روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثامن والعشرون

رواية أولاد الجبالي البارت الثامن والعشرون

رواية أولاد الجبالي الحلقة الثامنة والعشرون

……………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
الحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء وهي السّعادة وهناك أصابع سوداء وهي الحزن ولكن تأكّد أنّك ستعزف بالاثنتين لكي تُعطي الحياة لحناً
…………..
وصل خبر أفعال منصور إلى غالية فابتسمت بشماتة مردفة ….يااااه جد ايه أتمنيت اليوم ده يا ممدوح ، وبزيادة كمان ولسه نفسى كمان أشوفك وانت بتموت جدام عينى .
بعد ما كسرت نفسى زمان وسرقت فلوسى ودهباتى ثم دمعت عينيها .
وتابعت بإنكسار “”وسرقت جلبى جبليهم وأتاريك كنت عتضحك عليا عشان اللى حيلتى مش بتحبنى صوح زى ما جولت .
ثم شردت فى ذكرياتها معه .
بعد أن وقعت فى حبه بسبب كلامه المعسول وأهتمامه المزيف ، حيث كان يرافقها فى تنقلاتها عبر النجوع والقرى لتحيى الحفلات والموالد بحجة إنه يخشى عليها من أن يصيبها مكروه من أحد السكارى الذين فى غير وعيهم من الرجال أو قد تتعرض للسرقة أثناء الطريق .
وفى أحد المرات حدثها

 

 

ممدوح بقوله …بجولك ايه يا بدور .
طالعته بدور بعشق مردفة …نعم يا عيون بدور ..
ممدوح …ايه رئيك بدل ما أنتِ داسه فلوسك إكده ، أخدهم أشغلهملك عاد معايا فى تچارتى ونبجا شركا وليكى نسبتك كل شهر عاد وفى ظرف سنة عتكون عنديكى فلوسك زى ما هى ونسبتك مكملة عاد زى ما اتفجنا.
بدور بخوف …بس يا جلبى ، دى شجا عمرى كله ، أخاف تحطها فى تچارة تخسر وتضيع فلوسى ويضيع عمرى معاها .
عبس ممدوح بقوله …لا فال الله ولا فالك .
انا عمرى ما دخلت فى شغلانة الا وربنا فتح عليه من وسع فيها .
فمتجوليش أكده عاد ،ولا جولى إنك مش واثقة فيا .
فتلطفت بدور بقولها …لا كيف عاد واثقة طبعا يا حبيبى .
أدار ممدوح وجهه بحزن مصطنع …مش باين يا بدور .
مع إنك أهو عاد شايفة بعينيكى كيف زودتلك دهباتك كيف ماوعدتك ، انى هخدهم عشان محتاچهم فى شغلانة وهرجعملك بزيادة .
وأديكى ماشاء الله أهو مش جادرة تحركى يدك من تُقلهم .
بدور بحرج …فى دى عنديك حق يا خويا .
لا خلاص ، خد الفلوس وشغلهم وانا خابرة هتزيد معاك .
بس جولى هتشغلهم فى إيه عاد يا ممدوح ؟
توتر ممدوح ولكنه حاول الثبات بقوله..متشغليش بالك ، انا بعرف اشتغل فى اى حاچة وبچيب الفلوس من الهوا .

 

 

ليمر بعد ذلك شهر يتبع شهر ، تردد ممدوح عليها يعطيها نسبتها فى الربح ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر اختفى ممدوح ولم تعرف له طريق .
فدخل الخوف والقلق قلبها فتسائلت
بدور …يا ترى فينك يا ممدوح وايه الغيبة دى ؟
يا خوفى ليكون حصلك حاچة ؟
لتجيبها صديقتها مروة….جولتلك يا بنت الناس ، الراچل ده شكله إكده مش مظبوط ومش عجبنى حاله وبلاش تأمنيه على حالك .
حركت بدور رأسها مردفة بثقة…..لا متجوليش إكده ،ممدوح كويس وانا خابرة إنه هيرچع بس أكيد حصل حاچة خليته يتأخر عليه .
حركت مروة شفتيها مردفة بسخرية …ابجى جبلينى
ثم طالعت مروة الكردان الذى ترتديه بدور وتلك الأساور ولاحظت شىء ما فسئلتها ”
مروة…من ميتى يا بت هتلبسى دهب جشرة ، طول عمرك مش هتلبسى غير دهب خالص عشان عتجولى عتتحسسى من الجشرة.
اتسعت عين بدور مردفة بصدمة …جشرة إيه !
ده دهب ، چبهولى ممدوح بدل دهباتى لما غيرهم بالزيادة كمان .
فضحكت مروة ساخرة بقولها…جولتيلى ممدوح .
طيب يا خايبة ، استعوضى ربنا بجا فى دهباتك عشان دول جشرة ولونهم باين متغير ، وحصل اللى كنت خايفة منيه .
ضحك عليكى وخد دهباتك ومالك وهرب .
فصرخت بدور …لاااا لاااا مش معجول ، ممدوح يعمل فيا إكده .
ده عيحبنى ؟
مروة بإستنكار ..جصدك عيحب مالك ولما أتلم عليه ، رماكى .
فوقى بقا لنفسك يا حبيبتى وارجعى كيف ما كنتى بدور اللى رجالة هى اللى عتبوس رچليها عشان نظرة منيها وعيرموا الفلوس تحت رچليكى .
فاخذت بدور تحرك رأسها بغير تصديق وبكت مردفة بنحيب …ليه بس أكده يا ممدوح وانا اللى اديتك جلبى وحالى كله .
إكده بالساهل تبعنى وتسرق شجا عمرى .
ثم لمعت عينيها بالشر وامسكت بإحدى خصلات شعرها مرددة….طيب وحياة دول لأندمك على اللى عملته فيا وتيچيلى راكع وانا أدوس بمداسى على رجبتك.
……………..

 

 

وفى غرفة باسم وعزة
تفاجىء بها قد أقتربت منه وانحنت بجسدها ، وأمسكت بيده تقبلها مرددة بصوت منكسر مختنق مصحوب بالبكاء المرير……أبوس يدك ، تستر عليا ؟
وانا هعيش خدامتك تحت رجلك العمر كله .
لتجحظ عين باسم ويتصلب جسده مما ترمى إليه من قولها هذا .
لينطق بصدمة ….تجصدى ايه عاد ؟
فخرج صوت عزة مختنق ومتعثر بغصة مريرة مردفة بإنكسار …انااااااااا حامل .
فشهق باسم بعد أن تجمدت أطرافه وصرخ …حاااامل كيف؟
يعنى أنتِ عملتيها استغفر الله العظيم فى الحرام يا عزة وچيتى ترمى بلوتك عليا.
عزة بنحيب…غلطة ونظمت عليها صدجنى وهو چبان واتخلى عنى ، وابوى هو اللى غصب عليا اتچوزك وخوفت أجول اللى حوصل يكتلنى .
فتبدلت تعابير باسم لأخرى متشنجة ووجد نفسه قد أنهال على وجهها بصفعة قوية على وجهها مردفا …يا فاچرة .
أنتِ فعلا تستحقى الكتل .
وضعت عزة يدها على وجهها وانفجرت فى البكاء مردفة …عنديك حق ، اكتلنى يا ابن الناس وريحنى ، انا خلاص معدتش ذلك جادرة أستحمل تأنيب الضمير أكتر من إكده .
اكتلنى يا باسم ثم بدئت تصفع وجنتيها بيديها مرددة بإنهيار انا استاهل ، استاهل ، استاهل.
فانفعل باسم وقبض بيديه على شعرها بقوة ، فصرخت وتألمت ، ثم دفعها على الفراش وأخذ يضربها بيديه بكل قوة ، ويصفعها على وجهها عدة مرات حتى نزفت الدماء من شفتيها .
باسم بٱنفعال …يعنى رضيت بيكى غصبا عنى وفى الاخر تطلعى أكده !
وكيف يعنى دكتورة وكبيرة زيك يضحك عليها بالسهولة دى ، سبتى ايه للبنات الصغار اللى ميعرفوش حاچة .
اخذت عزة ترتجف وتبكى وتتألم من كثرة الضرب ولكن الألم كان أشد فحدثته بإنكسار ….الحب عيعمى البصر والعقل يا دكتور ، صدجنى كان غصب عنى وموعيتش غير لما خسرت نفسى .
وانا جدامك اهو كمل ضرب لغاية ما أموت ومش عكلم ولا أفتح خشمى ، انا أستاهل اكتر من إكده .
فأغمض باسم عينيه متألما عندما ذكرت الحب وشرد فى ملك وكم تمنى أن تكون هذه ليلته معها بدل من تلك الورطة التى تورط بها وتسائل ما يفعل معها ؟
هل يفضحها أمام الناس ، ويطلقها ويعيدها إلى أهلها ليفعلوا بها ما يشاؤن ام يستر عليها ولكن كيف ؟
فحاول الهدوء بعض الشيء وتناول هاتفه .
وبعث برسالة إلى ملك يستشيرها لعله تقول له شىء يريح تلك النار التى فى صدره .

 

 

ألحجينى يا ملك العروسة طلعت حامل ، ومش خابر اكتلها ولا ابعتها لأبوها يكتلها هو وهى عمالة تبكى وعتجول جال ايه غلطة .
شوفتى حظ اسوء من حظى ده يا ملك .
شهقت ملم عند قرئتها لتلك الكلمات ورددت …لا حول ولا قوة الا بالله ، ليه بس أكده البنات عيصدقوا الكلام الماسخ ومش عيرعوا ربنا بس ايه عيجول يكتلها لااااا.
الستر أفضل والأجر عند الله ، فبعثت له رسالة فيها :
يروي شخص انه رأى عروسته حامل يوم زفافه فكانت صدمة كبيرة بالنسبة له ولكنه ستر عليها واخفاها عن اهله واهلها .. و لم يقوم بفضحها مثلما يفعل الكثير من الناس الذين يتعرضون لنفس الموقف، فقد فعل ذلك واحتسب اجره عند الله ولكنه قرر عدم المساس بها ولم يعتبرها زوجته بتاتاً و كما لم يعاملها.
و منعها من ان تتقابل مع اي شخص حتى لا يعلم احدا بانها حامل حتى اصبحت في ايام الولادة ووضعت طفلها بعد ان احضر لها ممرضة لتقوم بتوليدها في المنزل واخذ الطفل في وقت متأخر وكانت الساعة تقارب الثالثة فجرا ووضعه امام باب المسجد وتركه وبعدها .
نزل لصلاة الفجر فى المسجد ليرى الناس يلتفون حول الطفل ويتحدثون في امره فقال لهم انا سأتبنى هذا الطفل اذا سمحتم وساقوم بتربيته ورعايته واجري عند الله فقال الجميع انهم موافقون على ذلك ودعوا له ان يعينه الله ويوفقة جزاء لما فعل مع الطفل وشهد الجميع على ذلك وقام باخذ الطفل الى امه وشهد الجميع على ذلك بانه سيتبنى الطفل وان هذه السيدة هي التي ستربيه وتعتني به
وبعدها احضر مأذون ليكتب له على زوجته من جديد وقام بتربية الطفل الذي اصبح بعد ذلك له اخوة و اخوات .
واتى امام المسجد للشاب وقال له اريد التحدث اليك في امراً فإني اراك في منامي وانت من اهل الجنة على الرغم انك لا تختلف كثيرا عن الشباب الذي يصلي معنا في المسجد وربما تكون هناك حكمة من هذا فبالله عليك ان تروي الى ماذا تعمل لتنال هذه المكانة من الجنة واقسم عليه كثيرا حتى روى له الشاب قصة الفتاة التي ستر عليها ولم يفضحها القصة التي لا يعرفها احد ابدا واقسم على الشيخ بان لا يخبر احدا باسمه ولا اسم زوجتة وطلب منه الشيخ قائلا له انا سأرويها للناس لكي يستفيد منها الآخرون ولك الأجر والثواب.
وهنا بكى باسم لعظمة هذا الأجر وايضا من أجل ملك تلك الحورية التى حُرم منها .
ثم نظر إلى الأعلى كأنه يحدث الله عز وجل مردفا …يااارب انا هستر عليها ابتغاء وجهه الكريم وبحق العمل ده ، أكرمنى فى يوم من الايام بملك ، ومتكونش لحد غيرى يارب .

 

 

معرفش إزاى بس انت قادر على كل شىء .
ثم طالعها بغصة مريرة مردفا ..بس يا عزة خلاص ، متعمليش فى نفسك إكده .
ومعدتش ينفع الندم ، اللى حوصل حوصل .
وانا كمان مجدرش أكتلك ولا أجول لحد واصل اللى كان بينا ده .
انا هسترك يا بنت الناس عشان ربنا يسترنى دنيا وأخرة .
بس بعد ما تولدى كل واحد يروح لحاله ، انا كنت كده كده مش عجدر أكون زوج كويس لإنى كيفك جلبى مش معايا .
بس ده كان حكم ابوى للأسف ربنا يسامحه .
طالعته عزة بإندهاش غير مصدقة مردفة ..بچد هتستر عليا ومش عتجول لحد ؟
أومىء باسم بإنكسار…..اى نعم .
فأسرعت إليه عزة لتقبل يده مردفة …الله يسترك دنيا وأخرة يا ابن الأصول .
فسحب يده باسم مردفا…متعمليش إكده تانى .
بس دلوك الولد ده ، حرام أجول أنه ابنى ولازم نتصرف .
فتحت عزة بفمها مردفة ….كيف ، انا حولت أنزله منزلش .
باسم …لا حرام طبعا ،وهو مش ذنبه حاچة ، هجولك هنعمل ايه .
إحنا اول ما بطنك تبدء تظهر ، هاخدك ونسافر اى مكان لغاية ما تولدى .
ولما نرچع هاخد الولد وأحطه على باب جامع واسيبه .
فصرخت عزة ….ولدى .
فطمئنها باسم …متخافيش عاد .
هو ساعتها الناس هتتلم عليه ،وانا هكون وسطيهم وعجول انا هخده هتكفل بيه ثواب ، وساعتها هيرچع ليكى تانى تربيه .
فارتسمت البسمة على وجه عزة وعاد لها الأمل من جديد ولكن عادت إلى عبوس وجهها مرة أخرى مردفة بذعر …بس اخاف لما تهملنى وارجع بولدى لابوى يجولى أهمله ليك عشان ميعرفش أنه ولدى صوح ؟
لذا ترجته عزة …خلينى على ذمتك ابوس يدك ، ومطلجنيش
وأجوز اللى جلبك رايدها وانا معيزاش حاچة غير الستر وبس وهفضل طول عمرى شايلة چميلك ده فوق رأسى يا محترم .
تنهد باسم بعدم إرتياح ولكنه حدث نفسه بقوله من كتاب الله ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم ).
ثم ردد …الله المستعان .
ومن دلوك أنتِ عتنامى على السرير وانا هنام على الكنبة دى .

 

 

وياريت متكلميش عاد كتير مع حريم الجصر عشان مفيش كلمة أكده ولا أكده تطلع منك بدون جصد .
وأغلب وقتك يكون إهنه عشان محدش يلاحظ عليكى تعب أو يشك ٱن فيه حاچة مخبينها .
لغاية ما نتصرف عاد ونسافر .
…………..
ألقى براء بنفسه على الفراش غاضبا بقوله …بتهربى منى يا زاد ، ماشى .
عتروحى منى وين يعنى ؟
مسيرك تطلعى من الحمام وهعلمك كيف تعرفى تردى عليا .
ولكن بمرور الوقت وتأخر زاد فى المرحاض ، شعر براء بالنعاس وأخذ يقاومه ويفتح ويغلق عينيه ولكنه فى النهاية استسلم للنوم بسبب الإرهاق والتعب طوال اليوم وهو مازال فى فترة النقاهة .
اما زاد فكانت فى المرحاض بعد أن أبدلت فستان الزفاف بمنامة حريرية بيضاء ، تقف متصلبة تخشى الخروج إليه خشية من بطشه ولكن عندما طال الوقت وأصبحت لا تسمع حديثه الغاضب بصوته العالى المتوعد لها عندما تخرج .
فحدثت نفسها….ماله سكت إكده وملهوش اى نفس ، خايفة يكون ده فخ ووجفلى عند الباب وأول مطلع يُضربنى .
ثم تسائلت ”
والعمل دلوك ، انا جتتى مش مستحملة الوجفة وعايزة أجعد أرتاح .
لتقرر بعدها فتح الباب بجزء بسيط لتحدد من خلاله أين يوجد ذلك المعتوه الذى يتوعدها .
للتتفاجىء به مستلقى على الفراش وتكاد تسمع صوت شخيره .
فابتسمت مرددة….هتشخر يا ابن الچبالى .
حلو جوى لما اطلع بقا أسجلك عشان تسمعه عاد على رواجه لما يكون زهجان .
لتقوم بذلك بالفعل ثم جلست بجواره تطالعه عن قرب ، متأمله تقسيمات وجهه الرجولية التى عشقتها .
ثم تنهدت بعشق هامسة ..اه لو تعرف يا براء ،كيف انا عحبك ، وعمرى ما فكرت فى حد واصل غيرك انت .
أنت مأمنى وسُكناى وحبيبى وروح الجلب .
ومش خابرة كيف جلبك حن لغيرى وانا جدامك .
معجول صوح كيف ما بيجول عنى شكلى عفش .
لتسرع بعدها إلى المرآة تتحسس وجهها وتطالعه وجهها .

 

 

فحركت زاد رأسها بنفى ….لا لا عمرى ما هفقد الثقة فى نفسى ، ويمكن صوح مش جميلة جوى لكن بردك مش وحشة والجمال عمره ما كان جمال وجه بس ، الجمال جمال القلب .
ثم قامت بإسدال شعرها الحريرى الأسود الطويل ، ونثرت عطرها المفضل .
وطبعت قبلة على الهواء لنفسها فى المرآة ثم التفتت وطالعته مرة أخرى متوعدة إياه ….عتحبنى يا براء .
عتحبنى غصبا عنيك وعخليك تنسى اللى خطفتك منى دى خالص ، لانى متوكدة أن محدش عيحبك قدى .
انا أنثى إن أحببت ملكت فى الحب
وان عشقت ملئت الدنيا عشق
وإن سهرت سأضىء الليل بإسمك
وإن تغنيت سأملىء الدنيا بلحن الحب
وإن أشتقت سأسقيك كاسات الحنان والود
وسأمنحك ليالى تتمنى أن لا يظهر الفجر
وسأغرقك فى بحور الأشتياق
لترى أى انثى أحببت انت
ثم نامت بجواره ، حتى تنعم بأنفاسه بجانبها متناسية اى شىء سوى أنه حبيب القلب والروح .
لتمضى عدة ساعات ، تململ به براء فى فراشه ثم فتح عينيه ببطىء محاولا التذكر …انا فين وكيف نمت من غير ما أحس إكده !
ثم ضرب على جبهته مردفا…صوح انا فى أوضتى مع اللى ما تسمى زاد ، هى فين ؟
ليلتفت ليتفاجىء بمن تنام بجواره ، بمنامتها القصيرة ، وشعرها المتناثر على الوسادة ، وعطرها الذى يتسلل إلى انفه يشعره بالإنتشاء .
فطالعها بإندهاش مردفا بإعجاب …معقول دى زاد ، كنى أول مرة أشوفها .
أحلوت كيف إكده مرة واحدة !
يمكن عشان أول مرة ألمحها بلبس النوم ده .
بس صراحة طلعت عودها ملفوف ، والمستخبى أكيد أحلى وأحلى .
ولا شعرها اللى هيلمع وكيف الحرير على وشها ده واه من ريحتها الل كيف العنبر دى .
ولكنه عاتب نفسه بقوله …ايه يا براء ، انت عتضعف ولا ايه !
متنساش انك وعدت قمر بإنك متمسهاش .
ليطبق على أسنانه بغيظ مردفا …مش خابر مخى كان فين عاد عشان أمنع نفسى من حلال ربنا .
ومن المهلبية اللى عتنادينى دى .

 

 

طيب أعمل إيه دلوك فى العسل اللى جدامى دى ومش جادر أهوب چمبيها .
لتستيقظ زاد على همساته تلك ، ففتحت عينيها لتجده يتأملها بإعجاب وقد ظهر على وجهه الرغبة بها ..
فأرادت أن تشعل به النار أكثر فأخذت تتقلب يمينا ويسارا محدثة نفسها …خليك على عهدك بجا يا ابن الجبالى لغاية مدوبك انا وأخليك تولع نار يا چوز الأتنين .
وهنا لم يستطع براء التحمل أكثر من ذلك ، فصاح بها بغضب ….جومى ، جومى جامت جيامتك .
فتحت زاد عينيها ببطىء مردفة بنعاس ..ايه عتصحينى ليه سبنى انام عاد .
براء بغيظ …انا مش جولتلك متمنيش على السرير وتنامى على الكنبة .
جومى نامى عليها وألبسى حاجة عاد ، مش طايج أشوفك ولا أشم ريحتك الحلوة دى ، جصدى الوحشة ..
حاولت زاد كتم ضحكاتها حتى لا تثير غضبه ثم تعللت بقولها ….لا ألبس ايه فى الچو الحر ده وكيف اتغطى وانا اصلا مطيجاش هدومى ..
براء بإنفعال ….بسيطة شغلى التكييف .
زاد بنفور …لا أحبهوش عيكسر چسمى .
ثم طالعته بمكر …معلش بجا يا سيادة المقدم ، ودى وشك أنت الناحية التانية بدال مش طايج تبصلى .
ثم تحركت زاد بخطوات متغنجة إلى الأريكة لتنام ، وأغمضت عينيها لتسمع همسه الثائر …لا وكتاب الله المچيد شكلى مش هيچيلى نوم وهى جدام منى إكده .
لتتفاجىء به يتناول وسادة ومفرش السرير ويدخل بهم إلى الشرفة .
فضحكت زاد مردفة بهمس …ولسه يا سيادة المقدم.
مكنتش انا زاد وإلا وعلمتك الحب من أول وجديد .
ولكنه عندما ولج إلى الشرفة ، أمسك بهاتفه وحاول الأتصال بـ قمر عدة مرات ولكنها لم تجبه .
فأردف بضيق …شكلها نايمة .
بس كان نفسى أسمع صوتها واتكلم معاها كلمتين يمكن كانت تقدر تطفى النار الجايدة جوايا دى ، بدل ما انا مش قادر مع اللى متسمى زاد اللى شكلها عتوجع جلبى..
وعندما تتطرق لأذن زاد أنه يريد الأتصال بغريمتها ، شعرت بالإنكسار ولمعت الدموع فى عينيها وأردفت بغصة مريرة…اااه يا قلبى منك يا براء .
لساك مش شايف غيرها وانا اخدتنى غصب .
بس ماشى وربك مش هخليك تشوف غيرى انا وبس .
عشان أنا زاد وانت زادى وأنيس عمرى
……….
غالبها النعاس نهلة وأخذت تتثائب ولكنها لم تشىء أن تخلد إلى النوم قبل أن ينام منصور الذى أصبح كالطفل تخشى عليه أن تركته ونامت يفعل شىء يصيبه بالضرر .
فحدثت نفسها نهلة …وبعدين بجا عايزة أنام والمعتوه ده ، عيلعب زى العيال ، ومش راضى ينام وخايفة أسيبه يعمل مصيبة والليلة ليلة عرسان ومش عايزة يبوظ عليهم الليلة .

 

 

بس على جد ما انا فرحانة فيه على اللى حصلها ده وبجا لا حول ليه ولا قوة من يوم وليلة ، وسبحان الله من ذنوبه سلط عليه .
بس ساعات عيصعب عليا ، وسبحان الله جد ايه الإنسان ضعيف .
لما أجوم أحاول أنيمه عشان يتهد شوية وانا أعرف أنام وارتاح هبابة .
فأقتربت منه وربتت على ظهره بحنو …بجولك يا منصورى يا عسل أسود انت ، سيبك من اللعب ده وجوم يلا عشان تريح جتتك شوية وتنام وتريحنى وتريح نفسك .
فطالعها منصور بحب مردفا …ماشى يا جلب منصور ، انا هسمع الكلام ، بس لزمن تحكيلى حدوتة عشان أعرف انام .
ابتسمت نهلة مردفة …بس إكده ، حاضر .
فقام منصور على الفراش وبدئت نهلة تقص عليه حكاية أختها ناهد .
تنهدت نهلة بغصة مريرة وأردفت …كان ياما كان فى سالف العصر والأوان أختين حلوين وبيحبوا بعض جوى ، لكن چه واحد ظالم أخد واحدة منيهم وموتها .
عبس منصور مردفا ..ليه إكده الوحش هيروح النار .
فبكت نهلة مرددة …ايوه ده عيتشوى كيف السمك .
ثم سئلها منصور عندما رأى دموعها تسقط على وجنتيها بغزارة .
أنتِ عتبكى يا نهلة ، لا متبكيش ، انا بحبك جوى .
جوليلى مين زعلك وانا هروح أضروبه .
طالعته نهلة بحزن مردفة …لا حول ولا قوة الا بالله.
نام يا منصور ، وخلاص مبقاش فيه حاچة تزعلنى بعد اللى حوصلك ده ، اللهم لا شماتة .
ليخلد بالفعل منصور لتهاجمه الأحلام التى يهرب منها فى الواقع .
ويرى نفسه بعد أن ذاع صيته ونفوذه بين الناس بسبب تلك الأموال الطائلة من وراء عملياته المشبوهة .
وكان يظن أنه هكذا سيحظى بالأحترام والحب وسيفوق أخيه منصور فى المكانة التى حظى بها طيلة عمره بينما هو كان منبوذا من أقرب الناس إليه .
ولكن وجد نفسه رغم كل ما يملك إلا أنه مازال والده والناس تفضل أخيه منصور .
فأضرم له العداوة والحقد والغل وقرر أن يسلب منه حياته تلك ويحظى هو بها بدلا منه .
ممدوح بفحيح الأفعى …خلاص كفاية عليك إكده يا منصور ، عشت عمر بحاله ، عنديك كل حاجة ، ابوك عيحبك واتعلمت وبجيت ظابط جد الدنيا والكل عيحبك واتچوزت وخلفت بدل العيل تلاتة وأنى ولا حاچة غير شوية فلوس عتشترى اه كل حاچة الا الحب والسعادة .

 

 

وعشان إكده بجول كفاية إكده يا منصور وآن الآوان انا اخد كل ده واتهنى بيه ، وكفايا حرمان لغاية إكده .
لذا فكر ممدوح فى قتل أخيه منصور ثم انتحال شخصيته وأخذ مكانه بحكم أنهم توؤم ولا فرق بينهم كثيرا فى الشكل ولا احد كان يستطيع أن يفرق بينهم سوى والداه .
أما الناس فكانت تفرق بينهم عن طريق لغة الحوار وطريقة إرتداء الملابس .
فمنصور كان دائما حلو اللسان طيب الرائحة ، منمق فى مظهره ، يرتدى البنطال والقميص وليس الجلباب الصعيدى .
أما ممدوح فكان سليط اللسان ، تفوح من فمه رائحة الدخان الذى يشربه ، ولا يهتم بمظهره ولا يفارق جلبابه الصعيدى .
لذا أعد ممدوح خطته للقضاء على منصور وأخذ مكانته فى كل شىء .
فقام بالأتصال به .
ممدوح …كيفك يا خوى ؟
منصور مرحبا …اهلا يا ممدوح ، فينك إكده ؟ مش باين من فترة ؟
ممدوح …معلش ،ما انت خابر أبوك كل ما يشوف وشى ، هيعمل ايه ؟
منصور ..والله أبوك عيحبك يا منصور ومن وراه عيطقس على اخبارك عشان يطمن عليك .
بس غصبا عنيه مش بيحب الحال المايل وانت مش عتحرم مع انى ياما نصحتك من زمان جوى .
فحدث ممدوح نفسه بغيظ …اه وخلاص انا شبعت نصايح وعتكون دى أخر مرة .
ثم اصطنع الندم مردفا …انا خابر إنى غلطان من ساسى لراسى .

 

 

وعشان إكده بتصل بيك ، عشان نتقابل .
واشوف اقدر أغير من حياتى ؤأصالح ابوى .
تهلل وجه منصور فرحا مردفا …بچد يا ممدوح ده احسن خبر سمعته فى حياتى .
فماذا سيحدث ؟؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى