Uncategorized

رواية راهنت عليك الفصل الرابع عشر 14 بقلم عبير فاروق

 رواية راهنت عليك الفصل الرابع عشر 14 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل الرابع عشر 14 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل الرابع عشر 14 بقلم عبير فاروق

 استمر في تمثيل البرود ووجه كلامه “لاسر”:
– سبها يا آسر لما نشوف هتعمل ايه القطة؟
ردت هدهد بكل غضب كانت كتماه جواها. 
– هتشوف وتجرب كمان خربشتها، بس اوعى تعيط يا أمور.
طلعت صحبتها  التي لا تفارقها رغم صغر حجمها من الخفاء، في لحظة اندهاشي من آسر، حتى آمر اتصدم من شده جرأتها اللي عمره ما شاف زيها، واتحولت في اللحظه دي من “شاهي” البنت الرقيقه، إلى “هدهد” اللي بميت راجل، وتغيرت نبره صوتها، زقت “آسر” بقوة متعرفش جتلها منين، بس كان لازم توقفه عند حده، وتعرفه مش كل البنات شمال، فتحت المطوه، وحطتها على رقبته، مش سامعه صوت “آسر” اللي بترجاها تهدأ، لكنها في عز غضبها ده، كانت نظراتها ليه مليانه حزن، ورغرغت الدموع اللي هددت بالنزول، حبستها جواها وردت بقوه ادهشته:
– لو بتتكلم بالفلوس انت مين انت عشان تحكم عليا وتتحكم في خلق الله فاكر نفسك ملكت الكون عندك عربيه طز  كتير أو من الناس بيخدوها كعابي بس شايفين الناس نضيفه في عيونهم عندك شركه في غيرك كل يوم رجاله فواعليه بتقعد في الشارع على الرصيف تستنى حد يشاور لها عشان نقله رمل ولا حموله طوب عشان ترجع لي بيتها بقرش حلال، انت بقي فلوسك حلال؟ عندك قصر في ناس بتتمني حيطه تداريها وعايشين بشرفهم، ورضى ربنا مش بيمشو ورى مزاجهم ويغضبو ربهم كل ليله سكران زي كلاب السكك. 
آسر بعد ما سمعها بنلمح على شكلهم وقت ما سعادتهم و بتتكلم بالشكل ده، سبها تكمل لأنه يستاهل أن حد يفوقه على حقيقه هو غايب عنها، أو مش قادر يعترف بيها، أتبدلت ملامح “آمر” أمام نظراتها حيران مش عارف يقوم احساسه انه قابل النظره دي قبل كده وشروده واستسلامه لها خلاه مايحسش بألم جرح رقبته من المطوه انتبهت “هدهد” على خط من الدم سايل على ايدها شالت المطوه بفزع مدت ايدها تشوفه جرحه قد اي بدون وعي منها كانت مشاعرها ملخبطه بتتصرف بعشوائيه أثارت حيرته، ازاي هي كانت في قمه غضبها وعلى وشك الخلاص منه وفي لحظه اتبدل حلها لخوف ورعب عليه، اتقبلت عنيهم بنظره رجعتها للواقع، 
اتعدلت في وقفتها تبادل نظرات شامخه حولت تداري اللي عملته واحراجها بكلام يجرحه أكتر من جرحه لها شورت عليه بالمطوه اللي في ايديها باستهزاء :
-انت فاكر إني ماقدرش أعيش عشتكم، والبس لبسكم، تبقى لامواخذة حمار، لكن اللي أنا متأكده منه أنك ماتقدر تعيش دقيقة من اللي عشته، أنت وتحديك ومسابقتك وكل الهيلامان ده مايدخل في ذمتي بنكله، وانا هوريك “هدهد” لما تحط حاجه في دمغها بتنفيذها ازاي. 
وقف “آمر” فجأة لما سمعها بتردد اسم “هدهد” بصلها مش مصدق اللي شايفه وبيبص لـ “آسر” مستي منه رد بس ما لقاش غير الصمت منه، “هدهد” استغربت من رد فعله اندفع قدام “آسر” بكلمه بستفهم، “آسر” بصله بتأكيد إنها هي “هدهد” اللي انقذتهم لما كانوا سكرانين طين، ورجعت ليهم العربيه، هنا افتكر وسرح في عينها، واتذكر كل كلمه قالها عليها لما كانت لابسه راجل، بصلها اوووي، واكتشف اد ايه هي جميلة فعلا، مقدرش ينكر التطور اللي عملته والتغيير في شكلها، بس فاق بسرعه وقالها:
– وأنا قبلت التحدي ياهدهد، لما نشوف هتنجحي ازاي.
قابلته “هدهد” بنظرة تحدي ولفت ظهرها واتحركت تمشي بخطوات انثي خارجه باتجاه الجنينه، نادى عليها “آسر”:
– استني بس رايحه فين ياهدهد؟
بصت على آمر وردت بستفزاز:
– متقلقش عليا، هخرج اشم هوا نضيف، بدل الخنقه دي، هسيبك شوية وبعدها توصلني.
بعد ما اختفت عن عيونهم، ضحك آسر بشده، وقال له:
– أنت معتوه!! بتتحداها على اية؟ إنها تفوز، ما انت أكتر واحد المفروض انه يتمني إنها فعلا تفوز، عشان تخرجك من رهانك مع صافي، ولو خسرت أنت اللي هتخسر، وتلبس في جوازه أقرب ما يكون جنازه، فوق كده ياصاحبي، واعقل، وسيبك من القنعره الكدابه دي، وانزل أرض الواقع، هدهد هي الحل الوحيد، ومفروض تبذل طاقتك عشان تنجدك من الورطه اللي اتحطيت فيها.
اتنهد بقلة حيلة ورد:
– يعني عايزني اعملها ايه؟ ابوس ايديها واقولها لازم تفوزي روحي في ايدك ولا اكلمها بلغه السواقين اللي تعرفها، وحط فوطه صفرا على كتفي وانزل على ركبه ونص واترجها مثل، هو ده الحل اللي لقيته حضرتك يعني ما فيش  غيرها في الكون. 
– اه مافيش غيرها في الكون؛ وهي طوق النجاه بالنسبه ليك، يبقي تبطل تبصلها من فوق كده، احنا ولاد تسعه يا آمر، هدهد عندها عزة نفس مش موجوده في بنات كتير، بلاش تخسرها ارجوك.
– أنا مش عارف أنت ليه متحيز اوي كده ليها؟ على العموم سبني افكر، وربنا يقدم اللي فيه الخير.
خرجت هدهد في جنينه الفيلا، بتلقط أنفسها بصعوبه؛ زي ما يكون كانت كاتمه أنفاسها،  تايهه، حزينه، مصدومه، مش عارفه هي المفروض تعمل اي؟ وازاي؟! هل واقفه على ارض صلبه؟  ولا جمرة نار هتحرقها؟! احساسيس كتير جواها بتصارعها، بين حبها له، وبين إنها نفسها تديله درس يفوقه ويرجعه لأرض الواقع، لكن برغم كل التشتت ده لكنها من جواها سعيده إنها شايفاه عن قرب وبتتكلم معاه، ياما اتمنت لحظة تشوفه عن بعد، ياما حلمت تكون في قربه ويحس بيها وبعشقها له، فاقت من شرودها ووقفت في تحدي جوة نفسها، وقالت:
– لازم أكون اد التحدي، واثبتلك اني جديرة بنظرة احترامك ليا، لازم ياهدهد تتغيري، وتكوني شاهي اللي الكل انبهر بيها النهاردة، هكمل عشانك اللي بدئته، وهستمر لحد ما افوز بقلبك. 
___________________
عدي الليل بكل احداثه وغيومه، وظهرت اشعه الشمس تنور المكان، صحيت من النوم “بطه” تفطر ابنها، واخدت بنتها في حضنها عشان تسبها عند جارتها، وتشوف هتعمل ايه في موضوع جوزها، تسأل عن محامي يقف جنبه، لسه هتفتح الباب اتفاجئت “بصلاح” اخو جوزها واقف سادد باب الشقه بجسمه، وبيمنعها من الخروج وبيقولها بصوت عالي:
– مفيش خروج من البيت، طلباتك هتوصلك لحد عندك، أنا هنا راجل البيت، وبدل أخويا، اتكني كده وبلاش تتعبيني عشان متشفيش الوش التاني.
“بطة” بتبصله في ذهول، مش مصدقه نفسها انها بقت تحت رحمة من لا يرحم، روحها حاسه انها محبوسه جواها، مش جوزها بس اللي محبوس للأسف، هي كمان اتحبست بقوة جبرية، جمعت حروفها وقالتله:
– أنا عايزة انزل أشوف محامي يدافع عن ماهر.
– ملكيش دعوه أنتي، مش هتخافي على أخويا اكتر مني، أنا شوفت محامي اد الدنيا وهيترافع عليه.
– بجد يا أخويا، وراح يشوفه، طب قالك إيه؟
قرب منها وبعيون بتلمع من لذة النصر جاوبها:
– قال القضية لابساه، وكل الادله ضده، اياكش تكوني مصدقه أنه تاب، وعايش بالحلال والشرف، اخويا ده ميه من تحت تبن، ومحدش يعرفه زي، بس هو اللي غشيم واتقفش، امال العز اللي أنتوا عايشيين فيه ده منين، وتمن العربيه جابه منين؟
واقفه ومش قادره تسمع أكتر من كده، كل التعب اللي كانت حاسه بيه، ميجيش نقطة في بحر من الالم اللي ميسطر عليها، بصتله نظرات لوم وعتاب، ودخلت شقتها وقفلت بابها من غير اي كلام.
              ***********
جرس باب شقة ملك بيرن، كانت بتجهز مج النسكافية تشربه قبل ما تنزل مستعده للشغل، مسكته وراحت تفتح، لاقت “آسر” “وآمر” ، اول ماشافها قدامه، زقها ودخل وعينه بتدور على “هدهد”، بص وسألها:
– هي هدهد فين؟ لسه نايمه؟
لسه هتجاوبه، خرجت “هدهد” ببجامه النوم البرمودا، وشعرها مفرود على ظهرها، وببتسامه منها سحرت “آمر” اللي عجبته من أول وهله، كانت نظراته تخترقها، صبحت على” آسر”، فرد عليها :
– يالا ياهدهد البسي عشان نمشي.
– نمشي نروح فين لامؤاخذه؟
– هنروح الفيلا عند آمر؛ عشان نبدأ الجد في التدريبات، خلاص إحنا دخلنا في مرحلة الجد، وكل اللي فات ده كان دلع.
على أقرب كنبه قعدت براحتها، وردت ببرود:
– طب ما نبدأ، اية المشكلة، ما إحنا بنشتغل هنا، ايه اللي جد؟
رد آمر ببرود مماثل:
– مش هينفع هنا، لازم تكوني تحت عيني ٢٤ ساعة في اليوم، متغبيش عني لحظة واحده، عشان أنا اللي اتابع بنفسي كل تدريباتك.
بصت “لآمر” اللي كان بيتكلم بثقة كعادته، قامت من مكانها وردت بغضب واعتراض:
– أنا مستحيل اوافق بالكلام ده، يعني أية اعيش في فيلا مع جوز رجاله لوحدي، لا والف لأ مش خوف بس إلا غضب ربنا.
حاول “آسر” يقنعها بأنها مش هتكون لوحدها، والفيلا فيها خدم، والدادا اللي ربتهم، بس هي مش قادره تقتنع، وبعد عده محاولات، حبت تعقد الموضوع، وفكرت وقالت:
– ممكن أوافق بس بشرط، مش هخطي الفيلا، غير ورجلي على رجل ملك.
برقت ليها ملك في اندهاش، مش مصدقة إنها ورطتها معاها، هزت راسها وقالت بصوت عالي:
– لأ طبعاً، أنا مليش دعوة بالموضوع ده، تروحي او متروحيش مستحيل اروح معاكي، بأي صفه اعيش هناك؟
وجهت عينها ليها وقالتلها:
– مش انتي قولتي إننا زي الاخوات، أعتقد دي صفه كفاية أنك متسبنيش ابدا.
هنا حس “آسر”ان حل المشكلة في ايد “ملك”، قرب منها عارف تأثيره وسحر كلامه المعسول، ووقف قصداها، مسك ايدها، واخد منها كوباية النسكافية، وبهدوء اوي قربها من شفايفه، وشرب منها، وبص في عينها، استنشق ريحه برفان خلته يتوح في الريحه دي، ويفتكر شمها فين، كل ده و”ملك” دايبه قصداه مش قادره تقف على رجلها اول مره تكون بالقرب ده حسه جاذبيه تجاهه، اتكلم بنبرة حنونه:
– عشان خاطري وافقي ياملك، حل المشكله بين ايديكي، انقذي الموقف ومتعارضيش.
– ايوة بس.
حط الكوباية على الترابيزة، ومسك ايديها، بنبره كلها ترجي، قلبها دق بسرعه، واجراس الخطر دقت، لاقت نفسها بدون تفكير تهز راسها بالموافقه، ابتسم “آسر”، وصرخت “هدهد” متسغربه، وسألتها:
– انتي بجد موافقه، ملك انتي واعيه لنفسك.
– أيوة ياهدهد موافقه عشان خاطرك.
قرب “آمر” من هدهد، باب فرق الطول مابنهم ، وقالها بلهجة أمره :
– اعتقد كده ملكيش حجة، ياريت تدخلي تغيري بيجامة ميكي ماوس دي، وتجهزي عشان نبدأ اول مرحله في حياة شاهي.
انتبهت “هدهد” للبسها واتحرجت جدا، وجريت من قدامه تدخل الاوضه تغير هدومها، وخدودها احمرت من شدة الكسوف.
ضحك آمر على شكلها وبدأ يعد أول اكتشفاته ليها طلعت بتتكسف. 
وبعد فتره من تجهيز الشنط، كانت “ملك” مع “هدهد” في الاوضة، بتلمم اللي هتاخده بغضب، ضحكت عليها “ملك”، فبصتلها بحده وقالت:
– أنا مش عارفه ازاي وافقتي، يعني بصعبها عليهم؛ تقومي تسهليها كده، مش قادره افهمك ياملك؟
– بصراحه ولا أنا فاهمه نفسي ياهدهد، اول ماقرب مني، توهت ماقدرتش اتلم على نفسي، يخربيت جمال عنيه، ورقته، لاقيت نفسي بوافق على طول، وبعدها استوعبت، ولاقيتك ادتيني فرصه الاعبه واخليه يتشعلق في حب فلك، واجننه زي ما عايزة.
ضحكت “هدهد” عليها وردت:
– يابنت اللذينه، ده انتي طلعتي دماغك سم، لا برافووو عليكي ياملوكه.
فاقوا على صوت “آسر” بيستعجلهم للخروج، ومر ساعة وكانوا كلهم في الفيلا، واول مادخلوا اتفاجئوا بوجود “ميشو” بيقول بفرحه :
– ياهلا ياهلا
  اول ماشافهم جري يحضن “آمر” ويبوس فيه، زقة بعنف :
– ابعد عني اوعى تلمسني ابدا، أنا مش عارف مين اللي جاب الكائن ده هنا.
“ملك” و”هدهد” ماسكين نفسهم من الضحك بالعافيه، اتكلم “آمر” بسرعة:
– في اية بس يا آمر؟ أنا ياسيدي اللي اتصلت بيه يجي يسبقنا؛ عشان هو المسؤل عن تدريب هدهد، وعمل معاها مجهود كبير، وهيكمل بإذن الله.
– خلاص يدرب هدهد، وميقربش مني.
واقف “ميشو” زعلان، بيحاول يقرب منه ويلمس عضلاته اللي مجنناه، وهو كل شوية بيبرق ليه ويزقه جامد:
– لك شو فيك يا زلمي،  ليش هيك ما طايقني؟
نفخ “آمر” بعنف، ووجه كلامه “لاسر” :
– خليه يبعد عني التوتو ده، عشان مرتكبش فيه جناية.
مسكه “آسر” وقاله:
– خلاص بقى ياميشو، ملكش دعوه بيه، وتعالى نشوف هنعمل إيه مع هدهد.
استقر الجميع، ورحبت الدادا بـ”هدهد” و”ملك”، وامرت الخدم بتطليع الشنط في غرفتهم، اصرت “هدهد” إنها تكون غرفه واحده مع “ملك”، زي ما اتعودت، غيروا هدومهم ونزلوا عشان يبدأون اول خطواتها للمجد.
___________________
ومر عدة ايام على تدريب هدهد، بمساعدة ووقوف الجميع ليها، ميشو وآسر كانوا منبهرين بروح التحدي والتفوق اللي بقت عليهم هدهد وتقدمها، حتى آمر لغى كل حفلاته وارتباط ومشغول في تدريب كل يوم بينه وبين نفسه بيزداد انبهار بيها، لكنه لسه بيكابر والاعجاب ده بيظهره مشاكسه ومناغشه ليها، دايماً حالته على صفيخ ساخن، كل لما الايام بتعدي، بيحس ان المعاد قرب بيتعصب أكتر، والكل بيحاول يتجنبه، اما “ملك” بتعيش اسعد أيام حياتها وهي طول الوقت بالقرب من حبيب قلبها “آسر”، اللي استقر معاهم في الفيلا، وده عصب “آمر”، لانه لاحظ قربه من “هدهد” وتفاهمه معها، حاول كتير يفسر الضيقه دي بس معرفش، او بمعني ادق هرب من الإجابه اللي مش عايز يعترف بيها، كل واحد مشغول في مهمه معينه. 
“ميشو” كل اللي شاغله أنه يلاقي فرصة تقربه من “آمر”وهو كل مره يشخط فيه آخر مره كان هيضربه و”هدهد” حاشت عنه بصعوبة “آسر” حاول يساعد في تدريب “هدهد” بس كل مره “آمر” يخترع له أي شغل في الشركه من غير سبب فستلم شغل الشركه كله لحد ماينتهي الموضوع. 
“ملك” كل يوم بتتعلق بي “آسر” اكتر واكتر جتلها فكره مجنونه في يوم اخدت فستان تاني لشخصية فلك معاها الشركه  ولبسته؛ خبطت على باب ودخلت على “آسر” في مكتبه جه نظراته للباب منتظر اللي يدخل لكن أول ما شفاها اتنطر من مكانه واتفاجأ بيها عمره ما اتوقع انه يشوفها تاني بعد يوم الحفله لما فاق من سحر اللحظة وهي اختفت دور عليها كتير وصل بيه الحال انه يجيب كشف الضيوف ويدور على اسمها ولما مالقاش حد بالاسم ده أيقن انها كانت طيف أو خيال احتفظ بيه لنفسه؛ لكن اهي واقفه قدامه واتجنن وقتها، ماكنش عارف يقولها اي قربت عليه مدت ايديها تسلم مع ابتسامه جذابه سلبت كل عقله اتحججت على دخلها بالشكل ده أن مافيش سكرتارية بره وأنها كانت جايه  الشركه مع  صديقه لها شغل هنا  وعرفت انه موجود وقالت تسلم عليه وتعتذر عن اختفأها المره الفاتت، هو حب اللقاء ده وحس انه لسه بعقله وأنها مش تهيؤات زي ما كان فاكر، فضلو يرغو شويه الحوار كان ممتع هو كان مسحور بجمالها وهي كانت عايزه تكون قريبه منه وخلاص لكن هي عندها هدف لازم توصله لامحت كذا مره بالكلام عن الطبقية والعائلات، وأنه لو ماكنش شاب غني ومشهور ماكانت اتعرفت عليه أهم حاجه عندها تكون تحت الأضواء وده شيئ ضيقه  بس تغَضى عنه  خلص الكلام وقفت تمشي “آسر” سحب مفاتيحه:
-استني اوصلك ونكمل كلامنا. 
“فلك” اتفجأت من طلبه وبدون وعي ردت:
-لأ… لأ مش ممكن وبعدين انت عندك اجتماع كمان عشر دقايق مش هينفع. 
خدت بالها من اللي قالته وارتبكت بس سؤاله كان أسرع :
-أي ده بجد عرفتي منين مواعيد اجتماعى؟
-أنا.. شوفت فايل على مكتب بره سوري بس شوفته صدفه قبل ما ادخل.
-على المكتب وملك مش بره هي راحت فين غريبه دي اول مره تعملها. 
“فلك” بستفسار وفضول أنه يقول اي كلمه عليها هزت رأسها وبتسأل؛
-أول مره تعمل أي دي اللي بتقول اسمها اي؟! 
-دي ملك سكرتيرتي مستغرب أنها بقالها (بص في ساعته) اكتر من تلاتين دقيقة مادخلتش عندي بسبب أو بدون سبب. 
ابتسمت بغيظ انه بيقول كده :
اه هم كده السكرتيرات بيستغلوا الفرص عشان يقربوا من مُدِرينهم، في الاخر تلاقي نفسك ايدك في ايد المأذون. 
الوقت بيعدي وهي لازم تختفي حالا وملك تظهر سلمت عليه ومشيت كان خطوه وقفها وسألها:
-استني… تخيلي كل ده وماعرفش أسمك بالكامل أية؟
أبتسمت وقالت له اسمها:
-“فلك” كفايه ده دالواقت ما تستعجل. 
ومشيت تحت غموض كبير بالنسبه له طلعت قدامه من العدم سحرته بجمالها ورقتها ولا يعرف عنها شيئ وأثارت فضوله انه يعرفها اكتر وممكن مع الوقت يغير تفكرها اللي مش حبه واقنع نفسه أن مافيش انسان كامل ويحاول يصل النقطه دي معاها. 
__________________
“صافي” في مكتبها، ماسكه فونها بتتصل   على “كامليا”، وانتظرت ردها :
– ايوة ياكامليا، الشيك وصلك؟
– ازيك ياقلبي، اه ياروحي وصل، أحلى حاجة الواحده تصحى من نومها على شيك بالمبلغ ده، ميرسي ياروحي.
– عشان بس تعرفي اني مش بخلف وعدي زيك، برغم اني مشفتش منك حاجة تستحق بس اعتبرته صدقه.
اعتدلت من قعدتها، ونفخت دخان سجارتها بغضب، وردت عليها بحده وصوت عالي:
– لا ياروحي مش كامليا اللي تقبل صدقه، اظبطي ساعتك ٦٠ دقيقه وهتسمعي الخبر اللي يهدي قلبك، وساعتها هتعرفي اني بشتغل في صمت، وهيوصل صداه ليكي.
ابتسمت بفرح ولانت نبرة صوتها، واتراجعت وقالتلها:
– مش قصدي ياحببتي والله، بس طمنيني بس وقولي هتعملي ايه؟
– اللي بيعمل مش بيقول ياصافي وهتعرفي اني هوفي بوعدي، بس لعلمك الدفعه الأخيره مش هتكون فلوس، وهتنفذي اللي ابلغك بيه.
– هنفذ ايه مش فاهمه؟
– لما يجي وقتها هتعرفي، يالا سلام وانتظري سماع الخبر اللي هيبرد نارك، باي ياروحي.
قفلت معها من غير ما تسمع ردها، وسبتها وهي مسهمه ومحتاره مش عارفه تفكر ولا تخمن هتعمل إيه؟ بصت لساعة اديها تشوف الساعه كام وتسال روحها ياترى بعد ساعه من دلوقتي هيحصل أية؟
___________________
 في جنينة الخلفيه لفيلا “آمر” مازال طاحن “هدهد” في التدريب بتلعب على المشاية، لكن مره واحده وقفت من التعب، ونزلت من عليها بتنهج، وتمسح وشها من العرق المتساقطة منها، قرب منها “آمر” وبحده قال:
– وقفتي ليه؟ اي هنتلكك على أي تاني؟ قولتي نتدرب في الهواء الطلاق واهو طلعنا جيم بحاله بره عشان نخلص وكمان قولتلك زودي السرعه تاني، وانتي مش بتسمعي الكلام. 
نفخت بقوه، حس ان الهوا اللي خارج منها زي الريح القويه، استغرب لغضبها ده بس فاق على صوتها العالي، قعدت على أقرب كرسي:
– ارحمني كل يوم تدريبات، وعجلة، ومشاية، ونط حبل، غير دروس الاتيكيت، ودروس المكياج، وطريقة الكلام، أنا تعبت، عايزة أرتاح يوم، أنا اتخنقت محدش حاسس بيا، نفسي اكل براحتي، الاكل بيكون قصاد عيني ومش قادره اقرب منه، بلاقي ميت ايد تضربني على ايدي لو مدتها بس عليه، تعبت بجد.
كانت بتقول كلامها دفعه واحده، بألم، حس بيه “آمر”، وصعبت عليه، كل التدريبات اللي بيعملوها لعارضة الازياء، وملكات الجمال بتاخد شهور طويله، وهما مكسفنها عليها بشكل صعب، اتعاطف معاها، وقرب منها ووقفها قصاده، ولأول مره تحس بالعطف في نبره صوته، وانه بيتكلم برقه معاها، استغني عن الشخط والنتر والعصبيه قرب منها وقال:
– أنا حاسس بيكي كويس، وعارف إنك بتعملي  مجهود وتعب عليكي، لكن لولا شايف أنك ادها وبتتقدمي، صدقيتي مكناش بذلنا اي مجهود، والأكل صعب بل مستحيل تاكلي زي ما كنتي بتاكلي زمان، لازم يكون جسمك مناسب لطولك، واقل كمان من طولك بخمس كيلو جرام، في مقاييس لازم نرعاها ياهدهد، هانت كلها اسبوعين وترتاحي لما تحققي التحدي اللي بنا وتفوزي عليا، ولا نسيتي.
قال اخر كلامه مع ابتسامه سحرتها، وخلتها مش قادره تتحرك من مكانها، وفاقت من سحر اللحظه على صوت طلق ناري عدت من فوق راسها، وصداها ملى المكان، ضمها بسرعه “آمر” يخبيها ونزلو وراي الإله الرياضيه عشان يحميها، والخوف سيطر عليها، اتفزعت يكون اصابه حاجة، طمنها بعيونه، ووطى رأسها كتر، الخوف مسيطر عليها مسكه في ايده مش عايزه تسيبها، محدش شاف منهم مين اللي ضرب الرصاص. 
واحد متلتم مستخبي وراى شجره، بيدور بعينه عليهم، منتظر ظهورها عشان يطلق رصاصة الغدر، لكن في اللحظة دي الأمن  جه يبحث في كل مكان، “آمر” نبها انها مترفعش راسها وهو هيحاول يقوم، مسكت ايده وحاولت تقوم معاه، فجأة اطلقت رصاصة بسرعة وبغشومية من المتلتم، لما لمح واحد من الأمن، ضربها وجري بسرعه على الموتسيكل وراى واحد تاني مستنيه، من غير ما يتأكد الرصاصه اصابت مين؟
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق ياسين للكاتبة سمسمة سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!