روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الخامس 5 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل الخامس 5 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء الخامس

رواية خطاياها بيننا البارت الخامس

رواية خطاياها بيننا الحلقة الخامسة

لوى جابر شفتيه فى ابتسامة ساخرة قائلاً بتهكم عندما لاحظ ترددها و ارتجاف يدها
=نزلى السكينة وبلاش شغل عيال لانى عملت اللعبة دى قبلك بس الفرق هنا ان المسدس كان فاضى لكن دى سكينة و مينفعش تلعبى بيها….
انفجر الغضب بداخلها فور سماعها سخريته تلك و تذكرها لخطته الحقيرة للأيقاع بها و السخرية من مشاعرها وحبها له وتسليمها لرجل اخر…
فلم تشعر بنفسها الا و هى تضغط بالسكين فوق عنقه ممزقة اياه و الدماء تنساب منه بغزارة مغرقة عنقه و قميصه و صوت شيطانى يترد بداخلها يهنئها على قتلها اياه و الاخذ بثأرها منه..
كان جابر واقفاً جامداً مكانه و هو يشعر بسكينها يمزق جلد عنقه لكنه لم يتحرك او حاول حتى ايقافها فقد كان ألام قلبه اكبر بكثير من الام جرحه الجسدى هذا فقد تمنى ان تقوم بغرز السكين بعنقه اكثر و انهاء حياته فهو لم يكن يتصور بانها ستحاول قتله حقاً و قد ألمه ذلك كثيراً.

 

 

ارتجفت يد غزل الممسكة بالسكين فوق عنقه وهى تعود الى وعيها بعد ان انزاحت غمامة الغضب عن عينيها وشاهدت دماءه المنسابة على عنقه لا تصدق انها قامت بجرحه بالفعل..
حاولت سحب يدها بعيداً عن عنقه لكنه اسرع بالقبض على يدها و ضغط السكين اكثر بعنقه المصاب و هو يصرخ بها
=راحة فين… يلا كملى اللى بدأتيه…. يلا…..
هزت غزل رأسها بصمت و دموعها تنساب من عينيها و هى لا تصدق انها كانت على وشك قتله بالفعل
حاولت سحب يدها مرة اخرى لكنه عصف بها و تعبير من العذاب يملئ عينيه
=انهى… اللى بدأتيه يا غزل….
همست بصوت مرتجف و هى تكاد تشعر بالاغماء من مشهد الدماء التى غطت جانب عنقه الان
=حرام عليك يا جابر…. ارحمنى انا مبقتش متحملة كل ده..
لتكمل بصوت هامسة بصوت مرتجف شاعرة بألم بصدرها بينما تثاقلت انفاسها فبدأت تسحب الهواء الى صدرها بصعوبة
=حـ.. حاسة..ان قلبى هيقف…
حرر يدها فور سماعه كلماتها تلك و قد ملئ الخوف قلبه عندما لاحظ شحوب وجهها والعرق الذى يغطى جبينها…
راقبها باعين ممتلئة بالقلق و الذعر وهى تفرك صدرها موضع قلبها كما لو كانت تتألم حقاً مما جعله يقترب منها متنسياً جرح عنقه النازف قائلاً بصوت يملئه الذعر و الخوف
=مالك يا غزل…. حاسة بايه..؟!
هزت رأسها كاذبة بصوت مرتجف ضعيف و هى تشعر بالدوار يكاد يبتلعها
=مفيش حاجة….
لكنه لم يصدقها فقد بدأت تتمايل مكانها اسرع بحملها بين ذراعيه واضعاً اياها فوق الفراش امسكت غزل بيده هامسة بقلق و عينيها على جرح عنقه النازف
=رقبتك… لازم تروح المستشفى

 

 

هتف جابر مقاطعاً اياها بعصبية و هو ينهض من الفراش
=بلا رقبتى..بلا زفت مش وقته
ثم تركها مسرعاً خارجاً من الغرفة ليعود بعد قليل حاملاً كوباً كبيراً من العصير فقد كان يعلم انها اصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية فهى لم تأكل شئ منذ غدائهم بالخارج بالأمس قبل كتب الكتاب و وقتها لم تأكل شيئاً بسبب توترها…
رفعها برفق من فوق الفراش ليستند جسدها على جسده وهى كانت شبه غائبة عن الوعى واضعاً الكوب على شفتيها ارتشفت محتوياته ببطئ…
و عندما انهته كانت بالفعل قد بدأت تشعر بالتحسن بينما ظل جابر بجانبها قليلاً حتى تأكد من انها عادت الى وعيها و انها بخير و فور تأكده من هذا عاد لارتداء قناعه من البرود و التجاهل مرة اخرى قبل ان يتركها بالغرفة و يغادر بصمت ..
عاد مرة اخرى للغرفة و هو يحمل صنية ممتلئة بالطعام وضعها امامها على الفراش قبل ان يلتف و يغادر مرة اخرى تاركاً اياها تتطلع الى اثره باعين ممتلئة بالحسرة والألم..
فى وقت لاحق…
كان جابر جالساً بغرفة الاستقبال حيث كان يقوم الطبيب بفحص جرح عنقه عندما لاحظ غزل التى كانت تقف بباب الغرفة و التوتر ظاهر عليها بوضوح…
كانت قد بدلت فستانها الى عباءة استقبال سوداء اخذتةتتابع باهتمام فحص الطبيب له تجاهلها جابر محاولاً عدم النظر اليها.
بينما اقتربت هى منهم بتردد و وقفت بجانب جابر هامسة بصوت منخفض يملئه الارتباك
=الجرح خطير يا دكتور…؟!
اجابها الطبيب الذى كان يعقم الجرح بأدواته الخاصة
=لا ابداً… اطمنى… ده جرح سطحى هو بس كبير شوية علشان كده نزف دم كتير…
ليكمل مغمغماً باقتضاب
=الجرح ده اتصبت به ازاى ياجابر بيه…؟!
اجابه جابر و هو ينظر بسخرية الى غزل التى اصبح وجهها بلون الدماء
=كنت فى خناقة… مع واحد بطلجى….
غمغم الطبيب وهو مستمر بتعقيم جرحه
=طيب ما كده انت لازم تعمل محضر فى القسم.. متسكتش عن حقك….
التف جابر الى غزل قائلاً بابتسامة ساخرة ملتوية
=ايه رأيك يا غزل… اعمل فيه محضر زى ما الدكتور ما بيقول…
عقدت بعصبية ذراعيها اسفل صدرها وهى تجيبه بحدة
=اعمل اللى عايز انت تعمله… ميهمنيش….

 

 

اطلق جابر تنهيدة طويلة قبل ان يوجه حديثه الى الطبيب
=خلاص يا دكتور المسامح كريم المرة دى… خلى البوليس فى الحاجات التقيلة….هنحتاجه
ظلت غزل صامتة و لم تجيب على كلماته المستفزة تلك و ظلت بمكانها تراقب باهتمام عمل الطبيب على جرحه و الذى ما ان انهى عمله اقتربت منه قائلة بتردد و حرج
=دكتور ممكن اتكلم معاك فى موضوع كدة بس لوحدنا..
قاطعها جابر الذى بغضب فور سماعه كلماتها تلك هو يزيح بعنف يد الطبيب عن عنقه
=نعم ياختى… عايزة ايه..؟؟
تجاهلته و اكملت بهدوء تتحدث الى الطبيب
=ممكن يا دكتور..؟
اومأ الطبيب قائلاً بهدوء وهو يغلق حقيبته
=طبعاً… طبعاً. يا استاذة غزل اتفضـلى…
لكن قاطعه جابر الذى انتفض واقفاً على قدميه هاتفاً بصوت عاصف ممتلئ بالغضب و العصبية
= تتفضل فين انت كمان…
ليكمل وهو يقترب منها و عينيه تنطلق منها شرارات الغضب لكنه حاول تهدئة غضبه هذا ظناً منه انها تحتاج الى سؤاله عن مرضها بوقت سابق
=عايزة تسأليه عن حاجة.. تسأليه و انا هنا… قدامى…
ادركت غزل انه لن يدعها تتحدث مع الطبيب بمفردهم مما جعلها تتنهد مستسلمة قبل ان تتخذ عدة خطوات مبتعدة عنه واضعة بينهم مسافة قدر الامكان قبل ان تفتح فمها و تتحدث الى الطبيب
=كنت عايزة اسأل حضرتك.. لو ممكن تشوفلى شغلانة فى عيادتك او عيادة اى حد من الدكاترة الـ……
ابتلعت باقى جملتها بذعر عندما رأت جابر يقترب منها قابضاً على ذراعها بقسوة و هو يزمجر بصوت مليئ بالغضب و الحدة
=عايزاه يشوفلك ايه…؟!
ابتلعت غصة الخوف التى تسد حلقها قبل ان تجيبه هامسة فى خوف
=يشوفلى شغل……..
زمجر بشراسة بجانب اذنها بصوت كالفحيح بينما قبضته تشتد بقسوة حول ذراعها
=طيب اكتمى…اكتمى خالص ومسمعش نفسك…احسنلك
ليكمل و هو يخرج من جيبه مبلغ ضخم من المال و يتجه نحو الطبيب و يضعه بيده قائلاً بصوت قاطع حاد
=متشكرين يا دكتور… تعبناك معانا……
غمغم بارتباك الطبيب الذى كان لا يستطيع فهم ما يحدث بينهم لكنه يعلم ان الامر سيحتد لاحقاً
=العفو يا جابر بيه… عن اذنكوا
ثم اسرع نحو الباب مغادراً مدركاً انه افضل شئ لفعله قبل ان يتفاقم الامر اكثر من ذلك..
التف جابر نحو غزل فور تأكده من مغادرة الطبيب هاتفاً بغضب

 

 

=شغل ايه بقى يا ست هانم اللى بتدورى عليه فاهمينى….
هزت غزل كتفيها مجيبة اياه ببرود
=عايزة شغل … علشان هنقل هنا المنصورة و هشوف شغلانة اشتغلها و اصرف منها على نفسى…..
ضيق عينيه بغضب محدقاً بها و هو يغمغم بهدوء يعاكس الدماء التى كانت تغلى بعروقه
=اها….و كمان عايزة تنقلى المنصورة وتعيشى لوحدك لا دى انتى حلوة اوى و بتعرفى تفكرى وتخططى اهو…….
ليكمل بوجه متصلب ملئ بالغضب بينما اظلمت عينيه بشكل بث الرعب بداخلها
=ده على جثتى…على جثتى يا بنت مجاهد…..فاهمة
صرخت به ناظرة لداخل عينيه بتحدى و الكراهية تلتمع بها
=لا مش فاهمة يا ابن عثمان…و لو فاكر انى هرجع البيت معاك تانى.. اشتغل خدامة ليك و لخالتك الحيزبونة تبقى بتحلم…..
لتكمل و هى تهز كتفيها ببرود متجاهلة جميع انواع التحذير التى يصرخ بها عقلها لكى تتوقف عن استفزازه
=بعدين خليل جوزى هو اللى يقول اشتغل او مشتغلش.. مش انت
انهت جملتها مطلقة صرخة مدوية مرتعبة و هى تنطللق راكضة لنهاية الغرفة تحتمى خلف احدى المقاعد عندما رأته يندفع نحوها وقد اصبح وجهه احمر كالدماء من شدة الغضب و الانفعال فقد كان اشبه ببركان عاصف على وشك الانفجار
=هموتك…عليا النعة لأموتك……
لكنه توقف فجأة بمنتصف طريقه اليها دافناً يديه بشعره يجذبه بقوة و عنف محاولاً السيطرة على غضبه حتى لا يقوم بايذائها فالغضب الذى بداخله يمكنه ان يتسبب بقتلها امسك بالمزهرية التى كانت على الطاولة و القى بها بالحائط و هو يطلق هدير عاصف منفساً بها عن بعض غضبه ثم اخذ يتنفس بعمق و هو يحاول ان يهدئ من نفسه.
ظل على حالته تلك عدة دقائق طوال كانت غزل خلالها واقفة متصلبة بمكانها تراقبه باعين متسعة بالخوف لكنها تراجعت الي الخلف عندما رأته يتجه نحوها حاولت التراجع اكثر لكن ضرب ظهرها الحائط مما جعل لا مفر لها اطلقت صرخة ءعرة عندما امسك بذراعها جاذباً اياها من خلف المقعد و اوقفها امامه قبض على فكها قائلاً بصوت مظلم خشن
=لو سمعتك بتجيبى سيرة الواد ده تانى على لسانك هقطعهولك وهعيشك خرسه الباقى كله من عمرك……
ليكمل وهو يزيد من ضغطه على فكها مما جعلها تصرخ متألمة
=و تانى مرة تحاولى تهربى فيها منى.. افتكرى امك اللي مرمية فى المستشفى اللي بتليفون صغير منى اخليهم فى المستشفى يفصلوا الاجهزة عنها و ابقى روحى زوريها فى المدافن….

 

 

مرت رجفة من الخوف بجسدها و قد شحب وجهها ليصبح بشحوب الاموات فور سماعها تهديده هذا بانهاء حياة والدتها… فقد كانت حياتها مرتبطة متعلقة بالاجهزة المتصلة بها بالمشفى و بدونها فوالدتها تهلك فى الحال…
وقف جابر يتطلع الى الخوف المرتسم على وجهها برضا و هو يدرك ان تهديده قد وصل اليها جيداً و انها لن تحاول الهرب منه اخرى
هتف بها وهو يتجه خارج الغرفة
= و يلا غورى اتخمدى… علشان بكرة هنرجع البلد……
ظلت غزل واقفة مكانها جامدة تراقبه و هو يختفى من الغرفة و دموعها تنساب بصمت على خدييها قبل ان تتحرك اخيراً و تتجه نحو غرفتها…
وقفت بجانب فراشها تعدل من موضع نظارتها الطبية التى اعطاها لها جابر بوقت سابق فقد اتضح لها انه كان يحتفظ بها عندما فقدت وعيها بعد هجوم خليل عليها حتى لا تحاول الهرب…
بحثت عن حقيبتها حتى تخرج منها شيئاً تنام به بدلا ً من عبائتها السوداء تلك وجدتها بالنهاية بجانب الخزانة فتحتها و حاولت البحث عن شئ ترتديه لكنها شعرت بقلبها يعتصر بداخل صدرها عندما وقعت عينيها على احدى قمصان النوم التى جعلت صديقتها حلا تشتريها لها من أجل زواجها من جابر والايام ستقضيها معه هنا يحتفلون بزواجهم.
شعرت بغصة من الألم تسد حلقها لكنها اخذت تقاوم بصعوبة نوبة البكاء المتصاعدة بداخلها…
لكنها بالنهاية استسلمت و انهارت أرضاً تبكى و هى تحتضن تلك القمصان الى صدرها دافنة وجهها بها و شعور من الحسرة والفقدان يسيطران عليها…
اشتد بكائها ليتحول الى شهقات بكاء عالية ممزقة
كان ج الزواج من جابر هو حلمها الذى كانت تنتظره منذ ان كانت فتاة بالسابعة عشر وعندما كان حلمها هذا على وشك ان يتحقق تحول الى كابوس مرعب مظلم و
انتهى بزواجها من خليل بدلاً من الزواج من جابر عشق طفولتها..
اشتد بكائها و هى تتذكر سعادتها بالايام الماضية و ماحدث لها اليوم فقد كان يخدعها و يكذب عليها اوهمها انه نادم على ما فعله بها… حتي انه امسك بمسدس يهدد بقتل نفسه ان لم تسامحه لكن كان هذا ايضاً من ضمن خطته الغادرة لإذلالها فقد اخبرها ان المسدس كان وقتها فارغاً من اى الطلقات و انه نجح بخداعها… لا تصدق انها كانت حمقاء الى هذا الحد حتى تصدقه…
لا تدرى كيف يمكنه ان يصدق انه بامكانها فعل كل تلك الاشياء الشنيعة كيف امكنه ان يصدق انها اتفقت مع خليل لكى يغتصب شقيقته لكنه صدق من قبل انها حرقتها فلما لا يصدق ذلك الان…
ظلت على وضعها هذا تبكى حسرة على حالها حتى شعرت بالتعب يجتاحها نهضت بتثاقل و بدلت ملابسها الى عباءة كانت محكمة التفصيل على جسدها لكنها لم تهتم فكل ما ترغب به الان هو النوم و الهروب من واقعها الاليم هذا ارتمت على الفراش تغلق عينيها التى كانت منتفخة و حمراء بلون الدماء من كثرة بكائها حاولت مقاومة الدموع التى كانت تملئ عينيها لكنها انسابت على خدييها لتغرق فى نوبة اخرى ممزقة من البكاء حتى غرقت بالنوم اخيراً….
༺༺༺༺༻༻༻༻

 

 

بقصر العزايزى…..
جلست لبيبة بجانب عثمان تضع امامه الطعام قائلة بدلال و هى تحاول جذب انتبهاهه فعلى الرغم من مرور كل تلك السنوات فقلبها لا يزال عاشقاً له..
=برضو مصر.. متاكلش كده هتتعب… يا عثمان
اجابها عثمان و هو يدير كرسيه ذو العجلات المتحركة المخصص لحالته
=مالكيش دعوة بيا يا لبيبة… قولتلك ١٠٠ مرة متحشريش نفسك فى اى حاجة تخصنى….غزل بس اللى بتراعينى و طول ما هى مش هنا…اى حد من اللى تحت يجبلى الاكل مش انتى…
امسكت بمقعده تديره نحوها قائلة بصوت رقيق
=الحق عليا.. انى خايفة عليك.. انت ماكلتش حاجة من ساعة ما المنيلة دى راحت تقعد مع امها فى المستشفى يومين…
قاطعها عثمان بغضب و انفعال
=متغلطيش فيها و اياكى تجيبى سيرتها تانى.. و ايوة مش هاكل طول ما انتوا مش عايزين تريحونى.. وتقولولى ازهار فيها ايه ليه غزل تبات معاها فى المستشفى… و هتبات معاها ليه الا لو فيها حاجة او حالتها خطر…
هتفت لبيبة مقاطعة اياه و هى تشعر بنيران الغيرة تمزق قلبها و تحرقها من الداخل من خوفه و قلقه الواضح على ازهار فقد كان لا يزال عاشقاً لها
=قولتلك مفيهاش حاجة كل الحكاية ان المحروسة بنتها اقنعت ابنك انها تبات معاها يومين قال ايه نفسيتها تعبانة ومحتاجة ترتاح فهتعقد مع امها يومين… بعدين دى مش اول مرة ما عملتها قبل كده كذا مرة….
لتكمل بغل و غيرتها تسيطر عليها
=بعدين هو انت لسه متعلق بها اوى كدة ليه… هو عندك امال انها تفوق منها اصلاً…دى خلاص اخرها كام يوم و تمـ…..
هدر عثمان بصوت كالرعد اخرسها فى الحال
=لبيبة…قسماً بالله لو نطقتيها…لأكون انا اللى مموتك بايديا…ولا فكرك علشان بقيت مشلول و ابنى بيعاملنى زيى زي الكرسى اللى فى البيت انى خلاص مبقاش ليا كلمة عليكوا و كبقيت مالطشة للكبير والصغير و ماليش لازمة….
قاطعته لبيبة هامسة بارتباك و قد شحب وجهها بخوف
=ما عاش ولا كان اللى يقول عليك كده….
لتكمل و هى تربت على صدرها برجاء
=انا مقصدش يا عثمان سامحنى…. حقك عليا يا ابن عمى بس انا خايفة عليك مش اكتر….
هتف بحدة و رفض و هو يدير مقعده متوجهاً نحو الباب
=وفرى خوفك ده لنفسك.. ميلزمنيش…
اسرعت لبيبة خلفه قائلة بلهفة محاولة مراضاته
=طيب طيب ايه رأيك لو اخدك بكرة و ننزل المنصورة نروح المستشفى و تطمن عليها بنفسك…
اشرق وجه عثمان و قد اختفى تماماً غضبه كما لو انه لم يوجد من الاساس قائلة بلهفة
=بجد…..؟!
اومأت لبيبة قائلة و هى تغصب شفتيها على الابتسام
=ايوة بجد… بكرة باذن الله ننزل المنصورة و نزورها .
قاطعها قائلاً و قد عاد العبوس الى وجهه

 

 

= لا انتى.. متجيش معايا… مش عايزك جنب ازهار… كلمى فراج اخوكى يجى معايا… بس متعرفهوش ان جابر ميعرفش انى رايح المستشفى.. علشان لو عرف مش هيوافق يجى معايا.. وجابر عمره ما هيوافق انى اروح طول ما هو مش معايا…
جزت لبيبة على اسنانها تحاول كظم غيظها وغضبها قبل ان ترسم ابتسامة واسعة على وجهها قائلة بهدوء
=حاضر… هحاول اكلمه و اقنعه ما انت عارفة بلط و بروطة مبيتحركش من مكانه
اومأ عثمان برأسه بالموافقة قبل ان يغادر الغرفة تاركاً لبيبة واقفة مكانها تعض اصابعها مطلقة صرخة غيظ و غضب بينما نيران الغيرة تتأكلها حية…
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى صباح اليوم التالى…
استيقظ جابر على صوت رنين جرس الباب ادار رأسه نحو الطاولة التى بجانب فراشه حتى يرى الوقت لكنه جفل عندما شعر بألم حاد يضرب عنقه مكان جرحه لعن بحدة و هو ينهض عندما استمر رنين الباب فقد كانت الوقت الثامنة صباحاً من سيأتى فى هذا الوقت و من يعلم بوجودهم هنا..
فتح الباب لكن تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب يعمى عينيه…
بيتما اخذت بدماءه تغلى فى عروقه فور ان رأى خليل الذى كان يقف بالباب بوجهه الذى اختفت ملامحه تقريباً بسبب انتفاخها ووتورمها و الكدمات البشعة التى كانت تغطى وجهه بالكامل بينما كانت احدى ذراعيه مستندة على صدره فى جبيرة…
جن جنونه جابر فور تذكره الحالة التى كانت عليها غزل عندما حاول ذلك الحقير لمسها…
لم يشعر بنفسه الا و هو يهجم عليه ويديه تقبضان على عنقه يعتصره بقوة و هو يصرخ به
=جيت لموتك يا ابن الكلب…
هتف خليل باكياً وهو يحاول ابتراجع الى الخلف محاولاّ الهرب من قبضته
=والله يا باشا كنت بنفذ اوامرك… مش انت اللى قولتلى خوفها…
هدر جابر مقاطعاً اياه بشراسة
=قولتلك تخوفها بانك تفضل معاها فى الاوضة من غير ما تنطق معاها حرف واحد و متلمسهاش..و عينك حتى متترفعش فيها……
حرر عنقه من بين قبضته قبل ان يقبض على ذراعه السليم يلويه خلف ظهره مزمجراً بشراسة و الغيرة تنهش قلبه و روحه تتلوى على جمرها المشتعل.
=و انت عملت ايه…لمستها..قطعت فستانها..شلت طرحتها…يعنى شوفت حاجات مكنش ينفع لا انت و لا اى راجل فى الدنيا ينفع يشوفها…
انهى جملته و هو يلوى ذراعه اكثر خلف ظهره لم يتركه حتى سمع صوت تكسـ.ر عظامه بينما دوى بالارجاء صرخة خليل المتألمة للذى انهار ارضاً يبكى بينما يضم يده المكسورة الان الى ذراعه…
صاح متألماً و هو يبكى من شدة الالم عندما امسكه جابر مرة اخرى من قميصه يرفعه منه
=والله مخى التخين فهم اوامرك غلط.. انا جيت من المستشفى على هنا علشان استسمحك و الله يا باشا مكنتش اقصد غير ان انفذ اوامرك….

 

 

اومأ جابر برأسه بصمت و تعبير من الوحشية مرتسم على وجهه قبل ان يقبض على عنقه مرة اخرى يعتصره بقسوة حبست عنه الهواء مما جعله يختنق و يصبح وجهه ازرق من دة الاختناق…
لكن خفت قبضته من حول عنقه فور ان رأى غزل تدلف الى الردهة تأتى نحوهم بخطوات هادئة…
تفحصت عينيه التى اشتعلت بغضب عاصف العباءة التى كانت ترتديها فقد كانت ملتصقة بجسدها مفصلة قوامها بطريقة تجعل دماء اى رجل تشتعل ناراً
صاح بها بصوت عاصف
=ايه الزفت على عينك اللى انتى لابساه ده… اتنيلى ادخلى جوا…..
استمرت غزل فى طريقها اليهم قائلة بهدوء وهى تهز كتفييها ببرود
=و ادخل جوا ليه… هو فى حد غريب..؟!
لتكمل و هى تضع اصبعها بفمها كما لو كانت تفكر شئ هام
=اها… بس تصدق فعلاً برضو عندك حق ميصحش اطلع كده خليل و اهو جوزى و ابقى حلاله عادى… لكن انت مهما كان برضو غريب و مينفعش اطلع كدة قدامك….
فور سماعه كلماتها تلك تسارعت انفاس جابر و احتدت بشدة شاعراً كأن هناك نيران تكاد تخرج من رأسه من شدة الغضب هدر بصوت عاصف جعلها تنتفض مكانها بذعر
=اخفى من وشى…و غيرى الهباب اللى انتى لابساه ده… بدل ما ارتكب جريمة
شعرت غزل بالخوف يتسرب بداخلها لكنها رغم ذلك ظلت بمكانها رافضة التحرك لتنفيذ كلامه مما جعله يعصف بها و هو يدفع بقسوة للخلف خليل الذى كان لا يزال يمسك به مما جعله يسقط مرتطماً بالارض
=غورى بقولك…..
انتفضت فى مكانها فازعة و عينيها انصبت بهلع على خليل الذى كان لا يوجد جزء من جسده سليم و لم يصبه غضب جابر قبل ان تهرع و تنطلق نحو غرفة النوم حتى تبدل ملابسها.
بينما التف جابر نحو خليل الذى وجد عينيه تتابع غزل خارج الغرفة مما جعله يفقد اعصابه ويهجم عليه راكلاً اياه عدة ركلات قاسية متتالية ببطنه و هو يصرخ به بشراسة
=بتبص على ايه يا روح امك.. عجبك اللى شايفه… طيب و حياة امك لأخزقلك عينك ….
اسرع خليل نافياً قائلاً بهلع و هو يحاول بصعوبة النهوض على قدميه المصابة
=لا والله يا باشا مقصدش… انا… انا….
=انت ايه يا ابن الكلب..
عاجله جابر بلكمة اخرى بوجهه قبل ان يستطع النهوض ليسقط مرة اخرى مرتمياً بالارض بالقسوة و هو يطلق صرخة ألم مدوية وهو يهدر بصوت غليظ ملئ بالغضب و قد كانت تظهر عليها الغيرة بوضوح
=عين اهلك دى لو اترفعت فيها تانى عليا النعمة لأقـ.ـطع من لحمك نساير و ارميها لكـ.ـلاب السكك تنهـ.ش فيها…فاهم…
اومأ خليل مسرعاً و هو يحاول حماية جسده من ضرباته و هو يهمس قائلاً بصوت شبه باكى
=فاهم… فاهم يا باشا والله فاهم…

 

 

زفر جابر بحدة بينما يده تتخلل شعره يجذب شعره بعنف بينما يدور بالغرفة و هو يتمتم بقسوة
=هقتـ.لك يا ابن الكلـ.ب…و حياة امك لأقتلك…
ظل يدور بالغرفة و هو يشعر انه يكاد ان يجن بينما كامل جسده كان ينتفض غضباً فالغيرة كانت تفترس قلبه حياً…
توقف فى مكانه فجأة وقد تصلب جسده عندما رأها تعود الى الغرفة مرة اخرى بعد ان بدلت ملابسها الى عبائة اخرى لكنها كانت فضافضة هذة المرة و تمسك بيدها حقيبة ملابسها…
تنفست غزل بعمق بينما تستجمع شجاعتها فقد كانت تعلم انه هذة المرة من الممكن ان يقوم بقتلها حقاً لكنها لم تستطع مقاومة استفزازه و اغضابه حتى تجعله يشعر و لو قليلاً ببعض الألم الذى تعانى منه..
اتجهت نحو خليل الذى كان قد عاد للوقوف على قدميه المهتزة بوضوح يستند الى الجدار الذى كان خلفه و هو يكاد ان يسقط مغشياً عليه…
قائلة بهدوء بينما تقف بجانبه محاولة مقاومة اشمئزازها و نفورها منه بينما تولى جابر ظهرها
=يلا يا خليل…
اجابها خليل بصوت مرتجف وعينيه مسلطة بخوف على ذلك الذى كان يقف خلفها بوجه اسود متصلب ملئ بالغضب بينما عينيه كانت مظلمة بشكل يبث الرعب بداخل من يراه فقد علم خليل ان هذة نهايته بالتأكيد
=يلا..يلا..يلا على فين..بس يا ست غزل؟!
اجابته بهدوء يعاكس ضربات قلبها التى كانت تضرب بجنون داخل صدرها من شدة الخوف فهى تعلم بان بكلماتها تلك ستشعل الحرب
= على بيتنا طبعاً..هاجى معاك بيتك……
لم تنهى جملتها تلك الا و اطلقت صرخة مدوية عندما قبض جابر على شعرها من اسفل حجابها و هو يهدر بصوت مظلم عاصف
=اطلع برا يالا…. برا….. و اعتبر نفسك ميت يا روح امك
وقف خليل ينظر اليه باعين ممتلئة بالرعب من تهديده هذا قبل ان يسرع راكضاً نحو باب الشقة يخرج منه مهرولاً يجر ساقه المصابة بصعوبة مغلقاً الباب خلفه بقوة و هو يحمد الله على الخروج حياً من هنا…
التف جابر يجذب شعر غزل اكثر مرجعاً رأسها للخلف قبل ان يدفعها فجأة نحو الحائط ليضرب ظهرها به بقسوة قبض على ذراعيها باحدى يديه رافعاً اياها فوق رأسها يثبتها على الجدار بينما اصبح جسدها محاصراً بينه و بين الجدار الذى كان خلفها قبضت يده الاخرى على فكها يعتصره بقسوة و هو يزمجر بقسوة من بين اسنانه وتعبير من الوحشية على وجهه جعلها ترغب بان تذوب و تختفى من امامه
=سمعينى بقى… كنت عايزاه يخدك فين….؟!

 

 

راقبت غزل وجهه الذى كان اشبه باعصار وعينيه المظلمة التى كانت أكثر شيء مرعب رأته في حياتها ظلت صامتة رافضة الرد عليه مما جعله يصرخ بها و هو شبه مجنون
=كنت عايزاه يخدك..فين يا زبا.لة… انطقى
تناست غزل خوفها وهتفت به وعينيها تلتمع بالغضب من اهانته المستمرة لها
=انا مش زبالة… وانت عارف ده كويس.. انا لو زبالة كنت سيبتك تلمسنى و تاخد منى اللى عايزه…
لتكمل بغضب وانفعال و هى تتلوى محاولة فك حصار يديها من قبضته
=ايوة عايزة اروح معاه مش جوزى… و على الاقل بيته احسن من بيت العقارب بتاعك….
لم تستطع ان تكمل جملتها حيث احاطت يده الاخرى عنقها يعتصره بقوة وهو يهتف بشراسة بها
=جوزك هاااا…. جوزك… و عايزة تروحى معاه…مش كدة
مادت الارض تحت قدميها و اصبحت عينيها غائمة شاعرة بالاختناق بسبب عصره لعنقها
افاق جابر من غيبوبة غضبه هذا عندما وجد وجهها يتحول الى اللون الازرق مما جعله يحرر عنقها على الفور و هو يشعر بالذعر و القلق..
فور ان تركها مالت غزل الى الخلف تستند رأسها على الحائط بينما تحول التقاط انفاسها و هى تشعر انها تكاد ان تغيب عن الوعى و ضع جابر يده على جانب رأسها يمسده برفق وهو يحثها على التقاط انفاسها ببطئ.
لاعناً نفسه و لاعناً غيرته التى جعلته يكاد ان يفقدها
فور ان هدأت غزل قليلاً و اصبح تنفسها منتظم بعض الشئ دفعت يده بعيداً كما لو كانت لا تطيق لمسته و هى تهتف به بغضب
=عايز تموتنى… موتنى و ريحنى..خالينى اخلص من عيشتـ………
وضع جابر يده فوق فمها يمنعها من تكلمة جملتها هامساً بصوت مختنق وكامل جسده يهتز بعنف
=ششش.. كفاية..كفاية نأذى بعض اكتر من كدة….
انهى جملته عاقداً ذراعيه حولها يضمها اليه دافناً وجهه في جانب عنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها محاولاً تهدئة ضربات قلبه التى كادت ان يتوقف من شدة خوفه فور ان رأى وجهها الذى تحول للون ازرق من شدة الاختناق فقد كاد ان يقتلها.. كاد ان يفقدها الى الابد شدد من احتضانه لها و هو يشعر بكل شيء بداخله ساكن و غضبه اصبح مثل عاصفة عنيفة واختفت أخيرًا …

 

 

غرزت غزل اسنانها بشفتيها حتى ادمتها و ذاقت طعم الدماء بفمها وهى تقاوم ما تشعر به لكنها دفعته اخيراً بعيداً بحدة وهى تهتف بقسوة راغبة باشعال غضبه مرة اخرى فهى تفضله غاضب عن ان يكون بهذة الرقة والحنان
=قولتلك ١٠٠ مرة متلمسنيش انا ست متجوزة…..
تراجع جابر الى الخلف يمرر يده بشعره يجذبه بعنف بينما عينيه تشتعل كبركان ثائر من الغضب مرة اخرى فور سماعه كلماتها تلك حاول تمالك نفسه حتى لا يؤذيها مرة اخرى ركل بقدمه الطاولة الزجاجية التى تنتصف الردهة و هو يطلق صرخة مدوية يخرج بها غضبه لتسقط الطاولة بقوة على الارض ويتهشم زجاجها و يتناثر بانحاء الغرفة…
التصقت غزل بالحائط و قد شحب وجهها فى رعب فور رؤيتها لحالته تلك..
التف اليها قائلاً بقسوة من بين اسنانه التى كان يضغط عليها بقوة
=لو مش عايزة تموتى…ادخلى اوضتك… و ملمحش خلقتك قدامى خالص…فاهمة
هزت غزل رأسها وقد اتسعت عينيها فى رعب و فزع قبل ان تهرول راكضة الى غرفتها تختبئ بها خوفاً من غضبه وجنونه التى اثرته عمداً…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور عدة ساعات..
فى السيارة ظلت غزل صامتة تسند رأسها الى النافذة تنظر الى الخارج باعين غائمة بدموعها المحتقنة الغير منسابة متجاهلة جابر الذى كان يلقى عليها نظرة من كل حين الى اخر و هو يضغط على فكيه بقوة فقد كان يبدو عليه انه لا يزال يحاول السيطرة على غضبه…
ظل صامتاً طول الطريق وهى ايضاً فضلت تجاهله لكن عقلها كان لا يصمت فقد كانت منذ امس تفكر فيما ستفعله الان فقد اصبحت زوجة لرجل اخر بالطبع لم تكن تريد الذهاب مع خليل لكنها ارادت تحدي جابر و احراق روحه فقد كانت تعلم جيداً انه لم يكن ليدعها تذهب مع خليل فقد كان يثور و يغضب عند ذكرها لاسمه فقط فكيف سيدعها تذهب معه… غضبه.. غضبه الذى لا تعلم سببه فقد اصبحت متأكدة الان انه حقاً لا يحبها.. بل هو يكرهها لكنها تظن ان السبب وراء غضبه هذا هو شعوره بالتملك نحوها..
التفت اليه وهى تقرر انه يجب ان تخبره للمرة الاخيرة انها لم تحاول ايذاء شقيقته..
=جابر..انا متفقتش مع خليل انه يغتصب بسمة ولا عمرى افكر فى حاجة بشعة زى دى.. مش فاهمة ازاى فكرت ان ممكن اعمل كدة اصلاً…
ظل جابر صامتاً لم يقل شيئاً يقود السيارة بصمت لكنها لاحظت يديه تشددت حول المقود حتى ابيضت مفاصله لكنه بعد عدة لحظات اخرج بهدوء هاتفه الذى بحث به عدة لحظات قبل ان يصدح صوتها من الهاتف وهى تتحدث….
شحب وجهها فور سماعها الحديث الذى كان بينها و بين خليل و كيف سيبدو لأذن اى شخص لا يعلم عما هى تتحدث عنه حقاً.. فقد كانت تبدو كما لو كانت تتفق علي شقيقته بالفعل لكنها هنا لم تقصد شقيقته فقد كانت تحاول اقناع خليل من ان يتزوج بسمة تلك الفتاة التى لجئت اليها لمساعدتها فى محنتها و خبئتها بالحظيرة خوفاً من ان يعثر عليها شقيقها ويقتلها فقد اقامت علاقة محرمة مع خليل و اصبحت حاملاً منه و رفض الزواج منها والتستر عليها لذا هربت الى منزل العزايزة و وجدتها غزل تختبئ خلف الحظيرة عندما علمت قصتها ساعدتها وتحدثت مع خليل طالبة منه الزواج منها حتى انها عرضت عليه ذهب والدتها لكى يوافق..

 

 

همست بصوت مرتجف وهى تتنفس بصعوبة
=جابر والله العظيم مكنتش اقصد اختك… انا.. انا هفهمك كل حاجة…
ثم بدأت تخبره بكل شئ حدث منذ مقابلتها لتلك الفتاة ومحاولتها لمساعدتها لكن جابر ظل يقود السيارة بصمت دون ان يبدى اى ردة فعل على ما تقوله مما جعلها تكمل محاولة جعله يصدقها
=حتى كان اسمها.. بسمة المندورى و اخوها اسمه سامح ويبقى صاحبك لو مش مصدقنى… خدنى لبيتها هى روحت بعد ما خليل وافق يتقدملها و……
..
شهقت بقوة مطلقة صرخة مرتعبة عندما اوقف جابر السيارة دون سابق انذار مما جعل جسدها ينطلق للامام لولا حزام الامان الذى منعها من الاصطدام بالزجاج الامامى.
هتف جابر وهو ينزع حزام امانه ملتفاً اليها
=ارحمى نفسك و ارحمينى و كفاية كدب انا مبقتش متحمل البلد كلها مفيش غير بنتين اسمهم بسمة… بسمة اختى… و بسمة بنت الزيات و دى متجوزة و معاها ٤ عيال.. وانا معرفش حد اسمه سامح من الاساس..
شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك
=ازاى…والله العظيم انا شوفتها حتى كانت مضروبة فى وشها وخدتها خبتها فى الحظيرة و كنت……
اومأ برأسه قائلاً و هو يلتف ينظر اليها
=خالينى اعمل مصدقك… و نفترض ان ده اللى حصل بس بالعقل كدة.. اول حاجة هتعمليها ايه انك تيجى تقوليلى علشان اجبر خليل يتجوزها…؟!
شحب وجه غزل وهى تدرك مدى حماقتها
=بسمة رفضت قالت لو قولتلك هتقنع اخوها يقتلها و هترفض تساعدها……
قاطعها بشراسة وهو يقبض على ذراعها يضغط عليه بقسوة و شرارات الغضب تتقافز من عينيه
=كفاية كدب… انتى ايه معجونة بمية كدب…. يعنى ايه هقنع اخوها يموتها ملقتيش غير الكدبة الخايبة دى
همست غزل باكية و دموعها تنساب على خدييها
=والله العظيم مش بكدب.. ده اللى حصل…..
هز رأسه قائلاً بحدة
=لو هنفترض انك صادقة هتديله دهب امك ليه….؟
اجابته من بين شهقات بكائها الممزقة
=علشان يتجوز بسمة.. حامل مكنش ينفع اسيبها…..
صرخ بقسوة و قد فقد السيطرة على اعصابه
=بسمة مين…. بسمة مين… بسمة اللى مالهاش وجود الا فى عقلك المريض فضلتى من امبارح تدورى على كدبة تدارى به على لعبتك الوسخة و فاكرة انى اهبل وهصدق كلامك الاهبل اللى ميصدقوش عيل صغير…
أدارت غزل وجهها بعيدًا وأغمضت عينيها تبكى بصمت بينما كانت تتنفس بصعوبة شاعرة بقبضته حول ذراعها ضيقة للغاية و مؤلمة لكنها لم تهتم فألام قلبها كانت اشد و اقسى..فقد كانت تعلم الان انها وقعت ضحية خديعة تم نصبها لها..و مهما فعلت او قالت فجابر لن يصدقها و لن تستطيع لومه هذة المرة فقد كانت حمقاء و تستحق ما حل بها.
ظلت صامتة طول الطريق حتى اوقف السيارة فى مكان كانت تعرفه جيداً.. استقامت فى جلستها و هى تنظر بريبة و خوف الى المشفى التى تستقر بها والدتها التفت تنظر اليه بنظرة يملئها الاضطراب و الخوف من ان ينفذ تهديده السابق بفصل الاجهزة عن والدتها..
=احنا وقفنا هنا ليه…؟!

 

 

اجابها ببرود بينما يخرج هاتفه من جيب سترته يبحث به عن شئ
=هتنزلى تقعدى مع امك..هما ساعتين تلاتة و هرجع اخدك اكون خلصت المشاوير اللى ورايا…و بعدها نرجع البلد
اومأت برأسها و هى تشعر بالراحة بانها ستكون بمفردها حتى لو لعدة ساعات قليلة فكل ما تحتاجه هو التواجد مع والدتها الان
كنت تهم بفتح باب السيارة عندما اوقفها صوته الحاد وهو يقبض على يدها يعتصرها بقسوة
=لو فكرتى تهربى…متنسيش تبقى تودعى امك قبل ما تمشى… لان المرة الجاية اللي هتشوفيها فيها هتكون فى تربتها….
شعرت غزل برجفة من الخوف تسير بعروقها فور سماعها تهديده ذلك لكنها رغم ذلك التفت اليه قائلة بقسوة
=حسبى الله و نعم الوكيل فيك يا جابر عمرى ما هسامحك على اللى عاملته فيا…و افتكر اليوم ده كويس ياجابر…
ضغط جابر على فكيه بقوة بينما شعور من عدم الراحة يجتاحه عند سماعه كلماتها تلك لكنه هز رأسه بقوة هاتفاً بها بحدة
= يلا انزلى….
فتحت السيارة و نزلت منها تتجه نحو باب المشفى بخطوات بطيئة مترنحة بعض الشئ كما لو كانت ستفقد وعيها باى لحظة و هى تجر خلفها حقيبتها مما جعل جابر ينزل من السيارة مسرعاً يتبعها بهدوء محاولاً عدم اظهار نفسه لها خوفاً من ان يغشى عليها…
ظل يتبعها حتى وصلت الى غرفة والدتها واختفت بداخلها..
اوقف جابر احدى الممرضات واعطاها مبلغ سخى من المال طالباً من ان تعتنى بغزل و تجلب لها بعض الطعام وان تطمئن عليها من حين الى اخر ثم انصرف مسرعاً…
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق من اليوم…
كانت غزل مستلقية على فراش المشفى بجانب والدتها تضع رأسها برفق على صدرها تبكى كما لم تبكى من قبل همست بصوت مرتجف ممزق
=سبتينى ليه يا ماما.. سبتينى لهم ليه…..
دفنت وجهها بصدر والدتها اكثر وبكائها يزداد شدته ظلت على حالتها تلك بعض الوقت حتى هدأت تماماً و ظلت نائمة بحضن والدتها تتنعم بدفئها…
والدتها التى كانت غارقة فى غيبوبتها التى لا تعلم متى ستستيقظ منها.. و هل ستستيقظ منها ام لا…؟
سمعت طرقاً على الباب مما جعلها تنهض تمسح وجهها بيدى مرتجفة معتقدة انه جابر فهى لا ترغب بان تجعله يراها تبكى مرة اخرى…
فتح الباب و رأت جعفر احدى العاملين لدى جابر واقفاً بالباب قائلاً بهدوء
=ست غزل… جابر بيه امرنى اخد حضرتك و ارجعك على البلد….
عقدت حاجبيها قائلة بحدة
=اومال هو فين.. ؟!
اجابها جعفر بهدوء

 

 

=البيه عنده شغل… قال هيخلصه ويحصلنا…
اومأت غزل برأسها وهى تنحنى تلتقط حقيبة ملابسها فقد كانت تعلم انه غير راغب بمواجهتها مد جعفر يده حتى يأخذ منها الحقيبة لكنها تراجعت للخلف رافضة فقد كانت الحقيبة ممتلئة بملابسها الخاصة التى اخترتها من اجل زواجها بالاضافة الى حبوب منع الحمل التى ابتاعتها لها حلا بعد موافقة جابر على ان يأخذوا احتياطتهم لحين اعلان زواجهم… امتلئت عينيها بالدموع مرة اخرى لكنها مسحت وجهها بعصبية بينما تلحق بجعفر بالخارج…
بعد مرور ساعة…
وصلت غزل الى منزل العزايزة كان المساء قد حل..
دلفت الى داخل المنزل تجر حقيبتها خلفها لكنها توقفت متجمدة فور دخولها الى ردهة المنزل و رؤيتها لجميع رجال عائلة والدتها جالسين هناك مع زوج والدتها عثمان و لبيبة تقف بجانبهم تنظر اليها باعين تلتمع بالشمانة والنصر…
فور ان لاحظ عثمان وجودها هتف بها بحدة بينما يقود مقعده المتحرك نحوها
=كنت فين يا غزل….؟!
شعرت غزل بقلبها يعصف بداخلها فلأول مرة يتحدث معها بتلك النبرة الفظة فقد كان دائماً حنون عليها حتى وقت حادث بسمة لم يصدق انها من قامت بحرقها بالفعل
اجابته هامسة و نظراتها تنتقل بتوجس بين رجال العائلة الواقفين حولها فقد كانت نظراتهم مسلطة عليها بحدة و عصبية كما لو كانت قد ارتكبت جريمة ما
=كنت فى المستشفى مع ماما… ما انت عارف يا بابا….
قاطعها فراج ابن عم والدتها الذى اندفع نحوها يقبض على شعرها من اسفل حجابها
=مستشفى ايه يا روح امك… انا و عمك عثمان كنا هناك الصبح و عرفنا انك مروحتيش هناك… ولا رجلك خطتها…..
ليكمل و هو يصفعها على وجهها بقسوة جعلت رأسها ترتد الى الخلف بقوة
=كنت فين يا بت…طول اليومين اللى فاتوا كنت بايتة مع مين انطقى….
هزت غزل رأسها بخوف بينما تحتضن حقيبتها الى صدرها و هى لا تدرى بما تجيبهم فاذا اخبرتهم انها كانت مع جابر فلن يصدقها احد و لو صدقوها فهذة فضيحة اخرى لها
==ككنت… فى المستشفى…
صفعها مرة اخرى بقوة
=مستسفى ايه… انتى فاكرنا هبل… كنت فين يا روح امك… انطقى
تدخل عثمان محاولاً جذبها بعيداً عنه
=فراج… ايدك متتمدش عليها… انت مالكش حاجة عندها….
جذبها فراج بعيداً عن عثمان و هو يهدر بغضب
=عثمان بقولك ايه… مش وقت حنيتك دى… بنت الكلـ.ب دى لو مقلتش كانت فين… قسماً بالله لأقتلها و اغسل عارنا……
تدخلت لبيبة محاولة اظهار نفسها تدافع عن غزل حتى ترضى عثمان
=فراج.. عثمان عنده حق.. اهدى على البنيه خاليها تعرف تنطق…..
قاطعها فراج بشراسة
=لبيبة اقطمى… وخالى لسانك فى بوقك… مبقاش الا الحريم اللى تتكلم….
انهى جملته مستديراً ينظر بشراسة الى غزل التى كانت تبكى و كامل جسدها يرتجف خوفاً
=انطقى يا بنت ازهار…كنت مع مين اليومين دول….
ظلت غزل صامتة لا تقوى على التحدث و قد ازداد ارتجاف جسدها الذى اصبح ينتفض بقوة…لكن فرت الدماء من جسدها فور ان قبضت يده على الحقيبة التى كانت تحتضنها بقوة الى صدرها
=ورينى يا روح امك الشنطة دى فيها ايه….

 

 

رفضت غزل تركها مما جعله يجذبها منها بعنف ثم اسرع بفتحها و فرغ محتوياتها على الارض لتنتشر ملابسها و قمصان النوم بكل مكان..
شهقت لبيبة وهى تنحنى تمسك باحدى القمصان
=يامصيبتى السودا….
لتكمل وهى تنحنى وتلتقط عبوة حبوب منع الحمل التى كانت بوسط الملابس
=حبوب منع حمل…كمان
اخذت تضرب على صدرها وهى تهتف
= يا فضيحتى يا مصيبتى…
تراجعت غزل فى خوف من النظرة المرتسمة بعيني فراج حاولت الهرب منه لكنه اسرع بملاحقتها ضارباً اياها
بقسوة جعلتها تسقط بعنف ارضاً
لم يتيح لها الفرصة للنهوض و الهرب حيث اخذ ينهال عليها ضرباً و هو ينعتها بافظع الشتائم غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية…
صرخ به عثمان و هو يتجه نحوه بمقعده محاولاً ايقافه
=سيب البت يا فراج… سيب البت بقولك..
جذبه من ذراعه محاولاً ابعاده عنها لكنه لم يستطع بسبب عجزه مما جعله يلتف هاتفاً بباقى الرجال الذين كانوا واقفين يشاهدون ما يحدث برضا
=حد فيكوا يتحرك… و يبعده عنها انتوا واقفين تتفرجوا…
تجاهلوه ظلوا واقفين مكانهم رافضين التحرك من مكانهم مما جعل لبيبة تستغل الامر و تندفع نحو فراج محاولة دفعه بعيداً عنها و هى تصرخ به
=سيب البت يا فراج… هتموت فى ايدك….حرام عليك…
لتكمل و هى تزيد من اشعال غضبه مذكرة اياه بازهار التى كان يعشقها منذ الصغر لكنها رفضته بسبب عشقها لعثمان مما جعله يكرهها خاصة بعد ان تزوجت من عثمان بعد وفاة زوجها فقد كان يشعر دائماً بانها فضلت عثمان عليه
=ايه يا فراج انت هتطلع غلك و كرهك لأمها فى البت…. حرام عليك
ابتسمت داخلياً عندما نجحت خطتها فقد ازداد غضبه بالفعل و اخرج مسدسه من جيب جلبابه مصوباً اياه نحو غزل وهو يهتف بقسوة و عينيه تلتمع بالجنون

 

 

=هموتك يا فاجرة يا بنت الفاجرة واغسل عارنا…..
ساد الهلع ف المكان فور رؤيتهم ما ينوى فعله اقترب منه عثمان هاتفاً بقسوة وهو يكاد يختنق من الذعر
=نزل المسدس يا فراج… انت مالكش علاقة بها… لو عار حد فهو عارى انا… انا هعرف اتصرف معاها….
التف اليه فراج قائلاً بقسوة
=لا عارى… قبل ما تكون بنت مراتك فهى بنت بنت عمى… يعنى انا عمها و أولى بها…..
اندفع نحوه عثمان بمقعده المتحرك محاولاً دفعه للخلف والحصول على المسدسه منه مما جعل فراج يسرع باطلاق النار نحو غزل التى استغلت شجارهم هذا و ركضت مسرعة نحو الباب محاولة الهرب لكن اصابتها رصاصتة الغادرة على الفور وتسقط ارضاً غارقة فى دمائها وسط الصراخ و العويل الذى ملئ المنزل…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى