Uncategorized

رواية غزوة حب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

 رواية غزوة حب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

رواية غزوة حب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

استمعت الي طرقات علي باب الشقة الخاصة بهم لـ تأخذ حجابها و ترتديه و تخرج لـ تفتح الباب لـ عدم وجود والديها بـالمنزل امسكت بـطرفي الحجاب و هي تفتح الباب نظرت الي ذلك الرجل الواقف امامها و يوجد بـيده بعض الأوراق بـاستغراب و هي تقول بـهدوء : 
_ أيوة اي خدمة 
_ دا منزل زينة حمدي عبد الله 
ابتلعت ريقها بـصعوبة حين نطق اسمها بـجمود لـ تومأ بـرأسها له و هي تقول بـاستفسار و نبرة متوترة : 
_ أيوة انا زينة في حاجة 
مد يده اليها بـورقة و قلم و هو يقول بـجدية و ملامحه لم تتغير قائلاً : 
_ امضيلي هنا بـالاستيلام 
زادت نبضات قلبها و قد ارتجفت يدها و هي تنظر اليه قائلة بـتلعثم : 
_ امضي علي اية 
مد يده بـالورقة مرة اخري منبهاً اياها و هو يقول : 
_ دا انذار بـالطاعة من جوزك الاستاذ حسام نور الدين 
صكت علي أسنانها بـعنف و هي تقبض علي كف يدها قائلة بـغضب و صوت مرتفع : 
_ عملتها يا ابن نبيلة
_ امضي هنا يا مدام من فضلك 
تعجل الرجل متأففاً لـ تمسك بـالقلم تدون اسمها علي الورقة مرغمة علي فعل ذلك لـ يمد يده بـورقة اخري لها مغادراً لـ تنظر الي الورقة مطولاً و تهز رأسها بـايجاب و قد عقدت العزم علي شئ لـ تمسك بـالمفتاح المعلق بـجوار الباب و تغلق الباب خلفها متوجهة الي الاسفل حيث شقته ، طرقت الباب بـقوة مزعجة حتي فتحت لها والدت حسام السيدة نبيلة نظرت اليها بـغضب قائلة : 
_ اية بتخبطي كدا لية خبطة في نفوخك 
رفعت زينة الورقة امامها و هي تقول بـتهكم : 
_ معلش اصل برمي بلايا عليكوا 
ثم نظرت الي داخل الشقة و هي تصرخ بـأسمه بـصوت عالي حتي خرج هو من الداخل يعدل ياقة قميصه و يصفر بـصوت عالي اغمضت عينها بـعصبية و هي تقول بـغيظ : 
_ يا رايق 
امسكت بـكتفه تكمش بـيدها علي قميصه و هي تلوح بـالورقة بـاليد الاخري قائلة : 
_ انذار بالطاعة يا حسام انت هتصدق نفسك 
ابعد يدها عنه و هو يعدل من قماش القميص الذي تجعد و هو يقول بـضيق مصطنع : 
_ القميص مكواي يا زينة يوووه كرمشتيه 
صكت علي أسنانها بـعنف بـاستفزاز من نبرته و كادت ان تتحدث الا ان صوت نبيلة المذهول اوقفها حين نظرت الي ابنها بـصدمة قائلة : 
_ طاعة !! طاعة اية يا حسام 
عقدت زينة ذراعيها أمام صدرها و هي تنظر الي نبيلة بـضيق قائلة : 
_ حسام اتجوزتي غصب عني يا طنط انتي منعتيني عن ابنك بس ممنعتيش ابنك عني 
اتسعت اعين نبيلة و هي تنظر الي ابنها تأبي ان تصدق ما تقوله تلك الفتاه لقد بذلت قصارى جهدها حتي تبعده عنها حتي انه الي الآن لا يحادثها كـالسابق و لكن بـالاخير تزوجها رغماً عنها تحدثت نبيلة بـذهول من فعلت ابنها الشنعاء : 
_ اتجوزتها لية يا حسام و كمان غصب عنها تعصي امك لية يا حسام
ابعد حسام عينه عن والدتها بـعدم اهتمام لـ حديثها فـ بـداخله حزن كبير مما فعلت بـحقه و حق تلك العنيدة “زينة” ، امسك بـيد زينة يجذبها الي الداخل متوجه الي غرفته القريبة منه وسط صرخاتها بـالابتعاد عنها و محاولتها للـهروب من بين براثنه متحدثاً لـ والدته بـهدوء مريب : 
_ و جيه الوقت اللي عرفتي فيه يا ماما 
دفعها داخل الغرفة بـغيظ من تصرفاتها و دلف خلفها مغلقاً الباب لـ تنظر الي الباب المغلق بـأعين متسـعة و هي ترفع سبابتها تشير الي الباب قائلة بـثبات غاضب تحاول تخبئت الخوف بـداخلها و لكنه يحفظ ما يجول بـخاطرها و ما تشعر به دون ان تتفوه : 
_ انت قفلت الباب لية ، افتح الزفت دا 
استند حسام ظهره علي الباب و عقد ذراعيه أمام صدره و هو يهز رأسه بـنفي بـبرود تام قائلاً : 
_ مش لما تكوي القميص اللي كرمشتيه اروح الشغل ازاي دلوقتي يا مدام في واحدة تنزل جوزها بالشكل دا
قضمت شفتيها السفلية بـعنف و هي تتقدم منه تمسك بـقميصه بـكلتا يديها و تبدأ بـالكمش عليه حتي تجعد كلياً و هي تقول : 
_ متصدقش نفسك يا حسام انا هرفع عليك قضية هطعن في الورق و هتهمك بـالتزوير 
ابعد يدها عنه و هو ينظر الي القميص قائلاً : 
_ يعني كدا ارتاحتي 
ثم وجه انظاره اليها و هو يقول : 
_ علي العموم لو عايزة ترفعي مية قضية و قضية المتهم الوحيد هنا هو ابوكي لانه هو اللي جوزك ليا و هو اللي مضاكي علي الورق و انتي زي العبيطة مش فاهمة حاجة انا مش هاخد و لا يوم في السجن عمي هياخد العقوبة كلها ، بنت دخلت ابوها السجن عقوق والدين بصحيح
ترقرقت عينها بـالدموع و هي تنظر اليه و شفتيها مذمومة بـطفولية خاطفة لـ يمد يده يحاوط خصرها يجذبها و يعكس الوضع لـ تكون هي مستندة علي الباب و هو يقف امامها يضع يد علي خصرها و يد علي الباب خلفها ينظر الي داخل عينها قائلاً بـهدوء : 
_ بتعيطي لية يا زينة و أية السبب في الرفض دا كله انتي مبتحبنيش 
رفعت رأسها تنظر اليه مطولاً و من ثم همست بـضعف : 
_ ما هي المشكلة اني بحبك 
نظر اليها بـتعجب عاقداً ما بين حاجبيه قائلاً بـاستغراب : 
_ مش فاهمك ؟
تحدثت بـاختناق و هي تحاول ابعاده عنها : 
_ يعني انت اتجوزتني غصب و انا مفيش حاجة اعملها غصب انا متجوزش غصب يا حسام 
ارتفع جانب شفتيه بـسخرية و هو يقول بـغضب واضح في ارتفاع حاجبه الأيسر لاعلي : 
_ و الله علي اساس انك موافقة علي اي حاجة و لا كأنك كنتي عاملة زي المعزة اللي عايزة تخرج من تحت ايد الراعي و خلاص دوختيني و دوختي نفسك نتكلم بالعقل مفيش و بالغصب مفيش انت عايزة اية بالظبط بتحبيني و عايزاني زي مانا عايزك و لا مش عايزني يا زينة 
_ عايزك بس طلقني يا حسام 
ردها الغريب الذي امتزج بـبكاءها جعله يجن اكثر من السابق طرق بـيده بـحدة علي الباب بـجوار اذنها جعلها تنكمش علي نفسها و هو يصرخ بها بـغضب : 
_ جنان بجنان و عند و قلة ادب بقلة ادب بتقابل في تنفيذ حكم الطاعة يا زينة 
ابتعد عنها قليلاً لـ تنظر اليه متوسل حتي يتفهم موقفها لـكنه التفت عنها يواليها ظهره لـ تخرج من غرفته بل من الشقة كاملة غير معيرة انتباه لُـ نداء الغيظ الذي يطلق من فم نبيلة و يجلس هو علي الفراش يدفن رأسه بين كفي يده لا يفهم ما يجول بـداخلها هل جنت تلك الجملة المتناقضة التي نطقت بها جعلت من عقله يكاد يحترق من كثرة التفكير لما تحبه و تريده و بـذات الوقت تريد الطلاق منه و الابتعاد عنه لابد أنها الآن مجنونة لا محالة 
**********************************
نظرت فيروز أمامها رأته ممد علي الارض امامها و الدماء تخرج من صدره محل قلبه بـغزارة ركضت بـكل ما بـداخلها من طاقة و هي تلهث بـقوة و شعور ان الأكسجين لا يصل الي رئتيها يشعرها انها سوف تفقد الوعي الصدمة التي حلت علي رأسها لا تجعلها تسيطر علي ردة فعلها حين وصلت اليه لم تتحمل اكثر لـ تسقط علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي وجنته تمسد عليها بـالارتجافة اصابت جسدها بـالكامل ، سقطت الدموع عن مقلتيها الي وجنتيها و هي تهمس بـتلعثم و خوف شديد : 
_ شهاب 
رفعت رأسه علي فخذها و هي تربت علي وجنته بـحدة اكثر و هي تقول بـصياح يخرج صامت الا من بعض همهمت : 
_ شهاب فوق عشان خاطري .. شهاب رد عليا 
نظرت حولها لعل احدهم يساعدها بـانتقاله الي المشفي الا انها وجدت المكان حولها صحراء واسعة كاحلة السواد ، سلبت انفاسها بـرعب و هي تمسك بـيده بـقوة و تصرخ به : 
_ قوم يا شهاب متسبنيش لوحدي انت عارف اني بخاف قوم 
لا استجابة منه و لا صمت منها كان يزداد رعبها اكثر فـ اكثر حتي مال بـرأسه الي الجهة اليمني و انقطعت انفاسه و شحب وجهه شهقت بـقوة خائفة و رفعت يدها علي العرق النابض بـرقبته لـقد وافته المنية لقد انتهي اجله ، اسرعت دقات قلبها بـمعدل غير طبيعي و هي تدلي رأسها علي صدره موضع الجُرح و هي تقول بـهذيان : 
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري متسبنيش يا شهاب مش هقدر شهاب عشان خاطري قوم انا مش هقدر اعيش من غيرك يا شهاب انا كدابة كدبت عليك انا بحبك و هقدر بقي قوم قوم عشان الدنيا ضلمة و انا خايفة لوحدي 
لا استجابة و لا رد فقط الصمت سيد الموقف و صوت بكاءها العالي هو السائد مع أنفاسها المسموعة اعتدلت بـجلستها و هي تمسك بـوجهه بين راحتي يدها تتأمل وجهه الشاحب الفاقد للحياة و سكونه التام انحنت تقبل جبهته و هي تقول بـحرقة : 
_ هتوحشني اوي 
_ شــــهــــــاب 
صرخت بـقوة و هي تستيقظ منتفضة بـفزع تلهث بـقوة صدرها يعلو و يهبط بـشكل هستيري وضعت يدها علي وجهها المتعرق تزيل حبات العرق علي وجهها و هي تتمتم بـخفوت : 
_ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أستغفر الله العظيم 
وضعت يدها علي قلبها تضغط عليه بـقوة حتي تهدئ في حين فتحت هناء الباب تتقدم منها بـقلق و قد استيقظت علي صوتها العالب الخائف جلست جوارها علي الفراش و هي تهمس بـالبسملة لـ تسرع فيروز بـاحتضانها بـشدة و هي تجهش بـالبكاء ، ربتت هناء علي خصلات شعرها و هي تقول : 
_ بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبتي 
أغمضت فيروز عينها تتذكر ذلك الحُلم و من ثم دفنت وجهها اكثر بـوالدتها و هي تقول بـزعر : 
_ كابوس كابوس وحش اوي يا ماما كنت حاسة ان روحي بتروح و نفسي بيقطع 
اسندتها والدتها حتي تسطحت من جديد و بدأت بـتلاوة من تيسر لها من آيات الذكر الحكيم حتي غفت فيروز من جديد قلبها رغم أن ميعاد عملها قد حان الا ان والدتها لم تجعلها تنتبه لـذلك يكفي ان تأخذ قسط من الراحة بعد ما عانته بـذلك الكابوس 
***********************************
_ انا و الله كويسة يا احمد .. لا خلاص ظبط الفستان 
تحدثت بـتلك الجملة فيروز و هي تنظر الي نفسها بـالمراه و الهاتف علي اذنها تتحدث مع خطيبها احمد عن تحضيرات عقد القران و عن تغير مزاجها و صوتها الذي يدل انها ليست جيدة ابداً و كيف لها ان تكون ذلك زوج قد فرضه والدها عليها بعد ان كانت تستسلم للايام حتي تجعلها تتقبله بـالاصل و كابوس مزعج رأت به حبيب العمر مقتولاً و غارق بـدماءه مهما حدث لا تقدر علي كرهه لا تعلم لما لا تقدر خانها و جرحها و تزوج بـشقيقتها و سوف تنجب منه و هي بـالاخير لا تقدر علي الكره لا يمكن ان تكون بـكل هذا الغباء لا يمكن ان تستسلم لـ قلب خاضع لـذلك الخائن تنهدت بـضيق من نفسها و هي تقول بـهدوء :
_ حاضر يا احمد لو ناقص ليا حاجة هكلمك ، مع السلامة
اغلقت الهاتف و وضعت أمامها علي طاولة الزينة ثم نظرت الي الفستان التي ترتديه بـنفس لون عينها الفيروزية حركت خصلات شعرها الي الجانب الايسر متدلي علي كتفها و هي تقول بـصوت مختنق : 
_ مبقدرش انسي عشان ..
صمتت تبتلع ريقها و تتنفس بـهدوء مكملة : 
_ عشان انت حتة من قلبي 
تنهدت بـثقل و هي تلتفت نحو خزانة الملابس لـ تبدل ملابسها الا ان صوت الهاتف اعلن عن اتصال جديد لها توجهت نحو الهاتف ابتسمت حين وجدت زينة هي من تهاتفها فتحت الاتصال و جلست علي الفراش واضعة الهاتف علي اذنها و هي تقول : 
_ انتي يا حيوانة ياللي سيباني لوحدي و انتي عارفة ان كتب الكتاب بكرا 
ردت زينة عليها بـهدوء تام عكس المعتاد حتي انها ايقنت فيروز انها ليست بخير : 
_ معلش يا فيروز حقك عليا هجيلك بكرا من الصبح 
عقدت فيروز حاجبيها بـاستغراب و هي تقول متسائلة : 
_ مالك يا زينة في حاجة 
صمتت لـ وهلة ظنتها فيروز انها اغلقت الخط حتي تحدثت من جديد قائلة : 
_ بابا جوزني حسام غصب عني يا فيروز و حسام رفع عليا قضية طاعة 
ارتفع حاجبي فيروز بـذهول مما تتفوه به زينة و لكن قطع فترة صدمتها حين استمعت الي صوت زينة الباكية : 
_ انا مش عارفة هما عملوا كدا لية 
مررت فيروز اناملها بـخصلات شعرها بعدما فاقت من صدمتها لـ تتحدث مهدئ من روعها قائلة بـهدوء : 
_ طب بتعيطي لية انتي مش بتحبي حسام هتفرق معاكي في اية طريقة جوازكوا 
شهقت زينة بـبكاء متحدثة : 
_ لا هتفرق معايا يا فيروز انا مش عايزاه غصب و من غير ما اعرف مش عايزاه و هو بيتحدي امه مش عايزاه لان بابا مجوزني ليه احترام لوصية عمي بجوازي من حسام لو بيحبني كان اتقدملي و اتكلم معايا عشان يقنعني بيه مش فجأة القيه بيقولي انا هربيكي و يبعتلي القسيمة 
بكت زينة اكثر لـ تتنهد فيروز و هي تتحدث بـهدوء مواسية : 
_ انتي يا حبيبتي زعلانة عشان طريقته و بس انتي بتحبي حسام يا زينة و كان نفسك ياخد خطوة هو اخد خطوة بس انتي اللي مش متقبلة الطريقة ممكن تتفاهمي معاه يا زينة بدل المحاكم و الكلام دا انتوا اعقل من كدا 
_ اتفاهم في اية يا فيروز دا بعتلي انذار بـالطاعة من المحكمة و علي ايد محضر و هو كان تحت و لما نزلتله عرفت ان امه متعرفش و بتقوله اتجوزتها لية هي مش عايزني 
صرخت زينة بـغضب لـ تتحدث الاخيرة بـهدوء :
_ يا حبيبتي ابعدي مامته عن تفكيرك دلوقتي انتي مش فاكرة لما بعدتوا عن بعض كان عامل ازاي هو ملوش دعوة بـامه يا زينة انتي كدا بتظلميه و عايزة اقولك انك بتظلمي نفسك كمان انتي بتحبيه يا زينة انتي ناسية انه حسام و لو كانت طريقة جوازكوا غلط حاولي معاه عشان تصلحه علاقتكوا مع بعض عشان انتي بتتضحكي علي نفسك 
تنفست زينة بـقوة و كأن الهواء انسحب من رئتيها و من ثم زفرت بـهدوء متحدثة بـاختناق واضح بـنبرة صوتها : 
_ انا هكلم بابا يتكلم معاه بما انه كان موافق و خلاني امضي علي ورق الجواز من غير ما اعرف .. اقفلي كدا و انا هبقي اكلمك لما اشوف هعمل اية
وقفت فيروز عن الفراش و هي تذهب نحو خزانة الملابس قائلة : 
_ ماشي يا حبيبتي ربنا يهدي الحال و يهديكي يا زينة 
***********************************
تقف جوار زينة بـغرفتها بعد ان انتهت من ارتداء فستانها الفيروزي و حجابها بـاللون البيج ربتت زينة علي كتفها بـهدوء لـ تنظر اليها فيروز بـأعين حزينة يلمئها الدموع لـ تحاوط زينة بـوجهها بـكلتا يديها و هي تقول : 
_ لا عشان خاطري يا فيروز متعيطيش معدش حاجة و الماذون يجي 
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تهمس بـخفوت : 
_ مش قادرة قلبي مقبوض و مش مرتاحة اعترضت و اعتراضي مش مقبول كأني زي اي حتة اثاث في البيت انا اول مرة اشوف بابا كدا زي ما يكون عايز يخلص مني 
احتضنتها زينة بـقوة و هي تمسد علي ظهرها تهمس لها بـهدوء : 
_ و الله يا حبيبتي محدش عارف الخير فين و باباكي اكيد عارف مصلحتك 
اسندت ذقنها علي كتف زينة و هي تقول بـألم :
_ انا مش مصدقة لحد دلوقتي ان اللي هتجوزه بعد شوية دا مش شهاب انا عارفة اني بـظلم احمد بس مش عارفة افكر غير كدا 
ابعدتها زينة عنها و امسكت بـيدها تجذبها نحو الفراش تجعلها تجلس فوقه بـاريحية قائلة : 
_ ممكن متفكريش في حاجة عشان وشك انا هروح اجبلك عصير علي ما المأذون يجي 
هزت فيروز رأسها بـايجاب و هي تبلل شفتيها بـطرف لسانها لـ تخرج زينة غالقة الباب خلفها مررت فيروز يدها علي وجهها و هي تتنهد بـضيق ، استمعت الي صوت شئ يطرق بـباب الشرفة عقدت حاجبيها بـاستغراب و هي تقف تتقدم قليلاً من الشرفة تستمع لـعلها تتوهم الا انها استمعت من جديد الي ذلك الصوت فتحت باب الشرفة قليلاً لـ تنظر الي ما بـداخلها الا ان دفعة من خلف الباب جعلتها تعود الي الخلف خطوتين و هي تتأوة بـخفوت لكنها شهقت بتفاجأة حين وجدت شهاب امامها اتسعت حدقتها بـصدمة و هي تصيح به بـصوت خافت : 
_ انت جيت هنا ازاي جيت لية ليـــة 
نظر اليها بـلا تعبير بـلا روح بل جامد تماماً ينظر اليها متأملاً وجهها الملائكي الخالي من مستحضرات التجميل و حجابها الذي لاق بها كثيراً و ثوبها الذي هو نفس لون عينها الفيروزية تحدث بـبهوت : 
_ اشمعنا انا ضعيف في بعدك اشمعنا انتي قدرتي و انا مقدرتش .. انا بموت 
نظرت اليه و قد ارتجفت شفتيها السفلية بـبكاء متحدثة : 
_ ارجع من مكان ما جيت يا شهاب انا مش عايزة فضايح لو حد جيه و لقاك معايا هتبقي كارثة ارجوك سيبني في حالي بقي 
تقدم منها بـبرود و كأنه لم يستمع اليها لـ تعود هي الي الخلف بـخوف من هيئته التي تدل انه ليس بخير في حين تحدث هو بـصوت مبحوح : 
_ لابسة نفس اللون اللي كنا متفقين عليه قابلة انك بعد شوية هتبقي مراته 
خرجت منه ضحكة ساخرة و هو يقول : 
_ و انا مش مهم معدتش فارق معاكي يا فيروز 
تماسكت و هي تقبض علي ثوبها بـقوة و قلبها يخفق بين ضلوعها تخفض رأسها الي الاسفل ، نظر الي يدها القابضة علي ثوبها و من ثم نظر الي عينها قائلاً : 
_ خايف مني بجد 
رفعت رأسها تنظر اليه بـدموع عالقة علي اهدابها قائلة : 
_ عايز اية يا شهاب ابوس ايدك اطلع برا احمد زمانه جاي مع المأذون هروح في داهية 
رأت دمعة تجمعت بـمقلتيه و هو يهمس بـصوت مزق الباقي من قلبها : 
_ انا بحبك يا فيروز انا مقدرش اشوفك مع غيري انا بموت من ساعة ما اتخطبتيله متعمليش فيا كدا يا فيروز 
نظرت اليه فيروز قليلاً ثم تغمض عينها تتنهد بـثقل كـأن الجبال تجثو فوق صدرها قائلة : 
_ مش الوقت المناسب صدقني انا مش عايزة اسمع حاجة بعد كدا ارجوك سيبني اعيش حياتي كفاية اني بظلم احمد معايا 
فتح الباب فجأة لـ تنظر فيروز نحو باب الغرفة بـخوف لـ تجدها زينة تنهدت بـراحة و لكن صدمة زينة كان المسيطرة عليها لـ ينظر اليها شهاب قائلاً : 
_ اطلعي برا يا زينة ارجوكي 
نظرت زينة الي فيروز لـ تهز فيروز رأسها اليها لـ تضع زينة الكوب علي طاولة الزينة و خرجت من الغرفة تقف أمام الباب حتي لا يدخل احد و يري شهاب بـغرفة فيروز ، نظرت إليه فيروز بـبكاء و هي تقول : 
_ قول اللي عايزه ارجوك و امشي
رفع قميصه و اخرج سلاحه الناري من بنطاله لـ تشهق فيروز واضعة يدها علي فمها بـصدمة نظر الي السلاح ثم اليها و هو يقول بـألم :
_ فكرت اقتلك عشان متبقيش لغيري 
ضغط علي شفتيه و هو يهز رأسه بـنفي قائلاً : 
_ بس مقدرتش قلبي وجعني من مجرد الفكرة بس 
رفع السلاح نحو رأسه و هو يقول بـضعف شديد و كأنه اصبح رخو :
_ بس اقدر اموت نفسي عشان مشوفكيش مع حد غيري اول ما تخرجي من الباب دا هكون ميت 
بكت بـقوة و هي تنظر اليه تنفي بـرأسها قائلة : 
_ لا يا شهاب بالله عليك ابوس ايدك متعملش فيا و في نفسك كدا 
تقدم منها خطوة و هو يمد يده بـهاتفه لها قائلاً : 
_ اول ما تفكري تفتحي الباب هكون ميت في ايدك انتي اعيش او اموت 
علي صوت بكاءها الحاد و هي تمد يدها الي هاتفه في حين تحدث هو : 
_ انا مسجل كل اللي حصل بصوت شريف اخويا لاني حالف علي المصحف مقولكيش و لا كلمة لو مت اسمعيها كويس و سامحيني
تقدمت تمسك بـيدها المتواجد بها السلاح و هي تقول بـتوسل : 
_ مش هقدر اعيش الكابوس دا يا شهاب ارجوك عشان خاطري بلاش 
لـ يعود هو الي الخلف و لم يجعلها تطوله و هو يقول بـأعين حمراء كـ الدماء : 
_ بلاش انتي تعيشيني كل دا مش هقدر اتحمل ياريت عرفت اخليكي تحبيني اكتر ياريت خليتك تحبيني زي ما بحبك عشان تعرفي اللي انا فيه .. و حياة عيون الفيروز بحبك اوي 
تلاقت اعينهم الحزينة وسط بكاءها العنيف الذي يزلزل قلبها و قلبه المتحطم و روحه الباهتة تنقل بصرها عليه بـخوف شديد و ارتجافة و ينظر اليها هو بـاعتذار و ألم ممزوج بـوداع حزين يلوح بـعينه
يتبع……
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أحببته بعد زواجنا للكاتبة هند الحجار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!