Uncategorized

رواية راهنت عليك الفصل الخامس عشر 15 بقلم عبير فاروق

 رواية راهنت عليك الفصل الخامس عشر 15 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل الخامس عشر 15 بقلم عبير فاروق

رواية راهنت عليك الفصل الخامس عشر 15 بقلم عبير فاروق

طلقه طايشة أصابت واحد منهم بس الأكيد أن التاني هو اللي بيتألم
“هدهد” ضامه “آمر” في حضنها، والدموع عرفت طريقها طول الوقت حبساهم لكن اللي قدمها صدمها رفعت ايدها غرقانه دم الرصاصه جت فيه لكن صداها في قلب “هدهد” بتحاول تصرخ بصوتها، بس للأسف صوتها خانها، مش عايز يطلع، مخنوق، محبوس جواها، بتضمه بخوف وفزع، لدرجة انه مش متخيل أن في حد ممكن يحبه بالشكل ده، نسي كل الألم اللي فيه، ومش عايز غير أنه بس يتأكد ويستلذ بشعوره في حضنها، ويستمتع بخوفها عليه، مثل عليها أنه اغمى عليه، عشان يعرف هتعمل ايه، وهي لما شافته بالشكل ده، صرخت بآااه ملت المكان، جه على اثرها “ميشو” اللي وقف متسمر في مكانه لحظة، وبعدها فضل يلف حولين نفسه مش عارف يعمل اي؛ الخوف والرعب الظاهر على وشه كفيل انه يوضح حاله، حاولت “هدهد” تجمع نفسها فشلت، مسحت وشها مسكته وهزته بقوه، وصوتها منبوح قالت بنبره تحرك الجبل:
– لا فوووق الله يخليك، اوع تسبني بعد ما لقيتك، انت الحلم اللي بيطردني من سنين، اشمعنا الحلم ده يتحقق مانا ياما حلمت بحاجات كتير، اشمعنا ده يتحقق. 
هدهد جه في بالها حلمها اللي كل يوم تفوق منه والقدر بياخد فارس احلامها بكل قسوة كانت فاكرة انها مجرد أحلام وخلاص لكن اهو اتحقق قصاد عنيها ما لحقت تفوق من طعن الزمن فيها كل طربه أشد من اللي قبلها. 
وفجأه لاحظت انه مش بيدي اي اشارة ليه، اتجننت أكتر وصوتها بقى أقوى مسحت دموعها وبدأت تضرب فيه بكل قوة فضله جواها وتكلمه:
– قوم… أنت لآزم تعيش… هقتلك بأيدي هتحمل اي حاجه إلا أنك تموت بين أيدى. 
كان حاسس أنه طاير في السما من شده السعاده، رغم ألمه من ضربها ومن الرصاصة لكن اخيراً لقى  “تفاحة آمر” اللي بيدور عليها بقاله سنين، بصت “هدهد” لميشو” لقته ماسك الفون وبيرتعش بيرن على حد وزعقت فيه الفون وقع من ايده وقالت:
– قرب بسرعه، ونادي على اي حد يشيله معانا عشان ننقذه.
قرب منها ببطئ مهزوز، ومش قادر يشوف الدم بعد عنها فضل ينوح:
-يا ويل قلبي انا على سبع الرجال غدرو فيك يا روحي و ضربوك بقلبك يا روح قلبي. 
هدهد أستنفذت كل طاقتها وصبرها وضمته اكتر  صرخت فيه :
– ميشووو  أخرس خالص. 
 واحد من الأمن جه جري بياخد نفسه بالعافيه، قالها انه اتصل بالاسعاف واتصل بي آسر والاتنين جاين في الطريق، زعقت فيه وامرته انهم لازم يتحركو بسرعه على اقرب مستشفى،  وشالوا “آمر” بسرعه، وركبوا العربيه لاقرب مستشفى، ساق راجل الأمن، و”ميشو” جنبه بيعيط ويلطم زي الستات ، وهي ضماه لصدرها، وبتمسح وشه، ودموعها سابقاه، وقلبها هو اللي بينزف مش هو، بعد دقايق وصلت للمستشفي، قلبت الدنيا في ثواني، صرخت على اي حد ينقذه، حد من  التمريض قرب عليها يسعفه لما شاف وشه عرف أنه “آمر سلامه” المطرب المشهور اخد الترولي وجرى بيه واستدعا الدكتور و دخل العمليات بسرعه، وهي كل قوتها انهارت، وبقت مش قادرة تتحمل، رجليها مكنتش شيلاها، قعدت على الأرض والدموع نازله منها، سيول مش قادره تمنعها ولا توقفها، مش عارفه هي بتكبي خوف لتفقده، ولا على عمرها اللي بيضيع منها، شريط حياتها كله مر قدام عينها، بكت بشده غير اي مره فاتت، فاقت على صوت “آسر” جاي بيجري من آخر الطرقه الطويله قدمها ومعاه “ملك” بتجري وراه، وهو سألها :
– اية اللي حصل ياهدهد؟ آمر جراله اية؟ ومين اللي عمل كده؟
رفعت عيناها الحمرا زي كسات الدم، وملقاش منها اجابة، قربت منها “ملك” وحضنتها، انهارت في حضنها، والصمت سيد الموقف، حاول يفهم “آسر” من “ميشو” معرفش يتكلم من خضته، رد عليه رجل الأمن وحكى له اللي يعرفه، بس التفاصيل كلها عند هدهد” و” آمر” ، الوقت مر كأنه سنين، واخيراً خرج الدكتور، والكل جري عليه يسألوه، فرد عليهم ببتسامه:
– الحمدلله، حالة استاذ آمر بخير جدا، والاصابه جت في كتفه، وخرجناها، وهو دلوقتي تحت تأثير المخدر، اول مايفوق هيروح أوضه عادية، وممكن تطمنوا عليه.
انتهدت “هدهد” واخدت انفاسها وحمدت ربنا أنه نجاه، وانتظرت خروجه بفارغ الصبر.
          *************
في المحكمة “ماهر” في قفص الإتهام عيونه على باب القاعة منتظر اي حد يبل ريقه ويطمنه على “بطة” من وقت ما اتحبس شافها مره واحدة وانقطعت أخبارها حتى “صلاح” لما راح شافه آخر مره سأله عليها توه في الكلام خلاص القاضي دخل والحاجب قال (محكمة) الكل وقف وبردو لسه ماحد جه ولا ظهر، الوقت بيعدي على المظلوم كأنه دهر، المحامي اللي عينته المحكمه ملحقش يدرس القضيه كويس، ويلم كل الخيوط نظرا لقلة خبرته والمحامي اللي “بطه” عينته من البدايه اعتذر من اول جلسه ودي الجلسه التالته.
وجه القاضي سؤاله” لماهر” هل هو مذنب وتم قتل الرجل، اجابه بالنفي، وجهت النيابة إدانتها للمتهم بالقتل العمد والسرقة،
أصدر القاضي حكمه بعد استشارة معاونية بإثبات التهمه المنسوبه إلى المتهم واحالة أوراقة إلى فضيلة مفتي الديار المصرية.
ماهر” قعد في الأرض بعد الحكم مش مصدق نفسه واللي سمعه، وعمال يردد أنه ظلوم وان” بطه” مش هتسيبه، هدافع عنه بعمرها كله؛ القاضي لسه بيحكم في قضايا تانيه، اللي ظالم واللي مظلوم الكل في خانه واحدة مايفرقهم من بعض إلا رب الكون. 
فاق على صوت هو عارفه كويس بيواسيه من بره القفص:
– ماهر أخويا ماتخفش يا خويا، أنا هتصرف وهطلعك من هنا، وربنا يجازي اللي كان السبب.
“ماهر” بخوف ولهفه زي اللي لقى قشايه في عرض البحر:
-صلاح الحقني يا أخويا، هيعدموني وأنا بريئ والله العظيم بريئ، بطه عارفه اني بريئ اسالها هي عارفه.
صلاح رد بخبث:
-اسألها !! اسألها عن ايه بس منها لله.
-بتدعي عليها ليه؟ أنا قلبي وكلني عليها ماشوفتهاش هي والعيال ليكون جرالهم حاجه.
الخوف دب في قلب “ماهر” ودي كانت فرصه “صلاح” عشان يديله الصدمه الاخيرة:
– ماتخافش اوي كده العيال زي الفل، لكن هي اللي حالها اتبدل أمرت المحامي انه مايحضرش معاك من غير ما أعرف؛ عشان كده مالحقتش اقوملك محامي تاني، ولما سألتها عملتي ليه كده؛ قالت خسارة الاتعاب اللي هتدفع لي واحد حرامي وقتال قتله.
“ماهر” مش ملاحق على الصدمات يمكن صدور  حكم الإعدام أهون من حكم “بطه” عليه مش مصدق نفسه ولا اللي بيسمعه، هز دماغه بي نفى ومافيش على لسانه غير كدب… كدب.. صلاح كمل بتأثر :
-تشكر يا أخويا يا ابن امي وابويا، اهو ده أخرتها تكدبني طب ايه رأيك بقى إنها عارفه انه هيتحكم عليك بالإعدام اه ماهي سألت المحامي، وقالت هترفع قضيه طلاق مش عايزه تكون حرم المرحوم الحرامي، اي صدقت بقى أخوك اللي عمره ما يغشك وبجري وراك مع أنك ولا مره اتحبست فيها عبرتني حتى بسجاره ولا سألت عليا. 
 صوت الحاجب كان عالي سمعه بيقول  محكمة الكل قام وقف والعسكري بيشد ماهر يجره  زي الضحيه مغيب عن الكون كله يطلعه من القفص على السجن والبدله الحمرا وصلاح ماشي معاه بيطمنه انه مش هيسيبه وهيستأنف الحكم وهيقومله اكبر محامي.
            ***********
في مكتب “صافي”، ذهنها مشغول، كل شوية تبص في ساعتها، و فجأة الباب اتفتح مره واحده، وكان ابوها اللي نظراته مش مبشرة بالخير، قال بصوت عالي:
– معرفتيش اللي حصل ياصافي؟
قلبها دق وانتظرت تسمع الخبر اللي قالت عليه “كاميليا” :
– اية اللي حصل يابابا خير؟
– مش خير خالص، آمر اضرب بالنار.
وقفت فجأة، والصدمه بانت على وشها، والخوف سيطر عليها والدموع خانتها، قربت منه وسألته بخوف:
– حصله حاجة يابابا، طب هو فين دلوقتي؟
الخبر مغرق كل السوشال ميديا، واتصلت اتأكد من “آسر” اكده وقالي اسم المستشفي موجود في….
مانتظرتش يكمل كلامه، اخذت شنطة ايديها، وجريت تسوق عربيتها بجنون، واتصلت على “كامليا”، واول ماردت صرخت فيها :
– انتي إزاي تعملي كده، انتي للدرجة دي غبيه، أنا قولتلك تموتيه، والله العظيم لو آمر جراله حاجة؛ لادفعك عمرك قصاد عمره ياكاميليا.
حولت تهديها وتبلع كلامها المسموم لأن لسه ما بنهم حساب:
– اهدي بس ياصافي، اطمني زي القطط بسبع أرواح، الاصابه في كفته وقام منها، الغبي جه ينشن على البنت اللي معاه، هو فداها، واخدها هو، المرة دي كان قرصة ودن، وان شاء الله المره الجايه مش هتخيب. 
صافي بندفاع وخوف:
– مره جايه هو لسه في مره جايه والاغبيه اللي مشغلاهم دول يضمنوا للمره الجايه. 
– عايزاكي تطمني وتعرفي أنا مش بلعب، ورجالتي حواليه، وهينتهذوا اي فرصه ويخلصوا عليها.
– كامليا، بعيد عن آمر، مش عايزاه يتأذي، انتي فاهمه؟
– فاهمه ياروحي، روحيله انتي دلوقتي اطمني على حبيب القلب، ومتنسيش تبكي وتبيني أنك متأثره عشانه.
– أنا مش محتاجة ابين حاجة، لاني بالفعل هموت من الرعب عليه، سلام دلوقتي عشان وصلت.
قفلت المكالمه وطول الطريق بتشتم فيها وفي غبأها. 
دخلت بسرعه تجري وسألت على غرفة “آمر” اللي كان طلع واول ما فتح عيونه، كانت “هدهد” قاعده جنبه، والقلق والخوف الصادق، باين عليها، بدون اي تمثيل ولا لابسه أي قناع، شاف الحب بيلمع جواه عيونها، ابتسم وسألها بهمس:
– انتي كويسة، فيكي حاجة؟
هزت راسها بالنفي، حاولت تتكلم، صوتها المنبوح مطلعش، تنحنحت ولسه هترد، دخلت فجأه “صافي” وشافتها مقربه من” آمر” واللي صدمها أكتر لما لاحظت لمعان عينه، والحب اللي باين فيهم وهو بيبص عليها، كتمت غيظها، وقربت عليه، وزقت بإديها “هدهد” اكنها بتشكيل كيس زباله، عشان تقعد مكانها جنبه، ومالت عليه تبوسه من خده، كل ده و”هدهد” واقفه عايزة تجبها من شعرها، في اللحظه دي جه “آسر” وادخل ينقذ الموقف وقال:
– الف حمدلله على السلامه ياحبيبي، كده توقع قلبي عليك؟، منوره ياصافي، تعبتي نفسك ليه؟
– هتعب لأغلى من آمر، ربنا وحده اللي يعلم أنا سوقت العربيه ازاي، لحد ما جيت هنا. 
ابتعد “آمر” عنها، وبعد وشه وابتسم ليها ابتسامه صفرا، وقال:
– الله يسلمك ياصافي، شكرا.
قربت “هدهد” والغضب والغيظ منها جامد، ووجهت كلامها ليها بنفس نظرات القرف والاستفزاز:
– الدكتور قال منطولش في الزياره، عشان يرتاح، يالا نطلع كلنا، عشان النفس بس في الاوضة كتير، والاكسجين قل.
آسر ايد كلامها وشاور لي صافي انها تتحرك 
اتحرجت” صافي” وزاد حقدها منها، ازاي تطردها بالشكل ده، انسحبت بعد ماسلمت عليه وبسته غظب عنه قصاد الكل وخرجت متوعده ليها بشر ملوش مثيل.
“ميشو” كان واقف بعيد، خايف يقرب، لمحه “آمر” ولاحظ حزنه، نادى عليه:
– تعالى ياميشو، واقف بعيد ليه؟
-بدي اعبطك بس ما بقدر اتحمل شوفك موجوع يا روحي. 
آسر بص لي آمر وانفجر ضحك على طريقة ميشو وحبه العجيب لي آمر. 
– لا اطمن من بعيد لبعيد كده، الله يسلمك. 
“ملك” اطمنت عليه، والكل خرج وكانت “هدهد” اخر واحده، نادى عليها بنبره ضعيفه، لفت وقربت منه وقالت:
– في حاجة وجعاك، انادي للدكتور؟
هز بالنفي، ومد ايده يمسك اديها، ورفعها يبوسها برقة مش متعوده عليها، حست انها طايره من لمسته، بص في عيونها وقال:
– شكرا على اللي عملتيه معايا ياهدهد، انتي فعلا بميت راجل.
سحبت ايدها، وابتسمت بحب، وقالت:
– متشكرنيش على حاجة، أنا لو بأيدي، كنت افديك بروحـ….. .
قطعت آخر كلماتها كانت بدون وعي منها، انتبهت على ابتسامته، حاولت تصلح اللي قالته :
– اقصد يعني، حمدلله على السلامه، هسيبك عشان ترتاح.
خرجت وطلب منها تنادي على “آسر”، اللي دخل بسرعه، وقعد جنبه وسأله:
– أنا عايز أعرف ايه اللي حصل؟
اتنهد وحكى كل شئ، ونظرات الصدمه علي وجه “آسر”، استنى لما خلص كلامه وسأله:
– هي لسه التهديدات بتجيلك؟! 
ولا انقطعت من آخر حفله عملتها. 
-فعلاً انقطعت من وقتها؛ احساسي بيقول أنه مش أنا المقصود، اللي كان بيصوب هدفه هدهد مش أنا؛ لأني كنت قدامه طول الوقت. 
– تفتكر مين اللي له مصلحه في كده؟ 
مستحيل تكون… لا مش ممكن توصل للأجرام ده. 
– مفيش حاجه اسمها مستحيل، واهو حصل في عز النهار كمان، الله أعلم المره الجايه هتصيب مين لازم تكثف الأمن وتزود الكاميرات، وأهم حاجه هدهد ماتغبش عن عيني لحظه واحده لحد ما نعرف آخره الموضوع اي. 
– ماتقلقش ياحبيبي، خلي بالك أنت من نفسك، ومتشلش هم حاجة، هتصل بمدير الأمن لشركتنا، واجيب ناس تأمن الفيلا كويس جدا، وهدهد هتكون في عنيا، ارتاح أنت شوية، عقبال ما أوصل البنات الفيلا.
شاور له بالموافقه، وخرج ليهم، وبلغهم أنه يوصلهم، لكن “هدهد” رفضت بشده، وصممت متسبش “آمر” لحظة واحدة، حاول كتير معاها لكن قدام تصممها، طلب من العبودي جارد يوصل ملك على الشركة وميشو سابهم ومشى بس هيرجع لهم تاني، وهو استنى معاها، خاف يسبها لوحدها، لحسن حد يأذيها تاني.
استاذنت “هدهد” من آسر”عشان تروح تغسل وشها وتفوق شوية، وهي ماشيه سمعت صوت واحده بتنادي على الممرضة تلحقها قلبها دق بسرعه، حسه ان الصوت ده اقرب ماليها في الدنيا، بصت بعيد عليها لاقتها امها” عزيزة” جريت عليها بكل شوق الأيام اللي فاتت نادت بصوتها المبحوح، لكنه وصل لامها، اول ما لمحتها نسيت الدنيا وما فيها، ضمتها بحنان ام طال غياب ضنها وهدهد ما صدقت تلاقي حضنها تترمي فيه، بيحكو ويسالو في بدون همس كل اللي طالع منهم صوت أنين دمعهم وأخيراً قدرت عزيزة تخرجها من حضنها وتسالها عن حالها:
– هدهد بنتي، حببتى، وحشتيني اوي ياضنايا، كنتي فين ياقلب أمك، عايشة ازاي؟ واية يابنت الحلاوة اللي بقيتي فيها دي؟ وعرفتي ازاي ان احنا هنا؟ يالهوي دم اي الدم ده حصلك اي جرالك حاجه انطقي ياهدهد وقعتي قلبي. 
ابتسمت على طريقة امها اللي مش بتتغير ابداً وردت عليها:
– عمرك ما هتتغيري ابداً يازوزو، لما بتفتحي في الأسئلة محدش بيوقفك، هحكيلك كل حاجة لما نقعد، بس الاول انتي هنا ليه، و بتعملي اي في المستشفى الغالية دي؟! 
– عبده تعب تاني، وجاتله الازمه، صرخت وناديت اهل الحته تلحقني، اتصلوا بالاسعاف، والراجل بتاع الاسعاف قالي لو راح مستشفى حكومه هيتبهدل، راحوا جابونا هنا، كشفوا عليه واسعفوه، ولسه فايق بشوف دكتور يجيله، لاقتك اقدامي.
– ياحبيبي ياعبده، هدخل اشوفة على ما تنادي الدكتور. 
– يابنت احيكيلي بس، انتي مستخبيه فين، واحوالك ايه؟
جريت على الأرض وبصتلها وشاورت بأديها بعدين، ودخلت تطمن على عبده، اللي اول ما لمحها؛ مد إيده بحنان زي ما بيعمل معاها دايماً عشان تقرب منه، جريت عليه تحضنه، ودمعها بتسبقها عليه، اتكلم معها بصعوبه وقال:
– طمنيني عليكي يابنتي؟
-أنا بخير ياعبده، متشلش همي، قوم انت ياسندي، وشد حيلك.
رد وهو بينهج اوي، وبكلمات متقطعه قال:
-حيلي اتكسر بعد غيابك وقلبي محروق عليكي. 
هدهد مسحت دموعه ودمعها وكلمته:
-بس خلاص بلاش دموع مش هسيبك من النهارده، طز في اي حاجه تبعدني عنكم لا هخاف من سجن ولا من دياب ولا من حد في الكون غير ربنا، اكيد هيخرجني منها زي الحكايه اللي حكتهالي صح يا عبده ربنا بينصر المظلوم مهما كان جبروت الظالم مش ده كلامك بس أنت قوم بالسلامه. 
عبده بيردد نفسه ودموعه نزله اه ياهدهد ربنا موجود بس الظلم عليكي قوي كنت بصبرك بحياتي عشان تقدري تقومي جبروت الايام لكن دالواقت ماعدش ينفع. 
طلع صوته بصعوبه وقالها:
– اسمعيني كويس ياهدهد، مفيش وقت، لازم أقولك على السر اللي في قلبي قبل أمك ماتيجي.
برة الاوضة كانت “عزيزة” ماشية بعد ما خرجت من عند  الدكتور، وقالها هيجي حالا يشوف الحاله، وفجأة لمحت “دياب” طالع من الاسنسير من بعيد بيبيص على رقام الأوض، جريت على بنتها تهربها، دخلت تصرخ :
– اهربي بسرعة ياهدهد، دياب جاي ورايا، مفيش وقت. 
عبده بتعب:
اجري ياهدهد واوعي تنس اللي قولتلك عليه يابنتي. 
لمحت عزيزة الدموع في عنيها، وسابتهم في لحظة انكسار وجريت بسرعة قبل ما “دياب” مايشوفها بس لمح عزيزه وهي بتبص دخلت بسرعه وجت تقفل الباب زق الباب  ودخل غضبان وبيزعق فيها هي وعبده:
– فين هدهد ياوليه؟
– وليه لما يولولوا عليك ساعة وسكتوا.
– هربتيها تاني صح، عارف انها هنا أنا هوريكي، انطقي.
مسكته من هدومه، عشان تدي فرصه لهدهد تبعد اكتر، وفضلت تصرخ وتنادي على حد ينجدها، لمحت بعنيها عبده الازمه بتزيد ومش قادر يتكلم، او ينادي عليها، كان بيشاور وصوت متقطع؛ سبها سبها، وقوته بتضعف لحد ما ايده نزلت جنبه وعيونه سلمت، وهي واقفه بتصرخ وبس، بين نارين، عايزة تنقذ بنتها، ومش عارفه تعمل ايه لجوزها، جه الدكتور والتمريض بسرعه، لكن عقبال ما قرب منه كان السر الالهي طلع وقابل رب كريم، وفضلت تبكي وتنوح.
بره “هدهد” بتنهج، حاسة إنها مقسومه اثنين، مصدومه من كلام “عبده” 
بتجري ومش عارفه هي بتهرب من اية ولا اية.
الكل خرج من اوضته يشوف مين اللي بتصرخ دي، لمح “آسر” “هدهد” وهي بتبعد عن عينه، بص للست اللي بتزعق، وجري يشوفها راحت فين، واية علاقتها بصريخ ده؟ خرج وراها ساق عربيته وعينه بتدور عليها، لمحها نادى بأسمها :
– اركبي بسرعه ياهدهد.
ركبت وهي بتنهج، والدموع بنتزل من عينيها في لحظة عمره ما شافها قبل كده، مش متعود على نظرات الضعف والانكسار دي منها، قلبه وجعه من غير مايعرف السبب، طبطب على اديها وقال:
– اهدي ياهدهد، كل مشكله ولها حل، بتهربي من اي؟! وليه وبتجري بالشكل ده؟
رفعت راسها وبصت في عيونه، وسكتت مقدرتش تقول أية؟ تقوله انها هربانه من جريمة بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا تقوله هربانه من اللي مش بيرحم حد يقف قدامه، استمر السكوت بينهم حس إنها مش عايزة تتكلم، او إنها خايفه منه، رفع ايده وحطها على مقبض العربيه بيسوق، وعينه قدامه وقال بزعل:
– معقول أنتي لحد دلوقتي مش واثقه فيه أنك تقولي سرك، صدقيني مش هتلاقي حد يخاف عليكي ادي، قولي ومتخبيش عني حاجة؟
بس الصمت كان سيد الموقف و الرد عليه. 
-هحترم سكوتك وهنتظرك لحد ما تثقي فيه وتقدري تحكيلي. 
هزت رأسها دليل انها سمعاه، وده أكد له ان الموضوع كبير وأنه لازم يكون جنبها عشان يدخل في الوقت المناسب، بس فضل يفكر هل اللي كانت بتجري منه ده له علاقه بضرب النار اللي حصل لهم؟!  ولا دي مشكله تانيه؛  تاه في أفكاره وهي كمان تايهه في دوامه جديدة من كلام عبده والسر اللي طلع لها وهيقلب حياتها رأساً على عقب، ومن ناحيه “دياب” اللي وراها في كل حته. 
 وصلو الفيلا، استقبلها “ميشو” اللي كان واقف مع الخدم بينظم البيت والجنينه وعمال يسألهم، ويتأمر عليهم كانوا فين وقت إطلاق الرصاص، وازاي ماحد سمع واحده منهم ردت وهي بتعيط من اللي سمعوه عن الحادث :
– مدام نيفين اخدتي أنا ومرفت روحنا على المول القريب من هنا نشتري شويه حاجات مستر آمر طلبها منها (شاورت على واحده من اللي واقفين ) وسعاد اخدت إذن ساعه تودي مامتها للدكتور ومدام نيفين وافقت واخرجنا كلنا سوى ماحدش يعرف ان ده كله هيحصل. 
ميشو بصلها بعيونه زي المحقق كلومبو:
-هيك رح اتحقق من حكيك هيدا و روحي شوفي شغلك بلا كسل. 
“ميشو” لمحهم قرب من” آسر” بقلق وخوف بيسأله عن” آمر”، وطمنه، تزامن مع دخول “ملك” اللي جريت عليها أول ماشافت وشها، واخدتها لفوق عشان تفهم منها أية اللي مخلي وشها بالشكل ده؟
“آسر” سأل على “نيفين” واحده ردت عليه قالت إنها أول ماسمعت اللي حصل من الأمن اغمى عليها، وأول ما فاقت جريت زي المجنونه ياحول الله تطمن على مستر “آمر” 
مسك “ميشو” من كتفه وأمنه يخلي باله من البنات، وأكد على الحرس الجديد وشدد الأوامر أن مافي نموسه تدخل أو تخرج بدون إذن، وخرج عشان يروح المستشفى، وهو بيسال نفسه الايام خبيه اي تاني؟! 
ملك فضلت جنب هدهد لحد ما نامت واطمنت عليها سبتها وخرجت عدي وقت كبير وفتحت عيونها على ايد بتلمس وشها ابتسمت لما فكرته آمر لكن سمعت صوت دياب وهو بيقول لها:
فكرك هتهربي مني كتير؛ بس لقيتك في الاخر… 
يتبع..
لقراءة الفصل السادس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عشق ياسين للكاتبة سمسمة سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!