Uncategorized

رواية غرام الوتين الفصل الثاني عشر 12 بقلم سمسم

 رواية غرام الوتين الفصل الثاني عشر 12 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثاني عشر 12 بقلم سمسم

رواية غرام الوتين الفصل الثاني عشر 12 بقلم سمسم

ذهبت سريعا لترتدى ذلك الفستان الذى اضفى عليها جمالاً ورونق، تضع عطرها على معصميها تتناثر رائحته عليها كرزاز من مطر ينعش حواسها بأكملها خرجت اليه هب واقفا يمد يده اليها يجعلها تدور حول نفسها يتفحص تلك القطعة الفنية التى ترتديها
ثائر:” واو حورية فى جنتى”
عندما هَم بعناقها سمع رنين هاتفه برقم غريب.رأت علامات التعجب التى ارتسمت على قسمات وجهه الوسيم  فهتفت بنبرة هامسة
وتين:” حبيبى فى حاجة ولا إيه”
ثائر بتفكير:” مش عارف ده رقم غريب معرفوش”
وتين باهتمام:” طب رد ليكون فى حاجة مهمة”
جلس على أحد الأرائك الموجودة بالغرفة يجلسها بأحضانه فهو لايريدها ان تبتعد وضعت يديها حول عنقه تريح رأسها على كتفه يشعر بأنفاسها الدافئة يحاول ان يستجمع شتات نفسه التى قد بعثرتها هى بتلك القبلة التى وضعتها على تجويف عنقه، اذرى ريقه عدة مرات غير منتبه الى ذلك الرنين المزعج ولكنه انتبه فى الاخير عندما سمع همسها الناعم فى أذنه
وتين بهمس ناعم:” التليفون مبطلش رن هترد ولا مش هترد يا حبيبى”
ثائر:” ها بتقولى ايه”
ابتسمت ابتسامة خفيفة على تلك الملامح التى تسمرت على وجهها فربما هو الآن لايعى بشئ سوى تلك الحورية المبتسمة تلك الابتسامة الوضاءة التى زادت من خفقان قلبه الولهان الذى صار يرتجف بين أضلعه يحدث ثورة عارمة من الاشتياق
وتين:” التليفون يا ث ا ئ ر”
فليكن الله فى عونه…فهذا ما كان ينقصه ان تبعثر حروف اسمه بهمسها كما بعثرت أيضاً ذرات عقله ،فنطقها لتلك الحروف بهذه الطريقة المتقطعة والمتمهلة قد قضت على اخر ذرة تعقل موجودة به الآن ،فليذهب اى شئ الى الجحيم فهو لا يريد سوى تلك الحورية ، ولكنها احثته على ان يجيب على هاتفه الذى تردى صوته فى الغرفة اكثر من مرة فليجيب ولينتهى من هذا الازعاج ، فتح الهاتف على مضض ، يلعن تحت انفاسه ذلك المزعج الذى هاتفه فى هذا الوقت ، حمحم قليلا ليجيب بنبرة هادئة 
ثائر:” الو ايوة مين معايا”
جاءه الصوت على الطرف الآخر ، صوتا كان لا يريد سماعه ،صوتا احيى فى نفسه ذكرى حاول ان يواريها تحت رماد الماضى
جابر:” اهلا يا ابن العمرى انا جابر المنصورى”
غضب ونفور تملك منه سرى الدم حار فى عروقه ضغط بدون قصد منه على خصر زوجته التى لم تتحمل ذلك فسمع صوت أنينها المتألم
وتين بألم:”  ثائر فى ايه”
ارخى يده من عليها فهو لم يدرك ما فعل الا بعد ان هتفت به هى بصوت متألم ، نظر اليها بأسف ولكنه عاد إلى من يحدثه
ثائر:” اهلا خير ايه سبب المكالمة اللى مش جاية فى وقتها دى”
جابر:” لسه زى ما انت يا حفيد الغجرية لسانك طويل وقليل الأدب”
ثائر بسخرية:” والله حضرتك متصل بيا تقولى الكلمتين دول عايز ايه يا جابر يا منصورى”
جابر:” جابر منصورى حاف كده بس هقول ايه ما انت قليل الادب يا ابن العمرى”
زفر بضيق وغضب عارم فأنفاسه تحمل فى طياتها نقم شديد
ثائر:” استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم انت عايز منى ايه بالظبط علشان انا خلقى ضيق وبتخنق بسرعة فقول عايز ايه وخلص”
جابر بغضب:” عايزك تبعد عن حفيدتى يا ابن العمرى والا مش هيحصلك طيب”
عندما سمع ذلك وجد نفسه تلقائيا ينظر الى زوجته التى ربما تستمع الآن لصوت ذلك الرجل الغاضب فهو لا يريدها ان تفسر الموضوع تفسير خاطئ ، ولكن وجد ملامحها هادئة فهل هذا هو الهدوء الذى يسبق العاصفة ام ماذا ؟ فهو صار يلعن جابر المنصورى فى خاطره ربما للمرة الألف 
ثائر:” انت غلطان مفيش حاجة من اللى انت بتقول عليها دى”
جابر:” اتمنى يكون كلامك جد والا محدش هيخسر غيرك يا حفيد الغجرية”
سمع ذلك الصوت الذى اعلن عن انتهاء المكالمة لينتهى معها ذلك التهديد الاخرق الذى هدده به فهو خير من يعلمه فهو لا يهتم بتلك التهديدات الفارغة ، قام بقذف هاتفه فى الحائط المقابل له ليتهشم الهاتف ويسقط متحطماً على أرضية الغرفة ، شعر بارتجاف جسدها بسبب خوفها من ذلك الغضب المتملك منه ، احتواها بين ذراعيه يطبق عليها بقوة يمسد عليها بحنان يقبل رأسها يهتف بهمس
ثائر:” انا آسف يا وتينى”
رفعت وجهها الى وجهه تنظر اليه باستفهام فهى تريد ان تعرف ماذا حدث ؟ ولماذا هو غاضبا هكذا ؟ ومن كان يحدثه؟ اسئلة عدة تجول بخاطرها ولكن عندما همت بفتح فمها لسؤاله
وتين:” ثائر مين دا اللى…
  لم تكمل كلامها فأتاها عناق حار منه فابتعد قليلا ارادت سؤاله ثانية ولكنه اعاد ذلك العناق مرة اخرى فهو يفعل ذلك حتى لا تتمكن من سؤاله عن شئ ربما تفسره هى بطريقة خاطئة، ولكنها مدت يدها تبعده عنها قليلا 
وتين:” ثائر فى ايه بجد قولى”
ثائر:” مفيش ياقلبى متفكريش فى حاجة”
وتين:” مين جابر المنصورى ده”
ثائر بعدم اهتمام:” واحد اعرفه يا وتين”
وتين:” مش ده جد سلاف برضه”
نظر اليها بدهشة ، كيف عرفت ذلك؟هل سمعت كلامه له ؟ فهذا ما كان يخشاه ان تستمع الى كلامهم وتظن به الظنون الآن فلم يجد مفر سوى ان يصارحها فهو لايريد ان يزيد من تعقيد الأمور
ثائر:” ايوة هو يا وتين بس عرفتى ازاى”
وتين:” علشان انا قاعدة قريبة جدا منك فسمعت كلامه لانه كان بيتكلم بصوت عالى وعصبية وبيقولك ابعد عن حفيدتى وانت قولت اسمه وعلى ما اتذكر انك قولتلى ان الست اللى شفتها عندك فى المكتب اسمها سلاف المنصورى”
فهى قامت بربط كل تلك الاحداث ببعضها البعض لتخرج منها بنتيجة واحدة تخشى حتى ان تصدقها، لأنها ربما ستقضى عليها اذا صحت تلك الوساوس التى عادت اليها الآن 
ثائر:” وتين انتى بتفكرى فى ايه دلوقتى”
وتين:” تفتكر هكون بفكر فى ايه يا ثائر”
ثائر:” لو بتفكرى فى حاجة تعكنن علينا حياتنا احسنلك متفكريش”
وتين:” طب قولى انت ايه الحكاية بالظبط وايه السر ورا الست دى انا عايزة اعرف كل حاجة يا ثائر”
ربما الآن لن يجد طريق او مهرب ليفلت من ذلك المأزق الذى وُضع فيه، تنهد بيأس فهو كان يخطط لتلك الليلة بشكل اخر وليس ان تكون تلك الليلة ليلة البوح لزوجته بماضيه 
بقلم سماح نجيب_ سمسم
بعد عودته من عمله ودلوف إلى الغرفة ليغير ملابسه جلس على حافة الفراش وضع رأسه بين يديه يفكر ماذا يفعل؟ فهو قد اشتاق اليها والى طفليه،سمع صوت خطوات والدته تقترب منه رفع رأسه يناظرها بصمت
نادية:” ها وبعدين يا أسامة”
أسامة:” وبعدين فى ايه يا ماما”
نادية:” فيك يا حبيبى انت مش ناوى بقى تروح لمراتك”
جلست بجواره على الفراش ربتت بيدها على ظهره
أسامة:” ما انتى شوفتى عمى مدحت عملت فيا ايه لما روحت اصالحها”
نادية:” حقه”
اسامة باستنكار:” حقه انه يزعق فيا ويخلينى امشى قفايا يقمر عيش”
نادية:” انت عارف حماك بيحب بنته قد ايه ومبيطقش حد يزعلها وان بنته تروحله غضبانه وجوزها مزعلها فأكيد يعنى مش هيرحب بيك فلازم يسمعك كلمتين “
أسامة:” طب واعمله ايه ده بقى”
نادية:” روح له تانى وتالت انت مش بتحب مراتك وعايزها ترجع البيت هى وولادك”
أسامة:” ولو روحت وكسفنى كالعادة”
نادية بابتسامة:” متخافش انا هروح معاك انا وابوك وهو بيحب ابوك وبيحترمه ومظنش هيكسفنا المرة دى”
أسامة:” ماشى يا ماما يلا نروح دلوقتى”
شعر بالحماس فربما اليوم ستعود معه ، وجد نفسه يرتدى ملابسه بلهفة، يحث والديه على الانتهاء سريعا من تجهيز أنفسهم ، وصلوا الى بيت والد زوجته قام بطرق الباب فتحت دينا الباب نظرت وجدت زوجها وخالتها وزوجها ، فتنحت جانبا تدعوهم للدخول
دينا:” اهلا اتفضلوا”
نادية:” عاملة ايه يا حبيبتى”
دينا:” الحمد لله يا خالتو”
دلفت نادية يتبعها زوجها تلكأ اسامة فى الدخول وجد نفسه يقف مواجه لها، لايجد ما يقوله ، نظر فى ملامح وجهها الجميلة ولكن هناك هالة من الحزن تسكن عينيها فهو يعلم انه السبب فى ذلك هتف بنبرة خافتة
أسامة:” ازيك يا دينا”
دينا بغصة:” الحمد لله اتفضل”
دلف يجلس بجوار والده لمح خروج والد زوجته اليهم ربما تعتلى ملامح وجهه تجهم يحاول ان يخفيه خلف تلك الابتسامة البسيطة التى يرسمها على ملامحه
مدحت:” اهلا وسهلا نورتونا”
رفعت:” دا نورك يا مدحت”
أمينة:” اهلا بيكم تشربوا ايه دينا هاتى حاجة ساقعة”
اومأت دينا برأسها توافق على كلام والداتها بدون ان تتكلم ذهبت سريعا الى المطبخ ، جلبت الاكواب قامت بسكب المياه الغازية فيها، حملت الصينية بين يديها خرجت اليهم قامت بوضعها على المنضدة وكل هذا تجاهد نفسها حتى لا تنظر اليه، الى ذلك الرجل الذى كان السبب فى ان يسكن الحزن بعينيها ، طلبت منها خالتها ان تجلس معهم بعد ان رأتها تهم بالذهاب الى غرفتها
نادية:” استنى يا دينا اقعدى”
نظرت دينا اليهم رأت امها تومئ برأسها موافقة بينما ملامح وجه ابيها تحمل بعض العبوس ولكنه لم يقل شيئاً ، جلست دينا بجوار والدها رأها أسامة تذكر كيف حرم نفسه من قربها كل تلك المدة الماضية، خرج اسامة عن صمته ولكن اول شئ تفوه به هو السؤال عن أطفاله
أسامة:” جنة وياسين فين”
دينا بخفوت:” نايمين من بدرى”
نظر اليه مدحت لا ينكر اسامة خوفه من نظرته فربما اذا كانوا بمفردهم لن يتوانى عن صفعه
مدحت:” ولادك كويسين وشايلنهم فى عينينا يا استاذ اسامة”
سمع كلام والد زوجته الذى يحمل تأنيباً خفياً، حمحم أسامة قليلا 
أسامة:” عمى انا جاى النهاردة علشان عايز مراتى وولادى”
نظرت اليه نظرة معاتبة على انه سمح لها بالابتعاد كل هذا فهى كانت تمنى نفسها بأنه لن يتركها فى منزل والدها يوم واحد ولكنها حولت بصرها عنه 
رفعت:” خلاص يا مدحت هو جالك لحد عندك وعايز مراته وولاده وده سوء تفاهم وراح لحاله وخلاص”
فكر مدحت فيما سمعه هل يعطيها له ام يظل على رفضه وجد زوجته تنظر اليه نظرات رجاء كأنها تحثه على الموافقة فهى تعرف خير المعرفة حب ابنتها لزوجها فيكفى فراق بينهم الى هذا الحد
مدحت بتردد:” والله يا رفعت انت عارف غلاوتك عندى وعلشان خاطرك انت بس هخليها تروح معاه بس ياريت ابنك يفهم ان دموع بنتى غالية ماشى “
أسامة:” فاهم يا عمى”
ابتسم أمينة على تلك اللمحة المضيئة التى رأتها فى عين ابنتها بالرغم من محاولة اخفاءها
أمينة:” خلاص قومى يا دينا جهزى نفسك وجنة وياسين سبيهم نايمين وبكرة تعالى خديهم ماشى”
تهللت اسارير أسامة من سماع كلام خالته فتلك الليلة ستكون ليلة المسامحة بينهم فهو قد اشتاق اليها كثيراً
*”*”*
تجلس على حافة الفراش منكسة الرأس بعد سماعها كلام زوجها تفكر فيما قاله ، كان يجلس هو الاخر واضعا يديه تحت ذقنه يستند بذراعيه على ركبتيه ينظر اليها بصمت قد طال منذ حوالى النصف ساعة تقريباً، لم يجد مفر سوى ان يبدأ هو الحديث 
ثائر:” ها وبعدين يا وتين”
رفعت رأسها عندما سمعته يهتف بأسمها نظرت اليه تحاول ان تعدل من وضعية جلوسها فكأنها اصبحت تجلس على اشواك تنغرز بجلدها 
وتين:” تقصد ايه يا ثائر”
نهض ثائر من مكانه اقترب منها يجلس بجوارها يضع يده تحت ذقنها ليجعلها تنظر اليه
ثائر:” انا قولتلك كل حاجة عايزة تعرفيها ان سلاف كنت اعرفها من زمان وانها كانت بتحبنى بس جدها رفض جوازنا وهى اتجوزت والموضوع انتهى على كده عايزة تعرفى حاجة تانية”
حركت رأسها ببطئ دليلا على رفضها سماع اى كلام اخر فهى لا تتخيل ان هناك امرأة اخرى كانت تحب زوجها بهذا الشكل الجنونى مثلما اخبرها 
وتين:” لاء مش عايزة اعرف حاجة تانية بس عايزة اسألك سؤال يا ثائر”
نظر اليها باهتمام ينتظر ذلك السؤال الذى ستلقيه على مسامعه الآن
ثائر:” اسألى يا قلبى اللى انتى عيزاه”
ضمت شفتيها بقوة ربما لتوقف ذلك الارتجاف الذى اصبح يشوب صوتها إلا انها هتفت بصوت خافت
وتين:” انت كنت بتحبها يا ثائر زى ماهى كانت بتحبك”
كان يخشى ان تسأله هذا السؤال بالاخص فهو يعلم ان اول شئ سيتبادر الى ذهنها هو انه كان يعشق غيرها فى ماضيه ولكنه هتف بنبرة هادئة
ثائر:” لاء يا وتين مكنتش بحبها لاهى ولا غيرها عمرى ما حبيت وعشقت غيرك انتى يا وتينى”
رفعت احدى حاجبيها تعجباً من كلامه فكيف لا يحبها وهو كان يريد الزواج منها
وتين:” ازاى يعنى مكنتش بتحبها وانت كنت عايز تتجوزها”
ثائر:” لما لقتها بتحبنى ومتعلقة بيا قولت يمكن لو فعلا اتجوزنا احبها زى ما بتحبنى بس هى دى كل الحكاية”
تركت مكانها اتجهت ناحية الشرفة قامت بفتح بابها لتدلف إليها تريد استنشاق هواء منعشا يلطف من انزعاجها الذى تحاول جاهدة ان تخفيه ، اغمضت عينيها ترفع رأسها تجعل الهواء يضرب صفحة وجهها ، قامت برفع يدها لكى تزيح خصلات شعرها التى غطت وجهها بفعل الهواء ،وجدت يده تسبقها فى فعل ذلك، فتحت عينيها تطالعه بصمت فهى تعلم ان ماضيه ملك له وحده فهى لن تحاسبه على شئ حدث قبل ان يراها بسنوات عدة، شقت ابتسامة خفيفة شفتيها ، تقترب منه تهمس له
وتين:” مقولتليش بقى الفستان بمناسبة إيه يا حبيبي”
اتسعت ابتسامته لدى سماعه كلامها فهمس لها هو ايضا
ثائر:” بمناسبة انك حبيبتى وانك عشق ثائر”
وتين:” فاكر يا ثائر لما خلتنى اعدلك النجوم فى اول جوازنا وكنت بتتعمد تلغبطنى فى العدد علشان اعيد من الأول”
ابتسم على تلك الذكرى التى كانت  فى بداية حياتهم الزوجية
ثائر:” بس النهاردة معايا القمر مش محتاجين نعد النجوم لأن النجوم اختفت قدام جمالك يا وتينى”
ناظرته بعيون امتلأت بذكريات جميلة وبعشق جارف فمازال قادراً على ان يثير فى نفسها حنيناً الى تلك الذكريات التى ما تزال حية بداخلها كأنها عاشتها معه بالأمس وليس منذ سنوات
وتين:” لسه زى ما انت يا ثائر بحس ان قلبى هيقف من كلامك الحلو ده وانا قولتهالك انت مش هتسكت الا ما تجبلى سكتة قلبية من حلاوتك دى”
قهقه بصوت مسموع على كلامها فهى ما زالت تخبره بهذا الكلام كلما أقدم على مغازلتها
ثائر:” اه منك انتى يا وتينى”
وتين:” وانت غرام الوتين يا قلب وتين”
اختلطت الأنفاس المحبة ببعضها البعض، ترسم عالم مملوء بشذى العبير الفواح الذى يفوح منها فهى زهرته النادرة والرائعة التى لا يوجد مثلها يسكره رائحة عطرها ،تجعله متيماً بها، تتوج ملكة على عرش قلبه الذى يهفو اليها في كل وقت وحين، وجدت نفسها تدخل ذلك العالم الذى شيده لها من عشق وشوق تسقيه الحب من أنهار عينيها حتى غفت على صوت تلك النبضات الهاتفة باسمها من قلب عاشق لها مغرماً بقربها 
*”*”*
ربما تلك هى المرة العاشرة التى ينظر فيها الى ساعة يده خلال دقيقة واحدة ، فهو ينتظر خروجها من ذلك المعرض الفنى الذى تملكه فهو يحاول استرضاءها منذ سخافة ذلك الموقف فى مكتبه عندما ازعجها بطلبه للزواج منها بطريقة اشبه بالقبض عليها ، ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه عندما لمح خروجها تقترب من سيارتها ولكنه حال بين وصولها الى باب السيارة عندما وقف امامها بقامته الطويلة التى ترهب الخارجين عن القانون ولكن لن ترهب تلك التى تقف أمامه عاقدة ذراعيها امام صدرها تنظر اليه بثبات
نورين:” افندم حضرتك عايز حاجة”
رفع يده حك رأسه يحاول استجلاب كلام منمق يقوله ولكن كيف ذلك وهو الذى اعتاد على مخاطبة المجرمين فمن اين له ان يأتى بتلك العبارات الرومانسية التى من المفترض ان يقولها
أيمن:” هو انا كنت عايز اعتذرلك عن الموقف السخيف اللى حصل فى القسم”
نورين:” خلاص محصلش حاجة عن اذنك”
عندما حاولت ان تتخطاه تقترب لتفتح باب سيارتها وجدته يناديها
أيمن:” نورين استنى”
هل نادى اسمها مجردا الآن، التفتت اليه بعد ان كانت توليها ظهرها تنظر اليه باستفهام
نورين:” هو انت عايز منى ايه”
أيمن بابتسامة:” عايز اتجوزك يا نورين وانا بجد اسف على الهزار البايخ اللى قولته انا عايز اعرف رأيك بجد”
نورين:” عايز تعرف رأيى بجد”
أيمن :” ايوة”
فتحت باب السيارة ولكن قبل ان تستقل سيارتها تذهب بها هتفت به بنبرة هادئة
نورين:” اظن ان تعرف توصل لبابا ازاى يا حضرة الظابط”
ابتسمت ابتسامة خفيفة قامت بادارة سيارتها تذهب سريعاً حتى قبل ان تعرف اذا كان فهم ما لمحت اليه ام لا
أيمن بفرح كبير:” معقولة هى موافقة وعيزانى اقابل باباها ولا انا اللى بفهم بمزاجى لاء هى كلامها واضح هو انا اللى بقيت غبى ليه كده دا انا هروح لابوكى حالا حتى لو كان فى اوضة العمليات”
