Uncategorized

رواية لاجئة في الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

 رواية لاجئة في الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية لاجئة في الصعيد الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

       ____ بعنــــــوان ” فى كل اللحظات كان أنتَ ” ____
                        ___ قبل ثلاثة شهور  ___ 
استيقظت “فرح” من نومها فجرًا مُتألم من حملها لتجده جالسًا بجوارها مُتكيء بظهره على الفراش وينظر لها فى صمت تام دون أن يقظها أو يفعل ضجة حولها ، همهمت  “فرح” بصوت نائم وهى تطلع لعيناه :-
– أيه اللى مصحيك دلوقت ؟ 
أجابها وهو يداعب خصلات شعرها من الأمام بحب :-
– تعرفى يا فرح أنا كان أقصي أمنياتى أنا بصلك وأسرح فيكى تحت ضوء القمر وأتوه فى عينيك الزرقاء دى 
نظرت للقمر المُطل عليهما من خلف الحائط الزجاجى يضي غرفتهما بضوءه الساحر ، عادت بنظرها إليه وقالت :-
– أنا بدأت أحس أنك مجنون لليلى التانى 
أبتسم لأجلها بخفة بسمة مليئة بحبه الذي لا نهاية له وقال بعفوية :-
– أنا مجنون فرح ، هعيش وأموت مجنون فرح 
تعكرت بسمتها حين ذكر أمر الموت وأعتدلت فى جلستها بضيق وهى تسأله بقلق :-
– مالك يا محسن ؟ بقيت بتكلم عن الموت أكتر من الحياة ، أنت فى حاجة مضايقك أو تعبان من الشغل فى الشركة 
أخذ يدها بين قبضته ليضعها فوق قلبه حتى تشعر بتسرع نبضاته بجوارها تعيش بجواره منذ أشهر كثير ، يحتويها بذراعيه كل يوم فى نومهما ومازال قلبه تتسارع نبضاته بقربها ولن يعتدى على قربها بعد ،  قال بعذوبة :-
– أنا إذا الدنيا كلها جت عليا وحاربتنى ، النظرة فى عينيك يا فرح بتقول للدنيا كلها مهما عملتى أنا عندى فرحة قلبى تفرح قلبى وتشيل كل همومه 
– طب طمنى عليك يا حُب ؟ فيك أيه ؟   
تنهد بأختناق ثم أعتدل فى جلسته وجذبها تجلس فوق قدميه وحاوطها بذراعيه وقال :-
– هقولك ، لأن لازم تكونى مُستعدة للحرب اللى جاية عليكى 
أتسعت عينها دهشًا وقالت بتعجب :-
– عليا أنا ؟! 
– أنتِ قبل جوازنا سألتينى على حسين وأنا قولتلك أنه مات 
أومأت له بنعم فقال يتابع حديثه :- 
– يمكن دى الغلطة الوحيدة والكدبة الوحيدة اللى كدبتها عليكى يا فرح ، بس صدقينى كدبتها عشان سعادتك وفرحك  …
صمتت ولم تعقب فتابع بجدية :-
– حسين عايش ، بس مش دا المهم 
أخرجت نفسها منه وقالت مُتذمرة بغضب :-
– لا دا المهم ، أنت كدبت عليا وأنت عارف أنا بكره الكدب أزاى ، هثق فيك تانى أزاى بعد ما عرفت أنك بتكدب 
نزلت من فراشها وهى غاضبة وتسير نحو الباب ليوقفها حديثه بصدمة لجمتها :-
– حتى لو قولتلك أنى هموت … 
أستدارت له بصدمة شلت كل أطرافها ولم تشعر سوى بدموعها تنهمر من عينيها بفيضان وشلال لا يتوقف حتى شعرت بيه يقف أمامها ويحتضن وجهها بيديه ويجفف دموعها بأنامله وهو يقول :-
– متعيطيش يا فرح وتصعبيها عليا 
أجابته بدون وعى وهى تبكى وجعًا :-
– هتموت أزاى ، لا متموتش وتسبنى ، خليكى معايا وأنا مش هزعل أنك كدبت عليا وهسامحك ، بس متسبنيش متموتش وحياتى 
أخذ يدها وعاد للفراش جلس على طرفه وجعلها تجلس على قدمه وهو يقبل كفها بحنان وقال مُبتسمًا :-
– هو فى حد بأيده قرار موته يا فرح ، دا القرار الوحيد اللى مش بأيدى 
– متسبنيش يا حبيبى أنا ماليش غيرك ، أنا وأبننا محتاجينك 
تبسم وهو يضع رأسه على كتفها بتعب لتجهش فى البكاء وهى تعانقه بقوة وكأن قوتها ستمنع موته ورحيله ، ظلت طيل الليل تبكى غير مستوعبة هذا الخبر الصادم لها ، حتى أخبرها صباحًا بأن أخاه من سيقتله حين وضع سمً له بقهوته منذ زمن بعيد عن طريق أحد العمالين بالشركة وقد تمكن السم منه الأن وهو على وشك الموت بسببه ، فأخاه قتله لأنه أحب هذه الفتاة وتزوجها … 
• 
قطع شرودها صوت “فريد” وهو يقول :-
– مدام فرح !! 
نظرت لترى السيارة مُتوقفة بالفعل أمام مبنى الشركة و”فريد” يقف فاتحًا الباب لأجلها ، تنهدت بتعب ونزلت من السيارة ، لترى المدراء بجميع الأقسام واقفين بأنتظارها ليرحبه برئيستهم الجديدة ، عرفتها “سيرا” على الجميع وأتجهت إلى المصاعد فكان هنا مصعد مُخصص لأجلها ، صعدت به بصحبة “سيرا” و “فريد” 
– متنسيش أن اللى جوا دا عدوك الحقيقي أوعى تبينى له أى ذرة خوف جواكى منه 
لم ترجف لها عين وهى تقول بتحدي  :-
– متقلقيش دا سبب كل العذاب اللى شوفته فى حياتى كلها 
لم يفهم “فريد” حديثهما كثير وقال :-
– ممكن أفهم ؟ 
فتح المصعد بابه يعلن عن وصولهم قبل أن تُجيبه “سيرا” وذهبت إلى المكتب ووجدت فتاة فى مكتب السكرتارية وفور دخولها رحبت بها لترى درج دائرى صعدته لتجد نفسها بداخل مكتبها فى قمة الشركة ، نظرت “فرح” لمقعدها وهى ترى “حسين” جالسًا عليه فتحدثت بجدية :-
– أنت بتعمل أيه هنا ؟ 
– جاى أشوف شغلى يا مدام فرح ، وأخد ورثى 
– ورثك ؟! ، فعلًا مكدبوش اللى قالولى أنك مختل عقليًا 
وقف من مقعده وهو يقترب منها حتى وصل أمامها وقال بنظرة غضب سافر :-
– معقول القطة طلعلها لسان وبقت تعرف تتحدى .. 
أقتربت نحوه الخطوة الأخيرة التى كانت تفصل بينهما بغضب سافر وتحدي فهو قتل من احبائها كثير وقالت :-
– معقول جدًا ، دا حتى القطة اللى بيقرب منها بتخربشه ، فخاف على نفسك بقى 
رفع يديه أمام وجهها ليصدم حين مسك “فريد” يده بغضب أكبر فكيف يجرأ على لمس صغيرته ، فرغم ما تملكه من قوة أو خوف ، إذا كانت تخشي الجميع أو الجميع يخشاها فهى صغيرته وفتاة قلبه ، وزوجته الأولى والأخيرة …
تبسم له وهو يقول :-
– لينا لقاءات كتيرة جاية يا مدام فرح 
لم تجيب عليه بل أتجهت إلى المكتب بغرور فأشارت له “سيرا” نحو الدرج تقول :-
– مع السلامة يا أستاذ حسين 
زفر بأختناق وهو يتجه نحو الدرج ، جلست “فرح” على مقعدها ووضعت أمامها “سيرا” التابلت وخرجت بينما جلس “فريد” بأحد المقاعد فى زواية بعيدة عنها ، نظرت على المكتب تتفحصه فكان مكتبها وأمامه أنترية أسود جلدي خاص بالمكاتب ومكتبة كبيرة وهناك طاولة بأحد الزوايا مُخصصة لتحضير القهوة وبجوارها ثلاجة صغيرة ، تبسمت بوجع فحتى القهوة وضعها بالمكتب حتى لا تقع ضحية لاخاه مثله .. 
بدأت تباشر عملها وهو هناك صامتًا يراقبها فقط متى تعلمت اتقان العمل هكذا ، وقف “فريد” من مكانه ليعد القهوة من أجلها وصنع كوبيين من القهوة بالحليب سريعة التحضير ووضع المج أمامها أثناء العمل ، لم ترفع نظرها له فعاد إلى مجلسه يراقبها وهى تعمل وخصلات شعرها تزعجها وكل مرة ترفعهم للأعلى يسقطوا مُجددًا ، اوقفت عملها وأجرت أتصال بـ “عليا” تطمن على طفلها الرضيع وعادت للعمل ، رأته يأخذ القهوة من أمامها فرفعت نظرها له وقالت :-
– أيه دا ؟
– بردت هعملك غيرها 
اجابته وهى تعود للعمل :-
– أنا بشربها باردة 
لم تتلقى منه جواب فقط شعرت بأنامله ترفع خصلات شعرها ويضعهم خلف اذنها ، رفعت نظرها لتراه مُتكيء على المكتب بذراعه الأخر وقرب جدًا منها ، نظرت له بصمت ونبضات قلبها تتسارع حتى أحمرت وجنتها فقالت بتوتر :-
– معرفش ليه محسن أختارك أنت 
– يمكن عشان عارف أنك بتحبنى حتى لو كنتى غضبانة منى 
أجابها وهو يتطلع لملامحها وأنفاسه الدافئة تداعب وجهها ، زفرت بأختناق وهى تقول :-
– أنت غبى أوى يا فريد ، معقول يبقى معايا محسن وأفكر فيك أو أحبك 
– الحب مش بالفلوس ، الحب هو إحساس حسيتى معايا ومعرفتش تحسيه مع محسن 
نظرت للورق ببرود تام وقالت :-
– أنت ممكن تكتب أستقالتك وتروح تألف روايات 
تبسم لها وعاد لمجلسه بعيدًا حتى تنهى عملها ثم عادت إلى المنزل وطلبت لقاء “على” فجاء لها يُلبى طلبها حتى قالت :-
– أعتقد أننا محتاجين نتكلم ولا أيه 
– تحت أمرك 
عادت بظهرها للخلف مُتكئة على ظهر المقعد وقالت :- 
– أنت عرفت مكانى منين فى الصعيد ؟ 
– من ليلى ، وقبل ما تسألى ، ليلى كانت بتشتغل مع حسين وهو بعتها لزين عشان توصله أخباره ولما زين أتقتل طبعًا حسين أختفى ، ليلى كانت عارفة أن محسن بيه بيحبك وبعدها لما أشتغلت مع حسين ، لما شافتك فى الصعيد جت تساومنا عليكى ، كانت فرصة كبيرة أننا عثرنا عليكى وبدأنا نراقبك من بعيد لحد ما جمال خطفك وبعتنا فريد ينقذك 
أتسعت عيناها دهشًا وقالت :-
– فريد !! 
تبسم ساخرًا من سذاجتها وقال :-
– أومال أنتِ فاكرة أن فريد عرف مكانك ازاى بالحس ، إحنا اللى قولناله على مكانك 
أشارت إليه بأن يصمت ويذهب فقلبها لا يتحمل سماع أكثر من ذلك ، فى كل اللحظات كان “محسن” مصدر حمايتها وسندها دون أن تعلم وحتى بعد مماته أرسل لها “فريد” كى يحميها هى وطفلهما ، كان دومًا وأبدًا “محسن” فكيف لقلبها إلا يحب رجل مثله كما أحبها وتعلق برجل تنازل عنها مع أول مفترق طرق بينهما ، صعدت إلى غرفتها بعقل مُنهك وغيرت ملابسها بعد أن طلبت رؤية طفلها الرضيع من “عليا” ، خرجت من غرفة الملابس مُرتدية قميص نوم أسود حرير وطويل وعليه روب أسود حرير تغلقه بأحكام ثم صعدت لفراشها بجوار طفلها وقالت مُحدثاه :-
– أزاى مقدرتش أحبه ربع حبه ليا ، أزاى وهو عمل كل المستحيل عشانى ، راح لرجل حبته وكان جوزى وأتنازل عن كرامته وداس على قلبه عشانى ، أزاى كان حامينى فى كل الأوقات الصعبة حتى وأنا بعيدة عنه ، أزاى كان جميل كدة … وعد يا مروان أن أخده حقه من اللى أخده منى وحرمنى منه .. وعد يا حبيبى 
ذرفت دمعة من عينها على وجنته طفلها فـ جففتها بأناملها لترى كأس من عصير الليمون يمد لها رفعت نظرها لترى “فريد” واقفًا ويمد لها العصير ، وضعت طفلها بالفراش وقالت بعدوانية شديدة :-
– أعتقد أن أتقالك أنك ممنوع تدخل هنا … 
– كنت عاوز أطمن عليكى ، شكلك تعبان يا فرح 
حدت من عينيها بأختناق وقالت بشراسة :-
– مطمنش عليا ، متعملش حاجة مطلبتهاش منك ، أنت هنا عشان راحتى أنا وعشان تعمل اللى أنا عاوزة مش اللى جنابك عاوزه 
رفع يده أمام وجهها ليجفف دموعها فدفعتها بعيدًا عنها وهى تقول بأنفعال :-
– أطلع برا ، وأياك تتجاوز حدودك معايا تانى ، أنت هنا بتشتغل عندى عشان تحرسنى .. أكتر من كدة لا فاهم 
لم يجيب عليها بل ترك لها نظرة صامتة وخرج للخارج يقف مكانه أمام باب غرفتها ، مسكت الريموت الألكترونى وأغلقت الباب بوجهه بغيظ ثم صعدت للفراش وضمت طفلها لها بضعف وشوق لوالده ، كانت تحتاج لأن يعانقها ويطمئنها ، يمدها بالقوة ويشعرها بالحب الذي فقدته بفقده … 
               ____________________________ 
نزلت “فرح” صباحًا الدرج مُرتدية فستان أسود بكم مغلق الصدر والظهر ويصل لركبتيها ، جلست على الأريكة بغرور واضعة قدم على الأخر حين رأت “ليلى” بأنتظارها وقالت :-
– خير .. 
– مصدقتش لما قالولى أن الرئيس الجديد هو فرح الأميرة الغائبة 
قالتها بسخرية ، رفعت “فرح” نظرها لها وقالت :-
– هاتي اللى عندك يا ليلى عشان معنديش وقت أضيعه معاكى 
– أنا ليا ١٠٠٠٠ ج عند محسن باشا وعاوزاهم .. حقى 
تبسمت “فرح” بأشمئزاز ثم وقفت بغرور وهى تقول :-
– روحى خديهم منه .. تعرفى 
تقدمت للأمام كى تذهب للشركة فأوقفتها “ليلى” وهى تمسكها من ذراعها بقوة وتقول :-
– يعنى أيه ، بقى خدتى الورث كله ومستكترة تدفعى دين الراجل 
لم تتوقع رد فعل “فرح” حين صفعتها بقوة على وجهها وقالت بشراسة وجحود :-
– أنتِ فاكرة أنك هتأخدى جنيه منى ، أنا اللى هأخد عمرك ولا نسيتى أنك السبب فى موت زين والسبب فى خطفى وتعاسة حياتى ، أنا سيباكى دلوقت بمزاجى لأنى مش فاضيلك لكن لما أروقلك خافى على عمرك 
تركتها وخرجت من الڤيلا ذاهبة للشركة كما أعتادت ….
               ____________________________
                           ” فى الصعيـــــــد “
– يعنى وصلت لأيه ؟؟
قالها “متولى” لأحد رجاله ليجيب عليه قائلًا :-
– اللى عرفته أنها كانت بتجابل جمال ولد الحج فؤاد كتير جبل وفأتها 
– جمال !! ، يعنى أخوه يفسخ الخطبة ويجول مفيش جواز والتانى يجتلها 
قالها مُحدث نفسه بصوت مرتفع ليجيبه الرجل بشك :-
– أنا مجولتش أنه جتلها ، أنا جولت بتجابله كتير بس لكن معنديش دليل أنه عملها 
– أنا لو أتاكد أن هو اللى عملها هشرب من دمه حى 
قالها “متولى” بأغتياظ سافر حتى قطعه بالحديث رنين هاتفه فأشار للرجل بأن يذهب ثم فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه يقول :-
– الو … نحمد لله وأنت كيف جنابك يا سعادة البيه .. ونعمة بالله الأعمار بيد الله … لا أنا أجلت كل الشغل لحد ما أعرف مين اللى عملها وأخد تارى بيدى ، أمر جنابك وأنا فى الخدمة … اه أعرفها .. تحت أمرك هخلص وأكمل جنابك اطمنك بنفسي … أن شاء الله مع ألف سلامة .. فى رعاية الله 
أغلق الخط وهو يفكر فى طلب هذا الرجل بعمق وكيف سينفذ طلبه … 
               ____________________________
             ” شـركــة الفــرح للمــوضـة والأزيــاء “
صعدت “سيرا” إلى الدرج المُتجه إلى مكتب “فرح” معها فتاة نحيفة مُرتدية فستان سهرة سماوى بقط ومفتوح الصدر والظهر ومفتوح من منتصف فخدها الأيمن ، مُظرز بفصوص فضية من الصدر حتى الخصر وبه طبقات كثيرة من الأسفل 
تحدثت “سيرا” بجدية قائلة :-
– أيه رأيك كدة يا مدام فرح ؟! 
وقفت “فرح” تدور حول الفتاة وقالت :-
– التصميم هائل بس خليهم يزودوا المقاس ٣ سم كمان ، أنتِ عارفة المصريين أحجامهم بتختلف عن الأجانب شوية 
– تمام ؟ حضرتك هتحضرى تصوير الموديلات الجديدة كمان ساعة فى حديقة *** ، أنا خلتهم يجهزوا عربية حضرتك 
أومأت “فرح” لها وذهبت إلى مكتبها تمضي بعض الأوراق قبل أن ترحل ، رفعت رأسها بعد الأنتهاء لتراه واقفًا هناك ينظر على الشوارع ويرتشف قهوته واضعًا يده الأخرى فى جيبه ، تأملته بصمت وعقلها يتسائل بجدية هل قصرت مع محسن للدرجة التى جعلته يشعر بأنها تحن لهذا الفريد مما جعله يجلبه لها الأن ، أستدار تلقائيًا ليراها تنظر له فنظر لها ، فاقت من شرودها حين تقابلت عينهما ففرت عينها من هذا اللقاء ووقفت من مكانها كى ترحل وذهب خلفها ، صعدت إلى سيارتها وبصحبتها “سيرا” وهو .. 
غاصت فى نومها بينما كانت تتطلع من النافذة فظل يراقبها فى المرآة وهى نائمة أشتاق لأستنشاق رائحتها وضمها له بين ذراعيه ، يقتله الشغف وهو يراها ولا يستطيع لمسها بحرية كما كان ، أشتاق لنوم على صوت أنفاسها ودقات قلبها … 
توقفت السيارة ليتوقف عن النظر لها ونزل يفتح الباب لأجلها ، جلست على مقعد الخشبى وهو بجوارها ، بدأت جلسة التصوير مع خمسة فتيات كل منهم سترتدى خمسة فساتين ، كانت تتابع الموقف بهدوء وبجسد مُنهك … 
كان ينظر حوله بصمت من أجل أمانها كأى حارس شخصى حتى شعر برأسها تسقط على كتفه بقوة ، نظر ليرى “فرح” غارقة فى سبات نومها ويبدو عليها الأرق والتعب ووجهها شاحب ، كان يتوقع أن تسقط مغمى عليها من قلة نومها فهو يراقبها دومًا وقليل ما تنال قسط راحة حتى أنه أصبح لا ينال قسط راحته سوى ساعتين أو ثلاثة فى مكتبها أثناء عملها بالشركة ، وضع يديه أمام عينها يحجب عنها أشعة الشمس حتى لا تزعجها وظل هكذا أكثر من ساعة حتى أنتهت جلسة التصوير وجاءت “سيرا” كي تسألها أى فساتين أحبتها لكنها رأتهما كما هما .. 
– هى نامت من بدرى 
أومأ لها بنعم فقالت بجدية :-
– روحها أنا عارفة أنها هتتعب فى الأول لحد ما تتعود ، روحها وأنا هخلص الشغل هنا وأحصلكم 
دهشت “سيرا” حين وقف وهو يحملها على ذراعيه ، لم تتوقع رد فعله أبدًا ولكنها لم تكترث كثيرًا وذهبت تباشر عملها ، وضعها بالسيارة وعاد للڤيلا به مع السائق ثم حملها مُجددًا إلى فراشها ، وضعها بالفراش برفق وجلس بجوارها يتطلع لملامحها التى أشتاق لها ثم مرر أصابعه على وجهها بحنان حتى أنه غفو فى نومه من التعب مثلها وهو جالسًا على المقعد بجوار فراشها …..
أستيقظت فى المساء بتعب وعندما دارت رأسها رأته نائمًا على المقعد وهو جالسًا ، جلست وهى تتأمله بقلب مُفتت من الوجع وهو من أوجعها حين سلمها للشرطة وتنازل عنها حتى وأن كان ذهب للقسم حتى يساعدها فهو من أدخلها الحبس مع المجرمين بنفسه ، أقتربت كى تلمس وجهه وقبل أن تفعل فتح عيناه لينظر إلى يدها بصمت لو كان يعلم أن قلبها سيحن لأجله لكان ظل نائمًا حتى يتركها تلمسه وتداعبه كما تشاء ، سحبت يدها بقوة مُسرعة وهى تتحاشي النظر له وقالت بقسوة :-
– أعتقد أنى حذرتك متدخلش هنا 
– أسف 
قالها بنبرة مبحوحة وخرج فورًا ، نظرت له وهو يرحل بدهشة من تبلت طلبها هكذا وهدوءه ، خرج وهو يتواعد بأن يجعلها تظهر حنينها له الذي تخفيه وتعود من أجله ، أدرك بأنه اوجعها سابقًا لكن هناك فرصة له كى يجعلها تحبه من جديد وتثق من جديد …. 
               ____________________________
مرت الأيام وهى تعامله ببرود تام وقسوة أحيانا تريده أن يتلقى العقاب الأمثل له بقدر وجعها وهو يريدها أن تحبه من جديد وتغفر له ، أم “حسين” كان هادئًا جدًا فلم تسمع عنه أو منه أى شيء منذ اللقاء الأول  …. 
خرجت من غرفة الأجتماعات وهى تتحدث مع “سيرا” و “فريد” خلفها لتصدم حين رأته يقف أمام مكتب السكرتارية فى أنتظارهم …… 
يتبع..
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!