روايات

رواية وجع الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي نور

 رواية وجع الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي نور

رواية وجع الهوى الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي نور

تقدم منها بخطوات بطيئة ومازالت ابتسامته الذئبية مرتسمة على وجهه وهو يراها تنهض عن الفراش مراقبة تقدمه منها بعيون خائفة مذعورة تبحث عن مخرج للهروب منه قائلة بذعر
:عاوز ايه منى يا راغب ..اطلع بره والا هصوت وهلم عليك البيت
تقدم راغب منها قائلا بسخرية
:هطلع متقلقيش يا بنت عمى …بس الاول عندى ليكى كلمتين عاوز اقولهم
وقف مواجها لها تماما وعينيه داخلهما تلك النظرة والتى مازالت ودائما اصابتها بالقشعريرة والنفور منه وهو يكمل بتمهل وانتصار
: مش لازم تعرفى كل حاجة عن جوازة الهنا وعن جلال بيه اللى اتجوزتيه وعرضوكى ليه قصاد حتة ارض علشان يرضى يتجوزك
ليله بصوت مرتجف وعينيها يتراقص فيها الخوف
: تقصد ايه ….مين ده اللى باعنى ….انت اكيد كداب
ارتفعت ضحكة راغب الساخرة ترج ارجاء الغرفة من قوتها قائلا بعدها لليله الواقفة بوجه شاحب وعيون تائهة وجلة
: كداب؟ طيب اسمعى يابنت عمى واشترى منى ولو مش مصدقانى بعدها تقدرى تسألى شروق ولا حتى امك واظن انهم استحالة هيكدبوا عليكى هما كمان
اقترب منها فجأة يفح من بين اسنانه بغل وحقد بالغين قاصدا ان تكون كلماته كطعنات يسددها لها ببطء وتلذذ حين قال
:ابن الصاوى عمره ماشافك ولا حتى كان يعرف ان فيه واحدة اسمها ليله موجودة من الاساس …ابن الصاوى لمادخل البيت ده اول مرة كان داخل علشان يشترى حتة ارض كانت ليهم عندنا من زمان بس جدك مرضاش يبعها الا بتمن تانى غير اللى عرضه ابن الصاوى عليه … عرفتى هو ايه ولا تحبى اقولهولك…
تراجعت تجلس فوق الفراش بضعف وهمود عينيها متسعة بذهول وصدمة تشعر بكلماته تنزل فوقها كصاعقة تضرب رأسها بلا رحمة ولا شفقة غافلة تماما عن اقترابه منها جالسا على عقبيه امامها قائلا وهو يطالعها بقسوة يكمل بلا ادنى شفقة بها ولا بحالتها الماثلة امامه
: التمن اللى جدك كان عاوزه من ابن الصاوى انتى ياليله وموافقته على جوازه بيكى … يعنى جوازة قصاد الارض وطبعا جلال بيه مقلش لا ماهو مش خسران حاجة ..عروسة غنية وفوقيها ارض تسوى الملايين هتكتب باسمه من غير ما يدفع فيها مليم واحد
رفعت ناحيته عيون متألمة تملأها دموع القهر وتهز رأسها رافضة كل كلمة قالها لينهض راغب واقفا وهو يقول بحزم وثقة
:مش مصدقانى ؟ليكى حق مانا راغب شرير الرواية اللى عاوزة يفرق بين البطلة والبطل وينهى قصة حبهم العظيمة ..علشان كده بقولك اسألى شروق ياليله واظن انها مش هتكدب عليكى هى كمان
تحرك ناحية الباب وقد انهى مهمته وتاركا الباقى من الاحداث بين يدها هى ويدرك جيدا انها لن تترك الامر يمر دون ان تعلم حقيقة كل ما اخبرها به
توقفت خطوات امام الباب للحظة بتردد ثم التفت مرة اخرى اليها عينيه تظهر فيها التعاطف لوهلة هو يرى حالة التية والضياع والتى اصابتها جراء كلماته قائلا بصوت مشفقا بصدق حين قال
: سامحينى يا بنت عمى بس مقدرتش اسيبك عايشة على عماكى وانا عارف ان جوزك ممكن يستغل حالتك دى فى لحظة ويخليكى تكتبى الارض ليه وتبقى اتبعتى بالرخيص يابنت عمى
جلست مكانها كما هى كتمثال قد من حجر لا تظهر اى لمحة من المشاعر فوق صفحةوجهها الشاحب عينيها حائرة مذهولة ناهضة ببطء فوق قدميها التى اخذ ت تهتز تحت ثقلها قائلة بصوت مرتعش حائر
:انا… عاوزة….انا ……هو…جلا…
ثم فجأة و امام عينيه المصدومة هوت فوق الفراش مغشيا عليها استجابة لتوسل عقلها طلبا للرحمة من الالام التى هاجمته دون هوادة لا تدرى شيئ عن هتافه المرتعب باسمها
************
تملل فى مقعده ينظر الى ساعته ربما للمرة الخامسة التى ينظر اليها خلال الخمس دقائق الفائتة يتسأل بحنق عن سبب تأخرها بالاتصال به ..يتسأل بحنق وغيرة
هل اعجبتها الزيارة لتلك الدرجة لتنسى معها الاتصال به حتى يحضرها ؟..هل ستطول تلك الزيارة الى مالا نهاية؟
اخذ عقله يدور فى تلك الحلقة المفرغة من الاسئلة غافلا عن عمه وابتسامة المعرفة التى ظهرت فوق وجهه وهو يرى حال ابن اخيه منذ ذهاب زوجته الى منزل ذويها ..تتسع بسمته اكثر حين راه ينظر مرة اخرى الى ساعته زافرا بقوة ليحدثه صبرى بهدوء ومعرفة
: روح هاتها ياجلال …
رفع جلال وجهه اليه عاقدا حاجبيه بحيرة جعلت ابتسامة صبرى تتسع قائلا بمرح
:اقصد ليله ..روح هاتها الوقت اتأخر ولا هى هتبات هناك؟
هز جلال رأسه نافيا بقوة قائلا بحزم
: لاا طبعا تبات ايه استحالة اسبيها تبعد عنى يو….
تنحنح قاطعا حديثه يكمل بعدها بحرج
: احم …اقصد يعنى تبعد عن البيت ويعنى…
ظهر الاحراج فوق وجهه لا يدرى كيف يصلح خطأه هذا واظهاره لهفته عليها ليقول بحدة وارتباك يتظاهر بالنظر فى الاوراق امامه
: وبعدين خليها براحتها هى قالت هتبقى تتصل علشان اجيبها..خلينا فى شغلنا احسن
هز صبرى رأسه بتفهم ومازالت تلك الابتسامة تزين وجهه ياخذهم حديث العمل بعيدا للدقائق حتى عاود جلال النظر الى ساعته مرة اخرى عاقدا حاحبيه بضيق ليحدثه عمه سريعا فى محاولة لالهائه عن التفكير والقلق
: مقولتليش هنعمل ايه فى موضوع ارض المغاربة وفى اللى عمله راغب
جلال بلامبالاة وهو يتراجع فى مقعده للخلف
: ولا حاجة ..سيبه يعمل اللى يعمله وبصراحة موضوع الارض ده مبقاش يهمنى
اتسعت عينى صبرى هاتفا بذهول
:يعنى مش هتكلم ليله على موضوع الارض تانى
تقدم جلال من مكتبه مستندا فوقه بمرفقيه قائلا بجدية وحزم
:لاا مش هتكلم معاها تانى فيه حتى ولو رجعت افتكرت كل حاجة انا خلاص ياعمى مش عاوزها الارض دى
صبرى بحيرة وذهول
: بس يابنى دانت كنت هتتجنن عليها الارض دى بذات …طب جدتك هتقولها ايه وهى قايمة نايمة تحلم بالارض ورجوع هيبة العيلة بيها
رقت ملامح جلال عند ذكره لجدتك ليقول بهدوء وحنان
: انا هتكلم معاها وافهمها ان هيبة عيلة الصاوى مش بالارض دى بذات وبعدين احنا نملك نص اراضى البلد مجتش على دى بذات
رجعت الابتسامة تزين وجه صبرى يسأل بمرح
: وطبعا كل ده علشان ليله
تنهد جلال بقوة ينهض من مقعده ملتفا حول مكتبه قائلا بهدوء
: مش هخبى عليك ياعمى بصراحة اه عاوز ابدء معاها صفحة جديدة مش عاوز اى حاجة تقف بينى وبينها من تانى حتى ولو ارض جدودى
نهض صبرى من مقعده هو الاخر متقدما نحوه يربت فوق كتفه قائلا بحنان صادق
: ربنا يهنيك يابنى انت تستاهل كل خير ومحدش فينا ممكن يقف ادام سعادتك وان كان على جدتك اناهكلمها
هز جلال راسه برفض قائلا
: لا سيبلى انا الجدة انا هقدر اكلم معاها وافهمها
صبرى بتفهم وابتسامة فرحة
: اللى تشوفه يابنى وهى ما هتصدق وهتفرح اوى لما تشوف فى عنيك اللى انا شايفه دلوقت
ابتسم جلال هو الاخر بحرج وهو يتحرك مسرعا ناحية مكتبه مرة اخرى قائلا بارتباك
: طيب مش نشوف شغلنا بقى علشان نلحق نخلصه قبل ما اروح اجيب ليله
اومأ صبرى برأسه موافقا جالسا مرة اخرى فوق مقعده يمضى بيهم الوقت فى متابعة الاعمال كانت تتخلله نظرات جلال الخلسة الى ساعته بين دقيقة واخرى
******************
:ليله ….ليله ..فوقى ليله
تخلل هذ الصوت الذكورى غيمتها السوداء مبدد اياها رويدا رويدا مع كل نداء منه عليها حتى تلاشت تماما
لتفتح عينيها ببطء وضعف هامسة باقرب اسم تبادر الى ذهنها فى تلك اللحظة….جلال
ولكن ما ان نطقت بأسمه بصوتها المتوسل الضعيف كانها تستنجد به دون وعى منها حتى اشتعلت النيران براغب وقد كان جالسا بجوارها فوق الفراش يحاول افاقتها ليقوم ودون تفكير تحركه غيرته يصفعها وجنتها بقسوة
تدوى صرختها المتألمة وهو ينقض فوق خصلات شعرها من خلف حجابها يجذب رأسها اليه حتى تواجهت اعينهم هى برعب وهلع وهو بعيون نارية شرسة صارخا
: انتى ايه مبتحسيش؟ لسه بتناديه حتى بعد كله اللى عرفتي عنه وقلته ليكى…عاوزة ايه بعد كل اللى قلتهولك علشان تفوقى بقى
تطلعت له شاهقة بذعر تحاول الافلات من بين قبضته وهى تراه يقترب منها ببطء تظهر نواياه فى عينيه بنظراتها الشهوانية تحاول اثناءه عنها قائلا برعب وصوت خرج مرتجف
: ابعد عنى ياراغب ..ابعد عنى وفوق لنفسك
راغب وهو يزداد اقترابا منها حتى كاد يجثم فوقها قائلا بلهاث شهوانى
: انا سمعت الكلام وبعدت كتير بس خلاص انا لقاتل لمقتول هنا ..
اعقب كلماته منقضا عليها يطوقها بذراعيه يطبق بشفتيها فوقها محاولا تقبيلها فخرجت صرخة ذعر منها فيزيد من احكام قبضته عليها بقسوة فتلهث مرتعبة وهى تحاول فك حصاره عنها قائلة
:ابعد عنى انت اتجننت …ابعد عنى يا حيوان
رفع راغب وجهه نحوها عيونه مشتعلة ووجهه محتقن بالدماء صارخا بها
: عند حق حيوان علشان سبتك لغيرى …سبيتك لجدك يبيعك لابن الصاوى علشان يبعدك عنى وقفت اتفرج وساكت بس استحالة بعد كده هسكت ..انت ليا وبتاعتى براضكى غصب عنك بتاعتى
صرخ بجملته الاخيرة بشراسة قبل ان ينقض عليها يدس وجهه فى حنايا عنقها يقبلها بشراسة وغضب بينما كانت هى تحاول الدفع بيه بعيدا عنها تقاومه بعنف تمتلأ عينيها بدموع القهر والذعر وهى تقبض فوق خصلات شعره تدفعه منها بعيدا وهى تصرخ بشدة تقطعت معها انفاسها ليتراجع عنها مبتسما بشراسة قائلا
: تفتكرى لما هاخدك ويحصل اللى عاوزه ابن الصاوى هيخليكى حتى ولو لثانية على ذمته … لا مش كده … هيرميكى بعدها زى الزبالة ..وساعتها هترجعيلى تبوسى ايدى علشان اخليكى ولو يوم على ذمتى علشان تدارى عارك
كانت اثناء حديثه تحاول التملص منها تدفعه بكل قواها فى صدره تحاول رفعه عنها دون جدوى من شدة ثقله عليها وتكبيلها بجسده الجاثم فوقها وحين لم تجد نفسها القدرة على استمرار على مقاومته رفعت عينيها يغشيها الدموع تتوسله بصوت مرتعش خائف
: علشان خاطرى يا راغب سبنى..علشان خاطر ابويا وجدى … افتكر انى عرضك قبل ما اكون عرضه هو
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهه ينظر اليها بعيون حاقدة تمتلأ بالغل
: بتترجينى دلوقت … فكرانى هحن زى العبيط لكلمتين فاضين زى دول وشوية الدموع اللى فى عنيكى الحلوة دى ….
التوت شفتيه تلتمع اسنانه بأبتسامة شرهة يكمل قائلا
: لاا.دى فرصة وجات لحد عندى واستحالة هضيعها من ايدى
انقض عليها قابضا على ثوبها يشقه لنصف فتظهر مفاتنها امام عينيه ليسيل لعابه عليها قبل ان ينحنى ينهل من بشرة صدرها المكشوف امامه لا يعير لصراخها او مقاومتها الشرسة له ادنى اهتمام غائبا عن العالم امام وجبته الدسمة والتى طال انتظاره لها
تمر بها اللحظات ثقيلة وهى بين يدى هذا الوحش والذى اخذ يستبيح حرمة جسدها تنفذ منها قوتها شيئا فشيئا حتى تسرب اليأس اليها من ان يتم انقاذها من بن براثنه تغمض عينيها تحاول الهروب من تلك الدوامة السوداء التى احاطتها لا ترغب فى السقوط داخلها حتى تقاومه لاخر رمق غير منتبة لصوت فتح الباب وصراخ شروق الذى وصل لعنان السماء حتى وصل لجميع ساكنى المنزل
وفجأة شعرت بثقله ينزاح من فوقها وتعالى اصوات صراخ عالية مهددة بوعيد وتحطم لاشياء بدوى عالى
لكنها كانت فى عالم اخر سقطت بداخله ولا قدرة لديها على الخروح منه حتى اتى صوت شروق المتلهف تناديها بحزع لتنتشلها من تلك الهاوية وهى ترفع راسها اليها تحتضنها تبكى بمرارة وهى تردد
: متخفيش ياليله ….الحمد لله لحقناكى … الحمد لله .
ثم اخذت تردد بلهفة الكثير من الحمد والشكر لله لاستطاعتهم اللحاق بها وانقاذها من بين براثن هذا الحيوان قبل ان ينتهى كل شيئ اما ليله فقد استلقت بين ذراعى اختها بوجه شاحب متجمد التعبير وعيون مذهولة تتجمد بداخلها الدموع
********************
لم يحتمل الانتظار طويلا وقد طال اشتياقه لها ليقرر الذهاب فور الى منزل ذويها دون انتظار اتصال منها
وها هو يجلس بتملل فى مقعده فى انتظارها غافلا تماما عن حديث سعد معه حتى انتبهت حواسه حين تحدث قائلا بارتباك وتمهل
: ايه رايك يا جلال تخلى ليله معانا الكام يوم الجاين دول بدل ما هى…..
قطع حديثه حين التفت اليه جلال وحاجبيه معقودين يسأله بحدة
: هى ليله عاوزة كده ؟
: لااا انا عاوزة امشى من هنا وحالا
اتت الاجابة منها وهى تتقدم الى داخل الغرفة بجسد واهن وجهها شاحب كشحوب الموتى تستند الى شروق ووالدتها ليرتجف قلبه لهفة عليها وهو يراها على تلك الحالة ناهضا بحركة سريعة باتجاهها يسألها بلهفة وقلق
: ليله … مالك فيكى ايه؟ حصلك ايه؟
لم تجيبه بل كانت تنظر بعيدا الى الفراغ وجهها كصفحة بيضاء بلا اى تعبير ليلتفت الى شروق موجها لها السؤال لكن بعصبية تلك المرة لتجيبه شروق بتلعثم وارتباك وهو ترى عينيه تضيق فوق ليله محدقا فيها بتركيز
: مفيش حاجة هى بس تعبت شوية لو تخليها احسن معانا…
تحدثت ليلة بصوت ضعيف مرتعش تقاطعها قائلة
: قلت مش عاوزة اقعد هنا عاوزة امشى ..عاوزة امشى
نطقت بكلمتها الاخيرة ثم انفجرت شاهقة بالبكاء تلقى بنفسها بين ذراعى شروق والتى اخذت تربت فوق خصلات شعرها بحنان لكن لم يحتمل جلال ان يراها تلجأ لغيره طلبا للمواساة ليمسك بمرفقها يجذبها اليه يضمها بين ذراعيه هو يزيد من احتضانها حين اخذت تقاومه مرتعشة يهمهم لها بكلمات هامسة مطمئنة حتى استكانت اخيرا تتعالى شهقاتها الباكية تغمغم من بينها بكلمات غير مترابطة
: عاوزة امشى …خدنى بعيد عنه…..انا خايفة منه
كانت مع كل كلمة ينصت اليها منها يزداد جسده معها تخفزا وعينيه تدور بين وجوه الوجودين بحدة وشراسة فتتوارى عنه ارضا بخزى واسف فيتجه بنظرات مذهولة الى رأسها المندس فى صدره يمد انامله الى ذقنها رافعا وجهها اليه يسألها بعينه بنظرات حائرة قلقة عما حدث فتجيبه شهقات التى ازدات عنفا تمحو معها اخر خيوط تماسكه يهتف بها بحدة
: انطقى ياليله …الحيوان ده عملك حاجة ..ردى عليا انطقى.
لم يمهلها الوقت للاجابة وهو يمد يده بأرتجاف يزيح حجابها الموضوع فوق رأسها بأهمال يلاحظ لاول مرة حين جالت عينيه فوقها اختلاف الرداء المرتدية اياه الان عما اتت به صباحا تكسو جسده قشعريرة برودة تكاد تجمد الدماء فى عروقه لا يعير اهتماما لشهقات المحيطين بهم المصدومة من فعلته ملقيا به ارض فيسود الصمت التام الغرفة فى انتظار ردة فعله وقد وقف مكانه يطالع تلك العلامات التى خلفها راغب فوق بشرة عنقها بعيون مشتعلة شرسة و وشعور من التوحش يسيطر عليه تتحفز كل عضلة فى جسده تشوق راغبة لغريزة القتل ليهدر فجأة بصوت عنيف شرس ينادى راغب ….
كما لو كانت ابواب الجحيم فتحت على مصراعيها يتخطاهم جميعا متجها الى خارج الغرفة هادر بصوت متوحش هز ارجاء المنزل ينادى راغب فأتى صوت سعد من خلفه مرتجفا قائلا
: صدقنى يا جلال مفيش حاجة حصلت من اللى فى دماغك دى ..احنا قدرنا نلحقه قبل ما…..
هدر به جلال بصوت قوى ترتعد له الانفس وعيون مشتعلة قائلا
: والمفروض ده يخلينى اسيبه …دانا قبل ما هقتله هقطع له ايده اللى فكر يمدها عليها
وقف الجميع بعيون واجساد ترتعد خوفا من رؤيته على تلك الحالة كمن تلبسه الشيطان صوته ترتج له الجدران من شدة غضبه هو ينادى راغب يتبع كل نداء بالسباب ليقول سعد برجاء
: راغب مش هنا صدقنى يا جلال راغب ساب البيت بعد اللى حصل على طول
لم يعيره جلال اهتمام بكل وقف فجأة يرهف السمع وقد تعالى صوت توقف سيارة بالخارج ليتحرك بخطوات سريعة متخفزة الى الخارج دون انتظار لحظة واحدة
تهتف ليله برعب لسعد قائلة
: الحقوه يا سعد .. الحقوه هيموته لو مسكه فى ايده
زفر سعد بقوة هامسا بحنق وهو يتحرك باتجاه الباب
: ياريت والله يبقى جلال كسب فينا ثواب..وخلينا نخلص بقى من قرفه ومن عمايله السودا
****************
نزل راغب من السيارة بهدوء وتروى لا يعكر صفو باله شيئ وهو يدندن لحنا من بين شفيته حتى شعر بتلك القبضة فوق كتفه تديره بعنف الناحية الاخرى فينفجر بعدها ضوء ساطع فجأة فى عينه حين نزلت تلك اللكمة فوقها تتبعها اخرى فوق فكه سمع معها صوت تحطم عظامه تتوالى عليه اللكمات فى كل انحاء جسده لا تمهله الفرصة سوى على التأوه الما حين سقط ارضا يتلقى جسده اللكمات بطرف حذاء جلال وهو يهدر به غاضبا وعروقه نافرة من شدة غضبه
: بقى انت يا كلب تعمل فى مراتى كده يا وس…..دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة يابن ال…
توال عليه باللكمات والضربات حتى كاد ان يزهق روحه بين يديه ليخر راغب على ركبتيه يستعطف بوجهه تنزح منه الدماء وصوت يأن الما
: ارحمنى …ابوس رجلك …ارحمنى هموت فى ايدك
جلال بوحشية ينحنى فوقه قابضا بقبضته حول عنقه يرفعه منه يضغط مع كل حرف ينطقه به عليه حتى انتفخت عروق وجه راغب المحتقن طالبا للهواء تجحظ عينه حتى كادت تخرج من محجرهما فاخذ يحاول الفكاك من قبضة جلال الفاتكة بعنقه بلا رحمة يخور كثور يلفظ انفاسه ..
هنا وقرر سعد بعد كان يقف مراقبا بصمت دون ان يحاول التدخل تاركا لجلال الأخذ بحقه بما يناسبه حتى هذه اللحظة وقد خارت قوى راغب تماما بين يديه مقتربا بخطوات سريعة منهم يحاول فصم قبضة جلال من حول عنق راغب هاتفا به بتوسل
: كفاية يا جلال انت اخت حقك وبزيادة
لم يعيره جلال اهتماما وهو يعطى تركيز كله لراغب لا يحيد بعينه بعيدا عن وجهه باستمتاع وحشى مراقبا خروج الروح منه ببطء حتى دوت صرخة نسائية تشق عنان السماء تجرى بعدها والدة راغب وهى تصرخ برجاء وتذلل تتبعها نساء العائلة
: سيبه يابنى سيبه ابوسك ايدك سيبه
انحنت فوق قدمه تتعلق به بشدة وهى تبكى وتنوح
: حقك عليا انا …لو عاوز اقتلنى بداله ..بس سيبه هو
اخذ سعد يحاول رفعها عن قدم جلال المتشبثة بها والذى وقف بجسد يرتجف حنقا وغضبا وهو يرى تلك المرأة المسكينة تنحنى بكل هذا التذلل امامه من اجل هذا الوغد الحقير يلعن من بين انفاسه وقبضته تنحل رويدا رويدا من حول عنق راغب حتى تركه تماما حين قالت المرأة بصوت هستيرى منهار
: ابوس ايدك يابنى ..اعتبرنى زى امك وسيبه .. خد حقك منى لو عاوز بس سيبه
تحرك جلال للخلف تركا لراغب تماما ليهوى ارضا بعنف يلهث بعنف ليبصق عليه جلال هادر بصوت شرس قوى كالرعد
: اوع تفتكر انها خلصت على كده لااا ده انا لسه هخليك تتمنى الموت متقلقوش يابن…..
ثم انحنى على والدة راغب يرفعها على قدميها بتمهل ثم يتحرك باتجاه ليله الواقفة بذهول محتضنة
جسدها المرتعش بخوف ينحنى فوقها يرفعها بين ذراعيه متجها بها ناحية سيارة يضعها داخلها ثم يتلف حول مقعده يقود السيارة مغادرا تحت انظار الجميع المراقبة
*****************
بعد رحلة العودة صامتة بينهم بوجوم تتخلها نظرات قلقة منه ناحيتها من حين الى الاخر حتى وصولهم الى المنزل يصعد بها الدرج دون ان يعيرها نداء والدته او حبيية اهتماما يدلف بها الى داخل غرفتهم يضعها فوق الفراش بحنو ورقة ثم يجلس بجوارها عينيه تدور فوقها بلهفة تتشرب ملامحها الشاحبة المرهقة داخله للحظات قبل ان يختطفها الى صدره يضمها اليه بصمت وجسده يرتجف بقوة للوهلة قبل ان يقول بصوت مرتعش اجش
: الكلب ده عمل ايه فيكى بالظبط .. اذاكى ازى احكيلى كل حاجة عاوز اعرف
شعرت ليله بحاجته لكلامها حتى يتوقف عقله عن تخيل ابشع الصور لما يحدث لها لذا لم تتردد لحظة فى بث الطمأنينة اليه تضمه اليها دافعة باناملها فى خصلات شعره من الخلف بحركات مهدئة قائلة بهمس مؤكدة
: متخفش ملحقش يعمل اللى كان ناويه شروق وسعد لحقوه قبلها
ازاد ارتجافه دافنا وجهه بين حنايا عنقها يزيد من ضمها بذراعيه حتى كاد ان يعتصرها بينهم يهمس بصوت مرتجف نادم
: انا اللى غلطان مكنش لازم اوافق واسيبك هناك لوحدك ..كان لازم ارفض حتى لو كنتى هتزعلى بعدها منى
لم تجيبه ليله تغمض عينيها هامسة بداخلها بألم تتمنى لو حقا فعلها ورفض طلبها وقتها لم تكن ستعرف كل ما تعرفه الان ولا ان تتعرض لكل ما فعله بها ذلك الحيوان المسمى بابن عمها كانت ستظل داخل تلك الشرنقة محمية من كل هذه الاوجاع والتى اخذت تهاجمها الان دون رحمة او هوادة
لم تشعر بتلك الدموع والتى سالت فوق وجنتها تغرقها حتى تصاعت شهقة باكية منها جعلته ينتفض مبتعدا عنها قلبه ينفطر وجعا لرؤيته دموعها تلك كسكين يتغمده ببطء قبل ان يحنى مقبلا تلك الدموع دمعة دمعة ببطء وتمهل هو يهمس بألم ما بين قبله واخرى
:لو اقدر اخد جوايا كل حاجة ممكن تكون وجعاكى مش هتردد لحظة واحدة انى اعملها ولانى اشوفك ادامى بالشكل ده
شهقت تبكى بمرارة بكلمات غير مترابطة عاجزة
:ليه انا….ليه هو …انت كنت ….انا….مش ….انت… انا تعبانة ….عاوزة….
اخذت تدور برأسها حولها بحيرة وانهيار جعله عاجزا امام انهيارها هذا وهو يراها تنهض عن الفراش بغتة وهى تقول بهستريا والم
: انا هادخل الحمام …عاوزة اغسل كل حتة لمس فيا يمكن اقدر انسى كل اللى حصل ..
اسرع هو الاخر ينهض عن الفراش يجذبها الى صدره يحاول تهدئتها لكنها كانت كمن وضع امر صوب عينيها وواجب التنفيذ تحارب شياطين مجهولة له وهى تحاول التملص من بين ذراعيه تتصاعد صرختها الهسترية تطالبه بدخول الحمام وهى تمزق الملابس من فوقها فلم يجد حلا امامه سوى ان يرفعها بين ذراعيه رغم مقاومتها له يدخل بها الى داخل الحمام يوقفها على قدميها قبل ان يشرع فى نزع ملابسها سريعا رغم محاولتها اعتراض يديه حتى انتهى من مهمته سريعا متجاهلا تلك العلامات الظاهرة فوق بشرة عنقها برغم ما يشعر به من نيران مستعيرة داخل صدره لاعنا نفسه الالاف المرات لاستجابته لدموع والدة ذلك الحقير دون ان يزهق روحه بيده نتيجة لفعلته القذرة معها
رفعها سريعا بين ذراعيه مرة اخرى متوجها الى كابينة الاستحمام يوقفها داخلها ثم يتبعها هو الاخر بكامل ملابسه يمد يديه الى صنبور المياة لتتدفق المياة فوقهم وهو يحتضنها بين ذراعيه بحمايةانامله تقوم بأزاحة خصلات شعرها عن وجهها برقة وحنان بينما هى وقفت مستكينة بين احضانه تسند برأسها فوق صدره وقد استفذت كل قواها ولم تعد لديها القدرة على المقاومة او حتى التفكير
******************
كانت تستلقى فوق الفراش بعد ان انتصف الليل تستمع الى صوت تنفسه الهادئ المنتظم دليل على استغراقه فى النوم فبعد خروجهم من الحمام بعد مضى بهم الكثير من الوقت تحت المياة المنهمرة فوقهم كان الصمت بينهم وقتها ابلغ من الف حديث يقف معها تحت شلال المياة يحتضنها فقط بحماية حتى ارتجف جسدها بردا ليسرع فى اغلاق المياة يخرجها من الكباينة ثم يلفها بحماية داخل احدى المناشف بينما يسرع خارجا الى الغرفة لعدة لحظات عاد بعدها وقد نزع ملابسه هو الاخر لافا خصره بمنشفة ثم حملها بين ذراعيه مغادرا ناحية الفراش يضعها فوقه ثم يستلقى معها يجذبها الى صدره حتى تستلقى براسها فوقه ومازالت انامله تقوم بتلاعب بخصلات شعرها بحركات مهدئة جعلت تشعر بالنعاس والارهاق يستوليان على جميع حواسها
لا يمهلاها الفرصة لاجراء ذلك الحديث بغية الحصول على رد على كل ما يجول داخل عقلهامن تساؤلات
فتسقط فى النوم لا تصل لمسامعها همسته الرقيقة الحنونة وهو يقبل وجنتها بنعومة
: اه لو تعرفى انتى بقيت عندى ايه … بقيتىالدنيا مافيها ليا ومستعد اعمل اى حاجة علشانك حتى ولو كانت روحى هى التمن
سقطت سريعا فى النوم استيقظت منه بعد حين تتملل فى الفراش بتوتر وترقب فى انتظار تلك المواجهة فلن تقوم بالانتظار حتى الصباح فقد حان وقتها الان وحالا
حاولت فك حصار ذراعه من حولها محاولة الزحف بهدوء بعيدا عنه دون ان تقوم بأيقاظه حتى نحجت اخيرا تغادر الفراش تلقى بنظرة طويلة ناحيته تتأمل بعمق وتركيز وجهه بملامحه المسترخية من اثر النوم قبل ان تقوم بتحرك ناحية خزانتها تخرج منها روبها تلقى به فوق جسدها ثم تتوجه ناحية الباب تفتحه بهدوء تغادر الغرفة وهى تلقى نظرة اخيرة دون تعبير ناحيته ثم تغلق الباب خلفها بهدوء
*****************
دقت الباب بهدوء ثم وقفت فى انتظار الاجابة وحين همت بالطرقة الثانية حتى فتح الباب فورا تقف تحت اطاره قدرية بكامل ملابسها تنظر الى ليله بنظرة معرفة قبل ان تبتسم ابتسامة صفراء قائلة بسخرية وتهكم
:اتأخرتى ليه دانا مستنية زيارتك ده من وقت ما رجعتى من بيت اهلك بقالى زمن
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!