Uncategorized

رواية روز الأحمد الحلقة الحادية عشر 11 بقلم مريم

 رواية روز الأحمد الحلقة الحادية عشر 11 بقلم مريم 

رواية روز الأحمد الحلقة الحادية عشر 11 بقلم مريم 

رواية روز الأحمد الحلقة الحادية عشر 11 بقلم مريم 

– عندها هبوط في الدورة الدموية احنا علقنالها محاليل وان شاء الله تبقى افضل بس شكلها مهملة جدا في اكلها لأن جسمها ضعفان جدا ومحتاجه اهتمام ورعاية اكتر من كده وكمان التحاليل بتاعتها مش كويسة .. الانسة عندها انيميا حادة بسبب سوء التغذية وانها اكيد ما بتاكلش اكل صحي فيه العناصر اللي جسمها محتاجلها ودي لو ما اتلحقتش ممكن تسبب مشاكل في القلب و كمان هتأثر على الجهاز العصبي وهتخليها تحس بعدم التركيز وممكن تأثر على الذاكرة كمان ف انا كتبتلها على ادوية وفيتامينات لازم تاخدهم ولازم تهتموا بأكلها علشان ما يحصلش أي مشاكل لا قدر الله 

قالت مي وهي تكفكف دموعها : طب أنا ممكن ادخل اطمن عليها 

– هي نايمة دلوقتي بسبب الحقنة اللي اخدتها وما اعتقدش انها هتصحى قبل 12 بالليل فسيبوها ترتاح احسن

تنهد أحمد ثم قال: طب هي هتفضل هنا لحد امتى يعني هترجع تمارس حياتها الطبيعية في خلال قد ايه 

– انا بفضل انها تفضل هنا تحت الملاحظة يومين تلاته  لحد ما نظبط التحاليل بتاعتها لأنه زي ما قولتلكم الموضوع مش هبوط و شوية محاليل وخلاص هي محتاجة رعاية وهنا هيبقى افضل ليها 

–  تمام يا دكتور المهم بس انا عايزكم تعملوا اللازم لأن روز لازم تبقى بخير أنا مش هقبل ان يحصلها حاجة 

– اطمن  مش هيحصلها حاجة ان شاء الله وهتبقى تمام جدا احنا هنعمل اللي علينا وانتم كمان دوركم تهتموا بيها وبأكلها لما تخرج من هنا و هتبقى زي الفل ان شاء الله بعد اذنكم.. 

هتفت مي بجمود بعدما ذهب الطبيب : اللي يسمعك وانت بتوصي الدكتور يقول انك خايف عليها وانها فارقة معاك

زفر أحمد بانزعاج فتدخل ياسين قائلا بهدوء : انسة مي صدقيني احمد فعلا خايف عليها وحاسس بالندم على تصرفاته معاها وهو وعدك ان اللي حصل ده مش هيتكرر انا مقدر خوفك عليها والله بس اطمني ان شاء الله هتبقى تمام 

اومأت مي بالإيجاب بصمت فهتف أحمد قائلا : مي ممكن من فضلك اطلب طلب

فقالت بدون ان تنظر اليه : اتفضل 

– انا عايزك تكلميني عن روز عرفيني اكتر عنها . انت وهي شكلكم صحاب من زمان فأكيد تعرفيها كويس 

– انا اعرف روز من واحنا  في ابتدائي لكن انا اسفة فكرة اني اكلمك عنها وعن حياتها بدون اذن منها انا مقدرش اعمل كده تقدر تستنى لما تفوق واسألها بنفسك 

– يا ستي وانا مش عايز اعرف منك تفاصيل عن حياتها عرفيني بس الحاجات اللي عادي اني اعرفها  من وجهة نظرك يعني صداقتك انت وهي مثلا صدقيني أي حاجة هعرفها عنها هتفرق جدا معايا 

تنهدت مي ثم قالت : والدي الله يرحمه كان بيشتغل في القصر بتاع روز و بالرغم من كده عمر ما حد من اهل بيتها عامله بطريقة مش كويسه او اتعامل معاه بتكبر حتى انا كانت روز بتتعامل معايا بلطف وعمرها ما حسستني اني اقل منها في حاجة كانت بتعاملني كأني اختها بالظبط . ولما والدي الله يرحمه مات وانا في اعدادي اقنعت باباها انها تبات معايا ليلتها علشان ما ابقاش لوحدي وتحاول تخفف عني وخلت باباها يجيب شغل لماما في مكان كويس لأن والدتي كانت متعلمة بس ما كانتش بتشتغل بأمر من بابا بس بعد وفاته طبعا كان لازم تشتغل علشان تصرف عليا وده ماحصلش الا بمساعدة روز ده حتى كمان في مره اشتكيتلها من مدرسه عندنا في المدرسة كانت مستقصداني علشان مابخدش عندها درس وكده خلت باباها يروح للمدرسة دي ومن يومها والمس دي بتشيلني على دماغها وما تقدرش تتكلم معايا كلمة تضايقني حقيقي انا لو لفيت الدنيا مستحيل هلاقي صاحبة زيها روز اجدع بنت ممكن تقابلها في حياتك 

هتف احمد قائلا : انا مش فاهم حاجة معنى كلامك ان روز غنية اومال ازاي عايشة في منطقة شعبية 

– لأ دي حاجة انا مقدرش أتكلم فيها روز تبقى تحكيهالك انا حكيتلك بس عن الجزء اللي يخصني أنا وروز وازاي وقفت جنبي زمان فبالتالي أي حاجة بعملها دلوقتي معاها ماتجيش حاجة جنب اللي عملته معايا . ثم صمتت قليلا وتابعت بتردد : فأنا اسفة لو كنت تجاوزت حدودي في الكلام بس ده لأن روز اختي وما اتحملش عليها الهوا

ابتسم أحمد بهدوء وقال : وانا مش شايف ان في داعي للاعتذار من اصله بالعكس اللي عملتيه ده خلاني احترمك مش ازعل منك . المهم دلوقتي ان روز هي اللي ما تزعلش مني 

ابتسمت مي ابتسامة خفيفة وقالت : اطمن روز طيبة جدا مش من النوع اللي بيشيل في قلبه من حد انا واثقة انها هتسامحك 

– أتمنى والله . المهم دلوقتي انت لازم تروحي قبل ما الوقت ما يتأخر و انا هفضل هنا مع روز

– لأ طبعا مش همشي واسيبها وهي كده

– يابنتي اسمعي الكلام الدكتور قال مش هتفوق قبل 12  ما يصحش تفضلي سايبه والدتك الفترة دي كلها لوحدها اطمني انا هنا معاها مش هسيبها وهطمنك عليها بالتليفون كل شوية 

– بس انا مش هقدر أ .. قاطعها قائلا: مي ارجوكِ اسمعي الكلام و روحي 

– طيب انا هكلمك كل شوية علشان اطمن عليها ما تقفلش تليفونك 

– حاضر والله اطمني 

ذهبت مي وبقى ياسين بصحبة أحمد الذي هتف قائلا : صدقتني يا أبو حميد لما كنت بقولك البت بتصعب عليا وبحسها غلبانة اهي يا عين أمها ماطلعش ليها حد 

– ورحمة ابوك يا ياسين ما تفكرنيش انا مش ناقص . انا والله مهموم من وقت ماعرفت.. بس نفسي اعرف ليه ما عرفتنيش 

– وهي تقولك بأمارة ايه انت واحد غريب عنها ليه تعرفك حاجة زي دي

– خلاص يا ياسين قفل على الموضوع ده 

فقال ياسين محاولا تخفيف الأجواء : بس انا عجبتني مي دي اوي 

– وانا كمان حبيت خوفها على صاحبتها 

– لأ انا ما عجبتنيش علشان كده انا عجبتني علشان زعقت فيك وهزقتك 

ابتسم احمد وقال : اه ياخويا ما انا الحيطة المايلة بتاعتها هي وصاحبتها كل واحده قاعدة تلطش فيا شوية 

– يا مفتري دي البنت جيالك وردة مفتحها تخرج من عندك على المستشفى وتقولي هما اللي بيلطشوا فيك 

– ياسين صدقني لو ما سكتش لهحجزلك اوضه جنبها 

– لا لا وعلى ايه الطيب احسن

_______________ 

في قصر الصاوي كانت ماجدة تقف في غرفتها أمام صورة  زوجها بعدما ارسل لها المحامي نسخة من وصيته

فكانت تقول  وكأنها تحدثه وهو يستمع لها : بقى كده يا محمود دي آخرتها ، كنت فاكر ايه ؟ فاكر انك لما تعمل كده مع الهنومه الصغيرة  وتكتبلها نص ثروتنا الهانم الكبيرة هتسامحك! ثم تابعت بحقد : نسيت انها ماتت وشبعت موت ؟ ولا على حد قولك انت عامل حسابك انك لما تموت هتقابلها هناك فمش عايزها تبقى زعلانة منك.. لسه ما كنتش قادر تنساها بعد العمر ده كله ، كنت لسه بتفكر فيها ؟ بتفكر في واحدة خطافة رجالة كانت عايزة تسرقك مني لأ و كمان موصيني اني اخد بالي من اللي ما تتسمى روز يا بجاحتك يا اخي ده أنا لو أطول اقطعها حتت بسناني والله ما هتأخر وانت رايح تكتبلها نص ثروتنا و عايزني اخد بالي منها !! ماشي يا محمود انت اللي جنيت عليها مش أنا 

_____________

وفي المستشفى هتف أحمد قائلا : انا مش هعرف اروح البيت انهارده واسيب روز ف انا هكلم ماما اقولها اني مش هعرف اروح النهارده وانت ابقى عدي عليهم يا ياسين وشوف لو عاوزين حاجة معلش هتعبك معايا 

– انت عبيط يا ابني مين ده اللي بتقوله معلش هتعبك ! المهم بس انت هتبرر لخالتي ازاي عدم مرواحك انهارده اكيد هتقعد تسألك عن السبب وهتقلق عليك 

– هقولها ان في واحد صاحبي في المستشفى واني لازم ابقى معاه 

– طب ما تقولها ان السكرتيرة بتاعتك في المستشفى وخلاص 

– لأ طبعا لو قولتلها كده هتقعد تسألني عنها و حصلها ايه ومش هتسيبني إلا لما احكيلها عنها بالتفصيل ومش بعيد تفتكر ان في بينا قصة حب كمان هو انت مش عارف خالتك يعني 

فقال ياسين بلؤم : هتفتكر !! ده على أساس ان مفيش فعلا قصة حب بينكم !!

– ياسين لم نفسك انا مش رايقلك والله 

– اصلك ما شوفتش نفسك كنت عامل ازاي قبل ما الدكتور يطلع ويطمنك عليها كنت عامل زي العيل الصغير 

– ياسين!!

– خلاص خلاص هسكت ما تبرقليش بس وروح كلم خالتي وقولها اللي انت عايزه  

_________

في منزل احمد.. 

هتفت ياسمين قائلة وهي تهبط من على الدرج : ماما انا رايحة بقى ل منال عاوزه حاجه؟ 

_ رايحالها فين و ليه؟

_ علشان عيد ميلادها انهارده يا ماما انت نسيتي.. المهم بس قوليلي كلمتي ابيه احمد و قولتليه مش كده؟

_ لأ نسيت اقوله هو لسه قافل معايا وهو مع صاحبه في المستشفى فما جاش في بالي اقوله على عيد ميلاد الهانم بتاعتك

_ طب خلاص هكلمه انا

_ لأ ما تكلميهوش وبعدين انا مش عايزاكي تروحي بصراحة البت دي انا ما بطيقهاش  ولا اخوكي حتى بيقبلها خليكي  هنا معايا احسن 

ابتسمت ياسمين واقتربت من والدتها وامسكت بيدها قائلة : يا ماما يا حبيبتي هي بتبقى مسألة قبول مش اكتر وبتختلف من شخص للتاني فمش معنى انك ما بتقبليهاش يبقى هي وحشة هي بس عفوية شوية وبتتصرف بتلقائية بس طيبة صدقيني وبعدين هتزعل لو ما روحتلهاش لانها جاتلي في عيد ميلادي 

فعلشان خاطري خليني اروح

تنهدت ليلى ثم قالت : خلاص يا ياسمين روحي الساعة دلوقتي 5 ، الساعة 8 بالدقيقة تبقي هنا 

_ بس انا كده مش هلحق اقعد معاها يا ماما

_ هتسمعي الكلام ولا ما تروحيش احسن!

_ خلاص ياماما زي ما تحبي بعد اذنك.. ذهبت ياسمين فقالت ليلى : يارب يحفظك يا بنتي و يكفيكي شر اللي ما تتسمى منال..

_________

في المستشفى هتف احمد قائلا : يالا يا ياسين روح انت بقى انت هنا معايا من بدري  وابقى عدي على ماما قبل ما تروح معلش

_ يابني معلش ايه انت هتعصبني ليه، انا كده كده ناوي اني ابات معاهم انهارده علشان ابقى مطمن عليهم وانتم اوضة الجنينة بتاعتكم هواها يرد الروح هبات فيها انهارده.. 

_ بس يا ياسين …

_ مفيش بس انا قُلت هبات يعني هبات  بس اسرقلي بقى شوية ادوية من هنا لأني هاخد دور برد محترم الليلة 

– مش انت اللي عاملي فيها السبع رجالة في بعض وعايز تنام في اوضة الجنينة في عز يناير اشرب بقى 

– مش انت هنا علشان تبقى مطمن على روز ؟ انا هبقى هناك علشان ابقى مطمن على  ياسمين . ثم اختتم جملته بغمزه ممتزجة بابتسامة وهو يقول : مع السلامة يا أبو حميد ..

______

وفي منزل أحمد كانت ليلى تسير ذهابا و إيابا والقلق ينهش قلبها وهي تقول : يا ترى انت فين يا ياسمين وما بترديش على تليفونك ليه ، حتى الزفتة اللي اسمها منال ما بتردش ، يارب تكوني بخير يا بنتي . واثناء حديثها مع نفسها سمعت طرقات الباب فهرولت نحوه ليتضح ان الطارق ياسين الذي هتف قائلا بابتسامة : حبيبتي اللي وحشاني فقالت ليلى ببكاء : كويس انك جيت يا ياسين يا ابني 

فقال ياسين بقلق وهو يدخل ويغلق الباب خلفه : ايه يا خالتو في ايه قلقتيني ياسمين كويسه ؟

– خرجت يا ابني الساعة 5 علشان عيد ميلاد صحبتها قُلتلها الساعة 8 بالظبط تكون هنا واهي الساعة بقت 10 وهي لا حس ولا خبر وقاعدة بتصل على تليفونها محدش بيرد  وفي الأخر عطاني مغلق او غير متاح و انا مش عارفه اعمل ايه و خايفة اكلم احمد 

– طب انت كلمتي صاحبتها دي او تعرفي عنوانها 

– لا معرفش بس اتصلت بيها وبرضو ما بتردش 

– هي مين صاحبتها دي ؟

– منال 

قال ياسين بضيق : يعني هي ما لقتش غير البت دي وتصاحبها 

– هي البنت دي مش كويسه صح ؟ انا كنت حاسة وحذرت ياسمين بس هي مش راضيه تسمع مني

– مش حكاية مش كويسة انا ما بحبش أتكلم عن حد بس انا ما برتحلهاش بسبب اكتر من موقف حصل ثم تابع وهو يتجه نحو الباب على العموم اطمني يا خالتو انا عارف عنوان البنت دي هروح اجيب ياسمين واجي

–  ربنا يباركلك يارب يا ياسين ونبي يا حبيبي طمني لما توصلها 

– اطمني يا خالتو مش هرجع غير بيها ان شاء الله بعد اذنك .. ذهب ياسين إلى منزل منال وعندما دلف إلى داخل الحديقة المقام بها الحفل كان ينظر حوله باشمئزاز من منظر الفتيات اللواتي يرقصن مع الشباب بطريقة مستفزة ومتجردة من الأخلاق وفي جانب آخر بعض الشباب يقومون بلف السجائر بالممنوعات لم يشعر ياسين بأنه داخل منزل بل شعر أنه وقع في بؤرة من بؤر الشيطان 

فقال باختناق : يارب الاقيكي ونطلع من المخروبة دي على خير .. اخذ يبحث عنها حتى وقعت عيناه عليها فاتسعت حدقتاه بصدمة عندما رآها تقف مع صديقتها منال وهي تترنح وتضحك كالمُغيَّب عقلها  فهرول نحوها ممسكا إياها من ذراعها قائلا بحده : ياسمين فانتبهت ياسمين له وقالت بثمالة وهي تفتح عينيها بصعوبة  وتترنح : ايه ده ياسين انت ايه اللي جابك هنا

فاسندها ياسين قائلا بحزم : يالا يا ياسمين ولينا كلام لما نروح وتفوقي 

فقالت منال بخبث وهي تقترب من ياسين الذي ادار وجهه إلى الجهه الأخرى عندما بدأت في الكلام بسبب رائحة فمها الكريهة بفعل الخمر : أنا قعدت انصحها واقولها بلاش خمرة يا ياسمين قالتلي انا نفسي اجرب يا منال حاولت امنعها بس مقدرتش عليها واديك شايف حالتها عاملة ازاي.. وقبل أن تكمل حديثها قاطعها اقتراب شاب ثمل منهما وهو يقول وهو يترنح هو الاخر  : منال خلصي بقى وحطيلها خمرة تاني في التفاح خليها تسكر بسرعة علشان اخدها ونطلع الأوضة ولا انت بترجعي في كلمتك 

اتسعت مقلتيها بذعر من ردة فعل ياسين الذي جعل ياسمين تجلس على المقعد الذي كان خلفها وقد كانت شبه غائبة عن الوعي ثم اخذ يقترب من منال والشرر يتطاير من عينيه وهي تعود للخلف قائلة بنبرة مرتعشة من الخوف : ما تصدقهوش يا ياسين ده واد سكران انا ما حطيتلهاش حاجة أنا.. قاطعها ياسين بصفعة قوية هوت على وجهها لتصرخ متألمة وهي تضع يدها على وجهها قائلة بصراخ : انت اتجننت بتمد ايدك عليا فسحبها من شعرها قائلا بانفعال : وادفنك حية واولع في قبرك كمان لو فكرتي تقربي من ياسمين أو تلمسي شعره منها انت فاهمة ثم دفعها بقوة لتسقط على الأرض ثم اتجه نحو ياسمين وحملها برفق متجهها بها نحو سيارته ثم انطلق تاركا هذا المكان الموبوء واتصل بخالته لكي يطمئنها 

– اطمني خلاص يا خالتو ياسمين معايا هي بس تعبت وهي هناك واغمى عليها واخدوا وقت عقبال ما فوقوها فالوقت سرقهم من خضتهم عليها وتليفونها كمان فصل شحن علشان كده ماردتش عليكي 

فقالت بفزع : يالهوي اديهالي اكلمها يا ياسين ونبي عاوزه اطمن عليها 

– اطمني يا خالتو هي احسن دلوقتي بس لسه دايخة شوية مش قادرة تتكلم احنا كده كده جايين في الطريق فعقبال ما نوصل تبقى اتحسنت انا بس مضطر اقفل معاكي علشان سايق دلوقتي يالا باي.. انهى المكالمة معها سريعا ثم أوقف السيارة امام احدى الكافيهات ليشتري لها قهوة وبعدما اشتراها واستقل السيارة قال وهو ينظر إلى ياسمين الغائبة عن الوعي : طب أنا افوقك ازاي دلوقتي ده انا لو خدتك ورميتك في البحر دلوقتي ولا هتحسي بحاجة ثم بحث بعينيه عن زجاجة المياه وعندما وجدها التقطها واخذ يضع منها على وجهها حتى بدأت تسترد وعيها فقالت بألم وهي تضع يدها على رأسها : انا فين 

فهتف ياسين قائلا : حمدلله على السلامة أخيرا فوقتي ثم تابع وهو يضع الليمون بفمها : خدي بقى مصمصي نص الليمونة دي بسرعة علشان تفوقي .. فقالت ياسمين بانزعاج من طعم الليمون : ايه ده ! ده طعمه مزز اوي

– يا ياسمين ده ليمون عايزاه يكون بطعم الفراولة مثلا! ما اكيد طعمه مزز 

بدأت ياسمين تفيق فأعطاها ياسين القهوة قائلا : سيبي الليمون بقى واشربي القهوة دي علشان تصحصحي قبل ما نرجع البيت فالتقطتها منه وهي تقول : انا مش فاكرة حاجة هو ايه اللي حصل بالظبط وانت عرفت مكاني ازاي وجيت ليه أصلا واحنا امتى 

عقد ذراعيه وهو يقول : انت اخر حاجة فكراها ايه  

– كل اللي فكراه اني كنت قاعدة مع منال و فهمتها ان الساعة 8 بالظبط لازم أكون في البيت وهي وقتها زعلت بس انا اقنعتها انه ماينفعش اتأخر عن كده و وقتها قالتلي انها هتروح تجيبلي عصير تفاح وهتيجي وجابته وشربته ومن بعدها مش فاكرة حاجة 

– طب انت ما كنتيش حاسة ان طعم التفاح غريب 

– ايه ده عرفت منين ؟ انا علقت على كده برضو وقولتلها ان طعمه غريب بس هي قالتلي ان ممكن يبقى طعم بوقي انا اللي متغير 

تنهد ياسين ثم قال وهو يقك عقدة ذراعيه :  طيب مبدئيا احنا دلوقتي ياستي 12 إلا ربع 

فقالت بفزع : يا نهار مش فايت انا متفقة مع ماما اني هبقى الساعة 8 في البيت ازاي ماحستش بالوقت ده 

– ما انا جايلك في الكلام اهو .. ثم اخبرها ياسين بما حدث بالتفصيل ثم قال : علشان بعد كده يا ياسمين لما كلنا نحذرك من شخص تسمعي الكلام و تثقي في احساسنا شوية 

فقالت بانفعال ودموعها تنساب على وجنتيها : انا مش مصدقة . طب ليه ؟ ليه عملت فيا كده انا عمري ما اذيتها علشان ده يكون رد فعلها عليا! ليه تتفق  مع واحد عليا انهم يخلوني اسكر والحيوان ده ي.. قاطعها ياسين قائلا وهو يمسح دموعها : بااااس اهدي خالص علشان خاطري المهم انه الحمدلله ما حصلش حاجة واني جيت في الوقت المناسب وانت الحمدلله بخير فخلاص بقى وحياتي عندك ما تعيطي ولا تفكري في الاشكال القذرة دي 

فقالت بنظرات امتنان : انا مش عارفة اقولك ايه يا ياسين مش عارفة من غيرك كان ممكن يحصل ايه 

فقال بمرح لكي يخفف تلك الأجواء : يابنتي انا وجودي في حياتك انت واخوكي نعمة لا تقدر بثمن 

ابتسمت ياسمين وقالت ببراءة : انا بحبك والله

فابتسم ياسين وقال بنظرات عاشقة : وانا بحبك اوي والله

ثم تابع بمزاح : بقى شحط زيي يطلب من الكافيه نص ليمونه مع القهوة ! الراجل افتكرني مجنون 

ضحكت ياسمين وقالت : قطع لسان اللي يقول عنك مجنون 

فقال ياسين ضاحكا : طب ما تدعيش بقلب جامد بس علشان اكتر واحد بيقولي الكلمة دي هو اخوكي .

فقالت مسرعة : ياسين اوعى ارجوك تقول ل ماما او احمد اللي حصل

فقال وهو يتحرك بالسيارة : ليه وهو انا مجنون علشان اقولهم دول كانوا سلقوكي وحمروكي واتعشوا بيكي كمان . اطمني انا ظبطت الموضوع وفهمت خالتو انك تعبتي واغمى عليكي هناك والوقت سرقكم المهم بس كملي قهوتك علشان ريحة بوقك تتغير و لو حِس المخابرات اللي عند خالتو اشتغل سيبيني انا أتكلم وما تحاوليش تحوَّري علشان انت ما بتعرفيش تكدبي وهتتقفشي وهتبقى ليلتنا سودا.. 

_________

وفي المستشفى نظر أحمد إلى ساعة يده فوجد الساعة تقترب من الثانية عشر  فاقترب من غرفتها ودلف إليها مغلقا الباب برفق ثم جلس بجانبها يتأملها قائلا :  انت عارفة اني اول مره اتخض على حد كده، لما شوفتك بتقعي قدام عينيا حسيت ان في جزء مني بيقع ما حستش انك شخص غريب عني، كنت حاسس برعب وخوف ماحستهمش قبل كده ، على رأي ياسين كنت عامل زي العيل الصغير . كنت بقول   جوايا ياريتني كنت انا اللي وقعت و هي لأ.. وصدقيني ده مش تأنيب ضمير ولا شعور بالذنب انا واحد بعرف اميز  المشاعر كويس و واثق ان شعوري ده مش بسبب احساسي بالذنب بس بيني وبينك حاليا معنديش القدرة اللي تخليني اقولك او حتى اقول لنفسي السبب الرئيسي لمشاعري دي.. كل اللي اقدر اقولهولك انك فعلا غالية عندي وغالية اوي كمان.

تململت في فراشها فاعتدل في جلسته مسرعا وهو يمسك بيدها قائلا : روز، روز انت كويسة 

بدأت عينيها تتفتح تدريجيا وقالت بصوت يُسمع بالكاد : انا فين 

_ انت بس تعبتي شوية وجبناكي  المستشفى، المهم انت حاسه ب ايه دلوقتي فيكي حاجة وجعاكي! 

هزت رأسها نافيه وحاولت ان تعتدل فساعدها على الاعتدال ووضع وسادة خلفها ثم قال : لحظة واحده انا هروح انادي الدكتور وهجيلك 

فقالت بهدوء :  لأ مفيش داعي للدكتور انا بخير

_ بس عينيكي شكلها متغير و باين على وشك انك مش بخير

_ ده تلاقيه بس من النوم انا كويسه. فأومأ بالايجاب وجلس بجانبها قائلا  : روز انا اسف حقيقي اسف 

_ بتعتذر على ايه 

_ على طريقة معاملتي معاكي والضغط اللي ضغطتهولك في الشغل وعلى انك هنا دلوقتي بسببي 

ابتسمت بتعب وقالت : لأ ماتعتذرش الغلط مش غلطك انت، انا اللي غلطت وهصلح غلطتي انا اسفة جدا بس انا مش هقدر اكمل في ال… قاطعها احمد قائلا : قبل ما تكملي كلامك او تاخدي أي قرار  خليني اقولك اني فعلا ندمان على اللي عملته و انا بوعدك انه مش هيتكرر تاني 

فقالت بهدوء وقد انسابت دموعها: مفيش داعي للندم او الكلام ده حضرتك كان معاك حق يا احمد بيه انا مش حِمل الشغل معاك انت كسبت الرهان .. انت اتحدتني اني مش هتحمل معاك طريقة شغلك وانا قبلت التحدي واشتغلت بس الظاهر اني ما كنتش قد التحدي ده فانا غلطت اني فضلت مستمرة  بالرغم من اني ما كنتش قده بس جايز استمريت علشان كنت محتاجة الشغل ده بس دلوقتي خلاص انا منسحبة ومش فارق معايا حاجة الشغل كتير واكيد  هلاقي شغل في مكان تاني بدون تحديات لأني مش حمل تحديات تانية ..

مسح دموعها بأنامله وهو يقول : طيب ممكن ما تعيطيش لو سمحتي.. مين قال انك خسرتي، انا اللي بعترف قدامك اهو ان انا اللي خسرت انت فعلا اتحملتي معايا حاجات مش أي حد يقدر يتحملها انا نفسي كان ممكن اتعب لو كنت مكانك وعلشان كده انا اعتذرتلك وعايزك تنسي كل اللي حصل ده  وانا بوعدك ان اللي حصل قبل كده ده مش هيتكرر تاني بس خليكي في الشغل ما تسيبهوش انت في فترة قليلة جدا اثبتي ان مفيش حد يقدر ياخد مكانك في الشركة مهما كان هو مين واثبتي ان وجودك ودورك في الشركة دي ما يقلش اهمية عن دوري فيها انت كنتي بتشتغلي بإخلاص وامانه كأن الشركة دي خاصة بيكي انت وبالرغم من ضغط الشغل عمرك ما قصرتي ف أنا مستحيل استغنى عن وجودك معايا في الشركة مهما كلفني الامر 

هزت رأسها بالإيجاب وهي تمسح دمعه تسللت إلى وجنتها رغما عنها وهي تقول : خلاص يا احمد بيه اللي حضرتك عاوزه انا هعمله 

ابتسم احمد قائلا : بلاش احمد بيه دي بقى انا كنت بس بحب اغلس عليكي بيها في الاول  دلوقتي تقدري تقوليلي احمد باشا  عادي.. ابتسمت روز فاتسعت ابتسامته وهو يقول بنفسه : اه لو تعرفي ابتسامتك دي كانت وحشاني ازاي ثم قال موجهها كلامه لروز : بجد بعيدا عن الهزار عايزك من انهارده تعتبرينا اصدقاء طول ما انا وانت لوحدنا او حتى في الشركة تقدري تناديني احمد بس بدون اي القاب زي ياسين كده يعني بس طبعا ما عدا في الكلية  ثم تابع بمزاح : و بعدين كده كده انت متعودة تناديني باسمي وانت بتشتميني بينك وبين نفسك اكيد مش بتشتميني مع حفظ الألقاب مش كده؟

ابتسمت روز وقالت : مقدرش اشتمك بيني وبين نفسي انا بس كان اخري اقول انك مغرور واناني وغير آدمي و..

فضحك قائلا :  حيلك حيلك انت كده يعني بتقولي فيا شعر ما هي كل  دي شتايم فيا.. بس المهم دلوقتي بقى لسه شايفه اني كل دول! 

ابتسمت وهزت رأسها بالنفي قائلة : لأ دلوقتي شايفاك انسان طيب قبل كده ما كنتش شايفاك كده خالص 

_ وانا بقى عاوزك تنسي قبل كده المهم دلوقتي .. بس في حاجه انا عايز اعرفها انت ليه ما قولتليش انك عايشه لوحدك وان والدك ووالدتك الله يرحمهم 

فقالت بعدم فهم : انت عرفت  منين؟

_ قعدت ادور في تليفونك على حد اتصل بيه يجيلك بس ما لقتش رقم حد غير مي وعرفت منها انك عايشه لوحدك بس انا مش فاهم ليه ما قولتليش وكمان عايزك تحكيلي عن نفسك انا كده تقريبا معرفش عنك حاجة فلو مش هيضايقك ياريت تعرفيني عليكي اكتر 

فقالت بابتسامة حزينة : انت كنت بتعاملني بقسوة وبتيجي عليا و انت فاكر ان ليا أب وأم اومال بقى لو كنت عرَّفتك اني مليش حد في الدنيا دي كنت هتعمل ايه؟  

فقال أحمد بجدية : لأ ياروز تفكيرك فيا غلط.. انا لو كنت عرفت كان في حاجات كتير اتغيرت كنت هقدر فكرة انك عايشه لوحدك و ان المسؤولية كلها عليكي انت وما كنتش هعمل كل اللي عملته ده مش يبقى شغل بيت ومذاكرة وضغط شغل كمان 

_ اهو اللي حصل بقى تفكيري وقتها وصلني لكده 

_طيب مش مهم ده ممكن تحكيلي عنك اكتر انا يهمني اعرفك

تنهدت روز ثم قالت بابتسامة تحمل خلفها ألم ومرارة : ما اظنش انك هتحب حكايتي  ايه اللي يتحب في حكاية بنت اتولدت في قصر وعاشت عيشة هوانم وفجأة اتقلب حالها 180 درجة! واحدة  كانت بتدرس في مدارس انترناشونال ، وكل طلباتها مجابة مفيش حاجه تحلم بيها إلا وتلاقيها في ساعتها وبالرغم من كده كانت طيبة مع الكل ومفيش في قلبها ذرة كِبر أو غرور بالعكس كانت بتحاول تسعى في الخير و تفكر مامتها بالميعاد الشهري اللي بيروحوا فيه يدفعوا تبرعات للملاجئ وتاخد باباها وتروح مستشفيات الاطفال تجيبلهم هدايا علشان تشوفهم فرحانين الكلام ده كان لحد 3 اعدادي و في الاجازه اللي قبل 1 ث كل شئ انتهى في غمضة عين، عمي خلى بابا يمضي على ورق من غير ما ياخد باله، خلاه يتنازل عن كل حاجة  لا بقى في قصر ولا عربيات ولا مدارس انترناشونال ولا اي حاجة خالص وروحنا عيشنا في المنطقة اللي وصلتني فيها قبل كده ودخلت في ثانوي مدرسة عادية جدا شوفت فيها ايام بشعة ما صبرنيش عليها غير وجود مي جنبي وكام بنت كانوا بيتعاملوا معايا بذوق ولطف .. صمتت قليلا ثم تابعت وبدأ صوت بكائها  يلتحم مع صوتها : وقتها كانت الحياة بالنسبالي صعبة جدا بس كنت بحاول اتأقلم وما اظهرش اني زعلانه قدام بابا وماما علشان ما يتعبوش اكتر .. بابا بعد ما كان صاحب شركات بقى بيدور على شغل في اي شركة لأن عمي رفض حتى يسيبه يكمل شغله في الشركة حتى لو كموظف مش كمدير.. الحال كان ضيق جدا وبابا مقدرش يتحمل مات، مات وسابني انا وماما لوحدنا في وسط كل الهم ده وعمي ما هانش عليه حتى يحضر العزاء ورجالة المنطقة اللي عايشين فيها هما اللي وقفوا وخدوا العزا  وماما كمان مقدرتش تتحمل بُعد بابا عنها وحصلته بعدها بسنة وانا داخله على 3 ثانوي .. ماتت و ماتت معاها كل حاجة حلوة في حياتي واحده لسه داخلة على مرحلة المفروض كل تركيزها يبقى لمذاكرتها وبس علشان توصل لحلمها لقت نفسها مسؤولة عن بيت لوحدها المفروض انها تنزل تدور على شغل  علشان تعرف تصرف على تعليمها و اكلها وشربها .. مي اتحايلت عليا اني اروح لعمي علشان اعرفه باللي حصل جايز قلبه يحن وما يسبنيش عايشه لوحدي ووقتها انا كنت رافضة اروحله او اشوف وشه حتى بس مي فضلت تزن عليا  لحد ما سمعت كلامها وروحت و مراته طردتني بعد ما رمت كلام في وشي زي السم وعاملتني اسوأ معاملة ووقتها ما كانش قدامي اي حلول غير اني اقعد مع نفسي واشوف هعمل ايه قررت انه بما اني هعيش لوحدي لازم اغير اسلوب حياتي وطريقة كلامي ما كنتش عايزه حد يحس من طريقتي في الكلام اني واحده  ضعيفة بقى وفافي وسهل يتضحك عليا فقررت اقسم حياتي  لنصين نص احبس فيه كل ذكرياتي القديمة و اسلوبي اللي اتربيت عليه بس بشرط ان النص ده افضل قافلة عليه بالضبة والمفتاح لحد ما يجي الوقت اللي استرجع فيه الحاجات دي وارجع لحياتي اللي وحشتني صحيح مفيش اي مؤشرات كانت بتدل ان حياتي دي هترجع تاني بس كنت بحاول ادي لنفسي امل حتى لو كان امل كداب بس انا واحده معرفش اعيش من غير امل.. اما بقى النص التاني هو اني اتعامل مع البيئة المحيطة بيا بنفس اسلوبهم علشان يحسوا اني واحده منهم فبقيت استخبى من خوفي من كل اللي حواليا بطولة اللسان بقيت اكتسب من الناس اللي حواليا اسلوبهم في الكلام والتعامل علشان اعرف اتعامل مع الناس في المنطقة وفي الشغل والحمدلله بدأت أتأقلم نوعا ما على الحياة دي و بقيت اشوف شغل البيت واشتغل بره واذاكر ودخلت الكلية الحمدلله وحافظت على تقديري طول سنين دراستي واديني اهو في اخر سنة وان شاء الله افضل محافظة على مستوايا.. دي حياتي 

مسح دمعه سريعة سقطت رغما عنه ثم نهض وجلس بجانبها على الفراش و امسك بيدها قائلا : طب كفاية عياط علشان خاطري حقك عليا اني خليتك تفتكري كل ده انا فعلا اسف بس ارجوكي بلاش عياط

اخذت تكفكف دموعها وهي تقول بصوت متحشرج بفعل البكاء : لأ ابدا ما تتأسف و لا حاجة انا تمام جدا  

_ روز علشان خاطري مش عايز اشوف دموعك دي تاني والله دموعك دي غالية اوي فـ لو ليا خاطر عندك ما تعيطيش وانسي كل اللي فات وصدقيني الجاي هيبقى احلى وعمك ده هيندم اشد الندم على اللي عمله  

_ حسابه عند ربنا بقى انا قريت في الجرايد من فترة انه مات بس مقدرتش اترحم عليه حتى قلبي مش مطاوعني اترحم على اللي كان سبب في حرماني من بابا و ماما، صحيح الاعمار بيد الله بس برضو كان هو السبب في خراب حياتنا 

_ طب خلاص بقى انسيه وانسي كل اللي عمله المهم حياتك الجايه مش حياتك اللي فاتت فعلشان خاطري ابتسمي وانسي كل ده ولا محسوبك اللي وشه يقطع الخميرة من البيت واللي شبه الانسة حنفي ملهوش خاطر عندك

ضحكت روز وسط بكائها وقالت وهي تفرك عينيها : انت شكلك مش هتنسالي اني قُلت عليك كده 

فقال ضاحكا : لأ طبعا مش هنسى لأن حضرتك البنت الوحيدة اللي قابلتها وقالت عني كده

فقالت مسرعة  بعفوية : طب والله كان قصدي على حد تاني خالص مش انت.. بقى ده منظر واحد يقطع الخميرة من البيت

انتبهت روز لما قالته فاتسعت حدقتها بصدمة أما احمد ابتسم بمكر وقال : افهم من كده انك شايفاني حلو!  

فقالت بخجل ممتزج بالتوتر وهي تحاول ألا تنظر إليه : لأ مش قصدي كده . فرفع حاجبه قليلا  وهو يقول بالابتسامة ذاتها : لأ!!  يعني انا وحش! 

فقالت بتوتر : لأ والله مش وحش انا بس قصدي انك عادي يعني 

_ عادي!!

فقالت وقد ازدادت خجلا : بص انا تعبانة ومش عارفة اركز في كلامي فماتخدش  مني كلام دلوقتي لأني شكلي عكيت الدنيا

فضحك قائلا : خلاص يا ستي بلاش الكلام ده دلوقتي علشان انت فعلا بتعكي الدنيا خالص 

فابتسمت روز وقالت بخجل : بس انا ممكن اقولك حاجة بصراحة؟ انت ابتسامتك جميلة  جدا وبتدل انك انسان طيب اوي وحنين وده انا اول مره اشوفه منك انهارده انت كنت دايما مكشر او بتبتسم ابتسامة لزجة كده بتستفزني فكنت فكراك انسان قاسي و معندكش احساس  بس انهارده فكرتي دي اتغيرت فما تخبيش الابتسامة دي تاني 

اتسعت ابتسامته التي كشفت عن غمازاته وهو يقول : حاضر مش هخفي ابتسامتي تاني بشرط ان انت كمان تفضلي مبتسمة علطول 

وبما انك قولتيلي حاجة بصراحة انا كمان حابب اقولك حاجة بصراحة.. انت عظيمة اوي يا روز وحقيقي انت اجدع بنت قابلتها في حياتي و فعلا ب 100 راجل وانا فخور اني اعرفك 

توترت روز وشعرت بالخجل من كلامه فقالت بـ رقة  وهي تنظر لأسفل : ميرسي جدا على كلامك ده . ثم غيرت الموضوع لتتخلص من هذا الخجل بقولها : هو ممكن اسألك سؤال؟ 

_ اكيد طبعا اتفضلي

_ قبل كده لما قُلت لياسين اني بخاف منك وبحسك انسان قاسي ومعقد كان قالي انك ما كنتش كده وان في ظروف هي اللي وصلتك ل كده، ممكن اعرف ايه الظروف دي ولا ده هيضايقك؟

تنهد ثم قال بابتسامة : لأ مش هيضايقني…

يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية موعد مع الوحوش للكاتبة مروة شطا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!