Uncategorized

رواية عهد الحب الفصل الثانى عشر 12 بقلم نور بشير

 رواية عهد الحب الفصل الثانى عشر 12 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الثانى عشر 12 بقلم نور بشير

رواية عهد الحب الفصل الثانى عشر 12 بقلم نور بشير

فى منزل الأسيوطى ، يعمل الجميع على ساق و قدم ، فاليوم هو يوم عودة الغائب بعد فراق دام لسنوات ، سنوات لم يشعر أهل المنزل بمذاق السعادة التام ، سنوات عاشها الجميع بقلبا مكلوم ، و عيون لم يجف الدمع بها ، فمنهم من ينتظره باشتياق و لهفة ، و منهم من ينتظره على أحر من الجمر ، و منهم من ينتظره فى ترقب و فرحة عارمة ، و منهم من يخشى هذا اللقاء و بشدة …..
و ها هم الأطفال بين كل لحظة و لحظة يتسألون عن موعد وصول والدهم و كذلك غريب فهو مستاء من الإنتظار ، لا يدرى لماذا تمر الدقائق ببطء شديد ، يتمنى أن يراه فى الحال و يضمه إلى أحضانة فصاح بأستياء قائلاً: أنا مش عارف عمر اتأخر كده ليه ، ده بقاله أكتر من ساعة ، مش معقول التأخير ده
أردفت سمية هى الأخرى بتأكيد: فعلاً اتأخروا أوى ثم أكملت بلهفة و كأنها تذكرت شيئاً للتو؛ ليكون رجع فى كلامه يا عهد ، و لا اللى اسمها فرحه دى تكون قالتله لا و هو سمع كلامها
ردت عهد باستنكار: أكيد لا يا ماما ، هو بس إنهارده الجمعة و الدنيا زحمة فتلاقى زحمة مرور مش اكتر
هتفت أمينة بلهفة: أنا مش قادرة أستنى ، أنا أساساً مش عارفة أزاى أستنيت لحد دلوقتى و مروحتش له من ساعتها
أردف هشام بحكمة: خلاص يا ماينو فات الكتير و باقى القليل ، هو حد يصدق أصلاً اللى حصل معانا ، ثم تابع بأمتنان و حمد؛ ده من لطف ربنا بينا و بالأطفال الصغيرين اللى حصل ده
رددت يسرا بفرحه: عقبال يارب ما فرحتنا تكمل ، لما ترجعله الذاكرة
أردفت سمية بتمنى: يارب يا يسرا ، يسمع من بوقك ربنا
كل ذلك يحدث و عهد شاردة الذهن تفكر فيما سيحدث معها على مدار الأيام المقبلة ، فهى لا تعلم كيف ستمر عليها ، و كيف ستتقبل وجود فرحه إلى جواره
كيف لها أن تتحمل هذا الوجع ؟
فالمرة الأولى كان قرارها هو الإنسحاب ، و لكنها فى هذه المرة لا تستطيع فعل ذلك ، فهناك أطفال و حياة كاملة قائمة عليها ، تريده بشده و لكنها غاضبة منه
فأبتسمت بأستهزاء على حالها ؛ فهى حتى وهى غاضبة منه تحتاج إليه و إلى أحضانه ، تشتاق إليه حقا ، تريد عناقه منذ أن رأته أول مرة بالمشفى ، عناق واحد فقط و لا تريد بعد ذلك شيئاً ، و لكن كبريائها يمنعها عن ذلك ….
فاقت من شرودها هذا على صوت أمينة المردد بسعادة عارمة و لهفة: أنا سامعة صوت عربية شكلهم وصلوا ، فأنطلقت مسرعة صوب الباب لإستقباله …..
على الجانب الآخر ، ما أن أنفتحت بوابة المنزل ، حتى فرغت فرحه شفاها فى صدمة من جمال المنظر ، فهى كانت تعتقد بأن هذه المبانى الضخمة و القصور الفارهة لن ترأها إلا بالتلفاز فقط ، و لكن فى هذه اللحظة رأت ما ظنته يوماً مجرد حلم ، فهى لم تصدق بعد بأنها ستعيش فى هذا المكان بدلاً من تلك الحارة التى كانت تقطن بها مع والدها رحمة الله عليه ، فترجلت من السيارة بذهول و هى تتطلع لكل أنش بتلك الڤيلا بذهول و سعادة
و على الناحية الأخرى بمجرد أن توقف عمر بالسيارة حتى شعر عاصم بأرتياح غريب يشمله ، يشعر بشعور المسافر بعد عودته إلى وطنه و منزله ، لا يعرف من أين أتى له هذا الشعور ، و لكنه فى هذه اللحظة يشعر بسلام داخلى لم يشعر به قط طوال السبع سنوات الماضية ، فترجل من السيارة فى ترقب و شعور بسعادة لا يعرف من أين أتى له ، ففتح باب السيارة و ترجل منها و هو يتنفس نفسا عميق ، فهو يشعر و كأن رئته لم تتنفس يوماً طوال السنوات الماضية ، و ها هى قد عادت للتنفس من جديد ، فذهب إليه عمر قائلاً بحب: حمدالله على السلامه يا عاصم ، نورت بيتك
أبتسم عاصم بحب هو الأخر و لأول مرة منذ أن رأى عمر قائلاً: الله يسلمك يا عمر ، البيت منور بيكم
و ما أن هم جميعهم بالأقتراب إلى باب المنزل حتى أنفتح الباب و طلت منه فتاة قصيرة القامة مندفعه بسعادة و حب إلى أحضان عاصم ، فتلك الفتاة هى أمينة ، أندفعت داخل أحضان عاصم قائله بحب و لهفة: حبيبى وحشتنى أوى ثم أجهشت بالبكاء؛ أنا عمرى ما تخيلت أنى هشوفك تانى ثم خرجت من أحضانة و وضعت وجهه بين راحتها و أردفت بوجع؛ أنا كنت ميته السنين اللى فاتت دى و محستش أنى عايشة غير لما عرفت أنك لسه عايش ثم أندفعت من جديد إلى أحضانه ، كل ذلك يحدث و عاصم يقف متخشبا ، لا يعلم ما الذى عليه أن يفعله ، و لا حتى يعلم هويه الفتاة التى بداخل أحضانة ، و عندما شعر عمر بتصلب عاصم أردف بتعريف: دى أمينة أختك يا عاصم ، لما سبتنا كانت هى فى أولى ثانوى ، و دلوقتى هى عروسة و فرحها بعد شهرين
فأبتسم عاصم بحب ثم هتف بمداعبه قائلاً لأمينة: يااااه هو أنا غبت كل ده
تفوهت أمينة و هى تعاود أحتضانه من جديد؛ أرجوك يا عاصم أوعى تسيبنا تانى بليز ، هم عاصم بالرد عليها إلا أنه وجد عهد تخرج من باب المنزل ثم أقتربت منهم و هتفت و هى توجه حديثها إلى أمينة: ماينو كفاية و يلا أدخلوا لأن بابا جوه وضعه صعب ، و مش قادر يستنا أكتر من كده
فابتعدت أمينة عن أحضان أخيها و أفسحت لهم الطريق حتى يدلفوا إلى الداخل ، تحت نظرات عاصم المذهولة ، فهو لم يتوقع رؤيتها بعدما حدث صباحاً ، و لكنها خالفت كل التوقعات
يتساءل كيف ستمر الأيام المقبلة ؟
و كيف سيكون تعامله معهم و معها هى بالتحديد ؟
و ما أن دلفوا جميعاً إلى غرفة الصالون حتى هب الجميع واقفا فى فرحه عارمة لا تخلو من عدم التصديق ، و أول من تحدث هو غريب قائلاً بدموع غزيرة: عاصم …… أبنى ….. ثم أقترب بالكرسى الخاص به إلى حيث يقف عاصم ، و أردف باشتياق و لهفة: يا قلب أبوك ، وحشتنى أوى يا عاصم ، أنا مش مصدق نفسى ثم فتح زراعيه له مرددا من بين دموعه؛ تعالى فى حضنى يا عاصم ، عاوز أحضنك و أشم ريحتك اللى وحشانى ، تعالى يا أبنى
فنظر إليه عاصم بتردد فهو يشعر بالألفة و الأمان تجاهه و لكنه يشعر بالغربة فى الوقت نفسه ، فجثى على ركبتيه أمامه فى تردد ثم أقترب من أحضانه و ما أن عانقه غريب حتى شعر عاصم و كأن ضرب بصاعق كهربائى ، شعر و كأن كيانه قد أهتز على أثر هذا العناق الملئ بالدفء و المحبة الخالصة فأدمعت عيونه ثم نطق بحب فهو حقا يشعر بالحب الشديد تجاه هذا الرجل العجوز دونا عن الباقية ، فتابع من بين دموعه هو الآخر: أهدى عشان خاطرى
أردف غريب و دموعه مستمرة فى الهطول بغزارة: مش قادر يا عاصم ، ثم أضاف و هو يتلمس ملامح وجهه بيديه؛ أنا مش قادر أصدق أنك لسه عايش يا حبيبى ، أنا حاسس و كأنى هتشل تانى من فرحتى ، ثم أكمل بعدم تصديق؛ أنا مش قادر أصدق لحد دلوقتى أنك قدامى يا نور عينى ، أنا السنين اللى عدت عليا دى كلها كنت بموت فى اليوم ميت مرة بسبب حسره قلبى و قهرتى عليك يا عاصم ، ثم عاود أحتضانه من جديد ، عشان خاطرى يا حبيبى ما تسبنى تانى
تفوه عاصم و هو يخرج من أحضانة مقبلا يديه بحب: أوعدك يا بابا أنى هفضل جمبك على طول ، فربت غريب على يديه بحب ثم هتف إلى الصغار قائلاً بسعادة: ليا ، عز ، زين ، تعالوا يا حبايب جدو سلموا على بابى ، فأنتبه عاصم لحديث والده ثم ألتفت لينظر إلى الصغار
و هنا شعر عاصم بأن قدميه لم تعد قادرة على حمله
يشعر بقشعريره تسير فى جميع أنحاء جسمه على أثر رؤيته لأطفاله الثلاث إلى جوار والدتهم ، فهتفت عهد بحب: روحوا سلموا على بابى يلاااا
فهلل الصغار بحب و سعادة و هم يركضون باتجاه والدهم: باااااابى
فجثى عاصم على رقبته فاتحا ذراعيه بكل قوته لأحتضانهم ، فهو حقا منذ أن رأئهم و هو يتمنى تلك اللحظة ، و بالفعل ركض الصغار إلى داخل أحضان والدهم فى حب ، و ما أن أحتضنهم عاصم حتى هطلت دموعه هذه المرة بغزارة يقبل كل أنش بهم ، يشعر و كأن روحه قد عادت إليه من جديد ، لم يتصور يوماً منذ أن علم بخبر وجودهم بأن يتلهف عليهم مثلما حدث الآن و تلهف على أحتضانهم ، ظل يقبلهم جميعاً و كذلك حال الأطفال ممسكين بأحضانة فى حب
شعور يختبروا جميعاً لأول مرة منذ أن جاءوا لهذه الحياة ، فجلس على الأرضية و هو مازال محتضنا إياهم ثم أردف بحب بعد أن أخرجهم من أحضانه؛ مين فيكم عز و مين فيكم زين
نطق زين بحب معرفا نفسه: أنا زين يا بابى و ده عز و دى ليا
أردفت ليا بتساؤل ممزوج بحب: أنت بتعيط ليه يا بابى
أجابها عاصم بحب هو الأخر: بعيط من فرحتى بيكم يا حبيبتى و أنى شوفتكم
فتابعت الصغيرة بترجى: طب بليز يا بابى متعيطش ، عشان معيطش أنا كمان ثم مدت يديها و مسحت عبراته الهاطلة و وضعت قبله حانية على وجنته
فنطق عز بنبرة طفولية يكسوها الحب: أحنا بنحبك أوى يا بابى
إجابه عاصم بحب و هو يهم بإدخالهم إلى أحضانه من جديد؛ و أنا بموت فيكم يا روح قلب بابى ، كل ذلك يحدث و الجميع يراقب الموقف بعيون دامعة و قلوب فرحة على فرحه هؤلاء الصغار و جدهم ذلك العجوز
فاستطرد هشام بترحاب: حمدالله على سلامتك يا عاصم
نظر له عاصم ثم أنتقل بعيونه إلى عمر دلالة منه على رغبته فى معرفة من يحدثه ففهم هشام المغزى من نظرته هذه و أردف بحب: أنا هشام المغربى والد عهد و حماك يا حبيبى ، حمدالله على سلامتك
أجابه عاصم باحترام: أهلاً بحضرتك
فهتف هشام بمرح: بلاش حضرتك دى و قولى يا H زى ما كنت بتقولى زمان
أوما عاصم برأسه بأبتسامة لم تصل إلى عينه فهو رغم مشاعر الحب التى يشعر بها إلا أنه لايزال يشعر بالغربة و يجهل هويه الجميع ….
فأقتربت أميرة من عاصم ثم نظرت له بحب و هتفت بدموع: أنا أميرة أختك يا عاصم ثم نظرت إلى صغارها و أكملت بسعادة و هى تقربهم منها؛ و دول ولادى عاصم و سارة فأقترب منهم عاصم بحب ثم وجه حديثه إلى الصغير قائلاً: أنت أسمك عاصم على أسمى
أجابه الصغير بمرح طفولى: لا أنت اللى أسمك عاصم على أسمى ، فأجتذبهم عاصم إلى أحضانه ثم قبل كلا منهم أعلى جبهته و ما أن أخرجهم من أحضانه حتى هتف مراد قائلاً بمرحه المعتاد: و أخيراً رجعت يا أبو الصحاب ، يااااآه و هنرجع لأيام الجنتلة تانى ، ثم نظر له بحب و تحدث؛ أنا مراد صاحبك من و أحنا قد كده ثم أفتعل هذه الحركة بيديه ???? و جوزك أختك أميرة و لم يعطه مساحه للرد حتى أجتذبه إلى أحضانه قائلاً بحب؛ نورت بيتك يا صاحبي
أوما عاصم برأسه بتوهان فهو يحاول جاهدا تذكر كل هؤلاء الأشخاص و لكن محاولاته جميعاً تبوء بالفشل ، فاقتربت منه يسرا ثم اجتذبته إلى أحضانها قائله بحب أمومى: حمدالله على سلامتك يا عصوم ، نورت بيتك يا حبيبى فأبتعدت عنه و أكملت بحب؛ أنا يسرا مامت عهد و حماتك
نطق عاصم بأبتسامة: أهلاً بحضرتك
فأقتربت منه أمينة قائله بمرح: أقدملك بقا زياد خطيبى و أخو عهد ، فنظر له عاصم ثم أبتسم له فأردف زياد بحب: حمدالله على سلامتك
إجابه عاصم بهدوء عكس ما بداخله من صراعات: الله يسلمك
فأردفت سمية أخيراً قائله بترحاي: نورت بيتك يا نور عينى و رجعت فيه الحياة من تانى ، حمدالله على سلامتك يا عاصم
همس عاصم بأحترام: الله يسلم حضرتك
كل ذلك يحدث تحت نظرات فرحه المستاءه رغم تأثرها بكل ما يحدث إلا أنها تشعر بالغربة و عدم الراحة من وجود تلك التى تدعى عهد
فهتفت سمية بحب: طب يلا بينا نتعشا ، أنا عملالك بأيدى الورق العنب اللى بتحبه يا حبيبى
نطقت عهد بحماس: طب ما نصبر شوية أنا شريف كلمنى و قالى أنه فى الطريق و قدامه ١٠ دقايق و يكون هنا
كل ذلك و عاصم يقف مستمع لكل ما يحدث ، يشعر بأن بداخله بركان مشتعل ، فهو يشعر بالغيرة من مجرد ذكرها لأسم ذلك الرجل
يفكر بطبيعه علاقتها به ، و هل هو على معرفة به من قبل أم لا ؟
و عند هذه النقطة أردف قائلاً ببعض الحدة: مين شريف ده
نطقت سمية بأبتسامة: ده العقيد شريف المصرى ، أتعرفنا عليه من ٧ سنين لما عرفنا بالخبر بتاعك ، و أتعرف علينا و ساعدنا كتير و بقا واحد مننا ثم أكملت و هى تتعمد أثارة غيرته؛ ده حتى دايما بيجى يزورنا و ساعات بيسافر يصيف معانا كمان و الولاد متعلقة بيه جداً
ها هى قد نجحت بالفعل بإشعال غيرته ، فوجهه مكفر الملامح يكاد يجزم الجميع بأنه باقى له ثوان و يخرج الدخان من أذنيه …
يشعر بنيران بداخله لا يعلم مصدرها و لكنه سيحاول إخفائها ، و سينتظر لحين رؤية ذلك المدعى شريف ، و حينها سيعلم طبيعه علاقته حقا بتلك العائلة و خصيصاً عهده ، فاق من تفكيره هذا على صوت أحدهما قائلاً بنبرة مرحه: أنا جيت ، أتاخرت عليكم….
يتبع…
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى