Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الرابعة عشر 14 بقلم حنان قواريق

وضعت يدها على قلبها بتعب واضح وهي تحاول كتم تلك الخفقات اللعينية التي لا تدري كيف ومتى خفقت لذلك القاسي البارد ، الذي تفنن في نشر سمه الكلامي بداخل عقلها الصغير بالإضافة لنظرات الشك الذي يطالعها بعا دائما ليشعرها بأنها مجرد فتاة تربت على عادات وأخلاق أوروبية ، متناسيا بأنها تحمل قلب ومشاعر تتأثر بأي كلمة مهما كانت صغيرة ..

زفرت بهدوء عدة مرات حتى تهدء من ضربات قلبها التي جنت بالتأكيد بعد سماعها كلماته تلك ..

أغمضت عينيها من جديد محاولة الحصول على بعض الراحة النفسية بعد حرب المشاعر التي أخذت تتضارب برأسها من جديد ..

طرقات خفيفه على باب غرفتها جعلتها تسلط نظرها ناحية الباب بهدوء وهي تسمح للطارق بالدخول

لحظات وشاهدت خالتها “السيدة صفيه” تدلف للداخل برفقة السيد جلال وخلفه أبنه أيهم وابن خالتها أحمد ..

تنهدت بارتياح عندما لم تراه بينهم فهي غير قادرة على مقابلته حاليا بعد كلماته تلك ..

هتفت السيدة صفيه وهي تجلس بجانبها بهدوء وتدخلها داخل أحضانها قائلة :

” أحلى يوم ده ولا ايه ، ست البنات خفت وبقت

كويسه “

طالعتها عشق بنظرات متسائلة قائلة :

” فرح أخبارها ايه يا خالتو ؟ “

هتف أحمد بنظرات ذات مغزى لأيهم قائلا :

” اطمني يا عشق ، فرح كويسه ودلوقتي نايمه “

زفرت بإرتياح ، في حين وقف السيد جلال يطالعها بعيون ترقرت فيها الدموع وقلب يتلهف شوقا لأحتضانها بقوة ، رفع يده يمسح عبراته بسرعة قبل أن يلفت نظرها ناحيته ، ليكتفي بمشاهدتها سعيدة تتبادل بعض الكلمات مع خالتها ليهتف لنفسه بألم :

” انتي السبب يا صفاء إني مش قادر أحضن بنتي وأقولها انا أبوكي ومعاكي وممتتش زي ما انتي مفكرة ، انتي السبب .. “

تقدم أيهم بخطوات بطيئه بعض الشيء وهو يحاول إمساك نفسه من احتضانها بقوة في هذه اللحظة ليهتف لها بجدية وصوت مرتعش بعض الشيء :

” حمدلله على السلامة يا عشق ، إلي عملتيه مع فرح بيثبت قد ايه إنك إنسانة طيبة وشفافه جدا .. “

رفعت نظرها ناحيته بخجل من كلماته تلك لتهتف له بصوت رقيق :

” الله يسلمك يا استاذ أيهم ، وبعدين فرح دي اختي وأكتر حد قريب مني هنا واكيد مش كنت هسيبها تموت لو كنت أنا هموت مكانها “

أغمض عينيه بألم من كلماتها تلك ، فهي تخاطبه برسميه شديدة ولا تعرف بأنه أقرب من حبل الورد لروحها ..

وجد والده يشدد على يده بحنيه وهو يطالعه بنظرات مطمئنة ، في حين هتف أحمد كي يخفف ذلك الموقف قائلا ليلفت انتباه عشق من كلماته تلك:

” هو آدم فين يا ماما ؟ “

إجابته والدته بهدوء :

” راح يسأل الدكتور على كم من حاجه كده .. “

****************************

في غرفة الطبيب

كان يسلط عينيه بقوة وتركيز على كلام الطبيب وهي يجلس مقابلا له على ذلك المقعد الخشبي ليتابع الطبيب بجديه :

” زي ما قولتلك يا أدم باشا ، الآنسة عشق دلوقتي تقدر تمشي على رجلها من تاني ، الموقف إلي حصلها خلاها تتغلب على خوفها شويه وقدرت تقاوم وبفضل ربنا وقفت من تاني .. “

اومأ آدم بتركيز قائلا :

” طيب والحروق إلي في وشها دي “

ابتسم الطبيب قائلا بعمليه :

” دي حروق بسيطة الحمدلله ، وهتخف وتختفي مع العلاج إلي كتبتهولها “

نهض أدم من مكانه برزانه وهو يمد يده مصافحة للطبيب قائلا بصوته العميق :

” متشكر يا دكتور ، تعبينك معانا “

بادله الطبيب قائلا بعمليه :

” ده واجبي يا آدم باشا ، تقدرو تخرجوها هي والأنسة فرح .. “

اومأ آدم بهدوء وهو يغادر الغرفة بخطوات هادئه ليكتسي قناع البرود من جديد ظنا منه بأنها لم تستمع لكلماته تلك .. !!

دخل الغرفة بخطوات هادئه ليهتف بصوته جاذبا انتباه الجميع ناحيته وأولهم عشق التي أخذت تطالعه بنظرات مسترقه :

” الدكتور قال نقدر نخرجهم دلوقتي “

اومأ الجميع له بسعادة في حين سلط هو أنظاره القوية عليها ..

****************************

جلست أمام السيدة صفيه على سريرها الأبيض لتقوم  بمساعدتها على لف حجابها بسبب عدم قدرتها على رفع يدها نتيجة بعض الحروق التي طالتها من ذلك الحريق ..

نزلت دموعها بقوة على وجهها في تلك اللحظة وهي ترى نفسها عاجزة حتى عن خدمة نفسها ..

أنهت السيدة صفيه لف الحجاب لها بأحكام لتنظر لها بصدمه قائلة :

” بتعيطي ليه يا فرح يا بنتي ؟ “

مسحت دموعها بخفه قائلة :

” مفيش يا صفيه هانم بس بس تذكرت ماما ربنا يرحمها ..”

نظرت لها السيدة صفيه بنظرات معاتبه قائلة :

” إيه صفيه هانم دي يا فرح ؟ قولتلك مليون مرة قوليلي يا ماما ، ده انتي بغلاوة عشق عندي يا حبيبتي .. “

في تلك اللحظة لم تجد نفسها إلا وهي تتوسط أحضانها بقوة تتشبث بهي وتبكي بصوت مرتفع ، لتبدأ السيدة صفيه تمسح على ظهرها بحنان مكتفيه بالصمت تاركه لها المجال لتنفس عن حزنها ذلك

في تلك الأثناء دخل أيهم عندما وجد الباب مفتوح ليهتف بجديه :

” يلا يا جماعة لازم نمشي “

رفعت رأسها من أحضان السيدة صفيه تطالعه بنظرات رقيقه ، في حين ابتلع ريقه من نظراتها تلك التي زلزلت ثنايا قلبه ولم يجد نفسه إلا وهو يغادر الغرفة بسرعة تاركا خلفه قلبها الذي يتألم بشدة ..

*****************************

مرت أيام وهي تتجنب فيها النظر بوجه ذلك البارد او حتى الاحتكاك به ، فالفكرة نفسها تجعل قلبها على وشك التوقف من الخفقان ، كانت تتعلل ببعض التعب حينما يتصادفون على طاولة الطعام لتنسحب بهدوء إلى غرفتها تاركه خلفها نيران تكاد تفتك بها من هروبها ذلك ..

لقد اكتشفت بأنها تكن له بعض المشاعر بقلبها ولكن مشاعر الخوف التي تغلغلت بداخلها ناحيته فاقت شعور الحب لذلك كانت تتجنب النظر بوجهه حتى لا يفتضح أمرها ..

في حين كان السيد جلال يتحجج كل يوم من أجل رؤيتها وإشباع عينيه منها ، وحتى الآن ألتزم هو والجميع الصمت بشأن الحقيقة متجاهلين بذلك مشاعر تلك المسكينة حينما تعلم ماذا ستكون ردة فعلها … !!

كانت تنزل درجات السلالم حينما علمت بأنه قد غادر إلى الشركة برفقة أحمد منذ قليل لتتصتم مكانها وهي تراه يدخل من باب القصر متوجها ناحيتها !!

إبتلعت ريقها بتوتر وبتلقائية أدارت جذعها لتعود أدراجها ..

زفر بقوة وهو يراها تحاول الهروب منه ، فهي عادتها تلك من أن خرجت من المشفى ، تقدم بخطوات أشبه بالركض ليصدح صوته مجلجلا قائلا بقوة وهو يقف خلفها :

” استني يا عشق “

أغمضت عينيها بخوف وهي ما زالت تعطيه  ظهرها ليتابع بقوة :

” ممكن تبصيلي “

أدرات وجهها ناحيته ليظهر له عينيها التي تكاد تجعله مجنون من شدة جمالهما ، هتف بتوتر بعض الشيء :

” انتي بتهربي مني ليه ؟ “

أخفضت رأسها حتى لا يفتضح أمرها من عينيها لتتحدث بصوت رقيق منخفض :

” وانا ههرب ليه ، هو انت هتاكلني ؟ “

ابتسامة شقت ثنايا وجهه على كلماتها تلك ليهتف :

” هاكلك ! طيب يا ستي ممكن أعرف ليه مش بتبصيلي ؟ “

وبتلقائية رفعت وجهها ناحيته لتتقابل عينيها الرقيقتين بعينيه القاسيتين للحظات بدأت كأنها طويله لتخفض رأسها سريعا بخجل وهي تحاول السير والأبتعاد في هذه اللحظات من أمامه حتى لا تنهار أكثر من ذلكك ..

هتف لها من جديد محاولا تجميع رابطة جأشه التي ضاعت الآن قائلا :

” احم ، أنا نسيت شوية أوراق ورجعت أخدهم ممكن تروحي تجيبيهم من اوضتي على ما أتكلم فون مهم .. “

اومأت برأسها بقوة وهي تشعر كأنها تطير من قوة خطواتها التي قطعت في درجات السلالم لتهرب بسرعة وهي تحمد ربها بأنها لم تنهار .. !!

في حين زفر هو بقوة وهو ينزل الدرجات متوجها الى أقرب مقعد يجلس عليه يحاول تهدئه خفقات قلبه تلك .. !!

**************************

في شركة الزهرواي

وقف أحمد يطالع المصعد بملل وهو يدق بأطراف أصابعه على الحائط الذي امامه وهو يزفر بشدة ، لفت سمعه طرقات من الكعب العالي تتقدم بخطوات ايقاعيه مخترقة طبلة أذنه بنعومة شديدة ..

رفع رأسه يطالع صاحبة تلك الإيقاعات الجميلة ليظهر له فتاة قصيرة نوعا ما ، ترتدي فستان أزرق سماوي وحجاب أبيض وحذائها الأبيض الذي توقف عن ايقاعاته مجرد ما وقفت بجانبه ..

دقق النظر بوجهها ليظهر له عينين بلون فستانها وبشرة حنطيه ناعمه ، أخفضت الفتاة نظرها بغضب وهي تجد ذلك الشخص الوقح يطالعها هكذا ..

تحدث أحمد ببلاهه قائلا :

” يارب يطول .. “

نظرت له بدون فهم قائلة بصوت رقيق دغدغ خلايا عقله :

” إيه هو ؟ “

ابتسم ببلاهه أكبر قائلا :

” المصعد يا مزه “

أحمر وجهها غضبا وكانت على وشك الرد عليه حينما وجدت المصعد يفتح امامهما لتدلف للداخل بهدوء ، ليلاحقها أحمد قبل أن يغلق المصعد عليهما !!

التصقت الفتاة بالحائط بخوف وهي تجد بأن المصعد لم يعد يعمل ويبدو بأنه قد تعطل !!

نظر لها أحمد بجديه قائلا :

” متخافيش هيصلحو دلوقتي “

إلتصقت أكثر وأكثر وبدأت دموعها تنزل بغزارة الأمر الذي جعل أحمد يطالعها بدهشه شديدة ، ليهتف له وهو يلوح يديه أمامها :

” يا انسه انتي كويسه ؟ “

أغمضت عينيها بألم حقيقي لتهتف بدون وعي :

” أبوس ايدك متقربش مني ، انا مليش دعوة والله هم قالولي أعمل كده وانا غصب عني سمعت كلامهم ، ابوس ايدك متلمسنيش “

جحظت عيني أحمد بصدمه من كلماتها تلك ليهتف لها بقوة وتركيز :

” انتي بتقولي ايه ؟ ممكن تفهميني بالراحة ؟ أنا مش فاهم حاجة خااالص .. “

كانت على وشك الرد ولكن الدنيا قد اسودت فجاءة أمام عينيها لتسقط مغشيا عليها الأمر الذي جعل أحمد يلتقطها قبل أن تسقط وهو لم يفهم شيئا

لحظات وكان يفتح باب المصعد على مصرعيها ويظهر منه رجال صحافه يلتقطون الصورة لأحمد وهو يحمل الفتاة بين يديه ..

لتسطر بالخط العريض فضيحة “أحمد الزهراوي بداخل المصعد مع إحدى الفتيات … “

يتبع..

لقراءة الحلقة الخامسة عشر : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!