روايات

رواية أهداني حياة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت التاسع والثلاثون

رواية أهداني حياة الجزء التاسع والثلاثون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة التاسعة والثلاثون

وما إن استمع عمر لصراخ نسمة بإسم شقيقتها حتى انتبهت حواسه جميعها لما يحدث بالداخل وفي نفس اللحظة وجد حمزة يصرخ باسمه مناديا أياه
ثوان وكان أمامهما في الغرفة ل يرى ندى قد افترشت الأرض
صدمة جعلته عاجز عن الاتيان بأي حركة أو التحدث بأية كلمة
حتى انتشله صوت صديقه من حالته تلك حينما هتف باسمه قائلا :
– عمر ساعدني نرفعها على السرير عقبال ما نسمة تروح تشوف دكتور
لم يتحدث عمر لكنه نظر لصديقه نظرة فهم حمزة معناها وهي تعني لا أقدر ف توجه بأنظاره نحو نسمة وطلب منها المساعدة لكنها لم تستطع وهو أيضا لم يقدر بسبب أصابته
ف خرج عمر باحثا عن ضالته بسرعة متلهفة وأخيرا وجدها اثنتان من التمريض ويبدو أنهما أشداء فاستدعاهما لحجرة حمزة وبالفعل استطاعا رفع ندى إلى الفراش المجاور ل فراش صديقه
تحركت نسمة للخارج بصحبة عمر حتى يبحثا عن طبيب مختص يأتي لفحص تلك الراقدة بحجرة حمزة غائبة عن الوعي
وجدت نسمة أحد الاطباء فاستدعته بعدما شرحت له الحالة سريعا وبالفعل أتي معها ودلف للحجرة وبقى عمر بالخارج يتحرك جيئا وذهابا بانتظار خروج الطبيب ونيران الغيرة تأكله كيف سمح حمزة ل رجل أن يفحص زوجته هل توقفت كلية الطب عن تخريج طبيبات حتى يأتي برجل
بعد عدة دقائق لم تكن بالطويلة لكنها مرت كالدهرعلى هذا الواقف خارج حدود غرفتها
انتظر ما إن خرج الطبيب حتى طرق على باب الحجرة يستأذن بالدخول ثوان وسمع أذن صديقه له فتح باب الغرفة وجد ندى مازالت غائبة عن الوعي ف تعجب بشدة متسائلا :
– هي مفاقتش ولا أيه
– حمزة : لأ الدكتور قال أفضل منفوقهاش لحد ما ناخد رأي الدكتور المتابع حالتها اللي هو دكتور زياد
– عمر: طب ومكلمتوش ليه ؟
– حمزة : كلمته موبايله مقفول أو غير متاح مش عارف بصراحة
وقبل أن يرد عمر صدح هاتف حمزة بالرنين حيئذ أشار لهما بالصمت قائلا : – أهوه بيتصل
وما إن فتح الخط حتى شرح للطبيب زياد كل ما حدث وكان الاخير صامتا منتبها لكل تفصيلة يقولها الأول وحينما انتهى حمزة من سرد ما حدث حتى تحدث زياد بعملية قائلا :
– حضرتك دلوقتي هتطلب من الدكتور اللي كان معاك يديها حقن مهدئة هبعتلك على الوتساب اسمها ديه هتنيمها مش أقل من 4 ساعات وأنا هخلص كام حاجة معايا بسرعة وهجيلك قبل ما تفوق أشرحلك هنعمل ايه بالظبط تمام
– حمزة : تمام يا دكتور معلش تعبينك معانا
– زياد بود : ده شغلي يا حضرة الرائد وحمد لله على سلامتك وربنا يطمنك على المدام إن شاء الله
– حمزة : الله يسلمك يا دكتور في انتظار حضرتك مع السلامة
– زياد : سلام يا فندم
بعدما أغلق حمزة الخط توجه ببصره لنسمة وعمر واخبرهما بتفاصيل المكالمة وطلب من صديقه أن يأتي بنفس الطبيب الذي أتت به نسمة بعدما أخبره بأسمه وتخصصه والدور الموجود به مكتبه
ذهب عمر ثم عاد سريعا ومعه الطبيب وأخبره بما طلبه زياد وعرض عليه الرسالة التي ارسلها له باسم الحقنة المهدئة التي طلب أن تحقن بها ندى حتى يأتي هو ليفحصها بنفسه
وبالفعل طلب الطبيب من الممرضه أن تأتي له بتلك الحقنة ثم حقن بها ندى الغائبة عن الوعي التي أصدرت تأوه ضعيف على أثر غرز سن الابره ب ذراعها
شعر عمر وكأن سن الابره قد غرز في قلبه هو لا في ذراعها فأدار وجهه للناحية الآخرى
ترجمت نسمة المشهد بشكل مختلف وما إن خرج الطبيب من الحجرة حتى قاالت لعمر بمزاح :
– أنتا بتخاف من الحقن ولا أيه يا كابتن ؟؟
– انتبه عمر أنها تحدثه لكنه لم ينتبه ل سبب سؤالها فأجابها قائلا : لأ مبخفش بس ايه اللي خلاكي تقولي كده ؟؟
– نسمة :أصل أول ما الدكتور حقن ندى لقيتك لفيت وشك علطول وملامحك كلها اتشنجت وغالبا اللي بيعملوا كده بيكونوا بيخافوا من الحقن
– لحقه حمزة فأجاب عنه قائلا : لأ هوعمرمرهف الحس حبتين مبيحبش يشوف حد بيتألم
– نسمة : موضوع الاحساس ده أنا عارفاه فعلا الكابتن حساس بزيادة فاكر يا كابتن اللي حصل في العربية ثم همست بالقرب من أذنه حتى لا يسمعها حمزة لما نسيت تقف بيا ف الاستراحة وفضلت تعتذر طول الطريق
– ضحك عمر قائلا : أنتي لسة فاكرة وبعدين عشان كنت غلطان على فكرة فضلت حاسس بالذنب كتيير ولحد الآن كل اما افتكر بأنب نفسي والله
– نسمة بمزااح : يا شيييخ قلبك أبيض إذا كنت أنا نسيت وبعدين أنتا صالحتني يومها أحلى مصالحة ولا ناسي
– وقبل أن يرد عمر تحدث حمزة بحدة : خير إن شاء الله أيه اجيبلكم شجرة واتنين لمون هناا طب ما تشاركوني معاكم في الحوار الشيق ده بدل ما أنا عامل زي الاطرش ف الزفة
– نسمة بمرح : لأ يا حمزة ده سر بيني انا والكابتن بس ولا أييه يا ابو الكباتن ؟؟
– عمر وقد أماء رأسه موافقا : طبعا يا دكتورة ما تسكت يا حمزة اللي ساتره ربنا عايز انتا تفضحه يا ربي عليك
قاطع حديثهم دلوف الطبيبة المتابعة لحالة حمزة والتي ما إن دلفت إلى الغرفة حتى تطلعت حولها بدهشة خاصة حينما رأت تلك المتسطحة على الفراش بجواره ف نظرت لهذا الذي ينظر لها ببراءة قائلة :
– والله ! هي ديه الراحة اللي قولت عليها يا حضرت الرائد مييين دول ؟ ومين اللي نايمة على السرير ديه هو أنتا قلبت المستشفى فندق
– حمزة ببراءة : ما أنا مرتاح أهوه يا دكتورة وبطبق تعليماتك بالحرف بس ديه مراتي وأغمى عليها لما عرفت إني تعبان وشوية وهتفوق ودول ثم أشار على نسمة وعمر قائلا بغيظ منهما دول بقا اتنين كده مش عارفلهم صفة جايين يرفعولي ضغطي ويمشوا عمال أقولهم الدكتورة قالتلي ارتاح وروحوا مش عايزين يسمعوا الكلام يبقا أنا ذنبي ايه بقا
لاحت الصدمة على وجه نسمة أثر خداع حمزة للطبيبة والصاق التهمة بهما أما عمر فقد كان ينظر لصديقه مبتسما فهي عادته التي يفعلها دوما وهذه المرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
ويبدو ان الطبيبة نفسها تعلم ذلك حينما علقت على حديث حمزة قائلة
– والله ! بقا هما مش عايزين يمشوا وأنتا ملتزم بالتعليمات تصدق لو مكنتش اعرفك كويس كنت صدقت ثم أشارت عل عمر وأردفت قائلة
مش ده صاحبك اللي بيهربك من المستشفي كل مرة ولا أنا بيتهيألي
– عمر وقد رفع ذراعيه عاليا وهو ينفي التهمة عن نفسه ثم تحدث مدافعا : أنا مليش دعوة والله يا دكتورة هو اللي بيقولي وبيفضل يتحايل عليا عشان يخرج لانه مبيحبش المستشفيات ف أعمل ايه اسيبه لوحده ولا اساعده
– الطبيبة بسخرية: لأ أزااي ساعده طبعااا ثم أرفت بتحذير جااد: بس المرادي بقا بقولهالكم انتو الاتنين الاصابة مكنتش سهلة ومحتاجه متابعه من دكتور وتغيير باستمرار على الجرح ومش عايزة مجهود ف ياريت يا حضرت الرائد تلتزم المرادي على الأقل اقعد 3أيام وحضرتك يا كابتن اتخلى عن مساعدته المرادي ثم رفعت أصبعها أمام وجهيهما قائلة بتحذيير لهما: مفهوووم ؟؟
أماء كلا من حمزة وعمر رأسيهما من أعلي لأسفل ببراءة طفلين توبخهما معلمتهما على نسيان الواجب المدرسي وقالا بهدوء :
– مفهوم
– الطبيبة : صحيح أنا همشي كمان نص ساعة وهتيجي مكاني دكتورة تانية تتابع الحالة
– حمزة وهو يضيق عينيه بتفكير ثم تحدث متسائلا : دكتورة تانية ؟! ديه وااارد جديد ولا أيه ؟؟
– الطبيبة بامتعاض : واارد جديد ! انتا بتتكلم على طلبية أدوية!!
– حمزة : مش قصدي قصدي يعني أن مكنش في غير حضرتك ودكتور سبعبع
– الطبيبة وقد رفعت حاجبها بدهشة مرددة كلمته الأخيرة : سبعبع ؟؟!
– حمزة : أيه معقولة متعرفيش سبعبع ؟؟ دكتور أحمد السبعاوي
– الطبيبة وقد فغرت فاهها بدهشة : دكتور أحمد بكل خبرته وسنوات دراسته بره وكفائته خليتوا سبعبع ! ثم ضحكت ساخرة وهو عااارف بقا انك مسميه كده ؟!
– حمزة بمرح : ههههه لأ طبعااا ده ممكن يجيله heart attack
“أزمة قلبية”لو عرف اسم الشهرة بتاعه أصلي كمان شهرته ف وسط الدكاترة الامتياز اللي معاه
– الطبيبة : كماااان !! مش بعيد لو عرف يرفع عليك قضية تشهير
– حمزة : ليه هو أنا شتمته ده أنا بدلعه أنا غلطااان وبعدين هو شبه سبعبع أنا مااالي حد قاله يبقا شبهه وبعدين سبعبع أصلا دمه أخف منه المفروض هو اللي يزعل إني بشبهه بيه
– الطبيبة وقد ضيقت عينيها بتركيز ثم سألته باتهام : وأنا بقا مسميني أيه ؟ قووول قوول متتكسفش
– حمزة وقد كتم ضحكته بصعوبة وتحدث بجدية زائفة : أناااا !!! معقوول لأ طبعا عمري ما اعمل كده حضرتك ليكي احترامك بردو
– ابتسمت الطبيبة وظن حمزة انه قد نجا حتى اقتربت منه وضحكت باستهزااء قائلة : لأ طالما عملت كده أنا اتأكدت أنك مطلع عليا أسم شهرة قوول قوول ده أحنا عشرة عمر يا رااجل رصاص واصابات وعمليات وشاش وقطن وحقن وهروب من المستشفى ف خلاص حفظتك وبعدين أنتا عارف إنك الوحيد اللي مبزعلش منه لأ وبتضحكني كماان أنا اللي مركبة الوش الخشب للكل معاك مبقدرش أمسك نفسي وبلاقي الضحكة بتطلع لوحدها يمكن عشان بشوف فيك ابني احمد المتخلف بيفكرني بيك وحاسة أنه لما يبقا قدك هيبقا زيك
– حك حمزة ذقنه قائلا : مش عارف هل الكلام ده مدح ولا ذم يا دكتور ؟؟ وهل المتخلف ديه عايدة عليا ولا على أبن حضرتك حسيتها أهانه مزدوجة صح ؟؟
– الطبيبة : عمال بتتهرب من السؤاال طييب على العموم لو مقولتليش هروح اقول لدكتور أحمد على سبعبع بتاعتك وأنك بتخلي الدكاترة الامتياز يتريقوا عليه هاااا هتقول ولا ؟؟
– حمزة : ده أسمه ابتزاز عل فكرة
– الطبيبة وهي توميء رأسها ايجابا وأردفت بثقة: وماااله اعتبره كده
– حمزة بتردد : هقولك بس احلفي انك مش هتزعلي ؟؟
– رفعت الطبيبة حاجبها متسائلة: أيه ده هو اسم يزعل ؟؟
– أشار حمزة بكفه المفرود يؤرجحه يمينا ويسارا : يعني أحمم بصراحة متهيألي أه
– الطبيبة :مااشي مش هزعل والله
– حمزة بسرعة وبصوت خفيض : تكشيير
– الطبيبة وقد ضيقت بين حاجبيها قائلة : أيه ؟؟مسمعتش
– حمزة بصوت أعلى :تكشيير
هنا لم تستطع نسمة كتم ضحكتها فانفجرت ضاحكة بشكل هيسيتري وعمر يكتم ضحكته بصعوبة بالغة بينما حمزة ينظر للطبيبة تيسير بخجل والتي تحدثت أخيراا قائلة :
– أنا قولت هتألش الألشة العادية بتاعت تيسيير لأ تعسيير بس ماشاء الله دايما الجديد عندك مااشي يا حضرت الرائد
– حمزة وهو يشعر بالذنب تجاهها : بس حضرتك مش زعلانه صح ؟؟ أصل بصراحة الاسم ده طلع عليكي قبل حتى ما اشوفك يعني حد قالي دكتورة تيسير هتيجي تكشف عليك وقالي بس ياريت متهزرش عشان هي متحبش الهزار فقولتله وهي تكشير هتكشر ف وشي ليه ومن ساعتها وهي طلعت كده بس لما شوفتك واتعاملت معاكي بقا ليكي عندي معزة خاصة كأخت كبيرة والله
– الطبيبة تيسير : خلاااص يا حضرت الرائد أنا مش زعلانة والله بس هزعل بجد لو هربت المرادي حقيقي العملية كانت صعبة والرصاصة لولا ستر ربنا كانت هتخترق القلب هي بعيده عنه بحوالي 3 سم ف لو سمحت اهتم بنفسك شوية
– حمزة وهو يوميء رأسه في طاعة: حااضر
خرجت الطبيبة بعدما دونت آخر المستجدات في تقرير الحالة لتتابعه الطبيبة الآخرى حينما تأتي
أما حمزة فما إن خرجت الطبيبة حتى رمق الثنائي الواقف أمامه بغيظ قائلا :
– أضحكوا اضحكوا ده اللي ربنا قدركوا عليه ماااشي على العموم يلا منك ليها اتفضلوا من هنا كل واحد يروح يشوف اللي ورااه
– نسمة : لأ أنا هستنى أما دكتور زياد يجي واطمن على ندى
– عمر مبررا انتظاره بحجة واهية : وأنا هستنى معاكم يمكن تحتاجوا حاجة مش هينفع أسيبكم لوحدكم
وقبل أن يجيبه حمزة ساخرا كعادته وجد باب حجرته يطرق من الخارج ف أذن للطارق بالدخول وقد كان الطبيب زياد والذي لم يتأخر فلم يكد يمر أقل من ساعة على مكالمته معه حتى أتى
زاد تقدير حمزة لهذا الطبيب الخلوق الشهم
حياهم زياد قائلا :
– سلاام عليكم
– الجميع مرددين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
– توجه زياد ببصره تجاه حمزة باستغراب وهو يعدل من وضع نظارته الطبيه متسائلا : الواضح أن اصابتك مش خفيفة يا سيادت الرائد أنا تخيلت انها مجرد سحجات او خدوش لكن الواضح أن الأمر أكبر من كده والواضح كمان أن حضرتك مستهين بالاصابة
– حمزة بمرحه المعتاد : مهي بسيطة فعلا يا دكتور مجرد رصاصة جنب القلب ب 3 سم بس عدت الحمد لله
– زياد متهكما : فعلاااا !! لأ بسيطة الحمد لله طيب نتكلم بقا في المهم واللي أنا جاي عشانه وهو انسة ندى أنا هفحصها بسرعة عشان اطمن أن كله تمام وبعدين هنتكلم بالتفصيل وهوضحلك بعض النقاط بس ثم توجه ببصره تجاه عمر الواقف خلفه قائلا : هستاذنك بس يا استاذ ثواني لحد ما أكشف عليها
– عمر بحرج : أاه أكييد طبعااا ثم أشار إلى صديقه أنه سينتظره بالخارج
لكن ما إن خرج حتى وصل الحنق منه مبلغه وكان يتسائل كيف يمكن أن يكون هذا الفحص هل يحتم عليه كشفها أمامه وأمام حمزة عند تلك الخاطرة كاد عقله يتحطم من مدى قسوتها عليه ووجد نفسه يتسائل ألا يغار حمزة حتى يسمح لزوجته أن يفحصها اثنان من الأطباء الرجال خلال ساعة واحدة!!
هو يعلم أن حمزة لديه نخوة ويغار لكن غيرته عاقلة وليست تلك الغيرة المجنونة التي قد تحرق الأخضر واليابس ف حكمته ومرحه دوما يسبقا غضبه على عكسه تماما فهو يغاار ويغااار بجنون وغيرته تلغي عقله تماما ف يصبح كالأخرق وقد يفعل ما يندم عليه
ظل سابحا في أفكاره تلك وخياله لا يرحمه يصور له صورا تدفعه لأن يدخل الحجرة ويطرد الطبيب منها على الرغم أن الاخير يبدو على خلق لكن ما دخل هذا بتلك فهو أولا وأخيرا رجل
رجل سيلمس المرأة الوحيدة التي أحبها وتمناها بصدق لكن يبدو أنها لن تصبح ملكه أبدا
أما بالداخل ما أن انتهى زياد من فحص ندى حتى تحدث إلى حمزة بعملية قائلا :
– هي تمام الحمد لله كل المؤشرات منتظمة لحد كبير بس أهم حاجة لما تفوق مش عايزك تحسسها بأي خوف أو شفقة عليها هي مش محتاجة تحس كده خااالص هي محتاجة تسترد قوتها مش عايزة تصعب على حد كمان هي عندها شعور بتأنيب الضمير طاغي عليها جدا بتأنب نفسها عشان اتجوزتك وده فيه نسيان لذكريى جوزها خاصة أنها بدأت تشعر بميل تجاهك وف نفس الوقت تأنييب اكبر من ناحيتك لأنها بتفكر ف جوزها اللي ماات ومش قادرة تنساه بالرغم انها حاليا على ذمتك أنتا وغالبا هي أغمى عليها لما شافته مكانك وحست أنها هتفقده للمرة التانية وطبعا لما تفوق وتلاقي خضتك عليها الشعور بالذنب تجاهك هيتفاقم وأحنا حاليا مش عايزين أي مشاعر سلبية فلما تفوق حضرتك هتقولها أنها أغمى عليها بسبب أن ضغطها وطي فجأة وأنها اتعلقلها محاليل وكانت محتاجة للراحة وخلاص وكأن الامر ملهوش علاقة خاالص بوفاة زوجها الأولاني و…
– حمحم حمزة مقاطعا : أحممم بالنسبة لموضوع جوازنا في مستجدات محتاج اطلعك عليها يمكن تفرق ف تشخيص حضرتك ل سبب الاغماء أو ف العلاج عموما
– الطبيب : خير أكيد أي معلومة او حاجة جديدة حصلت هتفرق
نظر حمزة حوله فوجد نسمة تنظر إليه في فضول فاستأذن الطبيب ل ثوان ثم نظر إليها قائلا
– ممكن معلش يا نسمة تستني بره مع عمر ثواني لحد ما أخلص كلمتين مهمين مع الدكتور
أماء ت نسمة رأسها في حرج ثم خرجت من الحجرة وما إن رآها عمر حتى سألها بلهفة :
– ها يا دكتورة أيه الأخبار ؟؟
– نسمة بشرود : تمام كويسة الحمد لله
– عمر متسائلا : أمال أنتي خرجتي ليه والدكتور لسه جوه ؟؟
– نسمة بعدم فهم : معرفش حمزة اللي طلب مني عشان عايز يتكلم معاه ف حاجة مهمة لوحدهم
صمت شمل كليهما لكن عقليهما قد راحا ل نفس الظن الذي بات أشبه باليقين بعد كلمات حمزة وحرجه من التحدث حتى أمام شقيقتها وهو أن زواجه من ندى قد اكتمل وصار زواجا فعليا لذا استحي أن يتحدث في هذا الأمر في وجود نسمة
أما عند حمزة بداخل حجرته كان ما يحدث عكس ما يتوقعه المرابطين خارجها فقد كان يقص على الطبيب حقيقة ما صار وأنها شقيقته بالرضاعة وأن زواجهما بالتالي أصبح باطلا وانهما قد قاما بفسخ عقد الزواج لفساده
وما إن انتهى من سرد كل الاحداث الماضية حتى تحدث زياد بجدية قائلا :
– اللي حصل ده سلاح ذو حدين بمعنى أنه ريح ضمير ندى ف مسمى علاقتها بيك اللي مبقاش فيها حرج تحس بيه قدام نفسها لكن كمان هيخلي تعلقها بيك زيادة جدا وعشان كده هي مستحملتش فكرة فقدك كأخ أكتر من لو كنت زوجها بس بردو من ضمن المساويء هو أن هيرجعها لقوقعتها تاني أنا كان عندي امل أنها تتخطي حزنها بعلاقتها بيك كزوج وكنت ناوي اشتغل على النقطة ديه وإلا ندى مش هتقدر تعيش حياتها الطبيعية بشكل عادي لازم ندى تحب ويكون حبها بنفس قوة اللي راح عشان يقدر يجذبها من البير اللي حبست نفسها فيه بإرادتها
بص أنا كل ده حكمي مبدأي طبعا لما تفوق وتيجي الجلسة الجاية ف معادها هقولك النتيجة بشكل أدق بس أهم حاجة لما تفوق متلاقيش زحمة وقلق حواليها زي ما قولتلك يعني يفضل الدكتورة وصديق حضرتك يروحوا يشوفوا اللي وراهم
– حمزة بامتنان : شكرا جداا يا دكتور حقيقي أنا عاجز عن الشكر ومتفائل بحضرتك جداا
– زياد بود : مفيش حاجة تستاهل الشكر أنا همشي بقا وياريت متقولهاش إني جيت وأما نشوف هتتصرف أزاي
هم بأن يتحرك خارج الحجرة لكنه عاد والتفت إلى حمزة متسائلا :
– صحيح البشمهندسة حلا أخبارها ايه النهارده ؟؟كويسة ؟؟
– حمزة : اه بخير الحمد لله
– زياد : الحمد لله طيب أستأذن أنا بقا سلام عليكم
– حمزة : وعليكم السلام
وما إن فتح زياد باب الحجرة رأى عمر ونسمة أمامه ف توجه بالسؤال للأخيرة قائلا :
– أنا راجع المستشفى تحبي أوصلك معايا ؟؟
– نسمة بلباقة : لأ شكرا جدا يا دكتور زياد أنا هفضل شوية وبعدين لو هروح هروح على البيت مش هقدر اروح المستشفى أنا منمتش من امبارح
– زياد متفهما : تمام على العموم بردو لو عايزاني أوصلك للبيت مفيش مشاكل
– هنا تحدث عمر الذي يرمق زياد بغضب لا يتفهمه الأخير : شكرا يا دكتور كفاية تعبك عشان خاطر استاذة ندى وأنا موجود ممكن أروح الدكتورة
– تحدث زياد بلامبالاة : تمام أنا بس كنت عايز اطمن عليها عشان متبقاش لوحدها لكن طالما حضرتك موجود مفيش مشكلة عل العموم لو احتاجتوا أي حاجة كلموني سلام عليكم
– عمر ونسمة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وما إن تحرك زياد مبتعدا حتى دلفا كلاهما لغرفة حمزة الذي ما إن رآهما حتى تحدث إليهما قائلا :
– يلا بقا يا حلو منك ليها كل واحد يروح يشوف اللي ورااه
– نسمة متسائلة: طب مش هنستنى لما ندى تفوق ؟
– عمر : صحيح نطمن على استاذة ندى الأول وبعدين نمشي
– حمزة : أولا ندى مش هتفوق دلوفتي أنتو نسيتو أن الدكتور قال إن الحقنة المهدئة اللي خدتها ديه هتنيمها مش اقل من أربع ساعات واكيد يعني مش هتفضلوا مشرفني بطلتكوا البهية الوقت ده كله ده غير إني تعبااان وعايز أنام ثانيا وده الأهم أن الدكتور قال الافضل أننا منحسسهاش بحاجة ومنخليهاش تتخض على نفسها عادي كانت مجرد اغماءة نتيجة ان ضغطها وطي فجأة وخلاص
– عمر : طب أنتا مش محتاج حاجة ؟؟
– حمزة : قولت محتااج أنااام أنا كنت عايزك عشان تروحني بس طالما مش هروح يبقا ارتاح أحسن
– عمر : طيب ثم توجه ببصره تجاه نسمة قائلا يلا أحنا يا دكتورة
– حمزة باندفاع : وأنتا مالك ومال الدكتورة
– عمر : هوصلها البيت وبعدين هروح أنا كمان اطمن على ماما وسلمى واريح ساعتين وبعدين ابقا أجيلك
– حمزة موجها حديثه ل نسمة : أنتي هتروحي البيت مش هتروحي المستشفى ؟؟
– نسمة بإرهاق: لأ هروح أنااام أنا كماان لحد ما ندى تفوق مش هقدر أركز أنا في الشغل لو روحت من غير ما أنام كويس
قطع حديثها صوت رنين هاتفها فاعتذرت منهما وخطت خارج الغرفة حتى تستطيع التحدث بحريتها أما حمزة ف أشار لصديقه أن يقترب منه وما إن توجه ناحيتة حتى تحدث محذرا وهو يهمس بصوت خفيض حازم حتى لا يصل لتلك الواقفة هناك على أعتاب الغرفة تتحدث في هاتفها :
– ياريييت توصلها من غير رغي وهزار عماال على بطاال
– عمر بنفس الهمس : أنا مش فااهمك والله ما تخليك ف مراتك وتسكت
– حمزة وقد لوى شفتيه متهكما : لأ والله هو عشان عرفت الحقيقة هتستهبل
انقبض قلب عمر وظن أن حمزة يشير إلى أن زواجه بندى قد اكتمل ولكن قبل أن يجيبه عادت نسمة للداخل مرة آخرى وهي تتعجله قائلة :
– مش يلا ولا أيه يا كاابتن ؟؟
– عمر بوجه باهت مصدوم وهو يوميء رأسه : أه أه يلاااا
وما إن تحركا معا حتى وصلا خارج الحجرة حتى هتف حمزة باسم نسمة قائلا :
– نسمة تعاالي لو سمحتي عايزك ثواني
– نسمة وقد اقتربت منه ثانية : أيه يا حمزة في ايه
أشار لها بالاقتراب من فراشه وطلب منها أن تدنو بالقرب منه وبالفعل اقتربت نسمة واقتحمت المساحة الخاصة بحمزة فاجتاحه عطرها النفاذ ف شعر برجفة لذيذة قد سرت بكامل جسده شعر وكأنها أسرت أنفاسه وسلبتها منه وبات لا حول له ولا قوة لكنه تمالك نفسه سريعا واستغفر في سره ثم تحدث قائلا :
– لو سمحتي يا نسمة مش عايز هزاار وكلام كتيير مع عمر أنا مكنتش هوافق تروحي معاه لوحدك بس أنا بثق ف عمر اكيد أكتر من كابتن كريم أو اوبر بس أهم حاجة متنسيش الحدود اللي دايما رفعاها
– نسمة وقد ارتبكت هي الآخرى على أثر اقترابها منه وحينما وصله همسه الناعم في اذنيها انتباتها نفس الرجفة التي اتنتابته قبلا وشعرت بقلبها يرفرف كالفراشات حينما لمحت اهتمامه بها لكن ما إن ظبطت نفسها بالجرم حتى تراجعت سريعا وقالت بمزاحها المعتاد حتى تخفي ارتباكها : نزلها لو تعرف يا سيادة الرائد
– حمزة وقد رفع حاجبه متعجبا : هي ايه ديه اللي أنزلها؟؟
– نسمة وهي تتحرك مبتعدة عنه وتلاعب حاجبيها في مرح قائلة : الحدود اللي أنا رافعاها ديه ومزعلاكم كلكم
– حمزة بغيظ وقد امسك بعلبة دواء موضوعة على الكومود بجواره وقذفها بها قائلا : امشييي يا نسمة ومش عايز أشوفك النهارده أقوملك بس وأنا هوريكي شكلك نفسك تتعلقي زي صاحبتك المتخلفة اللي ف البيت
تحركت نسمة خارجا وهي تضحك بصخب لأنها استطاعت استفزاز حمزة رحلت لكن خلفت وراءها من يبتسم في وله لا يعلم له سبب يشعر أن تلك الجنية الصغيرة قد سلبت منه ما أراد الحفاظ عليه دوما لا يعلم متى وكيف لكن يبدو أنه حدث رغما عن إرادته ..
وحينما ضبط نفسه شاردا فيها نفض رأسه سريعا ثم سلم نفسه لسلطان النوم…
أوصل عمر نسمة حيث بيت والدة صديقه ثم تحرك إلى بيته وما إن وصل حتى دلف ل غرفته سريعا لعله يحظى ببعض الراحة لجسده لكن عقله وقلبه كليهما يأبى عليه تلك الراحة المنشودة فقد كانت كلمات حمزة تتردد صداها في جنبات عقله حتى كاد ينفجر من شدة التفكير وقلبه يحترق ألما أمعقول أن زهرته الندية صاارت ملكا لصديق عمره أي أنه من الآن لا يحق له حتى الدعاء بأن تكن له زوجة حاول بكل ما أوتي من قوة نسيان كل ما مر به اليوم وأخراج تلك الأفكار التي تكاد تفتك ب روحه الممزقة على حب قد وراه الثرى قبل أن يرى النور أغمض عينيه للحظات ربما لدقائق أو حتى ل ساعات لا يعلم كم مر من الوقت إلى أن استسلم للنوم
وفجأة سمع صوت صياح بجانب أذنه جعله يهب من نومه مفزوعا فإذا بها شقيقته الحمقاء تلكزه في كتفه وهي تهتف باسمه مرددة كلمتين فقط تكررهما على الدوام دون توقف لتوقظه
– يا أبييييه قوووم ..قوووم يا ابيييه .. يا ابييييه قوووم ..قوووم بقااا يا ابيييه قالت تلك الاخيرة مع لكزة قوية إلى حد ما بقبضتها في كتفه
– فتح عمر عيناه سريعا قائلا : قامت قياااامتك يا روح الابيه أييييييه حد يصحي حد كده أيه طيااارة الدووحة مستنياني ومش هتطير إلا أما أركب !!
– سلمى : لأ وأنتا الصادق طيارة اسكندرية هي اللي هتطير رقابتك لو مقومتش دلوقتي وفتحت الواتس اب بتاعك
– عمر وهو يعبث في خصلاته السوداء ويضرب جبهته بيده قائلا بتذكر: أوووف باباااا أزاي نسيت أكلمه اتلهيت ف حمزة لما عرفت أنه ف المستشفى و….
– قاطعته شقيقته وهي تهتف بجزع : حمزة في المستشفى ماااله يا ابيه جراله حاجة؟؟ اتصاب ؟؟ فقد الذاكرة ؟؟ ف غيبوبة !! ات…
– قاطعها عمر قائلا : أيييه يا اوفر
– سلمى : الله يا ابيه ما هو الظابط في الروايات يا أما بيفقد الذاكرة يا بيدخل في غيبوبة وميفوقش إلا على صوت حبيبته وهي بتعيط جنبه
– عمر وهو يضرب كفا بكف قائلا بيأس : الله يخربيت الروايات اللي بوظت دماغك فقد ذاكرة ايه ؟ وغيبوبة ايه ؟؟ وبعدين أنتي ماالك ثم أنا قولت كام مرة اسمه أبيه حمزة إذا كنتي بتقوليلي أنا اللي هو أخوكي ابيه تقومي ترفعي التكليف مع صاحبي اللي أكبر منك بأكتر من 15 سنة !!
– سلمى بتأفف : وماااله يا أبيه ؟ أيه يعني 15 سنة مش كتيير أمال لو كان اربعيني كان هيدخل ف شريحة الروايات اللي بتقول اعشقيه أربعيني وساعتها كان هيبقا قمر أووي
– عمر وهو يمسك بتلابيب ملابس شقيقته من الخلف : نهااارك أسود على داغك يا سلمى هو مين ده اللي قمر أويي !! وأيه أعشقيه أربعيني ! هو عشان الواحد اتساهل معاكي وقولت أعمل صاحبك بقا وامشي ورا بتوع التربية الايجابية هنتساهل في الكلام كده أقسم بالله يا سلمى لو ما تعدلتي لأعدلك بطريقتي فاتهدي بقا ، وأه صحيح أعملي حسابك أن من أول الشهر هتنتظمي ف مدرستك الجديدة ف ظبطي نفسك
– سلمى بضيق: وكان أيه لزمتها بس يا أبيه اسيب مدرستي وأصحابي اللي اتعودت عليهم
– عمر بحزم : مهو عشان صحابك اللي اتعودتي عليهم دول بقا لازم ننقل للمدرسة الجديدة وبعدين أحنا اتكلمنا ف الموضوع ده وقفلنا نقاش فيه واتكلي بقا خليني اشوف الحاجات اللي عايزها ابوكي
تحركت خارج حجرته وهي تضرب الأرض بقدميها بغضب وهو يصيح بها :
– متخبطيش ف الأرض كده يا سلمى أحنا مش ف حضانة
ظلت شقيقته تبرطم وتحدث نفسها بضيق من شقيقها المتحكم بها أكثر من والدها نفسه
أما عمر فما إن فتح تطبيق الواتس آب حتى وجد عدة رسائل من والده لكن ما آثار انتباهه رسالة صوتية من حمزة انقبض قلبه وخشي أن تكن ندى قد فاقت وتدهورت حالتها ولكن هل إن حدث هذا سيتصل به صديقه ؟!
تنبه أولا ل توقيت الرسالة فوجدها قد أرسلت له في نفس التوقيت الذي كان به معه إذا يبدوأنها رسالة قد ارسلت قبلا لكنها لم تصل إليه إلا الآن
فتح التسجيل فوصله صوت صديقه المرتبك والذي يبدو أنه سيضطر للافصاح عن شيء لم يكن يرغب في الافصاح عنه تنحنح حمزة قائلا بصوت مهتز :
احممم عمر في حاجة بخصوص ندى مكنتش عايز أقولهالك على الأقل دلوقتي بس مش عارف ليه هقولها صمت للحظات كأنه يعيد ترتيب ما يود قوله في ذهنه لكن تلك الثوان التي انتظرها عمر حتى يواصل صديقه حديثه كادت تصل بأعصابه على حافة الانهيار تعالت دقات قلبه وضم قبضته بقوة وهو يعتصرها يظن أن حمزة سيخبره أنه أتمم زواجه بندى حتى وإن كان ظن ذلك قبلا لكن سماع الأمر من صديقه سيذبح قلبه ويهدر دمائه ارضا الكلمات التي سينطقها صديقه ستحطم كل آماله واحلامه السعيدة المتمثلة في شخص ندى ستخبره أن خسرهاا للأبد لكن في اللحظة التالية انتهى الترقب حينما عاود حمزة الحديث مرة آخرى و……….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى