Uncategorized

رواية جحيم الفارس الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمان محمود

 رواية جحيم الفارس الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمان محمود

رواية جحيم الفارس الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمان محمود

استقامت بتعب وما ان خطت بقدمها باتجاه الباب حتي صرخت عندما انزلقت قدمها دون أن تنتبه ، أطلقت صرخة دوت في أنحاء المنزل حالما سقط جسدها بقوة علي أرضية المرحاض لترتطم به بقوة آلمتها بحق ، شعرت بألم يغزو جسدها لتغمض عينيها وقد انهمرت دموعها فورا ، تعالت تأوهاتها المتألمة والتي أتت علي إثرها “دريّة” لتصرخ هي الأخري بفزع حالما رأتها متمددة علي الأرضية تطبق جفنيها بقوة بينما تنتفض بألم ، اقتربت منها لتهتف بلهفة بجانبها:
-زينة حصل ايه؟
وكأنها استوعبت سريعا ما تفعله فنهضت راكضة للخارج بحثاً عن هاتفها للاتصال بولدها الذي تركهم وذهب للجلوس مع رفيقه قليلاً ، التقطته سريعا من غرفتها لتضغط علي رقم ابنها بأصابع مرتجفة وقلبها يكاد يتوقف من الذعر ، وضعت الهاتف علي أذنها لتهتف بلهفة حالما سمعت صوت “فارس” يأتيها من الجهة الأخري:
-فارس الحقني بسرعة
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
-قومي يا اللي جايبالنا العار اطفحي
تجاهلت “سلمي” حديث والدتها القاسي واستمرت بالتظاهر بالنوم وقد شعرت بأن الهروب منها أفضل من سماع كلماتها المسمومة والتي لم تتواني عن بثها اياها منذ ما حدث ، تأوهت حالما وكزتها والدتها بقوة لتجلس بتعب علي اثر صراخ والدتها الحانق:
-ما تقومي يا بت وتبطلي دلع
مسدت كتفها الأيسر بألم قبل أن تتحدث بصوت مرتجف:
-مش جعانة يا ماما
-خلاص قومي حطيلي أطفح مانتي مش هتفضلي مخمودة كدا قوووومي
استقامت “سلمي” بصمت لتتوجه للخارج لتحضر العشاء لوالدتها في حين وقفت “بثينة” تراقبها بحنق وهي تشعر بنيران تندلع في صدرها جاعلة اياها ترغب في قتلها والتخلص منها للأبد!..
~_~ ~_~ ~_~ ~_~
تفحّص “فارس” وجه “زينة” بحذر قبل أن يتحدث بهدوء وهو يمسح علي وجهها ببعض المياه الباردة:
-حصل خير ، ضهرك كويس متأذاش اوي بس لازم تستريحي ورجلك اتلوت بس بسيطة يعني
لم تجبه واكتفت بإغماض جفنيها والاستسلام لمسحه الهادئ بالماء علي وجهها ، تشعر بألم يضرب بظهرها وكاحلها الأيمن لكنها لم تبدي للأمر اهتماما كبيرا فثواني وسيبدأ مفعول المسكّن ليسكن آلام جسدها قليلاً ، أخرجت عدة تنهيدات متتالية فتحت من بعدهم عيناها لتناظر “فارس” بترقب ، كان قد أخفض يده عن جبينها ليبدأ بتدليك كتفيها برقة ، ناظرته بحيرة وترقب في حين ابتسم هو ببساطة ليتحدث بهمس لامس داخلها:
-هتبقي كويسة متقلقيش
أومأت بصمت ليبتعد عنها قليلاً وهو يولي أنظاره للباب حالما دلفت منه والدته ، ناظر تلك الصينية التي تحملها بابتسامة ليلتقطها منها عندما وقفت أمامه ، نظر لحساء الدجاج الموضوع فوقها ليلتفت الي “وينة” هاتفا بمزاح:
-افرحي يا ست زينة ، امي عاملالك شوية شوربة مقولكيييش ، هتاكلي صوابعك وراهم
انكمشت ملامحها بتقزز وهي تنظر للطبق بين يديه لتهتف بإعياء:
-فراخ لأ مش بحبها
-لا هتاكلي عشان جسمك يقوي
هتفت “دريّة” لتعقد “زينة” حاجباها بقوة هاتفة برفض قاطع:
-مش باكل فراخ لا
-سيبيها يا امي انا هخليها تاكل
قاطع “فارس” والدته التي همّت بالصراخ علي “زينة” لتتركهما وتخرج عندما تأكدت بأن ابنها سيفعل مهمته علي أكمل وجه ، أغلقت “دريّة” الباب خلفها لينظر “فارس” الي “زينة” هاتفا بنبرة حادة قليلا:
-هتشربيها ولا….
-مش بقدر والله بتقلبلي بطني يا فارس
وضع الصينية جانبا واقترب منها لتتراجع قليلا هاتفة بترقب دون تفكير:
-ايييييه؟ لااا انا مش بتهدد علي فكرة حتي لو بوستني مش هشرب شوف والله يا شيخ لو قلتلي هجيب منك عبسميع حالاً مش هاكل فراخ يعني مش هاكل فراخ.. انساااااا
تلك الغبية لا تفشل بإضحاكه بأفكارها الخرقاء تلك ، شد علي أذنها بشئ بمزاح ليهتف بمرح:
-ايه الأفكار القذرة اللي كلها بوس دي؟!
-ماهما بيعملو كدا في الروايات
هز رأسه بعدم تصديق ليهتف باستنكار وهو يحاول تجميع خلاصة أفكارها التي طرحتها عليه دون وعي:
-يعني البطل بيغتصب البطلة ويستغل الزراير البايظة عشان يتغرغر بيها؟ لا وكماااان بيستغل تعبها عشان يجيب منها عبسميع؟
-ايوااا.. بالظبط
هتفت بثقة ليضربها علي راسها بخفة آلمتها قبل أن يهتف وهو يقترب منها ليجاورها في السرير:
-طب انزاحي شوية يا هبلة وبطلي هبل ، أنا مبحبش اكل العيانين دا انا كمان وكنت هسيبك اصلا.. بس معنديش مانع نجيب عبسميع لو عايزة
أنهي جملته بغمزة تخضبت وجنتاها بحمرة لطيفة بسببها ، ابتسم ليهتف بهدوء وهو يناظر خديها المشتعلان:
-تعرفي انك جميلة وانتي مكسوفة 
تحمحمت قبل أن تهتف محاولة إزاحة خجلها جانباً:
-أنا جميلة في كل حالاتي علي فكرة
لم يُعقب علي جملتها واكتفي بمراقبتها بتركيز أربكها ، تململت في جلستها بتوتر لتهتف وهي تحاول تجنب نظراته أنظارها عنه:
-بتبصلي كدا ليه؟
-مفيش.. احمم.. حاسة بوجع؟
هزت رأسها بنفي وقد شعرت بحدة آلامها تنخفض قليلا وقد أخذ المسكن يقوم بوظيفته ، جلس الاثنان الي جانب بعضهما البعض وكلاً منهما ينظر أمامه بشرود..
لم تُتعب “زينة” نفسها بالتفكير بل أسندت رأسها للخلف لتغمض عينيها بنعاس في حين بقي “فارس” يختلس بعض النظرات اليها من وقت لآخر وقد ارتسمت علي ثغره ابتسامة هادئة ، تنهد وهو يتذكر تلك المحادثة اللطيفة التي أجراها مع رفيقه منذ قليل والتي أثلجت صدره بما يتعلق بعلاقتهما المتوترة والتي سيحرص هو علي تعديلها!..
~فلاش بااك~
زفر “محسن” بإرهاق وههو يستفيض بحديثه عن غيابه عن صديقه ، تنهد بتعب ظهر جليا علي ملامحه قبل أن يهتف بعد فترة من الصمت…
يتبع…
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا
 نرشح لك أيضاً رواية حبه عنيف للكاتبة ضي القمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!