روايات

رواية أقدار بلا رحمة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمة البارت التاسع عشر

رواية أقدار بلا رحمة الجزء التاسع عشر

رواية أقدار بلا رحمة
رواية أقدار بلا رحمة

رواية أقدار بلا رحمة الحلقة التاسعة عشر

وفي تلك اللحظة صدع جرس المنزل وذهب جمال وفتح الباب ليامن وقد أخبرته براء أنه سوف يأتي لها في وجود خالد، ولكن يامن لم يكن بمفرده! دخل يامن وخلفه شخصاً ما وعندما دخل عليهم نظر خالد إلى الشخص الواقف خلف يامن بصدمة كبيرة!! وقفت براء مكانها ونظرت إلى يامن بتساؤل وابتعد يامن عن تلك الفتاة التي تقف خلفه وقال:
– أكيد يا خالد عارف مين مريم مش كده؟
تقدم خالد منها وظل ينظر لها بصدمة وعدم تصديق وبدون أي مقدمات أخذها في أحضانه!! نظرت له براء بدهشة فقال خالد بخوف:
– أنتِ كنتِ فين كل السنين دي!
ابتعدت عنه مريم قليلاً وقالت:
– والله؟ ما أنت اللي اتخليت عني بمزاجك
قالت براء بعدم فهم:
– هو في إيه أنا مش فاهمه حاجه
قال يامن:
– مريم بعد أذنك ممكن تحكي كل حاجه
تنهدت مريم ثم قالت:
– أقول إيه بس
ثم نظرت إلى خالد وصاحت به:
– أنت ليه عملت كده؟! كل السنين دي أنا وبنتي بنعاني بسببك!

 

 

قال خالد بصدمة:
– بنتك؟! أنا مش فاهم حاجه
قالت براء:
– ممكن تفهميني أكتر قصدك أيه
قالت مريم:
– أنا وخالد كُنا زمايل في الجامعة هو كان أكبر مني بسنتين .. اتعرفت عليه في أول سنه ليا كنت مغتربة عن أهلي عشان الجامعة بتاعتي كانت في إسكندرية .. وفي أول سنه أحنا الاتنين حبينا بعض جداً وخالد كان كويس أوي معايا .. أنا مش عارفه ليه حكايتنا قفلت على كده
قالت براء:
– كملي
– وفي أخر سنه ليه وعدني أنه هيطلب أيدي من بابا خلاص لأنه مكنش عنده جيش هو وحيد أهله وأنا صدقته .. كنت بثق فيه لدرجة أني مكنتش بفكر في نفسي وأنا معاه .. وبعد ما أتخرج جالي حالة وفاة وكان لازم أرجع للبلد تاني ومن بعدها وهو اختفى حاولت أوصله بكل الطرق معرفتش .. اتصالات ورسايل ولا كان ليها لأزمة والمصيبة لما اكتشفت بعدها أني حامل..
شهقت براء بفزع فأكملت مريم:
– لما اهلي عرفوا كانوا هيقتلوني وده كان هيحصل فعلاً لولا أبن عمي هو اللي هربني من هناك ومكملتش الكلية بتاعتي بسبب الحمل .. وأبن عمي ده صاحب يامن وقتها كلمه وسفرني القاهرة وخلاني أشتغل في الشركة عنده لحد ما ولدت بنتي نور ومن ساعتها وأنا عايشه ليها ودلوقتي هي عندها ٦ سنين!
قال خالد بصدمة:
– انا عندي بنت!! بس أنا متخلتش عنك يا مريم أنا جيتلك البلد وعزيت خالك التاني! ووقتها هو قالي أنك مخطوبة لابنه وهددني وأنا اللي حاولت أوصلك واتصلت بيكي كتير معرفتش وبقيت اروحلك الجامعة كل يوم على أمل أني أشوفك ده محصلش!
نظرت له مريم بتساؤل:
– محدش قالي أنك جيت! طيب قولي أي إمارة عشان أصدقك
– يومها حصلت حالة وفاة تانية في البلد وطفل صغير اللي أتوفى
نظرت له مريم بدهشة وقالت:
– طب وخالي هيعمل كده ليه؟!
– مش عارف .. بس أنا متخلتش عنك ربنا يعلم أني فضلت أدور عليكِ .. أنا عندي ٣٠ سنه ولحد دلوقتي متجوزتش كنت خايف بعد ما أخد الخطوة دي ألاقيكي وفجأة براء ظهرت قدامي وحسيت أني اتشديت ليها وأنا عمري بيجري .. لكن أنا مش وحش يا مريم!
نظر له يامن بتعجب فقال خالد إليه:
– انت أزاي عرفت بالموضوع ده
– مره مريم ورتني صورة ليك معاها أيام الجامعة ولما شوفتك يوم كتب الكتاب كنت حاسس أني شوفتك قبل كده بس مش عارف فين .. ولما ركزت افتكرت وروحت لمريم

 

 

أقترب خالد من مريم وقال:
– مريم أنا مش وحش .. وأنتِ عارفه أني مش وحش كل اللي حصل ده كان غصب عننا
نظرت له مريم بدموع وقالت:
– أنا اتبهدلت واتهانت أوي طول السنين دي .. بقوا يقولوا عليا واحده معندهاش شرف .. كنت بواجه كل ده لوحدي وكان ذنبي بس أني حبيتك
– أنا آسف .. أنا عارف أنها مش هتعمل حاجه بس أرجوكي سامحيني ده كان غصب عني
ثم صمت للحظات وقال:
– أنا عايز أشوف بنتي
مسحت مريم دموعها وقالت:
– نور تحت في العربية
ثم نظرت إلى يامن فأومأ برأسه ونزل وبعد لحظات دخل الغرفة ومعه بنت صغيرة تشبه أبيها جداً تنظر حولها بتعجب وتساؤل كبير، وعندما وقع بصرها على أمها ركضت نحوها سريعاً وقالت:
– أنتِ روحتي فين يا ماما .. خوفت لما لقيتني لوحدي
نظر لها خالد برهبه وعيون متسعة، تلك هي بنته! نزلت مريم إلى قامتها وقالت:
– حبيبتي متخافيش .. فاكره لما سألتيني عن بابا أمبارح
– أيوه .. ماله؟
– فاكره أنا قولتلك أيه؟
– أيوه .. قولتي أنه مسافر عشان يجيبلي حاجه حلوة كتييير
– بابا رجع دلوقتي يا روحي
نظرت لها نور بصدمة وقالت:
– أيه!! هو فين ده واحشني أوي
– أهو واقف قدامك
نظرت نور حولها بتعجب وقالت:
– هو فين .. ده عمو يامن وده..
وتوقفت فجأة حين نظرت إلى خالد، كان يطالعها بصدمة وعيون قد ترقرقت بها الدموع، اتجهت إليه فنزل إلى قامتها وقالت وهي تتفحص وجهه:
– ده أنا طلعت شبهه فعلاً زي ما قولتيلي يا ماما .. أكني خالد صغير
ثم احتضنته الفتاة الصغيرة بحب واشتياق، تنهد خالد بدموع وحملها بين يديه فقالت نور:
– أنت كنت فين كل السنين دي يا بابا عارف إني زعلانه منك أوي .. الشغل مش أهم مننا عشان تفضل معانا .. بس خلاص أنا مسامحاك بس أوعدني متبعدش عننا تاني
أنزلها خالد وأخذتها مريم بين يديها وقالت:
– لو مش عايز تعترف بينا أنا مش هجبرك على حاجه .. لكن أنا كده خلصت ضميري
مسح خالد دموعه وأبتسم بقلة حيلة ثم نظر إلى براء وقال:
– براء .. أنا آسف لو كنت وعدتك بأي حاجه بس أنا مش هقدر أتخلى عن عيلتي اللي ظهرت من الفراغ ولا هقدر اظلمك معايا .. يامن بيحبك وكده كل واحد بقى مع نصيبه خلاص
نظرت له براء بدهشة وقالت:
– يعني إيه؟
– يعني أنا مش هكمل في الجوازة دي .. ربنا بعتلي هديه من عنده نور بنتي ومريم هحاول اعوضهم حتى لو جزء صغير من اللي فات منهم ومني .. الدنيا فرقتنا مره بس مش هتفرقنا تاني
ثم أتجه إلى مريم وأمسك يدها وقال:
– حقك عليا من أي حاجه شوفتيها .. أول حاجه أحنا هنتجوز على سنه الله ورسوله وبنتي تتكتب على أسمي بعدين نسافر البلد عندك .. أنا معاكي ومش هسيبك حقك عليا

 

 

بكت مريم بقهرة وقالت:
– عارف أن نور فاتها السنه دي من المدرسة عشان مش عارفها اقدملها ورق .. أنا تعبت اوي يا خالد والله
– مفيش تعب تاني والله خلاص أنا معاكي
أتجه إليه يامن وقال:
– واضح أني كنت فاهمك غلط .. بس سوء التفاهم ده جه بفايدة على الأقل اتجمعت ببنتك .. الدنيا دي غريبة يا أخي
قالت براء:
– الدنيا مكنتش قاسية علينا أحنا بس .. كانت قاسية عليكم أنتم كمان أنا عمري ما ممكن أتخيل إحساس مريم وقت ما عرفت أنها حامل وهي لوحدها .. إنك تربي بنت لوحدك لمدة سبع سنين ده نفسه حاجه صعبه .. حتى خالد إحساسك إنك مش عارف توصلها صعب .. زي يامن .. اقدارنا كانت من غير رحمة معانا .. لكن في الأخر ربنا عوض صبر مريم خير وجمعها بخالد ..
قاطعها يامن وقال:
– وجمعني بيكي
تنهدت براء بضيق فقال:
– براء أرجوكي بقى خلاص .. كفاية كل البُعد ده
قال خالد:
– أنا قولت اللي عندي وآسف جداً يا براء .. عن اذنكم
ثم أخذ مريم وابنته وخرج من البيت، كانت مريم تنظر له بابتسامة فرحة وعيون متفائلة وشعرت براحة كبيرة جداً في قلبها، وأخيراً عوضها الله عن كل حزنها وقسوة الدنيا معها..
قال يامن إلى براء:
– أعتقد مفيش عندك حجه تاني .. دلوقتي أنتِ مش مخطوبة
– يامن أنت ليه مصمم تصعب كل حاجه عليا
أنفعل يامن قليلا ليقول:
– لا أنا مش بصعب حاجه عليكِ أنتِ اللي مصممة تبقي عنيدة يا براء!
– مامتك والمجتمع يا يامن
صرخ بها يامن بغضب عارم:
– في داهية كل حاجه!! محدش منهم فادني لما قلبي اتكسر عليكِ!! محدش فيهم فادني وأنا إحساسي بيقتلني كل يوم بسبب اللي حصل بينا أنا مش فارق معايا حد غيرك!
تنهدت براء بضيق فقال:
– براء وافقي بس أرجوكي .. وأوعدك عمري ما هتخلي عنك والله
قالت براء بدموع:
– خايفه .. خايفه اتعشم تاني وتخذلني

 

 

أمسك يدها وقال:
– والله عمري .. عمري ما هعمل كده ثقي فيا المره دي بس .. أرجوكي
وفي تلك اللحظة دلف جمال وكان فاطمه وحنين وقال:
– المره دي أنتِ مش لوحدك يا بنتي .. أنا وماما وحنين معاكي أحنا عيلتك وهنفضل طول عمرنا جمبك ومش هنسمح أنه حد يقل منك تاني .. مش كده ولا إيه
قالت حنين:
– أيوه طبعاً .. وافقي بقى يا براء عشان خاطري
صمتت براء للحظات ثم قال يامن:
– براء .. والله العظيم لو موافقتيش لهخرجك من هنا أرمي نفسي قدام أي عربية عشان أخلص بقى
قالت بسرعة:
– بعد الشر!
أبتسم يامن فصمتت هي للحظات ثم قالت:
– يعني أنت عايز فرصة بس؟
– أيوه واحدة بس
– ولو خذلتني؟
– ساعتها أنا اللي مش هوريلك وشي تاني
– ماشي يا يامن .. أنا هديك فرصة
ضحك يامن بفرحة فقالت هي:
– بس سيبني فترة لحد ما أتقبل الوضع
– خدي الوقت اللي أنتِ عايزاه
اتجهت اليها حنين واحتضنتها بحب وكذلك فاطمة ثم انسحبوا جميعاً وتركتهم وذهبت حنين إلى غرفتها وأخرجت هاتفها ثم أتصلت بشخصاً ما، قال يامن إلى براء بحب:
– طلعتي عيني معاكي .. لو كنت أعرف أن البنت الصغيرة اللي شوفتها من كام سنه دي هحبها وتطلع عيني كده ..
– كنت هتعمل إيه يعني؟
أبتسم يامن وقال:
– كنت هحبها برضو
أبتسمت براء ثم قالت:
– طيب أحنا لو اتجوزنا كده هنعيش فين؟
– القاهرة طبعاً
نظرت له براء بصدمة ثم باعتراض:
– بس أنا مش هقدر أسافر وأسيب إسكندرية بعد كل السنين دي .. مش هقدر أسافر وأسيب بابا وماما أنا ما صدقت أني أحس أن ليا عيله .. كمان شغلي كله هنا والاتيلية مين هيمشيه من بعدي .. أنا مش هقدر أسافر وأسيب كل ده ورايا
ثم خرجت ونادت على جمال وفاطمة حتى يشاركوهم الحوار وقالت لهم أنها لم تقدر على فارقهم فقال جمال:
– متشيليش هم حاجه يا بنتي أهم حاجه سعادتك و بس
– أنا سعادتي معاكم! مش هقدر أسيبكم
صمت جمال وانتظر رد يامن حتى قال:
– و أنا اللي يهمني سعادتك برضو .. أكيد أنا مش هقدر ابعدك عن اهلك ولا عن كيانك وشغلك بالنسبة لعمي جمال وماما فاطمه أنتوا هتيجوا معايا القاهرة وأنا هشتري بيت كبير لينا وحنين ناخدلها شقة قريبة مننا و بالنسبة للاتيلية أنا هفتحلك فرع ليه هناك وكمان عشان تكون ملك قريبة من جدتها .. منقدرش نبعدها عنها كده
قالت براء:
– أنا معنديش مانع .. أنا كل اللي يهمني أن أهلي يكونوا معايا

 

 

نظرت لها فاطمه وقالت:
– يا براء أحنا مش عايزين نبقي حِمل عليكِ يا بنتي .. عيشي حياتك بقى أنتِ تعبتي كتير
أتجه إليها يامن وقال:
– عيب تقولي كده .. أنا كمان هبقى زي أبنك وأنا من أول ما دخلت البيت هنا وأنا حبيتكم وهيبقى من حظي أني أعيش معاكم .. كلنا هنبقي عيله واحده مع بعض على الحلوة و المُره
صمتت فاطمه ونظرت إلي جمال فقالت براء:
– أرجوكم بلاش تسبوني .. و لو أنتوا مش هتوافقوا أنا مش هسافر واسيبكم
فكر جمال للحظات ثم قال:
– أحنا ممكن ناخد شقه جنبكم لكن مش عايزين نتقل عليكم والله
قالت براء بسرعه:
– ناخد دور كامل في عماره أحنا شقة و أنتوا جنبنا أيه رأيكم
قال يامن :
– أنا شايف انها فكره كويسه بس نسمع رأي عمي برضو

 

 

قال جمال بابتسامه:
– توكلنا علي الله
ضحك الأربعة ومر اليوم عليهم بسعادة وظل يامن طوال اليوم معهم و مر اليوم وسط ضحكات فاطمه ومرح جمال وخجل براء وسعادة يامن ومشاكسة حنين
وفي اليوم التالي قرر يامن أن يسافر إلى والدته حتى يخبرها أنه سوف يتزوج براء وأخيراً، ترا ماذا سوف يكون رد فعلها؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أقدار بلا رحمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!