روايات

رواية سفير العبث الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء الثالث والأربعون

رواية سفير العبث البارت الثالث والأربعون

رواية سفير العبث الحلقة الثالثة والأربعون

° التنهيدة الثالثة والأربعون °
| داخل المدينة التي نقطُن أنا وأنتِ تحت سماؤها، العديد من العطور والأصوات المُختلفة.. إحدى تلك العطور التي أستطيع تمييزها على بُعد شارعين هو رائحة شعركِ الندي.. ذو الحظ العظيم للمس أطرافه وجنتيكِ وشفتيكِ.. وإحدى تلك الأصوات الصاخبة التي أتمنى لو تستمعي لها هي فقط.. هو صوت قلبي النابض بشِدة، رهبةً من قدومك تجاهي! ♡|
#بقلمي
منال بخضة: ليه؟؟ حصل حاجة ولا إيه! لقيت عليهُم دليل؟
ضيق ليث عينُه وقال بهدوء: بتتكلمي عن مين؟ أنا بكلمك عن قضية تُجار المُخ_درات اللي تمموا صفقتهُم في سيوة مطروح.. أما التانيين ف إتقلي على الرُز عشان يستوي.
خلصت منال وهي بتتهيأ للخروج وقالت لليث بتنهيدة تعب: المُهم متعرضش نفسك ومُستقبلك المهني في سبيل الغيظ منهُم وخلاص، فكر قبل ما تاخُد أي خطوة مش قانونية لإن وإحنا في الساحل كان إيدي على قلبي
ليث بتعب: لا جمدي قلبك كدا وإرجعي منال القوية بتاعة زمان.. ناخُد ترقية قضية سيوة بعدها نشوف البهوات اللي محدش قادر عليهُم

 

 

إتاوبت منال وقالت بتعب: طب تصبح على خير بقى لإني هروح البيت أنااام.
قعد ليث بتركيز على الورق اللي قُدامه وقال: تلاقي الخير
نزلت منال وركبت عربيتها وجت تدورها ممشيتش! نزلت عشان تفتح الكبوت لقت العجلة نايمة!
خبطتها منال برجليها وهي بتبُص على باب قسم الشُرطة بضيق وحاطة إيديها في وسطها وبتنفُخ بضيق
إتفزعت لما سمعت صوت عربية بتوقف ببريك جامد جنبها ومشغلة أغاني بصوت عالي
لفت منال بعصبية وهي بتقول: إنت يا إبن ال..
راغب بمُقاطعة وهو بينزل إزاز عربيتُه: هوب هوب هوب، إنت شرس مع كُل الناس كدا.. أومال معايا هتبقى إزاي ” بيغمزلها بعينُه ”
منال بعصبية: فُكك مني يالا أنا مش فيقالك على المسا!
راغب: يالا؟ طب تعالى إركب يا غزال ياللي شاغل البال
بصتلُه منال بنظرة ذات معنى وفجأة برقت وقالت: إنت اللي عملت كدا في الكاوتشات بتاعة عربيتي؟
راغب: إنت عبيط يا غزال؟ هعمل كدا في وسط الحكومة!
منال بصوت عالي: وليه لا ما إنت بجح ودخلت مكتبي لقيتك قاعد عليه..
حط راغب السيجارة اللي مو_لعها في بوقه وهو بيفتح باب العربية اللي جنبُه وبيطبطلها على الكُرسي وبيقول وهو بيطلع دُخان السيجار: يلا بس تعالي، خليني أحسد الكنبة اللي القوام دا هيقعُد عليها.
منال بصدمة: إنت عندك هسهس في دماغك! بتتح_رش بيا لفظيًا وعاوزني أقعُد جنبك في عربية واحدة؟
راغب: أوعدك هربُط مشاعري وغرايزي تمامًا.. بس تقعُدي جنبي وأوصلك.
منال بصوت خافت: لا مش عايزة.. هكلم أختي تيجي تاخُدني بعربيتها.
راغب وهو بيبُصلها: يلا بقى الناس بدأت تركز معانا..
خدت منال نفس عميق وهي بتقول: فُل بس ملكش دعوة بيا طول الطريق
رمى السيجارة من الشباك بتاعُه وقال: عينيا.. إركب يا غزال
ركبت منال جنبه وقفلت الباب ف إتحرك بيها جامد وهو بيقول: عنوانك فين بقى..
حطت منال إيديها على راسها وهي بتقول: أمشي زي ما هقولك ومترغيش كتير.
راغب بضحكة: حاضر يا باشا
كمل الطريق وهو بيبُصلها من وقت للتاني، أما هي كانت مُتعمدة تكشر عشان تثبتلُه جديتها رغم إنها كانت هت_موت وتبتسم!

 

 

* داخل منزل نوح
خرج نوح من مكتبُه بعد ما خلص شُغل وخلال الوقت دا كُله كان سايب رفيف وأختها قاعدين جنب بعض على الكنبة.. أما مروة طلعها فوق عشان تنام لإنها كانت تعبانة جدًا
أول ما رفيف شافتُه وقفت بسُرعة بعيون بهتانة من العياط وقالتله: نوح أنا..
هو بصوت خشن: نوح بيه..
بلت شفايفها ودموعها ملت عينيها وقالت بصوت خافت: نوح بيه أنا، جيتلك عشان..
نوح قعد وحط رجل على رجل وقال: عشان خطتي اللي لعبت عليك بيها باظت ومعنديش حد اروحله ف رجعتلك بقى، إعمل نفسك عبيط وسامحني!
رفيف بصوت باكي: أنا مقولتش كدا
نوح بزعيق: أومال قولتي إيه؟؟ عاوزة مني أنا إيه! ليه أقعد في بيتي واحدة زيك كانت بتكلم راجل وهي لابسة دبلتي؟؟ ليه أثق في واحدة خدعتني وعملت لعبة مع واحد عشان شحاتين وجرابيع مش بياكلوا غير من فلوس وتعب غيرهُم
غطت رفيف بوقها بإيديها وجت تجري على برا عشان الإهانة كانت صعبة ف مسكها نوح من دراعها وهو بيسحبها ناحيتُه وبيقول: لا تعالي هنا رايحة فين، دا أنا هطفك المرار.. هخليكي تبُصيلي كدا وتقولي كان يوم إسود يوم ما فكرت بعقلي الصُغير أستغل قلب الراجل دا
رفيف بعياط: أنا أسفة.. أنا
قامت أختها الصغيرة وقفت وقالت بتهته وصوت متقط_ع: هي.. زعقت.. لعمرو.. وأنا.. ض ر بته بالفازة
بصلها نوح بصدمة وبعدين فجأة ضحك وقال: وأختك كمان كان بتمثل إنها خارسة! حتى الطفلة الصُغير مترحمتش من وساختك!
حركت رفيف راسها يمين وشمال وهي بتحُط إيديها فوق دراعُه وبتقول بعياط: لا يا نوح أنت فاهم غلط.. البنت من الصدمة نطقت

 

 

بصلها نوح بعدم تصديق وقال بسُخرية: سوبحاااانه، دا إحنا نقعد الدكاترة في البيت بقى ونستعين بالصدمات ك علاج للمرضى
شدها من إيديها جامد وقال: إنتي شيفاني بريالة قُدامك؟ جاوبيني بصراحة! لو أنا اللي عملت فيكي كدا.. كرهتك في الصنف وفي الحُب وقت_لتلك أخر ذرة ثقة بينك وبين البشر.. هتسامحيني لو عيطتلك بدمعتين؟
بصت رفيف لنوح في عينيه وقالت: لو قلبك حاسس اللي قلبي حاسه ناحيتك دلوقتي.. هسامحك.. عشان أنا قلبي بيوجعني من كُتر ما بقيت أحبك.
حرك نظرة بين عينيها وفجأة ضحك وهو مبين سنانُه وقال: ممثلة شاطرة بجد، سلامة قلبك أومال مشوفتش خِلقتك غير لما حصلك مُص_يبة ليه؟
رفيف بهمس باكي: عشان إنت طردتني من بيتك
نطر دراعها من بين إيديه وقال من بين سنانه: دا أقل واجب، دا كدا أنا راجل مُحترم أوي معاكي.. لو واحدة تانية وغلاوة أمي كُنت صل_بتها على باب بيتي
رفيف فتحت بوقها وقالت بأمل: يعني لسه بتحبني!
بصلها نوح بتعالي وقال: ميخُصكيش..
رفيف مسحت عيونها وقالت: على العموم مش حابة أضايقك إنت وقريبتك بوجودي هنا وأسببلُكم إزعاج “قالتها بغيرة”
الرايق بتشفي: لا ما هي دي مش قريبتي
بصتله رفيف بنظرة إستفهام قبل ما يبُص في عينيها بتعمُق ويقول بوضوح: دي مراتي.. كتبت كتابي عليها في سفريتي الأخيرة
لطمة على صدرها كانت كفيلة توضح لنوح أد إيه هي أتصدمت وحست بقهرة!
* أمام دُكان البوهيمي
كان واقف يوسف الغُريبي مع البوهيمي في الدُكان بيشربوا حاجة ساقعة، نزلت نيللي من عُمارتها وقربت من الدُكان وهي بتسحب يوسف من دراعُه لبرا
يوسف بصدمة: في إيه يا بت؟ إيه اللي منزلك في الوقت دا؟
نيللي بسعادة: بُكرة أخر إمتحان ونتخرج من ثانوي ونبقى طُلاب جامعات.
شرب يوسف بوق من كانز البيبسي وهو بيقول: يارب نُص ثقتك في نفسك.
خبطتُه على دراعُه وهي بتقول: وواثقة فيك إنت كمان، وبعدها نرتاح من هموم الدروس والمرمطة والملازم.. ونروق لفرح أخوك
خبطتُه في كتفُه بكتفها وقالت: عُقبالك
قرصها من خدها وقال: إنتي لسه صغننة على الكلام دا حطت إيديها في وسطها وقالتلُه: نعم يا بابا؟؟ ما في بنات كتير بيتجوزوا وهُما في الجامعة وولادهُم بيحضروا حفلة تخرُجهُم كمان.. والله
يوسف غمزلها وقال: دا إنتب واقعة واقعة، إنتي غيرتي من مياسة ولا إيه؟
لعبت نيللي في خُصلة شعرها وقالت: مش غيرة يابني لا، بس يعني تخيلت إن التجهيزات دي لفرحي وفرحك وتخيلت نفسي العروسة اللي قاعدة أخر يومين عند حماتها والجو دا
ضحك يوسف بصوت عالي ف كشرت وقالت: طب والله لأطلع وأسيبك
سحبها يوسف وهو بيضحك وقال: خُدي بس هفهمك، أخويا بيتجوز وبيحضر لفرحُه ليه؟ مش عشان معاه فلوس؟ أنا لازم اشتغل وأجيب فلوس أومال هخلي حد يجبي عليا يوم فرحي.. بس أنا مُمكن أربُطك بدبلة ربط كلام
نيللي برفعة حاجب: يفتح الله! تربُطني بحتة حديدة ليه شايفني كلبة
يوسف بصوت عالي: ما هي بنفس أم الحديدة هنتجوز هي بس هتتنقل لإيدك الشمال.. مش عاجبك خليكي بايرة جنب أمك
نيللي بشهقة: هاااه بايرة فشرت يا بابا، كل يوم بيجيلي عريس برفُضه

 

 

يوسف بسُخرية: ليه مجابلكيش جاتوه؟
نيللي وهي بتميل عليه وبتبتسم: لا عشان مستنية حد مُعين كدا، بس مُشكلته لسانُه طويل
يوسف بمُغازلة: لسانُه زي العسل، تنكري ولا إيه؟
نيللي بضحكة: لا منكرش، يلا إطلع فوق راجع بدل وقفتك في الشارع دي، متجيش على أخر إمتحان وتخيب.
يوسف وهو بيضحك: إطلعي يا بت فوق، متنزليش تفرجيني حلاوتك عشان توحشيني وتطلعي تاني
طلعت نيللي وهي بتضحك وخلص هو الحاجة الساقعة وطلع على بيتُه عشان يجهز للإمتحان الأخير.
* داخل المشفى
عُلا بتوتُر: ليه كدا يا أبيه عاصم، أكيد ريڤان هتزعل لما تشوف الأخبار وهتعمل مشاكل كبيرة
عاصم وهو قاعد على كُرسي الإنتظار ولابس معطفُه ونظارتُه المفيمة: ما تتفلق؟ ومشاكل إيه اللي هتعملها أنا مبخافش من شيء.
قعدت عُلا جنبُه وهي بتقول بإبتسامة خفيفة رغم الظروف: هو إنت بتحبها يا أبيه؟
عاصم سكت شوية بعدين قال بتأفُف: يعني العيلة بتقول مُناسبة للمظهر الإجتماعي وأنا..
قاطعتُه عُلا وقالت: لا أقصد رهف.. اللي في الأخبار
ظهرت إبتسامة صغيرة على شفايف عاصم وقال وهو بيبلهُم بلسانُه: مش باين من الصور ولا إيه؟
رفعت عُلا أكتافها وقالت: الحُب أهم حاجة في أي علاقة بين..
قاطعها عاصم بصدمة وقال: جبتي الكلام دا منين يا مفعوصة إنتي؟
عُلا بضحكة: بقرأ روايات وأنا زهقانة وعارفة كُل دا وبتفرج على أفلام، كُلهُم بيختاروا الحُب عن المناصب.
بص عاصم قُدامه وقال: مش دايمًا الحياة بتكون في صفك يا عُلا، إنتي لسه صغيرة مش هتفهميني
خرجت الدكتورة ف قام عاصم وقال: طمنيني على عمتي؟
الدكتورة بإعجاب: صدمة عصبية وهتفوق كمان شوية خدت حُقنة مُهدأة.. الأهم نبعدها عن أي شيء يوترها أو يعصبها حتى لو مُناقشات حفاظًا على صحتها، حمدالله على سلامتها
عاصم بشُكر: الله يسلمك شُكرًا.
فرحت عُلا ف قال عاصم بهدوء: شكلك مأكلتيش حاجة، تعالي أوديكي الكافيتيريا أجبلك حاجة خفيفة تاكليها وبالمرة أعمل كام مُكالمة مُهمة
راحت عُلا معاه الكافيتيريا وبدأ عاصم بإتصالاتُه تجاه الناس اللي نشروا الخبر وصوروه مع رهف دون وجه حق!
* داخل قصر أمير الدهبي / غُرفة نانسي
كانت صِبا قاعدة وراها بتعملها ضفيرة وبتقول: بس نفسيتك دلوقتي بقت أحسن بعد ما خدتي شاور وقعدتي في أوضتك الجديدة صح؟
نانسي بملل: لا.
إتنهدت صِبا وقالت بحنية: معلش أنا عارفة إنها فترة صعبة لكن..
قاطعتها نانسي بعقلانية أصابت صِبا بتعجُب وقالت: وإيه؟ وهتمُر! هتعدي يعني؟ بتضحكي على نفسك ولا عليا بالكلام دا.. إنتي كُنتي سبب طردي أنا وأبويا من هنا عشان تقعُدي براحتك

 

 

قاطعتها صِبا دون مُراعاة لأي شيء مرت بيه وقالت: لا معلش إسمحيلي بقى، والدك مد إيد عليا ودا ضايق أمير جدًا، وطردُكم من القصر ماليش أي دخل ولا يد فيه
نانسي قامت من على سريرها وهي مكشرة وبعدها ميلت راسها على جنب وإبتسمت وقالت: عاوزة أقعُد لوحدي.. إخرُجي
بصتلها صِبا وهي قاعدة على السرير ومسكت في طرفُه عشان ظهرها واجعها وقالت: طيب يا ستي هخرُج، الحق عليا قولت أسليكي.
خرجت صِبا وأول ما طلعت من أوضة نانسي راحتقال نانسي رازعة الباب وراها.. مفيش مفتاح ولا شيء جوة عشان نانسي متعملش في نفسها حاجة
خرج أمير من جناح شجن هانم ف إبتسمت صِبا أول ما شافتُه، قربتلُه بحُب وقالت: إتطمنت عليها؟
أمير وهو بيدقق في ملامح صِبا: أها نامت خلاص، جبتي فُستان؟
ضيقت صِبا عينيها بعدم فهم وقالت: فستان إيه؟
أمير وهو بيلمس خدها وبيمسح عليه: فرح صاحبي، لازم تحضريه معايا بما إنك حرم أمير الدهبي
باست صِبا إيدُه اللي بتداعب خدها وقالت بحنية: إمتى الفرح؟
أمير بهدوء: بعد بُكرة، عاوزين فُستان حلو مش مبين تفاصيل جسمك.. عشان مرتك_بش ج_ريمة وأخربلُه يومه
صِبا بتمثيل: أااخ
أمير بقلق: حصل حاجة؟؟ مالك!
صِبا بتمثيل: دايخة بقولك وضهري واجعني
إنحنى أمير ورفعها بين دراعاتُه ف بصتله في عيونه وقالت: لازم أقولك ضهري تاعبني عشان تحضُني؟
بصلها أمير بتكشيرة تركيز وقال: كدا كدا كُنت هحضُنك، بس كُنت عاوز أعمل دا في جناحنا.. مش قُدام حد
ميل عليها ف حطت صوباعها على شفايفُه وقالت: إمشي بيا خطوتين للجناح وهكون معاك ♡
مشي بيها أمير ودخلوا جناحهُم وقفل الباب برجلُه وصِبا بتضحك ♡
* صباح اليوم التالي
خرجت سيليا من الفيلا وهي مستعجلة وبتلعب في شنطتها، لقت عزيز واقف ولابس نظارتُه الشمسية عند عربيتُه وبيقولها بصوت واضح: على فين؟
سيليا بإستعجال: هجيب سيلا من الحضانة، وإنت؟
شاورلها عزيز برقبتُه وقال: تعالي إركبي معايا هوديكي في طريقي
سيليا بتنهيدة: أوك، أصلًا الحمل محسسني بدوخة مش قادرة أسوق.
عزيز بمُعاكسة: دا يا بخته إبن الك_لب اللي في كُل حتة معاكي
ضحكت سيليا وهي بتركب وبتقول: إتلم الحرس واقفين.
ركب العربية وبدأ يسوق عشان يروح يجيب سيلا من الحضانة

 

 

وصلوا ونزلت سيليا عشان تجيب سيلا وسابت عزيز في العربية مستنيهُم.
_ بعد عشر دقائق
خرجت سيليا وهي ساحبة سيلا بغضب وفتحتلها الباب الخلفي، رزعتُه ورجعت ركبت جنب عزيز وهي بتقول بعصبية: وصلنا عند مامي يا عزيز من فضلك
عزيز بإستغراب: إيه اللي حصل؟
مردتش سيليا ف دور عزيز العربية وبدأ يسوق وهو بيقول: ما تقولي في إيه يا ملبن؟
سيليا بعصبية: الهانم ضيعت الزمزمية بتاعتها!
بص عزيز لسيلا في المرايا بتاعتُه بعدها رجع قال: ليه الإهمال؟ ليه مش بنحافظ على حاجتنا يا بابا!
سيلا وهي بتاكُل مصاصة: أنا شربت وحطيتها في حتة ونسيت حطيتها فين، بس.. بس مامي زعقتلي وكُنت هعيط
عزيز بعتاب لسيليا: بتزعقيلها ليه يا ملبن ينفع كدا؟
سيليا بضيق: اللي ضيعتها دي ب ألف وستمائة جنيه!
عزيز ضرب بريك وقال برفعة حاجب: نعم يا روح ماما؟
سيليا بصدمة: إتلم إيه اللي بتقولهولي دا!
عزيز بصدمة أكبر: ألف وستمائة جنيه ليييه وكمان بتقوليهالي بالفُصحى! ليه ياختي بتاعة يتحط فيها مياه تجيبيها بالسعر دا!
سيليا بصوت واطي مصدوم: دا بُخل بقى!
عزيز بزعيق: مش بُخل! اللي عملتيه دا إسمه إفتراا، معانا فلوس ومش حارمكُم من حاجة ومش بتكلم معاكُم في أي شيء ولو طلبتوا عيوني ونغير الفيلا بعفشها مش هقولك لا، بس زي ما في فلوس في عقل! مش عشان أغنياء نتهبل ونتمنظر! وأنا مبحبش كدا.. يعني مثلًا أعلى حاجة زمزمية ستيما اللي بربعومية جنيه مش هتقولك لا! أديكي متعصبة عشان بنتك ضيعتها لو كانت رخيصة مكونتيش زعلتي ولا إتعصبتي وكُنتي عديتي الموضوع!
سيليا بتعب: يوووه خلاص يا سيدي أنا غلطانة طالما إنت أدرى كدا هاتلها حاجة المدرسة بنفسك، وديني عند مامي من فضلك
دور عزيز العربية تاني وهو بيقول: ألف وستومية جنيه! يا نهار أزرق يا جدعان، بتحُطي فيها مية زمزم ولا إيه؟
إتأففت سيليا وبدأ عزيز يتحرك ناحية فيلا بدر الكابر.
أول ما وصلوا لقت سيليا مامتها سيا بتجري على السلم ومخضوضة
نزلت سيليا من العربية بسُرعة وقربت لأمها وهي بتقول: مالك يا مامي في إيه؟
سيا وهي بتاخُد نفسها: مرات أخوكي بتولد، ميرا في المُستشفى عاوزة ألحقهُم
سيليا بصدمة: طب يلا يلا أنا وعزيز وراكُم بعربيتنا
ركبت سيليا تاني وهي بتقول: خليك ورا عربية بابي، مرات أخويا بتولد
سيلا بطفولية: هييييه خالو كادر هيكون عنده نونو
ساق عزيز العربية وهو بيهدي سيليا وبيقول: متقلقيش هتبقى بخير، هدي أعصابك بس عشان إنتي حامل ومش ناقصة
سيليا بتفكير: هي في الشهر الكام؟ هي الأيام بتعدي بسُرعة كدا ليه!
عزيز بتركيز مع سيليا ونسي خالص إنه سايق: تعدي أو متعديش، طول ما إنتي معايا مش بركز حتى في تواريخ اليوم.
إبتسمت سيليا لما سمعته بيقول كدا وسرحان فيها بحُب لكنها فوقته بصريخ وهي بتقول: حاسب يا عزيز هتخبط!!
* داخل منزل الغُريبي
حضرت والدة عيسى الأكل وبقت تنادي عليهُم عشان يتغدوا
خرجت مياسة من الحمام بعد ما غسلت وشها لإنها نامت متأخر وقالت: مصحتنيش ليه عشان أساعدك، أنا أه نمت متاخر بس نومي خفيف كُنت هصحى معاكي بسُرعة

 

 

والدة عيسى: يا سلام! أصحيكِ من عز النوم عشان تساعديني في الهيافة دي لا دا أنا خلصت بسُرعة، إقعُدي لحد ما أشوف البشاوات دول صحيوا ولا لسه.
قعدت مياسة قُدام الأكل وإتحركت والدة عيسى على أوضة يوسف وهي بتفتح الباب وبتقول بصوت عالي: يا يوسف! مش هتصحى تتغدى؟ مش جيت من الإمتحان قولتلي أنا جعان يا ماما.
يوسف بنُعاس: تؤ تؤ تؤ.. مش عاوز، إقفلي النور عاوز أنام
والدتُه: طب والله لو صحيتلي الفجر قولتلي سخنيلي جعان هجري وراك بالشبشب، ولا عشان خلصت ثانوي هتدلع عليا.. وأخوك فين؟
يوسف بنفاذ صبر: يوووه، يما وأنا مالي ما تروحي تشوفيه، عاوز أنام مصدع سهرت طول الليل أذاكر
خرجت والدتُه وقفلت الباب وراها وهي بتقول لمياسة اللي قاعدة على الترابيزة قُدام الأكل وقالت: معقولة؟ يمكن نزل يشتري حاجة مُهمة لفرحنا!
والدة عيسى قعدت قُدامها وبدأت توزع اللحمة وتحُط في طبق مياسة وهي بتقول: يمكن، يلا بسم الله ناكُل أنا وإنتي، عشان تبتدي تعملي الماسكات اللي كتبهالك في الورقة، أم سهير بتاعة الكوافير قالتلي على كام ماسك كدا منهم القهوة حلوين بيفتحوا البشرة
ضحكت مياسة وهي بتقول: لا ما هو عيسى جابلي شنطة فيها ماسكات جاهزه هحُطها وأظبط نفسي.. بجد مش عارفة أشكُرك إزاي إنك مستضيفاني في بيتك وقبلتيني ومكسرتيش بخاطر عيسى، والله العظيم ما ليا ذنب في م_وت إبنها دا هُما اللي..
قاطعتها والدة عيسى بهدوء وقالت: أنا عوزاكي بقى تقفلي الصفحة دي من حياتك تمامًا وتبتدي مع عيسى صفحة جديدة، متجبيش سيرة الموضوع دا تاني يا مياسة.. فكري في فُستان فرحك وكإنك بتبدأي كُل حاجة من جديد، إتفقنا؟
مياسة بإبتسامة واسعة: أكيد
دخل والد عيسى وهو بيقول: إحم يا ستار، السلام عليكُم يا أهل الدار
والدة عيسى: تعالى يا حج كويس إنك سيبت الدُكان وطلعت تاكُلك لُقمة.. مياسة لابسة وزي القمر
والد عيسى: إزيك يا عروسة، ها جهزتوا كُل حاجة الفرح بُكرة
مياسة بإبتسامة واسعة وسعيدة: أه كُله تمام بالنسبالي، بس مش عارفة عيسى راح فين
والده: أنا بعتتُه مشوار عشان معاه عربية، هيجيب حاجة وجاي مش هيتأخر.. يوسف مش هيتغدى معانا ولا إيه!
والدة عيسى وهي بتحُط لحمة لجوزها: نايم راجع من الإمتحان مُرهق، يهديك يرضيك قوم دوق الزاد مفيش.. قولت مش مُشكلة لما يصحى بقى هسخنله وأحطله حاجة ساقعة يبلع الأكل عشان مش سخن.. يلا هدية إنه خلص من الثانوية
الغُريبي: على خير يارب.
* داخل منزل نوح
كانت رفيف قاعدة في الأوضة فوق ومرمية على السريرحاضنة المخدة بتعيط جامد.. وشعرها الإسود الطويل منثور حواليها.. شبه لوحة مرسومة مش مجرد واحدة حزينة
أختها الصغيرة: م.. مالك؟

 

 

رفيف بعياط وهي عارفة إن أختها مش سمعاها: سيبيني عشان خاطري، يخربيت الحُب على اللي عاوز يحب إهيء
أختها حطت راسها فوق كتفها وهي نايمة ف قالت رفيف بعياط وإنهيار: المشكلة إني حبيته، سحب قلبي ناحيتُه غصب عني.. مقدرتش أقاوم إحساس إن في راجل حلو أوي كدا وحنين.. حنين أوي، أه جرحته بس قلبي بيوجعني
عصرت الفُستان من ناحية قلبها وهي بتغمض عينيها جامد وقالت بعياط جامد: مش قادرة بتوجع أوي لما أفتكر وهو بيقولي أنا إتجوزت.. في واحدة تانية شالت إسمي غيرك.. وأنا بعشقه.. أنا بعشقه بجد
كملت رفيف عياط وجسمها بيتهز جامد، سمعت صوت تخبيط الباب ف إتعدلت في السرير وهي بتمسح وشها وبتعدل شعرها وبتقول بصوت باين عليه العياط: مين؟
مروة بهدوء: أنا
كرمشت رفيف فُستانها من الغيظ وشاورت لأختها تقوم تفتح
قامت أختها وفتحت الباب ف دخلت مروة بالكُرسي بتاعها وهي مُبتسمة وبتقول: مساء الخير، أزعجتكُم؟
رفيف بنظرة غيرة حاولت تداريها وفشلت: لا أبدًا، إتفضلي.
دخلت مروة وهي بتحرك الكُرسي وبتقول: نوح بلغني بوجود قرايبُه هنا ف حبيت أسلم عليكُم، وضعي مش تمام أوي بس واجب طبعًا.
رفيف بتعب نفسي: فيه الخير.
مروة وهي ملفوفة بشاش: إنتوا قرايبه من جهة والدُه ولا والدتُه؟
رفيف مسكت نفسها عشان متفتحش في العياط تاني لكن قالت بنبرة غلب عليها الضعف والحُزن: من جهة قلبُه.
عيطت رفيف غصب عنها وقامت جري من على السرير وهي كاتمة بوقها عشان تجري على الحمام، خرجت من الأوضة وهي كاتمة بوقها وبتعيط ف خبطت في جسم نوح.. جت تبعد عشان تدخِل الحمام راح وقف قُدامها وهو فارد دراعاتُه وحاجزها بينهُم.
جت تروح من بين إيديه راح حرك جسمه في المكان اللي بتحاول تعدي منه
رفيف بعياط: لو سمحت!
نوح بصوت هادي وهو مكشر: بتعيطي ليه؟
رفيف مردتش لكن قالت بعدها: أصلًا كُنت مقررة إني أمشي مع أختي، بعتذرلك إني جيت و..
قاطعها إنه سحبها جوة الحمام وقفل الباب.. ضهرها كان للحيطة وواقفة بين دراعات نوح.. كانت بتتنفس بسُرعة ونوح كان هادي لكن مكشر وقال: شكلك موجوعة.. في حاجة حصلت كسرت قلبك؟
بصتله بعينيها الحمرا وهي مضيقاهم وقالت: ليه، كُنت مستني كدا عشان تشفي غليلك؟ مبروك عليك
حاولت تبعد من بين إيديه راح مسكها تاني وخبكها في الحيطة غصب عنه.. إتألمت وغمضت عينيها ف قال نوح: أنا زيك بتاع كيد وتخطيط.. ومتفتكريش إني إتجوزت عشان أغيظك
رفيف وهي باصة للأرض: مسألتكش ولا شكيت في حاجة، قولتلك همشي أنا وأختي عشان منعملكش إزعاج إنت والمدام.
الرايق سكت شوية وقال: مفيش خروج من بيتي لا إنتي ولا أختك
رفيف بصتله بصدمة وقالت: هتحتجزنا غصب عننا!
مشى الرايق إيده على رقبتها ف إترعشت وغمضت عينيها..
وصلت إيده لقلبها ف قال بهمس: قلبك بيدق.. يعني مش غضب عنك.. إنتي بتحبي أوي تكوني قريبة مني
بعدت إيده وقالت: مش بعد ما إتجوزت! مش بعد كل دا صدقني
مسكها من دقنها بعُن_ف وقال من بين سنانُه: برضو مفيش خروج من بيتي!
* داخل المشفى
سيليا جريت ناحية كينان وقالت: عمي كينان، ميرا أخبارها إيه؟
كينان بقلق: لسه جوة يا سيليا.. لسه مخرجتش

 

 

كادر كان دافس وشه في حُضنه سيا اللي بتقول: هتبقى بخير يا ماما متقلقش، ولادة لازم تاخُد وقت.. دا أنا شوفت المرار في ولادتك إنت وأختك توأم أصعب من طفل واحد
كادر بعياط هامس: بس ميرا رقيقة وضعيفة.. مش هتستحمل
طبطبت سيا عليه وقالت: أي راجل بيشوف مراتُه كدا عشان من أول ما بيتجوزوا بيبقوا روح واحدة.. إستهدى بالله وإدعيلها.
بدر الكابر لسيليا: سيلا مالها بتعيط ليه
سيليا وهي حاطة إيدها على قلبها: مخضوضة من الحالة اللي إنتوا فيها يا بابي.. هي بدأت ولادة من إمتى؟
سيا بحزم: وبعدين يا جماعة إمسكوا نفسكُم.. هتبقى كويسة والله متخوفوش كينان ومادلين عليها.
الجميع: يارب!
سحب عزيز سيليا من دراعها وقال: هنزل أجيب تليفوني من العربية وأجي.. نسيتُه
شاورتله سيليا إنه تمام ف نزل وأول ما نزل بدر قالها بهمس: متخانقة مع جوزك ولا إيه؟
خدت سيليا نفس عميق وقالت: لا خالص.. دي مُشكلة بسيطة في حضانة سيلا.. المهم ميرا دلوقتي يا بابي كادر مُنهار
قرب بدر الكابر لإبنُه وهو بيسحبه في حُضنه وبيطبطب عليه جامد وبيقول: مش هقولك الراجل ميعيطش.. لا عيط عادي دي مراتك برضو.. بس خلي عندك ثقة وإيمان في ربنا.. دا إنت أكتر واحد فينا عارف الحلال من الحرام ف إمسك نفسك.
مسح كادر عينيه وهو بيقول بهدوء: ونعم بالله
إتفتح باب غُرفة العمليات وخرجت المُمرضات وهما بيجروا لبرا بفزع.. بص كادر على الأوضة اللي مراتُه دخلت فيها وهو قلبُه هيوقف وأول ما شاف الدكتور ماسك البابين عشان يقفلهم راح زعق بعلو صوته بغضب وقال: في إيييييييه!!!!
* داخل منزل الغُريبي.
دخل عيسى البيت وسمعت مياسة وهي في أوضتها صوته برا وهو بيكلم مامتُه وبيطمنها عليه.. كانا بتطبق الهدوم بتاعة الجواز اللي جابتها مع والدة عيسى.. فجأة وبدون مُقدمات لقت عيسى بيفتح أوضتها وبيدخُل ويقفل الباب وراه
برقت وهي بتقول بخضة: يالهوي مامتك وباباك برا.
عيسى وهو شايل شنطة شكلها شيك: مشغولين مخدوش بالهُم، عارفة جبتلك إيه؟
حركت مياسة راسها يمين وشمال وقالت: تؤ معرفش، اللي أعرفُه دلوقتي إنه مينفعش تكون هنا ما إحنا فرحنا بُكرة.
خرج من الشنطة اللي في إيدُه طوق شعر من ماس.. بصت مياسة بتبريقة وهي بتقول: إيه دا؟
عيسى وهو بيبُصلها: هتبقي ملاك وإنتي حطاه بُكره في شعرك الأشقر، وبتقربيلي عشان أخدك تكوني ليا جسم وروح
بلعت مياسة ريقها وقالت: دا بيلمع، هو دا ماس؟
عيسى وهو بيقربلها: كُل الماس دا ميجيش حاجة فيكي.. يا أحلى ماسة
رفعت راسها وحبت تنكد وقالت: بتحب الشعر الأشقر أوي إنت؟
عيسى بنظرات مُغازلة: دا أنا بموت في أمه، وبموت في صاحبة الشعر الأشقر.. ودلعها.. وجمالها و شفايفها.
رجعت مياسة لورا وهي بتقول: إيييه.. ما تصبُر لبُكرة، إطلع يا عيسى بليز عشان بتكسف
جه عشان يطلع رفع التيشيرت من الجنب من تحت.. ف لمحت مياسة حرف A وشم.. والخط اللي في الحرف طرفه فيه رسمة سك_ينة
مياسى بنبرة وجع: عيسى!
لف وبصلها لقاها وشها باهت.. وفرحتها حل محلها الحُزن
* صباح اليوم التالي
رهف في مكتبها كانت بتكتب على ورقة ما: وأن المالك الحالي والوريث الوحيد لماركة مرسيدس. السيد عاصم التُركي، قد قام بتهريب شقيقُه السيد ****.. للخارج.. نظرًا لإنه شخص بيدوفيلي
* البيدوفيلية تعني: أن ينجذب الشخص جنس_يًا تجاه الأطفال *
وما يُثبت ذلك إعتدا_ؤه على شقيقته الأصغر عُلا التُركي.
ويجب مُحاسبتهُم قانونيًا.. صاحب الفعل، والمُتستر

 

 

المُحامية / رهف عبد السلام
خبطت رهف القلم فوق الورقة وهي بتقول بحقد: مش إنت هتعمل كدا عشان عيلتك وإسمها؟ أنا بقى هجيب إسمك وإسم عيلتك الأرض!
* داخل قاعة الزفاف.
المأذون: هل تقبلين الزواج من عيسى الغُريبي؟
مياسة سرحانة وباصة للورق وبتفكر
الحاضرين بيبصوا بقلق عليها وعيسى كمان
المأذون: يا بنتي.. هل تقبلين عيسى الغُريبي زوجًا لكِ؟
رفعت مياسة حاجب وبصت للكُل بضيق.. غمضت عينيها بعدها قالت:

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى