روايات

رواية قاع البير الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الجزء السادس

رواية قاع البير البارت السادس

رواية قاع البير الحلقة السادسة

الاخير
جريت على شيماء زى المجنون، سيبت ابني وحواليه الناس ملمومة وجريت على بنت اخويا، انا لازم افهم اللى راحوا دول راحوا ليه بالشكل ده؟
عملوا ايه يستاهلوا عليه ان حياتهم تنتهى بالطريقة دى، ليه حياة اطفال تخلص من قبل ما تبداء حتى؟
فتحت باب اوضتها وعنيا بتطلع شرار من الغيظ، انا لا عارف دى بنت اخويا ولا مين بالظبط، مش عارف اللى حصل بيني وبينها امبارح حلم ولا حقيقة، وعلشان كده كنت مش عارف ادخل اضربها 100 كف على وشها وانتقم منها على اللى عملته فى اهلي، ولا اطبطب عليها واسمع منها ايه اللى بيأذيها وبيأذينا، لكن هى رد فعلها طير كل اللى فى بالي لما لقيتها واقفالى على باب البلكونة بتاعتها فى نفس المكان اللى كانت قاعدة فيه الليلة اللى فاتت، وبصالي بحزن عكس نظرات امبارح خالص وبتتكلم بقهرة:
– قولتلك بلاش، قولتلك بلاش تفكر تبعدني من هنا.
زكريا بغضب:
– أنتي مين؟ انا مش خارج من هنا قبل ما اعرف ايه الحكاية.
شيماء:
– انا اللى بنت اخوك قررت انها تدمر حياتها، وعلشان كده كان لازم انتقم وادمر كل اللى حواليها، احرمها من كل اللى بتحبهم زى ما هى حرمتنى من حبيبي، ابعد عنها اى حد يفكر يساعدها او حتى يحاول، موتها هى وانى اخلص منها هيكون راحة ليها، لكن عذابها ونارها وقهرها على اللى بتحبهم، يمكن يشفي غليلي من ناحيتها، لما احس انها عايشة الوجع اللى انا عايشاه.
الكلام كان نازل على ودني وكأنه نار، مش فاهم معناه، ولا عارف مين دى، هى شكلا بنت اخويا، لكن لاء مش هي، مش صوتها، مش نظرتها، مش كلامها حتى:
– طيب هى عيلة زيك..اقصد زي شيماء، هتعملك ايه يأذيكي؟ وانتى مين علشان بنت عندها 12 سنة تفكر تعمل حاجة تضرك بيها وليه من الاساس؟
شيماء ” اللى فى جسم شيماء”:
– أسمي صفا، من خُدّام الملك” عبدالله المُذهب” أقوى ملوك الجن السبعة، خادم يوم الأحد.
زكريا بذهول:
– جن!؟
صفا:
– أيوة، جن مسلم، مش بنأذى ولا نضر حد، لينا حياتنا زينا زيكم بالضبط، عندنا أهل واولاد وأزواج، ولينا اعمال كبيرة بنقوم بيها، انتم عايشين فى عالمكم واحنا كمان عايشين فى عالمنا، بنكون موجودين فى حياتكم لما بتقرروا تستدعونا، وده اللى حصل.
زكريا لسه فى حالة الصدمة والذهول:
– مش فاهم.
صفا:
– أنا ليا عمل محدد بقوم بيه تحت إمارة الملك عبدالله المُذهب، وهو أنى حارس على بئر المياه اللى فيه بتساعد على شفاء الناس من المس، والسحر والاعمال.
زكريا:
– أزاي يعني؟
صفا:
– بير فى تحت القاع بتاعه مملكة الملك عبدالله، وعلشان كده من قدراته اللى انعم الله بها عليه هو أنه يكون له فضل من بعد ربنا على انه يساعد البشر على التخلص من الجن المؤذى والاعمال السفلية، عن طريق استخدام المياه اللى فى قاع البير اللى فوق المملكة بتاعته، وانا وظيفتي هى حراسة البير ده.
زكريا وهو فى حالة دهشة:
– وده ايه علاقته ببنت اخويا؟
صفا:
– بنت أخوك جت مع والدتها ومرات خالها، كانت مرات خالها بتعاني من اذى سفلي وسمعت عن المياه الباركة فى البير ده وجت علشان عندها امل فى ان يكون فيها حل للحال اللى هى فيه، وده اللى حصل.
زكريا:
– أزاى يعني، تشرب شوية مياه يبقى كده خلاص هى خفيت من السحر؟
صفا:
– لاء، البير ده المياه اللى فى قاعه باردة زى الثلج بالظبط، محدش يستحملها على ايديه مش على جسمه بس، حتى لو يتشرب منها البني ادم اسنانه تخبط فى بعضها، لكن المسحور والمأذى بالاعمال مش بيحس ببرودتها دي، والمياه دى مش للشرب، دى المسحور بيستحمى بيها، وعلشان كده مرات خالها أستحميت بالمياه دى 3 مرات وكل مرة بتكون يوم جمعة بتيجي هى ومعاها بنت اخوك وامها، لحد ما اخيرا صرخت المسحورة وحسيت ببرودة المياه، وتم ازالة الأذى السفلي عنها، ودى فى حد ذاتها بتكون حاجة بتستاهل اننا نحتفل عليها، لأن فيه بعض الاعمال السفلية بتكون صعبة لدرجة ان المسحور بيحتاج ييجى بدل الجمعة او الاتنين عشرة وعشرين، فأنتصارنا على الجن الخبيث بيكون حاجة تستاهل الاحتفال، وفكرة مساعدة البني ادم حاجة أحنا مُكلفين بيها.
زكريا:
– طيب لحد دلوقتى بنت اخويا معملتش حاجة، ايه اللى حصل منها يخليكي تعملي فينا كل ده؟
صفا:
– اللى حصل بعد ما الست اتعافيت بنت اخوك قررت تنهي حياة زوجي.
زكريا بصدمة:
– بنت اخويا انا، الطفلة دى، تنهي حياة جوزك اللى هو جني، عفريت يعني!؟
صفا بحزن:
– ايوة.
زكريا بتعجب:
– إزاي!؟
صفا:
– أى حد بييجى المكان بتاع البير محّرم عليه أنه ينجس المكان، حتى المكان اللى المسحور بيتحمم فيه بالماء الطاهرة الخارجة من البير مش حمام، ده مجرد غرفة محاطة بالتحصين بأسم الله، علشان يبقى مش مسموح للجن الخبيث انه يفضل موجود فيه، وبني البشر اللى شغالين فى المكان ده بيبلغوا اي حالة جاية بأن ممنوع تدخل واحدة حائض للمكان، او شخص على جنابة، وممنوع التبول او التبرز فى المكان ده، لأن فيه انواع جن النجاسة بتكون سبب اذى ليهم، والكلام ده يعرفه كل شخص بيدخل المكان ده ومنهم بنت اخوك، اللى استهترت باللى اتقال وعن عمد قررت انها تأذينا، للدرجة اللى تخليها تتخلص من ملابسها الملوثة بدم الحيض فى عمق البير، فى نفس اللحظة اللى جوزى وغيره من الجن كان فى نفس القاع بسبب التأكد من خلاص المسحورة من الأذى، ولأنهم من نوع الجن اللى النجاسة بتكون سبب فى التخلص منه، كانت نجاسة بنت اخوك هى السبب فى أني افقده هو و أثنين من الجن من عشيرتي وقبيلتي، عملت ده وهى مستنية تشوف ايه اللى هيحصل برغم انها سمعت التحذيرات اللى اتقالت، خاصة انها برغم صغر سنها الا انها تخطيت مرحلة البلوغ، وانهائها لحياة زوجي كان لا يمكن يمر مرور الكرام، وعلشان كده قررت اني اعاقبها بنفس الطريقة اللى قررت تعاقبني بينها من غير ما اسبب لها اى اذى، أه أنا اللى ولعت فى البيت بأهلها، اه انا اللى حابسة روحها فى الجسم اللى بقيت بستحله لنفسي وقت ما بحتاج اعذبها، اه أنا اللى رافضة خروجها من هنا لحد ما تموت وكل اللى هيقرب منها ويحاول يساعدها أنا هأذيه، واى حاجة ممكن تبسطها انا هخلص عليها.
زكريا ودموعه بدأت تنزل:
– طيب ذنبه ايه اخويا واولاده فى تصرف جاهل من طفلة؟ ذنبه ايه كريم ابني اللى زى الورد تنتهي حياته بالطريقة دى؟
صفا:
– وذنبه ايه جوزى اللى كان مش بيعمل حاجة تأذى اى بشري؟
– وعموما ابنك أنا مقتلتهوش، ابنك معايا، أه هتدفن جسمه، لكن روحه هتكون ليا انا، روحه هى اللى هتعوضني عن فراق جوزي، بنت اخوك كانت بتتمنى انها تتجوز ابنك ده، وعلشان كده كان لازم انا اللى أخده منها، مش هسيبها تتهنى بيه، وعلشان كده هو غرق متحرقش، اي قاع هيوصل لينا ولمملكتنا، لكن النار مبنختارش منها اللى بيقع فيها، وعلشان كده أنا أخدت ابنك عن طريق المياه، وكل ما تحب تحس بيه حواليك تقدر تيجي هنا، او تقدر تروح مكان البير، مش هتشوفه لكن هتحس بروحه حواليك.
سمعت اخر كلام ركعت على ركبي وبعيط بحرقة، روح ابني ايه اللى اروح علشان احس بيها، هو انا هرتاح طول ما انا عارف ان ابني خلاص فارقني، حتى لو عارف ان جسمه اللى اتدفن وروحه فى عالم تاني عايشة وبتتمتع زى ما هى بتقول، مش عارف انتقم من شيماء ولا ادور على طريقة اساعدها بيها، لييييه اخويا وابني، حمل تقيييييل اوي مفيش اى حاجة تهون تقله عليا، حتى لو كانت قالتلي ان ابني هيبقى ملوك من ملوك الجن، أن ابني مش حواليا دى صدمة عمرى اللى مش هينفع اقبلها، انتقام من بني ادم مالهوش ذنب غير ان بنت عمه كانت بتتمناه، وانا بنفسى اللى صممت انه يكون جوزها، مكانش يعرف ولا قولتله، مسمعتش حتى رأيه، أنا اللى حطيته فى قايمة المغضوب عليهم عند صفا، اللى كانت بتنتقم من عيلة لسه معاشتش حتى ربع السنين اللى عاشتها صفا.
– طيب بنت اخويا، مش كفايا انتقام منها لحد كده؟
– بكرة تكبر وتنسى اللى راحوا، انتى عاقبتي ناس مالهاش ذنب بغلطة لو كانت كبيرة فى السن شوية مكانتش عملتها.
صفا:
– لاء لسه عقابي ليها مخلصش.
زكريا:
– هتعملي فيها ايه تاني؟
– هتقتلي مين تاني؟
– هتحرقي مين تاني؟
– أنتى اللى موجودة فى مكان بيساعد الناس انها تتخلص من الاذى، تكوني سبب فى اذى ناس مالهاش ذنب غير بس انهم قريبين من طفلة اذيتك من غير ما تكون واعية للى بتعمله؟
صفا:
– لاء هى واعية، علشان لما ظهرتلها اول مرة وسألتها ليه عملت فينا كده؟ ليه تأذينا برغم عدم اذيتنا لها او لأى حد غيرها؟ ردها عليا انها كان نفسها تشوف ايه اللى هيحصل لو عملت حاجة من اللى اتحذروا من انها تحصل، يعنى برغم انها عرفت ان اللى هتعمله ده اذى لمخلوقات بتساعدهم، قررت تأذينا، وبعد ظهوري ليها كانت عايزة تمشي وراحت حكيت لأهلها، كانت عايزة تسيب السجن اللى حكمت عليها تفضل فيه، اتحدتني واصرت تمشى، اخوك فى الاول كان رافض، لكن لما بقى يسمعها تكلم نفسها وابتديت اظهرلها بكل الاشكال اللى ترعبها، ابتدا يخاف عليها وقرر انه يمشي بيها من هنا، لكن مش مصدق ان فيه جن بيظهرلها، ومع تهديداتي ليها وحبسي لروحها قولتله بلاش تاخدني من هنا وتبعد، كان مصمم انه يسيب المكان، ومكنتش هسمح بخروجها من هنا، لأن البيت ده وتحت ارضه، وفى اعماقه أمتداد مملكتنا، ومش هسمحلها تخرج عن سيطرتي وتبعد عن المكان اللى انا محاوطاها فيه.
زكريا:
– يعني ضاعت هي كمان؟
صفا:
– زى ما انا ضيعت بسببها.
زكريا:
– بس انتى اخدتى اللى يعوضك، لكن هي لاء، وأحنا لاء.
صفا:
– ده عقاب ليها، وهفضل اعاقبها لحد ما تبقى عايشة فى الدنيا مالهاش حد، ساعتها بس ممكن افكر اسيبها، لما توصل لمرحلة الوحدة، لما اكون انا بقى ليا ذرية وعشيرة كبيرة من نسل بشري، وتكون هى خسرت عقلها وكل اللى حواليها، هسيبها ساعتها ترجع بروحها للمكان اللى تختار تعيش فيه.
زكريا:
– طيب اعملك اللى انتى عايزاه، ورجعيهالي، هى أكيد ندمانة على اللى عملته، أنتى خدتي مننا اغلى ما لينا، سيبهالي دى من ريحة الغالي، كفايا حرمتيني من ابني.
صفا:
– تاني؟ قولتلك ابنك موجود معايا، هيعيش حياة عمره ما كان هيعيشها على وش الارض، هتكون له ذرية من نسل الجان، لكن هى متستاهلش انها تعيش مع واحد زيه.
زكريا بانهيار بعد اخبر كلمة:
– واحد زيه ميستاهلش يخسر حياته فى العمر ده، يا قهرتي يا نور عيني.
صفا:
– فى نفس التاريخ من كل سنة تعالى نفس المكان ده، وأنا هخليك تشوفه، ومع كل سنة هتعرف أن ابنك وصل للي مكانش هيوصل له فى العالم بتاعكم.
زكريا:
– وشيماء؟
صفا:
– هتفضل موجودة هنا، محدش ييجي يعيش معاها، الضيف يسلم ويمشي لكن محدش ييجي يعيش هنا، ده هيكون مكاني وسكني وزى ما قولتلك أنا حكمت عليها تعيش وحيدة.
زكريا:
– طيب أنا مستعد لأى ترضية تخليكي تسامحيها.
صفا بتفكير:
– خلاص خليني افكر واقولك بعد 27 ليلة من دلوقتى.
زكريا:
– مش هينفع اسافر واسيبها لواحدها.
صفا:
– لازم تسيبها لواحدها، وتنصح اى حد انه يبعد عنها ويكتفي بأنه يطمن عليها من بعيد لبعيد، علشان انتم مش هتتحملوا تخسروا اى حد تاني منكم، وانا مش هرحم اللى هيفكر يساعدها.
زكريا بيأس:
– هرجع بعد 27 ليلة.
رجعت صفا قعدت تانى فى نفس المكان اللى كانت واقفة فيه، وباصة على الناس اللى متجمعين حوالين كريم ابني، لكن لقيتها قبل ما اخرج من قصادها، بتلف وشها لأتجاه تاني وكأنها شايفة حد قصادها وبتضحكله.
خرجت وانا معقود لساني، مش عارف لو قولت الكلام ده للناس حد هيصدقني ولا هيقولوا عليا مجنون، روحت ناحية ابني وطيت عليه وأنا مش عارف هستسمحه ازاى، بنت اخويا وغفلتها وجهلها كانوا سبب فى انه يكون واحد من اللى اتغضب عليهم، اصرارى على أنه يتجوزها كان سبب فى انه يتاخد مني، لمجرد ان بنت اخويا متاخدهوش، متبقاش حرمت واحدة من خدام اقوى ملوك الجن من جوزها، وتاخد هى عريس زى كريم ابني يفرح القلب والعين، اقول ايه يا شيماء؟ الله يسامحك ولا الله ينتقم منك؟
مش عايز اقولكم ان دفنة كريم كانت اصعب من دفنة اخويا واولاده، الشاب اللى غرق ومحدش عارف ايه اللى غرقه، ايه اللى ينزله الترعة، كل واحد بقى بكلمة، اللى يقول النداهة ندهته، واللى يقول الارواح اللى في بيت عمه بعد الحريقة هى اللى لبسته وخليته يرمي روحه، وفيه اللى يقول كان عايز يطلع من جو الحزن وقال يفك عن نفسه شوية، لكن كل ده بسمعه وانا مش عارف اقول ايه، مراتي كانت بتضعف صحتها كل دقيقة قصاد عيني، وانا مش لاقى حاجة اقولها، حتى لو قولت اللى صفا قالته، لا هتهدا ولا هترتاح طول ما ابنها تحت التراب، الصوان فضل منصوب اسبوع بحاله، الناس اللى بتيجي تعزي وتواسي مش بيخلصوا، فهمت عزيزة اختى كل اللى دار، وقالتلى ان البير ده فعلا موجود، وقالتي ان فيه منه عندنا فى اسكندرية كمان، وخُدامه بأرادة ربنا مفيش مسحور لمس جسمه مياه البير بتاعهم غير واتعالج من سحره وأذاه، فهمتها كل اللى حصل، وعرفتها ان شيماء دى اللى محبوسة فى اوضتها، مش طول الوقت بتكون شيماء، حكيتلها ان صفا بتحضر على جسمها وقت ما بتحب تعاقبها، فهمت اختي وخافت، خافت على شيماء وخافت على ولادها وولادنا كلنا وعلينا، علشان كده ساعدتني فى ان اللى ييجي لشيماء يزورها ويمشى علطول، بحجة ان البنت رافضة ان حد يعيش فى بيت ابوها وامها واخواتها من بعدهم، ورافضة أنها تسيب البيت وتمشي، وعلشان كده كانوا عماتها بيروحوا يطمنوا عليها كل يوم، وأوقات تقابلهم بشرودها بسبب اللى بتشوفه من صفا، واوقات صفا هى اللى بتكون موجودة وبتتعامل كأنها هي شيماء، كان اللى يشوفها يقول البنت رجعت لطبيعتها اوقات، واوقات تانية يقولوا لسه الصدمة مأثرة عليها، محدش يعرف ان شيماء بتتعاقب على اذى سببته من غير ما تكون واعية لخطورته، سافرت وطلعت نتيجة كريم، ونجح وجاب المجموع اللى يشرف ويفرح، معرفتش اعمل ايه لما شوفت نتيجته، وزعت ساقع على الجيران والناس وانا بعيط، واقولهم باركوا لكريم وانتم بتقروله الفاتحة، البيت كان كئيب وحزين حزن مبيقلش، ونجاح كريم زود حزننا عليه، واحنا شايفين وحاسين بفرحته كانت هتبقى عاملة ازاى، فرحتة بفرحة اصحابه له كانت هتفرق معاه ازاى، الوجع اتجدد وكأن الجرح اللى بيحاول يقفل اتفتح من اول وجديد، ويوم نتيجته كأنه يوم وفاته من تاني، ماهو انا لو جابولى مليون عقل على عقلي مش هصدق ان ابني عايش حتى لو بشوفه كل ليلة فى احلامي لما عيني بتغفل، سافرت بعد ال27 ليلة، وروحت البيت اللى كان شبه الخرابة، دخلت الاوضة اللى كانت فعلا متنفعش غير لواحدة زى صفا، من عالم تاني، لقيتها مستنياني وهى بتضحك لكن الحزن مفارقش عيني لحظة، كسرتي بانت على قسمة ضهري اللى انحنى بعد اللى حصل وكأن الحمل زاد عليه للدرجة اللى خلتني مش قادر افرده.
صفا:
– نجح كريم، فرحان انت؟
زكريا:
– هو فين كريم علشان افرح بنجاحه؟
– ياريته موجود حتى لو كان سقط، فرحتي بوجوده حواليا بالدنيا واللى فيها.
صفا:
– بس هو حواليك وشايفك وسامعك، هو عارف انه نجح، هو شايف كل حاجة بتحصل معاكم، هو طلب مني اسامح شيماء.
زكريا وعنيه وسعت على اخرها:
– أبني! كريم!
صفا:
– أيوة، وعلشان كده بنت اخوك تقدر تاخدها معاك وانت راجع، لكن اللى مش هقبل انه يحصل أنها تتجوز، كريم طلب اني اسامحها وافرج عن روحها، وانا هعمل كده لأنى أخدت جزء كبير من حقي، لكن استخفافها بينا وبالعالم بتاعنا ده عقابه لسه منتهاش، ومش هينتهي غير بأنها تفضل عمرها كله من غير جواز.
زكريا:
– بس هو ده مش ظلم؟
صفا:
– خلاص يبقى خليها محبوسة هنا لحد ما عمرها ينتهي.
زكريا بتراجع:
– لالا، خلاص مش هجوزها، هخليها كده قاعدة جنبي زى البيت الوقف.
صفا:
– اوعى تفكر ان أنا ممكن بشري يضحك عليا، لو فكرت ترجع فى اتفاقنا عقابك هيكون قبل عقابها.
زكريا:
– ورحمة الغاليين هنفذ اتفاقك.
صفا ابتسمت وفجأة شهقت شيماء وده كان دليل على ان صفا بعدت عن جسمها وفارقته، وبقيت شيماء بتبص حواليها بذهول وشايفة عمها قدامها.
شيماء:
– عمي، أنا اسفة.
زكريا بحزن الدنيا:
– مبقاش ينفع اسف يا شيماء، مش هيرجعوا اللى فارقونا بأسفك، يلا خلينا نمشي من هنا، احمدي ربنا انها قبلت تفارقك.
شيماء بدموع:
– ياريتني انا اللى خلصت مني ولا حد من الغاليين هو اللى فارقنا.
زكريا:
– لا هيقدم ولا هيأخر الكلام يابنت اخويا.
شيماء:
– كنت غبية ومش مصدقة، انا غلطت والله وعرفت أنى غلطت غلطة عمرى كله.
زكريا:
– بلاش مرات عمك تعرف حاجة يا شيماء، لو عرفت مشه تقدر تسامحك ابدا على فراق كريم.
شيماء بعياط:
– حقها ياعمي، لكن انا مش هقدر اقول، لساني وقلبي مش هيطاوعوني، لكن ليا عندك طلب واحد.
زكريا:
– عايزة ايه؟
شيماء:
– كل جمعة توديني عند البير، يمكن أحس براحة كل ما اروح استسمحها، يمكن أحس انى بكفّر عن غلطي بأعترافي بيه عندها.
زكريا:
– أحنا رايحين اسكندرية مش هنفضل هنا.
شيماء:
– وفى كل بلد موجود البير يا عمي، هنعرف نوصله لو دورنا، ابوس ايدك ده طلبي الوحيد.
زكريا:
– ماشي يا شيماء، يلا لمي حاجتك.
فعلا شيماء لميت هدومها، وبلغت عماتها انها بقيت احسن وجاية معايا على اسكندرية، وعرفت من عزيزة مكان البير ده فين فى اسكندرية، وكنت كل يوم جمعة باخد شيماء ونروح عند الست مديحة اللى مسؤلة عن الناس اللى بتدخل محتاجة مياه البير ده، كانت تستغرب اننا مداومين على ده من غير ما نستخدم المياه، اصل ممنوع نشرب منها، دى بس للمسحورين، واحنا للأسف مكناش مسحورين، احنا كنا سبب فى اذى كائنات بتساعد المسحورين، فاتت سنين طويلة على نفس الحال، كانت مراتي عارفة اني أنا باخد شيماء كل جمعة ازورها الاولياء لانها عانت كتير بسبب الصدمة اللى حصلت بموت أبوها وأمها واخواتها، حاولت اكتر من مرة تيجي معايا، لكن كنت بتحججلها بأنه يبقى لهم يوم تاني نروح فيه كلنا، لكني نخلي يوم الجمعة لشيماء لواحدها، علشان تتكلم مع ال البيت وتقول كل اللى جواها، مراتي كانت طيبة وبتصدق علطول، وولادى كبروا ومنسيوش كريم ابدا، اللى كنت كل يوم بشوفه فى حلمي، وكل سنة بروح البيت، وبشوف صفا اللى بتخليني فعلا احس بطيف ابني حواليا حتى لو مش شايفه قدامي، غادة اتجوزت، وضياء دخل ثانوية عامة زى كريم، وجاب مجموع عالي ودخل كلية الطب، كان عايز يحسس امه انه حقق امل كريم، اه فرحنا بأولادنا لكن كريم كسر جوانا مكان لايمكن يتصلح، ياما وكتير جه لشيماء عرسان لكن كنت برفض بعلمها، هى عرفت شرط صفا، وقبلت بيه خوفا من ان حد تاني يتأذى، ولحد دلوقتي أولادى اتجوزوا وخلفوا، وحتى صفا بقيت أم لنسل يحمل دمها ودم ابني، لكن شيماء هى اللى قاعدة تخدمني انا ومراتي اللى نظرها ضعف من كتر عياطها على كريم، والبير بعد السنين دى كلها لسه على حاله، مش بيعمل حاجة غير انه بيساعد وبس، لكن مخلوقات الجن المسلم مش بتفكر فى الأذى غير بعد ما بتتأذى وانتقامهم بيكون صعب اوى، وأنا عايش سنين عمري دي كلها بنار انتقامهم.
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قاع البير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى