Uncategorized

رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة التوليب

رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة التوليب

رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة التوليب

رواية زهرتي الخاصة الفصل الثالث عشر 13 بقلم زهرة التوليب

عند كاميليا كانت جالسة في حديقة المنزل عند الأزهار كعادتها منذ أن كانت صغيرة تشتكي للزهور عن كل شئ يحزن قلبها في هذه الحياة لأنها ليس لديها أحد يسمعها في هذه الحياة سوى هذه الأزهار و الله طبعاً قبل كل شئ ” ف الشكوى لغير الله مذلة كبيرة ” 
فجأة أحست بأقدام تسير خلفها لذلك مسحت دموعها و وقفت بسرعة و عندما استدارت لترى الشخص كان مالك 
ظلت صامتة لبعض من الوقت و هو أيضاً ظل صامتاً و ينظر لها بحزن لكن قطع صوت الصمت عندما قالت كاميليا : أنت ليه جيت ورايا ؟ 
أجابها مالك ببرود كعادته : أنا مجتش وراكي .. أنا كنت عارف هلاقيكي هنا .. عشان كده جيت ليكي 
سألته كاميليا بسخرية قائلة : و عرفت مكاني ازاى ؟ 
ابتسم مالك لها و قال بثقة : من و احنا صغيرين .. ده أكتر مكان بتحبيه .. شفتي ازاى انتي زى ما انتي .. لسه كل حاجة فيكي زى ما هى .. أنتي فعلاً كبرتي كام سنة .. بس ملامحك نفسها و روحك و طيبة قلبك ما تغيروا أبدا .. يا زهرتي 
قالت كاميليا له بحزن و عتاب قائلة : بس أنت اتغيرت يا … و فجأة صمتت لقد اكتشفت أنها تكلم نفسها مالك لم يكن هنا أساساً لقد كانت تتخيله يتحدث معها كعادتهم عندما كانوا صغاراً يفرحون لبعضهم و يحزنون لبعضهم و يساندون بعضهم في كل شئ كانوا تقريباً يفعلون كل شئ معا لكن ماذا عن الآن ؟ لقد تغير كل شئ يا ليتنا نعود صغاراً مجدداً و نلعب معا و نأكل معا و نتشاجر على أتفه الأشياء لكن هذا مستحيل أن يحدث فالزمن لا يعود للوراء 
بكت كاميليا أكثر على حالها هل هى تحب مالك لدرجة أنها تتخيله يتحدث معها و يقول لها هذا الكلام ؟ هل تحبه لدرجة أن تراه أمامها أينما ذهبت ؟ هى الآن تريد نسيانه و لا تريد أن تتعلق به أكثر لقد كان فقط قلبها معلق به و الآن أصبح عقلها يتخيله و تعلق به أيضاً هو الآخر 
عند عمر جاء لتناول فطوره قبل الذهاب للمدرسة و جلس على كرسي الطاولة و بعد دقائق جاءت جودي و حاولت الصعود على الكرسي لكن لم تستطع لأنها قصيرة و الكرسي أطول منها لذلك قال عمر و هو يكاد يختنق : يا رب صبرني .. هى البنت دي ورايا ورايا 
حملها عمر و وضعها على الكرسي و قال بضيق شديد : ممكن تسكتي لحد ما أخلص فطار ؟ و بعدين اعملي اللي أنتي عايزاه 
لم تفهم جودي ماذا قال لها و لم تهتم و بدأت تأكل طعام الأطفال و تلعب و تضرب الطبق بالملعقة و تتحدث و عمر يكاد يجن و يريد أن يتناول طعامه في هدوء و ود أن يضربها ل تصمت لكن من سوء حظه جاءت كارما أخت جودي لذلك أخذ طبقه من على الطاولة و ذهب يتناول طعامه في المطبخ 
عند خليل وقف بجانب أخيه و وضع كتفه على يد أخوه و قال بنبرة سعيدة : أعرفكم بأخويا التوأم خالد 
لم يصدق آنس ما سمع لذلك قال : أخوك أنت بتتكلم بجد يا بابا .. يعني أنت عندك أخ توأم .. و احنا طول السنين دي منعرفش 
رد خالد بحدة قائلاً : آه أخويا التوأم .. و كان مسافر بره و لسه راجع امبارح .. قوموا سلموا على عمكم .. ده ايه العيال دي اللي مش بتفهم في الذوق خالص ؟ 
ضحك خالد و قال : معلش اعذرهم .. لسه مصدومين .. و مش مصدقين إن في نسخة تانية من أبوهم 
وقف آنس و سلم على عمه بترحاب و قال : اتشرفت بمعرفتك يا عمي 
رد خالد بنفس الترحاب قائلاً : أنا مبسوط أكتر .. عشان اتعرفت عليك 
وقف كريم قائلاً بترحاب : ازيك يا عمي .. عامل ايه ؟ 
رد خالد عليه بخوف و قلق قائلاً : الحمد لله .. بس مالك يا ابني ؟ مين اللي عمل فيك كده ؟ 
رد كريم بضحك قائلاً : لا دي بس خناقة بسيطة .. أنا لازم أروح الجامعة .. سلام 
شعر خالد بأن هذه ليست المرة الأولى التي رأى فيها كريم لكنه لم يستطع تحديد ملامح وجهه بسبب الضربات التي على وجهه 
عند كاميليا استطاعت تجميع قوتها و مسحت دموعها و خرجت من المنزل متوجهة إلى جامعتها 
عندما وصلت إلى الجامعة اتصل بها آدم و سألها بنبرة غاضبة قائلاً : أنتي فين ؟ 
ردت كاميليا بلامبالاة قائلة : أنا في الجامعة 
أكمل آدم كلامه بنفس النبرة الغاضبة قائلاً : ليه رحتى لوحدك .. كان المفروض تستني .. و أوصلك أنا 
رد عليه كاميليا ببرود غريب قائلة : مش فارقة .. أروح لوحدي .. أو أنت توصلني 
قاطعها آدم بنبرة حادة قائلاً : لا طبعاً فارقة .. أنا عايز الجامعة كلها تعرف إنك خطيبتي .. عشان كل واحد فيهم يفكر مليون مرة قبل ما يبص ليكي .. مش قبل ما يكلمك .. و لا انتي عايزة تتخطفي زى المرة اللي فاتت ؟ 
ما بال آدم اليوم ؟ لماذا يتحدث بهذه الطريقة ؟ و ما كل هذا التحكم ؟ لماذا كل هذه الأوامر ؟ أين أسلوبه اللطيف ؟ لماذا اختفى ؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور في رأس كاميليا إنه الآن خطيبها و يتحكم فيها بهذه الطريقة إذا ماذا سيفعل بعد الزواج ؟ هل يفعل هذا غيرة و خوف عليها أم تحكم بها ؟ هذا أمر محير حقا 
أجابته كاميليا و هى تحاول إخفاء غضبها العارم عليه : لا طبعاً مش عايزة يحصل كده .. هو في حد بيحب يتخطف 
أحس آدم بأنها منزعجة منه لذلك قال لها بنبرة لطيفة ليكسب رضاها عليه : خلاص يا حبيبتي .. أنا مش زعلان منك .. أنا بعمل كده من خوفي عليكي .. أهم حاجة أول ما تخلصي تتصلي عليا .. و أوعدك مش هتأخر زى المرة اللي فاتت 
قالت كاميليا في نفسها باستهزاء : خوف .. آه ما أنا عارفة ثم قالت ل آدم بنبرة عادية : حاضر .. يلا سلام دلوقتي 
رد آدم بنفس النبرة اللطيفة قائلاً : سلام و أغلق الخط 
عند كاميليا عندما أنهت المكالمة تنهدت بارتياح لكنها لم ترتاح طويلاً لأنها رأت كريم في وجهها ينظر لها نظرات تهديد لكنها تجاهلته و ذهبت إلى قاعة المحاضرات 
عند آدم قال لمالك بضيق : مالك 
لم ينظر له مالك و ظل يقرأ أوراقه بتمعن فقط كل ما فعله أن قال : نعم 
رد آدم عليه و هو متضايق قائلاً : أنا عايز أجيب ل كاميليا هدية .. و مش عارف أجيب ليها ايه .. أكيد أنت عارف هى بتحب ايه .. فقولي 
اندهش مالك من كلام آدم و أنه متأكد جدا أنه يعرف ما تحب كاميليا لكنه أخفى اندهاشه حيث ظل يقرأ الورق بتمعن أكثر و قال بنبرة ساخرة : و ايه اللي خلاك متأكد كده .. إن أنا عارف كاميليا خطيبتك بتحب ايه ؟ 
أجابه آدم بنبرة تملؤها الثقة قائلاً : كاميليا عايشة معاكم في البيت ده من زمان .. و أكيد أنت تعرف عنها حاجات كتير 
قاطعه مالك باستغراب قائلاً : مش معنى كده إن أنا أكون عارف عنها حاجة .. عندك مثال ست درية .. أعرفها من قبل كاميليا .. و مع ذلك معرفش عنها أى حاجة 
قاطعه آدم بنفس النبرة الواثقة قائلاً : بس كاميليا مختلفة عن الباقي 
نظر له مالك هذه المرة و قاطعه بصدمة قائلاً : مختلفة ازاى يعني ؟ 
رد آدم بكل بساطة قائلاً : يعني أنت و كاميليا قريبين من سن بعض .. و أكيد كنتم صحاب و انتوا صغيرين .. بما إن أنت معندكش أخوات .. غير عمر .. و ده اتولد بعد ما أنت سبت البيت .. و كاميليا كمان معندهاش اخوات .. فممكن تكونوا صحاب صح 
رد مالك بنبرة تملؤها السخرية قائلاً : ممكن بس مش أكيد 
قاطعه آدم بحماس قائلاً : هتساعدني .. في اختيار هديتها 
رد مالك باستسلام عليه قائلاً : هساعدك و أمري لله .. بس معرفش إذا كان هيعجبها أو لا 
رد آدم بضحك قائلاً : لا أنا عارف هيعجبها .. و واثق في ذوقك .. يلا دلوقتي نروح نشتري الهدية 
رد مالك بتذمر عليه قائلاً : لا مستحيل .. لسه ورايا شغل كتير 
أمسك آدم بيد مالك و قال و هو متحمس : لا يلا دلوقتي .. الشغل يستنى .. لكن الهدية لا .. كاميليا قربت تخلص محاضرات ليها النهارده 
سحب مالك يده من آدم ثم وقف و قال و هو منزعج : يلا يا طفل .. امشي قدامي .. نشتري الهدية 
مر اليوم سريعاً و انتهت كاميليا من المحاضرات لديها ثم اتصلت ب آدم الذي رد بسرعة و كأنه ينتظر اتصالها حيث قال بسعادة غامرة : أنا مستنيكي بره بعربيتي ثم أقفل الخط دون انتظار رد من كاميليا 
خرجت كاميليا و ذهبت باتجاه آدم و كان وحده في السيارة و ليس معه مالك و لا عمر 
تضايقت كاميليا لأن آدم وحده في السيارة و ليس معه أحد و هو يود منها الآن أن تركب معه وحدها لكن هى مستحيل أن تفعل ذلك و تركب مع شاب غريب عنها في سيارته لوحدها حتى لو كان خطيبها هذا لا يجوز لذلك ظلت واقفة منتظرة منه أن ينزل من سيارته لكنه لم ينزل و زمر بسيارته ل تركب لكنها لم تفعل و ظلت على عنادها منتظرة أن ينزل لذلك نزل مالك من سيارته و قال بنبرة عالية : واقفة ليه كده ؟ مش عايزة تركبي ليه ؟ 
أجابته كاميليا و هى متوترة قائلة : مفيش .. بس مينفعش أركب معاك لوحدي .. لا و كمان في عربيتك مش هينفع 
صرخ آدم بوجهها قائلاً : ليه أنا هخطفك يعني ؟ 
أجابته كاميليا و هى ما زالت متوترة قائلة : لا طبعاً بثق فيك .. بس مينفعش أركب معاك لوحدي 
قال آدم و هو يحاول السيطرة على أعصابه : كاميليا .. هنروح ناكل في المطعم .. و بعد كده هروحك .. مش من حقي أعزمك في أى مكان ؟ لو رفضتي يبقى أنتي مش واثقة فيا ؟ 
ردت كاميليا بابتسامة متوترة قائلة : لا طبعاً واثقة فيك .. أنا موافقة نروح .. بس على الأقل خليني أكلم عمو معتصم و أقوله .. لو وافق هروح معاك .. بس لو مش موافق .. مش هروح معاك 
قاطعها آدم بثقة قائلاً : متخافيش أنا قولت لمالك .. و هو هيقول ليه 
صدمت كاميليا و تمنت أن هذا الكلام ليس حقيقي لذلك قالت : مالك عارف ؟ 
استغرب آدم صدمتها و قال بنبرة مندهشة : أيوه عارف .. ايه اللي فيها ؟ 
أدركت الآن كاميليا أن مالك لا يحبها و لم يحبها من قبل هو لم يحبها أبدا في حياته كيف سمح لها أن تخرج مع آدم لوحدها ؟ ألا يخاف عليها ؟ ليس حباً و لكن من باب العشرة أو صداقة الطفولة هل هى غير مهمة عنده لهذه الدرجة ؟ هل هو حقا يعتبرها مجرد خادمة في منزله ؟ كم هذا محبط الآن بالنسبة لها ؟ كم هذا محزن أن تهتم ب أحدا و هو لا يبادلك الاهتمام حتى واحد بالمائة 
استيقظت كاميليا من أفكارها على صوت آدم يقول : خلاص يا كاميليا .. أنا آسف عشان كنت عايز نخرج مع بعض شوية .. لو عايزة كمان تروحي لوحدك .. هوقف ليكي تاكسي يروحك البيت 
قاطعته كاميليا بتصميم قائلة : لا أنا موافقة نخرج مع بعض يا آدم ثم أكملت في نفسها بحسرة قائلة : طالما هو وافق على كده .. خلاص مش فارقة و ركبت مع آدم في سيارته 
قاد آدم سيارته و وصل بها إلى مطعم فخم و كبير يبدو فقط مناسب ل الأثرياء لا يناسب الناس البسيطة أمثال كاميليا 
لم ترد كاميليا أن يضعها آدم في نفس الموقف المحرج السابق و يفتح لها الباب و يمد يده لها لتنزل من السيارة و هى لا تريد لمس يده لأنه ليس زوجها بعد يكفي أنه لمس يدها و ألبسها الخاتم لذلك نزلت بسرعة قبله و تنهدت بارتياح و أغلقت الباب ثم نزل آدم أيضاً 
دخلا إلى المطعم و كان جميع من في المطعم ينظرون ل كاميليا على أنها غير مناسبة لهذا المكان و النساء هناك تضعن أكيال من مساحيق التجميل الصارخة و المحجبة منهن شعرها خارج حجابها و ملابسهن ضيقة و قصيرة و الرجال معظمهم يضعون وشما على أجسادهم و شعرهم مصبوغ بألوان غريبة و يرتدون الحلى من الذهب ك السلاسل و الخواتم و الأساور و البناطيل التي يلبسونها مقطعة و مخرمة 
كانت كاميليا تشعر دائماً بالقرف من هذا المكان و بالقرف أكثر من آدم كم هو ذوقه سئ و لا يفهم أى شئ في أى شئ 
جلسا على طاولة و قدم لهم النادل في البداية المشروب الكحولي لذلك وقفت كاميليا و قالت بغضب : أنت بتشرب ؟ 
يتبع..
لقراءة الفصل الرابع عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح بك أيضاً رواية لا تعشقني كثيراً للكاتبة بتول علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى