Uncategorized

رواية أغلال لعنته الفصل الحادي عشر 11 بقلم إسراء علي

 رواية أغلال لعنته الفصل الحادي عشر 11 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل الحادي عشر 11 بقلم إسراء علي

رواية أغلال لعنته الفصل الحادي عشر 11 بقلم إسراء علي

كان من الصعب عليه أن يستسلم 
لقد أحبها في زمنٍ خاطئ و لكنه كان الشئ الصحيح
حتى و إن كانت هي الشخص الخطأ… 
لقد سئمت الذهول و الصدمة لكُل ما يتفوه به ذلك الأحمق الذي أمامها و لكنها لم تستطع السيطرة على تعابير وجهها المشدوهة و هي تقول بـ نبرةٍ باهتةٍ
-دا تهديد يا قُتيبة! 
-تراجع و وضع يده أسفل رأسه و قال:بتقولي سؤال هو نفسه الإجابة… 
تقدمت هي منه ثم قبضت على تلابيبهِ صارخة بـ صوتٍ حاد 
-ليه مُصر تكون ندل للنهاية! عملتلك إيه عشان تعذبني كدا؟!… 
نظر إليها قُتيبة بـ هدوء و كأنه بتشرب ملامحها لعلها تُطبع عليه ثم قال بـ بُطءٍ مُخيف و كلماته كانت كـ سياط حاد لروحها 
-لو كُنت ندل يا كيان كُنت إستغليت الموقف و فضحتك قُدامهم بـ اللي حصل عشان تكوني ليا، لو مش هبقى ندل عشان تكوني ليا فـ أحسنلك متقوليش كدا… 
قتمت عينيه فجأة و هسهس مُمسكًا بـ ذراعيها بـ قوة 
-لأني هوريكِ إزاي فعلًا أكون ندل 
-همست مُتسائلة بـ صدمة:جبت السواد دا كله منين! مكنتش كدا!!… 
لقد كان أسودًا مُنذ البداية و لكنها لم تلحظ قط، كان قُتيبة يُريها جانبه المُشرق فقط و إن كان بسيطًا، هي بـ بساطة لا تعرفه إنها تعرف ما يُريده لها أن تعرفه، يكره أم ترى تشوه روحه، يكره أن ترى ذلك الجانب المُخيف منه، لطالما أراد الهرب منه فـ كانت هي الملاذ
إبتسم قُتيبة فجأة بـ قساوة ثم مر بـ إبهامهِ على شِفاها السُفلى و قال هامسًا بـ. خُبثٍ واضح 
-سوادي مظهرش غير لما كُنتِ بين إيديا، و سوادي مش هيظهر غير بسببك أنتِ و بس… 
طفح الكيل و روحها صرخت مُستغيثة، لن تستطيع التحمل أكثر لقد باتت أسيرة لعنتهُ المُحببة و تأبى التحرر منها، كاذبة هي إن أنكرت سعادتها و روحها التي تطفو ما أن تراه، و لكن لكُل جانب رائع هُناك في زاوية بعيدة عن العين تُخبرك أن ذلك الجانب مُلطخ بـ سوادٍ مُرعب تعجز أنت عن رؤيته
و كل ذلك فقط هي لا تستطيع تحمله، روحها مُعذبة به و عقلها يردعها عن الإنسياق، تُريد التحرر منه و لكن كيف و هي لن تتحرر إلا به؟ 
وضعت يدها على صدرهِ بـ إنهاك ثم نظرت إلى عينيه بـ توسل علها تنجح في إبعادهِ عنها 
-مش عايزاك إسود يا قُتيبة، أنا حبيتك و أنا مُراهقة و متعذبة بـ حُبك و أنا ناضجة و صدقني مش هنجني من دا حاجة غير وجع… 
لمحت طيف غريب يمر بـ عينيهِ و لكنه سُرعان ما أخفاه و حلّ محله تعبير قاسي و نظراتٍ مُبهمة، إلا أنها أكملت تقبض على ثيابهِ التي لم يتم تبدليها 
-أنت فـ غنى عنه، عشان خاطري بلاش تعذيب أكتر من كدا، مُستعدة أعمل أي حاجة إلا دا… 
قبض قُتيبة على فكها بـ قوة فـ شهقت بـ ألم ليهتف دون أن يأبه لألمها بـ قدر ما تُؤلمه هي 
-لو راحتي فـ بُعدك مش عايزها و لو مفكرة يا كيان إني هتفلتِ مني، فـ لفي العالم كُله و شوفي رجالة غيري تانية… 
توسعت عينيها بـ ذهول مع كُل كلمة ينطقها و الغضب الذي ينبعث منها، ليُكمل قُتيبة و هو يُقرب وجهها منه هادرًا بـ هسهسة مُخيفة 
-و أُقسملك إنك هتشوفيني فـ كُل واحد منهم، و مش هتحبي حد عشان أنا اللي حبتيه… 
قبض أكثر على فكها و قربها من وجههِ أكثر حتى أصبحت أنفاسه الساخنة تلفحها فـ تحرق وجهها ثم أردف مُكملًا حدة قاطعة
-و مش هسمحلك تعيشي حاجة من دي، لأنك و فـ كُل الأحوال مش هتبقي لحد غيري، حُطي الكلام دا فـ دماغك هترتاحي… 
دفعها بـ قوة حتى كادت أن تسقط و لكنه تداركها و أمسكها فـ ضغط رُغمًا عنه على الجرح ليضحك بـ سُخريةٍ مقيتة و قال 
-كُل قُرب منك بيوجع… 
إعتدلت كيان و إستقامت بعيدة عنه تُعدل ثيابها، رامقة إياه بـ نظراتٍ متوسلة غير قادرة على كُرههِ فـ أبعد قُتيبة نظراته عنها و هتف بـ جفاء 
-بلغيهم إنك موافقة تتجوزيني و أنا مش هأذي أخوكِ، دا آخر كلام عندي… 
كادت أن تبكي كيان و لكنها تماسكت فـ قالت و هي ترحل بـ صوتٍ مُنكسر و كأنها خائبة الأمل 
-مش هسامحك طول عُمري على دناءتك دي… 
سمع صوت الباب يُغلق بـ هدوء ليسقط عن وجههِ قناع القسوة و الجمود ثم ضرب ما فوق الطاولة جواره و جأر بـ حدة، ليس من حقها أبدًا أن تكرهه و ألا تغفر له، هو فقط من يحق له لقد تركته وحيدًا و هربت كـ الجبانة دون أن تراه كيف يُبلي بعدما أُلقي بـ السجن 
كم هي أنانية و هو سيكون أكثر أنانية منها 
إنها التعويض العادل عما لاقاه في حياتهِ
********************
زفر وقاص بـ ملل كلله الغضب إنه ينتظر لأكثر من نصفِ ساعة و لكن تلك السارقة لم تنزل إليه حتى الآن، ألم يُحذرها؟ يبدو أنها نست ذلك فـ أخرج هاتفه و أجرى إتصالًا بها و لكنها لم تُجِب في أول مرة ليتنهد ساخطًا ثم عاود الإتصال مُجددًا و هذه المرة أجابته فـ هدر بـ حدةٍ خبيثة 
-مش قولنا هنبدأ شُغل النهاردة!… 
أتاه صوتها ساخرًا بـ قنوط و عشوائية مُحببة عَلِمَ الآن أنها سلاحها الوحيد و أمامه هي عزلاء بـ الكامل 
-و أنا قولتلك إني مش هبدأ إلا بـ مزاجي، مش ذنبي إنك أطرش و مبتفهمش… 
كتم وقاص ضحكة كادت أن تخرج رغم غضبه من لسانها و قذائفها النارية ثم هتف مُحذرًا 
-قسمًا بالله يا كِنانة لو ما نزلتِ حالًا لأكون فاضحك فـ الحتة بتاعتك دي
-زاغت قائلة:كداب، أنت متعرفش أنا عايشة فين
-قهقه وقاص و قال بـ مكر:تحبِ تراهني! إستني… 
قام بـ تصوير مدخل المنطقة التي تعيش بها ثم بعثها لها و أعاد الهاتف على أُذنهِ ثم هتف 
-شوفِ بعتلك إيه!… 
ساد الصمت لـ لحظات ثم بعدها إنهال عليه كم هائل من السباب الذي يسمعه لأول مرة فـ أبعد الهاتف و قال مُتعجبًا لإنسيابية لسانها بـ إطلاق سباب ذات سجع مُتلائم
-يخربيتك، لسانك دا ولا مدفع رشاش!… 
قرب وقاص الهاتف فـ وجدها لا تزال تسبه، يبدو أنه الشئ الوحيد الذي تستطيع إتقانه فـ هدر مُسكتًا إياها 
-إخرسي، إقفلي الزفت اللي طالع منك دا… 
صمتت لثانية و همت لتُكمل و لكنه أكمل بـ حدة مُحذرة 
-عشر دقايق يا كِنانة و ألاقيكِ قدامي يا إما قسمًا بالله لأطعلك أجيبك بـ هدوم البيت، و فضيحة بـ فضيحة 
-صرخت به قائلة:إقفل منك لله… 
أغلق وقاص الهاتف و قذفه أمامه ثم إتكئ إلى النافذة جواره، لا يدري لماذا يفعل ذلك كان بـ إستطاعته التغاضي عما حدث فـ الخطأ منه هو و شركته، و لكنه وجد أن حياتهِ المُملة يجب أن يُضفي عليها بعض الإثارة أو ربما أعجبته، و بـ شدة فـ هو رجل بلا خبرة مع النساء على الإطلاق
فـ من عرفهم من النساء كانوا والدته و السيدة صفاء التي تأتي من حين لآخر لتنظيف المنزل و إعداد الطعام حينما تكون والدته مريضة
بعد مرور عشر دقائق 
وجدها بـ الفعل تأتي من بعيد و لكنها وقفت في مُنتصف الطريق و أخرجت هاتفها ثم أشارت إلى هاتفهِ بـ معنى أجب عليه يا أحمق، صدقًا لقد قرأ أنها تسبه
إلتقط وقاص الهاتف و رد إلا أنها قالت بـ إقتضاب حاد كـ نصل سكين أشد حدة 
-إطلع بعيد شوية عشان أهل الحارة
-إبتسم وقاص و قال:عنيا دا أنتِ تأمري يا آنسة كِنانة 
-زفرت قائلة:إنجز… 
نظر إلى الهاتف بـ ذهول يكاد ينفجر و هي لن تتحمل عواقبه، و لكنه كظم غيظه و تحرك بـ سيارتهِ في صمتٍ و إبتعد مسافة معقولة و إنتظرها حتى أتت، فتحت كِنانة الباب و جلست بـ وجهٍ غليظ، غاضب و فجأة هدرت و هي تستدير له 
-مش هسكت كل مرة لتهديدك و بعدين مسمحلكش تهددني بـ فضيحة عشان أنزل… 
نظر إليها وقاص صامتًا و فجأة إقترب لتتراجع صارخة بـ فزع و حدة 
-شوفت، شوفت كُنت عارفة غرضك من الأول… 
رمقها بـ نظرةٍ عابرة ثم قام وضع حزام الأمان قائلًا بـ برود صقيعي كاد أن يجعلها تضربه 
-حُطي حزام الأمان الدنيا مبقتش مضمونة
-تهكمت قائلة:يا سيدي هستريح من وشك… 
قبض وقاص على ذقنها ثم هزه دون أن يأبه لإتساع عينيها 
-لسانك دل هقصه يا كِنانة، و عيب تتكلمي مع مديرك كدا، عيب يا قلبي… 
ثم ترك ذقنها و أدار المُحرك لينطلق و بعدها هتف قائلًا بـ جدية غير عبثه مُنذ لحظات 
-الشُغل مش هتهاون فيه يا كِنانة، معادك كُل يوم الساعة تمانية و مش هاجي أخدك، دا دلع أول يوم بس
-أحسن… 
نظر إليها نظرة خاطفة فـ وجدها ذامة شفتيها بـ حنق ليتنهد قائلًا 
-لسانك دا هنضفهولك، حتى لو كان بـ ليفة و صابونة… 
كادت أن تُرديه بـ كلمةٍ فـ حذرها بـ إصبعهِ هاتفًا بـ. تحذير صارم جعلها تبتلع ما كادت أن تقوله لباقي اليوم
-فكري فـ اللي هتقولي لو مكانك، أنا صبري مش طويل أوي و مش هعدي كتير… 
و عليها أن تأخذ تحذيره على محمل الجد
********************
ضغط وقاص على مُنحدر أنفه بـ غضب يُريد كبحه بـ أقصى ما يمتلك من قُدرة على السيطرة، و لكنها لا تنفك عن إثارة غيظه، تصرفاتها، حديثها و طريقتها في العمل لم تكن هكذا حينما رآها في شركة هيثم، إنها تفعل هذا مُتعمدة
و الآن إنها الشكوى الرابعة على التوالي من موظفة تعمل معها تقف أمامه تطرق الأرض بـ غضب قائلة تحاول كبح غضبها أمام رئيسها بـ العمل 
-دي مُستحيل حد يشتغل معاها، لسانها يا فندم مش معقول، كل كلمة أسوء من اللي قبلها… 
ترك وقاص القلم و نظر إلى الموظفة التي تستشيط غضبًا ثم تنهد بـ نفاذ صبرٍ و قال 
-معلش أنا آسف، إندهيهالي
-غمغمت هي بـ إعتذار:أنا اللي آسفة يا فندم بس مش هقدر، دي بترد على الكلمة بـ عشرة 
-تنهد للمرة التي فَقَدَ عدها:تمام أنا اللي هقوم أجيبها… 
إتكئ إلى المكتب و نهض و تقدم الموظفة و هي تبعته و على بُعدِ ممر واحد فقط من مكتبه لمح ظهرها و هي تتناوش مع أحد العاملين، هُنا و فَقَدَ وقاص رزانته و صبره ليندفع إليها
كانت كِنانة تتشاجر بـ شراسة مع عامل المطبخ حتى كادت أن تضربه فـ هدر وقاص بـ صوتٍ مُخيف أجفل الجميع
-كِناااااانة!!… 
إستدارت كِنانة خائفة من ملامح وجهه التي ستُقابلها و بـ الفعل ملامحه كانت نذير شر و لكنها أبت أن تُظهر خوفها منه فـ رفعت وجهها إليه بـ شموخٍ زائف وأده وقاص قبل أن يخرج وهو يصرخ دون النظر إلى المُحيطين بهم 
-كُله على شُغله، و عم صُبحي أنا آسف عن تصرف الآنسة البيئة… 
وضع الرجل الصينية أمام معدته و أخفض رأسه ثم قال بـ قلة حيلة 
-متعتذرش يا بيه، الآنسة عندها حق… 
بدت ملامح الذنب تعتلي وجهها فـ قد أخجلها الرجُل بـ تصرفه و حديثه، و لكن وقاص رد صارمًا 
-لأ معندهاش حق و طالما هي فـ شركتي لازم تحترم الكُل… 
ذمت كِنانة شفتيها بـ حنق و أدارت وجهها ليُكمل و هو يقترب منها 
-آسف على اللي حصل و أوعدكم مش هيتكرر تاني… 
بـ داخلها سعادة خفية أنه رُبما تخلى عن فكرةِ الدين و خوفٍ ظاهر من نواياه، فـ وقاص لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيفعله 
قبض وقاص على معصمها و جذبها خلفه يجرها بـ قسوة كادت أن تسقط لها عدة مرات لتهتف بـ حنق و هي تُحاول سحب يدها منه 
-براحة هقع
-غمغم وقاص بـ صوتٍ مكتوم:أحسن عشان تتكسر رقبتك و أخلص
-هتفت هي بـ حدة:و لما أنت مش طايقني مخليني عندك ليه و بتجري ورايا ليه؟! 
-توقف و إلتفت إليها هاتفًا بـ صوتٍ عال عن قصد:تحبِ أعرفك ليه و هنا!… 
نظرت كِنانة حولها بـ توتر ثم إليه قائلة بـ تخوف و تراجع
-لأ، مش عايزة أعرف
-قال بـ إقتضاب:شاطرة… 
أكمل جرها خلفه حتى وصلا إلى المكتب ثم دفعها إليه حتى كادت أن تسقط و لكنه لم يسمح لها بل أمسكها و دفعها من جديد لترتطم بـ المكتب خلفها و قبل أن تصرخ مُتألمة كان هو يُحاصرها هاردًا بـ أعين تتقد بـ شرر 
-فاكرة لما تعملي كدا هصرف نظر عنك و هقولك إمشي! 
-أجابت بـ تحدٍ:أه، و لعلمك حققت نص الطريق… 
رفع حاجبيه بـ تعجب ثم إقترب أكثر فـ إضطرت هي لأن تميل إلى الخلف فـ آلمها ظهرها، و هتف وقاص بـ هسيس ماكر
-مُستقبلك فـ إيدي يا كِنانة و قبل ما أفضحك هنا و فـ شُغلك القديم، هفضحك قُدام أبوكِ
-ضربت صدره و صرخت:أنت بتبتذني! 
-أجاب بـ بساطة:أنتِ اللي بتضطريني لكدا… 
نظرت إليه كِنانة بـ غضبٍ جم و بـ داخلها تصب لعناتها عليه حتى كاد أن يسمعها و لكنها فضلت الصمت حتى تستطيع التفكير بـ ردٍ لا يستفزه إلا أنها لم تجد 
و كان هو أسرع فهمًا منها حيث إبتسم من زاوية فمه و قال مُتخابثًا
-طبعًا بتدوري على رد غير ردودك البيئة بس مش لاقية صح! 
-رفعت حاجبها و هتفت:تحب أرد بـ واحد منه! 
-مال أكثر و همس:جربي كدا و شوفي رد فعلي هيكون عامل إزاي، و صدقيني مش هيعجبك… 
ضيقت عينيها و لم تحتج لإستنباط ما سيفعله فـ تعابيره تقول دون الحاجة إلى الحديث، فـ تأففت كِنانة ثم ضربت كتفيه صارخة بـ حنق 
-أوووف و بعدين مايل عليا كدا ليه، إبعد شوية و إتقِ الله… 
للتو لاحظ وقاص مدى قُربه الخطير منها و أراد أن يتراجع و لكنه أراد إخافتها أكثر فـ هتف هامسًا و هو يُبعد خُصلاتهِا عن عُنقها فـ تجمدت بـ شحوب
-ولو مبعدتش! 
-هتفت ذاهبة الأنفاس:هصوت و ألم عليك موظفين الشركة
-قهقه وقاص و قال:تصدقي خوفت… 
كانت كِنانة ترتجف بـ خوف غير قادرة على إبعاده من هول الموقف فـ قرر أن يرأف بـ حالتها ليقول قبل أن يبتعد عنها بـ تحذير صارم و لكنه لم يحمل الجدية أبدًا 
-كِنانة أنا راجل و صبري مش طويل و سهل إني أأذيكِ بـ أي طريقة فـ بلاش تختاري أصعبها… 
الغبية صدقت، حسنًا لم تكن في موقف يسمح بـ أن تُصدق عكس ذلك، فـ أومأت بـ رأسها بـ جُبن و قالت مُبتعدة عنه سريعًا 
-خلاص حاضر حاضر، أنا آسفة… 
و ركضت مُهرولة من المكتب تحت نظراته التي يرمقها بها دون تفسير، قبل أن يضع يديه في خصرهِ و أحنى رأسه يهزها بـ يأس و تنهد ثم عاد إلى مكتبهِ يُكمل عمله
في طريق عودة حوراء إلى المنزل توقفت أمام المقهى المُغلق، لم يفتتحه عُميّر و لا العاملين به و كيف ذلك و بعد ما حدث لن يقترب أحدًا منه، تلك الفضيحة التي يتحدث بها أبناء الحي قد سمعتهم حين أخذت أسيل إلى والدتها لذلك كان السبيل الصحيح أن تذهب تلك الصغيرة إلى والدتها 
وقفت أمامه تنظر إليه بـ قنوط مُتجهم، لماذا أقدم عُميّر على هذا الفعل الشنيع؟ لن تستطيع نسيان تلك الحادثة مهما مرّ عليها من سنوات، وضعت حوراء يدها على الزُجاج و ظلت تنظر إليه صامتة ثم قالت بـ نبرةٍ خفيضة حزينة 
-عُميّر يا ترى هتقدر تفتحه تاني!… 
بعد توسل كيان لها لمعرفة المشفى أعطته لها و كان داخلها توسل أن يوافق قُتيبة لطلب كيان منه و لكنها تعلم أنه لن يوافق دون أن يستغل هذا الموقف لصالحهِ، و لكن فقط لتختبر حظها عسى أن يستمع لها 
أخرجت حوراء هاتفها و هاتفت قُتيبة تدعو الله أن يكون هاتفه معه و قد كان حينما أجابها بـ صوتٍ أجش، مُمازح بـ عبث لا يليق بـ حالتهِ المُتدهورة
-لمين الشرف إن البسكوتة بتكلمني الصُبح كدا! قلقانة!… 
توترت حوراء و تجهمت قليلًا ثم قالت بـ لعثمة واضحة 
-آآ أكيد، طبعًا
-قهقه قُتيبة و قال:عارفة الكداب بيروح فين! 
-تسائلت بـ غباء مُنقطع النظير:فين! 
-أجاب ساخرًا:النار… 
تداركت حوراء سُخريته منها فـ قطبت جبينها و قالت بـ حدة خفيفة 
-الله، إيه اللي بتقوله دا! 
-هتف:أقوله تاني!! 
-تأففت حوراء و قالت:على فكرة أنا فعلًا بطمن عليك… 
ساد الصمت قليلًا و سمعت صوت المُمرضة تمده بـ مُغذي جديد ثم هتف هو مُكملًا 
-و إيه! 
-تسائلت بـ غرابة:و إيه إيه!!… 
أجفلها صوته الجدي حينما هتف بـ نبرةٍ قوية 
-اللي أنتِ إتصلتِ فـ الأصل، تحبِ أقولك يا بسكوتة!… 
حبست حوراء أنفاسها و إستمعت إلى حديثه 
-إن مش صُدفة تتصلي بعد أما كيان تمشي على طول، و لحُسن حظي إن معايا فـ فريقي بسكوتة بتدعمني و عرفتها مكان المُستشفى
-تمتمت بـ ذهول:عرفت منين؟ 
-مش محتاجة تفكير، محدش هيديها العنوان و اسم المُستشفى غيرك… 
يال غباءها كيف نست ذلك؟ بالطبع لا أحد غيرها سيتعاطف مع تلك القصة المأسوية غيرها، لذلك ركلت حجر وهمي ثم تسائلت بـ قنوط 
-و وصلتوا لإيه!! 
-هتف بـ إغاظة:و يهمك فـ إيه؟! 
-قالت حوراء بـ. جدية حادة:قُتيبة الوضع مش مستحمل حقيقي تصرفاتك الطفولية دي، عُميّر مش عارف يفتح الكافيه بتاعه و الناس طالعة نازلة بـ كلام غريب و حاجات كتير مش سهلة 
-قال قُتيبة بـ غلظة:محدش قاله يضربني… 
شدت حوراء خُصلاتهِا بـ غضب حقيقي ثم هدرت بـ حدة ناظرة حولها غير عابئة بـ نظرات المارة لها 
-محدش بيتضرر غير سُمعة كيان يا قُتيبة… 
صمت مُخيف جثم عليهما و لكنها لم ترحمه بل قررت أن تكون قاسية عله يتراجع عما يفعله فـ لا أحد يُصيبه الضرر غيرهما 
-تحب تسمع يا قُتيبة بيتقال عليها إيه؟!… 
تعلم أنه لن يسأل و هي لن تجرؤ على البوح بما يقوله و يتداول بين قاطني الحي و ألفاظ بشعة مصدرها والدته تفي بـ أنها “عاهرة” أغوت والده أولًا و كانت السبب في مقتله على يد إبنه و الآن تغويه هو و أصبح ضحية شقيقها المُتهور
الشائعات بشعة و مُثيرة للغثيان لها، فـ كيف لكيان أن تتحملها؟ تنهدت حوراء بـ تعب و لكنها أجفلت حينما هسهس قُتيبة قائلًا بـ نبرةٍ مُخيفة، قاتلة
-بيقولوا عليها إيه؟… 
إستعادت رابطة جأشها لهذا السؤال المُفاجئ و قالت بـ هدوء تتسلح به و لكنها لا تملكه 
-مفيش داعي تعـ
-جأر قُتيبة بـ صوتٍ يُذهب الأنفاس:بيقولوا عليها إيييه!… 
أبعدت حوراء الهاتف عن أُذنها و صمتت حائرة، أتُخبره أم تصمت؟ و لكنها تعلم أن قُتيبة سيعلم شاءت أم أبت لذلك أخبرته بـ أقل إشاعة إهانة و بشاعة 
-كيان كانت بـ بتقابلك دايمًا فـ نُص الليل، و أنت عارف القصد إيه… 
لم يحتج لمعرفة من صاحب تلك الإشاعة و من نشرها فـ بـ التأكيد هي والدته التي رفض أن تأتي إلى المشفى و أعادها، لو كان يعلم لم يكن ليُعيدها إلى الحي أبدًا، ليقبض على يدهِ بـ قسوة و أطلق جحيم عينيه في نظراتٍ سوداء مُرعبة 
سمع صوت حوراء الهامس بـ قلق 
-قُـ، قُتيبة! أنت لسه معايا!… 
تفاجئت لصوته الذي رق و خرج مُتوسلًا على الرغم من قساوتهِ 
-خليكِ معاها متسيبهاش، و ياريت مترجعش الحارة 
-تسائلت بـ توتر:طب طب هنروح فين! 
-قال قُتيبة بـ هدوء:فيه مكان هقولك عليه تروحوا فيه
-أومأت كأنه يراها و قالت:حاضر… 
قبل أن تغلق هتف قُتيبة من جديد يبدو في ظاهرهِ أمر و لكنه رجاء لن يخرج سوى من شخص عاشق، شديد الحماية لمن هي ضلعه
-متخليهاش تدخل الحارة يا حوراء، ياريت تقابليها بره
-إبتسمت حوراء بـ تعاطف و قالت:متقلقش، يلا إقفل و هتصل بيها… 
و قبل أن تُغلق حوراء قالت على عجالة 
-حمد لله على السلامة، و إرجع لكيان بُسرعة… 
*********************
نظر عُبيدة حوله ليجد تجمعات من الموظفات هذه تشكو لتلك، شكوى كل ما يسمعه هو شكوى و ما إلتقطته أُذنه هو إنهن يشكون من موظفة جديدة، بالتأكيد هي الفتاة التي كان يسعى وقاص إليها و لكن يبدو أنها تُثير المشاكل 
تقدم منهن ثم حمحم فـ إبتعدن يُفسحن لـ عُبيدة المجال ليقول بعدها بـ صوتٍ صارم 
-بتعملوا إيه و سايبين الشُغل! 
-قالت إحداهن بـ توتر:أسفين يا مستر عُبيدة بس المساعدة الجديدة لمستر وقاص عاملة مشاكل
-ليرد بـ نفس النبرة:حتى لو المشاكل خلصت فـ كل واحدة تروح على شُغلها 
-حاضر يا مستر عُبيدة… 
ثم تحركن إلى أماكن عملهن ليتحرك هو إلى مكتب وقاص و دخل ليجد تلك الفتاة حديث الشركة تقف أمام وقاص تُساعده في العمل فـ إنتظر حتى إنتهيا ليقول بعدها بـ هدوء 
-محتاجين مساعدة! 
-إلتفت كِنانة و قالت بـ فظاظة:لأ، خلصنا… 
تجعدت ملامح عُبيدة بـ غضب و لكن نظرة من وقاص جعلته يبتلع توبيخه و إنتظرها حتى ترحل و هي ترمقه بـ نظراتٍ شذرة، و قبل أن تخرج هتف آمرًا إياها
-هاتيلي قهوة سادة 
-هتفت كِنانة بـ تهور:أنا مش بشتغل عندك… 
رفع عُبيدة حاجبيه بـ غضب و هم أن يرد إلا أن وقاص قد سبقه و هدر بـ قوة 
-كِنااانة! أكيد منستيش كلامنا من ساعتين… 
نظرت إليه بـ نظرات ذات شرر و واجهها هو بـ نظراتٍ تُخبرها إن كانت تجرؤ على الإعتراض فـ ضربت كِنانة الأرض بـ قدمها ثم خرجت و صفقت الباب خلفها بـ قوة، ليقول عُبيدة بـ تعجب مذهول 
-إيه اللي أنت جايبها دي!… 
جلس وقاص فوق المقعد و هو يزفر بـ تعب ثم قال بـ فتور
-غلطة، بس هنشوف بعدين إيه اللي هيحصل
-جلس عُبيدة أمامه و سأله:و أنت إيه اللي جابرك على كدا… 
إبتسم وقاص إبتسامة خبيثة فـ ضحك عُبيدة و أومأ قائلًا بـ مُزاح
-فهمت، فهمت مش محتاج تقول حاجة… 
إتسعت إبتسامة وقاص قبل أن يميل إلى عُبيدة ليقول بـ نبرةٍ تغيرت إلى أُخرى جادة
-أنا عاوزك فـ خدمة مع أسعد
-هتف سائلًا بـ جدية:خير أسعد كويس! 
-تنهد بـ حُزن و قال:هو كويس، بس محتاجك معاه… 
أسعد و وقاص كانا كـ شقيقين له مُنذ زمنٍ بعيد و قد عهد بـ مُساعدة وقاص في تربية شقيقه، كان من بعيد يوجه صديقه لتعامل الصحيح مع ذلك المُتمرد الصغير و رغم ذلك كان عُبيدة أقرب لأسعد من شقيقهِ
عُبيدة له طُرقه في التعامل مع أسعد يستطيع الحديث و الحصول منه على ما يريد، لذلك كان أسعد يُحب عُبيدة و يلجأ له كثيرًا لذلك إحتياج صديقه له بعد هذه التنهيدة الحزينة يعني أن شيئٍ جلل قد حدث
إبتسم عُبيدة ثم قال بـ رفق
-عنينا لأسعد
-لم يبتسم وقاص بل قال:الموضوع صعب المرادي يا عُبيدة و أنا مش هقدر أتعامل معاه الفترة دي، فـ أنت ملجأي الأخير
-أومأ بـ تأكيد ثم قال بـ طُمأنينة:متقلقش يا وقاص
-تنفس وقاص الصعداء ثم قال:شُكرًا، مش محتاج تعرف اللي حصل! 
-نفى قائلًا:لأ مش محتاج، هعرف من أسعد… 
قاطع حديثهم دلوف كِنانة التي وضعت القهوة و عيناها تكاد تقتلهما معًا ثم قالت قبل أن تخرج 
-فيه واحدة حابة تدخل 
-تسائل وقاص بـ عقدة حاجب:واحدة! واحدة مين!! 
-هتفت بـ ملل:اسمها إيزيل… 
حرك وقاص رأسه بـ يأس و صر على أسنانهِ يكتم غضبه، لقد أخرجت أسوء ما فيه في ساعات قليلة من الصباح إذًا ماذا سيحدث بعد شهرًا من الآن؟ أشار لها بـ يدهِ ثم قال بـ صوتٍ صارم
-خليها تدخل، و إطلعي من هنا بسرعة 
-قالت ساخرة:منا هطلع فعلًا مش مستنياك تقول
-ضرب المكتب و قال بـ حدة:إطلعي يا كِنانة أحسنلك… 
خرجت بعدما رمقته بـ نظرةٍ قاتلة ثم بعد قليل دلفت إيزيل و يعتريها تعبير مذهول مُتمتمة بـ صوتٍ لم يصل إلا لـ عُبيدة 
-وقحة… 
ضحك عُبيدة بـ صوتٍ خفيض لينظر له وقاص بـ حدة فـ إبتلع عُبيدة ضحكاته واضعًا يده على فمهِ، بينما نظر وقاص إلى إيزيل و سألها 
-خير يا إيزيل فيه حاجة!… 
نظرت إيزيل أولًا إلى عُبيدة ثم سلمته بعض الأوراق قائلة بـ نبرةٍ راقية و هادئة لأول مرة يسمعها منها 
-الورق اللي المفروض كُنت أسلمه، و آسفة على التأخير 
-تسلمه منها ثم قال بـ هدوء مُماثل:العفو، الأمور تمام! 
-إبتسمت إبتسامة حلوة و قالت:أه الحمد لله، شكرًا لإهتمامك و شُكرًا لتفهمك… 
نظر إلى إبتسامتها الجميلة مذهولًا لولهة و لكنه تدارك نفسه ثم أومأ، لتجلس و إلتفتت إلى وقاص الذي يتكئ بـ يدهِ إلى ذقنهِ و ينظر إليهما بـ دورهِ بـ إبتسامة خبيثة لتُحمحم قائلة و هي ترميه بـ نظرةٍ مُحذرة 
-أنا جيت عشان فيه شُغل و لما عرفت إن مستر عُبيدة معاك، قولت فرصة نخلصه
-إعتدل عُبيدة في جلستهِ وقال:تمام… 
كان وقاص لا يزال يرمقهما بـ تلك النظرة و الإبتسامة الخبيثتين فـ قذفه عُبيدة بـ قلمٍ قائلًا بـ تحذير مُماثل
-نبدأ الشُغل بقى!
-ضحك وقاص بـ مكر و قال:نبدأ الشُغل… 
********************
أمسكت كيان بـ يد حوراء بـ قوة دون حديث، حينما إلتقت بها كانت تنتظرها أمام المقهى لتتقدم منها و دون مُقدمات هتفت حوراء 
-مش هينفع نرجع المنطقة تعالي فيه مكان هنروحه… 
أومأت كيان دون أن تجد قُدرة على الجدال بالتأكيد يتناقل قاطني الحي قصصهم الخرافية فـ قد وصل إلى مسامعها بعضًا منها صباحًا، و هذا ليس بـ جديد فـ في زمنٍ قد مضى حدث مثل تلك الحادثة و كان نتيجتها أنها هربت من الحي بـ أكمله و لكن ظلت الأقاويل كما هي لم تختفِ
سارت كيان معها بـ صمتٍ تام حتى بعد حديثها مع قُتيبة الذي لم يزدها إلا صدمة و ذهول لم تجد طاقة في الحديث و صمتها كان يحكي ما تشعر به و حوراء بـ دورها إحترمت صمتها و آزرتها صامتة هي الأُخرى
إتبعت تعليمات قُتيبة و بـ مُساعدة تطبيق على الهاتف إستطاعت بعد وقتٍ الوصول إلى حيث أخبرها، لترفع الهاتف و تُجري إتصالًا بـ رقمٍ أعطاها إياه ليأتها الرد بعد لحظات فـ قالت
-أنا وصلت المكان اللي قولت عليه، أروح فين بعد كدا! 
-أتاها صوتٍ رجولي:قوليلي أنتِ فين بالظبط!… 
نظرت حوراء حولها و أعطته معلومات حول المكان فـ قال بـ صوتٍ به خمول بـ طبيعتهِ
-خليكِ عندك، ثواني و هتلاقيني قدامك
-أوكيه… 
أغلقت حوراء الهاتف و إنتظرت قدوم ذلك الشخص، و الذي لم يتأخر حقُا، فـ وجدت شاب فاره الطول، ذي جسد عضلي مُخيف و ملامح قاتمة تُشبه خاصة قُتيبة، إنهما حقًا أصدقاء 
أشار إليها بـ ذقنهِ و تسائل دون النظر إلى كيان 
-أنتِ حوراء!… 
فظ، إنه حقًا فظ، ذمت حوراء شفتيها و أجابت بـ حنق 
-أيوة… 
أومأ ثم نظر إلى كيان، رغم غضبه منها إلا أنه لا يستطيع فعل شئ إحترامًا لصديقهِ فـ هتف بـ هدوء مُجحف
-إزيك يا كيان، حمد لله على السلامة… 
أومأت كيان فـ تنهد ثم نظر إلى حوراء التي تنظر إليه بـ تحفز ليقول 
-تعالوا معايا، المكان مش بعيد
-تسائلت حوراء و هي تتبعه:أنت تعرف قُتيبة من إمتى!… 
نظر آدم إليها ثم أكمل سيره أمامهما قائلًا بـ مُداعبة لطيفة بـ غرض تخفيف حدة الأجواء المُتوترة 
-بشكلي دا هنكون نعرف بعض منين! 
-أجابت حوراء بـ تلقائية:من السجن… 
شهقت حوراء و هي تعي فداحة ما قالته فـ قالت مُسرعة بـ توتر 
-آآ أنا آ آسفة
-ضحك آدم و هتف مازحًا:مش سر و لا عار، متاخديش فـ بالك
-هتفت بـ نبرةٍ على وشك البُكاء:أنا آسفة بجد… 
حرك رأسه و كأنه يقول لا بأس فـ سألته حوراء بـ فضول بعد وقتٍ قصير 
-هو إحنا هنقعد فين! 
-أجاب آدم بـ تلقائية:فـ شقتي… 
توقفت حوراء مذعورة و معها كيان، ليتوقف آدم حينما أحس بـ توقفهما ثم نظر إليهما و تسائل بـ عقدة حاجب
-وقفتِ ليه! 
-أجابت ساخرة بـ حدة:هنقعد فـ شقتك و أنت راجل… 
إستعاب آدم أن قُتيبة لم يُخبرها أنه مُتزوج فـ ضحك و قال موضحًا
-أنا متجوز و بعدين مش هقعد فـ الشقة، هبات فـ الورشة متقلقيش
-تنفست الصعداء و قالت:متقول كدا من الأول
-رد مُدافعًا:فكرت قُتيبة قالك… 
أحست حوراء بـ تصلب جسد كيان عند سماع اسم قُتيبة فـ ربتا عليها و أكملوا سيرهم حتى وصلا إلى بناية قديمة و صعدا ليصلا إلى الشقة 
فتح آدم الباب و أفسح لهما المجال لتدخلا و كان في إستقبالهم زوجة آدم التي رحبت بهم بـ حرارة، و أثناء ذلك صدح هاتف آدم فـ أخرجه ليجد قُتيبة، إبتعد عنهم و فتح يسأل
-خير يا قُتيبة محتاج حاجة! 
-سأل الآخر بـ تجمد:وصلوا؟!… 
نظر إلى حيث يقفوا ثم أدار وجهه و قال بـ إقتضاب
-أه 
-هتف قُتيبة بـ قتامة:لو بعيد عنهم روح و خليها تسمع الكلمتين دول 
-قطب آدم جبينه و قال:هتقول إيه! 
-آدم إعمل اللي قولتلك عليه من غير كلام كتير
-إعترض آدم هاتفًا:قُتيبة بلاش تهور
-جأر قُتيبة بـ حدة:إسمع الكلام يا آدم و بلاش حوارات معايا… 
تنهد آدم بـ قلة حيلة ثم توجه إلى ثلاثتهن و قام بـ تشغيل السماعة الخارجية لتسمعن صوت قُتيبة الذي هتف بـ غلظة و قسوة 
-إسمعي يا بنت الحلال هي كلمة و رد غطاها، يا توافقي على اللي قولت عليه يا تروحي تحضني أخوكِ و تودعيه لآخر مرة، أنتِ مُقابل أخوكِ… 
شهقت حوراء و معها زوجة آدم بينما كيان لم تُحرك ساكنًا و كأنها ملت الفرار، أما آدم فزع قائلًا 
-قُتيبة مش كدا يا جدع
-هدر قُتيبة:إسكت أنت، سمعيني إجابتك
-تدخلت حوراء قائلة:مفيش حاجة بـتيجي بـ الطريـ
-موافقة…
يتبع……
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى