Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل العاشر 10 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل العاشر 10 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل العاشر 10 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل العاشر 10 بقلم سمسم

فى الفندق..مازالت رقية جالسة فى مكانها على الأرض تضم ركبتيها بيديها تضع راسها بينهم تنظر امامها كأنها تنظر فى الفراغ وفجأة سمعت صوت طرق على الباب فانتفضت فى جلستها ، كان يحيى يجلس على حافة الفراش رأها هكذا اقترب منها يطمئنها
يحيى:” رقية متخافيش دا تلاقيه الروم سيرفس”
سمعت كلامه وعادت مرة اخرى تدفن وجهها بين ذراعيها ، اتجه ناحية الباب  يدير المقبض فتحه وجد احد العاملين فى الفندق
العامل:” اتفضل حضرتك الحاجات اللى طلبتها”
يحيى:” ماشى متشكر ثوانى”
دلف الى الداخل اخرج عدة اوراق نقدية وعاد اليه مرة اخرى
يحيى:” اتفضل وخلى الباقى علشانك”
نظر اليه العامل بسرور فهو أعطاه مبلغ كبير من المال نظر اليه بامتنان
العامل:” تسلم يا باشا ربنا يسعدكم عن اذنك”
انصرف العامل تمنى يحيى ان يستجيب الله لدعوته ان يرزقهم السعادة التى قضى هو عليها حتى قبل ان تبدأ عاد اليها ثانية جثى بجوارها قام بسحب يدها يرفع رأسها ليرى وجهها ، نظراتها قاتلة ترديه قتيلا حتى وان كان مازال على قيد الحياة مد يده يمسح تلك الدموع التى لم تكف عن ذرفها منذ البارحة
يحيى:” رقية قومى خديلك شاور وتعالى انا طلبتلك أكل علشان تاكلى انتى ماكلتيش من امبارح”
ولكنه لا تتكلم تنظر اليه فقط كأنها بعالم آخر لا تعى ما يحدث حولها اغمض عينيه فلو بيده ان يمحو تلك الذكري لكان فهل بدون تردد ولكن ماذا يفعل ؟فهو لا يملك ان يفعل شئ , ذهب الى الحمام قام بملأ حوض الاستحمام بالمياه الدافئة وبسوائل الاستحمام وعاد اليها ثانية 
يحيى:” انا حضرتك الحمام قومى يلا علشان تاخدى شاور”
قامت من مكانها بصمت توجهت صوب حقيبة ملابسها قامت باخراج ملابس لها ثم ذهبت الى الحمام جلست فى المغطس ودموعها مازالت تجرى على وجنتيها قامت بفرك جسدها بقوة كأنها تريد نزع او فصل جلدها عن لحمها فهى تريد ان تمحو اثار تلك الليلة الكارثية التى حلت على رأسها، بعد ان انتهت من حمامها وارتدت ملابسها توضأت ثم خرجت لتؤدى صلاتها قامت بإخراج اسدالها ارتدته وجدت علامة بالغرفة تحدد موقع قبلة الصلاة وقفت لتؤدى صلاتها وكل هذا وهو يتابع ما تفعله ، بعد ان انتهت جلست تدعو وتبتهل الى الله بصوت هامس ترفع يديها تتضرع لله بالدعاء
رقية بهمس:” يارب دلنى على الطريق الصح يارب ارزقنى القوة والصبر “
بعد أن لاحظ انتهاءها من صلاتها ، اقترب منها يريدها ان تتناول طعامها
يحيى:” يلا علشان تاكلى يا رقية”
قامت تتناول طعامها بصمت فهى تريد اى شئ يمنحها القوة فقوتها الجسدية قد انهكها التعب الذي رافقها منذ الأمس ،
رقية بصوت منخفض:” الحمد لله شبعت انا هنام”
بعد ان انتهت اتجهت صوب الفراش، تمددت على الفراش تضم ركبتيها الى صدرها تحاوطها بيديها تنام بتلك الوضعية التى تشبه وضع الجنين فى بطن أمه،
يحيى :” انتى عايزة اى حاجة اجبهالك تشربيها اجبلك عصير”
رقية:” شكراً مش عايزة حاجة انا محتاجة انام”
يحيى:” ماشى لو عوزتى اى حاجة نادى عليا “
نظرت اليه نظرة اخيرة قبل ان تطبق جفونها لتحجب رؤيته عن عينيها ،سمع صوت انتظام انفاسها فعلم انها ربما الآن قد غرقت فى سبات عميق وجد نفسه يقترب منها يجثو بجوار الفراش لمح تلك العبرات التى مازالت عالقة برموشها مد اصابعه يمسح دموعها بحنان ربما يتعجب هو منه ،فمنذ متى وتأثر به تلك الدموع فهو كان السبب فى ذرف دموع فتاة فى الماضى بسبب خسته ودناءته ولكنه لم يكن متأثرا بذلك، فربما حان الآن ليتجرع من ذلك الكأس الذى اسقى منه الآخرين فربما الله ارسل له تلك الفتاة لتجعله يعض انامله من الندم على ما اقترفه من افعال مشينة،
يحيى بهمس:” انا اسف على اى حاجة عملتها من غير قصد وغلاوة امى الله يرحمها ما كنت اقصد ان ااذيكى او ازعلك او ان انا اجبرك على أى حاجة انا مش عارف عملت كده ازاى وانا أساساً مكنتش ناوى اقرب منك ولا المسك انتى اغلى من ان تبقى مرات واحد زيى يا رقية”
اقترب منها بتردد وضع قبلة خفيفة على وجنتها لاحظ تململها فى نومها فابتعد مسرعاً فيكفى ما فعله بها ، فهو الآن يكاد ان يصاب بالجنون من كثرة التفكير فيما حدث فماذا تناول او شرب حتى يصاب بتلك الحالة الهمجية فهو لم يكن متحكماً بتصرفاته فهو كأنه اصيب بحالة من الجنون 
*”*”*
استرقت السمع الى صوت حركته بالغرفة فهى تتظاهر بالنوم ولكنها لم تكن نائمة ظلت تراقبه من بين اهدابها النصف مغلقة، فهو منذ ان تركها بالأمس لم يعد الى الغرفة الا لكى يرتدى ملابسه ليذهب لعمله ، نهضت من الفراش كأنها مستيقظة للتو 
وتين:” صباح الخير”
ثائر:” صباح النور”
لم يزد كلمة اخرى بل عاد الى تمشيط شعره أمام المرآة وكأنه لم يفعل شئ او كأنه لم يتركها بمفردها تغزو اوصالها ببرودة الفراق التى جعلتها تنكمش تتلمس الدفء من خاطرة انه سيعود اليها يضم جسدها إليه يغلفها بحنانه المعهود وحرارة عشقه، تلكأت فى الذهاب الى الحمام لعله سيناديها الآن او ربما تجده يكبل حركاتها بذراعيه القويتين يعانقها كما يعانق الندى اوراق الورد فى الصباح الباكر ، ولكن لم يحدث شئ مما تتمناه ، طغى عليها الغضب وعندما وصلت الى باب الحمام تدير مقبضه لتدلف للداخل سمعت صوته يناديها
ثائر:” وتين”
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها ، فربما هو أيضاً يفكر فيما تفكر به، اجابته دون ان تلتفت إليه
وتين:” نعم”
ثائر:” اعملى حسابك احنا النهاردة معزومين على العشا مع عميل مهم”
بهتت بعد سماع كلامه فهو لم يناديها الا ليخبرها بشأن العشاء مع هذا العميل، تهاوى صرح أمانيها فالتفتت اليه بعيون ربما على وشك البكاء ولكنها أبت ان تظهر دموعها الآن فلا تعرف لماذا تملكتها رغبة قوية ان تتحداه ربما لتثير اعصابه قليلا
وتين:”معنديش حاجة اروح بيها العشا”
ثائر بهدوء:” مفيش مشكلة روحى اشترى فستان”
وتين ببرود:” مليش مزاج اشترى فساتين ولا اتعشى مع حد”
حاول ان يتمالك ثائر أعصابه فهى تعرفة خير المعرفة فهو لا يحب ان يثير احد اعصابه وخاصة فى الصباح ولكن تلك العنيدة ربما تجد متعة فى اثارة غضبه
ثائر:” ليه يا مدام وتين حضرتك ملكيش مزاج”
وتين:” اهو كده بقى وخلاص يا ثائر وانت مش هتغصبنى ان اروح العشا”
ثائر:” وتين انا مش هكرر كلامى تانى”
وتين بعند:” ولا انا كمان هكرر كلامى مش رايحة يعنى مش رايحة”
انتفخت اوداجه ، تحولت زرقة عيناه الى لون مخيف ، تراه يكور قبضة يده بعصبية تبرز عروق يده ، ابتسمت بداخلها .. حسنا ً فهو الآن ربما سيقترب منها يقبض على ذراعها يعتصره بين أصابعه فشعرت ببعض الخوف منه ولكنها تسلحت بتلك الشجاعة الواهية ، رفعت رأسها بتحدى تناظره برماديتها ، تلاقت العيون فى صراع عنيف خسرته عيناها فهى ليس لها سبيل ان تتحدى تلك القوة الرابضة خلف مقلتيه
ثائر:” انتى قولتى ايه يا وتين سمعينى تانى كده”
ابتلعت ريقها ، اخذت نفسا عميقاً تحاول ان تعوض نقص الهواء الذى شعرت به فى رئتيها فجأة
وتبن:” بقول مش رايحة يا ثائر”
ثائر:” اه انت شكلك قايمة وناوية على خناقة”
وتين:” وانا هتخانق معاك ليه ربنا ما يجيب خناق بس مش لازم كل حاجة اقولك حاضر وأمين”
يستمع لكلامها بحيرة ، هل اصابها الجنون فمنذ متى وهم يتشاجرون هكذا ، بدون تردد اقترب منها يحدث ما كانت تخشاه ان تراه يقبض على ذراعيها ففعلته تلك تظل هى تعانى من اثار اصابعه على بشرتها الرقيقة
ثائر:” انتى ايه حكايتك بالظبط ايه اللى جرالك يا وتين”
وتين بألم:” ثائر بطل تمسك دراعى كده بتعملى كدمات بسبب ضغط صوابعك انت مش هتسكت الا لما تكسرلى دراعى ده مرة”
ترك ذراعها احاط رأسها بين يديه يحنيه الى الخلف لكى ينظر فى عينيها بهيمنة وتسلط
ثائر:” انتى فيكى ايه بالظبط قوليلى ها ايه العند وشغل العيال بتاعك ده ردى عليا يا وتين”
فهى لم تسمع كلمة واحدة مما يقول لم تعى شئ سوى تلك الانفاس الحارة المحمولة بغضبه العارم تلفح صفحة وجهها  ، فربما هو على وشك إحراقها فى بركان غضبه المستعر
ثائر:” مبترديش ليه ردى عليا”
وتين:” عايزنى اقولك ايه يا ثائر”
ثائر:” تقوليلى ليه بتتصرفى كده وبتكبرى المواضيع بنا بتفرحى انتى بخصامنا بتبقى مبسوطة لما ابعد عنك خلاص زهقتى منى لدرجة ان كل شوية تعمليك موال وتزعلى منه وانا اساسا معملتش حاجة ، خلاص مبقتيش حابة قربى منك فبتعملى اى حجة علشان نبعد عن بعض”
تستمع لكلامه بذهول فكيف له ان يفكر هكذا ؟ فهى لا تحيا فى هذه الدنيا الا بسبب عشقه ، فهى تعشقه حد الهوس 
وتين بذهول:” انت بتقول ايه يا ثائر ازاى تفكر كده “
ثائر:” قوليلى انتى تصرفاتك تتفهم ايه غير كده”
وتين:” تتفهم انها غيرة انها حب انها عشق تتفهم انها اشتياق لحبيب قلبي اللى بحبه يصالحنى لما ابقى زعلانة انه يراضينى ويعاملنى زى بنته اللى بتدلع عليه انا اتحرمت من اهلى معرفتش احساس ان انا ادلع وحد يراضينى غير لما عرفتك انت  انا اتحرمت سنين طويلة من الحب والحنان بقيت عايزة اعوض ده كله معاك يا ثائر عيزاك تعاملنى زى ما بتعامل جوانا بنتنا لما انت بتشوفها زعلانة وتفضل تراضيها لحد ما تضحك وتنسى زعلها ومتقدرش تقسى عليها ، مش عيزاك تقسى عليا عيزاك تاخدنى على قد عقلى اللى جواه طفلة كانت محرومة من العطف والحنان ومعرفتهوش الا لما بقيت مراتك”
خانتها دمعة فرت من عينيها انسكبت على يده الموضوعة على وجنتها
ثائر بحنان:” وهو انا قصرت معاكى يا وتين”
وتين:” مقصرتش يا ثائر بس انا اللى طمعانة فى حبك وحنانك وعطفك مش من حقى”
ابتسم لها ابتسامة خفيفة مد إبهامه يمسح دموعها المتساقطة
ثائر:” حقك تطمعى يا قلبى براحتك بس فى اوقات الراجل بيبقى هو اللى محتاج العطف ده لما يبقى مضغوط من الشغل ومن اللى بيشوفه فى يومه بيبقى عايز يرجع بيته يلاقى الراحة اللى معاها بينسى بيه كل اللى شافه انه يلاقى دفا وزوجة حلوة مستنياه بابتسامة ولهفة انه ينسى معاها كل حاجة الا انها حبيبته ومراته تبقى واحة الراحة بالنسبة له”
اقتربت منه تريح رأسها على صدره تجعل رائحته تنفذ الى رئتيها فهى مازالت تعشق رائحته المميزة التى تجعلها غير راغبة سوى ان يسجنها بين أحضانه 
وتين:” ثائر بلاش العقاب القاسى بتاعك ده تانى”
ثائر:” عقاب ايه”
وتين:” انك تبعد عنى وتحرمنى من قربك”
ثائر:” انا مبعملش كده غير علشان مش عايز ان الموضوع يكبر اكتر من اللازم فببعد علشان أهدى نفسى علشان مش حابب اسببلك أذية وانا متعصب انتى لسه مش عارفة غلاوتك عندى يا وتينى”
وتين بهمس :” ثائر”
ثائر بحنان:” نعم يا قلب ثائر”
وتين بابتسامة:” أنا بعشقك يا حبيبي”
بعد سماع كلامها لم يسعه سوى ان يضمها اليه يجعلها قريبه من قلبه ، يبتسم لها ابتسامة ليست قادرة على اذابة قلبها فقط بل قادرة على جلب تيارات من المشاعر التى توقدت فى قلبها جعلتها تحلق فوق سماء العشق
*”*”*
يصطحب طفله معه ليذهب به الى منزل جده ولكنه نظر بجواره وجده ينظر من نافذة السيارة باحباط وشرود فاراد سؤاله عما اصابه
علاء:” مالك يا فادى يا حبيبى”
فادى باحباط:” مفيش يابابا”
علاء:” انت مش مبسوط علشان هتروح تشوف جدك وجدتك”
فادى ببراءة:” انا بحب جدو سعد بس مش بحب تيتة زينات بتفضل تزعقلى يا بابا”
علاء:” طب تحب ارجعك البيت لماما واخواتك”
فادى:” جدو سعد هيزعل وانا مش بحبه يزعل”
علاء:” خلاص هوديك تشوفه واخر النهار هرجع اخدك مش لازم تبات هناك”
تهلل اسارير الصغير فرحة من انه لن يبيت فى منزل جدته التى تتسم معاملتها له بالجفاء وبعض القسوة
فادى:” ماشى يا بابا وانا هستناك”
علاء:” ماشى يا حبيبى حتى شنطة هدومك خليها فى العربية متخدهاش معاك”
فادى بسعادة:” حاضر يابابا”
وصل الى المنزل خرج من السيارة يصطحب طفله فى يده قام برن جرس الباب ، فتحت زينات الباب التى اصابها القليل من الدهشة من وجود زوج ابنتها الراحلة فى وقت مبكر 
علاء:” السلام عليكم”
زينات:” وعليكم السلام”
علاء:” انا جبت فادى علشان تشفوه”
زينات:” غريبة ما انا اللى كنت بروح اجيبه”
علاء:” ما انا مش عايزك تتعبى نفسك فجبته انا”
زينات من غير نفس:” طيب فين شنطة هدومه”
علاء:” ماهو مش هيبات علشان انا اخر النهار هعدى عليكم اخده معايا”
نظرت اليه بغضب قمت بخبط الباب براحة يدها تصدر صوت فزع له الصغير قليلا 
زينات:” هى الهانم مراتك مش عيزاه كمان يبات هنا مش كفاية مش عيزانى اجى اخده وخلتك انت اللى تجيبه علشان انا مدخلش شقتكم “
علاء:” حضرتك فاهمة غلط وهيام مراتى ملهاش علاقة بالموضوع”
زينات بسخرية:” اومال مين اللى له علاقة يا باشمهندس علاء”
وجدت زوجها يخرج من الغرفة بسبب علو صوتها فخرج ليرى على ماذا تتشاجر تلك المرأة التى تتسم بحدة الطباع
سعد:” فى ايه يا زينات بتزعقى ليه كده على الصبح”
زينات:” تعال شوف يا سعد اللى بيحصل”
سار بخطواته حتى وصل اليها وجد فادى ووالده يقفون على عتبة الباب
سعد:” علاء اتفضل يا ابنى ادخل”
علاء:” تسلم يا عم سعد بس عايز الحق شغلى فادى اهو وان شاء الله اجى اخر النهار اخده”
سعد:” ليه هو مش هيبات هنا”
زينات بحدة:” لا ما انت متعرفش الظاهر ان الهانم مراته لعبت فى دماغه هو والواد ومش عيزاه ييجى هنا النهاردة يجيبه يوم بعد كده نص ساعة لحد مش هنشوفه خالص وهلم جرا”
تأفف علاء من عصبية هذه المرأة التى قامت بتأليف سيناريو من عقلها لا يمت الى الحقيقة بصلة فهذه عادتها دائما 
علاء:” عن اذنكم”
ترك الصغير الذى تعتلى قسمات وجهه علامات الخوف والرعب من غضب جدته ولكنه وجد بعض الأمان فى وجود جده الذى لا يترك لها مناسبة لتزعج ذلك الصغير، وجد نفسه يقف بجوار جده يرفع يده الصغيرة يتمسك بيده ينظر اليه بعيون تنشد منه الخلاص مما سيحدث له من جدته، ابتسم له ابتسامة مطمئنة قام باخذه الى الغرفة تارك زوجته مازالت عند الباب وهى تغلى من غضبها وغيظها تقسم بداخلها على ان لا تمرر ما حدث مرور الكرام 
زينات:” ماشى يا هيام انا وانتى والزمن طويل مبقاش زينات الا لما خليت عيشتك اسود من السواد”
*”*”*
تمشى بخطوات رشيقة تضع نظارتها الشمسية على وجهها تحمل بيدها حقيبتها تصفف شعرها القصير تصفيفة جذابة اضفت على ملامحها الجميلة جاذبية ونعومة وقفت امام مكتبه تحدث العسكرى
نورين:” لو سمحت انا معايا معاد مع المقدم أيمن”
العسكرى:” ثوانى اديله خبر”
دلف العسكرى الى الداخل وماهى الا دقائق لا تعد الا وكان خارجا يعلمها بانتظاره لها
العسكرى:” اتفضلى حضرتك هو مستنيكى جوا”
نورين:” شكرا”
دلفت الى الداخل وجدته جالسا خلف مكتبه رفع راسه بجدية
أيمن:” اتفضلى يا انسة نورين ثوانى وهبقى معاكى”
نورين:” شكرا”
جلست على احد الكراسى قامت برفع نظارتها الشمسية الى منتصف رأسها تجلس بهدوء كان يراقبها بدون ان تشعر فهو لم يفعل ذلك سوى لتخفيف ذلك التوتر الذى اصبح يصيبه لدى رؤيتها ، حمحم قليلا يتحدث بنبرة هادئة 
أيمن:” تشربى ايه يا انسة نورين”
نورين:” شكرا مش عايزة حاجة انا جيت لحضرتك زى ما طلبت علشان نقفل المحضر بس ياريت بسرعة علشان ورايا مشاوير كتيرة النهاردة واصحابى مستنينى”
أيمن بغيرة:” اصحابك مين دول بقى ان شاء الله وبنات ولا ولاد”
نورين باستنكار:” افندم”
تدارك نفسه فما الذى يعنيه اذا كان أصحابها بنات ام اولاد ولكن وجد الغيرة تسكن قلبه تجعله يتصرف بدون حساب او مراعاة انه لا يربط بينهم اى صلة 
أيمن:” انا بسألك اصحابك دول بنات ولا ولاد”
نورين:” هو فى ايه يا حضرة الظابط هو انا مجبرة اجاوبك دى حياتى الشخصية وانت دخلك ايه بيها”
أيمن:” طب ايه رايك انتى النهاردة مش خارجة منها”
نورين:” والله ما تحطنى فى الحجز بالمرة اقولك لفقلى قضية يكون أحسن هو فى ايه بالظبط”
أيمن:” انا فعلا هحطك فى الحجز ومعايا امر بالقبض عليكى”
اتسعت عيناها بدهشة فهل ما يتفوه به الآن حقيقة ظلت تفكر ماذا فعلت حتى يتم القبض عليها فنبرة صوته ثابته لا تحمل الشك انه ربما حقا سيزج بها فى السجن
نورين:” امر بالقبض عليا! ليه هو انا عملت ايه لكده”
شعرت بتجمع الدموع فى عينيها وجدت نفسها تسحب هاتفها من حقيبتها
أيمن:” انتى. هتعملى ايه”
نورين:” هكلم بابى علشان ييجى “
أيمن:” ملوش لزوم لأن انا اللى هروحله”
نورين:” تروحله تعمل ايه”
أيمن:” علشان اطلب ايدك منه وفعلا هدخلك الحجز بس الحجز بتاعى اللى هو عش الزوجية”
ربما صدمتها الآن فاقت صدمة ظنها انه سيلقى القبض عليها ، فنظرت اليه بعيون جاحظة ، فاغرة فاها ربما وصل الى حد البلاهة 
نورين بصدمة:” انت بتقول ايه”
أيمن بابتسامة:” مسمعتيش يا نورين انا قولت ايه”
نورين:” وهو اللى عايز يخطب واحدة يقولها مطلوب القبض عليكى ويرعبها كده يا حضرة الظابط”
أيمن:” انا كنت بهزر معاكى مش اكتر”
نورين:” هزار بايخ يا حضرة الظابط”
أيمن:” مقولتليش بقى رأيك ايه”
نورين:” بالخضة اللى انت خضتهالى دى انا مش موافقة”
قامت بأخذ حقيبتها تغادر مكتبه ، وهو ما زال جالسا مكانه لا يصدق انه اوصلها بمزاحه معها الى حد رفضها له
*”*’*
كانت عيناه تتطوف فى وجوه هؤلاء الاشخاص الذين يقفون امامه صفا واحدا كأنهم فى عرض عسكرى بعد ان طلب من مدير الفندق انه يريد رؤية العاملين بالقاعة التى أقيم بها حفل زفافه ، فهو يريد ان يتعرف على ذلك الشاب الذى ناوله كوب العصير وحدث له ماحدث ، توقفت عيناه إلى ذلك الشاب الذى لاحظ توتره
يحيى:” انت”
الشاب:” انا يا باشا”
يحيى:” ايوة انت خليك هنا ولو سمحت يا سيادة المدير تسيبنى معاه شوية”
المدير:” حاضر يا يحيى بيه”
انصرف المدير وبقيه العاملين ، ظل ذلك الشاب يفرك يده بتوتر شديد ، يزوغ بنظراته من ذلك الذى يحدق به بشراسة كأنه على وشك الفتك به
يحيى:” قولى بقى انت كنت حاطط ايه فى العصير اللى شربته”
الشاب:” والله يا باشا محطتيش حاجة”
يحيى بغضب:” متلفش وتدور عليا وتصيع انت فاهم انا صايع قديم يعنى حوراتك دى متدخلش دماغى بتعريفة فاحسنلك تقول حطيت ايه فى العصير”
الشاب بخوف:” والله العظيم يا باشا ماحطيت حاجة دى هى واحدة ست قالت ان حضرتك بتاخد دوا فى ميعاد معين ومينفعش ما تاخدوش وعلشان انت مشغول فى الفرح فطلبت منها انها تدوب البرشام فى العصير وتشربه علشان محدش ياخد باله والله العظيم هو ده اللى حصل”
يحيى:” شكلها ايه الست دى”
الشاب:” هى طويلة وحلوة وشعرها لونه بنى لا طويل ولا قصير وعينيها سمرا وعنها حسنة فوق شفتها”
فكر يحيى فى كلام ذلك الشاب فمن تنطبق عليها هذه المواصفات هى نانى زوجة ابيه فقام باخراج هاتفه يبحث فى الصور حتى وجد لها صورة برفقة والده فقام بوضع الهاتف امام وجه ذلك الشاب لعله يتعرف عليها
يحيى:” هى دى”
نظر الشاب بامعان الى شاشة الهاتف فهتف بنبرة مؤكدة ان هى نفسها تلك المرأة
الشاب:” ايوة يا باشا هى دى هى”
لعنها يحيى تحت انفاسه فهى مارست عليه احدى الاعيبها الدنيئة 
يحيى بهمس:” اه يا بنت الكلب والله لاوريكى”
الشاب:” تؤمر بحاجة تانية يا باشا”
يحيى:” لاء خلاص روح انت”
انصرف الشاب سريعا من امامه يحمد الله على خروجه من ذلك الموقف الذى ربما يهدد عمله فى ذلك الفندق الفخم
صعد يحيى الى غرفته ، فتح الباب بهدوء دلف الى الداخل وجدها مازالت نائمة كأنها لم تنم منذ زمن جلس على الكرسى الموضوع بجوار السرير ينحنى قليلا للأمام يتأمل ملامح وجهها فأغرته نفسه بأن ينام بجوارها وبالفعل تمدد بجوراها وضع احدى يديه تحت رأسه والاخرى مدها برفق يزيح خصلاتها عن عينيها وجدها تفتح عينيها تنظر اليه بذعر وخوف تبعد يده عنها
رقية:” انت بتعمل ايه”
يحيى:” مبعملش حاجة متخافيش يا رقية”
رقية:” لسه عايز تكمل اللى عملته فيا امبارح”
سأل نفسه هل كان حقا بالأمس وحشا مفترسا جعل كل ذلك الخوف والرعب يسكنها ؟،ولكنه تذكر تصريحها اثناء بكاءها من انها تحبه فأراد ان يتحقق من صدق كلامها
يحيى:” رقية انتى فعلا بتحبينى”
باغتها بسؤاله ، فهل هى اخبرته بحبها له فهى لاتتذكر ما قالته فى نوبة بكاءها و عصبيتها ، فربما تكون باحت له بما داخلها وهى لم تشعر
رقية بتوتر:” ومين قالك ان انا بحبك”
يحيى:” انتى اللى قولتيلى لما كنتى بتعيطى وجاتلك حالة هستريا”
رقية بهدوء:” اديك قولتها كنت فى حالة هستريا يعنى مكنتش واعية بقول ايه”
يحيى:” طب انتى وافقتى تتجوزينى ليه اذا مكنتيش بتحبينى”
رقية:” اتجوزتك شفقة وثواب يا يحيى”
كلامها كأنه مطرقة ضربت قلبه قبل رأسه ، فهو شعر كأنه كالتائه الذى وجد ضالته المنشودة ولكنه عندما وصل الى نهاية الطريق وجد ان ذلك لم يكن سوى سراب 
تهدج صوته كأن به غصة غير قادر على تكرار كلامها كأنه اذا نطقه سيزداد مرارة
يحيى:” وليه تعملى فى نفسك كده”
حاولت ان تجد من اعذارها الواهية ما يسعف شفتيها فلو هو قادر على قراءة العيون ربما لقرأ عبارات الحب الساكنة بداخل مقلتيها
رقية:” ما قولتلك علشان اخد ثواب يا يحيى افتكرت ان انا بقى هصلح حالك وتبقى انسان كويس شوية حماس غريب ركب دماغى بس عرفت ان انا فعلا غلطانة “
اغمض عينيه بقوة يريدها ان تكف عن الكلام الذى اصبح يمزق روحه ، هل شعر الآن كيف يكون كسر القلوب شئ صعب ومؤلم .
يحيى:” طب مش ممكن تدينى فرصة تانية”
نظرت اليه بريية وشك هل هو يريد فرصة أخرى ام ربما يفعل ذلك ليصل الى مبتغاه منها ، 
رقية:” وعايز فرصة تانية ليه”
يحيى:” علشان اتغير على ايدك يا رقية علشان ابقى يحيى تانى عايزك تمديلى ايدك تشدينى من الفساد اللى انا فيه “
لاتعلم هل هو حقا صادق في كلامه ، ام يفعل ذلك ليستميلها ويجعلها تغفر له فعلته بحقها ثم يعود ويكرر ما يفعله. ظلت فى حيرة من أمرها اتستمع لعلقها الذى اصبح يحثها على تركه ام قلبها الذى تعلق بكلامه ويريدها ان تصدقه ، ظلت تفكر حتى حسمت أمرها
رقية:” وانا موافقة اديك فرصة تانية يا يحيى بس هتبقى الفرصة دى وبس”
أنارت ابتسامة عريضة وجهه الوسيم فهى وافقت على اعطاءه فرصة اخرى ، فهو سيعمل جاهدا على ان لا يضيع تلك الفرصة بل ستكون حبل نجاته من مستنقع حياته
يحيى:” صدقينى مش هخليكى تندمى حتى انا مش هفرض نفسى عليكى ومش هقرب منك الا اذا انتى كنتى موافقة “
رقية:” هنشوف يا يحيى هتلتزم بكلامك ولا هترجع تانى تعمل اللى كنت بتعمله من محرمات”
محرمات…كأنه اول مرة يعى معنى تلك الكلمة فهو ينظر لحياته من منظور اخر، منظور التمدن وان هكذا أمور اصبحت شئ عادياً يحدث فى هذا الزمان ، ولا يعقب احد على تلك الأمور ، فهم يريدون العيش على النمط الاوروبى لايأخذون من الغرب سوى المفاسد والمحرمات يقلدون طريقة معيشتهم تقليد أعمى 
فهمس بتلك الكلمة يعيدها مرة أخرى كأنه يزنها داخل عقله يرى فداحة افعاله
يحيى:” محرمات”
وصلت الكلمة الى مسامعها برغم حرصه على ان يتحدث بصوت منخفض فوجدت ان ربما الفرصة سانحة لتخبره ولو القليل عن تلك الذنوب والمأثم التى يرتكبها تحت غطاء المدنية
رقية:” ايوة محرمات انت مش عارف ان شرب الخمرة حرام انك تلمس واحدة مش محللة ليك ده زنا انك تنظر لمفاتن واحدة ست وتتأمل فيها ومتغضش بصرك ده يبقى زنا العين ، انك تستحل عرض واحدة وتغرر بيها  وانها تحمل طفل عن طريق الحرام كل الحاجات دى من الكبائر يا يحيى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال
لأهون على احدكم ان يضرب بمخيط فى رأسه على ان يمس امرأة لا تحل له” متخيل انت حجم الذنب اللى انت عملته مش بس لمستها لاء انت اخدت منها حقوق الزوج “
يستمع لكلامها يرتسم فى ذهنه كل اعماله المشينة فهو كأنه يغوص فى بحر من الرزيلة ، عندما كان يهم بالرد عليها سمعا طرق على باب الغرفة
يحيى:” ياترى مين اللى بيخبط هشوف مين”
اومأت له رأسها بالموافقة فنهض من مكانه ذاهبا لمعرفة من الطارق ، ارتسمت ابتسامة صغيرة على جانبى ثغرها الوردى ، فربما بتلك الفرصة التى منحته إياها ستكون السبب فى ان يعود الى طريق الصواب
*”*”*
فى الشركة…أتت لتقابله حسب الموعد المتفق عليه ، تمشى تتمايل كزهرة الكاميليا تفوح رائحة عطرها يستنشقه القاصى والدانى وصلت الى مكتبه وجدت السكرتيرة منكبة على اعمالها 
سلاف:” هو ثائر موجود”
رفعت السكرتيرة رأسها لترى من يحدثها فتذكرت تلك المرأة فهى أتت الى هنا اكثر من مرة
السكرتيرة:” ايوة حضرتك هو موجود جوا”
سلاف:” شكرا”
قامت بطرق باب غرفة المكتب أتاها صوته يأذن لها بالدخول قامت بفتح الباب تدلف بابتسامة واثقة ربما تحمل فى طياتها اغراءا قادر على اغواء الشيطان بذاته
سلاف:” هاى ثائر”
ثائر:” اهلا سلاف اتفضلى”
جلست تضع حقيبتها على المنضدة الصغيرة امامها قامت بسحب احدى السجائر من علبتها لتشعلها تنفث دخانها ببطئ، كل هذا وهو ينظر اليها بغرابة ولكنه لا يعلق على تصرفاتها فهى حرة نفسها فهو ليس برقيب عليها
سلاف:” سورى نسيت اعزم عليك سيجارة”
ثائر بهدوء:” شكرا ما بدخنش”
سلاف:” معقولة ! بس تصدق كده احسن انا حاولت كذا مرة ابطلها بس مبقدرش زى  ماحاولت ابطل احبك كده بس مقدرتش” 
يتبع..
لقراءة البارت الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى