روايات

رواية حسن الحمال الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حسن الحمال الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حسن الحمال الجزء الخامس

رواية حسن الحمال البارت الخامس

رواية حسن الحمال الحلقة الخامسة

…….. ظهر حسن قرب دار الخياطة مساء السبت مثل اليوم وكان مقابل الدار حديقة ذات أشجار عالية فدخل الحديقة وتسلق إحدى الأشجار حتى أصبح يطل على سطح دار الخياطة فجلس على الأغصان واختبئ بين الأوراق ثم انتظر
فلما جاء الليل مثل اليوم صعدت الخياطة السمراء الى السطح وأخذت ترمق السماء ببصرها وما هي إلا دقائق حتى هبط من الجو غراب أسود ما إن استوى على أرض السطح حتى تحول الى فتى أسود في الرابعة من العمر
بادرت الخياطة الى عناق الطفل وأخذا يبكيان معا وبعد عدد من الدقائق أخذ الطفل يضج ويتألم وكأنه يحترق فسارعت الخياطة الى إخراج قميصٍ بدأ وكأنه قد تمت حياكته من ألياف النبات ثم ألبسته إياه فهدأ الطفل وسكن رغم الوخز الذي سببه له ذلك القميص المزعج تلا ذلك إن عاد الطفل ليكتسي بالريش مجددا ثم يطير مبتعدا
فيما بقيت الخياطة على السطح لبعض الوقت وهي مستمرة في البكاء حتى احمرت عينيها ثم جرت قدميها بتثاقل ونزلت من السطح
أما حسن لحسن التطواني فقد هبط بحذر من مخدعه مبهورا بما رأى مما لا يجد تفسيراً له ثم شاهد على الارض ريشة كانت قد سقطت من الغراب فحملها ووضعها في جيبه
وفي صباح اليوم التالي قصد حسن دار الخياطة وطرق بابها ففتحت هي له فسلم الفتى عليها وطلب منها الإذن بالدخول فلم تأذن له
آنذاك أخرج لها حسن الريشة وأراها إياها فأمسكتها الخياطة بكلتا يديها ثم سقطت على ركبتيها وقد عاودت البكاء
لاحظ حسن كثرة الندوب والتمزقات في كفيها فقال لها :
من ذلك الفتى الغراب أخبريني بالله عليك يا سيدتي فقد أستطيع مساعدتك
عندها سمحت الخياطة لي حسن بالدخول وقالت له :
إعلم إن ذلك الطفل الذي شاهدته هو ولدي
وعندما كنتُ في مثل عمرك كنت جميلة رغم أني مجرد سمراء تعمل كخادمة في مطابخ قصر والي المدينة
لكن هذا لم يمنع حمزة ابن الوالي من الإعجاب بي حتى إنه طلب مني الزواج يوما فأخبرته إن هذا مستحيل فحتى لو وافقت فلن يقبل والداه أبدا
لكنه قام بالزواج بي في النهاية رغم معارضة الجميع بل إنه جعلني أسكن مع أبويه في القصر أيضا
ورغم تظاهرها بالقبول إلا أن أمه كانت تعد العدة للتخلص مني عند أقرب فرصة فهي تعتقد بأني قد سحرت ابنها ليتزوج مني
وبعد سنة واحدة أنجبت منه ولدا لكن لونه كان مثل لوني وهذا ما أثار جنون أم حمزة
لذا قامت هي بالإستعانة بإمرأة تمارس الشعوذة تلقب بي السحارة وسهلت لها دخول القصر سرا بينما كان حمزة غائبا عن القصر لعدة أيام حيث قامت تلك السحارة بإلقاء تعويذتها علي وعلى ولدي عندما كنا نائمين
فكان إن تحول ابني الى غراب لونه كلون ولدي سرعان ما طار هاربا من النافذة أما أنا فقد زاد عمري عدة سنوات وفقدت جمالي بسبب سحر تلك المشعوذة التي أخبرتني أن ولدي سيموت بعد سبعة أيام من تحوله
بالنسبة لي فقد هرعت الى والي المدنة لكنه لم يتعرف إلي فقام بطردي من قصره
فجلست على باب القصر طوال النهار حتى عاد زوجي من سفره في اليوم التالي فألقيت بنفسي عليه لكنه لم يتعرف علي كذلك وجل ما فعله أنه ألقى إلي بدرهم وكأني متسولة تستجدي منه
أم حمزة أخبرت ولدها بأنني هربت من القصر مدعية بأني قد اختطفت ولده وهكذا قامت بحشو صدره بالغل والحقد ناحيتي حتى صدقها وقرر أن ينساني
أما أنا فقد رحت أتنقل من مكان لآخر وأطرق أبواب العرافين والمتمرسين في أمور العوالم الأخرى لحتى قادني سعيي الى عرافة عجوز خيرتني بين أن أنقذ ولدي وبين أن أعود شابة جميلة كما كنت
فاخترت أن يعيش ولدي فأخبرتني هي أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هو أن أحيك له قميصا في الليلة السادسة من كل أسبوع من نبات شوكي نادر ينمو في حشائش الغابة بشرط أن أقطف ذلك النبات بيدي العاريتين
وأني إذا فعلت ذلك فسيطير الغراب نحوي عائدا الى طبيعته البشرية لكن لمدة دقائق قليلة حيث سيموت الطفل إذا لم أقم بسحره من جديد وأحوله الى طائر مرة أخرى
وهكذا تراني أذهب في اليوم السادس من كل أسبوع الى الغابة وأقوم بقطاف ذلك النبات الشوكي حتى تدمى يداي وتنخران من وخز الأشواك القاسية ثم أقوم بغزله وحياكته ليلا لأصنع منه قميصا
وما إن أنتهي منه وأصعد الى سطح داري حتى يعود لي ولدي فأحضى بضمه وتقبيله الى أن ينتهي الأجل الذي وضعته السحارة لقتله أي بعد انقضاء اليوم السادس تحديدا
لذا أجد نفسي مضطرة لسحر ولدي بنفسي الى غراب مرة أخرى حين ألبسه ذلك القميص فأكسب بذلك حياته لإسبوع إضافي ولهذا السبب أشرع بالبكاء حتى تحمر عيناي لأنه مكتوب علي أن ألعن ولدي كل أسبوع بلعنة تحوله الى طائرٍ مقيت
بعد أن سمع حسن قصتها الحزينة إعتذر لها بأنه ليس بيده شيئ لمساعدتها وأن وقته يكاد ينقضي على إنقاذ عائلته هو لذا كسر حسن الجوزة الثالثة وعاد الى الطحان في الشمال
وأخبره بقصة الخياطة السمراء أطرق الطحان برهة ثم قال :
يجب أن نساعد تلك الخياطة المسكينة
قال حسن :وماذا عن عائلتي أنا وماذا عن فاطمة بنت عطوان أنسيت أنه لم يبق لي سوى يوم ونصف وأنا حتى لا أعرف كيف سأعود الى مدينتي بعد أن استخدمتُ جميع الجوزات الثلاث
قال الطحان :لا تقلق بشأن عودتك رشيد الإسقمري يجيد التحكم بالمكان بينما أجيد أنا التصرف بالزمان بإذن الله
بإمكانك أن تعود لتلك المدينة وتساعد الخياطة ثم ترجع للشمال دون أن تخسر يوما واحدا
رد حسن بشيئ من الذهول 😳😳😳:وكيف سأتمكن من فعل ذلك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حسن الحمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!