Uncategorized

رواية روز الأحمد الحلقة العاشرة 10 بقلم مريم

 رواية روز الأحمد الحلقة العاشرة 10 بقلم مريم 

رواية روز الأحمد الحلقة العاشرة 10 بقلم مريم 

رواية روز الأحمد الحلقة العاشرة 10 بقلم مريم 

_ الشيك اتسرق يا هانم شيك ب 10 مليون اتسرق…

_ طب ارجوك اهدى لاني والله العظيم مش فاهمه اتسرق ازاي

_ جيت الصبح بدور عليه في المكتب اختفى ملهوش اثر 

فقالت بتردد : طب هو مش في كاميرات في المكتب اللي انت شوفتني منها وانا بعمل اللي عملته امبارح 

_ مفيش حاجه ظاهرة في الكاميرات غير سيادتك وانت بتاخدي الملفات وبتمشي ما ظهرتيش وانت بتسيبي الشيك في المكتب يبقى مين اللي اخده!

فقالت بنبرة قلق : ممكن اكون اخدته في الملفات اللي معايا بالغلط انا هدور عليه وان شاء الله هنلاقيه 

فقال بنفس الحده : انت عارفة لو ما لاقيناش الشيك ده هيحصل ايه! انا وسعادتك هنشرف في السجن بس انا هعرف اطلع منها لكن انت اللي مش هتطلعي منها ف لو الشيك ده ما ظهرش انا هبلغ الشرطة

فقالت وقد بدأت تتلألأ الدموع في مقلتيها : ارجوك بلاش شرطة انا هدور عليه وهلاقيه بس بلاش البوليس. كاد ان يضعف عندما لمح دموعها المحتبسة بمقلتيها ولكنه قاوم ذلك وقال بحزم : اتفضلي دوري عليه .. وبالفعل بدأت روز تبحث عنه في كل مكان بالمكتب ولكن بحثها كان بلا جدوى فقال احمد وهو يعقد ذراعيه : ايه رأيك يا هانم! قولتلك مالهوش اثر 

_ انا هدور عليه في الملفات اللي اخدتها معايا امبارح.. فاخرجت الملفات من حقيبتها واخذت تبحث عنه وسط عبارات احمد المحبطة لها 

_ انت هتروحي في ستين داهية لو الشيك  ده مظهرش 

هتفت روز قائلة بانفعال ممتزج بالدموع : طب ممكن تسكت بقى وكفاية توترني 

فهتف قائلا وهو يشير نحو الملفات الموجود بالمكتبة الخاصة بالمكتب : طب دوري في الملفات اللي في المكتبة 

فكفكفت دموعها وهي تقول : وهو ايه اللي هيودي الشيك هناك

_ و الله معرفش بقى اهو دوري وخلاص 

بدأت روز تبحث في الملفات وكان عددهم كبير 

فهتف احمد قائلا : علشان تصدقي لما اقول انكم كائنات مهملة و ممكن تخربوا كل حاجة تحطوا رجلكم فيها 

فقالت روز ببكاء وهي تضغط على رأسها : حرام عليك كفاية بقى انا تعبت ، دماغي هتتفجر من الصداع وضهري تعبني من كتر التدوير وبرضو مش لاقياه وانت مش همك الشيك قد ما همك تثبت اني مهملة، لو عايز تبلغ الشرطة بلغها وخليني اخلص . ختمت جملتها بجلوسها على الكرسي وقد دفنت وجهها بين كفيها فابتسم احمد و قال وهو يخرج الشيك من جيبه : لأ ما دام خلاص صدعتي زي ما صدعتيني امبارح يبقى كفاية كده . انهى جملته بوضعه للشيك على المكتب فرفعت روز وجهها ونظرت إلى الشيك بصدمة ثم نظرت إلى احمد وقالت بعدم تصديق : ايه ده يعني انت كنت بتضحك عليا!

عقد ذراعيه وقال بثقة : انت شايفة ايه ؟ ما الشيك قدامك اهو، بعد كده يا شاطرة العبي مع اللي قدك ، دي تعتبر قرصة ودن. حاجة كده بسيطة مقارنةً باللي كنت ممكن اعمله من خصم مرتب او رفد او مادة تتشال كان في حاجات كتير تتعمل كـرد فعل على عملتك معايا امبارح بس انا علشان طيب ما عملتش حاجة من دي فبعد كده نلم نفسنا وما نلعبش مع الاكبر مننا.. يالا اتفضلي كملي شغلك. دلف احمد إلى مكتبه واغلق الباب  بعدما ابتسم ابتسامة انتصار في وجهها  وما زالت روز تقف مكانها والصدمة تسيطر عليها ثم قالت بحنق : ماشي والله ما هعديلك اللي عملته فيا ده ثم جلست على مكتبها و في نفس اللحظة دلف ياسين اليها قائلا : صباح الخير ياروز طمنيني حصل ايه اعتذرتيله؟

ابتسمت روز بسخرية وقالت : و هو انا لحقت اعمل حاجة ، هو قام بالواجب وزيادة 

فجلس ياسين امامها قائلا : ليه  عمل ايه؟ 

فأخبرته روز بما حدث فقال ياسين ضاحكا : والله انتم الاتنين عقلكم ضارب 

_ انت بتضحك يا ياسين!

_ اه طبعا بضحك اومال هعمل ايه يعني غير كده انا لا اقدر ادافع عنك ولا ادافع عنه لأن انتم الاتنين غلطانين . اثناء حديثه وقع نظره على زجاجة عطر كانت روز اخرجتها من حقيبتها اثناء بحثها عن الشيك وقد نسيت ان تعيدها لمكانها فقال : الله شكله شيك جدا البرفيوم ده ممكن اشوف ريحته علشان بفكر اهادي حد بيه 

_ اه طبعا ممكن بس ما ترشش منه علشان عندي حساسية منه، واحده صاحبتي كانت جابتهولي من غير ما تعرف انه بيتعبني . قربه ياسين من انفه فهتف قائلا : ايه ده! ده ريحة ياسمين، انت عندك حساسية من الياسمين!

_ اه ما بقدرش اتحمل ريحته بتتعبني جدا 

_ سبحان الله انت عارفة ان احمد كمان عنده حساسية من الياسمين 

ثم تابع بابتسامة هادئة : مع ان عنده في البيت احلى واغلى وارق ياسمين في العالم  

فقالت متعجبة : مش فاهمة 

فقال وقد لمعت عيناه وهو يتحدث عنها : اخت احمد اسمها ياسمين ارق واحلى ياسمين ممكن تشوفيها في حياتك اسم على مسمى، انا اصلا اللي اختارتلها الاسم ده، طفله فيها كمية رقة ولطافة مش طبيعية فكرتني بزهرة الياسمين قُلت خلاص نسميها ياسمين واهي بالمرة اسمها يبقى ماشي على اسمي 

ابتسمت روز وقالت : انت شكلك بتحبها جدا 

_ اكتر من أي شئ في الدنيا هي اصلا الدنيا بالنسبالي قاعدة في قلبي وقافلة على نفسها محدش يقدر يهوب من قلبي طول ما هي فيه 

_ يا بختها بيك والله يا ياسين ربنا يسعدكم ويهنيكم يارب، صحيح يا ياسين هو انت خريج ايه؟ 

اخذ نفس عميق ثم قال : انا يا ستي مهندس ميكانيكا 

فقالت بتعجب : مهندس وبتشتغل في السياحة

فقال مبتسما : اه عادي جدا ناس كتير اوي بتاخد شهادات في حاجة وتشتغل في مجال تاني ، انا دخلت هندسة لأن والدتي كان نفسها تشوفني بشمهندس زي والدي الله يرحمه فحققتلها امنيتها و تفوقت في الهندسة كمان علشان اسعدها بالرغم من اني ما كنتش حاببها واهي ماتت وهي فخورة وفرحانه بيا بعد كده بقى بدأت اشتغل في الحاجة اللي بحبها وبالمرة ابقى جنب احمد

_ انا اسفة ليك جدا والله اني فكرتك

_ لأ طبعا انت بتقولي ايه مفيش حاجة تستحق الاعتذار بالعكس انا بفرح لما بفتكر اني خليت امي مبسوطة بيا و اني كمان ما اتنازلتش عن سعادتي ودورت على الحاجة اللي تسعدني وعملتها لأن صدقيتي يا روز أهم حاجة ان الانسان يشتغل في المجال اللي بيحبه وقتها بجد هيحس انه شخص ليه قيمة..

_ والله يا ياسين انا فعلا فخورة ان لسه في ناس زيك كده 

فقال بمزاح : يا بنتي انا مفيش مني اتنين فضحكت روز قائلة : فليحيا التواضع فضحك ياسين وقال وهو يهم بالنهوض : اكيد طبعا التواضع ده اهم حاجة.. يالا بقى انا هروح اشوف شغلي انا بس حبيت اطمن عليكي و اشوف اعتذرتيله والاوضاع اتظبطت بينكم ولا واتمنى ان الحال يتصلح بقى، يالا باي 

_ باي..

ذهب ياسين لتقول روز بينها وبين نفسها بابتسامة ماكرة : ماشي يا احمد انا هوريك هعمل ايه صحيح انا كمان هتعب بس مش مهم علشان تبقى تحرم تعمل فيا كده تاني وبما ان المكتب في كاميرات لازم الموضوع يمشي طبيعي ثم امسكت بزجاجة العطر واخذت نفس عميق ثم بدأت تضع منه بكثرة على نفسها ولم تلبث دقيقة حتى اتتها نوبة سعال 

فنهضت روز متوجهة نحو مكتب أحمد وهي تسعل بشدة قائلة: حضرتك ما قولتليش ايه التاسكات بتاعت انهاردة 

فقال أحمد بقلق وهو يتوجه نحوها: ايه ده مالك بتكحي كده ليه ا.. وقبل أن يكمل جملته بدأ يسعل هو الآخر قائلا بغضب: ريحة الياسمين دي جت منين. فقالت روز وهي تسعل: انا حطيت منها من غير ما اعرف انها ياسمين وانا أصلا عندي حساسية منها فقال: مش تبقي تجربي الحاجة قبل ما تشتريها

– انا ما اشتريتهاش دي جيالي هدية وأول مره استخدمها دلوقتي 

– طب خلاص روَّحي انهارده و ابقي تعالي بكرة علشان أنا هموت بالمنظر ده لو فضلتي هنا اكتر من كده وهبعتلك اسم دوا على الواتساب ابقي خدي منه هتتحسني . لو كان هنا كنت اديتهولك واخدت منه فروَّحي بسرعة وخديه. شعرت بتأنيب ضمير على فعلتها فيبدو أنه يشعر بالقلق عليها وهي كل ما فعلته أنها أذت نفسها وأذته ماذا تفعل الأن هل تخبره وتعتذر له أم تلتزم الصمت هل إذا اخبرته سيغفر لها فعلتها أم ستجعله يشطاط غضبًا منها ؟ لم تعلم مالذي يتوجب عليها فعله فقررت أن تلتزم الصمت وتذهب كما أخبرها فاستأذنت منه وذهبت واثناء عودتها إلى منزلها كانت تحدث نفسها قائلة بانزعاج ممتزج بالدموع : أنا ايه اللي بيحصلي ده وليه بيحصل ؟ هو اللي بيبدأ دايمًا وبيتفنن ازاي يعصبني ويتعبني و أنا لما أجي أخد حقي منه واتعبه زي ما بيتعبني بيصعب عليا وبتخنق اني سببتله أذى وبحس ان قلبي واجعني واني كارهه نفسي علشان اذيته و انهارده بالرغم من اللي عمله معايا وموضوع الشيك ده إلا ان رد فعله عليا على موضوع الياسمين ده ضايقني جدا وخنقني. بس خلاص أنا عرفت انا هعمل ايه انا هتجنبه قدر المستطاع وهتحمل أي حاجة يعملها ومش هفكر أذيه تاني حتى لو هو أذاني ده أسلم حل ليا وليه …

وهناك في المكتب ما زال أحمد يسعل بسبب آثار الرائحة فقام بالاتصال بالصيدلية لترسل له الدواء وهنا دلف ياسين إليه ومعه بعض الملفات قائلا : ايه يا احمد هي روز راحت فين أنا كنت جايبلها ملفات الصفقة الجديدة بس هي مش موجودة بره فقال أحمد وسط سعاله : خليتها تروح. انتبه ياسين لرائحة الياسمين وقال : ايه ده الريحة دي جت هنا ازاي اتاريك قاعد بتكح على اخرك 

– روز كانت حاطه منها ودخلتلي هنا فالمكتب ريحته اتقلبت زي ما انت شايف 

– ايه ده ازاي روز كانت حاطاها وهي عندها حساسية منها 

– ماهي ما كانتش عارفة انها ياسمين فتعبت منها فقولتلها تروح لحد ما تتحسن.. توقف الكلام في حلقه عندما خطر له شيء ما فقال متسائلاً: ياسين انت عرفت منين انها عندها حساسية منها

– هي اللي قالتلي من شوية لما شوفتها معاها 

صمت أحمد قليلا ثم قال وهو يسعل  : وطبعا حضرتك قمت مسحوب من لسانك وقايلها ايه ده ده احمد كمان عنده حساسية منه ، مش كدة ؟  

فقال ياسين وهو يحك رأسه : بصراحه اه . فضحك أحمد قائلا : يا بنت اللذينة البت دي مجنونة وهتجنني والله يعني مشيت بمبدأ عليا وعلى اعدائي ما خافتش تأذي نفسها و حطت منه وهو بيتعبها ما دام ده هيتعبني انا كمان بس ماشي خلي الصغنن يلعب براحته وانا كمان هلعب معاها بطريقتي بقى 

فقال ياسين ضاحكا : دماغ متكلفة والله بس علشان خاطري ما تزعلهاش يا احمد علشان بتصعب عليا والله البت غلبانة بجد 

فقال بنبرة تطغي عليها الغيرة : طب ما دام انت حنين كده وبتصعب عليك روح اتقدملها 

فقال ياسين بمرح : طب تصدق فكرة حلوة تخيل كده اتجوز روز وياسمين وادور على اتنين كمان واحده يبقى اسمها جوري و التانية فُله ابقى كده اتجوزت الجنينه كلها واخدهم واسرح بيهم في إشارات المرور” فل يا فل ورد المحبة يا فل قرب ياباشا قرب يابيه هادي حبيبتك بالفل والياسمين ما تبخلش عليها بالروز و الجوري وقرب قرب ” 

فضحك أحمد قائلا: انت كارثة والله يا ياسين 

– ايوه كده اضحك وفرفش ماحدش واخد منها حاجة . ثم نهض قائلا : يالا انا هروح مكتبي وانت ابقى شوف الملفات دي بقى ..

– تمام يا ياسين..

_________

جاء يوم السبت وذهبت روز إلى الكلية وجلست بجوار صديقتها مي وبعد لحظات دلف أحمد إلي قاعة المحاضرات

– صباح الخير

– صباح النور 

– ياريت أي حد قدامه حاجة متعلقة بالمادة يشيلها واللي معاه موبايل يقفله ويحطه في جيبه علشان دقايق وهوزع عليكم امتحان وهيكون عليه درجات أعمال سنة 

بدأت تتعالى أصوات الهمهمه بين الطلاب وهتفت روز قائلة : ذنب الدفعة كلها في رقبتي أنا واثقة أنه عرف بموضوع الياسمين علشان كده عمل الامتحان المفاجئ ده علشان ينتقم مني وطبعا احنا كلنا هنشيل الليلة

– لأ هو كده أحنا مش هنشيل الليلة احنا كده هنشيل المادة

– والله مش عارفة اقولك ايه أنا فعلا مش طايقة البني ادم ده يعني الامتحانات المفاجأة تبقى تدريب لينا مش يبقى امتحان عليه درجات و مانبقاش مستعدين ليه ده غير انه عامل كده تحديدا بالعند فيا علشان عارف ان الفترة اللي فاتت كنت مزنوقة الشغل ومالحقتش اذاكر كويس

– معلش ان شاء الله خير ياروز

هتف أحمد قائلا: ياريت صوت الهمهمه دي تهدى شوية و مش عايز غير اتنين في البنش كل واحد في طرف ويالا بسرعة علشان هوزع الورق. قام أحمد بتوزيع الورق وقال : انهارده احنا مش هناخد حاجة غير الامتحان بس يعني اللي يخلص يقدر يسلم ورقته ويخرج ، يالا ابدأوا .. 

____________

و عند ياسمين.. كانت تجلس مع منال التي قالت : ياسمين انت هتحضري الحفلة اللي عملاها في بيتي مش كده؟

_ والله مش عارفة يا منال

_ لأ مفيش حاجة اسمها مش عارفة انت لازم تيجي علشان ما ازعلش منك و ابقي تعالي بقى بطقم من اللي اشتريناهم سوا ولو على اخوكي انت ممكن تحطي الهدوم في شنطتك وابقي غيري عندي 

فقالت ياسمين بانزعاج : لأ طبعا يا منال انت بتقولي ايه انا مستحيل اعمل كده ، ابيه احمد بيثق فيا و انا مستحيل اكسر ثقته دي وبعدين انا متربية كويس وأي بنت متربية كويس مستحيل تعمل كده أبدا ده غير اني بصراحة بقى جربت اللبس اللي اشتريناه ووقفت شوية قدام المرايه حسيت نفسي واحده تانية ما اعرفهاش واحدة غريبة عني ف أتأكدت ان ابيه كان معاه حق فأرجوكِ ما تحاوليش تخليني اغير من نفسي و طبيعتي لأني حابه نفسي كده جداا

_ أنا مش متخيلة والله ان اخوكي عاملك الرعب ده للدرجة اللي مخلياكي بتنفذي كلامه بالحرف 

_ لأ يا منال اخويا ما بيحاولش يرعبني وأنا ما بعملش كده خوفا منه، انا اه مقدرش انكر اني بترعب من احمد بس مش منه كشخص انا بترعب من فكرة انه يزعل مني لأن زعله وحش جدا انا مقدرش اتحمله لكن هو بيحبني جدا والله واحن شخص عليا في الدنيا وانا كمان بحبه جدا كفايه ان هو اللي رباني، انا فتحت عينيا على الدنيا لاقيته هو يا منال انا ما شوفتش بابا ولا جربت حنيته لكن شوفت أحمد و هو بالنسبالي بابا 

فقالت بخبث : طب وياسين!

فابتسمت ياسمين بخفه وقالت : ياسين بقى احلى حاجة في حياتي اخويا وصاحبي اللي مستحيل الاقي زيه انا بحبه جدا والله مقدرش اتخيل حياتي من غيره 

ابتسمت منال بتصنع وقالت : ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي

_ ويخليكي ليا يارب يا موني انت عارفة انت غالية عندي وبحبك ازاي

فابتسمت منال في وجهها قائلة : وانا كمان بحبك جدا يا ياسمينا. اما بداخلها كانت تقول : انا اتخنقت مش عارفة ادخلك من سكة ايه عملالي فيها البريئة الكيوت الطاهرة وبتستمع بلعب الدور ده علشان توقع كل اللي حواليها في حبها زمايلنا في الكلية وياسين وهي مش معبره ولا حد منهم لأ و تلاقي الهانم بتشتغلني  كمان و بتقول على ياسين انه زي اخوها انا اقطع دراعي لو ما كانتش عارفه انه بيحبها وبيموت فيها كمان وهي عامله نفسها مش واخده بالها علشان تنبسط وهي شايفة الكل بيجري وراها وهي ولا هاممها بس صدقيني ما هخلي ياسين او غيره يتهنوا عليكي علشان بعد كده يبقوا يفضلوكي عليا انا ، لو ما قلبتش حالك ما ابقاش انا .. 

______________

مر اكثر من نصف الوقت وانتهت روز من اداء الامتحان ولكن هناك سؤال يقف امامها تريد أن تتأكد إن كانت اجابتها صحيحة أم لا فكانت مترددة بخصوص شئ ما  فقالت بنفسها : يارب سامحني انت عارف اني اول مره في حياتي اعمل كده بس انا مش عايزه اخلي البني ادم ده يشمت فيا بأي طريقة فتنهدت ثم نادت بهمس على الشاب الذي يجلس امامها قائلة : لو سمحت يا كابتن انا بس عاوزه اتأكد من اجابة سؤال انا والله العظيم اول مره اعمل كده بس انا مش عايزه اللي اسمه احمد ده يشمت فيا لو لقى عندي اخطاء لأن انا وهو ما بنطقش بعض اصلا فمعلش السؤال الرابع ” أ ” هيبقى ايه.

لم يأتها رد منه فقالت بنفس النبرة الهامسة : انت مش بترد ليه تصدق انا غلطانة اصلا اني طلبت منك حاجة انت اكيد يا اسمك احمد يا ادهم البرود والغلاسة دي كلها ما تطلعش غير من الاسمين دول. فاستدار الشاب لها قائلا بابتسامة : ما هو انا لو رديت عليكي هسحب منك الورقة مش علشان انا بارد 

شهقت روز ووضعت يدها على فمها بصدمة وقالت : لأ كده كتير والله كتير ثم ازاحت يدها عن فمها وقالت بابتسامة وهي تعطيه الورقة : انا كده شيلت المادة شكراا جدا لحضرتك 

_ حضرتك ايه بقى وانت خليتي فيها حضرتك بعد اللي قولتيه من شوية! انت تقوليلي يا احمد يا ابو حميد يا واد يا احمد كده يعني وبلاش تكليف بينا 

_ والله انا اسفة حقيقي دي اول مره اعمل كده انا طول الامتحان مركزة في الورقة والله ما رفعتش عيني منها

تنهد أحمد ثم قال وهو يضع الورقة امامها : عارف و واثق من ده ، انت لو ما كنتيش مركزة في ورقتك بس كان زمانك عرفتي ان اللي كان قاعد قدامك خلص امتحانه و خرج وانا جيت قعدت مكانه  على العموم السؤال اللي محيرك انت مجوباه صح تقدري تسلمي ورقتك لو عايزه بس ما تروحيش واستنيني لان في حاجة مهمه عاوز اكلمك فيها..

فقالت بعدم تصديق : يعني انا ماشيلتش المادة!

_ لأ ما شيلتهاش وكفاية رغي بقى وشوفي لو هتراجعي ولا هتسلمي..

_ لأ هسلم في اخر الوقت

_ احسن برضو علشان يكونوا زمايلك خلصوا واعرف اتكلم معاكي.. 

انتهى الامتحان و ذهب الجميع فتوجهت روز نحوه قائلة :

خير يا دكتور حضرتك كنت عايزني ليه 

فقال بجدية : هقولك، انت من انهارده هتستلمي شغل جديد 

_ ازاي يعني مش فاهمة

_ يعني هتبقي المساعدة بتاعتي في الكلية اديكي نموذج اجابة وتصححي الامتحانات اخليكي تحضريلي المحاضرة اللي هشرحها تصححي الشيتات 

رفعت حاجبها قليلا وهي تقول : لأ معلش يا دكتور انا مش قادرة استوعب بالظبط هو مش المفروض ده شغل المعيدين ؟

_ أنا من حقي اختار الشخص اللي يساعدني وانا عايزك انت تقومي بالمهمة دي و هيبقى ليكي مرتب عليها 

فقالت بنبرة عصبية : ومين قالك اني عايزه اشتغل شغلانه تانية! انا كفاية عليا شغل الشركة و كفاية بالنسبالي مرتب الشركة مش عايزه حاجه تانية

فابتسم احمد قائلا : لأ ما هو مش بمزاجك انا اللي اقول عليه هو اللي هيمشي لأن بصراحة بقى رفضك هيترتب عليه حاجات كتير مش هتحبيها زي مثلا اني هقولك ملكيش شغل عندي في الشركة وانك مش هتعدي من مادتي السنادي.. ايه رايك! 

هتفت قائلة بغضب : انا عمري ما شوفت انسان زيك كده مع اني كده بظلم الانسان لاني بشبهك بيه انت بعيد كل البعد عن البشر، البشر بتحس لكن انت حجر معندكش شعور من اصله وشخص اناني ومغرور وعايز العالم كله يمشي على كيفك انا فعلا بكرهك وعمري ما كرهت حد قدك

كانت نيران الغضب تشتعل بداخله فلم يتمالك نفسه و قام بجذبها من ذراعها بعنف لتصطدم به وقد اصبحت قريبة منه للغاية وحاولت ان تتملص منه ولكن بلا جدوى فقال بفحيح ارعبها والشرر يتطاير من عينيه : لأخر مره هسمحلك تعلي صوتك عليا يا روز ولسانك الطويل ده هقطعهولك لو اتطاولتي عليا مره تانيه وكلامي هيتنفذ بالحرف بإرادتك او غصب عنك اتمنى تكوني فهمتي علشان ما اعيدش كلامي تاني. ثم دفعها بعيدا عنه بعنف وخرج من القاعة تاركا اياها وعينيها تنهمر منهما الدموع كالشلالات .. 

بعد مرور اسبوعين  و روز بين عملها في الشركة وعملها في الكلية مع احمد ومذاكرتها حدثت تغيرات كثيرة اصبحت روز انحف من قبل و وجهها اصبح شاحب و أحمد منذ اخر مشادة بينهما اصبح يتجنب الحديث معها قدر المستطاع فقط يوكلها بالمهام ولا يتحدث معها اكثر من ذلك وكان لذلك اثر سيئ عليه وعليها ايضا لقد شعر انه يفتقد شغبها و حديثها و كذلك روز كانت تشعر انها تفتقد شجاره معها حتى ابتسامته التي كانت تبدو مستفزه بالنسبة لها اصبحت تشتاق إليها ولا أحد منهما يدري سبب ذلك وفي احدى الايام في الكلية كان احمد يشرح في المحاضرة ولاحظ ان روز قد غفوت فنادي عليها قائلا : انسه روز.. روز!!! انتبهت روز و وقفت قائلة : افندم يا دكتور

فقال أحمد بجدية ممتزجة بالهدوء : لو سمحتي ركزي معايا

فقالت بصوت هادئ يغلبه النعاس : حاضر يا دكتور.. حاولت روز قدر استطاعتها ان تركز معه وبعد انتهاء المحاضرة هتفت مي قائلة : اي يا بنتي مالك انت بقيتي عاملة كده وشك مصفر وتحت عينيكي اسود وخسيتي شكلك عامل زي المدمنين 

فقالت روز وهي تفتح عينيها بصعوبة : والله يا مي بقالي اسبوعين في عذاب كله شغل ومذاكرة لا في راحه ولا نوم ولا أكل بقيت عايشه يا اما على المولتو يا اما على الاندومي لاني مش فاضية اعمل اكتر من كده والنوم بقى لو نمت ساعة ونص في اليوم يبقى رضا اوي 

فقالت مي بانزعاج : والله بقى حرام كده اللي انت فيه ده مايرضيش حد انت كده هتقعي يا روز 

_ ياريت اقع وارتاح بقى من الدنيا واللي فيها

_ ياروز اتلمي وما تقوليش كده تاني يا اما والله هزعلك 

ابتسمت روز بتعب وقالت : لأ ونبي انا مش قادرة الطيب احسن.. انا هقوم دلوقتي علشان ما اتأخرش على الشغل 

_ هتروحي ازاي وانت في الحالة دي!

_ انا تمام جدا اطمني وهبقى اطمنك لما اروح.. يالا باي يا حبييتي

ذهبت روز متجهة إلى الشركة اما مي فقررت أن تضع حد لما يحدث فذهبت إلى مكتب احمد وسمح لها بالدخول..

خلع نظارته الطبية وقال : ايه خير يا مي؟

فتنهدت وقالت : بص يا دكتور انا عارفة ان كلامي ممكن يضايق حضرتك بس ارجوك تفهمني وما تتعصبش و صدقني روز ما تعرفش اني جايه لحضرتك خالص ان جيتلك من وراها فهي ملهاش دعوة والله بأي حاجه

فقال بقلق : اي في ايه يا مي مالها روز 

_ بصراحة انا خايفة عليها حضرتك جاي عليها اوي روز في اقل من شهر حالها اتبدل مبقتش روز اللي بتضحك وتهزر  بقت واحده لونها مخطوف وما بتنامش ولا بتاكل واظن حضرتك شوفتها انهارده كانت عامله ازاي في المحاضرة فأرجوك حاول تقلل ضغط الشغل  اللي عليها لأني فعلا خايفة عليها والله 

شعر احمد بالضيق والاختناق بسبب كلامها فأخذ اغراضه وخرج تاركا مي في المكتب بدون ان يعقب على ما قالته 

فقالت مي بخوف : انا شكلي عكيت الدنيا ولا ايه يارب ما يكونش اتضايق من كلامي ويطلع ده على روز..

و بعد فترة ليست طويلة وصل احمد إلى الشركة وبالتحديد مكتب روز فنهضت روز بمجرد أن رأته وهتفت قائلة بصوت ضعيف وهي تحاول فتح عينيها : دكتور احمد انا صححت الشيتات بتاعت الفرقة الأولى و طبعت الامتحان بتاع الفرقة التانية و بعت ايميل للشركة المغربية و ظبطت معاهم ميعاد على الاسبوع الجاي و بعت ايميل للشركة بتاعت النقل واتفقت معاهم على عدد الاتوبيسات اللي محتاجينها وكمان.. قاطعها احمد قائلا بحنان لم تعهده منه من قبل : كفاية يا روز كفاية كده لو سمحتي سيبي كل حاجة وروحي البيت دلوقتي 

نظرت روز إلى الساعة وقالت بصوت منهك : هي مش الساعة لسه 3 ولا هي جت 6 و انا شايفة غلط؟ معلش والله بس انا مش مركزه خالص 

_ لأ ياروز الساعة لسه 3 بس انا بقولك روحي انت اشتغلتي كتير ومن حقك ترتاحي وكمان انت اجازة الاسبوع ده واللي بعده 

فقالت بعدم تصديق : حضرتك بتتكلم جد انا هروح وهاخد اجازه! 

اومأ بالإيجاب وهو يشعر ان قلبه يتمزق على رؤيتها في هذه الحاله 

فقالت روز بابتسامة شاحبة : انا مش عارفة اشكرك ازاي انا.. لم تكمل جملتها حتى سقطت مغشيا عليها.. فنادى احمد اسمها بفزع ونزل بجانبها على الارض واخذ يحاول افاقتها بشتى الطرق وهو يقول بذعر : روز ارجوكي ردي عليا ما تعمليش فيا كده.. يا روز فوقي علشان خاطري.. ولكنها لم تستجب لتوسلاته ولا للعطر الذي وضعه امام انفها او الماء الذي سكبه على وجهها فحملها مسرعا وذهب بها إلى المستشفى ثم اتصل بياسين واخبره بما حدث فلحق به إلى المستشفى.. 

قال ياسين بلوم:  عاجبك كده يا احمد قعدت اقولك خف عليها خف عليها ما كنتش بتسمعلي كلمة 

فهتف احمد بغضب وهو يحاول حبس دموعه التي تحاول المقاومة والتسلل إلى وجنتيه : ياسين ده مش وقت الكلام ده انا فيا اللي مكفيني روز لو حصلها حاجة انا مش هسامح نفسي 

عقد ياسين ذراعيه قائلا : وده ليه ان شاء الله انت ما كنتش طايقها من اصله تلاقيك بس ضميرك مأنبك ومجرد انها تفوق هتنسى وهترجع زي ما كنت 

فقال بانفعال : انت ليه مش قادر تفهم اني ندمان على اللي عملته واني فعلا خايف عليها مش مجرد تأنيب ضمير 

_ خلاص يا احمد اهدى ان شاء الله هتكون بخير، انت جربت تتصل بحد من اهلها 

_ قعدت ادور في تليفونها لا لقيت رقم لأب ولا لأم ولا اي حد مفيش غير ارقام صحابها فكلمت مي وزمانها جايه 

_ مين دي؟

_ دي اقرب واحده لروز اكيد عارفة حاجة عن اهلها فكلمتها علشان تبلغهم هي وقالتلي انها جايه في الطريق.. واثناء كلامه وجد مي متجهه نحوه والدموع تملأ وجهها وهي تقول بعصبية : خلصت عليها وارتحت انت كده غرورك مرضي انك وصلتها للحالة دي مش كده!! اثبت انك صح وان البنات ميقدروش يتحملوا اللي انتم بتتحملوه؟! احب اقولك انك غلطان وستين غلطان اللي روز اتحملته انت ما تقدرش تتحمل ربعه بس سيادتك طبعا مستحيل تعترف بده لأنك انسان اناني ومتكبر وما بتشوفش غير نفسك وبس وانا بقولك كده وانا مش خايفة ولا هامنني المادة اللي ممكن تشيلهاني ولا اي نيلة انا مش فارق معايا غير روز وبس اي حاجة تانية في ستين داهية سيادتك بتستغل انها يتيمة وملهاش حد يقفلك بس انت غلطان انا وراها ومش هسيبك تعمل فيها اللي بتعمله ده تاني

فقال احمد بصدمة : ايه اللي انت بتقوليه ده مين دي اللي يتيمة 

_ ايه حضرتك ما تعرفش ان روز لا ليها اب ولا ام يدافعوا عنها ويقفوا قدامك ويمنعوك عن اللي بتعمله فيها 

فقال وما زال تحت تأثير الصدمة : انا اول مره اسمع الكلام ده روز ما قالتليش انها .. 

_ قالتلك او ما قالتلكش انا خلاص مش هسمحلها انها تشتغل عندك تاني انا كنت بقولها وبتحايل عليها تسيب الشغل عندك وانها مسيرها تلاقي شغل بمرتب حلو

بس كانت بتقولي مش حكاية فلوس يا مي بس انا ببقى مطمنه وانا شغاله معاه انه عمره ما هيفكر يأذيني بالرغم من كل اللي بيعمله بس ببقى مطمنه على نفسي معاه. بس ثقتها فيك دي ما كانتش في محلها ابدا علشان كده انا من بكره هدورلها على شغل تاني مش هسيبهالك علشان تموتها وتحرمني منها

اغمض احمد عينيه واخذ نفس عميق ثم قال بهدوء : مي ارجوكِ اهدي انا مقدر غضبك وخوفك وصدقيني انا خايف عليها زيك بالظبط ، انا كنت غلطان في تصرفاتي معاها بس صدقينى ده مش هيتكرر تاني هي تفوق بس وانا مش هضايقها تاني ابدا هي بس تبقى كويسه وهعمل كل حاجة تريحها بس بلاش فكرة انها تسيبني.. ثم تابع بتوتر : قصدي تسيب الشغل انا مش هلاقي حد زيها ابدا أئتمنه على اسرار شغلي.. قاطع حديثه خروج الطبيب من غرفة روز فهرولوا نحوه سائلين عن حالة روز فقال:…

يتبع..

لقراءة الحلقة الحادية عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية موعد مع الوحوش للكاتبة مروة شطا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!