ووقف هو ينظر في اثرها مذهولا من تلك الفتاة التي تظهر اوقاتا بمظهر الفتاة الضعيفة واوقاتا اخري يجدها قويه وترد عليه الصاع صاعين لذلك مازال متمسك بها يريدها وسيحصل عليها ..
❈-❈-❈
في صباح يوم جديد أستيقظت من النوم على صوت رنين هاتفها وقد عرفت من المتصل من النغمة التي خصصتها له فأسرعت بالامساك بالهاتف وضغطت زر الايجاب لتستمع لصوته وهو يلقي عليها تحية الصباح فبادلته التحية وصمتت تنتظر منه ان يتحدث هو ولكنه اكتفي بالصمت هو الاخر فأبتسمت اروي وهي تقول برقة
(( لما تلتزم الصمت ؟))
عقد حاجبيه مبتسما وهو يقول
(( انتظرك لتتحدثي انتي لعلك تريحين قلبي وتخبريني بما اريد الاستماع اليه .))
قالت أروي بخفوت
(( وما ذلك الشيء الذي تريد مني اخبارك به؟))
ابتسم ادهم بعمق اكبر ثم قال بوضوح
(( اريدك ان تخبريني عن مشاعرك تجاهي .))
ارتجف كف اروي الممسك بالهاتف ثم قالت بعبوس وخوف
(( ادهم اخبرتك سابقا بالا تضغط علي وانني عندما اكون مستعدة سأخبرك من تلقاء نفسي .))
اخذ يهز راسه نفيا وكانها تراه فهي لن تعترف بحبها له الذي يشعر به ويري نظرة عينيها التي تشع حبا وحنانا ولكنه لا يعرف لما لا تريد التفوه بما في قلبها ؟ لما تخفيه بداخلها ؟ مما هي خائفة فقال بهدوء
(( حسنا لن اضغط عليك … سانتظر قدوم ذلك اليوم فزواجنا لم يتبق عليه الكثير .))
صمتت وهي تطرق بوجهها قليلا وقد احمرت وجنتيها فلا تعرف لم مازالت تخجل منه وترفض التعبير له عن مشاعرها بينما صمت هو الاخر ينتظر منها اي رد فعل على حديثه ولكنها لم تفعل فانهي المكالمة معها وهو يخبرها بانه سيعاود الاتصال بها لاحقا ..
وقفت اروي عن الفراش بعدما انتهت من الحديث مع ادهم وذهبت للمرحاض لتغتسل ثم وقفت تمشط شعرها الطويل حالك السواد وعقدته خلف راسها ونظرت لنفسها نظرة اخيرة في المرآه فهي منذ ان اتت تلك الفتاة التي تدعي اسيل لم تعد تثق في نفسها ولا جمالها تشعر دائما بأن اسيل كالساحرة تلقي تعاويذها على كل من تقع عينه عليها فجمال اسيل جعلها فاقدة الثقة في نفسها ، بينما في الاسفل كان الجميع مجتمعون على طاولة الفطور يتناولون وجبتهم في هدوء تام وقفت تتابعهم من بعيد قبل ان اخذت تقترب منهم وهي تلقي التحية عليهم دون النظر لوجوههم ثم جلست على مقعدها وبدات في تناول فطورها دون النطق بحرف واحد وهي تتذكر كيف غصب عليها والدها وجلبها معه لذلك المنزل الذي تبغضه بشده فما اجمل غرفتها القديمة بطلائها الذي يتساقط عن حيطانها ولكنها عاشت اجمل ايامها بداخلها فلم تكن غرفتها فقط بل كانت سجنها الدائم وصديقتها التي شاركتها احزانها رفعت بصرها تنظر لوليد الذي بادلها هو الاخر نظراتها بنظرات اعمق وكانه يفهمها ويفهم ما تمر به ولكنها لم تسمح له بالاقتراب منها ترفضهم وترفض الاعتراف بهم ومعاملتهم على اساس رابط الدم الذي يجمعهم كأخوه فهي تتجنبه هو واسيل طوال الوقت ولا تريد الاحتكاك بهما في اي شيء تشعر بالشفقة تجاه نفسها ولكنها لم يتبقي لها الكثير لتعيش معهم وتكتشفهم عن قرب فعما قريب ستتزوج وتذهب الي منزل الزوجيه تتمنئ من اعماقها ان تحظى حياتها مع ادهم بالحب والسعادة وتجد راحتها مع من اختارته ..
❈-❈-❈
تطور الوضع سريعا بين اسيل ومؤمن ونشئت بينهما قصة حب ففي اول مقابلة بينهم سرد عليها ما يعرفه عن اروي وقصتها الحقيقة التي زيفتها في وجودهم عندما اخبرت والدها بانه كان على وشك دعسها بسيارته ولكن تلك القصة لم تكن حقيقية على الاطلاق وحكي لها عن البلاغ الذي وصل إليه واخبره عن اسمها وانها تتاجر في الممنوعات وذهاب ادهم واخباره له بانه خطيبها سرد لها كل شيء حدث ذلك اليوم ولكنها اكتفت بالاصغاء اليه فقط فلم تخبرها بشىء واكتفت بانها عرفت بان هناك قصة حب تجمعها بادهم وتاكدت من ذلك الامر عندما اتي للمنزل وطلب يدها للزواج وسرعان ما وافقت اروي ولكن ما يشغل بالها لما لا تخرج اروي مع خطيبها او تتحدث معه بارتياح يظل الامر مبهم لها فربما هذه هي شخصية اختها ولكن كل ذلك خطر على بال اسيل وهي تنتظر مؤمن في مكتبه تفكر بأنها حاولت كثيرا التقرب من اروي ولكن دائما كان هناك حاجز بينهما صعب تجاوزه ، بينما وصل مؤمن للقسم وذهب بإتجاه مكتبه وعندما فتح الباب شعر بالصدمة والذهول من وجودها في هذا الوقت المبكر هنا فاغلق الباب واتجهه اليها سريعا وامسكها من كتفيها يوقفها وهو يقول بذعر
(( ما الامر هل كل شيء على ما يرام ؟))
نظرت اليه بذهول يعادل ذهوله من تصرفه واجابته بصوت شاحب النبرات مع برودها
(( كل شيء على ما يرام ولكني اشتقت اليك .))
ابتعد عنها ونفض قبضته عن كتفيها وغرز اصابعه بخصلات شعره وهو يقول بصوت اجش
(( لقد افزعتينني وتخيلت بأن هناك مكروه اصابك لذلك اتيت منذ الصباح .))
رفع عينيه الي عينيها ثم ساد الصمت بينهما الا ان هذا الصمت كان يحمل الكثير في طيأته من مشاعر الحب فتحدثت اسيل وهي تقول
(( لقد تاخرت على العمل علي الذهاب الان فاخيك يدقق في مواعيدي و يريد طردي باي طريقه لكني لن اسمح له واعطيه فرصة ليستعملها ضدي .))
نظر اليها بصمت ثم ابتسم وهو يقول بصوت خافت اجش
(( اذهبي الان لعملك وعندما تنتهين سنتقابل .))
اومأت له واهدته ابتسامة محبه وتحركت تاركة غرفة مكتبه وهو ينظر اليها فوقف امام النافذة يراقب خطواتها الي ان صعدت بداخل سيارتها واختفت من امامه .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب بريئة تنبض بالحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى