روايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الجزء الخامس

رواية وانقطعت الخيوط البارت الخامس

رواية وانقطعت الخيوط الحلقة الخامسة

مراد بذهول : طب و لما حضرتك فاهم كل الكلام ده ، ليه وافقتها
مدكور بخبث : عشان بدل ماهم اللى يحطوا رجليهم فى مجموعة العزيزى ، انا اللى هحط رجلى فى مجموعة الانصارى 😇 😉 😆
مراد بفضول : تقصد ايه
مدكور بسخرية : اقصد انى هطبق عليهم المثل اللى بيقول تيجى تصيده يصيدك
ليصمت مراد و هو يحاول ثبر اغوار عمه و لكنه يفشل فشل ذريع ، لينتبه على صوت مدكور مرة اخرى و هو يقول بايعاذ : المهم انت و رهف دلوقتى لازم تحضروا روحكم للجواز فى اقصر فترة عشان اقدر افوق و اركز فى اللى جاى
مراد و هو يحمحم بتوتر : انا مش مستريح ابدا للحكاية دى ، مانفضها سيرة ، انا الحقيقة طول السنين دى مش فاهم ليه حضرتك مصمم على شراكة سليمان الانصارى رغم انك عارف و فاهم نيته من زمان
ليلتف مدكور حول مكتبه ليرتمى بجسده على المقعد و هو يقول بامتعاض : انا مش عارف هتتعلم امتى ، طول الوقت ده و ماقدرتش تفهم انا ليه صابر عليه و على طمعه فى المجموعة بتاعتنا
مراد بنفى : الحقيقة لا مافهمتش
مدكور بتتهيدة عميقة : طول عمر سليمان و هو يعتبر المنافس الوحيد لمجموعتنا يا مراد ، و عشان كده بحاول اكسر سمه
مراد بعدم اقتناع : ده بزنس يا عمى ، و المنافسة موجودة منه و من غيره ، يبقى تفرق ايه بقى
مدكور : الشرف يا مراد
مراد باستغراب : مش فاهم
مدكور : من قبل ماتتخرج من الجامعة و انت ايدك بايدى ، عمرك شفتنى بشتغل شغل مش نضيف ، او بضرب من تحت الترابيزة
مراد : لا طبعا ، ده حضرتك بينضرب بيك المثل فى الشرف و الامانة
مدكور : و هو ده اللى سليمان طمعان فيه ، الاسم النضيف
مراد : بس برضة اسم الانصارى مش شوية يا عمى
مدكور : كمركز و نفوذ هو اكبر مننا بكتير ، يمكن بيحاول يتدارى شوية عشان ماحدش يطمع فيه و فى بنته اللى برضة ماعندوش غيرها ، لكن على اد نفوذه و جاهه ده الا انه ماقدرش يكسب ثقة الناس فيه زى ما انا قدرت ، و ده لانه ماعندوش ميزان لاى حاجة غير الفلوس و بس
مراد : بس هو ملتزم بكل الشروط بتاعتنا فى كل الشغل اللى عملناه مع بعض و الحقيقة عمره ما حاول انه يخلف الاتفاق ده
مدكور : لانه عاوز العملاء بتوعنا يثقوا فيه زى ما بيثقوا فينا .. فهمت
مراد : انا فهمت وجهة نظرك فيه ، لكن مافهمتش برضة ليه مستمرين فى شراكتنا معاه
مدكور : لاننا لو ماشاركناهوش بارادتنا هيشاركنا غصب عنا ، الانصارى مابيعرفش يلعب بشرف
مراد بذهول : و هو يقدر يعمل ايه يعنى
مدكور : لاااا ، لو على يقدر يعمل ايه ، فيقدر يعمل كتير ، ده كفايه انه يقلب علينا البنوك بعلاقاته ، او يضرب لنا المشاريع بتاعتنا
مراد: و لما حضرتك عارف كل الكلام ده ، ازاى بتقول انك هتتجوز بنته و كمان هتحط رجلك فى المجموعة بتاعته بدل ما يحصل العكس
ثم اكمل بتردد : و بعدين برضة يا عمى سامحنى ، حضرتك لو عملت كده مش هيبقى حرام .. مهما ان كان دى حاجة مش من حقنا
ليصمت مدكور لعدة لحظات و هو ينظر لمراد بتركيز ثم قال : من الناحية دى ماتقلقش ، اكيد مش هتصرف اى تصرف من غير علمك ، بس قبل اى حاجة عاوزك تكلم المحامى الشخصى بتاعنا ، مش محامى المجموعة
مراد : خير
مدكور بخفوت : بلغه يحضر عقود لنقل ملكية المجموعة مناصفة بينك انت و رهف
مراد برفض: لا طبعا .. ايه الكلام ده ، انا مش عاوز حاجة و لا محتاج الكلام ده ، و حضرتك عارف ان ميراثى من بابا الله يرحمه زى ماهو مالمستش منه مليم
مدكور بحزم : اللى اقوله يتنفذ و مش عاوز اعتراض و لا عاوز حرف من الكلام ده يطلع برانا .. انت فاهم ، انا عاوز اتطمن عليكم و على المجموعة قبل ما اخطى اى خطوة
مراد بقلق : و لازمته ايه بس ، ماحضرتك ترفض الموضوع و خلاص
مدكور بسخرية : اصلك طيب و على نياتك ، سليمان مش هيهداله بال الا لما بنته يبقى ليها صفة هنا فى البيت ده ، و طالما انى اقدر أبعدها عنك انت و رهف ، يبقى كله يهون فى سبيل سعادتكم ، و عشان كده عاوزكم تتجوزوا فى اسرع وقت عشان اقدر افوق و اركز للى جاى
مراد : طب و رهف
مدكور : مالها
مراد بحمحمة : مش المفروض تبقى موافقة على الكلام ده
مدكور بامتعاض : و هى من امتى بتعترض على كلامى
مراد : بمناسبة عدم اعتراضها على كلام حضرتك .. كنت عاوز اسال حضرتك على حاجة كده
مدكور بفضول : حاجة ايه دى يا ترى
مراد بتردد : يعنى .. وقت ماكتبنا الكتاب ، حضرتك سالت رهف عن رايها فى جوازها منى
مدكور بتفكير : مش فاكر
مراد بذهول : يعنى ايه مش فاكر يا عمى .. ده جواز ، و جواز بنتك كمان مش حد غريب ، معقول يعنى تكون مش فاكر اذا كنت اخدت رايها و اللا لا
مدكور : اصل اخد رايها فى ايه انا مش فاهم ، انت ابن عمها و اولى بيها من الغريب ، و طول عمرنا و احنا ده سلونا فى الصعيد ، يعنى انا ما اخترعتلكمش حاجة جديدة
مراد باعتراض خافت : بس على الاقل كان لازم تسالها عن رايها
مدكور : هو انت ليه عاوز تعمل حكاية من مافيش و اشمعنى دلوقتى عاوز تعرف بعد ما عدى سنتين بحالهم على الكلام ده ، و بعدين يعنى .. هى رهف كان ممكن تفكر انها تعترض عليك بعد ما اتواعدتوا لبعض من و انتم لسه عيال صغيرة
كان مراد يتردد فى أذنيه صدى صوت رهف و هى تقول له بحزن : عمرك سالت نفسك يا ترى البنت اللى شايلة اسمك دى موافقة عليك و اللا اتجوزتك بس لان ابوها هو اللى عاوز كده
ليلاحظ مدكور انشغال فكر مراد و شروده عنه فقال : بتفكر فى ايه شاغلك للدرجة دى
لينتبه مراد و يقول : ابدا يا عمى مافيش
لينهض مدكور من مجلسه قائلا : يبقى تطلع تنام و الصبح تكلم المحامى اول ماتوصل مكتبك ، و كلم مكتب الديكور اللى بنتعامل معاه فى القاهرة و حدد معاهم معاد عشان يروحوا الفيلا هناك و شوف ان كنت عاوز تغير حاجة هناك
ليحمحم مراد بصوته و يقول : حاضر يا عمى .. زى ما تحب ، بس .. حضرتك هتفضل حابس رهف فى اوضتها صحيح لحد ما تسافر بعد بكرة زى ماقلتلها
مدكور : مش عاوزها تشوف تالا و لا تحتك بيها .. مش عاوز مشاكل
مراد : طب على الاقل تفهمها
مدكور بتحذير : اوعى .. مش عاوز وجع دماغ دلوقتى ، سيب كل حاجة لوقتها
مراد برجاء : طب على الاقل طيب خاطرها بكلمتين ، اكيد مش هتفضل طول الوقت ده و هى بالشكل ده ، و بعدين ماهى تالا هتفضل هنا حتى بعد ماحضرتك تسافر القاهرة
مدكور بتفكير: عندك حق ، ماشى ، بكرة الصبح …
مراد : الليلة دى
مدكور باستغراب : انت ايه حكايتك الليلة دى ، و ايه الاهتمام المفاجئ برهف ده .. من امتى يعنى
مراد ببعض الضيق : هدى اجلت اجازتها لمعاد مناقشة الدكتوراة بتاعة رهف ، و اما انا اعترضت لانى كده هتحرم منها فترة اطول ، قالتلى انها لو كانت شايفة اهتمام منى او من حضرتك برهف كانت اتطمنت اننا هنبقى جنبها فى يوم زى ده ، لكن عشان هى شايفة ان اهتمامنا كله بالشغل فعارفة انها هتبقى لوحدها
وقتها فكرت فى كلام هدى و حسيت اننا فعلا مقصرين فى حق رهف و ان من حقها انها تلاقى مننا اهتمام اكتر من كده
مدكور : و هى رهف اشتكت لها
مراد بتفكير : ما اعتقدش ، لان هدى لما قالتلى الكلام ده كان وسط كلامنا عادى ، يعنى ما كلمتنيش مخصوص عشان تقولهولى
مدكور : عموما رهف مش صغيرة و اكيد فاهمة و مقدرة كل الكلام ده
مراد : ممكن تفهم و تقدر انشغالنا ، لكن فى حكاية جوازنا ده اللى حضرتك عاوزنا نسرعه من غير حتى ماتبلغها نبقى كده بنهمشها و بنلغيها تماما
لينهض مدكور و هو يقول : خلاص زى ما انت عاوز ، هعدى عليها قبل ما اروح انام ، لكن بقى لو لقيتها نامت اكيد مش هصحيها مخصوص عشان اقول لها الكلام ده
مراد بتفهم : تمام تصبح على خير
مدكور : و انت مش هتطلع تنام
مراد : هراجع بس كام نقطة كده اتكلمنا فيها مع جاسر و هحصل حضرتك على طول
فى غرفة رهف … بعد وصولها لغرفتها ، ظلت لفترة غير قصيرة تبكى بمرارة بسبب قرار اببها بزواجه من تالا ، و تبكى ايضا قسوته عليها ، لتنهض بعد فترة لتغيير ملابسها و الاستعداد لقضاء صلاتها
و بعد ان فرغت من اداء الصلاة .. كانت تجلس على سجادة صلاتها و هى تسبح الله و تشكو إليه حالها فى ذات الوقت ، ثم قامت الى فراشها لتجلس عليه بعد ان جذبت صورة والدتها القابعة بجوار الفراش دائما و قالت من بين دموعها : عمرى ما اتصورت ابدا انه ممكن يعمل كده فى يوم من الايام ، انا عارفة انه حقه و حلال ، بس ليه تالا ، دى تقريبا سنها من سنى ، ازاى يسلم نفسه لانسانة بالتفكير و العقلية دى ، ازاى بجيبلى مراة اب بعد السنين دى كلها ، و مين .. تالا !!
ثم اكملت بسخرية : و اللا تفكير و عقلية ايه بقى … الا ده على طول عاوزنى ابقى زيها ، دايما شايفها احسن منى و سابقانى بخطوات كتير و دايما شايف انى لا يمكن اقدر اعرف اعمل ربع اللى هى بتعمله
لتنتبه من وسط حديثها مع نفسها على طرقات قصيرة على الباب لتعلم على الفور صاحبها ، و قبل ان تتمكن من ان تمسح دموعها وجدت ابيها يقف امامها و هو يراقب يدها الممسكة بصورة زوجته الراحلة ، ليغلق الباب و يتقدم إليها مرة اخرى مادا يده ملتقطا الصورة من بين يديها لينظر إليها لبعض اللحظات فى جمود ثم يعيدها الى مكانها مرة اخرى بجوار الفراش ثم يجلس الى جوار رهف قائلا بجمود : ممكن اعرف الدموع دى لازمتها ايه
رهف بتردد : ااابدا يا بابا ، انا بس افتكرت ماما الله يرحمها
مدكور بصدق رغم جموده : و من امتى حد نسيها .. الله يرحمها
لتسود فترة من الصمت كادت رهف خلالها ان تموت قلقا من محاولة تخمين سبب زيارة ابيها لها بغرفتها و التى لا تحدث الا كل عدة سنوات و لسبب شديد القوة ، اما مدكور فكان يحاول ترجمة بعض الكلمات برأسه لفتح الحوار معها و هو يس/ب مراد مئة مرة على وصعه فى هذا الموقف ، ليسمع رهف و هى تقول فى فضول متردد : هو فى حاجة حضرتك نسيت تقولهالى تحت
مدكور : ايوة .. انا كنت عاوزك تفهمى ان كل حاجة بعملها .. بعملها عشان مصلحتك ، يمكن فى حاجات كتير مش هتقدرى تفهميها دلوقتى ، لكن اكيد هييجى يوم و تفهمى كل حاجة
المهم انا عاوزك تنتبهى لحالك كويس الفترة اللى جاية دى ، وتشوفى ايه اللى ناقصك و تبلغينى عشان اجيبهالك و هسيبلك مبلغ كبير قبل ما اسافر عشان تجيبى كل اللى نفسك فيه ، و انا هخلى زينب تبقى معاكى لحظة بلحظة
و انا موافق انك تنزلى تقعدى فى القاهرة بعد الجواز و تستقرى هناك ، و مراد هيكلم شركة الديكور تظبط الفيلا قبل ماترجعوا من شهر العسل
رهف باستغراب : شهر عسل
مدكور : طبعا شهر عسل .. ده انتى بنت مدكور العزيزى ، يعنى اكبر فرح و افخم شهر عسل ، انتى مش قليلة
بس برضة مش عاوزك تطلعى من اوضتك قبل ما اسافر
رهف بحزن : اللى حضرتك تؤمر بيه
مدكور : اللى اامر بيه ان بعد سفرى مش عاوز مشاكل مع تالا ، لان بغض النظر عن أى حاجة .. مش عاوزك تنسى انها ضيفتنا
رهف بحزن : حضرتك عارف انى مابعملش مشاكل مع حد
مدحور : حاولى تتقبلى الوضع يا رهف ، لان جوازى من تالا امر واقع مامنوش رجوع ، فخليه بمزاجك احسن
لتصمت رهف تماما و لا تغلق على حديث ابيها الذى ينهض من مجلسه و يستدير اليها قائلا قبل مغادرته اياها : و عشان تبقى عارفة .. انا مش هعمل اى حاجة تخص الموضوع ده قبل ما اتطمن عليكى ..تصبحى على خير ، و اكيد هعدى عليكى و هشوفك قبل السفر
ثم يوليها ظهره تاركا اياها و هى لا تستوعب كيف ستكون أيامها القادمة
و فى الصباح ، كان مدكور بصحبة مراد و تالا على مائدة الافطار لتتلفت تالا حولها متصنعة الفضول لتسال مدكور و هى تتصنع البراءة قائلة : اومال رهف فين .. هى لسه ما صحيتش و اللا ايه
مدكور بعدم اهتمام : ما تشغليش بالك ، هى النهاردة مش هتنزل من اوضتها
رهف بشهقة خافتة : ليه مالها ، اوعى تكون تعبانة و اللا حاجة و ماحدش قاللى
مدكور : لا مش تعبانة .. بس متعاقبة
تالا بخبث و هى تتنقل بعينيها مابين مدكور و مراد : متعاقبة !! ، ويا ترى بقى مين فيكم اللى معاقبها
و عندما وجدت مراد متجاهلها تماما و لم يبادلها نظراتها من الأساس .. عادت لعينيها مرة اخرى لمدكور الذى كان يتابعها بتسلية : انا معاقبها يا تالا لانها خبت عنى موضوع الاتيليه بتاعها
تالا : يعنى و لا انت و لا مراد كنتم عارفين
مدكور و هو يكمل افطاره : جوزها كان عارف ، اى نعم كانوا عاوزين يعملوهالى مفاجأة .. لكن مش مبرر انى ما اعرفش طول المدة دى ، انا مابحبش اللى يلف و يدور عليا ، بحب الصراحة و الوصوح فى كل حاجة ، و اللى يتجرأ و يحاول يخبى عليا حاجة او يخدعنى لازم يتعاقب
تالا : ايوووة بس دى مهما ان كان تبقى ……
مدكتور بلا مبالاة : بنتى .. عارف ، بس انا ماعنديش خيار و فاقوس ، و رغم ذلك عشان بنتى اكتفيت بحبسها فى اوضتها و حرمانها من كام حاجة كده هى عارفاها ، ده بس عشان جوازها على الابواب ، لولا كده كان هيبقى لى معاها تصرف تانى
اما بغرفة رهف ، فكانت تجلس بصحبة امينة و زينب و الحزن يكسو ملامح وجهها ، بينما كانت زينب تضرب كفا بكف و هى تقول بغضب كامن : بقى السلعوة الصفرااا دى هتلبدلنا هنا على طول و تبقى ست البيت ، و طبعا ما هتصدق و تبقى الكلمة كلمتها و الشورة شورتها فى كل كبيرة و صغيرة ، لااااا .. يمين الله ما يحصل ابدا و انا موجودة
امينة : و هو انتى فى ايدك ايه بس يا ماما عشان تعمليه
زينب بقلة حيلة : مافيش فى ايدى غير انى امشى من هنا
رهف بجزع : ايه .. تمشى ده ايه يا دادة ، و اهون عليكى تسيبينى فى الوقت ده و انا محتاجالك اكتر من اى وقت تانى ، عاوزة تسيبينى فى اكتر وقت انا محتاجالك فيه
زبنب و هى تربت على ظهر رهف بحنان و مواساة : ماتخافيش يا رهف يا حبيبتى ، انا اقصد اما تتجوزى و تنزلى مصر مش هيبقالى قعاد تانى هنا من غيرك ابدا ، انا كنت قاعدة عشانك انتى ، لكن خلاص مش هيبقى لى لازمة بعد ما تتجوزى و تمشى من هنا 😒
رهف برجاء : ايوة يا دادة .. بس انا مش عاوزاكى تسيبينى ابدا لا هنا و لا هناك ، انا عاوزاكى تيجى معايا القاهرة ، و مكان ما اكون انتى تبقى معايا
زينب باستنكار : اجى معاكى ! ، اجى معاكى ازاى بس يا بنتى ، طب و امينة اسيبها لوحدها ازاى
رهف برجاء يصاحبه بكاء و نشيج : عشان خاطرى يا دادة بالله عليكى اوعى تسيبينى ، تعالى معايا و امينة كمان تيجى معانا ، ثم انا كمان هحتاج امينة معايا هناك عشان الفرع الجديد بتاع الاتيلية ، انا هتكلم مع بابا و هطلب منه انكم تيجوا معايا
امينة : ازاى بس يا رهف ، طب و المشغل هنا مين ياخد باله منه لو انا و انتى نزلنا القاهرة
رهف : انا هنقل كل حاجة هناك
امينة : و تقفلى بيوت الناس اللى نظمت حياتها على شغلها معاكى برضة
رهف ببكاء : طب اعمل ايه بس يا امينة ، مش كفاية اللى بابا بيعمله معايا ده كله و انا خلاص هم كام شهر و هناقش رسالة الدكتوراة بتاعتى .. تقوموا انتو كمان عاوزين تسيبونى لوحدى
بابا عمال يحرك فيا زى عروسة الماريونيت اللى مربطها بشوية خيوط شابكها فى صوابعة و مابيفكرش ابدا ان كنت مبسوطة و موافقة و اللا لا
لتحتضنها امينة بتعاطف معها قائلة : طب بطلى عياط بقى عينك بقت عاملة زى كور الد/م و خلينا نفكر بعقل شوية 🙄
رهف : هنفكر فى ايه بس
امينة : عاوزاكى تنسى اى حاجة دلوقتى ماعدا ان فرحك فاضل عليه اقل من شهر ، انا و انتى و ماما هنراجع كل الحاجة بتاعتك اللى باباكى كان بيجيبهالك ، او اللى ماما جابتهالك ، و نشوف ايه اللى ناقصك
رهف : ماليش نفس لاى حاجة
امينة بتشجبع : مافيش الكلام ده خالص ، ثم لازم تفرحى و تنبسطى ، و كمان لازم نحتفل
رهف بسخرية : نحتفل مرة واحدة
امينة بثقة : طبعا ، انتى ناسية اننا بعد كده مش هنخبى حاجة ، و ان اخيرا عمى و مراد عرفوا كل حاجة عن الاتيلية .. بس تصدقى .. هولاكو طلع جدع و دافع عنك قدام باباكى
رهف : ايوة .. الحقيقة فاجئنى بموقفه معايا
زينب : و ليه يعنى ، ده جوزك اللى لازم تتعلمى و تعرفى انه سندك و ضهرك
رهف : مش عارفة يا دادة ، انا حاسة انى خايفة و تايهة
امينة بعزم و هى تجذبها لتقف على قدميها : لا … انا عاوزاكى تفوقى كده و قومى ياللا معانا نروح نشوف الحاجة بتاعتك .. ياللا بينا
فى مجموعة العزيزى كان يوم عمل شاق للجميع ، وما يكادوا ان ينتهوا من اجتماع ليبدأوا باجتماع جديد ، حتى انتصف النهار ليتركهم مراد متجها الى مكتبه لاصدار الاوامر المتفق عليها للمعنيين بالامر تاركا مدكور و هو يراجع بعض المستندات بصحبة تالا التى ما ان تركهم مراد بمفردهم الا و قالت : هتروح لدادى بكرة تكلمه فى موضوعنا يا مدكور
مدكور ببعض المراوغة : هشوف ظروفى الاول عاملة ايه
تالا و هى تدعى القلق : انا قلت لدادى انك هتروح له عشان تطلبنى منه يا مدكور ، عشان خاطرى يا مدكور اوعى تكسفنى مع دادى ، انت ماتعرفش انا تعبت اد ايه على ما اقنعته
كان مدكور ينظر اليها بابتسامة تسلية لم تفهمها و لكنه عقب على حديثها قائلا : ماتقلقيش يا تالا ، مش هكسفك ابدا قدام دادى ، بس انا معرفش ظروفى بكرة بالذات هتبقى عاملة ازاى ، ماحبكتش بكرة .. خليها بعد بكرة اكون على الاقل دبرت امورى ، و كمان لازم تفهمى انى مش هاخد اى خطوة قبل جواز رهف .. مش عاوز ااثر على نفسيتها فى توقيت زى كده
تالا باعتراض : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى حتى مش هنعلن خطوبتنا دلوقتى
مدكور بحزم : لا
تالا بادعاء الحزن : ليه كده ، هو انا غلطت للدرجة دى لما صارحتك بحبى ليك ، للدرجة دى انا تقيلة لانى فرضت روحى عليك
مدكور : بلاش كلام اهبل
تالا : اهبل ايه بقى و انت حتى مش عاوز تعمل لى خاطر فى طلب زى ده
مدكور : اسمعى يا تالا ، من دلوقتى لازم تعرفى انى مابحبش الدلع و انك كل شوية تعمليلك حكاية من غير حكاية
تالا ببعض الرهبة و التردد : يعنى ايه ، تقصد اننا لما نتجوز مش هتدلعنى و تحسسنى بحبك ليا
مدكور : كل شئ و له شئ يا تالا ، بس انا مااحبش انك تضغطى عليا فى حاجة ، انتى عاوزانى اخطبك من سليمان لما انزل القاهرة و انا قلت لك حاضر ، اروح بكرة بقى و اللا بعده و اللا حتى يوم رجوعى .. مالكيش انك تتدخلى ، انتى ليكى ان طلبك يتنفذ و بس ، لكن الحيثيات التانية ماتدخليش نفسك فيها عشان تريحى و تستريحى
تالا باستسلام : ماشى .. اللى تشوفه ، ثم اكملت بخبث : طب و رهف
مدكور : مالها رهف
تالا : مش هتقولها حاجة خالص
مدكور : انا بلغتها امبارح يا تالا ، بس زى ماقلتلك مافيش حاجة هتتم غير بعد جوازها هى و مراد
تالا : طب هى لما عرفت اتضايقت و اللا اتقبلت الموضوع
مدكور بفضول : هى تفرق معاكى
تالا : اكيد هيبقى افضل لو اتجوزنا من غير ما تبقى متضايقة من وجودى
مدكور : طبيعى انها مش هتبقى مبسوطة خصوصا انها عمرها مااتخيلت انى ممكن اتجوز بعد والدتها الله يرحمها
تالا بمكر : عموما يا حبيبى انا مش عاوزاك تقلق على رهف نهائى ، انا هعرف ازاى اخليها تتقبل الحكاية دى .. ماتشيلش هم ابدا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!