روايات

رواية أسرار البيوت الفصل التاسع 9 بقلم رانيا صلاح

 رواية أسرار البيوت الفصل التاسع 9 بقلم  رانيا صلاح

رواية أسرار البيوت الفصل التاسع 9 بقلم  رانيا صلاح

رواية أسرار البيوت الفصل التاسع 9 بقلم  رانيا صلاح

                        نقطة تحول
يأتي اليوم المنشود حيث يُقام حفلاً بإحدى المنازل الشعبيه، البعض يرى العريس كنز وطريقاً للوصول رغم سنوات عمره السابقه لها، والبعض يرى ذالك حظاً عاثراً لتلك الفتاه التي سترتبط بعمر والدها و تخلي عن رفاهية السعاده مع قرين عمرها،واخري مُتهكمه لتلك البائسه فاقدة البصر ان تحظى بذالك الحظ الوفير من المال، كانت تلك الإبتسامات تشق وجوههم بتهكم بالغ.. ليصدع صوت المأذون قائلاً عبارات المُباركه.. ليشق ذالك الهدواء صوت التهليل بالمباركه.
-كانت جالسه بعالماً أخرى لا تعي شيء سوي تلك الأصوات التي تتسلل لأُذنها مع همس تقشعر له الأبدان من المدعو زوجها ذالك العجوز المتصابي، كانت كمن يسقط في الهاويه دون يد تمد لها العون، شحوب وجهها، وتشنج جسدها الصريح، مع تلك المهمات التي تلتقطها أُذنها كالسهام تُمزق روحها قبل مسامعها…
__”شقة عثمان”
سيف :ياماما ارجوكي أقبلي.
ديما :ياحبيبي لازم قبل ما تفكر تقبل حاله في شغلي تكون قادر غلي فصل مشاعرك، وأنا للأسف مش قادره، قولي ازاي بس هساعدها تتخطى الأزمه بتاعتها.
سيف :ماما.
ديما :حاضر ياسيف هحاول.
سيف :شكراً ياماما.
ديما :الوقت أتأخر يلا روح جيب نرمين وحاول تنلقي رد فعلها الكامل مع المُحطين.
سيف :حاضر… لينزل مُهرولاً قاصداً المطار ليتقف جامداً أمام ذالك الباب لتقع عيناه عليها تلك الحوريه في ثوبها الأبيض وملامحها المُستكينه بهدواء يُنهافي تلك الفرحه التي يتوجب أن تُرسم بجداره علي وجهها، ظل يحدق بها لفتره عيناه تلتقط جمودها، وتلك الرعشه التي تُصيب جسدها من آن لأخر، ودموع عينها التي على وشك الهطول بائسه للغايه لم يرى قط عروس بهذا الشكل، إلي أن إستفاق على رنين هاتفه حينها قرر الرحيل مع تلك الوخزه في صدره يشعر بشيء يربطه بتلك الحوريه ولا يعلم ما هو..
__”السطح”
كانت شيماء منذ إنتقالها تحاول جاهداً أن تبني منزلاً هادئً بعيداً عن تلك العتمه التي أصابت حياتها، ربما هي لا تملك سوي غرفه وحده بالسطح – لكنها-حاولت جاهده أن تجعلها سكن لروحها قبل أن تكن جدران تأوي جسدها، كانت تنظر بإبتسامه حالمه لذالك المكان ذالك السطح الفسيح حاولت جعله يصلح جيداً لإقامتها.. لينتشلها من شرودها صوت…
نجلاء ببسمه ودوده وهي تحمل طبقان من حلوى الأرز بلبن لتُصيح :شيماء.. شيمااااء.
شيماء بإبتسامه مُشرقه لتلك السيده التي لم تتخلى عنها منذ أن باتت ليلتها ببيتها، كانت ترفض أن تنتقل للعيش على السطح قبل أن يكن المكان جاهزاً، ساعدها كثيراً ترى بها وجهاً بشوش لأماً  كانتت تتمناها :تعالي يانوجه.
نجلاء :الناس وصلوا.
شيماء :لسه واقفه مستنيهم يوصلوا شكلهم تاهوا في العنوان.
نجلاء :طب تعالي دوقي عمايل إيديا وقليلي رأيك.
شيماء بإستحياء :ياخاله إكده كتير عاد بقالك سبوع على الحال دهون كل عشيه تطلعيلي الوكل.
نجلاء بمعتابه :بقى كده أخص عليكي يا شيماء.
شيماء :متوخذنيش ياخاله بس إكده كتير قوي على وجميلك في رقبتي ليوم الدين.
نجلاء بنظره دافئه فقد علمت حكايتها من قاسم ليلة مبيتها مما أصابها حاله من الحزن عليها تلك التي في عمرها تحظى بسعاده َهي تُصارع مُجتمع :هزعل منك وبعدين انتي بتاكل اوي ما الأكل بينزل زي ما هو.
شيماء :ربنا يخليكي ياخاله.. لينطلق صوت الهاتف مُعلناً عن وصول تلك الشاحنه التي تنقل أساس تلك الغرفه أساس مستعمله بعض الشيء – لكنها-ستفي بالغرض يكفي أنها ستبداء من جديد بعدما باعت كل حُليها منذ يومين فقد أصرت جاهده على أخذه حين رحيلها من البلده…
__
وهنا على كرنيش النيل كانت تجلس كرمه  بجوار سليم على إحدي الدرجات.
كرمه :انا تعبت بجد يا سليم محدش فيهم حاسس بيا، كلهم عاوزين كرمه تزاكر وبس ومشاعري ملهاش لازمه  انا خلاص تعبت.
سليم ببريق خافت ونبره تبدوا متأثره بعض الشيء :خلاص ياموكي متزعليش، إيه رأيك نسافر يومين.
كرمه :نسافر.
سليم :ايوه تغيري جو وترجعي طاقتك.
كرمه بتوتر:بس البيت وانا مقدرش.
سليم :خلاص ولا يهمك نسافر يوم إسكندريه ونرجع بليل قولتي ايه ياكوكي.
كرمه :مش عارفه وبعدين البيت والدروس.
سليم كان يُريد أن يقضي على جميع دفاعتها :ايه ياكوكي مش واثقه فيا ولا ايه، انتي عارفه كويس اني عمري ما هعمل حاجه تضرك على العموم براحتك يلا نمشي وتحرك واقفاً.
كرمه دون تفكير :أنت وعدتني متمشيش.
سليم :كرمه ياحبيبتي أنا لازم في يوم امشي لا اهلك ول لا المجتمع هيقبل بعلاقتنا هيشوفوا اني بستغلك وانا مقدرش حد يشوفك كده.
كرمه :بس انت مبتستغلنيش بالعكس انت بتخرجي من زعلي ووقفت جنبي.
سليم وضع يده على خديها :كرمه ياحبيبتي الدنيا والمجتمع قاسين جداً مش هيشوفوا غير فرق السن الي بينا وعمر ما حد هيرضي أرتبط بيكي.
كرمه بهتت ملامحها لوهله :ترتبط بيا.
سليم بتأثر :كرمه أنا بحبك، شوفي حتى انتي مش مصدقه مشاعري  كرمه انا حبيتك ومبقتيش أقدر أبعد عنك.
كرمه :ببببس انا.
سليم ظهر البؤس على صفاحته :عارف بتحبي قاسم بس وافقي.
كرمه ظهر التشتت جلياً ولم تعرف بماذا تُجيب هل ترفضه ويرحل عنها كما فعل الجميع أم توافق؟…
سليم قراء جيداً تخبطها وحاله الصراع التي تجري بداخلها ففعل كما يقولون “أطرق الحديد وهو ساخن”.. كرمه أنا بحبك معرفش أمتي وازاي  كل الي عارفوا إني بقيت متعلق بيكي ومش عارف أكمل يومي من غيرك كرمه أرجوكي.
كرمه حركت رأسها بنعم دون تفكير فلم يكن أمامها سوي شئ واحد أنها ستنبذ إن تركها الجميع :طيب.
سليم إحتضن يدها بين راحتيه وعلى شفتيه إبتسامه إنتصار ليست عاشقه بل….
“ذات يوم تُصيبُنا أفاعي سامه، ونحن من نُرحب بها دون علم..”
__عوده “لسطح”
شيماء كانت تنظر للأثاث كمن ينظر لكنز ثمين، وعينها يملاؤها الشغف والترقب،كان وجيب قلبها يتزايد كمن حصل على حلوه المفضله لتستفيق على صوت..
نجلاء :شكرا يابني وبعدها أغلقت باب السطح مبارك ياشيماء.
شيماء بفرحه عارمه :الله يبارك فيكي ياخاله وتراجعت للخلف فسقطت أرضاً مُرتطمه بأرضية السطح فاقده للوعي…
نجلاء شاهقه بفزع وجثت بجوارها :شيماء وظلت تربت على وجنتيها؛ كي تفيق – لكن-دون جدوه تحركت راكضه تُنادي أحدهم لينقلها الي المستشفي… بعد دقائق كان صبري ينظر لشيماء بنهم شديد..
نجلاء :شيلها معلش ياشيخ صبري نوديها المستشفى.
صبري :مستشفى ايه بس ياست نجلاء، وجثي بجوارها دا جرح سطحي هاتي بس قطن ومطهر والدنيا هتبقى تمام.
نجلاء :طب معلش خليك معاها عقبال ما أجيبوا من الشقه وهرولت تأتي بإدوات الإسعافات الأولية غافله عن تلك البسمه الشيطانية التي تجسدت على شفتي صبري.
صبري تحرك مُعلقاً باب السطح وعاد مُسرعاً بتحس درجه وعيها (من علامات قياس درجات الرعي قرص الجلد فأن بأن الألم على صفحات الوجه ف المريض يشعر بكل شي حوله).. قام بقرص مرفقها فلاحظ علامات الألم خافته على وجهها بدأ يتحسس جسدها بحذر شديد فهي على درجه من الوعي كان يستبيح حرمات الله تحت لباس الورع…
“أسؤهم قلباً هم من يفعلون خلف ظاهرهم..”
__”شقة قاسم “
بسمه بإنفعال :كل يوم تأخير بره وقرف كده كنتي فين ياهانم.
كرمه:في الدرس.
بسمه قبضت بكل ما أُوتيت من قوه على رسغ إبنتها :لما اكلمك تكلميني عدل والقلبه الي سايقها علينا أنا موصلتهاش لأبوكي فأتعدلي أحسنلك.
كرمه :ماما انا  كويسه اهو قدامك، فيها ايه لما أتأخر شويه بره مأجرمتش والمواصلات وحشه.
بسمه :انا أمك صارحيني لو في حاجه مخبيها أرجوكي ياكرمه.
كرمه :ماما انا كويسه متقلقيش عن إذنك وتحركت تاركه خلفها من تستشيط غضباً.
بسمه خرجت صاقعه الباب خلفها تُريد أن تفتك برأس نجلاء وابنها صفعت الباب خلفها…
__بعد دقائق كان باب البيت يطرق بشده..
نجلاء :حاضر جايه أهو وتتفأجا بوجد بسمه لتفتح الباب وإنصرف لداخل من جديد.
بسمه بحنق يتزايد :يسلام.
نجلاء :وكمان زعلانه.
بسمه :تصدقي أنك بارده.
نجلاء تجمع الأدوات على إحد الصواني :دا على أساس أنك مقطعه الفوران.
بسمه بدموع على وشك الهطول جلست على المائده :انا تعبت يانجلاء والسبب في تعبي أبنك بنتي بتروح مني وكل حاجه بتتعقد مش دي كرمه الي ربيتها  بقت حد غريب أنا خايفه.
نجلاء لا تعلم ماذا تقول؟… :انا اسفه والله أنا.
بسمه :انا بتكلم من خنقتي مش عاوزه مبررات انا أم بنتها بتضيع وهي مش عارفه تتصرف.
نجلاء:ان شاء الله خير.
بسمه :يارب، و بتعجب لمين المطهر والقطن دا.
نجلاء :يالهوي البت هتموت فوق.
بسمه :بت مين.
نجلاء :شيماء سبتها فوق مع الشيخ صبري مغمي عليها.
بسمه بفزع :مين.. يالهوي أنتي إتجننتي مع صبري… وركضت للسطح مُتناسيه حنقها.
__
ينفتح باب السطح على  مصرعيه ليرتبك صبري..
بسمه بتهكم :مالك ياشيخ صبري زي الي شوفت عفريت.
صبري :وعليكم السلام.
بسمه :ورحمه الله يا أخويا ورينا عرض كتافك، وبنبره ما.. أصل العفاريت مبتحضرش على حد تبعي يا….وبسخريه صبري ، بتاخف أصل… ول بلاش.
صبري تلون وجهه لدقائق من كلامها وتذكر تلك الصفعه التي تلقنها منها قبل سنوات :محدش كبير على العفاريت.
بسمه :ومالوا دا لو الي بيصرفهم شيطان ، سلام ياشيخ أصل احنا ستات ومينفعش راجل وسطنا الأ لو… وتركت كلامتها مُغلقه في الهواء.
صبري تحرك غاضباً وعيناه تشتعل، فتلك الشمطاء بسمه تعرف ما يُخفيه وعلى ذالك لا تنفك عن تلميحاتها لما رأته منه…
بسمه تنتقل بحديثها :اوعي تكلمي المعوق دا تاني دا راجل على ما تفرج.
نجلاء :خلاص الي فات زمان إنتهى، دا بقى عندوا بنات.
بسمه :صبري.، وبنات ياختي بلا وكسه ياما نفسي أطبق في زماره رقبتوا أبن..
نجلاء :بسمه خفي الجنونه شويه.
_ “المطار”
-تقف بتوتر بالغ، وعصبيه مُفرتطه تكاد أن تفاعل الشجرات مع المارين حولها، ظلت تنظر يساراً ويميناً تنتظر قدوم أبن أخيها..مازال كل شي يُذكرها بما حدث قبل سنوات من ماضي مُخذي..
يتبع..
لقراءة الفصل العاشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى