Uncategorized

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع بقلم دعاء الكروان

 رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع بقلم دعاء الكروان

رواية تائهة بين جدران عشقه الفصل الرابع بقلم دعاء الكروان

ذهبت سهام إلى زينة فوجدتها قابعة بغرفتها تنتقل بين صفحات المجلات بملل شديد ، فأخبرتها بأن على باشا يريد مقابلتها فى أمر هام ، عقدت حاجبيها بتعجب؛ فهى تعرف علي و تحدثت معه مرارا أحاديث عابرة فى اﻻوقات القليلة التى كانت تنزل فيها لصالة الملهى ؛ و لكن لم يسبق و أن طلبها خصيصا للتحدث معها ؛ فأردفت سهام قائلة : 
ـــ ما تروحيله يا زينة و انتى تعرفى هو عايزك ليه ؟ 
قطبت جبينها تخمن سبب طلبه مقابلتها : 
ـــ غريبة أوى .. ليكون عايزنى عشان … 
قاطعتها سهام سريعا مصححة لظنها السيئ به :
ـــ ﻻ ماتخليش مخك يروح لبعيد ..على بيه راجل محترم و بيعتبرك زى بنته و عمره ما اتكلم عليكى ف حاجة زى كدا و ﻻ حتى لمحلى مجرد تلميح .
ابتسمت بسخرية و أردفت باستهزاء :
ـــ ها .. هو فى راجل محترم هييجى هنا برضو ..؟!
أثارت هذه الكلمات حنقها فصرخت بها: 
ـــ جرى ايه يا بت ؟ ..بتتبطرى ع المكان اللى لحم كتافنا كلنا من خيره و ﻻ إيه ؟ 
اضطرت أن تخضع لأمرها حتى ﻻ تتمادى ف حديثها اللاذع العقيم عن فضلها فى تربيتها و تحملها لأعباء مصاريفها و دراستها و فضل هذا الملهى الليلى عليها و قالت باستسلام :
ـــ خلاص يا خالتى انا رايحاله اهو ..يختيى ؟؟ 
أجابتها و هى تضع يديها على خصرها مردفة بغضب وغيظ : 
ـــ يك خوت … انجرى يلا.
انصرفت زينة الى حيث المكان الذي يجلس به على الرفاعى و عندما وصلت اليه وجدته منكبا على هاتفه بتركيز فى احد مواقع التواصل الاجتماعي ، فحمحمت قائلة :
ـــ احم… إزيك يا على باشا ؟!
رفع ناظريه من الهاتف و كاد أن يرد عليها ، إﻻ أن الكلمات توقفت بحلقه عندما رآها تقف أمامه بطلة تخطف اﻷنفاس من فرط براءة ملامحها و جمالها اﻷخاذ فى آن واحد رغم حشمة ملابسها.
أدرك حينها أنه قد أحسن الاختيار ؛ فمن يرى زينة و طفولة ملامحها و براءتها ﻻ يمكن أن يصدق أنها نشأت و تربت فى ملهى ليلى ، و بذلك لن يكتشف يوسف خدعته بسهولة .
بينما كان شاردا فى بحر أفكاره اللعينة ، استفاق على هزة بسيطة من يد زينة ، فحمحم بحرج :
ـــ آسف يا زوزة سرحت شوية .. 
أشار الى المقعد المقابل لمقعده قائلا: 
ـــ إقعدى إقعدى واقفة ليه ؟؟
احتدت نبرتها قليلا و هى تسأله : 
ـــ خير يا باشا ؟ .. كنت عايزنى ف إيه ؟ 
ـــ رفع حاجبيه قائلا باستنكار :
ـــ يا بنتى إقعدى هو أنا هاكلك ؟!
أومأت باستسلام و هى تجلس قائلة :
ـــ حاضر يا باشا .. آدى قاعدة .. 
أدار دفة الحديث بمقدمة ماكرة حتى تطمئن له و لا يثير ريبتها قائلا : 
ـــ اﻷول يا زينة ، قوليلى انتى أخبارك إيه ؟ مبسوطة هنا ؟!
رمقته باستغراب : 
ـــ ﻻ مؤاخذة يا باشا يعنى… إيه ﻻزمته السؤال دا ؟ 
جحظت عيناه تعجبا من دهائها فأدرك حينها أنه لن يكون من السهل عليه اقناعها بلعبته، فأردف بإعجاب من ذكائها:
ـــ باين عليكى ذكية و مش سهلة كمان ؟ 
أومأت بثقة و نسجت بعض الكلمات التى أظهرت ما عانته من قهر قائلة: 
ـــ الدنيا علمتنى ما آمنش لحد بسهولة .. الناس كلهم غدارين ، و بالذات بقى الرجالة .
عقد ما بين حاجبيه متسائلا:
ـــ ليه بقى ؟! ..حد منهم غدر بيكى ؟؟
ابتسمت بسخرية مريرة و بسطت له كفها تحصى على أصابعها بشجن و غصة مريرة تقف بحلقها:
ـــ يااااه .. أبويا غدر بأمى ، و عم سيد الله يرحمه ربانى و غدر بيا ف اﻻخر لما كان عايز يشغلنى ف الكباريه ، حتى جلال غدر بيا لما عملى احتكار و حكم عليا يا أتجوزه هو يا مفيش جواز خالص ، 
اقتربت منه أكثر برأسها مردفة بخفوت: 
ـــ أقولك حاجة كمان يا باشا ؟! .. كل الرجالة اللى بيسهرو هنا ؛ كلهم غدارين و خاينين و ما يملاش عينهم اﻻ التراب 
رفع حاجبيه باندهاش مردفا و هو ينفث الدخان من فمه ببطئ : 
ـــ ياااه .. دا انتى مليانة من ناحية الرجالة أوى..
صمت لبرهة يقلب كلماتها برأسه يحاول أن يجد لهذه المغارة القابعة أمامه مدخلا تمكنه من الوصول لأعماقها فاستأنف حديثه بغموض: 
ـــ حبيتى قبل كدا يا زينة ؟
قهقهت زينة على إثر هذا السؤال حتى أنها لم تستطع اﻻجابة عليه من فرط الضحك ؛ فقال لها علي باستغراب: 
ـــ إيه يا بنتى هو انا بزغزغك ؟! و ﻻ يكونش قولتلك نكتة و انا مش عارف ؟! 
ردت عليه بصوت منقطع من الضحك :
ـــ ههههه .. انت بتقول فيها يا باشا ، ههه أما دى حتة نكتة ؟؟ .. ههه ، قال أحب قال ؛ مفيش راجل يستاهل انى أحبه أو أفكر فيه حتى .. يعنى بعد كل اللى قولتهولك دا و لسة بتقولى حبيت ؟؟!
ابتسم على براحة و إطمئنان بعدما سمع منها هذا التصريح، فذلك كل ما يتمنى ان يسمعه منها ؛ و كأن كل الخيوط تتضافر من أجل تنفيذ مخططه ضد غريمه يوسف . و راح يملى عليها ما يريده منها ..
فى لندن … 
أجرى يحيى مكالمة هاتفية مع عمار…
بدأ حديثه بمرح قائلا :
ـــ إزيك يا عمورى عامل إيه ؟؟
ـــ والله كتير منيح يا يحيى ، إنت ايشلونك ؟
ـــ أنا كمان منيح .
ضحك عمار لتقليده المرح و أردف:
ـــ طالعة من تِمَّك بتجنن .
ـــ تسلم يا حبيب قلبى ، ها علاء زميلك جيه و ﻻ لسة؟ 
ـــ ايه ايجا اليوم مع صفوت بيك و بنته كمان .
ـــ تمام أوى ؛ يعني هنسهر سوا الليلة؟ 
ـــ إن شاالله .. بس خلينا نسهر بالكافيه ؛ ﻷن ديما خانم بنت صفوت بيك راح تكون موجودة بالكافيه بالمسا ، و أبوها وصانى دير بالى عليها لحتى ما يضايقها حدا .
عقد حاجبيه باستغراب: 
ـــ و أبوها ما ياخدش باله هو منها ليه ؟ 
أردف عمار موضحا :
ـــ ﻷنه بفترة المسا بيكون مشغول شوى باجتماعاته مع الجالية الفلسطينية هون بالكافيه .
ـــ خلاص اوكى يا عمورى .. بشوفك المسا بالكافيه .
ضحك على تقليده للكنته مردفا : 
ـــ أوكى فى انتظارك يا زلمة ، باى …
عودة لعلى الرفاعى و زينة فى الملهى الليلى …
تململت زينة فى جلستها فى انتظار سماع طلبه فاردفت بنفاذ صبر:
ـــ مش هتقولى بقى يا باشا عايزنى ف إيه ؟
اعتدل بجلسته و استند بذراعيه على الطاولة و اقترب برأسه و أردف بهمس و تركيز:
ـــ عايزك تساعدينى ف حاجة تهمنى أوى ، و انا مش هبخل عليكى باى حاجة. . يعنى م اﻻخر كدا طلباتك أوامر ، بس خلى همتك معايا كدا ، و دماغك مصحصحة للى هقوله و تركزى معايا كويس أوى. 
قطبت جبينها باستنكار و احتدت نبرتها قليلا قائلة:
ـــ مش أفهم اﻷول حاجة ايه دى اللى عايزنى فيها ؛ و بعدين أشوف هوافق و ﻻ ﻷ ؟!
ـــ رمقها بغيظ مردفا :
جرا ايه يا زوزة ؟ .. هتسوقى عليا الدﻻل من أولها كدا ؟
تراجعت حدتها و لانت نبرتها قليلا ثم قالت : 
ـــ العفو يا باشا مش القصد ، بس فهمنى ع العوبارة و ان شاء الله مش هنختلف .
تنهد براحة قائلا :
ـــ أيوة كدا خليكى معايا ع الخط .
أومأت برأسها بالايجاب و أردفت باستسلام : 
ـــ و أنا تحت أمرك يا باشا .
راح يقص عليها عداوته مع يوسف و ذلك الفيديو الذى يهدده به ، و بالطبع لم يخبرها بحقيقة شخصية يوسف ، و إنما زيف لها الحقيقة و لوثها بسواد قلبه و سريرته مستغلا نقطة نفورها من الرجال و انطباعها السيئ عنهم قائلا:
ـــ فى منافس ليا ف السوق عنده مجموعة شركات كبيرة ، حاططنى ف دماغه ، و مبوظلى صفقاتى و مناقصاتى ، و اﻻدهى بقى انه ماسك عليا فيديو ﻻ مؤاخذة يعني ، و عايز يفضحنى بيه 
زاغت عيناه فى الفراغ و أردف و هو يصتك أسنانه بغل و كبرياء: 
ـــ و انا بقى عايز أربيه و أعرفه مين هو على الرفاعى و ازاى يستجرا يعمل معايا أنا كدا.
انكمشت ملامحها باستغراب مردفة بعدم فهم: 
ـــ و أنا دخلى ايه فى دا كله يا باشا .
أجابها بنفاذ صبر :
ـــ إسمعينى للآخر و متقاطعنيش يا زينة .
أومأت له زينة بالايجاب دون ان ترد و طالعته بأعين متسعة من شدة التركيز .
أردف يشرح لها و الغل يملأ قلبه و يفيض:
ـــ دلوقتى انا عايز أعمله فيديو زى اللى بيهددنى بيه .. وانتى اللى هتساعدينى فى كدا .
جحظت عيناها من الصدمة و رمقته بازدراء حين فهمت سوء نيته وكادت ان ترد عليه و لكنه سبقها قبل ان تتحدث مصححا سوء فهمها :
قبل ما تتكلمى و تقولى اى حاجة ، انا عارف ان انتى مالكيش ف الشمال ، انا عايزك بس توقعيه ف حبك و واحدة واحدة هتسحبيه لهنا و انا عليا الباقى ، متخافيش مش هورطك في حاجة كدا و ﻻ كدا لاسمح الله .. ها قولتى ايه ؟ 
عقدت حاجبيها بريبة مردفة:
ـــ يعنى يا باشا من وسط كل البنات اللى هنا اللى يوقعو اجدعها راجل ؛ تختارنى انا اللى عاملة زى المدب مع صنف الرجالة ؟! 
على باقناع : 
ـــ يا بت البنات دول كلهم كروت محروقة و معروفين و بعدين كلهم أشكالهم يعنى أستغفر الله العظيم زى اللى نازل عليهم غضب ربنا ..تؤتؤ ماينفعوش خالص .
صمتت لبرهة تفكر ثم سألته و القلق مسيطر عليها :
 ـــ اممم.. هو بييجى هنا يا باشا ؟؟
على : 
ـــ ﻷ ، عمره ما دخل اﻻماكن دى .
قطبت جبينها باستغراب :
ـــ إزاى بقى ؟ .. هو فى راجل غنى مبيدخلش الاماكن دى ؟ 
أردف بخبث و دهاء حتى يشحنها بكرهه و يثير اشمئزازها ناحيته: 
ـــ أصله عامل فيها راجل مستقيم عشان يحبب الناس فيه ، و هو مقضيها من تحت لتحت ابن اللذين . يوسف دا مش سهل ، اللى يتعامل معاه يفتكر انه جد و مالوش ف الهلس ، و هو مقطع السمكة و ديلها وﻻ حد دارى بيه ، عشان كدا عايزه يبان على حقيقته اللى عاملى فيها شيخ دا.
انكمشت قسمات وجهها باشمئزاز :
ـــ إخييه ، مبكرهش ف حياتى يا باشا أد الراجل المنافق دا.
إستطاع على بحِنكته و دهائه أن يُثير حماستها و يُحفزها نفسيا لتتحدى نفسها فى الايقاع برجل يَدَّعى الاحترام و الفضيلة كما لَقًنها منذ قليل، فأردفت بحماسة: 
ـــ انت كدا هتشوقنى انى أظهره على حقيقته و أجيب مناخيره اﻷرض… عشان تعرف بس إن عندى حق ف كلامى عن غدرهم ، نفسى أقابل راجل محترم بجد مش بيمثل اﻻحترام .
أجابها بمكر الثعالب و خبث الشياطين :
ـــ ما أظنش هتلاقى يا زوزة .
تحفزت أكثر لبدأ التحدى و أردفت : 
ـــ اه… المهم يا باشا هنبدأ إمتى و هعمل إيه بالظبط ؟.. فقد أعجبتها هذه اللعبة، أما على فقد تفاجأ كثيرا من حماستها ، و لكنه كان فى قمة سعادته ، فاﻷمور تسير معه بمنتهى السلاسة كنصل السكين الحار الذى يذيب قالب الزبد فور انغراسه بها ، فلو كان ينوى خيرا ما كانت اﻻمور لتسيير معه بهذه السلاسة .
راحت زينة تستمع بكل آذان مصغية لما يمليه عليها هذا الشيطان اللعين ، ينفث سمه فى أذنها و يجعلها تظن بيوسف أسوأ الظنون ، و أخذ يلقنها دورها كما لو كانا سينفذان مسرحية تقوم هى بدور البطولة و يقوم هو بتأليفها و إخراجها . 
إطلع الاثنان على السيناريو المتفق عليه ، و اتفقا على بدء التنفيذ فى الغد القريب ، كما إشترطت عليه زينة أن تحصل على مبلغ مالي كدفعة أولى نظير هذه المهمة ، و أﻻ يعرف جلال بهذه اللعبة حتى ﻻ ينكشف أمرها أو يقوم بمضايقتها أو حتى يساومها على ما سوف تحصل عليه من مال .
غادر على الملهى الليلى بعدما إكتمل مخططه اللعين على أفضل ما يرام، و اتفق مع زينة على تفاصيل اللعبة و طريقة الدخول الى عالم يوسف سليمان.
بينما زينة غادرت إلى غرفتها فشهقت بفزع و اخذت تتفل فى صدرها عندما باغتها جلال بامساكها من رسغها و هى تقبض على مقبض باب غرفتها صارخا بها: ـــ انتى استأذنتينى قبل ما تنزلى الصالة ؟ ها ؟!
سمعت سهام صراخه فأسرعت اليهما بهلع خوفا من أن يكشف اتفاقها مع على فأردفت مدافعة عنها بصياح يتوارى خلفه قلقها البالغ : 
ـــ جرى ايه يا جلال، يعنى ما تفكش عن نفسها شوية ؟ دى يا حبة عينى محبوسة ف اﻻوضة بين أربع حيطان ، و بعدين زينة مايتخافش عليها ، آه . . 
نظرت لها تغمزها بعين واحدة و تلكزها بكوعها بخفة:
 ـــ مش كدا و ﻻ إيه يا زوزة؟ 
ردت بارتباك طفيف : 
ـــ أومال يا خالتى .. ما أنا علطول بقوله كدا بس هو بقى اللى محكم رأيه ما انزلش من غير إذنه. 
رمقته باستعطاف و دلال مصطنع: 
ـــ و بعدين انت مكنتش هنا ، فأخدت اﻹذن من خالتى .
أردفت سهام مغيرة مجرى الحديث حتى تلهى جلال عن أمر نزول زينة إلى صالة الملهى بدون إذن منه ..
مردفة بتساؤل: 
ـــ أﻻ صحيح انت كنت فين يا واد ؟ ما شوفتش خلقتك م الصبح ؟ 
نسى او تناسى أمر زينة مؤقتا و أردف بسعادة بالغة : ـــ اسكتى ياما ، أما انا جاتلى حتة شغلانة !! .. حاجة كدا آخر أوبهة .
ردت عليه متصنعة الجهل بهذا اﻷمر : 
ـــ شغلانة ايه دى يا واد فرحنى ..
أجابها بغبطة و حماسة : 
ـــ فرد أمن ف شركة كبيرة أوى ياما .. 
و لكنه قطع كلامه و هو يزم شفتيه بضيق مردفا بأسف:
ـــ بس صاحب الشركة مشترط عليا ياخدنى تدريب شهرين بحالهم مدفوعين اﻻجر قبل ما يسلمنى الشغل ، قال ايه عشان اكون قد المسؤلية.
شعرت زينة بارتياح تام فها هى سوف تقوم بمهمتها بحرية كما انها ستتحرر من أسر جلال الجاحد و تحكمه بها كما لو كانت احدى ممتلكاته الخاصة، انفرجت أساريرها بسعادة جاهدت أن تخفيها و أردفت تقنعه:
ـــ و ماله يا جلال ؟ ما تروح يا خويا عشان حتى نتفشخر بيك كدا ف الكباريه .
رمقها بغيظ قائلا بحنق:
ـــ أه يختى جاتالك ع الطبطاب عشان تصيعى براحتك .. مش كدا ؟ 
زمت زينة شفتيها بضيق مردفة بأسف حقيقى :
ـــ اخس عليك يا جلال ، بقى انت تعرف عنى كدا ؟ .. 
فتحت باب غرفتها سريعا و عينيها محتقنة بالدموع و لكن لحق بها جلال ممسكا بمعصمها قائلا بضيق من نفسه :
ـــ إستنى بس يا زوزة .. مش قصدى أزعلك و الله ، بس انا زعلان انى هفضل شهرين بحالهم مشوفكيش.
أكمل بنبرة حانية و ابتسامة حب صادقه تشق وجهه: 
ـــ دا انتى مبتغبيش عن عينى و قلبى لحظة يا زينة ..
أحست بصدق كلامه فهى تعلم أنه يحبها و يغار عليها فأردفت بخفوت :
ـــ خلاص يا جلال محصلش حاجة ، بس يا ريت تبقى واثق فيا شوية أكتر من كدا .
أجابها بصوت خافت معتذرا :
ـــ خلاص بقى مايبقاش قلبك اسود كدا ؟! .. فين اﻻبتسامة الحلوة بتاعت احلى زوزة ف الدنيا ؟؟
إبتسمت زينة له و أطرقت رأسها بخجل من كلماته الغزلية ….
مساءً بتوقيت لندن …
ذهب يحيى ليقضى سهرته مع صديقه السورى عمار فى المقهى العربى كما اتفقا سابقا ، و عندما دخل الى المقهى دار بعينيه في المكان لكى يرى صديقه ، و لكنه لم يجده فذهب لزميله المناوب له علاء لكى يسأله عليه .
يحيى :
ـــ فين عمار يا علاء .
علاء :
ـــ راح تلاقيه بغرفة تبديل الملابس ، عم بيبدل تياب الدوام ، لسة لهلا مستلم منه المناوبة .
يحيى : 
ـــ اوكى ، هستناه على اى ترابيزة برا . شكرا 
علاء :
ـــ عفوا .
و كاد يحيى أن يغادر هذا المكان ليجلس باحدى المقاعد الخارجية ، إﻻ أنه سمع صوت شجار بين فتاة و شاب فراح يتابع هذه المشاجرة بفضول ..
الفتاة بعصبية مفرطة: 
ـــ أنا إلى ساعة عم فهمك إنى ما بدى أتعرف فيك .. اتركنى لحالى بقى بليز .
قبض الشاب على رسغها مردفا:
ـــ ﻻ ايمت راح تدللى على بهاى الطريقة .
نزعت يدها من قبضته بعنف ثم أردفت بحدة و هى ترمقه باشمئزاز :
ـــ لك انت من وين بتعرفنى لحتى تحاكينى هيك ؟؟
اغتاظ يحيى كثيرا من تطفل هذا الشاب السمج على تلك الفتاة ، و لم يستطع أن يسيطر على هياح أعصابه الذى أثاره ذلك السمج و اندفع نحوه و أمسكه من تلابيبه و قرب و جهه من وجه ذلك الشاب قائلا بغضب مكتوم مصتكا فكيه بعصبية : 
ـــ هى مش قالتلك مش عايزة تتعرف يا روح امك ؟؟
رمقه الشاب بأعين متسعة من الخوف و المفاجأة فى آن واحد مردفا بنبرة مهتزة: 
ـــ و انت شو دخلك بها يا زلمة ؟؟
أجابه بنبرة مخيفة :
ـــ أختى ، ممكن تغور بقى من هنا ؟
لم يقتنع الشاب بذلك فقطب جبينه باستنكار مردفا: 
ـــ ايشلون خيتك ؟! .مو انت مصرى ؟ 
أبلغه من العصبية أقصاها فشدد من قبضته على تلابيبه و هزه بغضب مقربا وجهه من وجه الشاب مردفا بزئير أسد متحفز للانقضاض على فريسته :
ـــ و انت مال أهلك ؟ .. انت هتغور من هنا ياض و ﻻ أشلفطلك وشك اللى انت فرحان بيه دا ؟ 
رد عليه الشاب متلجلجا من هيئته المتحفذة لضربه ضربا مبرحا : 
ـــ خلاص يا زلمة راح روح ، ﻻ تعصب حالك هيك ؟ 
يحيى بنبرة متهكمة : 
ـــ طب يلا يا شطور من هنا ، يلا يلا ، أخذ يرددها و هو يدفع ذلك الشاب خارج المقهى .
بينما تلك الفتاة كانت تقف ترمق يحيى بانبهار من موقفه و جرأته فى دفاعه عنها رغم أنه ﻻ يعرفها و ﻻ تعرفه ، و لم تنبث بكلمة فقط تراقب يحيى و هو يدفع ذلك الشاب للخارج.
التفت لها يحيى و رمقها بنظرات خاوية و وجه جامد لا ينم عن أى تعبير مردفا بأدب:
ـــ ممكن تتفضلى معايا هناك أقولك كلمتين بس؟! 
أشار الى إحدى الأركان الخاوية بالمقهى،  فأومأت له بالايجاب دون رد و سار بها الى حيث أشار ، بينما هى كانت تسير معه باستسلام تام منافى لشخصيتها المتمردة حتى استوقفها قبالته و رمقها بغيظ و احتدت نبرته و هو يؤنبها قائلا:
ـــ و انتى .. ما تحترمى الحجاب اللى على راسك دا و البسى لبس واسع شوية ؟ .. ﻻزمته ايه الحجاب دا اللى يا دوب مغطى شعرك بالعافية ، و ﻻ البنطلون دا ؟ دا مرشوش عليكى يا ماما مش ملبوس ؟ ..لبستيه إزاى أصلا؟؟ 
أثار توبيخه اللاذع غيظها و تناست سحر انبهارها بموقفه، و اصتكت فكيها بغضب جم قائلة : 
ـــ و انت شو دخلك فينى ؟ ليش مهتم كل ها الأد بتيابى ؟
جحظت عيناه من جوابها فاردف بتهكم :
ـــ انتى عبيطة يا بنتى ؟ تياب ايه دى اللى ههتم بيها؟ ثم انتى إزاى تقعدى فى وقت زى دا لوحدك ف الكافيه؟ 
أجابته بعصبية تليق بطبيعتها المتمردة : 
ـــ يا الله. .انت شو دخلك فينى؟ !..ياللى بيشوفك معصب هيك راح يفكرك بيى او خيى ، لك حتى البابا ما بيدخل ف ستايل تيابى .
إغتاظ يحيى كثيرا و أحس ببعض الندم على مدافعته عنها و صاح بها مشيرا بسبابته على صدره : 
ـــ أنا فعلاً غلطان انى اعتبرتك اختى و عملت معاكى اللى كنت هعمله مع اختى ، بس الظاهر ان الموضوع كان عاجبك و انا جيت قطعت عليكى. 
جحظت عيناها و فغر فاها من وقع عبارته اﻻخيرة ، فاستطكت أسنانها بغضب جم و رفعت كفها لكى تضربه على وجهه و لكن يد ما سبقتها و أمسكت بكفها قبل أن تتمكن من ضربه.
يتبع….
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!