Uncategorized

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح طارق

 رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح طارق

رواية أمسك بيدي فلتنقذني من الهلاك الفصل الثاني عشر 12 بقلم فرح طارق

سقط قلبه بين قدميه وهو يحاول آفاقتها ولكن لا حياة لها..تحسس جبينها و وجد حرارتها مرتفعة بكثرة؛ ف ابتعد عنها بهلع وخوف من إصابتها مكروهٍ ما وخرج من الغرفة و وجد سيف يقف بانتظاره وهتف بحدة
– سيف احضر الطبيب الآن، هيا سيف لا تظل واقفًا مكانك..!
سيف وهو يحاول معرفة ما يحدث
– حصل حاجة..؟
– لا أعلم ولكن حرارتها مرتفعة للغاية، ولا تجيبني! هيا سيف لا تقف كثيرًا .!
تركه سيف وذهب ليهاتف الطبيب وقلبه ينبض بخوف على تلك المسكينة التي وقعت بين براثن مايكل.
هاتف الطبيب وانتظر ليأتي، وبوقت انتظاره هاتف فهد وأخبره بما حدث وأغلق معه و هو يرى الطبيب جاء مهرولًا فور أوامره..
دلف الطبيب للغرفة وقام بعمله، وبعد وقت قد علق بعض المحاليل لحور، و وقف ليحادث مايكل قائلاً بعملية
– من الواضح أنها لا تأكل منذ أيام، وغير ذلك حالتها النفسية غير مؤهلة لأي شيء وذلك أثر على حالتها الصحية، أنا علقت لها محلول حديد، وارجو أن تأكل أكثر من ذلك، وفعل أشياء تساعد على تحسن نفسيتها للتقدم بصحتها أكثر من ذلك، وهذا قرص خافض للحرارة حينما تفيق تتناوله، و وضعت لها حقنة خافضة للحرارة بالمحلول.
نظر مايكل لحور بقلق و وجهها الشاحب والذي يميل للون الأصفر، وشفتيها البيضاء بشدة، ونظر للطبيب مرة أخرى متسائلاً
– هل ستكون بخير إذًا..؟
– لا تقلق ستتعافى ولكن يجب عليك الإهتمام لذلك.
غادر الطبيب ونظر مايكل لسيف قائلًا بنبرة متألمة
– سأبقى معها سيف، لن اقدر على تركها وحدها..! أشعر وكأنني السبب بما حدث لها ! 
اقترب منه سيف وهتف بتفهم
– متقلقش، هي بخير وهتفوق وتبقى أفضل بأمر الله، وأنا هشوف الشغل واظبط للحفلة متشلش هم.
ابتسم له مايكل ولازال عقله مع حوريته، وتركه سيف وغادر ليخبر فهد بما حدث، ولكنه وقف بالخارج وهو يستمع صوت مايكل وهو يحادث حوريته بندم..
– حوريتي، أعلم انكِ تريدين تركِ والعودة لوطنك ومنزلك وعائلتك، ولكني لن أقدر على ذلك! عائلتك في مصر وانتِ هنا أصبحتِ عائلتي حور! في بداية الأمر كنت أظن أنه ليس أكثر من رغبتي بقضاء ليالٍ معاك ولكني الآن أصبح هدفي الوحيد أن تبقي معي بارادتك! أصبحت لا أريد شيئًا سوى أن أطمئن بوجودك معي حوريتي، أريدك فقط إن تشعري بي مثلما أشعر بكِ! أحبك حوريتي، بل أعشقك.
غادر سيف وعقله لا يفهم ولا يقدر على استيعاب ما يحدث حوله!, هو بين نار عشقه وبين نار حب مايكل وثقته به! هناك مواقف كثيرة جمعتهم معًا و وقف مايكل بجانبه بأكثر من امرٍ والآن سيخون كل ذلك؟ عقله مشتت وهناك نارًا مشتعلة بين قلبه وما يريده، وعقله وما يراه! 
بينما على الجانب الآخر في غرفة فهد، ظل يأخذ الغرفة ذهابًا وايابًا وكلمات سيف عن مرض حور يتردد داخله، وأخباره بأن مايكل رافضًا لمغادرة غرفتها..! نارًا اشتعلت بداخل صدره لن يطفئها سوى أن يرى حوريته والاطمئنان عليها بعيدًا عن ذاك المدعو بمايكل! 
اقتربت منه چَيدا وهتفت بهدوء
– منقلقش بإذن الله هتكون كويسة.
التف لها فهد وهتف بحدة وغضب
– هتكون كويسة! هتكون كويسة وهو معاها ف نفس الزفت الأوضة ورافض يسيبها..؟ 
ظل يدور حول نفسه وچَيدا تنظر له بشفقة وتفكر بامرٍ يقدرون به أن يطمئن عليها ويراها لعله يهدأ قليلًا .! 
استدار لها فهد وأكمل بغضب
– كنت عندها امبارح! كان شكلها تعبان وشها كلوا أصفر بس بغبائي بردوا سيبتها ونزلت ! وسيبتها بعد ما زعقت معاها بسبب مايكل! 
ركل الطاولة الصغيرة الموضوعة أمام الأريكة بقدمه لتقع ارضًا، بغضب لعله يخفف تلك النيران التي تحرقه بمنتصف صدره وكلما تذكرها ليلة أمس وكيف تركها كلما ازدادت النيران اشتعالًا بداخله
امسك بهاتفه واتصل بسيف واردف بقلة صبر حينما جاءه الرد
– سيف اتصرف وخليني أشوفها.
– أنسى النهاردة حتى يا فهد! مايكل أنسى إنه يتحرك من اوضتها..! ده بيعيط عشانها..هيسيبها؟
وقعت الكلمات على مسامعه كالبرق وهتف بخفوت
– بيعيط عشانها..! قصدك ايه..؟
– قصدي إن مايكل واللي عرفته امبارح ده كان ف بداية خطفه لحور، إنما دلوقت ف مايكل بيعشق حور مش لمجرد خلفة والسلام ولا رغبة جواه ناحيتها، ولو كانت فعلًا كدة كان أجبرها عليها..! بالعكس هو حبها فوق ما تتخيل، مشوفتش عياطه عشانها وإحساسه بالندم وإن هو السبب ف تعبها..! 
– وحور..؟
قال كلمته بخشية وصوتٍ بالكاد وصل لسيف، خوفًا من رده عليه، بينما أجابه سيف بهدوء
– حور لسة مفاقتش، وكمان هتفوق على بكرة كمان! يعني لو روحت النهاردة ملوش أي لازمة غير تضييع وقت ولفت انتباه ليك! ف استنى ع الأقل لبكرة! وحور مش بترضى مايكل يبات معاها ف نفس الأوضة ف بكرة صدقني هتشوفها.
مسح وجهه وهو يشعر بأن قلبه غير منصاع لما يقال له، يشعر وكأنه يريد تحطيم كل شيء والصعود إليها الآن ولكن إن فعل ذلك ف هو لن يأذي سواها..! 
أغلق مع سيف وألقى الهاتف على الفراش، وجلس و وضع رأسه بين يديه وهو يشعر بالعجز عن فعل أي شيء لأول مرة حياته يشعر وكأنه مكتوف الأيدي وغير قادرًا على القيام بشيء سوى الإنتظار..!
من أصعب اللحظات التي من الممكن أن تمر في حياتك هو الإنتظار..! انتظارك لشيءٍ ما تريد فعله، وكلما ازدادت أهمية الشيء كلما كان الإنتظار أصعب من ذي قبل..! 
في غرفة سيف ومهاب..
استند برأسه على ظهر الفراش، وهو ينظر للسقف بشرود، ويتذكر حينما كانت ترقص معه بالحفل..
قررت قطع الصمت بينهم قائلة في توتر حاولت إخفائه.
– چَيدا ٢٦ سنة وأنت..؟ 
ابتسم ياسين في تهكم 
– ع أساس مش عارف اسمك؟
تنهدت چَيدا وعينيها تدمع وابتعدت عنهُ ورحلت من أمامه، ف مهما كان الأمر تعلم أنها أحبته، هي بالأساس تحبه قبل أن تأتي لتلك المهمة معهُ، ف هي دائمًا كانت تراه حينما كانت تذهب لعمها مكتبه، ولكنها لن تقبل بتلك الإهانة مهما كان قلبها يعشقه! بينما وقف ياسين يطالع أثرها وهتف بنبرة متعبة
– أنا بالذات مينفعش يا چَيدا مستحيل.
ظل واقفًا مكانه يحارب قلبه للذهاب خلفها، قلبه يتصارع مع عقله بأن يلحق بها ويمنع بكائها الذي تسبب به الآن! بكائها الذي يسبب جرح داخل قلبه وكلما ازداد وكأن سكينًا حاد يطعن قلبه ف يكثر نزيفه بازدياد بكاء معشوقته..
ذهب خلفها وهو يخطو بحذر و وجدها دلفت للمصعد، ودلف وراءها وهتف بلهاث 
– مش بندهلك بالراحة عشان تقفي تكلميني! 
حركت چَيدا كتفيها بلامبالاة قائلة
– وهكلمك ليه؟ بعدين ناسي اللي جينا علشانه! 
زفر ياسين بغضب وهو يضغط بيده غلى زر المصعد حتى يعطله عن الصعود أو الهبوط، والتف لها ومسح وجهه بحنق، ونظر لها لثوانٍ بينما هتفت چَيدا
– عطلت الاسانسير ليه؟
– عايز أتكلم معاكِ شوية.
انتظرت چَيدا حديثه وقلبها ينبض بشدة، لوجودهم معًا وحدهم بمكانٍ مغلق، فركت يديها بتوتر شديد، هي بكليتها اول ما تعلمته هو كيف تتحكم بذاتها لماذا معه تنسى كل ذلك..؟ هي غير قادرة على الوقوف أمامه أو النظر إليه حتى تقدر على الوجود معه في مكان مغلق صغير كالمصعد!
بينما ياسين لم يقل حاله عنها، ف هو يحارب ذاته بشدة، يود احتضانها، الإقتراب منها أكثر، يود فعل أكثر من شيء الآن ولكنه قطع صمته بشيءٍ يُعاكس كل أفكاره وكأنه يعاند قلبه ورغبته
– مينفعش اللس بتفكري بيه يا چَيدا..! انا وانتِ نكون مع بعض أكتر من إننا في فريق واحد انسي.
عقد چَيدا ذراعيها أمام صدرها، وهتفت بنبرة هادئة تعكس تلك النيران التي اشتعلت بداخلها، وكأن شخصًا يطنعها دون رحمة بمنتصف قلبها..!
– ومين قالك إني بفكر ف أكتر من كدة..؟ جيت قولتلك معجبة بيك مثلا يا ياسين ومش قادرة اعدي الليالي من دونك يا ياسين! 
اقتربت منه واكملت بنبرة أكثر حدة وجدية
– شكلك بتتفرج على تركي كتير أو علاقاتك الكتيرة أثرت على مخك شوية! بس نصيحة ليك متفكرش ف بنت كدة إلا إذا كانت جت وحطت عينيها ف عينك وقالتلك أنا معجبة بيك! عشان بعد كدة متحطش نفسك ف مواقف بايخة شبه دي!
قالت جملتها الأخيرة وهي تبتسم إبتسامة جانبية ساخرة، وضغطت باناملها على المصعد ليصل للطابق المنشود، لتغادر المكان وتتركه واقفًا مكانه لازال يحاول استيعاب ما حدث معه للتو..!
عاد من شروده على صوت مهاب الذي يخبره بأن مروان بدأ يعود لوعيه..
فاق من نومه ونهض بنعاس وهو ينظر لهم بدهشة وهتف بتساؤل 
– مين انتوا..؟
نهض ياسين واقترب منه وجلس بجانبه وهتف وبمرح
– إيه يا بوص اللي كان خاربها امبارح! 
أضاف مهاب لحديث ياسين المرِح
– علمنا منك شوية بدل ما احنا جايين من مصر نشقط ونرجع فاضيين كدة والاجازة بتخلص ع الفاضي! 
مروان وهو يحاول تذكر ما حدث معه
– هو ايه اللي حصل..؟ أنا آخر حاجة فاكرها إني كنت بشرب ف الحفلة وتقلت بعدين مش فاكر! 
– ما أنت تقلت أوي واحنا كنا ف الحفلة وكنت بتقع ومعرفناش انت تبع مين أو اوضتك فين ف جبناك اوضتنا تنام فيها.
في غرفة فهد، وجد طرقات على باب غرفته وفتح الباب و وجد ياسين ومهاب دلفوا واغلقوا الباب سريعًا وابتعد فهد وهو يرفع حاجبيه بدهشة مما حدث ولكن باغته القلق متسائلاً
– حصل حاجة..؟
جلس ياسين على الأريكة وهو يضع يده على صدره ويلهث بشدة، بينما كان مهاب واقفًا خلف الباب وهو يضع يده على صدره ويمسك الباب خشية من أن يفتحه أحد..
قرر فهد السؤال مرة أخرى، واجابه ياسين وهو مغمض العينين
– يخربيته! الواد مفكرنا معجبين بيه وجيبناه الأوضة عشان كدة! 
كتم فهد ضحكته وقد فهم ما حدث، ولكن تسألت چَيدا بعدم فهم
– معجبين بيه إزاي..؟ 
أشار مهاب لياسين قائلًا وهو يدلف للمرحاض
– فهمها أحسن دماغي لحد دلوقت مش مستوعبة اللي حصل..
نظر لفهد وأخبره وهو يضرب وجهه بيديه (بيلطُم) قائلًا
– كان عايز يقلع..
نهض ياسين وكتم فمه سريعًا 
– يخربيتك معانا بت هنا..! 
أزال مهاب يد ياسين من على فمه وهتف بنبرة ساخرة
– طب فهمها بقى يا أخويا وعديني اخش أغسل وشي..
وقف عند المرحاض واستدار مرة أخرى وهتف قبل أن يغلق الباب
– كان عايز يعتدي يا چَيدا.
أغلق الباب سريعًا بوجههم بينما التف ياسين وفهد لچَيدا وكاد أن يتحدث ياسين ولكنها أشارت لهُ بالصمت قائلة في خفوت و وجهها احمر من كثرة الخجل
– فـ فهمت خلاص.
حرك ياسين يديه بقلة حيلة من صديقه، بينما كان فهد واقفًا يفكر بما يحدث حوله وتلك المهمة التي يكاد فيها يفقد عقله وكلما فكر أن مايكل الآن بغرفة حور يجلس معها وهي لا تشعر بوجوده! ترى ما يفعله معها الآن..؟ 
في مكان آخر تحديدًا مصر..
كانت منال جالسة بعيادة مازن، بانتظار دورها للدلوف إليه، ظلت تنظر حولها وهي تلعنه بغضب، ف قد أعطاها موعد ولم يأتِ حتى الآن..! 
كادت أن تصرخ بالسكرتيرة الخاصة به ولكنها وجدته يدلف للعيادة وهو يرتدي بدلة من اللون البيج، وقميصًا باللون الأبيض، وأشار لها بالدلوف خلفه ودلف للمكتب وهو يخلع سترته، ويرتدي مكانها البالطو الأبيض..
استدار لها مازن وعلى وجهه ترتسم ابتسامة عريضة قابلتها منال بابتسامة جانبية وهتفت بسخرية
– جاي فرحك ولا ايه! 
وقف مازن أمامها و وضع يديه بجيوب البالطو واردف 
– تؤ تؤ يا منولا، انتِ نسيتِ مازن واختياره للـ لبس بتاع ولا ايه؟ ولا شكلك خدتي واتعودتي على اللي من سنك..؟ 
طالعته بنظرة كارهة، واردف بتقزز
– ممكن تخلص عشان امشي..! 
– اقعدي يا بيبي عشان نبدأ العملية، بس الأول الممرضة هتجهزك.
بعد وقت كانت تنام على الفراش ومازن واقفًا أمامها ينظر لبعض التحاليل الخاصة بها بين يديه، ليرى أن كانت مستعدة لتلك العملية أم لا..!
أغلق مازن الملف ونظر لها وهو يرتدي القفازات واردف بجدية
– جاهزة للعميلة..؟
اجابته منال وهي تغمض عينيها بخوف
– آه.
في مكان آخر، تحديدًا شقة وفاء وليان .
صرخت وفاء بابنتها لتقوم بفتح الباب، ظنًا منه أنه أسر إبن فهد، فهو يأتي بشكل دائم للجلوس مع ليان لفترات طويلة..
فتحت ليان الباب و لجم لسانها وهي ترجع للخلف بخوف وجسدها يرتجف من كثرة خوفها وهي تجد محمد واقفًا أمامها بنظراته التي كانت ودائمًا تثير الرعب داخل قلبها..
جاءت وفاء بعدما ظلت تنادي على ابنتها ولم تجيبها ف ذهبت في قلق لترى ما يحدث ولكن حالتها لم تقل عن ابنتها واصطدمت حينما وجدته أمامها..
نظر محمد لـ ليان وهتف بعتاب
– إيه يا ليان شوفتي عفريت..؟
ثم نظر لزوجته وأكمل حديثه : وانتِ يا وفاء..!
نزلت أنظاره لمعدة وفاء التي انتفخت قليلًا من الحمل، ولا يعلم ما الشعور الذي غالفه فور رؤيته لمعدتها وشعر بأن ما تحمله داخلها جزءًا منه هو ايضًا..!
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه، بينما وضعت وفاء يدها على بطنها بخوف وليان تشبثت بوالدتها واخيرًا هتفت وفاء بشجاعة زائفة 
– عايز ايه يا محمد .؟
دلف محمد للداخل والاثنتين يتراجعوا للخلف، وأغلق الباب وهتف بجدية
– جاي اطمن على ابني ومراتي وبنات أخويا..! 
اجابته ليان بشجاعة داخلية
– لأ اطمن إبنك ومراتك وبنات أخوك طالما بعيد عنك وعن شرك فَـ هما ف احسن حال.
– حور رجعت..؟ 
اجابته وفاء وادمعت عينيها وهي تتذكر ابنتها
– وبتسأل ليه .؟
– عايزها تتنازل عن قضية ابني ويخرج.
هتفت ليا بغضب مما قاله
– آه قول كدة! إنك جاي عشان الو** ابنك! وحور لسة مرجعتش بس صدقني أنسى إنها ترجع وتتنازل ! ده ف أحلامك.
اقترب منها محمد واردف بتهديد
– راعي أنكم لوحدكم ها.. 
ابتعد عنهم وألقى نظرة عليهم غاضبة وفتح الباب وتركهم ورحل..
اقتربت ليان من الباب لتتأكد من رحيله، وأغلقت الباب بالمفتاح واحضرت الهاتف وهي تعطيه لوالدتها قائلة بصوت مرتجف
– ك..كلمي اللوا بسرعة عرفيه اللي حصل، دا هددنا..! يعني ممكن يعمل فينا حاجة، كلميه بسرعة يا ماما..
بعد وقت كان الباب يفتح للواء كامل الذي جاء لهم فور أن هاتفته وفاء بصوتها الباكي والمرتجف لما حدث، بينما فتحت لهُ ليان الباب بدهشة رغم إنها هي و والدتها من هاتفوه ولكن لم يتوقع منهما أن يأتي إليهم بنفسه! 
دلف اللواء للشقة، وجلس واحضرت لهُ ليان كوب عصير ليشربه، وقصت عليه وفاء ما حدث معهم، واجابهم كامل
– والحل دلوقت أنكم تبعدوا لمكان هو ميعرفهوش لحد ع الأقل ما حور ترجع والقضية تتقفل 
وضع اللواء الكوب الخاص به على الطاولة وأكمل حديثه
– القضية مش حوار كريم ولا كل ده، الموضوع أكبر من ده بكتير، وجود كريم ف الشحن مخسرهم كتير أوي، ومحمد وكريم ومعاهم شخص تالت متورطين مع مافيا، وشغالين معاها، ف فكرة إن كريم ف السجن والمافيا لو شمت بالخبر ده هيقتلوا كريم خوفًا من إنه يعترف بأي شيء! ف محمد مش هيسكت غير لما يخرج إبنه، والقضية كبيرة مش صغيرة، وده غير أني كنت هكلمكم لأننا وصلنا لحور..
وفاء بلهفة وشوق لابنتها
– بجد؟ هي كويسة؟ عايزة اكلـ..
قاطعها اللواء كامل بهدوء
– للأسف مينفعش، مكالمة واحدة خطر عليها، لكن وعد ف أقرب فرصة هتكلمكم بس الدنيا تهدى عند فهد شوية، وهي تحت عينيه وبخير وكويسة، والمهم دلوقت أنكم تبعدوا عن محمد.
طالعته ليان بتساؤل قائلة
– وهنروح فين..؟ 
– تعالوا الفيلا عندي..
كادت أن تتحدث وفاء ولكن أكمل كامل مقاطعًا لها
– أنا آه منفصل عن زوجتي لكن مش عايش لوحدي، معايا أختي عايشة معايا ف الفيلا، وبنت أختي چَيدا بس دي ف المهمة مع فهد برة مصر.
نظرت وفاء وليان لبعضهم البعض وأكمل اللواء كامل محاولًا لإقناعهم
– محمد ممكن يعمل أي حاجة طول ما انتوا لوحدكوا، وحور المسألة أسبوع بالكتير وهترجع، ممكن ياخدها أو ياخد ليان منك ويحطكم تحت الأمر تنازل حور مقابل ليان، طب لو مسلمتش منه..؟ ليه تاذوا نفسكم وف أيدينا دلوقت نحل الأمر..! لسة الوقت معانا والوضع هيكون لفترة مؤقتة وأكيد القضية مش دايمة العمر كلوا ومسيرها ف يوم تتحل وبأمر الله مش هتطول.
ظل الاثنتين صامتين يفكروا بما يقوله، وأكمل كامل
– يلا والله ما فيه وقت! 
وفاء بتردد وخجل
– طيب يعني أخت حضرتك.
– بالعكس هترحب بيكم هي قاعدة لوحدها وكل يوم عياط علشان بنتها، ف هترحب أوي بيكم.
بعد وقت من حديث اللواء كامل عن إقناعهم بالقدوم معه، نهضت وفاء وليان لتجهيز أنفسهم للرحيل، وهم يفكرون بحديث كامل، ف بالفعل محمد قادرًا على اذيتهم خاصةً إنهم وحدهم بالمنزل ! 
في صباح يوم جديد على الجميع..
تحديدًا في أوروبا..
فتحت حور عينيها، وهي تشعر بألم في رأسها وفي كامل أنحاء جسدها، و وجدت مايكل جالسًا على مقعد بجانب الفراش ومن الواضح أنه غفى وهو يجلس معها، شدت يدها وهي تضعها على رأسها وخرج منها أنين خافت، فتح مايكل عينيه واندفع ناحيتها بلهفة
– حوريتي، هل انتِ بخير الآن..؟ 
حركت حور رأسها بتعب، بينما أكمل مايكل وهو يمرر أنامله على وجهه وجبهتها ليتحقق من حرارتها
– انخفضت حرارتك عن أمس حوريتي، قلقتيني عليك بشدة! شعرت وكأن روحي هي المتعبة وليس انتِ! 
خفق قلبها وهي تشعر بشيء غريب بداخلها للمرة الثانية من اقترابه منها..! وكأن قربه والشعور بأنفاسه حولها يشعرها بشيء غريب على قلبها..!
مدت حور يدها وهي تدفعه بخجل وهتفت بخفوت
– ك..كنت عايزة اشرب ممكن..؟
قبل مايكل يدها بحنو واردف بأسف
– أنا آسف حوريتي، أشعر وكأنني السبب بكل ما حدث معكِ،  لو أنني اهتممت بكِ أكثر من ذلك لما كان سيحدث ما حدث 
ترك يدها ومد يديه للثلاجة الصغيرة الموضوعة بجانب الفراش، و وضع لها المياه بكوب و وضع يده خلف ظهرها وهو يساعدها للنهوض حتى تشرب المياه..
نظرت لهُ حور وهو يضع كوب المياه على فمها لترتشف منه وعينيها معلقة على مايكل الذي يفعل كل شيء بلهفة واضحة على ملامحه..
ابعدت يده في حث إنها شربت ما يكفي، ف أبعد الكوب عنها والتف لها وقبل وجنتها واستند بجبهته على وجنتها ويده تلامس وجنتها الأخرى
– كدت أموت من الخوف عليكِ حوريتي! كنت أستيقظ طوال الليل بلهفة لارى إن لازالتِ نائمة أم لا..! كلما تذكرت حينما حاولت ايقاظك و كانت حرارتك مرتفعة ولا تجبيني، كدت أموت رعبًا حينها..! شعرت بشيئًا لم أشعر منه من قبل سوى عند ترك والدتي إلي ورحيلها عني! كنت خائفًا أن تفعلي مثلها حوريتي وتتركي قلبي وحده بعدما تعلق بك وأصبحتِ الحياة بالنسبة له..! 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تستمع لكلماته وتحاول أن لا يجعلها يعبث بأوتار مشاعرها لتلك الدرجة! ف كلما اردف كلمة شعرت بخفقان قلبها يزداد باستجابة لحديثه عن حبه وعشقه لها..! 
بعد وقت كان يجلس أمامها وهو يضع الطعام بفمها، ف أثر على اطعامها بنفسه ليتأكد إن كانت تتناول جيدًا أم لا..
أمسكت حور بيده وهتفت باعتراض
– شبعت، مش قادرة أكل حاجة تانية! صدقني لو جوعت هقولك.
طبع قبلة على يدها بدفء ونظر لها وهتف
– اعديني بذلك.
ابتسمت لهُ بحنو نابع بصدق من قلبها وهي تشعر بالرضا لما يفعله معها، ف هو شعورًا غصبًا عن قلبها قد تمكن منه، وكأنه يتمرد عليها ! 
– أوعدك.
نهض مايكل ونظر لساعته وهتف بتأسف
– أنا أعتذر لتركك، ولكن لدي عمل هام الآن، ولكن أعدك سأحاول إلا أتأخر به والعودة بوقت أسرع حسنًا..؟
– مستنياك.
غادر مايكل بعدما طبع قبلة دافئة المشاعر على جبينها، وتركها ورحل بينما ظلت حور تنظر أثره وهي تشعر باشياء تتحرك داخلها ناحية مايكل..! 
استلقت على الفراش واغمضت عينيها وهي تفكر بما يحدث وما حدث معها..
غصبًا عن قلبي ف أنا أنثى بعدما كنت اتهافت مع طليقي لأن يقول لي كلمة واحدة تشعرني بأنوثتي ف كنت لا أرى سوى الإهانة منه والاستهانة بجميع مشاعري! 
أترى أنه من الصعب أن تجدِ شخصًا يشعركِ بالحياة حقًا..؟ يحرك جميع مشاعرك تجاه رغمًا عنكِ وعن حقيقة ما يحدث حولكِ! 
يحرك داخلك اشياءًا ظننتي إنها دُفنت يومًا..! وتتفاجئين باشياء لم تعرفي إنها بداخلك يومًا..! إن تجدِ شخصًا يشعرك بأنك أنثى حقًا..! إنكِ الشغل الشاغل بحياته! يُمحور كل شيء من حوله لأجلك انتِ فقط..؟ 
يظهر بحياتك في وقتًا يتسارع به كل شيء حولك على قتلك ف يخبئك هو عن كل ما يحدث بمكانٍ لا يريكِ فيه سوى حبه لكِ..! 
فتحت عينيها وهي تشعر بالضيق داخلها ورغمًا عنها شعرت بخيانتها لفهد! ذاك الفهد الذي لم ترى منه سوى الجفاء والقسوة بالنسبة لها..! ذاك الفهد الذي أحبته حقًا داخلها..ولكن كيف يكُن ذلك حبًا وهي تميل الآن لغيره..؟ 
نفضت رأسها وهي تصحح أفكارها مخبرة ذاتها
– لا لم أميل لمايكل بل أميل لما يفعله، ترى ماذا سيحدث لو رأت ذلك بفهد..؟ 
خفق قلبها بسعادة لمجرد تخيلها لذلك ترى ماذا لو حدث حقًا..!
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!