يسرع خطواته للذهاب الى سيارته فهو سيذهب الى والدها فى المشفى الخاص به يخبره بنيته فى الزواج من ابنته. وصل الى المشفى سأل احد العاملين عن غرفة المكتب الخاص بالدكتور فريد ، وصل اليها على حسب وصف العامل له ، قام بطرق الباب سمع صوت يأذن له بالدخول
فريد:” ايوة اتفضل”
دلف أيمن الى الداخل يبتسم له عقد فريد حاجبيه بسبب عدم معرفته من يكون ذلك الزائر ولكنه ظن انه ربما قريب لاحد المرضى بالمشفى
أيمن:” السلام عليكم دكتور فريد”
فريد:” وعليكم السلام اهلا اتفضل خير”
جلس أيمن على احد الكراسى يحاول تهدئة نفسه من ذلك الحماس المتملك منه منذ سماع كلام نورين له
أيمن:” هو انا حضرتك المقدم أيمن السباعى كنت جاى بخصوص بنتك الانسة نورين”
نظر فريد اليه باهتمام فهو يخشى ان يكون اصاب ابنته مكروه
فريد:” نورين بنتى مالها حصلها حاجة فى ايه”
أيمن:” اهدى حضرتك هى كويسة انا كنت جاى اطلب أيدها”
تنفس فريد بارتياح فابنته بخير وذلك الرجل لم يأتى الا لطلب يدها فنظر اليه بتفحص
فريد:” هو انت تعرف نورين بنتى منين”
أيمن:” شوفتها فى القسم لما جت تعمل محضر سرقة لشنطتها ومكدبش على حضرتك هى عجبتنى من اول ما شوفتها”
فريد:” بس نورين كانت رافضة الجواز”
أيمن:” انا كلمتها وهى قالتلى انت تعرف توصل لبابا ازاى واظن كده يعتبر موافقة أولية على الموضوع”
ظل فريد يفكر فى كلامه هل قالت ابنته ذلك حقا فهو يعلم اصرارها على عدم الزواج، ولكن هل بدأت بتغيير تفكيرها وربما هى الآن تريد تأسيس أسرة وتوافق على الزواج منه، نظر اليه بطيف ابتسامة شابكاً أصابعه ببعضها يردف كلماته بهدوء
فريد:” حضرتك اتفضل شرفنا فى البيت واللى فيه الخير يقدمه ربنا”
أيمن بحماس:” اجى لحضرتك امتى”
فريد:” بكرة ان شاء الله الساعة 8 مساءا “
وقف أيمن يصافحه بحماس تجلى على وجهه من سماعه موافقة فريد على زواجه من ابنته 
أيمن:” ان شاء الله هكون عندك من الساعة 6 عن اذنك”
اردف بكلماته وخرج مسرعاً ابتسم فريد على تصرفه وهو يفكر هل حقا ان الاوان لان تبدأ ابنته حياتها من جديد فهذا الرجل يبدو الحب واضحا على محياه
# بقلمى سماح نجيب”سمسم”#
تسير بابتسامة عريضة كطفلة صغيرة وهو يقوم بتصويرها العديد من الصور فمنذ قدومهم لامضاء شهر عسلهم وهو لا يتوانى عن ان يراضيها من بعد تلك الليلة الكارثية التى تعرضت لها فهو اوفى بوعده لها انه لن يقترب منها الا بموافقتها ، كانت سعيدة بتلك المهلة التى منحها لها للتعرف اليه عن قرب وان تساعده فى تغيير نمط حياته التى كان غارقا بها بين المنكرات والرزيلة اشار اليها بيده باتخاذ وضعية مناسبة للصورة
يحيى:” رقية تعالى يمين كده شوية”
اطاعت كلامه فانحازت يمينا كما طلب منها تبتسم ابتسامة صافية
رقية:” ها كده كويس”
يحيى:” تمام كده الضحكة الحلوة بقى”
رقية:” يحيى كفاية بقى حرام عليك انا جوعت اوى”
يحيى:” يا نهارى جعانة ازاى كده احلى اكل لاحلى دكتورة رقية فى الدنيا”
اصطبغ وجهها بالون الاحمر الذى يحاكى لون فستانها فهى لا تحتمل غزله لها وخاصة عندما يبتسم تلك الابتسامة التى تزيد من خفقان قلبها العاشق ، حاولت ان تخفف من إحراجها فابتعدت قليلا عنه تسبقه فى مشيتها التى كأنها تسير على نياط قلبه تعزف به الحان الغرام
يحيى:” طب استنى بس كده مش هلحقك يا دكتورة رقية”
رقية بخجل:” يحيى بطل بقى ويلا بينا”
يحيى:” يلا بينا يا قمر”
يسير بجانبها وجد نفسه يمد يده يحتضن كف يدها الرقيق ، لمسة من يده الدافئة ارسلت رجفة فى قلبها قبل اوصالها خفضت وجهها تشعر بالحرارة كأنها فى يوم صيفى شديد الحرارة ، نظر اليها ابتسم على ذلك الخجل الذى تجلى على وجهها مخلفا احمرار فى وجنتيها يشبه احمرار الورد اليانع، وصلوا الى احد المطاعم الفاخرة فهو يرى انها لا يليق بها سوى كل شئ فاخر ، طلب الطعام الذى أتى اليهم على وجه السرعة ، بدأت فى تناول طعامها ، رفعت رأسها وجدته يضع يده على وجنته ينظر اليها بهيام ، عقدت حاجبيها 
رقية:” يحيى يحيى هاااا”
قامت بالتلويح بيدها امام وجهه ليفيق من تلك الحالة التى اصابته
رقية:” يحيى”
يحيى:” نعم يا قلب يحيى”
اتسعت عيناها بدهشة من كلامه فمنذ متى وهو يناديها بتحبب هكذا ؟ ولكن لا تخفى سعادتها التى رقصت بين ثنايا قلبها ولكنها تخشى انه يفعل ذلك حتى يتمكن منها مرة أخرى 
رقية:” انت مش بتاكل ليه”
يحيى:” انا لما بشوفك بشبع يا رقية”
رقية:” انت ايه اللى جرالك النهاردة”
يحيى:” مش عارف يا رقية بس بجد كانت احلى حاجة ان عرفتك واتجوزتك”
قامت برفع الملعقة مملوءة بالارز تضعها فى فمه حتى يكف عن ذلك الكلام فهو لو نطق حرف اخر لربما تخبره هى بحبها له ولكنها لاتريد فعل ذلك حتى تتيقن من صلاحه ، سعل بشدة بسبب تلك الكمية من الطعام التى وضعتها فى فمه
يحيى:” حرام عليكى هتفطسينى يا شيخة”
رقية:” ههههه بعد الشر عليك بس لازم تأكل الاكل هيبرد”
يحيى بغيظ:” ماشى يا رقية هاكل”
بدأ بتناول طعامه بغيظ شديد فمنذ قدومهم لقضاء شهر العسل وهى تتهرب منه عندما يبدأ فى مغازلتها
رقية:” احنا هنرجع مصر امتى”
يحيى:” ايه خلاص زهقتى منى يا رقية”
رقية:” هو انت بتفهم بمزاجك يا يحيى انا بسأل عادى يعنى”
يحيى:” المفروض نرجع بعد أسبوع”
رقية:” ان شاء الله على خير زمان آية مضغوطة فى الصيدلية لوحدها”
يحيى:” هو لما نرجع مصر هترجعى شغلك فى الصيدلية”
رقية:” ايوة طبعا هو انت عندك اعتراض على شغلى”
يحيى:” لا ابدا بسأل عادى ولو ان حابب ان مراتى تفضل قدامى على طول ومتفارقنيش أبدا”
رقية:” ليه حضرتك مش ناوى تروح شغلك انت كمان ولا إيه”
خفض رأسه قليلا فهو كان لايهتم بالعمل مطلقا الا منذ ان قام بخطبتها وتزوجها فهى كأنها سلطت عليه سحر أبيض جعله انسان اخر
يحيى:” لاء طبعا هروح تعرفى انا منتظمتش فى الشغل الا من ساعة ما خطبتك حتى بابا كان مستغرب ان بصحى بدرى وبروح الشغل معاه”
رقية بابتسامة:” ربنا يوفقك ان شاء الله”
كأن ابتسامتها ارسلت ماس كهربائى اصاب قلبه يسرى فى عروقه، يجعله يريد هدم ذلك الجدار الذى أقامه بعهده لها بعدم الاقتراب منها
*”*”*
دلفت وتين إلى ذلك المطعم تتأبط ذراع زوجها يرافقهم رمزى ومريم ذهبوا الى الطاولة التى سبق وحجزها ثائر لهم فهو أصر على ان يتناولوا العشاء اليوم خارج المنزل
رمزى:” هو انت مجرجرنا وراك كده واحنا مش فاهمين حاجة ليه كده”
ثائر:” انا غلطان يعنى ان هطفحك النهاردة على حسابى”
رمزى:” تطفحنى كاتك نيلة فى ملافظك يا اخى”
وتين بابتسامة:”بجد ايه مناسبة العشا النهاردة دا احنا حتى سيبنا الاولاد فى البيت”
مريم:” الله يكون فى عون دادة حسنية دول زمانهم جننوها”
اصروا جميعاً على معرفة سبب دعوته لهم على العشاء اليوم فابتسم لهم ابتسامة خفيفة
ثائر:” تصدقوا انا فعلا غلطان ان عزمتكم ما تتعشوا وتنبسطوا وانتوا ساكتين ايه الدوشة دى”
وتين :” لا بجد ايه المناسبة”
ثائر:” والله من غير مناسبة لو زهقانين قوموا نروح”
رمزى:” استنى اكل الأول علشان فعلا انا جعان”
ثائر:” طفس طول عمرك”
رمزى:” بس يا غجرى”
عندما رفع رمزى رأسه لمح وجه يعرفه اتسعت عيناه على آخرها اقترب من ثائر يهمس له
رمزى:” يا عزومتك المنيلة يا ثائر بص وراك كده شوف من اللى لسه داخله”
التفت ثائر خلفه فوجد سلاف تدخل برفقة شاب تذكره ثائر من ملامح وجهه فهو على الأغلب شقيقها 
رمزى:” عامل فيها جنتل وعازمنا دا اللى هتاكله بط بط وتين هتطلعه على عينيك وز وز لما تروح ولما تشوف سلاف وانت قولتلى انها عرفت انها كانت بتحبك”
ثائر:” دى صدفة منيلة”
رمزى:” بستين نيلة كمان”
مريم:” انتوا بتتكلموا بصوت واطى ليه كده”
ولكن قبل ان يجيب ثائر عليها سمع ذلك الصوت الانثوى الضاحك على تلك الطاولة التى توجد على بعد مسافة منهم
ثائر :” قوموا بينا نروح “
وتين:” طب والعشا يا ثائر خلينا نكمل العشا ومتقلقش انا شوفتها”
نظر اليها وجدها تنظر اليه بابتسامة هادئة تربت على كف يده بتفهم 
ثائر:” وتين”
وتين بابتسامة:” متقولش حاجة ويلا بقى اطلبلنا العشا عصافير بطنى صوصوت من الجوع مش انتى جعانة يا مريم”
مريم بمزاح:” اه جعانة اوى وحياة الساندوتش اللى لسه ضرباه قبل مااجى”
ابتسم لهم ثائر طلب لهم العشاء جلسوا يتناولوا عشائهم بهدوء و عندما رفع رأسه لمح سلاف تنظر اليه نظرة مبهمة لا يستطيع احد ان يفسرها سواها هى فقط
*”*”*
دلف عمار إلى مكتب جده لايعرف كيف يخبره بما حدث فهو عندما سيسمع ذلك سيثور الآن ، يقدم قدم ويأخر الاخرى لاحظ جده ذلك نظر اليه مستفهما عن سبب حالته تلك
جابر:” فى ايه يا عمار داخل تقدم رجل وتأخر رجل ليه كده فى ايه”
عمار بتلعثم:” هو هو يا جدى اصل”
جابر بحدة:” فى ايه ما تقول انت هتفضل تتهته كده كتير انطق”
ارتجف من داخله بسبب حدة صوته حاولت ان يستجمع شجاعته ويخبره بما حدث ولينتهى من ذلك
عمار:” هو الصراحة الصفقة اللى احنا كنا داخلينها متمتش اتعاقدوا مع حد تانى”
جابر باستنكار:” ايه ما تمتش واتعاقدوا مع مين بقى ان شاء الله”
زفر عمار انفاسه ببطئ ليهدأ من روعه قليلا فربما جده الآن سيرتكب جريمة اذا علم من هو الذى تعاقد مع تلك الشركة الاجنبية
عمار:” اتعاقدوا مع شركة العمرى جروب”
حاول جابر استيعاب ما سمعه الآن فتلك الصفقة كان يركض خلفها منذ اشهر ليأتى الآن ويأخذها احد اخر
جابر:” انت قولت مين يا عمار”
عمار:” العمرى جروب اتعاقدوا مع ثائر العمرى”
جابر :” وازاى ده حصل كنتوا نايمين على ودانكم مشغل شوية اغبياء فى الشركة علشان صفقة زى دى تروح مننا بس ده مش هيحصل ابدا ابن العمرى مش هياخدها حتى ولو اضطريت ان ازيحه من طريقى
يتبع..
لقراءة البارت الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشقت قوتها للكاتبة مريم مصطفى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى