روايات

رواية حب فوق الغصون الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الفصل التاسع عشر 19 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الجزء التاسع عشر

رواية حب فوق الغصون البارت التاسع عشر

حب فوق الغصون
حب فوق الغصون

رواية حب فوق الغصون الحلقة التاسعة عشر

«حُــب فــــوق الــغــــصــون»
*الـحـلـقـة التاسعة عـشـر* ’19’
– تعالوا ادخلوا واستنوني هنا ثواني.
– حاضر يا غصون.
ولجت إلى الغرفة ودخلت خلفها والدتها..
– مين دول يا غصون، في أيه يا بنتي.!
نظرت لوالديها ثم بدأت تحكي كل ما تعرفه عن رحيم ووردة وقالت:-
– وردة ورحيم ملهمش حد في الدنيا وحتى عمهم ميتقالش عليه عمّ لأنه نفسه يتخلص منهم بأي طريقة، فهما ملهمش أمان معاه..
شكلهم أطفال متربية كويس يا بابا ومش ذنبهم حاجة، أنا مأخدتش قرار ألا ما أكلم حضرتك الأول.
دي فرصة ناخد الأجر ونمتثل حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم .. “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.”
أنا شوفتها فرصة حسنات نغتنمها..

 

 

رحيم يا بابا عنده ١٢ سنة يقدر يشتغل معاك في ورشة الخشب ويبقى ليه الأوضة إللي جمب الشقة يقعد فيها وهي متجهزة من كل حاجة..
أما وردة تقعد معانا هنا ونربيها وأعلمها كل حاجة، نخليهم يكملوا تعليم ونرعاهم وكمان هما يسلوكم..
صمتت وقالت بحماس وتمني:-
– حتى لو اتجوزت هبقى بردوة المسؤولة عنهم.
وإنت يا بابا تقدر تسأل عن أهلهم الله يرحمهم، أنا سألت عنهم وكانت والدتهم إنسانة صالحة جدًا ووالدهم سيرته طيبة، وسمعت من الجيران إن حياة رحيم ووردة مع عمهم وولادة سيئة لأبعد الحدود وهو مستعد يرميهم في الشارع في أي لحظة..
فكر والد غصون مليًا بينما قالت والدتها مستنكرة:-
– إزاي يا غصون ندخل ولاد منعرفش عنهم حاجة بيتنا، إللي بتقوليه دا صعب يتقبل، إحنا ممكن يا بنتي نتكفل بمصاريفهم وهما في أي مكان ولا في دار للأيتام.
ابتسمت غصون وقالت بحزن:-
– المسألة مش مسألة فلوس ولا مصاريف يا أمي، النفسية والإحتواء والدفء إللي هيتحرموا منهم..
هيكونوا أيه بعد كدا .. أيه النموذج إللي هيبقوا عليه!
كفالة اليتيم مش مقصودة بيها الفلوس والأكل والشرب يا أمي، إدخال السرور على قلوبهم وإحتوائهم مش بالفلوس أبدًا، إنك تخلقي لهم جو أسري وتعويضهم إللي اتحرموا منه ومش تحسسيهم أبدًا بالنقص دا المطلوب.
وطالما إحنا نقدر على كدا مفيش مشكلة، وبردوة القرار لكم.
إنتِ ممكن تبصي في عيونهم وتمسحي على راسهم هتحسي بكلمة يُتم فعلًا..
جربي كدا واطلعي بصيلهم هتلاقي قلبك بيتحرك لهم تلقائي.
بعد إذنكم.
وجاءت لتخرج فقال والدها:-
– استني يا غصون أنا جاي معاكِ.
وخرج بصحبتها وجاءت والدتها خلفهم..
وقف والد غصون أمام وردة ورحيم المُنكسين لرؤسهم وحقًا كما قالت غصون يرتسم على وجوههم اليُتم.
– اسمك أيه يا حبيبي.
تسائل والد غصون لرحيم.
رفع الفتى رأسه وقال بتهذيب:-
– رحيم يا عمو.
– عندك كام سنة يا رحيم.؟

 

 

– اتناشر سنة وأنا كنت في المدرسة بس عمو قالي معدتش أروح.
شعر والد غصون بالألم والغضب لأجل تلك الأطفال فحقًا يُحركون القلب تجاههم فورًا.
انكمشت وردة بأخيها حينما نقل والد غصون أنظاره تجاهها فقال برفق:-
– وإنتِ يا مسكرة اسمك أيه.
– اسمي وردة يا عمو وعندي تسع سنين ونفسي أروح المدرسة تاني علشان بحبها بس مرات عمو بتضربني وبتقولي مفيش شحاتين بيتعلموا.
كانت والدة غصون تشاهد الموقف وحينما تأملت الطفلة وسمعت تلك الكلمات آلمها قلبها وذرفت الدموع..
اتجهت نحوهم ثم جلست على الأريكة وبرفق أشارت لوردة وقالت:-
– طب ما تيجي أخد بوسة صغيرة من خدود الورد دي يا أحلى وردة.
ترددت الطفلة بعض الشيء لكن حينما اطمئنت لملامح هدى المُحبة اقتربت لتجذبها هدى بأحضانها وعندما استشعرت وردة الحنو منها انغمست بأحضانها أكثر وهي تشعر أن لديها شيء مشترك مع والدتها الراحلة..
جذبت هدى رحيم هو الأخر وقالت وهي تمسد على ظهورهم:-
– من النهاردة خلاص بقى دا بيتكم .. وهتروحوا المدرسة وهعملكم كل الأكل إللي بتحبوه ومحدش هيقدر يضربكم.
رفعت وردة رأسها لغصون وقالت:-
– يعني دول مامتك وبباكي يا غصون وإحنا كدا هنفضل معاكِ ومحدش هيضربنا .. ومش هبقى جعانة تاني..
محت غصون دمعها وأماءت برأسها مبتسمة لتركض نحوها وردة محتضنها بقوة طفلة مردفة:-
– أنا بحبك أووي يا غصون .. إنتِ الملاك إللي ماما قالت عليه، هي قالتلي لما كانت تعبانة إنها بعد ما تروح عند ربنا..
ربنا هيبعتلنا ملاك ياخد باله مننا ونبقى معاه..
إنتِ حلوة أوي يا غصون وأنا بحبك.
احتضنتها غصون بقوة وقالت وهي تمسد على رأسها:-
– وأنا بحبك أووي يا وردتي ومن النهاردة هتبقي صاحبتي وأختي وبنوتي الحلوة ومش هسيبك أبدًا وهنعمل مع بعض حاجات حلوة أوووي..
– هيااااه .. أفرح يا رحيم مش هنروح عند عمو تاني ولا حد هيضربنا.. هنفضل مع غصون وباباها ومامتها.. أنا فرحانة أوي يا رحيم.
– وأنا كمان يا وردة .. أنا بحبك أوي يا غصون وبحب عمو وطنط أوي.. شكرًا جدًا لكم وبوعدكم أنا ووردة هنكون محترمين ومش هنعمل حاجة مش كويسة..
قالت هدى بحنان:-
– إنت تعمل وتلعب وتهيص وكمان هنتفسح سواا ونعمل إللي نفسنا فيه..

 

 

وظلوا يمرحون ويبتسمون وبدأ العمّ عبد القادر يعتني برحيم وبكل ما يخصه، وأخذت غصون وردة بسعادة للغرفة وبدأت بتعليمها أشياءً كثيرة وتحضير الطعام التي تتوق لتذوقه..
ثم اصطحبتها لشراء الملابس وكل ما تحتاجه..
لتُحممها وتُلبسها ملابس جديدة وتُمشط شعرها وتجعله في جديلة رقيقة..
– واووو هدوم جميلة أووي يا غصون وناعمة، وشعري بقى جميل أوي .. رحيم هو إللي كان بيسرحه وكان مش بيعمله حلو..
– لما نلاقي حاجة حلوة وتعجبنا ونبقى مبسوطين، نقول ما شاء الله .. ونحمد ربنا على النِعم دي علشان يدينا أكتر ..
نقول الحمد لله..
– الحمد لله يا غصون، أنا بحب ربنا علشان بعتك لنا أنا ورحيم .. الحمد لله يارب أنا بحبك أووي، خلينا عالطول مع غصون وخليها هي وبابا عبدو وماما هدهد يحبونا دايمآ..
ابتسمت غصون وقبلتها من وجنتها بقوة ثم أردفت:-
– أيه الوردة الجميلة دي يا ولاد .. ريحتها حلوة وعايزة تتقطف..
– شريرة عايزة تقطفي الورد ..
– أنا شريرة .. طب أما نشوف مين هيحكي الحكاية الليلة.
جاءت بجانبها مسرعة والتصقت بها هاتفة برجاء:-
– خلاص يا غصني .. إنتِ طيبوبة وأحلى غصن في الوجود.
– بكاشة … هممم يا ترى ورانا أيه..
قالت وردة تعد على أصابعها:-
– هنحفظ سورة التكوير بعدين أسمع باقي قصة سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم بعد ما السيدة حليمة السعدية أخدته، وبعدين نسمع حلقة من شامة في البراري وبعدين نقول أذكار النوم وننام والحمد لله.
– الناس إللي بقت حافظة النظام من يوم واحد .. أشطر كتكوت يا أخوتي..
– غصون .. غصون .. قوليلي مين عُدي إللي هيجي بكرا مع مامته .. ماما هدهد مش بتبطل تتكلم عنه..
– ماما هدهد زهقتني بسيرته..
نظرت لها وردة بنصف عين وقالت بشك:-
– بقى زهقتك … بس أنا بشوفك بتفرحي يا غصغص..
– بنت .. والله صحيح معدتش في عيال.. عجب العُجاب.

 

 

– دا عريس غصون .. إنتٍ هتتجوزي عُدي صح..
– بنت..!
– خلاص خلاص سكت يا عُدي قصدي غصون يوووه..
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
وقفت الممرضة رجاء بجسدها الضخم أمامها متخصرة وترفع إحدى حاجبيها مع نظرة تبصق شررًا..
انحنت نحوها وأمسكتها من ذراعها بقوة وهتفت بجفاء:-
– أيه مفكرة إن لعبتك دي هتفوت عليا يا بت .. كان غيرك أشطر يا حيلتها .. لعلمك من أول ما دخلتي هنا وعيني وقعت عليكِ عرفت إن ده ملعوب منك وإنك بتمثلي علشان تهربي من التخشيبة يا مجرمة..
ضغطت رجاء على ذراعها بقسوة أكثر:-
– بس جيتي لقدرك .. هخليكِ تقولي ياريتني كنت اترممت في التخشيبة ولا جيت هنا .. هربتي من المُر للي أمرّ منه..
أنا رجاء على سن ورُمح وهعلمك الأدب يا مسجونة..
انسي إنك تهربي ولا تطلعي من هنا إلا على القبر، دا في أحلامك دخول الحمام مش زي خروجه بما إنك دخلتي هنا بمزاجك وعايزة تإذي خلق الله..
دخلتي وإنتِ عاملة نفسك مجنونة وأنا هخليكِ مجنونة بحق وحقيقي.
كانت أسيل مع كل كلمة تنكمش أكثر وقلبها يرتجف خوفًا من نظرات تلك الممرضة التي يرتسم على وجهها معالم الشر فأدركت أنها قد وقعت بين مخالب من لا يرحم، وأن الله يُمهل ولا يُهمل وقد حان وقت الحساب..
لتُعيد ترتيب حسابات جديدة وينهدم بناء أحلامها المؤذية فوق رأسها…
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
دخل الغرفة بصمت ثم بدأ بروتين إعتيادي يتفحصها ويكتب أدوية ويمحو أخرى دون أن ينبث ببنت شفة تحت نظرات مِسك الصامتة ووالدتها الحزينة..
إنتهى عُبيدة، فابتسم للخالة فادية وتسائل:-
– بعد إذنك يا أمي ممكن أقول كلمتين.
– طبعًا يا ابني اتفضل..
نظر باتجاة مِسك وقال بهدوء:-
– أووعي تفتكري إن أنا تنازلت، أنا هفضل منتظرك العمر كله، بس عايز أقولك على حاجة إنتِ فاهمة غلط وظلمتيني يا مِسك ومحتاجة تعيدي حساباتك تاني…
فكري في كلامي وإلجأي لرب العزة سبحانة وتعالى واستخريه وخدي الإجابة منه..
وإياكِ والتسرُع يا مِسك..
ثم اتجه نحو الباب مبتسمًا وقال:-

 

 

– السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
٠•✦||ــــــــــــــــــ بقلم/سارة نيل ــــــــــــــــــ||✦•٠
يوم الأربعاء….
_ هاا يا بيلا أيه رأيك هاخد ورد وشوكولاته وأيه كمان .. تورته ولا جاتوه .. ويا ترى هي بتحب لون أيه في الورد!!
ظل يتحرك ذهابًا وإيابًا ثم وقف أمام المرآة وتسائل بحيرة:-
– أيه رأيك البليزر السمني ولا الرصاصي، وكدا شعري حلو ولا أيه.!!
حركت رأسها دون فائدة قائلة بمرح:-
– كفاية بقى يا عريس .. والله إنت حلو في كل حالتك يا عُدي..
وقف أمامها وقبل يديها ثم قال:-
– بقولك يا بيلا بصي يا ستي إحنا نتفق إن نكتب الكتاب عالطول تبقى خطوبة مع كتب كتاب يعني .. وأقصى حاجة للفرح خمس شهور..
الله يباركلك يا بيلا الجميلة أقفي مع إبنك..
– بس الناس مش هتوافق يا ابني إنتَ ناسي إن بردوة غصون من حقها تتعرف عليك وتتطمن من ناحيتك مينفعش كدا..
– بعد الجواز يا ستي نعمل فترة خطوبة..والله أنا طيب يا بيلا.
– عقلي يا نااس .. والله أنا أشك إن الناس دي هتطردك النهاردة ويقولولك اتكل على الله من هنا يا ابني أيه الاستعجال ده كله..
– وتعاونوا على البر والتقوى يا أمي.
– طب أيه دخل ده في دي طيب يا سي عُدي..
– مش عارف ليه مش حاسين بيا .. الراحمون يرحمهم الرحمن يا مؤمنين..
– أوعى تفضحني بعمايلك دي قدام الناس يا عم النحنوح.
– الله يسامحك يا أمي .. يلا الصبر جميل..
ثم وقف مرة أخرى أمام المرآة يُعدل من هيئة خصلاته وقال بحسم:-
– هلبس السمني أحسن .. أخليني في الفواتح..
أما بالنسبة للورد لازم أختار ورد يناسب غصوني..

 

 

اممم عرفت باقة الورود هتبقى أيه، هجمع فيها كل إللي عايز أقوله وصفات غصوني..
باقة من الأقحوان تدل على براءتها ونقاءها وعفتها وطهارتها وإخلاصي لها العمر كله إن شاء الرحمن.. وعلى الحواف ورد القرنفل الأحمر بتعبر عن حُبي العميق اللامُنتهي بإذن الله.
ابتسم بسعادة وقال بنبرة تقطر فرحًا:-
– جايلك يا أرق الغصون وحياتك معايا هتبقى من نوع تاني بوعدك بكدا قدام ربنا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية حب فوق الغصون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!