روايات

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثالث 3 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثالث 3 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء الثالث

رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت الثالث

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة الثالثة

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الثالث> -٣-
اصفر وجه شريف وهو ينظر بعدم تصديق لقطوف التي تجلس هادئة في حين بقى جبريل ساكنًا ينظر لها نظرات حادة ويناطح التحدي الصارخ فوق ملامحها..
ظلّ المأذون يوزع أنظاره بينهم مستنكرًا ما يحدث..
تسائل بدهشة:-
– الكلام ده مظبوط يا شريف بيه..
رفعت قطوف رأسها للأعلى لترى جدتها التي تقف تستند على شقيقتها قد شحب لونها وبدى عليها الصدمة، حولت قطوف أنظارها نحو المأذون ثم توسعت إبتسامتها وقالت ضاحكة:-
– أنت صدقت يا حضرة المأذون ولا أيه، هو بقى في جواز غصب اليومين دول!
أنا بس بهزر..
ارتسمت الراحة فوق معالم الجميع فيما عدا جبريل الذي بقى ينظر لها بتوعد وشر..
نقشت قطوف توقيعها وجعلوها تغمس اصبعها في هذا الحبر الأزرق وتطبعه فوق الأوراق لتصبح زوجة جبريل رُستم بشكل رسمي وشرعي..
ابتسمت الجدة بسعادة وتنهدت بارتياح ثم نظرت لعبير والدة قطوف وقالت:-
– قطوف مرتاحة صح يا عبير، هي راضيه بجبريل أنا كنت حاسه إنها مايله ليه..
سارعت عبير قائلة:-
– طبعًا يا أمي، أنتِ عارفه محدش يقدر يجبر قطوف على حاجة، وقطوف بتحب البساطة ومش بتحب شغل الفوارق الطبقية وكانت على خلاف مع شريف عالطول علشان الموضوع ده، وحتى هي كانت بترفض الجواز بالطريقة دي، أنت عارفه إن مكانش رفض شريف لواحده..
أشرق وجه الجدة بسعادة وفرحتها تملأ ما بين خوافق السموات والأرض..
ظلت تنظر تجاه قطوف وجبريل لتقول بأعين لامعة:-
– أنا عارفة طبعًا … هما أصلًا لايقين على بعض، قطوف وجبريل .. أنا كنت بتمنالها واحد زي جبريل كدا .. شوفي حلوين جمب بعض إزاي..
في الأسفل كان جبريل يتلقى التهاني بوقار ونظرات قطوف الحادة المتقدة مسلطة نحوه..
تركتهم وصعدت للأعلى وهي تنظر لوالدتها بعتاب صامت، اتجهت نحو جدتها التي احتضنتها بحنان وتعلق:-
– مُبارك يا ست البنات .. وعقبال الفرح وبيوت الهواري تتملى بالفرح علشان قطوف..
تصنعت قطوف الإبتسامة وقالت وهي تحتضن جدتها فالآن ستخرج من هذا المنزل لمنزل لا تعلم عنه شيء:-
– هتوحشيني أووي يا سلطانة فريال، إن شاء الله مش هغيب عنك ومتنسيش تدعيلي..
– دعيالك يا حبيبتي دايمًا …أوعي متجيش ليا كل يوم .. مين هيهتم بيا يا قطوف..
خرج صوت ميرا شقيقة قطوف تقول بعتاب:-
– وإحنا روحنا فين يا جدتي، يعني إحنا مش بنهتم بيكِ..
داعبت الجدة وجنتها وقالت بحنان:-
– بس مش زي قطوف..
اقتربت قطوف من شقيقتها ميرا وأردفت:-
– خدي بالك من السلطانة فريال يا ميرا ومن ..
صمتت وأكملت بغصة:-
– ومن بابا وماما .. ودراستك أنتِ وروزان..
نظرت لها ميرا بحزن وكادت أن تتحدث لكن رددت قطوف وهي تساند الجدة:-
– أنا هوصل جدتي أوضتها علشان ترتاح شوية قبل ما أطبق هدومي في الشنطة وأمشي..
شكل شريف بيه مستعجل علشان يخرجني من بيته..
تبادلا ميرا وروزان نظرات الحزن مع والدتهم التي تشعر وكأن جبلٌ يجثم على صدرها..
مددت قطوف جدتها فوق الفراش وقامت بتدثيرها جيدًا ثم انحنت تطبع قبلة فوق جبينها بحنان في حين أغمضت الجدة أعينها وذهبت في ثباتٍ عميق من تأثير الأدوية التي تتناولها..
ألقت عليها قطوف نظرة أخيرة قبل أن تخرج لغرفتها..
دلفت لعرفتها تنوي جمع ملابسها لتجد شقيقتها ميرا تجلس فوق الفراش تترقبها..
رمقتها قطوف بهدوء قبل أن تسحب حقيبة سفر وردية وتضعها فوق الفراش وأخذت تسحب ملابسها تضعهم بداخلها..
رددت ميرا بحزن:-
– هتفضلي كدا يا قطوف..
لم تنقطع قطوف عما تفعل وواصلت وضع ملابسها لكنها هتفت بسخرية:-
– وعيزاني أعمل أيه يعني يا ميرا، أيه شيفاني طالعه رحلة…
استقامت ميرا واقتربت منها تختلس النظرات لأعين قطوف وقالت وهي تمسك يدها برفق:-
– قطوف … أكيد بابا عنده غرض من كدا، أنتِ مش تايهه عن شريف الهواري، وكون إن يوافق على جبريل دا يأكد إن في حاجة كبيرة جدًا..
بابا بيحبنا وإحنا غاليين عنده حتى لو فارض علينا قيود أنتِ مش قبلاها..
هي تبغض البكاء والضعف وعُرف عنها التمرد والقوة لذلك كتمت رغبة ملحة في البكاء بداخلها وهتفت برفضٍ قاطع:-
– واشمعنا أنا … وغرض أيه!!
أكيد غرض يخص الشغل والعالم إللي إحنا عايشين فيه إللي كله أذية..
وأنتِ قولتي أنا إللي مش قابله القيود دي ولا قادرة اتأقلم عليها، أنتوا قابلين وكمان مرتاحين وعاجبكم تكونوا في العالي والكل يبص لكم من تحت .. لكن أنا مخنوقة وكل حاجة خنقاني يا ميرا …
وجوازي بالطريقة دي مش مقبول أبدًا، ومن مين، من واحد الغرض من جوازه مني المصلحة وإن يستفيد من اسم شريف الهواري..
نظرت لها ميرا بأعين ضيقة ثم أردفت:-
– بس دا جبريل يا قطوف، وأظن يعني أنتِ….
قاطعتها قطوف بوجه ملامحه متشنجة من هذا الحديث التي تتلوه شقيقتها على مسامعها دائمًا:-
– متكمليش يا ميرا ومتصدقيش أوهام قولتلك كذا مرة…
وأكملت وضع ملابسها وأخذ جميع أشياءهم وقد أعلنت غلق الحديث في هذا الأمر…
***************
بالأسفل انصرف الجميع وبقى جبريل بمقابل شريف..
يجلس باسترخاء فوق مقعده ويضع قدمًا فوق الأخرى، عاد جبريل برأسه للخلف ثم قال بأعين مليئة بالنصر:-
– بقيت صهر شريف بيه الهواري وبنته بقت على اسمي … مبارك علينا يا شريف باشا..
تربد وجه شريف بالغضب ونفرت الدماء بعروقه من برود هذ الماكر، انتفض من مكانه راغبًا في القبض على عنق هذا الذئب الماكر وإزهاق روحه..
هدر شريف من تحت أنفاسه النارية:-
– أنت مين يا جبريل .. وأيه عرفك بالحاجات دي كلها … وغرضك أيه بجوازك من قطوف…
استقام جبريل ومازال على هدوءه ووضع كفيه بجيبيه وأخذ يسير بينما يتمعن بتلك اللوحات الملكية المعلقة على الجدران..
وردد بهدوء:-
– للأسف يا شريف بيه، عيبه في حقك أوي لما تبقى راجل سياسي ليك تقلك وتكون بتنسى بالسرعة دي..
عمومًا هفكرك تاني .. أنا جبريل رُستم خريج إدارة أعمال … أما بالنسبة لعُمري بصراحة مش بعد أوي تقريبًا اتنين وتلاتين أو تلاتة وتلاتين .. بس خلاص من هنا ورايح هعرف عُمري بالظبط ما زيتونة هتكون موجوده من هنا ورايح وشغل بقى أعياد الميلاد والحركات والبركات…
ما علينا خليني أكمل تعريفي بنفسي ليك..
و……
صاح شريف بغضب جمًا ويكاد هذا البارد أن يُصيبه بالجنون:-
– أخرس يا حقير … أنت فاهم قصدي كويس..
وأوعى تفكر إنك علشان اتجوزت بنتي تبقى خلاص كدا تحط راسك براسي .. لا فوق وأوعى تنسى أصلك .. أنت حتة عيل ابن حارة لا روحت ولا جيت ومتبصش لفوق أوي كدا لأصل رقبتك تنكسر، قطوف دي من أسيادك وأنت اتجرأت ورفعت عينك في أسيادك والحساب ده مش هنساه أبدًا وهتدفع التمن غالي..
لم يتغير ثبات جبريل لكن ملامحه احتقنت بشدة ورغم هذا ردد ببرود:-
– شوف أنا لغاية دلوقتي محتفظ لسه بهدوئي يا شريف بيه … متنساش يا باشا إن بقى بينا نسب ودلوقتي أنا جوز بنتك..
ومش يلا زيتونة مجيتش ليه علشان نروح على بيتنا..
كان قلب شريف يغلي فقال باشمئزاز:-
– على عيني بنتي تروح تقعد في المكان القذر ده، بس أحب أنبهك يا جبريل يا فتوة، أنت متعرفش الجانب التاني من شريف الهواري..
لو قطوف بنتي مسها ضرر أو اتخدشت مش هيكفيني عمرك … بنتي عاشت هنا طول عمرها أميرة في البيت ده لو عاملتها المعاملة إللي متستحقهاش أو جيت عليها ولا استغلتها ساعتها تبقى فتحت على نفسك أبواب الجحيم، بس أنا واثق إن ده مش هيحصل، مش علشان أنت مش هتعمله … لا علشان أنا واثق إنها مش هتسمح بده أبدًا..
وإياك تنسى إتفاقنا يا جبريل إياك..
دلفت حينها قطوف للردهة وهي تسحب حقيبتها وفور أن رأها والدها صاح بغضب:-
– وأنتِ شايله الشنطة أنتِ ليه يا قطوف هي دي شغلتك..
وجاء ينادي على أحد العاملين لكن قاطعته قطوف تقول بصرامة:-
– انتهينا يا شريف بيه .. أنا دلوقتي اتحررت من قيودك المخملية .. أقدر أحقق كل إللي اتمنعت منه…
وأكملت بصوت قوي متأجج بالنيران تأكدت من خلوه من الألم الذي يغمرها من الداخل:-
– أنا دلوقتي خلاص .. المفروض أخرج برا بيتك وأمشي .. صح..
يعلم ألمها وأنها تجاهد لإخفاءه كي لا تظهر ضعفها، رمقها بحزن وقال بنبرة حاسمة:-
– دا بيتك دايمًا يا قطوف وهترجعي تاني غصب عن الكل، فترة وهتعدي وترجع كل حاجة لأصلها ووقتها تتجوزي الراجل إللي يليق بيكِ ويستحقك…
وقبل أن يكمل حديثه كان صياح جبريل الهادر بشراسة يقطعه ويتردد بالأرجاء وهيئته التي أصبحت نارية والغضب يقدح من عينيه وملامحه متشنجة:-
– شريف باشا .. أنا قولتلك أنا هادي ومش عايز أقلب .. كل حاجة ولها حدود .. بتقول لمراتي وهي على ذمتي … هتجوزها بإللي يليق بيها بعد ما أطلقها…
إياك يا شريف يا هواري تجيب سيرة راجل تاني .. التزم حدودك في الكلام .. هي بقت مراتي وعلى اسمي مش لسه بنتك وفي بيتك، اسطواناتك دي تنساها خالص … لأن أنا مش هقبل بكدا أبدًا..
مسح شريف على شعره بقوة وهو يرمق جبريل بغلّ وغضب ويكبح زمام غضبه كي لا يُفرع سلاحه في رأس هذا الحقير..
ومن موجة عاتية لماءٍ ساكن هكذا تحولت ملامح جبريل وهو ينظر لقطوف بينما يقترب منها يأخذ حقيبتها ويجرها قائلًا:-
– يلا بينا على بيتنا يا زيتونتي…
رمقت قطوف والدها الغاضب بعتاب وخرجت وهي ملتزمة الصمت بعدما أجحمت ثورانها وداخلها حربٌ عضال..
وفور أن خرجت أمام السيارة وقف جبريل بجانبها، لوى وجهه لها مبتسمًا ورفع يده يطوق بها خصرها بمكرٍ هامسًا:-
– أخيرًا يا زيتونة بقيتي لباباي…
لكن ما حدث بعد ذلك جعل جبريل يقع صريعًا بين مخالب الصدمة، يخبره أن القادم أسوأ وأنه سقط بمعركة جسيمة لا قِبل له بها..!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى