Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

 رواية أنا والمجنونة الفصل الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الثالث عشر 13 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

لم تنم مهجة جيداً طيلة الليل من تذكرها ، أن الخميس هو موعد زفافها إلى الرائد جلال المنياوي كبيرعائلته .
استيقظت في الصباح وهي تشعر بالنعاس الشديد من أثر ذلك ، قائلة لنفسها بعدم استيعاب : معقول الأيام جرت كده وهتجوز الباشا الحليوة ده ،  وفرحي كمان هيحضره كل أهله وناسه …. يالهوي يا آني يا أنا ياما ،  ربنا يستر يا مهجة من لسانك ده النهاردة ، ده الباشا هيدبحك فيها لو عملتي مصيبة .
هبت من فراشها مسرعة ودلفت إلى المرحاض ، لكي تستحم ، بعد قليل خرجت منه وهي ترتدي المئزر ، ووقفت أمام الخزانة قائلة لنفسها بحيرة : يا ترى ألبس إيه دلوقتي .
شعرت بالحنين إلى نوال صديقة عمرها وهي ترى ثيابها المرصوصة بعناية داخل الخزانة قائلة بصوت مسموع : يا ترى يا نوال بتعملي إيه دلوقتي ، ولسه فاكراني ولا نستيني ، ياترى وحشك شبشبي ولا إرتحتي منه ، تنهدت بضيق قائلة لنفسها بغيظ : الله يسامحه بقى قاطعني عن الدنيا كلها حتى إنتي يا نوال ده ناقص يمنع عني الميه والهوا .
استمعت إلى صوت طرقات هادئة على الباب ، فقالت لها : إدخلي يا نعيمة ، دلفت إليها نعيمة وهي مبتسمة قائلة لها : صباح الخير يا ست هانم .
فقالت لها مهجة مبتسمة : إزيك يا نعيمة ، وازي والدتك مش بخير دلوك .
قالت لها : بخير والله يا ست هانم ، سألت عنك العافية ، وبتسلم عليكى كمان فقالت لها : طب كويس إنك جيتي بدري تعالي ساعديني في شوية حاجات إكده هجولك عليها دلوك .
فقالت لها : حاضر يا ستي .
كان جلال في حجرته هو الآخر وهو يقف في نافذتها محدقاً لما يتم من تجهيزات لعرسه ، شعر بالتوتر بداخله ، بسبب مهجة لتحدث كارثة .
قائلاً لنفسه بضيق : ربنا يستر منيها ومتعملش مصيبة من مصايبها ، أني بجيت خابرها زين .
أخرجه هاتفه من شروده هذا فقال بهدوء : إزيك يا شريف ، فقال له : الحمد لله إزي أخبارعريسنا النهاردة .
فقال له بضيق : هكون عامل كيف يعني …. أديني متحمل  ، ضحك شريف قائلاً له بمزاح : حد يبقى مضايق كده يوم فرحه .
فقال له بحدة : أيوة آني ، لأن إنت خابر زين ليه إتجوزتها ، قال له شريف : خلاص يا جناب العمدة متتعصبش عليه كده .
صمت شريف مردفاً بعدها بقوله : بس قولي صحيح إيه آخر اخبار مصطفى محرم ، تنهد قائلاً له بسخرية : أهو شرب الطعم وبيلف حواليا زي ما آني إتوجعت منيه تمام .
فقال له شريف : طب كويس ، إبجى خبرني بالتطورات أول بأول ، فقال له بجدية : حاضر بإذن الله .
ابتعد جلال عن النافذة ، هابطاً بالأسفل ، كان باستقباله والده الحاج إسماعيل الذي ابتسم له بفخر قائلاً له بسعادة : ألف مبروك يا جناب العمدة ، ابتسم جلال ابتسامة باهتة وقال له : الله يبارك فيك يا أبوي .
قال له والده بتساؤل : إيه رأيك في تجهيزات الفرح ، آني بعمل إللي أجدر عليه ، فقال له بهدوء : خابر يا أبوي وإنت عملت كتير جوي علشاني ، فقال له بفخر : إن ما كناش نعملوا إكده علشان كبيرنا ، هنعملوا  وميته  .
تنهد جلال قائلاً له : متشكر جوي جوي يا أبوي فقال له بفرحة : هوه آني في ده اليوم يا جناب العمدة لما أشرف وأجهز لفرحك ، صمت برهةً ثم قال : تعالي بجى إمعاي دلوك نصلي الظهر في الجامع ، وبعد إكده هييجوا أهل البلد علشان الوكل ، اللي بيعملوا الطباخ من بدري .
انصرف معه جلال مشغول البال ، في مهمته ، التي جلبت له زوجةً لا يريدُها منذ البداية ، لكنه بالرغم عنه ، سيكمل معها طريقه .
انصرف يحيى خارج المشفى متوجهاً ناحية سيارته ، فاستوقفه فهمي عائداً من منزله الذي بادره قائلاً له : إيـــه يعني ماشي بدري إكده ليـــه ، فقال له بهدوء : إنت نسيت إن فرح أخوي النهاردة ولازم أكون إهناك من بدري .
قال له بضيق : معلش حالة البنت اللي اسمها ولاء دي شاغلاني وياها جوي ، فقال له بضيق مماثل : ولا يهمك إبجى متنساش تيجي إنت كمان الفرح إوعاك تنسى هستناك .
هز رأسه بالموافقة ، قائلاً له بجدية : هحاول أخلص شغلي بدري وهاجي طوالي .
دلف فهمي إلى حجرة ولاء ، وجد بجوارها الممرضة ، فقال لها : ها إيـــه أخبارها دلوك .
تنهدت قائلة له : بتصحى شوية وتنام شوية وساعات بتجوم من النوم تصرخ ، وبديها مهدأ وبترجع تنام تاني.
زفر بضيق قائلاً لها : طب إطلعي إنتي دلوك وآني هجعد جنبها شوي .
اقترب منها فهمي عندما رآها تفتح عينيها ببطء شديد فقال لها باهتمام : ولاء ، كيفك دلوك .
حدقت به بتساؤل قائلة له بذعر : إنت مين وعايز منـــي إيــه ، اقترب منها أكثر قائلاً لها : متخافيش آني أبجى الدكتور فهمي ، الدكتور بتاعك .
شعرت ولاء بالضعف في جميع أنحاء جسدها قائلة له بعدم فهم : وآني إيــه جابني إهنه ، تنهد قائلا بتردد : لإنك عملتي عملية جامدة بس ربنا سترها وياكي وجدرنا نوقف النزيف ، شعرت ولاء بالخوف منه وحاولت أن تبتعد عنه لكن ضعفها الشديد كان الأقوى فقالت له بتوتر وخوف : طب بَعد عني إكده ، وإوعاك تجرب مني واصل  .
زفر فهمي بضيق وصدق حدسه بالفعل ، أنها ستحتاج إلى معالج نفسي ضروري لمتابعة حالتها معه .
فقال لها : متخافيش آني مش هأذيكي واصل ، انتفض قلبها بذعر قائلةً له بهلع وصوت عال : لع…. كلاتكم واحد … إوعاك تجرب مني وإلا هموت نفسي .
استغرب فهمي من رد فعلها القوي هذا قائلاً لها بحذر : لع خلاص إهدي …. ومنيش هجرب منيكي واصل . 
انكمشت ولاء على نفسها أكثر، وأكثر من الرعب بالرغم منها وعينيها الواسعتين تعبران عن ما بداخلها من رعب حقيقي تشعر به بداخلها قائلة بأعين زائغة : يعني مش هتأذيني زيهم ، هز رأسه مستغرباً متسائلاً في داخله ، عن من تقصد بهذه الجملة الأخيرة وقال لها بهدوء حذر : لا طبعاً مش هأذيكي واصل ، ويالا هجبلك وكل وتاكليه بسرعة علشان تاخدي بجيت دواكي .
هزت رأسها بقوة ورفض قائلة له : منيش واكله شي واصل ، وكفاياك عاد حديت إمعاي وإطلع بره إوضتي لخوي يشوفك دلوك ويعملي مصيبة .
تنفس فهمي بعمق قائلاً لنفسه بضيق : يا ترى مين السبب في حالتك دلوك يا ولاء .
ما ان انصرف فهمي من حجرتها حتى إنهمرت دموعها وهي تشيح بيديها بحركات عصبية قائلة بفزع وصريخ : سيبني يا أخوي ما تموتنيش أبوس على يدك ، سمعتها الممرضة تقول ذلك ، أسرعت تدلف إلى حجرتها وأعطتها مهدأ حتى تنام مرةً أخرى من أجل أعصابها الثائرة تلك .
وصل يحيي إلى منزلهم ، فوجد العديد من رجال أهل بلدته يجلسون على مقاعد كثيرة ، في منطقة شديدة الأتساع أمام دارهم الفسيح وكان والده يرحب بهم  وبالوافدين الجدد منهم ، فرآه والده قائلاً له مبتسماً: تعال يا ولدي ، كويس إنك جيت بدري .
تنهد يحيي قائلاً بإرهاق : هوه آني أجدر مجيش بدري ، ده فرح عمدتنا يا أبوي ، لاحظ إسماعيل التعب على وجه ولده قائلاً له بتساؤل : مالك يا ولدي ، بجالك يومين منتاش عجبني عاد ، فيك إيـــه يا ولدي .
أشاح ببصره بعيداً عنه قائلاً له متهرباً منه : أبداً يا أبوي آني بخير ، فقال له بقلق : لكن يا ولدي وشك بيجول غير إكده وآني خابرك زين يا دكتور .
ابتسم يحيي ، محاولاً أن يداري ما يشعر به من ضيق  قائلاً له : بس تلاجيني إكده من كتر الشغل يا أبوي ، عن إذنك آني دلوك هطلع فوج في إوضتي أغير خلجاتي وآجي تاني .
زفر والده بعدم ارتياح قائلاً له : ماشي يا ولدي بس ما تعوجش عليه ، فقال له : حاضر يا أبوي .
استيقظت مريم متألمة من قدميها ، فوجدت نفسها بمفردها ، شعرت بأنها بحاجه ملحة من الخروج من هذه المشفى ، فنظرات الاتهام الموجودة بأعين يحيي ، لن تستطيع تحملها كثيراً .
فكلما تلاقت عيونهما ، كأن هناك بركان خامد وراء هذين العينين الحادتين ، وسيأتي بالتأكيد الوقت لينفجر في وجهها قريباً.
انهمرت دموعها أكثر، تبكي من هذا الاتهام البشع التي لن تستطيع تحمله إلى الأبد ، لكن مع ذلك تعذره لأنه لا يعرف عنها شيئاً سوى إسمها وبنت من ، ثم هناك مشكلةً أخرى وهي أهلها وأهل ولاء ،  إذا علموا بالأمر بالتأكيد ستكونا نهايتهما سوياً.
فقالت لنفسها : يارب إنت عالم بيه وليه روحت وياها هناك ، انقذنا يارب من الموقف ده يعدي على خير .
دلفت عليها الممرضة قائلة لها : ها عاملة إيه دلوك ، فقالت لها بتعب : الحمد لله ، بس طمنيني الأول على ولاء صاحبتي .
تنهدت قائلة لها : إطمني هتبجى بخير والدكتور فهمي معاها دلوك وبيتابع حالتها ، هزت رأسها بضعف قائلة لها : هوه آني هجعد إهنه كتير .
قالت لها الممرضة بثقة : طبعاً دي عملية واعرة جوي ومحتاجه إهتمام منينا وبصراحة الدكتور يحيي مش بيهملك واصل .
تذكرت نظراته لها في هذا الصباح فقالت لها : طبعاً خابرة زين ، فقالت لها : طب يالا إكده خليكي شاطرة وكلي الوكل ده كلاته .
فقالت لها بضيق : ملياش نفس ، فقالت لها : لا ما إنتي لازم تتغذي كويس علشان تجدري تجفي على رجليكي من جديد .
فقالت لها بتعب : بس آني دلوك محتاجه علاج فقالت لها : لأ مش هتاخدي علاج إلا لما تاكلي كل الوكل ده دلوك .
اضطرت مريم بأن تأكل من أجل علاجها فقط ، فابتسمت لها الممرضة وقالت لها : آيوه إكده شاطرة بالهنا والشفا.
أما يحيي فقام بتبديل ثيابه هو الآخر ووقف أمام مرآته يمشط شعره ، فارتسمت أمامه صورة في المرآه ، صورة مريم وهي تحدق به بعينين معاتبتين .
فأغمض عينيه حتى تنصرف من أمامه تلك الصورة ، لكن عندما فتحها من جديد لم تنصرف الصورة وظلت داخل المرآه ، شعر يحيي بالانزعاج الشديد ، في داخله ، مما جعله يبتعد عن مرآته كأنه يفر من الجحيم .
هبط بالأسفل ووجد شقيقة ومعه بعض أهل البلد ، المدعوين للزفاف ، جلس بجوار شقيقه قائلاً له : ألف مبروك يا أخوي فابتسم له جلال : الله يبارك فيك ، عجبالك يا دكتور .
تنهد قائلاً له : إن شاء الله يا أخوي ، حدق بهم عبدالرحيم قائلاً لنفسه بحقد : يا بختك يا إسماعيل عنديك ولدين يشرحوا الجلب الحزين ، مش آني إللي ابني حتى منصب العمدة معرفش ياخده منيكم ، ثم تنهد غاضباً بداخله فابتسم جلال بخبث قائلاً له : عجبال حسين ولدك يا حاج عبدالرحيم .
اضطرب عبدالرحيم من كلمات جلال قائلاً له بارتباك : إن شاء الله يا جناب العمدة ، كانت عينيّ جلال تتابع ملامح وجهه متفحصاً كأنه يقرأ ما بداخل رأسه من أفكار .
كان إسماعيل يجلس وسط الجميع يفتخر بأبنائه الأثنين ، فلذات كبده وهو ينظر إليهم ، متمنياً أن يظلوا أمامه هكذا على الدوام ولا يبتعدون عنه ، لاحظ شرود يحيي مرةً أخرى من جديد ، فانحنى ناحيته قائلاً له بصوتٍ خفيض : يا ولدي مش هتريحني وتجولي مالك .
ابتسم له يحيي قائلاً له : يا أبوي إطمن عليّ هوه معجول يبجى فرح أخوي ، وابجى زعلان بردك .
زفر إسماعيل بعدم ارتياح قائلاً له بقلق : ماشي يا ولدي براحتك .
كان جلال يتحدث مع أحدهم ، عندما فوجىء بدخول ، رضوان وبصحبته مصطفى محرم .
حدجهم بمكر مبتسماً بداخله بانتصاره في هذه الجولة أيضاً ، بادره رضوان قائلاً له : ألف مبروك ، ياجناب العمدة أهو مصطفى بيه بنفسه جاي يباركلك .
ابتسم جلال بغموض خبيث ولم يرد ، إنما تلاقت عينيه مع مصطفى محرم الذي صافحة بحرارة زائفة بالرغم عنه قائلاً له : ألف مبروك يا جناب العمدة ، أنا قلت آجي أهنيك بنفسي ، بالرغم من إنك مدعتنيش ليوم زي ده .
فقال له جلال بغموض : الله يبارك فيك يا مصطفى بيه ، إنت أكيد خابر إن آني مدعتش حد ليوم فرحي ، أهل البلد هما اللي كانوا بيبلغوا بعض .
ارتبك مصطفى ورضوان ، من إحراجهم أمام الناس وابتسم مصطفى ابتسامة صفراء قائلاً له : منا علشان عارف كده فقلت لازم آجي بنفسي مش معقول يبقى فرح العمدة وما حضرهوش حتى لو مدعتنيش .
رد جلال عليه قائلاً له باختصار : طب إتفضلوا إجعدوا معانا ، طالما إنتم زيكم زي أهل البلد .
كان مصطفى جالساً ينظر إلى رضوان بغيظ ، وغضب فها هو تم تعامله ، كأي شخص عادي وهذا كان غير متوقعه هو من جلال .
وفي المساء في دار الحاج إسماعيل تجمعت السيدات للإحتفال بالزفاف وإلتفوا جميعاً حول الحاجة فاطمة والدة جلال وشقيقته نور ، للتهنئة من أجل هذه المناسبة والبعض منهم يقومون بإطلاق الزغاريد بانتظار مجىء العروس .
كان سعادة فاطمة كبيرة بإبنها وكبيرها جلال وخصوصاً وهي تراه يهبط من أعلى الدرج يرتدي جلبابه الفخم لهذه المناسبة ، فهرعت إليه من وسط النسوة , تحتضنه قائلة بحب : ألف مبروك يا ولدي إنت متعرفش آني مبسوطة النهاردة جد كيف .
ابتسم جلال لها وهو يرى دموع الفرح في عينيها قائلاً لها : تسلميلي يا إماي ، فقالت له  بسعادة من وسط دموعها : ربنا يسعدك يا ولدي .
هنا تذكر بمن تزوج فقال لها : أيوه إكده يا أماي مش عايز غير دعواتك ليه ، فقالت له بحب : دعيالك يا ولدي ويجعل ربي وجلبي راضيين عنيك ،  جاءه هنا سائقة مجدي وهو يقف على مسافةً بعيدة عنهم فلمحه جلال  فقال له مجدي : العربية جاهزة يا جناب العمدة .
فقال له بهدوء صارم : جاي دلوك يا مجدي إسبجني إنت ، ترك جلال والدته مسرعاً كأنه يهرب منها ، بعد أن دعت له وقالت له : إحنا بإنتظارك يا ولدي متتأخرش علينا ، علشان نشوفوا عروستك الحلوة .
قابله العديد من الرجال للتهنئة وهو في طريقه لسيارته ، وتركهم بعد ذلك ، متوجهاً ناحية سيارته السوداء .
ركب جلال في الخلف قائلاً لمجدي سائقة : إطلع بينا يا مجدي بسرعة .
كانت مهجة في غرفتها قد إرتديت فستان زفافها ، فقد فوجئت بإتيان فتاتين وحضورهما بعد العصر إلى المنزل لتجميلها في يوم زفافها ، كأنها عروس حقيقية و زواج حقيقي أمام جميع أهل البلد .
هنا سعدت مهجة لمجرد أن اهتم من أجلها لكنها سرعان ما قالت لنفسها بضيق : ده مش بيعمل كده علشانك يا مهجة كله لمصلحته هوه وبس يا هبلة ، صمتت قليلاً ثم عادت واردفت قائلة : وماله بردو عيشي لحظتك يا عبيطة إنتي تطولي فرح وزفة ، وببلاش ؛ هوه إنتي كنتي غرمتي حاجه .
وقفت تتأمل نفسها بالمرآه عند هذه الجملة قائلة بشرود : أيوة هغرم قلبي اللي حبه من غير إستئذان .
بعد قليل كانت تحدق بنفسها في المرآة بثوب زفافها بعد أن انتهوا الفتاتين من تجميلها وانصرافهم من عندها قبيل المغرب بقليل .
قالت لنفسها بإعجاب : إيه ده يا مهجة ، ده شكلك اتغير كتير عن الأول ، مع حاجات البنات اللي عمري ما جربتها إلا النهاردة دي إش أحمر على أزرق على كريم وحاجات كتيرة معرفلهاش أسامي ، ثم تنهدت بدهشة مردفةً بقولها :  بقى معقول أنا اللي في المراية دي ، الله يرحم المراية المكسورة .
قالت لها نعيمة : إيه الجمال ده كله يا ست هانم ، ابتسمت مهجة قائلة لها بسعادة : بجد يا نعيمة طالعة حلوة .
فابتسمت لها قائلة : طبعاً يا ستي إلا حلوه ، ده إنتي قمر ما شاء الله عليكي  ثم صمتت نعيمة قليلاً وقالت لها بارتباك : طب يا ستي إنتي هتاخديني وياكي هناك في البيت الكبير .
تنهدت مهجة بهدوء شارد قائلة لها : أكيد يا نعيمة ليه بتجولي إكده ، فقالت لها بتردد : أحسن البيه ميوافجش وآني بصراحة يا ستي حبيتك ومش عايزة أفارجك واصل ؛ وعايزة أبجى معاكي .
هزت رأسها بالموافقة قائلة لها : آني هتحدت مع جلال بيه النهاردة وهبلغك بإكده وأكيد ممكن كمان هوه اللي يبلغك بذات نفسيه .
فقالت لها بسعادة غامرة : ربنا يسعدك يا ستي عن إذنك نازلة المطبخ جبل ما البيه ما يجي .
انصرفت نعيمة من امامها ووقفت مهجة تتحسس حجابها التي ترتديه ووجهها الموجود به بعض مساحيق التجميل والتي قالت لنفسها من أجله بضيق : والله ما آني عارفه بيحطوك ليه البنات على وشهم هوه فيه أحلى من الطبيعة يا ناس .
استمعت مهجة إلى صوت صرير سيارة يتوقف بالأسفل ، فهرعت إلى النافذة تحدق بها ، بمزيج من اللهفة والقلق والخوف ، فازدادت دقات قلبها بعنف ، عندما رأته يترجل من السيارة .
أسرعت مهجة مبتعدة عن النافذة ، قبل أن يراها أو يلمح طيفها وهي تقف هكذا .
وضعت مهجة يدها على قلبها المتسارع قائلة لنفسها باضطراب : إهدي يا مهجة ، إهدي …. فصمتت برهةً وأردفت تقول : أهدى ….. أهدى إيه ….. هوه ده يوم أهدى فيه ، ده النهاردة فرحي يا جدعان ، من الباشا الحليوة ، أبوميه وحداشر .
دلف جلال إلى المنزل ، بالأسفل يلتفت يميناً ويساراً فرأته نعيمة عندما شعرت به .
فقامت بإطلاق الزغاريد السعيدة ، شعر جلال حينها بالضيق والحنق ، لكنه كتم مشاعره هذه بداخله  ، قائلةً له : ألف مبروك يا بيه .
تمتم جلال بخفوت قائلاً لها : الله يبارك فيكي يا نعيمة .
إزداد خوف مهجة أكثر ، عندما فتحت الباب ، بهدوء تصتنت إلى ما يحدث بالأسفل ، ثم أسرعت بإغلاقه من الذعر مرةً أخرى ، وهي تشعر بالهلع من مواجهة أهله وأهل بلدته .
وقالت لنفسها : إزاي يا مهجة هتواجهيهم ، إزاي هيتقبلوا وجودك في حياتهم .
كلما حدثت نفسها ، كلما زاد قلقها فأتت بمحاولة فاشلة ورغم ذلك نوت على فعلها .
أسرعت بإغلاق باب غرفتها من الخلف بالمفتاح وتركته به ، حتى إن وضع مفتاحه الآخر لن يفتح معه .
بعد قليل كانت مهجة تراقب فعلها الفاشل ، عندما إستمعت إلى صوت طرقات على باب غرفتها .
شعرت بالخوف وأن قلبها سيختنق ، وجاء ليفتح الباب ، فلم يفتح ، إنزعج جلال في نفسه خوفاً من أفعالها المجنونة .
فهتف من الخارج بقوة قائلاً : إفتحي يا مهجة ، ابتعدت عن الباب أكثر ولم ترد عليه .
فلما لم ترد أو تفتح له الباب ، أخرج من جيب جلبابه المفتاح ، محاولاً فتح الباب .
فلم يفتح ففهم ما تنوي فعله ، فهتف بنرفزة قائلاً لها : إنتي خابرة يا مهجة ، إن ما مفتحتيش الباب دلوك ، آني هكسر عليك الباب وهريح البشرية من جناك ده دلوك .
قالت لنفسها بهلع : يالهوي ….. إلحقي يا مهجة ، ده مش هيخلي فيكي حته سليمة ، بسرعة يا مهجة إفتحي الباب ، قبل ما يكسره ويعملك بوفتيك لكلاب السكك .
أسرعت بجذب المفتاح من الداخل ، وركضت إلى منتصف الغرفة وأولته ظهرها ، في الحال من الفزع .
فتح جلال الباب بمفتاحه ، ثم دلف مسرعاً بغضب ، باحثاً عنها قائلاً بصوت هادر : مهجـــــة …… بجى آني بتعملي فيه إكده يا مجنونة إنتي …..!!!! ، أمسكت بقبضتيها ثوبها من الأطراف بسبب الذعر والهلع من الألتفات إليه .
قائلة لنفسها مشجعة : إوعي تضعفي يا مهجة قدامه هوه مش بيقول عليكي مجنونة يالا وريله الجنان على أصله .
لم تلتفت إليه تواجهه ، فجذبها من ذراعها بقوة ، لكي يجعلها في مواجهته قائلاً لها بحدة : إنتي جنيتي في عجلك إياك مش إكده ؛ وعايزة تبوظيلي شغلي …. قطع جلال ،  حديثه هنا ؛ عندما جذبها بعنف وارتطمت بصدره ورآها .
استندت إليه بيديها على كتفيه ، متعلقةً به ،  طالعها ببصره طويلاً بصدمة ، عندما رأى وجهها وحجابها ، فهي تبدو مثل العروس حقاً في يوم زفافها ، ارتعش قلبها بين جنبات صدرها من تفحصه الصامت لها ونظرات عينيه التي تخترقانها فقالت لنفسها : ما تنطقي يا مهجة ، ما تتفضلي تشغلي جنانك زي ما كنتي ناوية تعملي .
هزت رأسها رافضة بقولها بلهفه وبتلقائية : بقى معقول بردو أشغل جناني على الباشا الحليوة في ليلة فرحه وأنكد عليه .
اتسعت عينيه بغضب قائلاً لها : إنتي واعيه للي بتجوليه دلوك ، تداركت خطأوها وبأنها ترجمة ما بداخلها من كلمات على لسانها بعفوية ومن شدة إضطرابها لم تكن منتبهه ، وزادت من كلماتها المخطئة قائلة له بسرعة : مجصدش يا باشا يا حليوة يعني إللي بجوله دلوك ، أصل بصراحة أنا ، مينفعش أضربك بشبشبي ولا المقشة مش هساويك يعني بواحد زي حوده .
ما أن نطقت بعبارتها الأخيرة حتي ضغط بيده الأخرى على ذراعها الآخر بقسوة ، ثم انطلقت من عينينه شرارات كالجمر من تأثير كلماتها ، مما زاده إنفجاراً في وجهها قائلاً لها بثورة : إنتي خابرة إن مامشتيش إمعاي دلوك لأكون دافنك صاحية النهاردة يا مهجة فاهمة .
استمعت مهجة إلى ارتجاف قلبها بأذنيها فأسرعت تقول له بتلقائية : وأني أجدر أزعل الباشا يوم فرحه بردك ، ما تهونش عليه يا بيه وكمان مش هيهون عليه شبابي ده آني لساتني صغيرة .
قالت جملتها ونظراته النارية تكاد تحرقها فانتزعت نفسها من بين قبضتيه ، بسرعه .
وهرولت من أمامه مسرعة ناحية الباب ، حاول جلال ضبط أعصابه بسبب تصرفاتها الحمقاء .
أسرع خلفها هو الآخر جاذباً إياها من يدها وهو يجز على أسنانه بقوة قائلاً لها : إنزلي إمعاي وإياك تتحدتي جدام نعيمه فاهمة .
هزت رأسها بالموافقة فجعلها تتأبط بذراعه ، وهو يهبط بها بالأسفل ، أسرعت نعيمة بالأسفل تطلق الزغاريد وتدعي لهم هما الأثنان بالسعادة الزوجية .
وقبل أن يخرج بها من الباب ، تذكرت مهجة كلمات نعيمة لها ، من نظراتها فقالت له بارتباك : آني عايزة نعيمة تكون وياي في البيت الكبير اهناك ، اتسعت عينيه بغضب وقبل أن ينطق اقتربت منه نعيمة تقول برجاء : أيوة يا بيه الله لا يسيئك ويعلي مراتبك كمان وكمان ، متحرمنيش من الست هانم  ،
تنهد بضيق من تصرفات الأثنان واستغرب ارتباط كل منهما بالأخرى قائلاً باختصار : ماشي يا نعيمة إسبوع إكده وآني هبجى أبعتلك مجدي يجيبك .
فأطلقت نعيمة الزغاريد مرةً أخرى قائلة بسعادة : ربنا يسعدك يا بيه ، إنت والست هانم .
ركب جلال بجوارها في الخلف في سيارتها ، وهو يحاول أن يبدو هادئاً ، فحان الآن لحظة المواجهة مع أهله ومع عروسته الحمقاء والمجنونة .
لذا ضم قبضته قائلاً لها بصرامة : إحنا دلوك رايحين جدام أهلي وناسي ، وعايزك تكوني خابرة زين إني بجيت العمدة ، وهتتعاملي امعاي جدامهم على إكده ، إنسي إني كنت رائد واصل مفهوم .
عقدت حاجبيها بصدمة مما تسمعه منه قائلة له : ولكن ياباشا ….. قاطعها بحدة قائلاً لها : آني جولتها كلمة ومنيش عايز ولا غلطة منيكي مفهوم ، ثم صمت متفحصاً لوجهها على ضوء إضاءة الخافته بالسيارة ، وأردف بعدها قائلاً : وكمان موضوع الإغماء ده ؛ إياك تغلطي وتعمليها جدامهم وتفضحينا .
فقالت له بطاعة غريبة : حاضر يا بيه .
كانت نوال صاعدة إلى غرفتها فوق السطوح ، عائدة من عملها كالعادة في المساء ؛  وهي منهكه بعض الشىء .
استغربت نوال في داخلها من إنقطاع الكهرباء وهي تصعد إلى أعلى الدرج فجأة ، قائلة لنفسها باستغراب : ياختي هوه ده وقت النور يتقطع فيه وآنا لسه طالعه على السلم كده .
تحسست نوال حقيبة يدها ، وفتحتها لتأتي بهاتفها لتنير به طريقها ، لكنها لم تجده .
فضمت شفتيها غاضبة قائلة : وهوه ده وقته ، يوه شكلي نسيته في الدرج ، ومش هقدر أرجع تاني المحل ، يالا أمرك لله يا نوال إطلعي كده وخلاص .
أخذت تتحسس طريقها إلى أعلى الدرج بحرص ، صعدت بقدميها ببطء شديد ، وبحذر ، إلى أن تعثرت قدمها اليمنى وهي تصعد ، فأسندت نفسها بسرعة على الحائط بجوارها .
لكن مهلاً لم تكن هذه بحائط مثلما توقعت ، فارتجف قلبها من الخوف ، عندما تحسست بيديها مكان ما تستند  إليه ، فوجدت شىء ما ينبض تحت يدها .
صرخة نوال صرخةً  بصوت عالٍ من الهلع التي شعرت به في هذه اللحظة ، جعلت من إستندت إليه يضع يده بسرعة على فمها ، مكمماً لها قائلاً بصوت خفيض حاد : إوعي أسمع صوتك تاني فاهمة ، ده إنتي كده هتفضحينا .
كانت مهجة تجلس في سيارة جلال ، والقلق يزداد بداخلها مع اقتراب عجلات السيارة من دارهم الكبير  ، مما جعلها تضم قبضتيها الأثنتين بقوة .
شعر جلال بخوفها ، الشديد فانحنى ناحيتها قائلاً لها بصوت جاد : إوعاك يغمى عليكى اهناك ولا تخطرفي جدامهم في حاجه وإلا إنتي خابرة أنا أجدر أعمل إيه وياكي .
فقالت له بعفويه : عيب يا بيه ده أني هشرفك هناك ، رمقها بضيق قائلاً لها : وإوعاك كمان تناديلي بعد إكده بباشا ولا بيه ، ناديلي بإسمي جدامهم بما إنك مرتي .
حدقت به بصدمة غير مصدقة أنها ستنادية بإسمه مجرداً قائلة له بعدم تصديق : بس آني مجدرش أعملها يا بيه ، فقال لها بسخرية : لا هتجدري ، إعتبريها من ضمن مصايبك إللي بتعمليها .
صمتت مهجة ولن تستطيع النطق ، وصلت بهم السيارة إلى مكان الدار ، وهناك أمام الدار العديد من أهالي البلد ، بانتظارهم .
انتفض قلب مهجة من العدد المهول أمامها وبدأت تشعر بدوار الخوف ، وبكل تلقائية أمسكت بيد جلال التي كانت بجواره .
صدم من فعلتها لكنه فهم لماذا فعلت ذلك من إرتجاف يدها ، بيده ومن شحوب وجهها فانحنى ناحيتها قائلاً لها بصرامة : متخافيش مش هياكلوكي .
ما أن لمحهم  أهل البلد حتى أقبلوا ناحية السيارة وهم فرحين بكبيرهم ، كان على رأسهم والده الحاج إسماعيل وبصحبته يحيي .
ترجل جلال من سيارته ، وإلتف ناحية الباب الآخر ، وفتحه لمهجة ، وهو يمسك بيدها ليساعدها على الهبوط من سيارته .
تأبطت ذراعه برعب وهي تواجه معه أهل البلد ، قائلة لنفسها بخوف : يا وجعة مربربة ، ده كله هتواجهيه إزاي يا مهجة ، حد يطلبلي الأسعاف ضروري دلةقتي  .
تقدم اسماعيل ناحية جلال محتضناً له بحب ، وأخذ يهنئه هوه وشقيقة يحيي .
كان بانتظارهم أيضاً زفة بأحصنة مختلفة بصحبة المزامير البلدي ، وأخذ ثلاثة أفراد يتراقصون بأحصنتهم ؛ بها أمامهم على صوت المزامير .
أما بالداخل عند النساء هرولت الخادمة تقول : جلال بيه وعروسته وصلت بره يا ست فاطمة .
أطلقت النساء وفاطمة الزغاريد وانطلقوا إلى الخارج ليستقبلوهم ، وصلت جميع النساء إلى مكان مخصص لهم ، وهم يشاهدون العروس من بعيد وهي تزف مع عريسها جلال .
أتى أحدهم بعنتر ، فامتطاه جلال وهو يستعرض حركات الحصان الراقصة على المزامير  ، كانت مهجة كأنها انفصلت عن العالم وهي تراه من وراء الحجاب ؛ الموضوع على وجهها الخاص بثوب زفافها ، بإعجاب كبير ، وهي تراه كالفارس الحقيقي وهو يمتطي جواده الأسود العربي الأصيل عنتر .
كانت تود أن تهرول ناحيته وتعبر عن ما بداخلها من مشاعر ، لكن زواجها هذا ما هو إلى مسلسل كبير من أجل مهمته .
كان الجميع يحدقون به بإعجاب شديد من حركاته المدروسة وهو فوق جواده 
كانت عيني جلال تراقب تصرفات مهجة هو الآخر من على جواده ، خوفاً من مصائبها المتكررة الغير مسئولة .
قالت نور لوالدتها بسعادة : شايفه أخوي يا إماي ، زي الفارس إكده كيف فقالت لها بفخر : ماهو كبيرنا يا بنيتي وكلمة فارس جليلة عليه 
بعد قليل إصطحب جلال مهجة إلى الداخل عند النساء ، فأقبلت والدته ومعها الباقي من النساء ناحيتهم مهنئين .
أنتفض قلب مهجة وهو من هذا العدد الكبير وهو يعرفها على والدته قائلاً لها : دي أمي يا مهجة وأختي نور .
فأخذتها والدته بأحضانها مهنئة قائلة : ألف مبروك يا بنيتي ، ربنا يسعدكم .
من شدة الصدمة لم تستطع النطق .
وقامت أيضاً شقيقته والعديد من النساء بتهنئتها ، تركها جلال قليلاً بصحبتهم ، وانصرف .
أما جلال فاتجه ناحية الرجال مرةً أخرى ، يستكمل زفافه وسط أهالي البلد .
كان عبدالرحيم في وسطهم ومعه ولده حسين والغيرة والحقد ، تتآكلانه من الداخل متظاهراً بعكس ذلك .
استغربت مهجة طيبة هؤلاء النسوة ، وهم يقومون حولها بالرقص والزغاريد ، ابتلعت ريقها بصعوبة واحمر وجهها من الخجل وهم ينظرون إليها ويتفحصونها .
شعرت بخجلها نور قائلة : أهلا بيكي في وسطينا يا مهجة ، فقالت لها بخفوت : أهلاً بيكي إنتي .
بعد مرور بعض الوقت أتى جلال ليأخذ مهجة عروسته إلى شقته ، وسط الزغاريد والتصفيق والمباركات .
ما أن رأته مهجة حتى شعرت بأنها ستهرول ناحيته وتقول له : يالا بينا يا سعات البيه كفاية كده تمثيل .
تأمل وجهها المضطرب وجعلها تتأبط ذراعه من جديد ، وسط من يدعون لهم بالسعادة .
صعد بها جلال إلى منزله بالأعلى ، فتح جلال الباب ، قائلاً بلهجة صارمة : إدخلي …. دلفت بقدم بطيئة للداخل .
أغلق جلال خلفه الباب على الفور حتى لا يكشفهم أحد .
وقفت مهجة في مكانها لا تستطيع الحراك ؛ تأملت المكان حولها ، فوجدته منزل فخم من الداخل ؛ يليق بمكانته وبه أثاث باهظ الثمن ، عالي الجودة ؛ ما أن رأت كل هذا أمامها ؛ حتى عاد إليها الدوار من جديد ، فلم تعد تستطيع الصمود أكثر من ذلك ، فهي تقاوم هذا الشعور منذ ساعات كثيرة  فقالت له بتلقائية مضحكة : سامحني يا سعات الباشا معتدش جادرة على نفسي أكتر من إكده ، روح هاتلي جردل مية وادلجه عليه ينوبك ثواب ؛ ويالحجتني يا مالحجتنيش ……..!!!!
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى