Uncategorized

رواية سيلا الحلقة الثانية عشر 12 بقلم نجلاء ناجي

 رواية سيلا الحلقة الثانية عشر 12 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة الثانية عشر 12 بقلم نجلاء ناجي 

رواية سيلا الحلقة الثانية عشر 12 بقلم نجلاء ناجي 

يقطع اسلام الدرج مهرولا حتى يصل لشقة والده ليجد الاطفال تقف تبكى ومعهم حسنات الخادمة ،وتشاور له هدى على غرفة الحاج رشدى، يتجه اسلام لها بخطواط سريعة ويدخلها بسرعة ليجد والده ممدا فاقدا الوعى والحاجة صفية تنتحب بجواره

يتصل اسلام بسرعة بالطبيب الذى كان بالجوار ليأتى مسرعا …

ترترى سيلا ملابسها فى عجاله ،وتنزل بسرعة ،وتتجه الى غرفة الحاج رشدى وهى فى حاله صدمه لا تعرف من المصاب، أو ماذا حدث ،كل ما تعرفة ان هناك شىء جلل قد حدث ،تقف امام الباب ناظرة الى الحاج رشدى وهو ممدا فاقدا للوعى تشعر بقلبها يهبط فى قدميها وكأن روحها تنتزع منها ،تهرول وتجثوا على ركبتيها امام السرير وتبكى وهى تمسك يد الحاج رشدى :

-باب الحاج .. قوم علشان خاطرى. يا ريتنى كنت انا ..قوم يا بابا انا مليش غيرك، علشان خاطرى يا بابا قوم .

يصل الطبيب واسلام ويقفان أمام باب الغرفة ويشاهدان سيلا ويسمعان حديثها ؛يتأثر اسلام برؤية سيلا منهاره لا يرى منها سور ظهرها وشعرها المسترسل عليه ،وحركه جسدها الضئيله من البكاء .

ويرى الطبيب فتاه تبكى والدها بخوف شديد عليه ،فيشفق عليها وهو لم يراها بعد .

اما عند سيلا فكانت فى عالم اخر ؛تعلم ان الحاج رشدى هو صمام امانها هى وابنائها ،استعادت ذاكره وفاه والدها وهى صغيرة،ولن تتحمل تكرارها مره ثالثة ،فقد كانت الثانيه مع ماذن ،والان مع والده . كانت تنادية ابى لانه بمكانة والدها حقا .

تجد سيلا يدا تربت على كتفها فتنتفض سيلا ،وتلتفت للخلف لترى الطبيب وهو يقف ينظر لها وسط دهشة اسلام ؛ من ان يربت على كتفها فظل ينظر له فى غضب وهو لم يتوقع منه هذا الفعل .

الطبيب بهدوء : ممكن بس علشان اكشف .

ويشر لها ان تتنحى جانبا ،فتقف سيلا وتتجه الى جانب الحاجه صفية فى جانب من الحجرة تتابعان الكشف. يدون الطبيب اصناف الدواء ويعطى الحاج رشدى حقنه فى الوريد ويطلب احضار الدواء بسرعة لاكمال جرعة العلاج .

يجلس الطبيب بجوار اسلام فى غرفة الحاج رشدى منتظرا له حتى يفيق ، وتتقدم منه سيلا بأعين متلهفة تسأله قبل ان ينطق لسانها بما تريد .ينظر لها الطبيب ويبتسم لها فقد فهم ما تريده من عيناها ولهفتها فقال :

– متخافيش يا أنسة ، بابا هيكون كويس ان شاء الله وهيفوق .

سيلا بلهفة : بجد … طب إحلف

الطبيب مندهشا وضاحكا وكذلك اسلام الذى ينظر لهما بغضب وغيظ ،فيقول الطبيب :

– والله العظيم … إن شاء الله هيفوق ويبقى كويس ، بس متنسيش الحلاوة بقى .

سيلا بسرعة ولهفة : يفوق بس واللى انت عايزة

الطبيب مبتسما لها وهو يتأملها : مش عايز غير فنجان قهوة مظبوط من إيديكى .

تذهب سيلا لإعداد القهوة ،وسط غيظ اسلام منهما ، ومحاولاته لتمالك اعصابه وتركيز نظراته على من بالغرفة من نشوى ورمزى و والدته وهو يقول فى نفسه :

– والله لولا الحاج ورقدته دى لعرفتك يعنى إيه انسة دى .. قال أنسة .!

تنظر نشوى لإسلام وهو شارد الذهن وتتشفى في نظراتها تلك . وتنتظر لتخبر شيماء بآخر الاخبار .

تحضر وفاء الدواء ويعطى الطبيب باقى الجرعة للحاج رشدى وبضعة دقائق ويبدأ الحاج رشدى فى استعادته لوعيه . تحضر سيلا القهوة للطبيب الذى ينظر لها بإبتسامه جميلة ويقول :

– الحاج فاق اهه أنا نفذت وعدى ،هاتى قهوتى بقى .

سيلا وهى تنظر للحاج رشدى وتعطى الطبيب قهوته، فيقوم اسلام ويأخذ منها القهوة ويقدمها للطبيب وتذهب سيلا للجلوس بجوار الحاج رشدى.

يتذوق الطبيب القهوة ويسألها : عملاها بإيدك ؟

سيلا وهى جالسة بجوار الحاج رشدى وتبتسم له : أيوة يا دكتور

ينظر اسلام لهما بغضب واضح ،وتتلقى نشوى نظرات اسلام الغاضبة فى سرور وشماته ؛فهى تعلم ان من المؤكد سيحدث شجار بينهما بسبب هذا الغضب الذى يظهر على وجهه اسلام، وستجد هى شيئا تخبر به شيماء .

وتتعجب سيلا من نظرات اسلام الغاضبة وفسرتها انها بسبب ما حدث قبل قليل من شجار بينهما

تدخل وفاء وهى تنظر لسيلا : ست سيلا ،عز الدين بيسأل عليكى .

فيدخل عز الدين شاكيا لها :طنط سيلا ، خلى سيف يلعب نوران معايا

سيلا وهى تنهض : انا جايه معاك يا عز ..تلتفت للحاج رشدى وتنظر له وتهمس له : الف سلامه عليك يا بابا .. راجعة تانى

تتجه الى عز الدين وهى تقول له :يلا بينا .

يتابعها الطبيب بعينيه ويرتشف قهوته وهو يردظ اسمها سيلا .

يلاحظ اسلام ما تفوه به الطبيب ومتابعته

لسيلا ،ويحاول تمالك اعصابه فيهتف فى حده ليشتت انتباهه :

دكتور لو سمحت .

ينتبه له الطبيب وينظر له :ايوة يا فندم

اسلام بجديه : هى الحالة استقرت ولا إيه ؟

الطبيب: هو فاق دلوقتى ،كمان 24 ساعه هاجى تانى اشوفة ،والدوا دا ياخده فى مواعيده ،وإن شاء الله يومين ويبقى زى الفل . بس راحة تامه والبعد عن الانفعال .

اسلام بهمس وجديه : تفتكر يروح المستشفى افضل ،ولا رأيك إيه ؟

الطبيب : لا .. عادى الحاله مش محتاجه انه يروح مستشفى ،لو كانت تحتاج كنت قلت لك اكيد .

اسلام بهدوء : الف شكر ليك يا دكتور .

ينهض الطبيب ليخرج، ويبقى اسلام مع الحاجة صفية ويذهب معه رمزى ونشوى . يقف اسلام فى شرفة غرفة والده ويرى الطبيب وهو يتجه الى سيلا والاولاد ويتحدث معها ويضحكان ، فيتجه لهما بسرعة ،ويقوم بتوصيل الطبيب حتى خروجه من الحديقة ويعود لها سريعا ليجدها ذهبت للحاج رشدى .

سيلا وهى تدخل الغرفة للحاج رشدى : الف حمد الله على سلامتك يا بابا

الحاج رشدى بوهن وضعف وصوت منخفض : متخافيش يا سيلا. .. أنا كويس .

ينظر الحاج رشدى الى إسلام ويقول : سيبونى لوحدى مع سيلا .. يخرج الجميع وتظل سيلا مع الحاج رشدى.

يظل اسلام فى الردهه يقطعها ذهابا وإيابا ،لا يعلم ما ذا يريد والده من سيلا ،او فى اى

شيء سيتحدثان ،اسئلة كثيرة وهواجس اكثر دارت فى مخيلته ،والحاجة صفية تراقبه عن كثب ولا تتحدث .

اسلام يقلق بالغ : هو الحاج عايز سيلا فى إيه ؟

الحاجة صفية : مش عارفة يا ابنى … العلم عند الله

اسلام بلهفة : ابقى اعرفى ممنه يا حاجة وقولى لى …ماشى

هزت الحاجة صفية رأسها موافقة .

خرجت سيلا من الحجرة واخبرتهم أن يدخلوا للحاج ،فهو يرديهم .

ينظر اسلام الى ملامح سيلا لعلها تخبره بأى شىء ولكنها ذهبت من امامه سريعا وهى تتحاشى النظر له ،يدخل اسلام بسرعة لوالده ويسأله بسرعه

– خير يا حاج … كنت عايز سيلا فى إيه ؟

الحاج رشدى بهدوء : فكر الاول فى موضوع طلاق سيلا وبعدين إبقى إعرف كنت عايزها فى إيه ؟

يغضب اسلام من كلام والده ومن واصراره على الحديث فى موضوع طلاقه هذا. يخرج اسلام من الغرفة ويبحث عنها ليجدها فى غرفة ماذن ،يقف اسلام امام الغرفة طويلا ولا يستطيع ان يدخلها .

ينظر للباب بكل ألم يريد ان يتحدث معها ، أن يخبرها بمكنون صدره ولكن هذا الباب وهذة الغرفة حائلا بينهما ،او بمعنى ادق حائلا امامه هو .

فهل سيظل على هذا الحال .ام سيخطوا خطوه تجاهها ؟ تنهد اسلام بيأس وابتعد عن الغرفة سريعا ودخل غرفته وينام بها حتى منتصف الليل .

فى داخل غرفة ماذن …

كانت سيلا تنظر الى صورته وتحدثة ،تخاف وتحتاجه ،تريد من تشعر معه بالأمان، من يحتويها ويحتضنها . نعم تريد من تشعر معه

بالاحتواء ،ويستكين ضعفها معه وبحنانه لها ،تقفذ صوره اسلام امامها ،فتترقرق عيناها بالدموع وتخفض وجهها من النظر الى صورة ماذن ،وتجلس على السرير تفكر فى حديث الحاج رشدى لها، تشعر ان اسلام تارة قريب منها وتارة بعيد عنها ، تارة يحسن معاملتها وتاره يسىء ، حتى هذا الاحساس الذى بداخلها يقلقها ؛فهى تاره تشعر معه بالأمان، وتسعد لحديثة ،وتارة اخرى تخافه فى غصبه وتحزن لبعده . لم تعد تعلم شيئا هى الاخرى اصبحت مشتته لا تعلم ماذا يحدث لها وما تلك الاحاسيس التى تشعر بها من قربه منها او من بعده عنها ،تنظر لصورة ماذن وكأنها تريده ان يحدثها ويخبرها ماذا تفعل ؟او بمعنى اصح يخبرها بما يحدث لها ؟

يستيقظ اسلام على صوت طرقات على باب غرفته ،فيقول بصوت ناعس اجش : ادخل

ثوان ولا يدخل احد ،اسلام بصوت اعلى ،أدخل .

يفتح الباب وتطل سيلا رأسها بتردد ،وبصوت منخفض :

– ماما الحاجة بتسأل مش عايز تتعشى ؟

اسلام وهو يعتدل فى جلسته و ينظر لها : لا… عايز بس فنحان قهوة من ايديك يا سيلا.

سيلا وهى تهز رأسها موافقة : حاضر …

اسلام بهدوء ،يريد ان يتحدث معها وفتح باب للحوار : اخبار الحاج إيه يا سيلا ؟

لم يعد يدرى لماذا يريد ترديد اسمها دائما ،اصبح اسمها وكأنه تعويذه سحر ينطق بها ليشعر بذلك الاحساس الذى يشعر به فى قلبه ؛ ارتعاشة جميلة وطربا للأذنه

سيلا بهدوء : كويس الحمد لله . هو نايم ،وماما قالت لى اسألك على العشا ودخلت تنام ،بس قهوة 12 بالليل غلط عليك

اسلام متنهدا بألم : معلش ،عندى صداع ..

سيلا : ماشى .

تذهب سيلا لإعداد القهوة ويبقى اسلام يفكر وهو جالسا على سريره ،تطرق سيلا الباب وتدخل بعد ان يسمح لها ،وتضع القهوة على المنضدة بجواره

واسلام يتابعها بعينيه ويسألها بهدوء :

– العيال فين ؟

سيلا وهى تتحاشى النظر له : نايمين فى قوضه ماذن .

يمسك اسلام يد سيلا ويقف امامها ويشعر بإرتعاشته يدها من جراء مسكته لها ،يهمس لها بأسف واضح :أنا أسف يا سيلا ،آسف على الاسلوب اللى كلمتك بيه ده .

يرفع وجهها له وتتلاقا عيناهما معا ويكمل :

-بس لو سمحتى لو احتجتى اى حاجة إنتى والولاد يا ريت تطلبيها مني .

سيلا وهى لاتزال تنظر فى عينيه وتهمس : حاضر ..

تتسارع انفاسهما ،وتبتعد عنه سيلا وتتجه للباب لتخرج ،ولكن يسبقها اسلام بسرعة ويغلق الباب بالمفتاح ويلتفت لها

سيلا بدهشة : فى إيه يا اسلام ؟ افتح الباب لو سمحت

اسلام وهو يقترب منها وبهدوء :إنتى خايفة مني يا سيلا ؟ .. على فكره أنا جوزك ،مش راجل غريب عنك .

يقف امامها ويفك شعرها ويمرر يده بين شعرها ويهمس : أخر مرة تخرجى وشعرك يبان يا سيلا ،مش زى ما حصل النهارده قدام الدكتور …

سيلاوهى ترتعش من لمسته لها : حاضر .. أنا كنت خايفة على با…

ولم تكلم كلامها فقد اخذها اسلام فى قبلة طويلة عميقة ،اودع بها كل ما يشعر به من حب تجاهها، ولم يتركها الا بعد ان اصبحت زوجته امام الله .

تستمع سيلا لصوت أذان الفجر، فتحاول النهوض من بين ذراعى اسلام الذى يرفض خروجها ..سيلا بهجل بخجل وهمس : الصلاه يا اسلام …

اسلام وهو مستمتع بسماع اسمه منها بكل هذا الهمس والخجل فيضحك بسعادة ويقول :

– الله … اول مرة احب اسمع اسمي منك يا سيلا ،اول مرة أحس بالاحساس دا ، اول مره فى كل حاجة معاكى ليها شكل تانى وطعم تانى يقبلها .

سيلا بخجل : الصلاه

اسلام بهدوء : هنصلى جماعه

سيلا وهى تنهض من جواره :طب يلا قبل ما حد يقوم

اسلام بدهشة : هو احنا بنعمل حاجة غلط …

راجل ومراته فيها ايه دى يا سيلا

سيلا بقلق : معلش ..ريحنى

اسلام مستسلما ومتنهدا : ماشى يلا .

تخرج سيلا من الحمام وتتجه للخروج من باب غرفة اسلام ويتجه اسلام الى الحمام ويقول لها :

– البسي اسدالك وتعالي نصلى جماعه .

سيلا بتوتر : طب نصلى بره

اسلام بحده : هنا يا سيلا . أنا مش بعمل حاجه غلط ..انتى مراتى

يعلم اسلام انها خائفه ،بل مرتعبه من معرفة نشوى او شيماء بما حدث، ولكنه فى نفس الوقت يريد ان يبعث لها الاطمئنان بأنه معها ولن يخذلها. وايضا يريد لزواجه منها ان يكون امام الجميع ،بينه وبين نفسه يدرك انها ملكت قلبه ؛اعترف لها بكل شىء ،اعترف لنفسه قبل منها انه أحبها، لدرجه انه لم يشعر بمثل ما شعر به معها من قبل ،حتى مع زوجته شيماء لم يشعر بأى شىء.

كرر لها مئات المرات انه احبها ،وكان مستمتعا وهو يعترف لها بذلك ، تلذذ فى كل مرة كان ينطق فيها اسمها .وتمنى ان الليل يطول ولا يأتى النهار حتى لا تبتعد من جواره .

تهز سيلا راسها فى استسلام وتقول : حاضر .

تخرج سيلا من غرفة اسلام لتجد الحاجة صفية تخرج من غرفة ماذن وتسألها بدهشة .

الحاجه صفية بدهشة : سيلا… !كنتى فين يا بنتى ؟

سيلا بتوتر وهى تفرك يدها : كنت … كنت … حد صحى من الولاد ؟

تفهمت الحاجه صفية تنها تغير الموضوع ولا تريد الاجابه عن السؤال ،فقالت بهدوء :

– لاء … انا كنت بس بطمن عليهم .. انتى كنتى فين ؟

تسمع صوت اسلام من خلف سيلا : كانت معايا يا حاجة ..فى حاجة ؟

تنظر الحاجة صفية اليه وتراه ينظر لها وفى عينيه لمعة جميلة لم تراها فى عينيه من قبل ، وتنظر الى سيلا التى اخفضت رأسها فى خجل ،و احمر وجهها جدا ،تبتسم الحاجة صفية فى سعادة وتقبل سيلا قائلة بهمس :

الف مبروك يا حبيبتى .

اسلام وهو يحاوط سيلا بذراعه :يلا يا سيلا ..هاتى الاسدال علشان نصلى

الحاجة صفية بسعادة وهى تنظر لسيلا التى ذهبت مسرعة للداخل ،فتقول : انا كنت هحضر الفطار .. بس دلوقتى هخلى البنات يحضروا لكم أحلى فطار لاحلى عرايس

اسلام :اخبار الحاج إيه؟

الحاجة صفية : الحمد لله .. بيصلى الفجر يا حبيبى

اسلام مبتسما : طب الحمد لله، هنصلى الغجر ونجيلة يا ماما .

تأتى سيلا ،ويأخذها اسلام من يدها ويدخلها غرفته ويصلى بها الفجر جماعه ويذهبان لرؤية الحاج رشدى بغرفته وهو ينظر لهما فى سعادة ،وتخجل سيلا كثيرا ، ولكن اسلام يقربها منه ويحاوطها بذراعة، ليمحوا هذا الخجل .

الحاج رشدى : الف مبروك يا ولاد

اسلام بسعاده :الله يبارك فيك يا حاج ..اخبارك ايه ؟

الحاج رشدى : الحمد لله .احسن كتير ،الدكتور دا شكلة شاطر يا اسلام .

اسلام وهو يتذكر الطبيب ونظراته لسيلا يقول : اه شكلة شاطر فعلا .

ثم يهمس لسيلا : اوعى الدكتور دا يشوفك تانى .. هيبقى فيها قتيل ..فاهمه

سيلا بصوت هامس : فاهمه

تتلألأ عيناى اسلام وهو ينظر لها ،وهى تخفض رأسها منه فى خجل ،ويرى والديه ما يحدث بينهما و هما سعداء لهما و يبتهلان لله فى سرهما ان يسعدا معا .

يقضوا وقت طويل مع الحاج رشدى وهو يضحكون وبتحدثون ،حتى ينهض اسلام ويأخذ بيد سيلا ويقول لهما : عن اذنكم بقى ..

تندهش سيلا والحاج رشدى وصفية ، ليكمل

– هنروح نقعد فى الجنينه حبه

يخرج اسلام ويأخذ سيلا الى حجرته ويغلق الباب خلفه ويذهبا فى ثبات عميق

طرقات على الباب وصوت الحاجة صفية : اسلام يلا الفطار .

يستيقظ اسلام وسيلا ويغتسلان ويذهبان للفطار ،يخرجان من غرفة اسلام ويجدوا أنامهما نشوى ومن خلفها الطبيب .

الطبيب بإبتسامة : صباح الخير يا جماعة

اسلام وهو يقف امام سيلا ؛ ليمنع نظرات الطبيب من الوصول الى سيلا :

– صباح الخير اتفضل يا دكتور ،ويشير الى الردهه ، وسط نظرات نشوى المندهشة وهى تكاد ان تجن من خروج سيلا واسلام من غرفته .تريد ان تعلم بما حدث ،حتى تخبر شيماء وترى ما الذى ستفعلة شيماء بسيلا .

اتفضل افطر معانا يا دكتور …حماتك بتحبك : كانت تلك الكلمات للحاج رشدى وهو يدعوا الطبيب للفطار معه .

الطبيب مبتسما : يا ريت تكون حماتى وبنتها بتحبنى .

اسلام بتساؤل: هو حضرتك متجوز؟

الطبيب وهو ينظر الى اسلام وبيتسم : لسه .. ينظر لسيلا ويكمل : بس ناوى ان شاء الله .

يجد اسلام نفسه يحاوط سيلا بزراعه ويقول له :

– ربنا يرزقك بالزوجة الصالحة … ينظر لسيلا وهو يحاوطعا بذراعة ويكمل ،زي أنا وسيلا كدا

يرتبك الطبيب من كلمات اسلام وينظر لسيلا و تتلاشى ابتسامته ،وهو يدرك ان سيلا زوجتة ،فيحاول ان يرسم ابتسامة خرجت باهته وهو يقول :

أنا أسف … مكنتش أعرف إنها المدام، بس أصلها مش لابسه دبله . آسف مرة تانية .أنا … انا افتكرتها اختك …آسف فعلا .

تظل الانظار بينهما ،وتترقب نشوى الموقف وكذلك الحاجة صفية.

اسلام مبتسما وهو يشير له :اتفضل افطر معانا .

يدخل الطبيب ويكشف على الحاج رشدى .

الطبيب : لا .. دا إحنا بقينا حلوين خالص . الف حند الله على سلامتك .

الحاج رشدى بإمتنان : كتر ألف خيرك يا دكتور . ربنا يبارك فيك

الطبيب : وفيك يا حاج .

ينهض الطبيب ويقول : عن إذنكم ويستدير الطبيب لكى يخرج ويلقى نظرة سريعة على سيلا التى لم ترى شيئا ولكن اسلام رآها واشعلت بقلبه نار الغيرة ؛فيضمها له فى تملك ،وتبتسم له سيلا وهى لا تدرى مايحدث .

تذهب نشوى بسرعة وتخبر شيماء بما رأته وسمعته ،فتشتاط شيماء غضبا وتكسر ما تراه امامها …

يجلس اسلام فى الحديقة ،ويرى سيلا وهى تلعب مع الاطفال ويظل يتابعها ويتأملها ،وهى تتحرك معهم وتتفاعل معهم كأنها طفلة مثلهم

ياعجب اسلام مما يشعر به الان وهو يراها أمامه ، يتعجب من احساس الحب الذى يتملكه الان ،إحساس جميل لم يشعر به من قبل حتى مع شيماء ؛يشعر وكأنه طائرا محلقا فى السماء ،ويشعر بالسعادة كبيرة لمجرد النظر لها، ورؤيتها وهى تضحك بعفويه .

يلاحظ انها تلعب معهم القطة العمياء ،وتغمض سيلا عيناها ويبدأ الصغار بالقفذ من حولها وهى تحاول ان تمسك أحدهم وسط ضحكاتهم الصاخبه .

يجد اسلام نفسه لا إراديا يقف ويتجه اليهم ويشترك معهم ،ويشير لهم بأن لا يتحدثوا عن إشتراكه فى اللعبه .

تشاهدهم الحاجة صفية والحاج رشدى من بعيد وهما يبتسمان ؛فإنها المرة الأولى التي يشارك اسلام الصغار فى اللعب ويستمتع بالوقت معهم .

تحاول سيلا ان تمسك الصغار وتسير تبع الصوت حتى يتلقاها اسلام بين ذراعيه وينزع عصابة عينيها .

سيلا بدهشة : إنت كدا بوظت اللعبة

اسلام مبتسما وبهدوء يهمس : أنا كنت بلعب معاكم .

تفرغ سيلا فاها بدهشة ،ثم تضيق عيناها بمكر وتقول: يبقى إنت بقى اللى تغمى عينيك

اسلام بدهشة واعتراض : نععععم !!

يجد الاطفال حوله وهم يتقافذون حولهما ،ويصرخون : أيوة انت اللى تستغمى .

سيلا وهى تضحك : إنت قلت بتلعب معانا ،يبقى خلاص

اسلام مستسلما لها و تغمى عيناه ومقتربة منه ،والاطفال يتقافذون فرحا لاشتراكه معهم .

يترك اسلام الصغار من حوله وهو يدعى فى محاولات فاشلة منه لامساكهم ،بينما هو يتبع صوت سيلا ،حتى يستطيع الإمساك بها ويأخذها ويذهب بعيدا عن الاطفال ليستمعا آلى صوت عالى من خلفهم …

ما شاء الله ،ما إنت بتعرف تلعب وتضحك أهه ، أمال الوش الخشب لينا ليه ؟

كان هذا صوت شيماء وهى تصرخ بإسلام وسيلا وهى تمسك يهما بالجرم المشهود

ترتعش سيلا وهى فى يد اسلام وتختفى خلفه ،وهى ترتعش وتمسك به من الخلف .

اسلام وهو ينظر غاضبا لشيماء :

شيماااء ….إحفظى لسانك .

شيماء بصدمة وصراخ : ليه ؟ خايف على إحساسها !

تقول هذا وهى تحاول ان تجلب سيلا من خلف اسلام ،ويقف اسلام أمام شيماء ويحاول أن يجذبها بعيدا عن سيلا التى وقفت تبكى وهى ترتعش . ترفض شيماء الابتعاد وتكمل بحده :

– إحنا متفقناش على كدا .. إنت قلت جواز على الورق علشان محدش غريب ينط لك فى الشركة ..

اسلام بحده أشد وغضب : شيماااء … سيلا مراتى زى ما انتى مراتى ،وليها زيك بالظبط وأكتر كمان .

شيماء بجنون غاضب : لييييييييه ؟ حبيتها إنت كمااان ؟

سيلا بصدمه وهى تنظر لهما وتبكى : يعنى إيه ؟ … يعنى انت اتجوزتنى علشان الشركة بس ؟

اسلام وهو ينظر لها ويتقدم نحوها فتبتعد عنه ،وتجرى بسرعة بعيدا عنهم وتصعد الى شقتها وتجلس تبكى وهى تتذكر كلامها مع الحاج رشدى.

فلاش باك …

الحاج رشدى بوهن : سيلا يا بنتى ،أنا عارف وضعك مع آسلام بس انا ليا طلب عندك .

سيلا : اطلب يا بابا حاج

الحاج رشدى : عايزك تدى لإسلام وليكي فرصة … كزوجين … يبتلع ريقة ويقول : أنا عارف انك بتحبى ماذن قد إيه … بس برده بلاش تظلمى نفسك وإسلام معاكى ،إدوا لنفسكم فرصة كزوجين ،ولو مكنش فى توافق أنا بنفسى اللى هطلقوا . وليكى حرية الإختيار ، تتجوزى ،أو متتجوزيش براحتك بقى .

سيلا : بس يا بابا ….

الحاج رشدى مقاطعا لها : اوعدينى إنك تدى لنفسك الاول فرصة دي ، علشان خاطر نفسك وأولادك يا سيلا . أنا بعتبر نفسى أب ليكى .

سيلا بإستسلام وحرج : حاضر يا بابا ،اللى تقوله هنفذه .

الحاج رشدى : مش عايز حد يعرف حاجة من الاتفاق ده سيلا ،ولا حتى الحاجه صفية ولا إسلام …ماشى

سيلا بخجل : حاضر يا بابا

باااك …

تصرخ سيلا وهى تبكى : كان كله علشان الشركه .

يقف اسلام أمام باب حجرتها طارقا : إفتحى يا سيلا وأنا هفهمك ،سيلا كل كلام شيماء غلط … أنا … أنا حبيتك … أيوه حبيتك معاكى حسيت …

سيلا مقاطعا له ببكاء وهى تقول صارخه : كفااية كدب بقى ،بينى وبينك بابا الحاج ،وطلقنى يا إسلام .

اسلام غاضبا ضاربا الباب بكل قوته : مش هطلق يا سيلا … مش هطلق لآخر يوم فى عمرى .. أنا حبيتك .. لقيت معاكى إسلام كان نفسى فيه … إسلام كانت شيماء موتته بإهمالها ليا … سيلا صدقينى القدر هو اللى جمعنا سوا ،علشان يصالحنا على نفسنا وعلى دنيتنا ..

تفتح سيلا الباب ويلقاها اسلام متلهفا ،فتبتعد عنه صارخة

سيلا : إوعى تلمسنى … إبعد عنى ..

إسلام بحزن : ليه مش عايزة تصدقينى ؟ ليه مش عايزة تصدقى إنى حبيتك من ساعة ما شفتك فى الشباك وأنا لسه بفكر أتقدم لك ،و قلت لو بصت عليا تبقى قدرى. .. ولو مبصتش تبقى مش قدرى . وإلتفت لها وقال ، ولقيتك بصيتى عليا يا سيلا ؛ وخفتى ودخلتى جو ، تبقى قدرى .

تنظر له سيلا والدموع تنهمر منها ولا تصدقة ،جزء منها يصدقة ولكن كلمات شيماء كانت تتردد فى ذهنها وتجعلها ترفض ان تصدقة . وتتركه وتجرى بسرعة الى الحاج رشدى. .

شيماء وهى تصرخ وتنادى على اسلام وتجد سيلا تجرى الى الحاج رشدى ووراؤها اسلام

سيلا ببكاء: بابا الحاج ، إحنا كان فى بينا وعد .. يا ريت تخلى إسلام يطلقنى ..وحالا .

الحاج رشدى : فى إيه بس لكل دا ،إنتم كنتم كويسين ؟

شيماء وهى تنضم لهم : خلى إسلام يطلقها يا حاج ،طالما دى رغبتها وأنا كمان . مش عايزة ليا ضره .

إخرسسسسى : كلمه نكق بها إسلام بكل حده وكره ليكمل .

– طلاق مش هطلق يا سيلا …

ليقف أمام سيلا ويقف بينهم الحاج رشدى ..

سيلا بإنهيار وبكاء : لو سمحت يا بابا الحاج العرب

ية ترجعنى إسكندرية ، ويا ريت تخلى اسلام يطلقنى ..

تنظر الى الحاج رشدى وتقول بتوسل : إنت وعدتنى يا بابا .

اسلام بعند وصراخ : مش هيحصل أبدا.

سيلا بتحد اشد منه : يا بابا إسلام كان متجوزنى علشان الشركة محدش غريب ينط له فيها بإسمى أو بإسم الولاد .

الحاج رشدى ينظر له وهو يتمنى ان يكون هناك خطأ ما ،ويسأله : الكلام دا مظبوط يا إسلام ؟

سيلا وهى ترد بدلا من اسلام : أييوة ..شيماء هى اللى قالت على الاتفاق ده لما عرفت إننا إتجوزنا …

تلتفت الى شيماء وتقول لها بحده و ترفع :

– جوزك عندك اهه … ميلزمنيش

تتجه للخروج من باب الغرفة ، وهى على الباب تقول : يا حاج رشدى ، لو سمحت إوفى بوعدك ليا يا حاج .

تخرج خارج المنزل ومعها ابنائها وتتجه الى الاسكندرية.

الحاج رشدى بصدمة مما سمعه : إنت يا إسلام !

مش مصدق

اسلام لا يتحدث ؛ يقف مصدوما من اصرار سيلا على الطلاق ومن سفرها للاسكندرية وعدم تصديقها له او لكلامه .

الحاجةرشدى يأمر إسلام : طلقها يا إسلام ..

يخرج صوت اسلام بوهن : مش هطلقها ..

استحاله أطلقها. . انا بحبها ..

شيماء صارخه : إيه !! بتحبها !!! من إمتى حبيتها؟ دلوقتى ولا وهى على زمة ماذن ؟ .

اسلام وقد تحمل منها مثيرا ليفقد اعصابه ويصفعها على وجهها صارخا : إخرسى بقى … كفاية …كفاية بقى سم قاعدة تبخيه فى وش كل واحد مننا ؛الاول سيلا ودلوقتى أبويا ، إمشى حالا وإلا أقسم بالله أطلقك حالا ..

تبكى شيماء وتخرج سريعا غير مصدقة ما سمعته ورأته من إسلام ،وتتوعد سيلا .

يجلس اسلام متعبا يردد مدافعا عن نفسه : والله حبيتها لما اتجوزتها … متصدقوهاش .

الحاج رشدى بعند :برده هتطلقها

اسلام ناهضا بتعب : طلاق. .. مش هطلق .. موتونى ومش هطلق ، يخرج من الغرفة ويتجه الى غرفته ويظل بها وحيدا …

يتبع..

لقراءة الحلقة الثالثة عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!